تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

 

 

          وجاء تحته مباشرة فوق الباب وعلى الجهات الثلاث:«(بسم الله الرحمن الرحيم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً، ليجزي الله الصادقين بصدقهم)(1) صدق الله العلي العظيم».

 464         ش287

          (125)

 

 

باب الشهداء

 

          كما كتب في أعلى البرج بالخط المضيء الأخضر: «السلام عليك يا أبا الشهداء الحسين».

ـــــــــــــــــــــ

(1) سورة الأحزاب، الآيتان: 23،24.

(464)

 

  • وفي هذه السنة زار الرئيس الصومالي محمد زياد بري(1) المشهد الحسيني المقدس(2).
  • وفي سنة 1397هـ وضع محافظ كربلاء عزيز صالح النومان(3) الحجر الأساس للتعميرات التي جرت في هذه الفترة وذلك في السادس والعشرين من ذي الحجة كماء جاء في الكتابة التي أثبتت على جبهة الطارمة، وهذه نصها:«بأمر من السيد رئيس الجمهورية العراقية أحمد حسن البكر تم تشييد وتغليف الطارمة الحسينية بالكاشي المعرق بالذهب وقد أمر السيد محافظ كربلاء عزيز صالح النومان بوضع حجر الأساس بتاريخ26/ذي الحجة/ 1397هـ الموافق لكانون الأول1977م»، وقد تم الأنتهاء منه في نهاية هذا القرن أوبداية القرن الآتي بشكل نهائي وكامل حيث انتهوا من تزيين الطارمة بشكل مرحلي.

          كما توجد في هذه الواجهة على إحدى جهاتها«كتبه رحيميان» وعلى الأخرى«عمل أخوان موسوي زاده أصفهان 1399هـ» مما يظهر أن الأنتهاء منها كان عام 1399هـ رغم أن التاريخ الأول يشير أن الحكومة العراقية أشارت الى وضع حجر الأساس عام 1397هـ.

  • وفي هذه السنة زارالرئيس النيجيري حسن كونجي(4) المشهد الحسيني المقدس(5).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد زياد بري.

(2) كتاب هذا الحسين: 233.

 (3) عزيز بن صالح النومان: تولى رئاسة محافظة كربلاء عام 1396هـ بعد السيد محمد حسين بن محسن الشامي، وخلفه عام 1399هـ السيد عدنان بن داود سلمان، فالنومان ولد في حدود عام 1356هـ في قرية خفاجة التابعة لمدينة الشطرة- محافظة الناصرية، تخرج من المعهد الزراعي، تولى رئاسة بلدية الشطر عام 1388هـ ثم تدرج في الوظائف الحكومية حتى أصبح وزيراً للزراعة ثم عضواً للقيادة القطرية وليومنا هذا.

(4) حسن كونجي:

(5) هذا الحسين: 223.

(465)

 

  • زار في سنة 1398هـ الرئيس المالي موسى تراوي(1) المرقد الحسيني(2).
  • كما زار في هذه السنة أيضاً الرئيس الغابوني عمربونغو(3) المشهد الحسيني(4).
  • نشر في عام 1398هـ(5) جاك بيرك(6) عن رحلته الى كربلاء في عقود خلت لم يحددها(7) قائلاُ:

وما أن تتطلع بنظرك حتى تتعدد الرموز: القبة المذهبة للأمام الحسين ترتفع الى حوالى 35متراً وهي مرتبطة بقواعدها المربعة. هذه التشكيلة الرائعة من الدوائر المتداخلة بالزاويا الحادة التي تسمو ويرنو لها كل معماريحاول ربط هذا العالم بالعالم الآخر... هذه هي كربلاء في أيامنا هذه، مكان مبلل ببكاء الزوار المسلمين وغني بالقرابين، إن الشيعة يقفون أمام إرث شهيد عظيم. إن الظلم الذي وقع قد دفع الى تراجيديا كونية، وهذه التراجيديا حسب ما يردده المسلمون داخله، بل ساكنة في الجوهر.. في عمق الأرض المبللة بالدماء المقدسة.. حيث تلتحم الرياح والأزمان في الجوهر المقدس وبالذرة غير القابلة للتجزئة لهذه الأرض.

          أن هناك التحاماً بينالمقدسات وتجسداتها العملية، والمؤمنون عموماً يشعرون بأهمية هذه العلاقة الأرضية مع الورع والتقوى، إن هناك من يردد حديثاً نبوياً يقول فيه الرسول:«جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً» لهذا السبب يتجنبون الصلاة على كل شيء لايكون من الأرض...

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) موسى تراوي:

(2) هذا الحسين: 233.

(3) عمربونغو:

(4) هذا الحسين:234.

(5) الموافق لعام 1978م هو تاريخ طباعة كتابه.

(6) جاك بيرك(Jacques berque) مستشرق فرنسي ولد عام 1328هـ(1910م) توفي عام 1415هـ (1995م)، له عدد من المؤلفات أكثرها عن العالم العربي، وله ترجمة لمعاني القرآن الكريم الى الفرنسية.

(7) نحتمل أنه زار كربلاء في العهد الملكي الذي بدأ في نهاية 1329هـ.

(466)

 

          ولكن ليست هذه هي المساهمة الوحيدة التي يمكننا وفقاً لعلم الاجتماع الدوركاهايمي(1) أن نستمدها من كربلاء، إن كربلاء لا تحمل ذكرى الدم فحسب بل تحمل أيضاً تكاتفاً دنيوياً جماعياً يتجدد من سنة لأخرى.. ويجد تعبيراته في المناسبات الدينية التي يتم إحياء ذكراها، وأبرزها عاشرواء في العاشر من محرم.. هنا تصل الحماسة الى ذروتها القصوى.. من خلال اختلاط عجيب بين التشاؤم والأمل. وفي ذكرى الأحتفال بليلة الأربعين في العشرين من صفر حيث مواكب الأنصار التي تضم من 500ألف مناصر يتوجهون نحو المرقد قادمين من شتى أنحاء العالم الشيعي، إن عظم الحادثة وآلاف المؤمنين الأوفياء يترك لنا انطباعاً بالأهمية الكبرى لهذا المكان(2).

  • وفي سنة 1399هـ قامت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية برصد مبلغ قدره 11مليون دينار عراقي وذلك لتعمير الروضة الحسينية والعباسية فتم سحب المياه الجوفية من الروضة الحسينية وهدم وإعادة بناء الواجهتين الغربية والقسم الغربي من الواجهة الشمالية وتغليفها بالقاشاني وتبليط أرض الصحن ومداخله بالخرسانة وبالمرمر الإيطالي وإعادة بناء الواجهة الجنوبية وتغليف الطارمة الرئيسية (إيوان الذهب) بالقاشاني المذهب والملون وتطوير شبكة كهرباء ونصب أجهزة للتدفئة والتبريد للروضة الحسينية الشريفة(3)، ومن الجدير ذكره أن وسائل التدفئة والتبريد هذه وضعت من سطح الروضة وربطت بالروضة الشريفة عبر قنوات معدينة وذلك من خلال ثلاثة شبابيك:

          1- الشباك الحائطي الذي عند الشهداء(الشرق)، 2- الشباك الحائطي عند الرأس(الغرب)، 3- الشباك السقفي الوسطي في مسجد شاهين، وقد نصبت هذه الوسائل الثلاث بدل السابقتين الأرضتين التي كانت احداهما في الجانب الشمالي مقابل باب السلام، والثانية من جهة الغرب مقابل باب الحر.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الدوركاهايمي: نسبة الى إميل دور كاهايم ذلك العالم الاجتماعي الفرنسي المعروف.

(2) دراسات حول كربلاء: 155عن كتاب Atlas ,Euphateal ,De I.

(3) راجع العراق بلد المقدسات الاسلامية: 77.

(467)

 

  • وفي هذا العام جدد القاشاني المحاط بباب السلام من الداخل أي في إيوان ميرزا موسى حيث تمكنوا من انتهاء العمل الى ما فوق الباب وقد جاءت الكتابة اليت فوق الباب والممتدة في الأطراف الثلاثة محتوية على آية الكرسي الى قوله تعالى(بالعروة الوثقى)(1) مع البسملة والتصديق، وهي بخط الثلث وبيراع الخطاط هاشم.

بينما جاء في آخر كل من الطرف الأيمن والأيسر من الأيوان (المدخل) أربع دوائر في زاويا اللوحة القاشانية الجميلة وفيها الكتابات التالية:

1- الزاوية العلوية الشرقية على اليمين:«قال سيد الكونين».

2- الزاوية العلوية الشرقية على اليسار: «حسين مني وأنا من حسين».

3- الزاوية السفلية الشرقية على اليمين: «الحسين مصباح الهدى».

4- الزاوية اسفلية الشرقية على اليسار: «وسفينة النجاة».

5- الزاوية العلوية الغربية على اليمين: «الحسن والحسين».

6- الزاوية العلوية الغربية على اليسار: «سبطا رسول الله».

7- الزاوية السفلية الغربية على اليمين: «الحسن والحسين».

8- الزاوية السفلية الغربية على اليسار: «إماما قاما أو قعدا».

  • وفي هذه السنة كتبت على القاشاني حول سقف الطارمة الذهبية بخط الثلث آيات من القران الكريم بخط السيد صادق طعمة(2) وذلك في عهد السادن السيد عبدالصالح طعمة كما هو مذكور أعلاه(3)، فجاءت على الجهة الشرقية سورة البلد مع البسملة والتصديق، مختومة بالعبارة التالية: «وصدق النبي الكريم، جدد بناء هذا الايوان الشريف في عهد السيد عبد

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة البقرة، الآيتان: 255 ،256.

(2) صادق طعمة: هو ابن محمد رضا بن محمد مهدي ولد عام 1347هـ في كربلاء امتهن التعليم الى جانب مهنة الخط، وهو أديب شاعر، له مؤلفات منها: الحركة الأدبية المعاصرة في كربلاء، قابع منذ سنوات في سجون العراق.

(3) راجع تاريخ مرقد الحسين والعباس:158.

(468)

 

الصالح آل طعمة سادن الروضة الحسينية المقدسة بالكاشي وعمله موسى زاده وكتبه الخطاط السيد صادق آل طعمة 1399هـ، وجاء على الجهة الغربية سورة الغاشية(1) مع البسملة والتصديق، وتليها بعض الكتابات بالفارسية.

          وقد بدأت الكتابة المقعرة الشكل من الجهة الشمالية الشرقية لتصل الى الزاوية الجنوبية الشرقية وتنعطف نحو الغرب لتشكل عند العمودين المزدوجين الخامس والسادس للطارمة الرخامية زاوية قائمة وترتفع بشكل عمودي لتصل الى قمة الواجهة الامامية للطارمة الرخامية في الوسط ثم تنعطف ثانية نحوا الغرب لتشكل زاوية أخرى وتهبط عند العمودين المزدوجين السابع والثامن وتشكل زاوية أخرى وتهبط عند العمودين المزدوجين السابع الثامن وتشكل زاوية أخرى وتنطلق الكتابة المقعرة نحو الغرب ثانية ثم تنعطف أخيراً نحو الشمالي لتنتهي عند جدار الروضة، وتحتوي هذه الكتابة المقعرة على مايلي:

          1- الجهة الشرقية تمام سورة الشمس(2).

          2- الجهة الغربية تمام سورة الطارق ومعها التصديق(3).

          3- الواجهة الجنوبية وتحتوي على تمام سورة الصف(4) وهي ذو خمسة مقاطع:

          أ- المقطع الأيمن الأفقي يبتدىء بالبسملة وينتهي عند كلمة(عيسى ابن مر).

          ب- المقطع العمودي الأيمن يبدأ بـ(يم يا بني إسرائيل) وتنتهي بـ (بالبينات قالوا).

          ج- المقطع العلوي(الوسط) فيبدأ بـ(هذا سحر مبين) وينتهي بـ(ولو كره المشركون).

ـــــــــــــــــــ

(1) سورة الغاشية: هي السورة88، وتبلغ آياتها 26آية أولها(هل أتاك) وآخرها (علينا حسابهم).

(2) سورة الشمس: هي السورة91، وآياتها تبلغ 15آية أولها(الشمس وضحاها) وآخرها(لايخاف عقباها).

(3) سورة الطارق:هي السورة86، ويبلغ عدد آياتها17آية تبتدىء بـ(السماء والطارق) وتنتهي بـ(فمهل الكافرين أمهلهم رويداً).

(4) سورة الصف: وترتيبها في القرآن تحمل رقم 61، وأما آياتها فتعد 14آية إلا أنها ليست بالقصار، بدايتها:( سبح لله ما في السماوات ومافي الأرض) ونهايتها:( فاصبحوا ظاهرين).

 

(469)

 

 

          د- المقطع العمودي الأيسر فيبدأ بـ(يا أيها الذين) وينتهي بـ(في سبيل).

          هـ- المقطع الأفقي الأيسر فيبدأ بـ( الله بأموالكم) وينتهي بكلمة( ظاهرين) وهي نهاية سورة الصف.

          وفد ذكر لنا السادن بأن كلفة المتر المربع والواحد كان بمبلغ 250ديناراً عراقياً.

          ش288

          (126)

 

صورة للطارمة الحديثة

 

          وقد أقيم على الجانب الشرقي والغربي للإيوان مخلعان للأحذية مكان المخالع القديمة وقد تم بناؤهما بالطابوق والخراسانة ويكسوهما الرخام بينما

(470)

 

تحيط بأعلى البناءين كتابة من القاشاني كتبت في الشرقية منها آية: الكرسي الى قوله تعالى:(يخرجهم من الظلمات الى النور)(1) وقد ختمت بقوله:«صدق الله العلي العظيم».

          وأما التي الى جهة الغرب فقد جاءت فيها الآيات التالية:(تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً* وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً* عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً* والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً*والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذاب جهنم كان غراماً* إنها ساءت مستقراً ومقاماً*والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً* والذين لا يدعون مع الله إلهاً أخر)(2) صدق الله العلي العظيم».

          ش289

          (127)

صورة للطارمة الحديثة ويظهر فيها السياج المعدني

 

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) وهي الآيات الثلاث من سورة البقرة: 255ـ 257.

(2) سورة الفرقان، الآيات: 61ـ 68.

(471)

 

          والداخل الى الإيوان يخترق أحد هذين المخلعين ويخلع عند احدهما نعليه.

          وأما من جهة الجنوب(القبلة) فالإيوان محاط بسياج معدني مشبك يتخلله عدد من الركائز الرخامية تتناسب من حيث اللون والشكل مع أعمدة الطارمة الرخامية، ويصل عددها الى 16ركيزة تشكل ثمانية عشرمشبكاً معدنياً بما فيها مصراعي باب السياج هذا، ستة من تلك المشبكات صغيرة.

          وهذا السياج بفواصله يتقدم قليلاً عن مسقط سقف الطارمة الرخامية ويتوسط السياج باب معدني مشبك ذو مصراعين مغلق باستمرار، يفتح فقط عند استقبال الوفود الرسمية المهمة.

  • وفي هذه السنة تم بناء الطارمة الرخامية لإيوان الذهب كما تم بناء المكتبة والمتحف والمضيف وبهو الاستقبال والتي تعد من مرافق الروضة الحسينية وملحقاتها.

ومما يجدر ذكره أن الجهة الشرقية والغربية للجدار الخارجي للقسم الأوسط المرتفع من الطارمة أيضاً أكسي بالقاشاني المزخرف والجميل.

  • وفي حدود هذا التاريخ تم استبدال بابين جديدين للروضة الحسينية(1) تبرع بهما الحاج محمد اتفاق(2) ليوضعان مكان الباب المنزلق القبلي للروضة وبذلك أعيد هذا الباب الى وضعه القديم(3) ولبابان يفصلهما عمود مكسي برخام يتناسب وبقية الرخام المستخدم في الحرم الحسيني من الداخل، وأما من الخارج ـ أي من جهة الرواق- فالبابان مؤطران بئطار مصنوع من الخشب الفاخر الذي أكسية بالذهب الخالص، والأطاران متصلان وقد نقشت مابين البابين على الذهب الكلمات التالية: من الأعلى الى الأسفل لفظ الجلالة«الله» ثم«محمد رسول الله ص» ثم« علي أمير المؤمنين ع» ثم« فاطمة الزهراء ع»ثم« المجتبى

 

ــــــــــــــــــــــ

(1) راجع كتاب العراق بلد التراث والمقدسات: 77، إلا أنه لم يحدد موقعهما.

(2) محمد اتفاق: كان من تجار طهران، أصله من تبريز، وهو الذي أنشأ جامعة النجف الأشرف عام 1382هـ في النجف التي تولى شؤونها السيد محمد الكلانتر.

(3) في عام 1320هـ نصب السلطان محمد علي القاجاري بابين من الفضة في هذا المكان، ثم أبدلاً بباب جرار عام 1366هـ.

(472)

 

الحسن بن علي ع»، « الشهيد الحسين بن علي ع»،«السجاد علي ابن الحسين ع»،«الباقر محمد بن علي ع»،« الصادق جعفر بن محمد ع»،«الكاظم موسى بن جعفر ع»،«الرضا علي بن موسى ع»،«الجواد محمد بن علي ع»،«الهادي علي بن محمد ع»،«العسكري الحسن بن علي ع»،«الحجة المنتظر ع»، وقد وضع كل واحدة منها في إطار هندسي جميل على شكل واحد إلا إلاطار الأعلى والذي احتوى اسم الجلالة فيختلف بعض الشيء حيث يميل الى الشكل المربع بينما تلك تميل الى الشكل المستطيل، وللبابين إطار جميل كتب في الأطراف الثلاثة لكل باب 17بيتاً في كل من اليمين واليسار ستة أبيات وفي أعلى الباب خمسة أبيات، وقد وضع كل شطر منه في إطار هندسي جميل فالباب الشرقي قافية اشعاره رائية تمكنا من قراءة بعض أبياتها مثلاً جاء عجز بعضها: « على رقاب المسليمن أمره» وهي في هجاء بني أمية وبيان أحقية العلويين، وبحرها من الرجز(1).

          وتحت الإطار الأعلى للبابين توجد لوحتان: الشرقية منها تحتوي على الفقرة الأولى من زيارة الإمام الحسين ع تقع في سطرين والتي أولها: «الله أكبر كبيراً» وآخرها: «ما بقيت وبقي الليل والنهار». بينما تحتوي اللوحة الثانية على الفقرة الثانية من زيارة الامام الحسين ع تقع في سطرين والتي أولها: «السلام عليك يا أبا عبدالله» وآخرها« أأدخل يا مولاي يا بن رسول الله»(2).

          وفي وسط مصراع كل باب كتبت بعض الأحاديث الشريفة في فضائل أهل البيت ع ضمن إطار هندسي جميل(3).

          وأما كتابة المصارع الأربعة فقد ورد في القسم العلوي من المصراع اليمين من كل باب الحديث النبوي الشريف: «حسين مني وأنا من حسين

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وسنشير الى ما تمكنامنن قراءته في الجزء الثالث إن شاء الله تعالى.

(2) وقد جاءت كتابة الزيارة بدلاً عن الكتابة السابقة.

(3) ولكن التطورات أوائل القرن الخامس عشر الهجري قلعت اللوحات فيها الشعر والأحاديث وابدلت بآيات قرآنية حقداً على آل الرسول ص.

(473)

 

          احب الله من احب حسيناً»، بينما جاء في المصرع اليسار من كل باب الحديث النبوي الشريف: « من أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد احب الله».

          وأما في نهاية كل مصرع فيوجد هندسين بأرضية زرقاء كتب فيها أسماء المتبرعين والفنيين الذين صاغوا هذين البابين بالإضافة الى ذكر الذين سعوا الى ذلك(1).

          ش290

          (128)

 

صورة الباب القبلي الشرقي للرواق

 

ـــــــــــــــــــــــ

(1) الا أن كل هذا أزيل عام 1417هـ.

(474)

 

 

 

          ش291

          (129)

 

صورة البابين القبليين للروضة المقدسة

 

  • وفي حدود هذا العام نصب باب آخر للروضة الحسينية في الجهة الشمالية لتفصل بين مسجد شاهين والرواق الشمالي، والظاهر أن النصب تم لأسباب أمنية وسياسية، وهو باب مصنوع من الخشب الثمين مكسي بالفضة وهو يحتوي على مصراعين الأيمن (الغربي) منه مكتوب في أعلاه عند وسطه ضمن نجمة:(بسم الله الرحمن الرحيم) بينما كتب على الجانب الايمن منه قوله تعالى:(رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) كما كتبت على الجانب الأيسر منه تتمة الآية:( وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً

 

(475)

 

تنقلب فيه القلوب والأبصار)(1)، وفي وسط المصراع فراغ، بينما في الجهة السفلية الجانب الأيمن منه كتب ما يلي: « قال الله تعالى :( إنما يريد الله ليذهب)» وفي الجانب الأيسر كتبت تتمة الآية:(عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).

          وأما المصراع الأيسر(الشرقي) منه فقد جاء في وسط أعلاه ضمن نجمة:(بسم الله الرحمن الرحيم) وفي الجانب الأيمن منه قوله تعالى(في بيوت أذن الله أن ترفع) وفي الجانب الأيسر تتمتها وهي:( ويذكر فيها أسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال)(3) وفي أسفله وذلك من الجانب الايمن كتب: «قال رسول الله ص مثل أهل بيتي» وفي الجانب الأيسر تتمته: «كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تأخر عنها غرق»(4)، ولا يخفى أن بين الكتابتين السفليتين من كل مصراع نقشة على شكل مزهرية.

          كما توجد كتابة قرآنية في الإطار الأعلى للباب.

  • وفي عام 1400هـ تبرع الحاج حسين شاكر بلوحتين قياس كل واحدة منهما 3x2,40 متراً مصنوعتين من الذهب الخالص والفسيفساء مكتوب عليهما بالذهب البارز وطعمتا بالفسيفساء والميناء الأزرق المقطع الأول لزيارة الإمام الحسين ع والتي فيها التكبير والتسليم ونصبتا على يمين ويسار المدخل الرئيسي للروضة الحسينية، وجاءت كتاباتها واضحة بحيث يمكن قراءتها من على بعد
  • وفي هذا العام وبالتحديد في الثالث من شهر ذي الحجة(6) قام

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة النور، الآية:37.

(2) سورة الأحزاب، الآية:33.

(3) سورة النور، الآية: 36.

(4) في أكثر الروايات جاء« من تخلف عها غرق»، راجع حلية الأولياء:4/306 وفضائل الخمسة: 2/64.

(5) الرسالة الأولى للحاج حسين الشاكري الموجهة الى المؤلف بتاريخ17/رمضان 1420هـ وكتاب ذكريات للشاكري:1/56، 57.

(6) الموافق لـ 13/10/1980م.

(476)

 

الرئيس العراقي صدام حسين بزيارة المرقد الحسيني وأدى مراسيم الزيارة عند مرقد الامام الحسين ع(1).

  • وفي هذه السنة انتهى العمل بأكساء بقية مدخل السلام من الداخل(إيوان ميرزا موسى) بالقاشاني الكربلائي أيضاً وبذلك أصبح جميع جداره وسقفه مكسيان بالقاشاني وجاءت الكتابة التي على الجهة الغربية أي فوق آية الكرسي ضمن شكل هندسي جميل:«( رب زدني علماً) (وألحقني بالصالحين)(2) 1400هـ».

بينما كتب في الجهة المقابلة أي الجهة الشرقية:«( وقل رب ادخلني مدخل صدق واخرجني مخرج صدق)(3) 1400هـ».

وأما فوق الباب أي في الجهة الشمالية فقد كتب بخط هندسي متداخل ومتعاكس: « السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين».

  • وفي سنة 1400هـ بدأت السلطات المحلية لمدينة كربلاء بالاهتمام بالجانب الخارجي للروضة الحسينية والعباسية وما بينهما تحت عنوان خطة تطوير الحرمين.
  • وفي سياق تجديد وتطوير القناديل سواء الزيتية أو الشمعية أو الكهربائية فقد استبدلت وطورت القناديل المعلقة في الروضة الحسينية والأروقة ونخص بالذكر ما هو معلق تحت القبة الشريفة وفي الباحة التي فوق الرأس والباحة الشرقية التي أمام مرقد الشهداء ومرقد علي الأكبر  ما هو معلق في باحة مسجد شاهين، حيث تبرع السلاطين والرؤساء والأمراء والأعيان والتجار من مختلف الأقطار الإسلامية بالقناديل والمعلقات الذهبية والفضية وتلك المصنوعة من الكريستال(4)، وكان آخر من تبرع في هذا

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع كربلاء بين ماضيها المجيد وحاضرها المشرق: 15، لمحات تاريخية عن كربلاء: 84.

(2) آيتان الأولى: (رب زدني علماً) [ طه: 114] والثانية: ( والحقني بالصالحين) [يوسف: 101] [الشعراء:83].

(3) سورة الأسراء، الآية: 80.

(4) الكريستال كلمة أنگليزية(crystal) تعني البلور الشفاف، وكلما كان شفافاً صافياً كلما ارتفعت قيمته والعلمية والشرائية وعندها يصبج تحفة فنية، وأذا ما كانت أجزاؤه=

(477)

 

 القرن من الملوك والرؤساء ملك إيران محمد ررضا بهلوي(1) والرئيس العراقي صدام(2) حسين(3).

          وفي السنوات الأخيرة تمت صيانة وتعمير واجهة الأواوين والغرف المحيطة بالصحن الحسيني إلا أن الاسس ظلت على ما كانت عليه ولنبدأ من باب الرجاء الذي يقع عند الزاوية الجنوبية الشرقية، فيفصل بينها وبين باب القبلة تسعة أواوين، وبين باب القبلة والزاوية الجنوبية الغربية تقع ستة أواوين وعند الزاوية يوجد قوس صغير يتخلله مدرج الى الطابق العلوي كما يوجد الى جهة الغرب أيضاً قوس صغير مشابه له للغاية نفسها، وبينه وبين باب الزنيبية يوجد إيوانان، وأما في المسافة الواقعة بين باب الزينبية وباب الحر فتوجد ستة أواوين، وبين باب الحر وباب السطلانية خمسة أواوين، وبين باب السدرة والزاوية الشمالية الغربية أربعة أواوين وفي الزاوية يوجد قوس صغير يتخلله مدرج الى الطابق العلوي ويوجد مثله على الجهة الشمالية قبل باب السدرة، وبين باب السدرة وباب السلام توجد ستة أواوين، بينما توجد بعد باب السلام الى الزاوية الشمالية الشرقية عشرة أواوين مضافاً الى قوس في الأخير عند الزاوية وأما على الجهة الشرقية فعند الزاوية يوجد إيوان واحد يجاوره باب الكرامة وبينه وبين باب اشهداء توجد خمسة أواوين، وأما بين باب الشهداء وباب قاضي الحاجات فتوجد أيضاً خمسة أواوين،وبين باب قاضي الحاجات والزاوية الجنوبية الشرقية توجد أربعة أواوين، وفي الأخير قوس صغير يتخلله باب المدرج الموصل الى الطابق العلوي، وعليه فمجموع الأواويين 63 أيواناً وعشر أبواب.

ـــــــــــــــــــــــ

= متماسكة أكثر غلا ثمنه وعظم أمره، وإنما تركنا الكلمة في المتن على حالها ولم نترجمها لأنها تستخدم علمياً وفنياً كذلك.

(1) وكانت القنصلية الإيرانية في كربلاء قد أوكلت تولية القناديل التي تبرع بها البهلوي وزوجته الى بعض المعممين الإيرانين الساكنين في كربلاء.

(2) صدام حسين: هو حفيد ابن مسلط المجيد التكريتي، ولد في تكريت عام 1346هـ تولى الحكم في العراق بعد عزل أحمد حسن البكر 1399هـ، وقد سبقت ترجمته في الجزء الأول.

(3) ويذكر أن الرئيس العراقي قد ابدل عدداً من القناديل الأثرية القديمة بأخرى حديثة الصنع.

(478)

 

          ويوجد حزام دائري من الكتابة القرآنية في أعلى هذه الأقواس مخطوطة بخط جميل أبيض على أرضية من القاشاني الأرزق جاء فيها بدءاً من قبيل(1) الزاوية الجنوبية الشرقية أي من باب الرجاء الى قبيل(2) باب الكرامة: سورة يس من أولها الى قوله تعالى: (لهم جند محضرون)(3) مع البسملة والتصديق، ومن قبيل باب الكرامة الى جهة باب السلام سورة التين(4) كاملة مع البسملة والتصديق، ثم «وصدق رسول الله النبي الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين الشاكرين والحمدلله رب العالمين، جواد علي 1374هـ»، ثم سورة المزمل(5) كاملة مع البسملة والتصديق الى باب السلام.

          وأما من باب السلام(6) الى قبيل(7) باب الرجاء، فسورة طه(8) الى قوله تعالى(9):(حتى يرجع الينا موسى)(10)

          ومن الجدير ذكره أن هذه الكتابة والواجهات مع واجهة باب الرجاء وما بعد الى باب السلام إنما أحدثت عام 1374هـ كما أثبت عليها تاريخها، أما الباقي فبدأوا بتوحيد الأقواس وارتفاع الجدار واكسائها بالقاشاني منذ عام 1394هـ الى ان انتهوا منه في أواخر هذا القرن.

          كما يوجد حزام من الكتابة القرآنية في الطابق العلوي للصحن الحسيني.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أي قبيل باب الرجاء بإيوانين من أواوين الصحن.

(2) أي قبل باب الكرامة بإيوان واحد من أواوين الصحن.

(3) سورة يس، الآية: 75.

(4) سورة التين، رقمها 95، آياتها8.

(5) سورة المزمل رقمها 73 وآياتها 20 آية، أولها (يا أيها المزمل) وتنتهي الى (إن الله غفورة رحيم).

(6) وقبل باب الحر تصل الكتابة الى قوله تعالى: (وانزل من السماء) الآية 53 من سورة طه، وبعدها جاءت (نبات شتى).

(7) وذلك بمقدار إيوانين من أواوين الصحن قبل باب الرجاء.

(8) سورة طه،رقمها 20، آياتها 135، أولها: (طه) آخرها (ومن اهتدى).

(9) لقد وصلت آيات سورة طه الى باب القبلة الى الآية رقم: 84(اليك رب لترضى).

(10) سورة طه، الآيات: 1ــ91.

(479)

 

          ش 292

          (130)

 

 

صورة للجهة الغربية من الصحن الحسيني الشريف يظهر فيها الإيوان الناصري(مدخل باب الحر)

 

          ش 293

          (131)

 

 

 

صورة من الزاوية الشمالية الشرقية للصحن الحسيني

 

 

(480)

 

كتب في الجانب الشمالي منها آيات(1) من سورة الفرقان(2) ثم سورة ق(3).

          وفي نهاية المطاف لابد من الأشارة الى أن المرقد الحسيني محاط بسور شبه دائري حالياًـ حيث كان سابقاً ذا زوايا أربع ـ مكسي بالطابوق الأصفر الجميل والقاشاني الكربلائي البديع المزين بالنقوش النباتية ومحزم في اعلاه بكتابة قرآنية، وهيكل السور يحتوي على عدد من الأقواس والأواوين وينفذ أليه عبر عشرة أبواب يوجد في الجهة القبلية(الجنوب) بابان:

          1ـ باب القبلة في الوسط

          2ـ باب الرجاء عند الزاوية الجنوبية الشرقية(4).

          وفي الجهة الشرقية توجد ثلاثة أبواب:

          3ـ  باب قاضي الحاجات يقع عند نهاية الثلث الأول من هذه الجهة تقريباً.

          4ـ باب الشهداء يقع في الوسط تقريباً أي عند نهاية الثلث الثاني تقريباً(5).

          5ـ باب الكرامة يقع قبيل الزاوية الشمالية الشرقية.

          وفي الجهة الشمالية يوجد بابان:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) البسملة ومن آية: 60ــ 68تبدأ بـ(تبارك الذي).

(2) سورة الفرقان: رقمها 25، آياتها77، تبدا هنا بالبسملة، ثم من آية 60(تبارك الذي) الى آية 68(يلق اثاما).

(3) سورة ق: هي السورة الخمسون من القرآن الكريم وعدد آياتها45آية.

(4) ويقال لها باب العلامة الشيرازي لقربها من مقبرة قائد ثورة العشرين الشيخ محمد تقي الشيرازي ـ راجع محافظة كربلاء في ظل الثورة: 30ـ.

(5) ويسمى أيضاً باب علي الأكبر لأنه باتجاه مرقد علي الأكبر ابن الإمام الحسين عليه السلام ـ راجع محافظة كربلاء في ظل الثورة: 30.ـ.

 

 

(481)

 

          6ـ باب السلام ويقع في الوسط(1).

          7ـ باب السدرة ويقع على مقربة من الزاوية الشمالية الشرقية.

          وفي الجهة الغربية توجد ثلاثة أبواب:

          8ـ باب السلطانية ويقع في الربع الأول من هذه الجهة.

          9ـ باب الحر ويقع عند منتصف هذه الجهة.

          10ـ باب الزينبية ويقع في الربع الأخير من هذه الجهة.

          والصحن من الداخل محاط بعدد من الأواوين والغرف التي أكسيت واجهاتها بالقاشاني الكربلائي الفاخر ويعلو الطابق الأول حزام من الكتابة القرآنية كما هو الحال في الطابق الثاني، وأما في الوسط الصحن فيقع مبنى الروضة الحسينية المقدسة وجداره مكسي بالقاشاني الجميل المنقوش بالزخارف الإسلامية والأشكال النباتية المعرقة وتعلوه كتابة تحتوي على الآيات القرآنية وفيه إيوانان أحدهما من جهة الشمال والآخر من جهة الغرب وفي وسط كل واحد منهما شباك نحاسي بارتفاع مترين وعرض متر ونصف.

          كما استخرجت من جدار الروضة الشمالية مقبرتان صغيرتان لكل منهما باب مشبك صغير أحداهما في منتصف الجانب الأيمن والآخر في منتصف الجزء الأيسر كما توجد مقبرتان بين المخلعين(2) في الجهة الشرقية، بالأضافة الى شباك لإحدى المقابر التي في الرواق يقع بين المخلع الأول(3) والمخلع الشرقي للطارمة، كما يوجد مقبرتان على الجهة الغربية أيضاً وسنأتي على تحديدها في محله(4).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) جاء في كتاب محافظة كربلاء في ظل الثورة: 30 أنه يسمى باب الناصري، وهو خطأ بل باب الحر هو الذي يسمى بباب رأس الحسين وباب الناصري، ولكن باب السلام يسمى بباب صاحب الزمان أيضاً.

(2) المخلعان: المراد بهما الأول والثاني من جهة الشمال، أي في القوس الرابع والخامس من جهة الجنوب.

(3) المخلع الأول: فيما إذا عد من الجنوب والثالث إذا ما عد من الشمال.

(4) راجع باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(482)

 

          ويتصدره طارمة تقوم على عشرة أعمدة من الرخام الأحمر المعرق وهي مكسية بالقاشاني المزخرف وفي وسطها يقع الأيوان الذهبي.

          وينفذ الى الروضة المقدسة من خلال تسعة أبواب:

          ففي الجهة القبلية(الجنوب) توجد ثلاثة أبواب:

          1ـ الباب الذهبي الوسطي الذي يخترق إيوان الذهب في الطارمة وبعد الباب الرئيسي، وربما قيل له باب القبلة.

          2ـ الباب الذهبي الشرقي الواقع في الطرف الشرقي من الطارمة.

          3ـ الباب الذهبي الغربي الواقع في الطرف الشرقي من الطارمة أيضاً.

          وهذه الابواب توصل الزائر الى الرواق القبلي(الجنوبي).

          ويوجد في الطارمة بابان أحدهما على جهة الشرق والآخر على جهة الغرب على مقربة من المخلع الشرقي والغربي مؤلف كل واحد منهما من مصراع واحد بارتفاع مترين وعرض نصف متر تقريباً للمصعد الذي يوصل الى سطحي المخالع الشرقية والغربية.

          وفي الجهة الشرقية توجد ثلاثة أبواب:

          4ـ الباب الفضي الواقع عند الزاوية الجنوبية الشرقية تقريباً.

          5ـ الباب الثاني باب خشبي يقع في منتصف هذه الجهة، وربما قبل له باب علي الأكبر عليه السلام.

          6ـ الباب الثالث باب خشبي يقع عند الزاوية الشمالية الشرقية تقريباً، روبما قيل له باب الكرامة أيضاً(1).

          وهذه الأبواب تؤدي بالزائر الى الرواق الشرقي وهي مصنوعة من خشب الساج.

          وفي الجهة الشمالية فلا توجد مداخل من الصحن الى الرواق الشمالي.

ــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع كتاب محافظة كربلاء في ظل الثورة:32.

(483)

 

          ولكن في الجهة الغربية توجد ثلاثة أبواب:

          7ـ الباب الأول باب خشبي يقع عند الزاوية الشمالية الغربية تقريباً وذلك على مقربة من مرقد إبراهيم المجاب، وهو مصنوع من خشب الساج والمغلف بالفضة، وربما اطلق عليه باب إبراهيم المجاب(1).

          8ـ الباب الثاني باب خشبي يقع في بداية الثلث الثاني من هذه الجهة، وربما قيل له باب رأس الحسين عليه السلام(2).

          9ـ الباب الثالث باب فضي يقع عند الزاوية الجنوبية الغربية مقابل مرقد حبيب بن مظاهر، وربما اطلق عليه باب حبيب بن مظاهر(3).

          وهذه الأبواب تأخذ الزائر الى الرواق الغربي.

          وهذه الأروقة كما سبق الحديث عنها سقوفها وجدرانها العلوية مزينة بالمرايا وفي طرفيها حزام من الكتابة القرآنية وجدارها السفلي مكسي بالرخام الثمين، ويوجد في هذه الأروقة مرقد حبيب بن مظاهر الأسدي وذلك عند ملتقى الرواق القبلي والغربي، وسنأتي على ذكره بعد الانتهاء من مرقد الإمام الحسين عليه السلام، كما يوجد مرقد إبراهيم المجاب عند ملتقى الرواق الجنوبي بالغربي وقد ذكرناه في محله(4).

          ويوجد في الرواق الجنوبي عند مرقد حبيب بن مظاهر باب فضي جميل يؤدي الى المكان الذي وقع الإمام عليه السلام من على فرسه وقطع رأسه والذي يسمى بالمذبح وسنأتي على تفاصيله في محله(5) وله شباك يطل على

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع محافظة كربلاء في ظل الثورة:31.

(2) راجع محافظة كربلاء في ظل الثورة:32.

(3) راجع محافظة كربلاء في ظل الثورة:31.

(4) أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(5) حرف الميم من هذا الباب إن شاء الله تعالى: هو باب فضي من مصراعين المصراع الأيمن منه مكتوب في أعلاه في سطرين «قال الله تبارك وتعالى»«(ولاتحسبن الذين قتلوا)1374» وفي أعلى المصراع الأيسر:«( في سبيل الله أمواتاً بل)» «( أحياء عند ربهم يرزقون) 1374»  وبقية الباب عليها زخارف ونقوش، وهذه التواريخ إن لم تدل على حدث معين فلا يمكن القول على انها تحديد لكل ما هو=

         

(484)

 

الصحن بارتفاع متر واحد وعرض ثلاثة أرباع المتر.

          كما توجد في هذه الأروقة عشرة أبواب على جهة الصحن لمقابر عدد من الشخصيات الزمنية والورحية ذكرناها في محله(1) تفصيلها على الشكل التالي:

          ثلاثة أبواب على جهة الجنوب(القبلي) تقع عند الزاوية الجنوبية الشرقية بارتفاع حوالى مترين وعرض 1,5متراً، الاول منها لأجل الصعود الى المئذنة الشرقية.

          ثلاثة أبواب على جهة الشرق أحدها قبل مخلع الشهداء الى جنوبه بارتفاع حوالى ثلاثة أمتار وعرض 1,65متراً، وآخر مقابل بابي مسجد شاهين بمقاييس الباب السابق وثالث بعد باب المخلع الأخير عند الزاوية الشمالية الشرقية وبذات القياسات.

          وباب على جهة الشمال يقع تقريباً أمام الباب الوسطي لمسجد شاهين بارتفاع حوالى ثلاثة أمتار وعرض 1,65متراً.

          ثلاثة أبواب على جهة الغرب باب عند الزاوية الشمالية الغربية بارتفاع حوالى ثلاثة أمتار وعرض 1,65متراً وآخر بين المخلعين هناك بارتفاع حوالى مترين وعرض 1,5متراً، وآخر قبل المخلع الاخير من هذه الجهة على مقربة من مرقد حبيب بن مظاهر بالمقاييس ذاتها، واحدها لها شباك صغير يطل على الصحن الشريف.

          وأما المقابر التي تلاصق جدار الحرم الحسيني فهي خمس، ثلاثة في الجهة الجنوبية خلف مرقد الشهداء تماماً.

          واثنتان في الجهة الشمالية، إحداهما تقع على الشرق الباب المؤدي الى مسجد شاهين والأخرى على غربه، وقياسات هذه الأبواب حوالى 2X1متراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

= موجودة في هذا القطاع إذ ربما كان الباب له موقع آخر فنقل الى هذا المكان الجديد.

(1) باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة.

(485)

 

 وكل هذه الأبواب الخمسة عشرة مصنوعة من خشب الساج.

          ومن هذه الأبواب الأربعة  يتوجه الزائر الى االحرم الحسيني الشريف عبر تسعة أبواب:

          ففي الجهة القبلية (الجنوبية) توجد ثلاثة أبواب:

          1ـ الباب الأول الواقع مقابل الضريح المقدس على جانب الشرق.

          2ـ الباب الثاني الواقع مقابل الضريح أيضاً على جانب الغرب وهما متلاصقان مصنوعان من الذهب.

          3ـ الباب الثالث يقع عند الزاوية الجنوبية الغربية عند مرقد حبيب بن مظاهر وهو مصنوع من الخشب الساج بني اللون.

          وأما في الجهة الشرقية فتوجد فيها ثلاثة أبواب أيضاً:

          4ـ باب في الوسط ذهبي ينفذ الى مراقد الشهداء.

          5ـ الباب الفضي الأول (الى الجهة الجنوب) والذي ينفذ الى مسجد شاهين.

          6ـ الباب الفضي الثاني(الى جهة الشمال) والذ ينفذ ايضاً الى مسجد شاهين وهما متجاوران.

          وأما في الجهة الشمالية فيوجد باب واحد فقط.

          7ـ الباب الفضي الواقع في الوسط والذي يؤدي من الرواق الشمالي الى مسجد شاهين.

          وأما في الجهة الغربية فيوجد بابان:

          8ـ الباب الأول الفضي الواقع الى الشمال عند قبر إبراهيم المجاب.

          9ـ الباب الثاني الفضي الواقع الى الجنوب عند قبر إبراهيم المجاب ويقع أحدهما جنب الآخر.

          وفي الروضة لا توجد أبواب ومقابر خاصة ألا واحدة في مسجد شاهين على شرق الباب الشمالي للرضوة، بينما يوجد شباك واحد جهة الرأس (الغرب) يقع في جدار الروضة والرواق الغربي.

(486)

 

          وأما المخالع(1) فإن على كل باب من أبواب الأروقة مخلعين يقع كل واحد منهما على إحدى الجهتين من الباب، وأما في الجهة الجنوبية بما أن المخالع لاتقع عند باب الأروقة بل على أطراف الطارمة فيوجد على الجهة الشرقية مخلعان، وعلى الجهة الغربية مخلعان، وعلى كل من الزاويتين الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية مخلع، فيبلغ عدد المخالع ثمانية عشر مخلعاً وفي الفترة الأخيرة أزيل هذان المخلعان،وسنأتي على تفاصيل كل مفصل من مفاصل المرقد الحسيني في الجزء الثالث من هذا الباب إن شاء الله تعالى.

          ش 294

          (132)

منظر عن المرقد الحسيني ويظهر الى جهة الشرق المرقد العباسي

ـــــــــــــــــــ

(1) المخالع: جمع مخلع، وهو بفتح الميم وسكون الخاء وفتح اللام، اسم مكان من خلع الشيء إذا نزعه والمراد به خلع الحذاء، ومنه قوله تعالى للنبي موسى عليه السلام:(فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى) (طه: 12)، ويعرف الخلع بالكشوانية، وهي كلمة دارجة أخذت من الفارسية وحورت، وقد تحدثنا عن ذلك في محله.

(487)