موسوعة بطل العلقمي

اسم الکتاب : موسوعة بطل العلقمي

المؤلف : تأليف سماحة آية الله المحقق الكبير الشيخ عبد الواحد المظفر قدس سره
المطبعة : مؤسسة الشيخ المظفر الثقافية العراق النجف الاشرف مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت لبنان

 

 

 

14- كعب بن لؤي بن غالب:


كل وصف ربما يتجاوز الواصف فيه قدر موصفه في المدح والتفريط مبالغة وإغراقا في الإطراء والثناء إلا ما كان من وصف آباء النبي (ص) فإن الواصف لهم يقصر وإن ضنه السامع مبالغا في الثناء وغاليا في الاطراء، ولا إغراق في قولنا أن كعب بن لؤي إن لم يكن ملكا سياسيا فإن له عظمة الملوك وقدر السلاطين، لأن رياسة عظيمة في مكة وظواحيها تشكل مملكة حاطها بالعدل والإحسان وحصنها بالمعروف وحماها بالعزم من كل معتد، ومنعها من الغزاة والطامعين، وضم إلى أخلاقه النفسية ومزاياه الغريزية مجدد الأسلاف ومآثر الآباء، فقل بلا تحاش أنه أجود العرب نائلا وأعظم العرب وأكثرهم فواضلا وفضائلا، في بائية الناشئ، وما أبعدها قصيدة وأفحلة شاعرا:
وكعب علا عن طالب المجد كعبة فنال بأدنى السعي أعلا المراتب
قال المارودي في أعلام النبوة(2): وأفضت معالم الحج من أوزاع مضر إلى قريش فوليها منهم كعب بن لؤي بن غالب فكان يجمع الناس في كل يوم جمعة ويخطب فيه على قريش، فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويقول: حرمكم عظموه وتمسكوا به فسيأتي له جلي نبأ عظيم، وسيخرج منه نبي كريم، وهو أول من أفصح بالنبوة حين شاهد آثارها، وعرف أسرارها من إنقياد العرب إليه تدينا بحرمهم، وإعظاما لكعبتهم، وكان ذلك إلهاما هجست به نفسه، وتخيلا صدق به حدسه، لأن لك خطب نذير، ولكل مستقبل بشير، إنتهى.
نحن لا ننكر عليه صدق الحس بالفراسة، وتطبيق الحدس الصادق على ما يجب الإذعان به والتصديق له، لكن المخيلة الصادقة والشعور الوهمي والهواجس الحدسية إنما تصب كليات الاشياء، وتخطئ جزئياتها، وتفوتها المعرفة بالدقائق التي يقع بها الفصل، وهذه إنما تكون بأسباب العلم وحده، والحمل له من ينابيع الوحي المشافة به الأنبياء وارسل، وما جاء عن كعب بن لؤي من التنصيص على
(1) مناهج الالباب 2/ 203. (2) أعلام النبوة: ص121.
(56)
صفة ذلك النبي الكريم وذكر إسمه محمدا تصريحا وكيفية بعثته وموضوع البعثة كلها من الامور التي تدل على غزارة علمه، واطلاعه على علوم الأنبياء السالفين، وإنها ليست من هواجس الخواطر ولا تخيلات الأفكار وحدها.
ذكر أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة(1) وأبن واضح في تاريخه(2) – ولفظ الاخير-: فأما كعب بن لؤي فكان أعظم ولد أبيه قدرا وأعظمهم شرفا، وكان أول من سمى يوم الجمعة لاجمعة وكان يسمى عروبة فجمعهم فيه، وكان يخطب عليهم ويقول: إسمعوا وتعلموا أو اقيموا وأعلموا أن الليل ساج والنهار ضاح والأرض مهاد والسماء عماد والجبال أوتاد والنجوم أعلام والأولون كالآخرين والانباء ذكر، فصلوا أرحامكم وأحفظوا أصهاركم وثمروا أموالكم، فهل رأيتم من هلك رجع أو من مات نشر الدار أمامكم والظن غير ما تقولون وحرمكم زينوه وتمسكوا به، فسيأتي له نبأ عظيم وسيخرج منه نبي كريم ثم يقول:
نهار وليل كل أوب بحادث سواء علينا ليلها ونهارها
يؤبان بالاحداث حين تأوبا وبالنعم الضافي علينا ستارها
صروف وأنباء تغلب أهلها لها عقد ما يستحل مرارها
على غفلة يأتي النبي محمد يخبر أخبارا صدوقا خبارها
ثم يقول:
فيا ليتني شاهد فحواء دعوته وإذ قريش تبغي الحق خذلانا
لو كنت ذا سمع وذا بصر ويد ورجل لتنصب إليه تنصب الجمل، ولا رقلت إليه إرقال الفحل، فرحا بدعوته، وجذلانا بصرخته، فلما مات كعب أرخت قريش بموت كعب، إنتهى.
وفي دلائل أبي نعيم أن بين موته ومبعث النبي (ص) أو مولده ستمائة وستون سنة، وكذلك في السيرتين الدحلانية والحلبية.
وفي الحلبية: إنه قيل له كعب لعلوه وأرتفاعه لأن كل شيء علا وأرتفع فهو كعب، ومن ثم قيل للكعبة كعبة، ولعلوه وأرتفاع شأنه أرخوا بموته حتى كان عام الفيل أرخوا به، وبعد عام الفيل أرخوا بموت عبد المطلب.
قال الطبري في تاريخه(3): وأم كعب ماوية فيما قال اب إسحاق وابن
(1) دلائل النبوة 1/22 طبع حيدر أباد. (2) تاريخ اليعقوبي 1/194 طبع النجف.
(3) تاريخ الطبري 2/185.
(57)

(57)
الكلبي: ماوية بنت كعب بن القين بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة، وله أخوان من أبيه وأمه أحدهما يقال له عامر، والآخر أسامة وهم بنو ناجية(1)، ولهم أخ قد انتمى ولده إلى غطفان، وكان يقال له عوف، وأمه الباردة بنت عوف بن غنم عبد الله بن غطفان، ذكر أن الباردة لما مات لؤي بن غالب خرجت بأبنها عوف إلى قومها، فتزوج بها بها سعد بن ذبيان.
ولكعب أخوان أيضا من أبيه أحدهما خزيمة وهو عائدة قريش، وعائذة أمه وهي عائذة بنت الخميس بن قحافة بن خثعم، والآخر سعد ويقال لهم بنانة وبنانة أمهم فأهل البادية منهم اليوم فيما قيل في بني أسعد ابن همام في بني شيبان وأهل الحاضر ينتمون إلى قريش.
ومثله ذكر ابن الأثير(2): وزاد إنه يكنى أبا هصيص، وكان عظيم القدر عند العرب فلهذا أرخوا بموته إلى عام الفيل، ثم أرخوا بالفيل، الخ.
وفي تاريخ الخميس(3): وأما كعب بن لؤي وعامر بن لؤي فهما أهل الحرم، وصريح ولد لؤي وكان كعب منهما عظيم القدر في العرب، وأرخوا بموته إعظاما له إلى أن كان عام الفيل فأرخوا به، وكان بين موته والفيل فيما ذكروا (520) سنة، وقيل: بين موت كعب ومبعث النبي (560) سنة.
وفي محاضرات الاوائل والاواخر: أول من ولد بمكة كعب بن لؤي، وأصاب ملكا أطاع له به قومه، فكان شريف أهل مكة لا ينازع فيها، إلى آخر كلامه، وفيه هبط ظاهر لمن تأمله فإنه جمع بين ما كان للكعب من المآثر وما كان لقصي بن كلاب.
أولاد كعب بن لؤي
وهم ثلاثة مرة وعدي وهصيص، قاله في البداية والنهاية عن ابن إسحاق.

(15) مرة بن كعب بن لؤي بن غالب:


كان رجلا شريفا سيدا مطاعا مسموع الكلمة عند العرب، نافذ الأمر عند عشيرته، انتقلت إليه الزعامة العدنانية وولاية الحرم الشريف بعد أبيه كعب، وإن
(1) بنو ناجية أدعياء لا يصح انتسابهم الى قريش، صرح به المسعودي وغيره.
(2) الكامل في التاريخ 2/11.
(3) تاريخ الخميس 1/118.
(58)
هذه النفسية التي حواها مرة لتمثل الآباء الحر والمجد الصميم، وإن الروح العربية المحضة التي فيه لجديرة بأكتساب كل خصال الكمال، فأصبح في عاصمة العروبة أم القرى مثالا للكمالات، فرحمة الله على تلك الروح العربية الساذجة ماذا أبدعت بفطرتها من المزايا والأخلاق المميزة للشخصيات النابهة، ومنها تلك الشخصية العربية التي تميزت نفسا ومنتمى، وتقدمت أثرا ومأثرة.
للمؤلف:
ومن بنى على أساس محكم وأتقن الصنعة فهو الحاذق
وفي بائية الناشئ:
ومرة لم يحلل مريرة عزمه سفاه سفيه أو محوبة حائب
قال ابن واضح(1): كان مرة ابن كعب سيدا هماما، الخ.
ويكنى أبا يقظة، قاله في سبائك الذهب.
قال في تاريخ الخميس(2): وتزوج كعب وحشية بنت شيبان بن محارب بن فهر، فهي فهرية أيضا، وسابعة الجدات النبويات، فولدت له مرة.
وفي الاكتفاء: فولد كعب بن لؤي وهصيصا وعديا وأمهم وحشية بنت شيبان بن محارب بن فهر بن مالك، وقيل: إن أم عدي وحده أمراة من فهم وهي حبيبة بنت بجالة بن سعد بن فهم بن بن عمرو وبن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار.
وقال الطبري في التاريخ(3): وأم مره وحشية بنت شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وأخواه لأبيه وأمه عدي بن كعب وهصيص بن كعب.
وقيل: إن أم هؤلاء الثلاثة مخشية، وقيل: إن أم مرة وهصيص مخشية بنت شيبان بن محارب بن فهر، وأم عدي رقاش بنت ركبة بن نائلة بن كعب بن حرب بن تيم بن أسعد بن فهر بن عمرو بن قيس بن عيلان، إنتهى.
أولاد مرة:
قال ابن كثير في البداية والنهاية: وولد مرة ثلاثة: كلاب بن مرة، وتيم بن مرة، ويقظة بن مرة، من أمهات ثلاثة.
(1) تاريخ اليعقوبي 1/195. (2) تاريخ الخميس 1/173.
(3) تاريخ الطبري 1/185.
(59)
ويذكر ابن الاثير في تاريخه أن أم كلاب هند بنت سريربن ثعلبة بن الحارث ابن فهر، وأن يقظة أمهما اسماء بنت حارثة البارقية، وقيل: يقظة لهند بنت سرير أم كلاب.

(16) كلاب بن مرة:


واسمه حكيم وقد قرر قواعد الزعامة تقريرا متقنا وقد أقامها على أسس محكمة، وكان مع شرف الأرومة ومجد المحتد كسوبا للمكارم، فعالا للفضائل، وقد ساد العدنانية بعد أبيه، وهابته القبائل العربية، واعترف له بالرئاسة.
وقال ابن واضح(1): وشرف كلاب بن مرة وجل قدره وأجتمع له شرف الأب والجد من قبل الأم لأنهم كانوا يجيزون الحج ويحرمون الشهور ويحللونها، فكانوا يسمون النسأة(2).
وقال السيد الدواوودي في العمدة(3): كلاب واسمه حكيم، وإنما سمي كلابا لأنه كان يحب الصيد فجمع كلابا يصطاد بها، وكانت إذا مرت على قريش قالوا: هذه كلاب بن مرة ينون حكيما، فغلب عليه، وفيه يقول الشاعر:
حكيم بن مرة ساد الورى ببذل النوال وكف الأذى
أباح العشيرة إفضاله وجنبها طارقات الردى
وفي تاريخ الخميس: فتزوج مرة نعمى النبويات، فولدت له كلابا واسمه حكيم، وقيل: عروة، وهو إما منقول من المصدر الذي في معنى المكالبة نحو كالبت العدو مكالبة وكلابا أو من الكلاب جمع كلب لأنهم يري\ون الكثرة كما يسمون بسباع.
(1) تاريخ اليعقوبي 1/ 195.
(2) نسأة الشهور وهم البسل عند العرب، قال ابن هشام (سيرة ابن هشام 1/99) عن ابن إسحاق: وفيهم كان البسل، والبسل فيما يزعمون نسئهم ثمانية أشهر، حرم لهم من كل سنة من بين العرب قد عرفت ذلك العرب لا ينكرونه ولا يدفعونه يسريون به إلر بلاد العرب حيث شاؤوا لا يخافون منهم شيئا، قال زهير:
بلاد بها نادمتهم وألفتهمم فإن تقويا منهم فإنهم بسلم
أي حرام، يقول: ساروا في حرمهم، الخ. والنسأة بمعنى آخر ذكره في غير موضع وذلك ان
الناس إذا احتاجوا الى قتال بعض الاشهر الحرم يقوم فيهم فيخطب ويقول: قد أحللت لكم
أحد الشهرين الحرامين إما ذا الحج أو المحرم، وحرمت مكانه صفر، وإياه عنى الله تعالى
بقوله: «إنما النسيء زيادة في الكفر» [التوبة: 37].
(3) العمدة: ص11.
(60)
وسئل أعرابي: لم تسمون أولادكم بشر الاسماء نحو كلب وذئب، وعبيدكم
بأحسن الاسماء نحو مرزوق ورياح؟
فقال: إنما نسمي أبنائنا لأعدائنا، وعبيدنا لأنفسنا.
يريد أن الأبناء عدة للأعداء، وسهام في نحورهم فأختاروا لهم هذه الاسماء.
وفي الاكتفاء: فولد مرة بن كعب كلابا وتيما ويقظة، قال ابن إسحاق: فأم كلاب هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة، وأم يقظة البراقية امراة من بارق من لارد من اليمن، وهي أم تيم، ويقال تيم لهند بنت سرير.


(17) قصي بن كلاب:


إن أثر قصي في تأسيس الدولة القرشية الباقية إلى اليوم ظاهر لا يستراب فيه، كانت قريش متفرقة في الأقطار ليست لها جامعة ولا رابطة، فمن قطان الحرم ومن سكان الضواحي ومن أعراب رحالة كمنتجعة تسكن خيم الشعر وتنتقل في طلب المراعي، فشب قصي وقريش أشتاتا والسيطرة والسلطة لخزاعة، ومآثر الشرف مقسومة بين بعض القبائل المضرية من كنانة وتميم وعدوان وغيرهم، فشمر قصي عن ساعد الحزم واستجاش قومه ومعارفه من العرب، وإخوته وأخواله من قبائل قضاعة، فصمد نحو خزاعة فصدمها صدمة قاضية أخرجها إلى الضواحي وانتزع جل الماثر التي كانت لأسلافه، وكانت تفرقت في بطون العرب، فجمعها في قريش، وأسس له حكومة جعل عاصمتها مكة وخطط خططها، وأنزل قبائل قريش فيها وبضواحيها حوله، فكانت على ذلك قريش البطاح وقريش الظواهر، وأشترع لقريش مشاريع بقيت متبوعة حتى جاء الإسلام فمحا كل عادة جاهلية ودامت هذه السلطنة حتى أتصلت بالإسلام، فقام النبي (ص) بتشييدها، ثم تحولت خلافة ثم انقلبت سلطنة، وهي حية إلى اليوم باقية إلى آخر الدهر إلى الحشر حتى يبعث الله قائما يفرج عنا الهم والكربات،
قال ابن قتيبة في المعارف(1): وأما قصي بن كلاب فأسمه زيد وكان يسمى مجمعا، وذلك أنه جمع قبائل قريش وأنزلها مكة، وبنى دار الندوة وأخذ المفتاح.
وقال الداوودي في العمدة(2): قصي واسمه زيد، وإنما سمي قصيا لأن أمه
(1) المعارف: ص32. (2) العمدة: ص10.
(61)
فاطمة بنت سعد بن شبل الزدية من أزد شنؤة تزوجت بعد أبيه كلاب ربيعة بن حزام بن سعد بن زيد القضاعي، فمضى إلى قومه وكان زهرة بن كلاب كبيرا فتركته عند قومه وحملت زيدا معها لأنه كان فطيما فسمي قسيا لأنه أقصي عن داره وشب في حجر ربيعة بن حزام لا يدريإلى أنه أبوه إلى أن كبر فتنازع مع بعض بني عذرة، فقال له العذري: إلحق بقومك فأنك لست منا، قال: وممن أنا؟ قال: سل أمك تخبرك، فسألها، فقالت: أنت والله اكرم منهم نسا ووالدا ونسبا، أنت بن كلاب بن مرة آل الله وعند بيته، فكره قصي المقام دون مكة فأشارت عليه أمه أن يقيم حتى يدخل الشهر الحرام ثم يخرج مع حجاج قضاعة، ففعل، فلما سار إلى مكة الشريفة تزوج إلى حليل بن حبشية الخزاعي ابنته حبى، وكان حليل يلي أمر الكعبة، وعظم أمر قصي حتى استخلص البيت من خزاعة وحاربهم وأجلاهيم عن الحرم وصارت إليه السدانة والرفادة، وجمع قبائل قريش وكانت متفرقة في البوادي فأسكنها في الحرم ولذلك سمي مجمعا، قال الشاعر:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا به جمع الله القبائل من فهر
وبنى دار الندوة وهي أول دار بنيت بمكة فلم يكن يعقد أمر تجتمع فيه قريش إلا فيها، فصار له مع السدانة والرفادة والسقاية والندوة، إنتهى.
دار الندوة كسراي ومحكمة سياسية تقصل الدعاوى والخصومات، وبها تشهر الحرب ويعقد الصلح والهدنة، وتقع المشاورة، وتعقد الألوية، وتنفذ سائر الاحكام.
قال المارودي في أعلام النبوة(1) بعد أن ذكر إجلاء خزاعة عن مكة وجمعه قبائل قريش: وكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء وصارت سنته في قريش كالدين لا يعمل بغيره فزادت القوة بجمعهم حتى عقد الألوية وجدد بناء الكعبة وهو أول من بناها بعد إسماعيل «عليه السلام» وبنى دار الندوة للتحاكم والتشاجر والتشاور وهي أول دار بنيت بمكة.
أما الباقون كالطبري والديار بكري واليعقوبي والسير الثلاثة فقد أطنبوا في ذلك حيث أنا ترجمنا له في الميزان الراجح «المخطوط» ترجمة حافلة تركنا الاطالة هنا إ المقام لا يحتملها، ونذكر ما يتعلق بنسب أمه لأن الموضع يقتضيه.
ذكر في تاريخ الخميس(2): فتزوج كلاب فاططمة بنت سعد م نأزد السراة
(1) أعلام النبوة: ص121. (2) تاريخ الخميس: 1/193.
(62)
فهي أزدية وخامسة الجدات النبويات، فولد له قصيا واسمه زيد، وقال الشافعي: يزيد، وفيه نور رسول الله (ص).
وفي الاكتفاء: فولد كلاب رجلين قصيا وزهرة، وأمهما فاطمة بنت سعد بن سيل أحد الجدرة من خثعمة الأزد من اليمن، وإسم سيل خير، وإنما سمي سيلا لطوله، وسيل إسم جبل، وهو خير بن حمالة بن عوف بن غنم بن عامر الجدر بن عمر بن خثعمة بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن الأزد، وسمي عامرا الجادر لأنه بنى جدار الكعبة وكان وهى من سيل أتي في أيام ولاية جرهم البيت، وكان عامر تزوج منهم بنت الحارث بن مضاض، وقيل لولده الجدرة لذلك، وذكر الشرقي بن القطامي أن الحجاج كانوا يتمسحونبها ويأخذون من طينها وحجارتها تبركا بذلك، فإن عامر هذا كان موكلا بأصلاح ما شعث من جدرها فسمي الجادر، وسعد بن سيل جد قصي بن كلاب هو أول من حلى السيف بالفضة والذهب، وأهدى إلى كلاب بن مرة م ابتنه فاطمة سيفين محليين فجعلا في خزانة الكعبة.
ثم قال(1): قال ابن إسحاق: فولى قصي البيت وأمر مكة وجمع قومه من منازلهم إلى مكة، وتملك على قومع وأهل مكة، فملكوه، فكان قصي أول بني كعب أصبا ملكا أطاع له به قومه، فكانت إليه الحجابة والسقاية والرفادة والندوة واللواء، فحاز شرف مكة كله، وقطع مكة أرباعا بين قومه، فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من مكة التي أصبحوا عليها، ويزعم الناس أن قريشا هابوا قطع الشجر من الحرم في منازلهمفقطعها قصي بيده وأعوانه فسمته قريش مجمعا لما جمع من أمرها وتيمنت بأمره، فما نكحت أمراة ولا تزوج رجل من قريش ولايتشاورون في أمر نزل بهم إلا في داره ولا تدرع أمراة من قريش إلا في بيته، ولا يخرج عير من قريش فيرحلون إلا من داره، ولا يقدمون إلا نزلوا داره فكان أمره في حياته وبعد موته كالدين المتبع لا يعمل بغيره، وأتخذ لنفسه دار الندوة.
قيل: كانت في جهة الحجر والميزاب عند المقام الحنفي اليوم، وجعل بابها إلى مسجد الكعبة ففيها كانت قريش تقضي أمورها ولم يكن يدخلها من قريش من غير ولد قصي إلا ابن أربعين سنة، وكان يدخلها ولده كلهم وحلفائهم، الخ.
مات قصي عام أربعمائة وثمانين ميلادية مسيحية، قاله مير علي في تاريخ العرب(2).
(1) الاكتفاء: ص 175. (2) تاريخ العرب: ص6.
(63)

 

(18) عبد مناف بن قصي:


انتهى شرف القرشي والمجد العدناني إلى عبد مناف بن قصي، وحاز مآثر أبيه أخوه عبد الددار بوصية أبيه قصي في ذلك حين رأى ولده الأكبر عبد الدار يتقهقر بمقدار ما يتقدم عبد مناف في السؤدد، فخصه يمآثره لياسويه في المجد، فما ساواه وما داناه بل تقدم عبد مناف السريع المدهش في المكارم والمفاخر، جعله ممن لا يقرن فيه أحد وبعد وفاة قصي أنتزع عبد مناف من أخيه عبد الدار أكثر ماثر أبيه بالقهر والغلبة كما سنذكر ذلك في السقاية من هذا الكتاب، فأستحق أن يقال فيه:
كانت قريش بيضة فتغلقت فالملح خالصة لعبد مناف
قال الحلبي والدحلاني في سيرتهما – ولفظ الاخير(1)-: وعبد مناف واسمع المغيرة، وكان يقال له قمر البطحاء لحسنه وحماله، قال: ووجد كتاب في حجر: أنا المغيرة بن قصي أوصي قريشا بتقوى الله جل وعلا، وصلة الرحم.
قال الداوودي في العمدة(2): وعبد مناف إسمه المغيرة وكان يدعى القمر لجماله، ويدعى السيد لشرفه وسؤدده، ومثله ذكر الطبري(3).
وقال المارودي في أعللام النبوة(4): ثم أفضت رياسة قريش بعد قصي إلى ابنه عبد مناف، فجد وزاد وساد، حتى قال فيه الشاعر:
كانت قريش بيضة فتغلقت
وكان إسمه المغيرة، وكان سمي القمر لجماله، واستحكمت رياسته بعد أبيه لجوده وسياسته، ثم بنيه.
وقال ابن واضح(5): وكان يدعى القمر وهو السيد النهر واسمه المغيرة، ثم قال: ورأس عبد مناف بن قصي وجل قدره وعظم شرفه، ولما كبر أمر عبد مناف بن قصي جائته خزاعة وبنو الحارق بن عبد مناة بن كنانة يسألونه الحلف ليعزوا به، فعقد بينهم الحلف الذي يقال له حلف الاحابيش، وكان مدبر بني كنانة الذي سأل عبد مناف الحلف عمرو بن هاني بن معيص بن عامر وكان تحالف الاحابيش على الركن يقوم رجل من قريش والآخر من الاحابيشفيضعان أيديهما على الركن فيحلفان، وحرمة هذا البيت والمقام والركن والشهر الحرام على النصر على الخلق
(1) السيرة الدحلانية 1/7. (2) العمدة: ص12.
(3) تاريخ الطبري 2/181. (4) أعلام النبوة: ص123.
(5) تاريخ اليعقوبي 1/199.
(64)
جميعا حتى يرث الله الأرض ومن عليها وعلى التعاقد والتعاون على كل من كادهم من الخلق جميعا، ما بل بحر صوفة، وما قام حراء وثبير، وما طلعت شمس من مشرقها إلى يوم القيامة.
ونقل السويدي عن ابن الأثير أنه قال: كان له الشوكة في قريش.
وقال القلقشندي في نهاية الارب(1):كان يسمى فخر البطحاء، وكان له الشوكة في قريش.
وفي تاريخ الخميس(2): فتزوج قصي عاتكة بنت فالج بن مليك بن فالج بن ذكوان من بني سليم فولدت له عبد مناف، وقال أبو اليقظان: أمه حبى بنت حليل الخزاعي، فأم عبد مناف سلمية، وقيل: خزاعية.
وفي الاكتفاء: فولد قصي بن كلاب أربعة بنين وبنتين: عبد مناف واسمه المغيرة وعبد الدار وعبد العزى وعبدا وتقصر وبرة أمعم جميعا حبى بنت حليل ابن حبشية، وساد عبد مناف في حياة أبيه، وكان مطاعا في قريش، وهو الذي يدعى القمر لجماله، واسمه المغيرة، وكنيته أبو عبد شمس، ثم ذكر حديث الحجر، وقال عن الواقدي أنه قال: مات قصي بمكة فدفن بالحجون، فتنافس الناس بعده على الدفن بالحجون وكان نور رسول الله (ص) في عبد مناف، وكان في يده لواء نزار وقوس إسماعيل.
وفي شفاء الغرام: فلم تزل السقاية والرفادة والقيادة لعبد مناف بن قصي يقوم بها حتى توفي، قال ابن هشام: هلك عبد مناف بعزة من أرض الشام تاجرا.

(19) هاشم بن عبد مناف:


إن هاشم بن عبد مناف شهرته تغني عن توصيفه، لم يلد إسماعيل في هذه السلالة الكريمة أجل ولا أعظم من هاشم ولا أفخر، ولا أذكر، ولو كان يستغني أحد عن شرف الآباء ومجد الأسلاف لاستغنى عنه هعاشم بنفسه، لأن نفسه ذات الشمائل الكريمة والسحايا الفاضلة، قد ابتدعت له مجدا لا يدرك، وعزا لا ينال، من حيث تمامية الخلقة كالجمال، واعتدال القامة، وحسن التشكيل، والتخطيط البدني، ومن حيث تمامية الأخلاق كالكرم والشجاعة والفصاحة وما لا أستطيع له عدا، ولست أغالي لو قلت أنه أفضل عربي ولدته تلك العصور منذ فتق اللسان العربي إلى وقته.
(1) نهاية الارب: ص 28. (2) تاريخ الخميس 1/176.
(65)
فإذا أضيفت هذه الاخلاق الى كرم النجار ومجد الأرومة كان سيد العرب غير مدافع، ولست أقول أن هاشم فخر قريش على العرب خاصة بل أقول فخر العرب على الأمم قاطبة، وهو الذي سن الرحلتين، وكان هو الأصل في الانتساب الفارق بين الأشراف وسائر قريش، فإذا قيل هاشمي فقد بل المنتمي إليه أقصى الفخر، وولد في قلب كل قرشي خسرة إذا لم ينتمي اليه.
وسر آخر لم تصل إليه أفكارنا أن الانتساب إليه باق ما بقي الدهر على أنك لم تعرف قريشيا بعينه في الدنيا غير قبيلته، والاموي يكتم نسيه حذرا من الوصمة التي تلحقه من أعمال بني أمية الفاجرة.
وفخر آخر لهاشم هو أعظم من كل ما ذكرنا أنه والد الذرية الاهرة، فالنبوة والإمامة جعلهما الله في ولده.
قال الداوودي في عمدة الطالب(1): هاشم إسمه عمرو، ويقال عمرو العلا، ويكنى أبا نضلة، وإنما سمى بهاشم لهشمه الثريد للحاج، وكانت إليه الرفادة، وهو سن الرحلتين: رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلىى الشام، ومات بغزة من أرض الشام، وفيه يوقل مطرود بن كعب الخزاعي:
عمرو العلا هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف
وكان هاشم يدعى القمر، ويدعى زاد الركب.
أزواد الركب أربعو من قريش: هاشم هذا، وأبو طالب، وأبو أمية المخزومي والد أم سلمة زوجة النبي، ومسافر بن أبي عمرو الأموي، وقد سمي بهذا آخرون.
وفي نهاية الأرب(2): وإسم هاشم عمرو، وسمي هاشما لهشمه الثريد لقومه في شدة المحل، وذلك أنه كان إليه الرفادة والسقاية بمكة، وأنتهت إليه رياسة قريش، فكان إذا قدم الحجيج في الموسم جمع لهم من ماله ومال قريش ما يكفيهم، ويهشم الثريد ويطعمهم، ثم ذكر البيت المتقدم.
وذكر المارودي(3) والطبري – ولفظ الأخير(4) -: وإسم هاشم عمرو وإنما قيل له هاشم لأنه أول من هشم الثريد لقومه بمكة وأطعمة.
وقال(5): ذكر أن قومه من قريش كانت أصابتهم لزبة وقحط شديد، فرحل
(1) عمدة الطالب: ص9. (2) نهاية الارب: ص249.
(3) أعلام النبوة. (4) تاريخ الطبري2/179.
(5) تارخي الطبري 2/180.
(66)
إلى فلسطين، فأشترى منها الدقيق، فقدم بع مكة، فأمر به فخبز له ونحر جزورا ثم أتخذ لقومه مرقة بثريد ذلك الخبز، وذكر أن هاشما اول من سن الحرلتين: رحلة الشتاء والصيف، قال: كان هاشم وعبد شمس وهو أكبر ولد عبد مناق، والمطلب وكان أصغرهم امهم عاتكة بنت مرة السلمية ونوفل وأمه واقدة بنت عبد مناف فسادوا بعد أبيهم جميعا فكان يقال لهم المجبرون، فكان أول من اخذ لقريش العصم فأنتشورا من الحرم، أخذ لهم هاشم خيلا من ملوك الشام الروم وغسان، وأخذ لهم عبد شمس خيلا من النجاشي الأكبر فأختلفوا بذلك السبب إلى الحبشة وأخذ لهم نوفل خيلا من الاكاسرة فاختلفوا بذلك السبب إلى العراق وأرض فارس، وأخذ لهم المطلب خيلا(1) من ملوك حمير فأختلفوا بذلك السبب إلى اليمن فجبر الله بهم قريشا فدعوا المجبرين.
ثم قال(2): وولي هاشم بعد أببيه الرفادة والسقاية، وقال وهب بن عبد بن قصي:
تحمل هاشم ما ضاق عنه وأعيا أن يقوم به ابن بيض
أتاهم بالغرائز مثقلات من أرض الشام بالبر النقيض
فظل القوم بين مكللات من الشيزي وحائزها بغيض
فأوسع اهل مكة من هشيم وشاب الخبز بالللحم الغريض
قال: فحسده أمية بن عبد شمس وكان ذا مال، فتكلق أن يصنع صنع هاشم فعجز عنه، فنعت به أناس من قريش فغضب ونال من هاشم ودعاه إلى المنافرة، فكره هاشم ذلك لفدرة وسنه، ولم تدعه قريش وأحفظوه، فقال: إني أنافره على خمسين ناقة سوداء الحدق ننحرها ببطن مكة، والجلاء عن مكة عشر سنين، فرضي بذلك أمية فجعلا بينهما الكاهن الخزاعي، فنفر هاشما عليه فأخذ هاشم الأبل فنحرها وأطعمها من حر، وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين، فكانت هذه أول عدواة وقعت بين أمية وهاشم، إنتهى.
قال المارودي في أعلام النبوة(3): وملك هاشم الرفادة والسقاية وأستقرت
(1) قوله: «أخذ لهم خيلا» يعني منعا، وتسمية العوام اليوم العلق، والشيزي شجر تتخذ منه الفان قيل هو الآبونس، وقيل: الجوز، قال في القاموس: الخيل، اللواء يعقد للأمير فيكون علم الملك أمانا للسائرين، وفي النهاية هو كساء اسود يرفع على خشبة لتنفير الهوام، ولعله استعارة هنا لتنفير المعتدين على السائرين الى تلك المملكة.
(2) تاريخ الطبري. (3) أعلام النبوة: ص24.

 

(67)
له الرياسة، وصارت له قريش تابعة تنقاد لأوامره، وتعمل برأيه وتنارت قريش وخزاعة إليه، فخطبهم بما اذعن له الفريقان بالطاعة، فقال في خطبته:
«أيها الناس نحن آل إبراهيم وذرية إسماعيل وبنو النضر بن كنانة وبنو قصي بن كلاب، وأرباب مكة، وسكان الحرم، لنا ذروة الحسب، ومعدن المجد، ولكل في كل خلف يحب عليه نصرته وإجابة دعوته إلا ما دعا إلى عقوق عشيرة أو قطع رحم.
يا بني قصي! أنتم كغصني شجرة أيهما كسر أو حش صاحبه، والسيف لا يصان إلا بغمده، ورامي العشيرة يصيبه سهمه، ومن أمحكه اللجاج أخرجه إلى البغي،
ايها الناس! الحلم شرف، والصبر ظفر، والمعروف كنز، والجود سؤدد، والجهل سفه، والأيام دول، والدهر غير، والمرء منسوب إلى فعله ومأخوذ بعمله، فأصنعوا المعروف تكسبوا الحمد، ودعوا الفضل تجانبكم السفهاء، وأكرموا الجليس يعمر ناديكم، وحاموا عن الخليط يرغب في جواركم، وأنصفوا من أنفسكم يوثق بكم، وعليكم بمكارم الأخلاق فإنها رفعة، وإياكم و الأخلاق الدنيئة فإنها تضع الشرف وتهدم المجد، إلا وإن نهنة الجاهل أهون من جريرته، ورأس العشيرة يحمل أثقالها، ومقام الحليم عظة لمن انتفع به.
فقالت قريش: رضينا بك أبا نضلة – وهي كنيته – فأنقلبوا إلى ما أمر به من شريف الأخلاق، وعلو همة، وما ذاك إلا لاصطفاء يراد، وذكر يشاد، لأن توالي ذلك في الآباء يوجب تناهيه في الأبناء، الخ.
حيث ترجمنا لهاشم في كتابنا «الميزان الراجح» ترجمة محيطة بجل أحواله من رحلاته ومكارم وعظم قدره عند الملوك ورغبتهم في مصارهته وتزويجه بسلمى أم عبد المطلب اكتفينا بذلك، والاختصار هنا أنسب، ونشير إلى بعض ما لا بد منه.
ففيي تاريخ الخميس(1): كان أو بني عبد مناف هلاكا هاشم، هلك بغزة من أرض الشام وأختلف في سنة حين مات: فقيل سنة 20، وقيل سنة 25. وفي شفاء الغرام: قيل: إن هاشما وعبد شمس توأمان، وإن أحدهما ولد
(1) تاريخ الخميس 1/177.
(68)
قبل الآخر، قيل: إن الأول هاشم، وإن إصبع أحدهما ملتصقة بجبهة صاحبه، فنحيت فسال الدم، فقيل: يكون بينهما الدم.
وفي روضة الأحباب: كان جباههما متلاصقين، فكلما عالجوا في فكهما لم يقدروا حتى فصلوهما بالسيف، فبلغ الخبر بعض عقلاء العرب، فقال: كان ينبغي أن يفصلوهما بشيء آخر، فإذا لم يفعلوا فلا تزال تكون العداوة بين أولاددهما، فكان كما قال.
ثم قال(1): وفي المنتقى كان هاشم أفخر قومه واعلاهم وكانت مائدته منصوبة لا ترفع في السراء والضراء وكان يحمل ابن السبيل ويأوي الخائف وكان نور رسول الله (ص) في وجهه يتوقد شعاعا، ويتلألأ ضياءا، ولا يراه حبر من الاحبار إلا قبل يديه ولا يمر بشيء إلا سجد إليه تفد إليه قبائل العرب ووفود الأحبار ويحملون بناتهم يعرضونهن عليه ليتزوج بهن حتى بعث إليه هرقل ملك الروم وقال: إن لي بنتا لم تلد النساء أجمل منها ولا أبهى وجها فأقدم إلي حتى أزوجكها فقد بلغني جودك وكرمك، وإنما أراد بذلك نور رسول الله (ص) الموصوف عندهم في الانجيل، وكان هاشم يأبى وكان ينطلق إلى جبل ثبير يسأل إله السماء ثم يرجع.
ثم ساق الكلام إلى تزويجه بسلمى أم عبد المطلب ووفاته بغزة من أرض الشام وكانت سنة 510 للميلاد، قاله مير علي في تاريخ العرب(2)