تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

فأصبح الصحن يحتوي على 61غرفة يتقدم كل منها إيوان، بالإضافة الى مقدار مساحة غرفتين يتقدمها إيوانان خصص أحدهما لوضوء الرجال وأخرى للنساء فيكون مجموعهما 63غرفة(1)، هذا باستثناء مداخل الصحن والتي عادة ما تكون اواوينها أكبر مضافاً الى إيوان ميرزا موسى والذي بعد لم يفتح منه باب صاحب الزمان، بينما كانت توجد في الطابق العلوي 14عرفة(2).

          وقد بلطت أرض الصحن بالأحجار المحلية حيث استخرجت من أراضي المقلع القريبة من شفاثا غربي كربلاء(3).

  • وفيها أيضاً زار المرقد الحسيني وفد من أدباء سورية فاستقبلوا بحفاوة(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الجانب الشرقي كان على الشكل التالي: من الشمال: غرفة وإيوان+ مدخل باب الكرامة+ خمسة أواوين لصالة كبيرة+ مدخل باب الشهداء+ خمسة أواوين لصالة كبيرة (مسجد) + مدخل باب قاضي الحاجات+ غرفة وإيوان (غرفة الكهرباء)+ ثلاثة أواوين لمقبرة الشيرازي.

الجانب الجنوبي: مدخل باب الرجاء+ تسع غرف بأواوينها+ مدخل باب القبلة+ ست غرف بأوأوينها+ درج.

الجانب الغربي: درج+ غرفتنان وإيوانان+ مداخل باب الزينبية+ ستة غرف وأواوين+ مدخل باب الحر+ خمسة غرف وأواين+ مدخل باب السلطانية+ ثلاث غرف وأواواين.

الجانب الشمالي: درج+ مدخل باب السدرة+ سبعة غرف وأواوين+ إيوان ميرزا موسى+ ثمانية غرف وأواوين+ ميضأتان للرجال والنساء وإيونان.

(2) الجهة الشمالي: غرفتان على جانبي إيوان ميرزا موسى+ غرفة على باب السدرة+ غرفة على الزاوية الشمالية الغربية.

الجهة الغربية: غرفة على باب السطانية+ غرفتان على طرفي باب الحر+ غرفة على باب الزينبية+ غرفة على الزاوية الجنوبية الغربية.

الجهة الجنوبية: غرفتان على طرفي باب القبلة+ غرفتان على مقبرة الددة وغرفة على مقبرة من الزاوية الجنوبية الغربية.

(3) كتاب عين التمر: 190.

(4) ديوان أصداء الحياة: 2/80.

(371)

 

 

  • وفي سنة 1369هـ أيضاً بدأ السيد صبري الهلالي(1) الخطاط بكتابة الكتابة القرآنية على القاشاني الكربلائي في الحرم الشريف ومسجد الحرم(شاهين)(2) والأروقة.

وهذه الكتابة تعلو الرخام اليزدي الأخضر المعرق الذي يكسو جدران الروضة من الداخل والرواق وهي مخطوطة بخط أبيض على أرضية زرقاء مصنوعة من القاشاني يقدر عرضها نحو سبعين سنتمتراً وهي تفصل بين الرخام والمرايا.

          أن كتابة الروضة تحتوي على سورة الدهر(3) مكررة مرتان تبدأ احداهما من حيث تنتهي الأخرى محيطة بالجدران والأعمدة للقبة المنورة وجدران مسجد شاهين(4) ولايخفى أن اكتابة القاشانية عندما تمر على الباب الشمالي للروضة الذي يفتح على الرواق تأتي على شكل كبير تتوسط المقرنصات الجميلة المكسوة بالمرايا مما يزيدها بهجة وبهاء، بينما تأتي الكتابة على باب القبلة للروضة شبه قوس صغير.

  • وأما كتابة الرواق فتقع على جهتين الجهة الملاصقة بجدار الروضة

ــــــــــــــــــــــــ

(1) صبري الهلالي: هو محمد صبري بن مهدي البغدادي(1320ـ 1372هـ) ولد في بغداد ودرس في المدرسة الجعفرية، تعلم على الشيخ أحمد الحائري في الكاظمية، توفي بها ونقل الى النجف، كان خطاطاً ماهراً اختص بخط الرقعة والفارسي النسخ والنستعليق- راجع موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين:3/119.

(2) بغية النبلاء: 171.

(3) سورة الدهر: ويقال لها سورة الإنسان أيضاً وهي السورة 76 من القرآن وآياتها تبلغ 31آية أولها: (وهل أتى على الانسان احين من الدهر) وآخرها(والظالمين أعد لهم عذاب أليماً).

(4) إن سورة الدهر تبدأ من منتصف العمود الشمالي الغربي للقبة وتنتهي فوق الممر الشرقي لمسجد شاهين مقابل ضريح الشهداء حيث تبدأ ثانية من هناك لتنتهي عندما بدأت تلك وفي آخر هذه كتبت الآيات من قوله تعالى(فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا) الى آخر السورة في ثلاث اسطر عمودية- خلافاً للكتابة – جاء في نهايتها كتبه محمد صبري، ولا يخفى أن السورة في المرتين جاءت مع البسملة دون التصديق.

(372)

 

فقد احتوت على سورة يس(1) مكررة، وأما كتابة الجدار الفاصل بين الرواق والصحن فاحتوت على سورتين من القرآن، الأولى سورة الفتح(2) بدأت من عند الباب الأوسط للرواق القبلي ـ الباب الرئيسي- لينتهي عند منتصف الرواق الغربي وتبدأ بعده سورة الجمعة لتنتهي عند باب القبلة الرئيسي(3).

  • وفي حدود عام 1369هـ تم نقل الساعة الدقاقة الفضية اللون من على برج باب الشهداء لتوضع على برج باب الحر.
  • وفي الستينات(4) الهجرية(الاربعينات الميلادية) استمكلت مديرية الآثار العراقية قطعة أرض بجوار الروضة العباسية وهيأت التصاميم والمخططات المقتضاة لإقامة متحف يضم لآثار والتحف المهداة الى الروضة، وقد اقترح تخصيص مبلغ ستة آلاف دينار عراقي في مشروع السنوات الثلاث لبناء هذا المتحف بوجه لائق يتيح للزائرين والمترددين الى الأماكن المقدسة الاستفادة من مشاهدته(5)، ولكن لم يتم هذا الا في أواخر هذا القرن كما سيأتي.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة يس هي السورة36من القرآن وعدد آياتها يبلغ 83آية أولها(يس والقرآن الحكيم) وآخرها: (بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون).

(2) سورة الفتح وهي السورة48 من القرآن وآياتها تبلغ 29آية بدايتها(إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً) وتنتهي بقوله تعالى: (منهم مغفرة وأجراً عظيماً).

(3) وبالتفصيل تبدأ سورة الفتح من عند باب القبلة الكبرى وعند الزاوية الجنوبية الشرقية تصل الى كلمة(والارض) من الآية السابعة وعند الزاوية الشمالية الشرقية تصل الى كلمة(عذاباً أليما) من الآية السابعة عشرة، ثم في الزاوية الشمالية الغربية تصل الى كلمة(رحمته) من الآية الخامسة والعشرين، ثم تنتهي سورة الفتح بعد منتصف الرواق الغربي لتبدأ سورة الجمعة والتي تقع كلمة «كمثل» من الآية الخامسة عند الزاوية الجنوبية الغربية لتنتهي عند باب القبلة الرئيسي للرواق القبلي(الجنوبي).

(4) أي 1360هـ= 1940م.

(5) راجع مجلة سومر البغدادية العدد: 1/ السنة: 1/الصفحة: 140/ التاريخ كانون الثاني 1945م= صفر 1364هـ.

(373)

 

  • وفي سنة 1370هـ أنهى الخطاط محمد صبري الهلالي(1) كتابة سورة الدهر في الحضرة الحسينية والعباسية(2).
  • وفي سنة 1371هـ(3) قامت لجنة التعميرات بقلع الأحجار الذهبية للقبة الحسينية المشرفة بغرض أعادة بنائها بصورة متقنة حيت اسود لون بعضها وتآكل البعض الآخر منها، وعندها وجدت القبة مصدعة إثر ترميمات عام 1366هـ(4) للعمودين اللذين يقعان على جهة الشمال فاضطروا الى تجديد القبة وتعميرها من جديد، فهدم القسم المقبب منها حتى معصم القبة والذي تحيط به كتابة من الآيات القرآنية من الخارج وانتهوا من إكسائه عام 1373هـ، ومن الجدير ذكره هنا أن القبة تتألف من جدارين خارجي وهو المذهب وشكله بصلي مقبب،وأما الداخلي فهو كروي الشكل(5)، وللمسافة التي بينهما باب من الخارج مطلي بالذهب يقع على الجهة الشرقية وهو الى الجنوب أقرب منه الشمال يوصل إليه بسلم معدني خارجي يرتقى إليه، بينما يوجد باب آخر في أعلى القبة من الخارج يستخدم لأجل تغيير الراية والضوء والعلامة التي تعلو القبة(6).

ــــــــــــــــــــــــ

(1) ان الخطاط الهلالي كان قد بدأ الكتابة عام 1369هـ، فمعنى ذلك أن كتابته لسورة الدهر مرتين استغرقت من الوقت نحو عام، وتجدر  الإشارة أن هذه الكتابة تحيط بجميع جدار الحائط بما فيها الأعمدة الأربعة للقبة وتتعرج معها في تضاريسها وخلجانها، وذلك لان الجدار الروضة بعد ارتفاع نحو ثلاثة أمتار كلها متصلة بمعنى ان في الجانب الغربي وكذلك الشرقي يوجد ممر مسقف بين الروضة ومسجد شاهين، وهذه الكتابة تمر أيضاً بمسجد شاهين وهي تعلو أبواب الروضة ومسجد شاهين.

(2) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 91.

(3) الموافق لسنة 1951م كما ورد في المصدر.

(4) راجع اصلاحات عام 1366هـ.

(5) راجع مدينة الحسين: 1/55.

(6) ارتفاع القبة من سطح الأرض الى قمتها من الداخل أي من أرض الروضة الى سقف القبة على الضريح حوالى 20متراً وإذا قيس ارتفاع القبة من الخارج وطرح منه سماكة القبتين الداخلية والخارجية تعرف المسافة الفاصلة بين القبتين وهي حوالى 5ـ6 أمتار في القمة، وأما قطرها الداخلي أي من الروضة عند قاعدتها فنحو عشرة أمتارـ راجع مدينة الحسين: 1/56.

(374)

 

 

         375          ش240

                   (78)

 

صورة القبة الحسينية من الخارج

 

          ثم تم بناء القبة من جديد وذلك بإشراف المعماري الحاج سعيد النجفي(1) ومن بعدها كسيت بتلك القطع الذهبية بعد أصلاحها، وتعتبر هذه هي المرة الرابعة(2) التي يتم بها إكساء القبة بالذهب، كما كسيت القبة من الداخل بالمرايا الجميلة الساطعة والقاشاني الفاخر المنقوش بزخارف فائقة الروعة والتي زينت بأسماء الأئمة الاثني عشر عليهم السلام(3) على القاشاني

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) سعيد النجفي:

(2) الأولى كانت عام 1211هـ، الثانية كانت عام 1227هـ، والثالثة كانت عام 1273هـ.

(3) الأئمة الاثنا عشرع: هم كما يلي.

1- علي بن أبي طالب (23ق. هـ. 36هـ).

2- الحسن بن علي المجتبى (3ـ 50هـ).

3- الحسين بن علي الشهيد (4ـ 61هـ).

4- علي بن الحسين السجاد (38ـ 95هـ).

5- محمد بن علي الباقر (57ـ 114هـ).

6- جعفر بن محمد الصادق (83ـ 148هـ). =

(375)

 

 

 

      376             ش241

                   (79)

 

صورة أخرى من داخل القبة وتظهر فيها أسماء الأئمة

 

 المزخرف بنقوش نباتية في أطر هندسية قريبة من شكل المعين متناسقة مع النوافذ الاثني عشر بحيث تأتي المعين في قبال الأعمدة الفاصلة بين الشبابيك ويحيط بالقبة من الداخل تحت الأشكال المعنية التي بها أسماء الأئمة عليهم السلام وفوق الشبابيك مباشرة كتابة(1) من القاشاني تحتوي من بداية

ـــــــــــــــــــــ

= 7- موسى بن جعفر الكاظم (128ـ 183هـ).

8- علي بن موسى الرضا (148ـ 203هـ).

9- محمد بن علي الجواد (195ـ 220هـ).

10- علي بن محمد الهادي (212ـ 254هـ).

11- الحسن بن علي العسكري (232ـ260هـ).

12- محمد بن الحسن المهدي (255ـ 000هــ)، كانت غيبة الامام المهدي ع الصغرى عام 260هـ وأما غيبته الكبرى فكانت عام 329هـ، وهو حي سيظهر ليملأ ألارض قسطاً وعدلاً، بعد أن تملا ظلماً وجوراً.

(1) لم تحدد المصادر التي بحوزتنا الخطاط الذي كتب هذه الكتابة، وقد حاولنا معرفة ذلك عبر بعض المعنيين إلا لم نصل الى المقصود، ولكن الشبه بين هذه الكتابة وبين الكتابة التحتانية يرشدنا الى أن كاتبهما شخص واحد ألا هو الشيخ جواد=

(376)

 

 سورة الفجر وحتى قوله تعالى: (حباً جماً)(1) وهناك كتابة أخرى تقع

                   ش242

     377              (80)

 

صورة التقطت من داخل الحرم الحسيني وتظهر

فيها الكتابتان الحزاميتان للقبة من الداخل

 

مباشرة تحت الشبابيك وهي تحتوي على سورة المنافقون(2) خطتها يراع

ــــــــــــــــــــــــــــــ

= الخطاط، القرائن كلها تدل على ذلك، ولعل ذكره لاسم الخطاط في الكتابة التحتانية يشمل كل الكتابات الواردة في القبة من الداخل لأنها انجزت في تاريخ واحد.

(1) سورة الفجر: الآية 20، وسورة الفجر تحتوي على ثلاثين آية.

(2) سورة المنافقون: هي السورة 63 تحتوي على إحدى عشرة آية أولها: (إذ جاءك المنافقون) وآخرها: (والله خبير بما تعملون).

 

(377)

 

 الشيخ جواد الخطاط(1) بتاريخ 1371هـ كما هو مثبت أعلاه(2).

         378          ش243

                   (81)

 

 

صورة من سقف مسجد شاهين

 

ــــــــــــــــــــ

(1) جواد الخطاط: هو ابن علي بن مهدي(1320ـ 1407هـ) ولد وتوفي في كربلاء برع في خط الثلث الى جانب سائر الخطوط، وكان عضواً في هيئة مدرسة الحفاظ والحافظات بكربلاء.

(2) راجع تاريخ مرقد الحسين والعباس: 102، وجاء في أوراق أرسلها إلينا السيد سلمان آل طعمة: « أنه كتب في عام 1376هـ في رقبة القبة كتابات جميلة من آيات قرأنية خطت حروفها بخط الشيخ جواد علي كما نقش التاريخ فيها»، مما يظهر أن المقصود هي الكتابة الخارجية، ولكن تاريخها لا يوافق تبديل الأحجار الذهبية التي تم أيضاً في هذا العام أي سنة 1371هـ، ولعله انتهى من الكتابة عام 1376هـ والله العالم.

(378)

 

  • وفي مجرى هذه الاصلاحات قام جماعة من التجار الايرانيين بالتبرع بتزيين الروضة الحسينية بالمرايا وتجديدها وذلك عبر المشرف الفني الحاج عبدالكريم نويد(1) الطهراني(2).
  • وفي نفس السنة وبالتحديد في العاشر من جمادى الأول زار أمير الكويت عبدالله السالم(3) المرقد الحسيني الطاهر(4).
  • وفي سنة 1372هـ بدأ العمل بتغيير واجهة إيوان الذهب(5) أي القسم المحيط بالمدخل القبلي للرواق فقد تم تبديل القاشاني الذي كان يكسو القسم العلوي من هذا الإيوان بصفائح من الذهب الخالص، كما قاموا بتبديل المقرنصات العليا المتدلية والمكسوة بالمرايا بمقرنصات غير متدلية ونقوش هندسية وبارزة مكسية بالذهب كما أضيف الى حافة الأيوان الحاشية المبرومة والملبسة بالذهب ليمتد من الجانبين ويلتقي عند قمة الإيوان حيث كان قبل ذلك يصل لحد يوازي قوس الباب فقط أي عند منتصف ارتفاع الإيوان، وقد احيط الإيوان عند هذا الارتفاع بحزام من الكتابة القرآنية ذات أرضية من الميناء الأزرق وخطوط ذهبية بارزة احتوت على سورة

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عبدالكريم نويد.

(2) راجع تاريخچه كربلاء: 92، بغية النبلاء: 172، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 92، 102، تراث كربلاء: 58، تاريخ الروضة الحسينية المصور: 24، ومشاهدتنا الشخصية والصور التوثيقية.

(3) عبدالله السالم: هو من عائلة الصباح أحد أمراء الكويت (1313ـ 1385هـ) ولي الحكم في الكويت عام 1369هـ بعد الشيخ أحمد الجابر الصباح وفي عهده ازدهرت الكويت.

(4) ديوان أصداء الحياة: 1/203.

(5) إيوان الذهب: اصطلح على تسمية التجويف المقوس الذي يقع فيه باب القبلة الوسطي المؤدي الى الرواق القبلي بـ«إيوان الذهب» لأن جداره مكسو بالذهب، وهذا الإيوان يقع في وسط الطارمة، وأما ألطارمة فقد اصطلح تسميتها على المساحة الكبيرة التي تتقدم الروضة والتي تطل على الصحن الشريف، وذلك لأن كل مسقف غير مغلق يطلق عليه الطارمة.

(379)

 

 الشمس(1) من أولها الى آخرها بما فيها البسملة والتصديق ثم جاءت العبارة التالية: « كتبه جواد علي(2) سنة 1372هـ، النقاش السيد عبدالله(3)» وبذلك كسي الإيوان تمامة بالذهب واختفى الشباك الذي كان فوق قوس الباب(4).

          يمكن وصف كسوة الإيوان بالشكل التالي حيث ينقسم الى ثلاثة أقسام: الثلث الأول السفلي مكسي بالرخام الثمين الى قمة الباب والذي كان قبل هذا التاريخ أقل ارتفاعاً منه حيث كان يصل الى ثلثي ارتفاع الباب(5)، الثلث الثاني مكسي بالذهب وفيه بعض النقوش لزهريات كبيرة وناتئة ينتهي بالكتابة القرآنية، والثلث الثالث والذي يبتدىء بالانطباق ويأخذ الشكل المقوس وفيه نقوش هندسية بارزة، وجميعها تشكل آية في الفن والإبداع(6).

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الشمس: هي السورة 91 من القرآن وتحتوي على 15آية أولها: (والشمس وضحاها) وآخرها(ولا يخاف عقباها).

(2) جواد علي: هو الشيخ جواد الخطاط الكربلائي الذي مضت ترجمته.

(3) عبدالله النقاش: أختص بالملوك القاجاريين حتى وصف بنقاش القاجاريين، وذلك لأنه كان من كبار النقاشين آنذاك ومن المعلوم أن الدولة القاجارية انقرضت عام 1343هـ، ويظهر من العبارة أن النقاش ربما لم يصبح لقباً رسيماً له الى حين كتابة هذه الكتابة.

(4) تقدم الحديث عن الإيوان والطارمة واستخدامها في الوقت الحاضر، وما اصطلح عليه أهل الفن (المعماريون) حيث أصبحتا مفردتين تخصان بالعمارة العربية والأسلامية، بقية الآن أن نبحث عنهما لغوياً ولو بإيجاز، فالايوان: تقرا عند العرب بفتح الهمزة وكسرها وسكون الياء، وربما قرأوها بالكسر والمد كما هو الحال في الفارسية على زنة ديوان، وهي على أي حال مشتقة من المفردة الفارسية القديمة (البهلوية) «بان» وتعني الطاق، ولها معان أخرى قربية من ذلك أيضاً، ويجمع على إيوانات وأواوين، وأما الطارمة: بكسر الراء معرب «تارم» بفتح الراء «toram» أو بضمها«tarom» يونانية، هو المسقف الخشبي غير المحاط بالحيطان، ويطلق على عرش الكروم، وربما أطلقت الكلمة على القبة الخشبية أيضاً، والجمع طارمات.

(5) جاء في مدينة الحسين: 2/50 أن ارتفاع الباب أربعة أمتار وعرضه متران، وهذا يعني أن ارتفاع الرخام يكون في حدود2,66متراً.

(6) راجع بغية النبلاء: 172 وفيه يقول: «جرى تذهيب القسم العلوي من الأيوان القبلي للروضة الحسينية الشريفة».

(380)

 

 

                   ش244

                   (82)

 

واجهة ايوان الذهب

 

  • وفي نفس السنة زار المرقد الحسيني الطاهر الملك(1) فيصل الثاني(2).

ــــــــــــــــــــــــ

(1) الملك فيصل الثاني: هو ابن الملك غازي ابن الملك فيصل الأول ابن الشريف حسين الحسني تقدمت ترجمته، وكان ملوك العراق منذ أن تولوا الحكم على العراق يزورون مراقد أهل البيت ع المنتشرة على أرض العراق، وبالأخص مرقد الحسين ع لأغراض سياسية، وربما لأسباب دينية أيضاً وقد رصدنا زيارتهم الرسمية فقط في هذا الباب.

(2) ديوان أصداء الحياة: 2/108.

(381)

 

                   ش245

        382           (83)

 

من اليمين الملك فيصل الأول، الأمير عبدالاله، سادن الروضة الحسينية

 

  • وفيها كتبت في أعلى باب الحر(1) من الجهة الخارجية الكتابة التالية:« قال تعالى:( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً* ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم وكان الله غفوراً

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ويسمى بباب رأس الحسين ع ويقع في منتصف جهة الغرب من الصحن الشريف.

(383)

 

رحيماً)(1) صدق الله العلي العظيم، 1372»(2) وذلك ضمن أكساء واجهة الباب الخارجي بالقاشاني المزخرف الجميل والذي اضفى على واجهة الباب طابعاً فنياً جميلاً ومتفرداً إذ تميز إيوان واجهة هذا الباب بعلو سقفه وجمال الزخارف والمقرنصات، وتحيط بوسطة وفوق الباب مباشرة الكتابة التالية: «( بسم الله الرحمن الرحيم، إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً* ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطاً مستقيماً وينصرك الله نصراً عزيزاً* هو الذي أنزل السكينة في قلوب الؤمنين وينصرك الله نصراً عزيزاً* هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم ولله جنود السموات والأرض وكان الله عليماً حكيماً)(3) صدق الله العلي العظيم»(4)، كما أثبتت فوق الباب الأبيات(5) التي أنشاها السيد محمد هادي الصدر(6) وهي ـ من مجزوء الكامل ـ:

أحظيرة القدس التي              فيها أمان الخافقيــــــن

حسب المفاخر أن تكو           ني مهبط الروح الأمين

لك باب حطه وهوبا             ب الله للحق المبيـــــــن

عنت الحياة له بنسـ               بته الى رأس الحسين(7)

ــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الأحزاب، الآيتان: 23،24.

(2) تاريخ مرقد الحسين والعباس:190.

(3) سورة الفتح، الآيات: 1ـ4.

(4) انظر الى الصورة المرفقة، حيث يشاهد أن الكتابة وقد جاءت ممتدة من جهة الجنوب باتجاه الشرق ثم انحرفت نحو الشمال ومنه نحو الغرب لتكون بذلك زاويتين جنوبية شرقية وشمالية غربية.

(5) هكذا جاء في تاريخ مرقد الحسين والعباس: 185، إلا أن الصورة لا تدل على ذلك.

(6) محمد هادي الصدر: هو ابن علي المتوفى عام 1385هـ ولد في الكاظمية وتولى القضاء في كربلاء، شاعر معروف.

(7) مجلة رسالة الشرق اكربلائية: 2/44، تاريخ رجب 1373هـ ونقل عنه تاريخ مرقد الحسين والعباس: 185.

(383)

 

  • كما كتب من الداخل آية النور(1) مع البسملة والتصديقة.
  • كما انتهوا من واجهة باب الكرامة(2) ومما كتبت على القاشاني أبيات من ـ مجزوء الكامل- أنشاها السيد محمد هادي الصدر أيضاً بالمناسبة وهي:

صرح تألق مشرقاً               بسنا النبوة والإمامة

وحمى يلوذ المسلمو              ن به الى يوم القيامة

باق مدى الأيام يز                خر بالبطولة والشهامة

تتزاحم الأفلاك فيـ                ـه وحسبها باب الكرامة(3)

  • كما انتهت اللجنة من اكساء واجهة وممر باب الرجاء(4) الذي افتح عام 1368هـ وكتب فيما كتب البيتان ـ من الوافرـ للسيد محمد هادي الصدر على صدرها وهما:

ببابك يا أبا الشهداء حفـــــت                      مهللة ملائكة السمــــــــــــــاء

وفيه جثت ملوك الأرض طوعاً                  وغاية قصدها باب الرجاء(5)

  • كما أنشأ السيد محمد هادي الصدر أبياتاً أخرى- من الوافر ـ، واثبتت على واجهة باب الشهداء(6) حيث جرى تجديد واجهتها وهي:

أبا الشهداء حسبي فيك منجى            يقيني شر عادية الزمان

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة النور، الآية: 35وهي: ( الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصاح المصباح في زجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسه نار نور على نور يهدي الله لنوره منيشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ).

(2) باب الكرامة: وكان يسمى أيضاً باب مدرسة حسن خان، كما سيأتي الحديث عن ذلك في الجزء الثالث من هذا الباب.

(3) مجلة رسالة الشرق الكربلائية: 2/44، تاريخ رجب 1373هـ، ونقل عنه تاريخ مرقد الحسين والعباس: 185.

(4) باب الرجاء: ويسمى باب الرحمة أيضاً.

(5) مجلة الرسالة الشرق الكربلائية: 2/44، تاريخ رجب 1373هـ وعنه تاريخ مرقد الحسين و العباس: 185.

(6) باب الشهداء: إنما سمي بذلك لأنه يقع في قبال مراقد شهداء كربلاء، ويسمى باب الصافي أيضاً.

(384)

 

 

 

إذ ما الخطب عبس مكفهراً                   وجدت ببابك العالي أماني

وها أنا قد قصدتك مستجيراً                  لابلغ فيك غايات الأماني

فلا تردد يدي وأنت بحر                       يفيض نداه بالمنن الحسان(1)

          ش246

   385       (84)

باب الشهداء وتظهر عليه الأبيات الأربعاء

 

          لقد أطلقت أسماء متعددة على أبواب الصحن الحسيني الشريف بمرور الزمان وذلك لمناسبات مختلفة(2)، ولما كان بعضها يحمل طابعاً شخصياً

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة رسالة الشرق الكربلائية: 2/44، وعنه تاريخ مرقد الحسين والعباس: 185.

(2) وقد فصلنا الحديث عن الأبواب وتطويرها العمراني في نهاية الحديث عن المرقد الحسيني والذي سيأتي في الجزء الثالث من هذا الباب إن شاء الله تعالى.

(385)

 

فقد أهمل بشكل عام، كما أن اللجنة المشرفة على إدارة المرقد الحسيني سعت الى أختيار أفضل الأسماء وأشهرها واثبتتها على كل باب منها بعدما كتبت بخط جلي على القاشاني الكربلائي، فجاءت متناسقة مع بقية النقوش النباتية التي زينت بها مداخل الأبواب بالالواح القاشانية.

                   ش247

                 387  (85)

 

صورة باب الشهداء ـ الخشبي ـ وتظهر على الكتابة على مطرقتيه

 

  • وفي سنة 1373هـ انتهى العمل من تجديدها مرايا سقوف الحرم الشريف والأروقة بأكملها والذي كان قد بدىء به عام 1371هـ(1).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع بغية النبلاء: 172، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 91.

(386)

 

          إن الاقواس المتتالية التي تشكل منها سقف الأروقة والتي تتخلله منافذ مقببة ينفذ إليها النور وينعكس على المرايا ذات الاتجاهات المختلفة تزيد من رونق هذه الأروقة بما فيها من معلقات كرستالية بأشكالها المنشورة ذات الألوان الزاهية والنقوش الجميلة كل هذا يترك انطباعات هادئة في نفوس الزائرين الذين قد غمرتهم روحانية هذا المكان فيزيدهم خشوعاً وطمأنينة.

          389         ش248

                   (86)

الجانب الشرقي من الرواق الجنوبي (القبلي)

 

  • وفي هذا السنة اكتشفت لجنة التعميرات بأن القاشاني المحلى المستخدم لإكساء جدران الروضتين الحسينية والعباسية لم يبق على نقائه وثبات ألوانه بسبب الأملاح الموجودة في التربة المستخدمة في صنعه، وعليه.

 

 

(387)

 

تم التعاقد مع السيد حسين الأصفهاني(1) لتجهيز أحجار القاشاني من أصفهان وبالفعل تم جلب الكميات المطلوبة(2).

  • كما انتهوا في هذه السنة القبة من تذهيب القبة الخارج وجاء في كتابتها الحزامية التي تبدأ من مقابل باب الشهداء: البسملة ثم سورة الفجر كلها وفي النهاية جاء مايلي: «1373هـ النبوية الهجرية»(3).
  • وفي الخامس من شهر ذي الحجة عام 1373هـ التجأ الملك الإيراني محمد رضا البهلوي(4) الى المرقد الحسيني يطلب منه عودته الى الحكم بعدما انقلب عليه رئيس الوزراء مصدق(5) ثم عاد الى بلاده بعد ستة أشهر(6).
  • وف حدود سنة 1374هـ زار سيف الإسلام أحمد بن يحيى(7) ملك اليمن المرقد الحسيني الشريف(8).
  • وفي هذه السنة جدد بناء الأواوين والأقواس المحيطة بالصحن الحسيني الشريف كما زادوا في ارتفاع جدارنها وتم إنجاز الجهة الشرقية

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) حسين الأصفهاني: هو ابن عبدالرحيم، من كبار تجار أصفهان وذوي الاختصاص في الفن المعماري وبالاخص الجوانب التي لها ارتباط بالنقوش الإسلامية، ومدينة اصفهان الإيرانية عرفت منذ العهود القديمة بهذا الفن.

(2) راجع بغية النبلاء: 172.

(3) راجع بغية النبلاء: 172.

(4) محمد رضا البهلوي: هو ابن رضا بن عباس(1338ـ 1400هـ) تولى الحكم بعد أن أجبر أباه على التنازل عن عرش إيران عام 1360هـ، هرب من إيران عام 1399هـ أثر الثورة الإسلامية العارمة، توفي في القاهرة ودفن بها.

(5) مصدق: هو محمد بن هدايت الاشتياني (1300ـ 1385هـ) رئيس وزراء إيران في العهد الملكي عام 1370هـ، قام بانقلاب على ملك إيران محمد رضا البهلوي ولكن أحبط الأمريكيون الانقلاب وأرجعوا الملك الى الحكم وعزل المصدق عام 1373هـ والى الأبد.

(6) راجع التوفيقات الإلهامية: 2/1446.

(7) أحمد بن يحيى: م أئمة اليمن الحاكمين (1313ـ 1382هـ) خلف أباه في الحكم عام 1367هـ وبه انقرضت دولة أئمة اليمن بانقلاب عسكري قام به الرئيس عبدالله السلال.

(8) شعراء كربلاء: 6/ترجمة محمد علي السعيد طعمة.

 

 

(388)

 

 

والجهة الشمالية حتى باب السلام وقد خط الكتابة المحتوية على آلايات القرآنية الخطاط الكربلائي الحاج جواد كما هو مثبت في نهاية الكتابة.

  • وفي سنة 1375هـ انتهى العمل من ردم الصحن الشريف وفرشه بأحجار سوداء(1) تم معالجة سطحها بحيث لا تؤدي الى انزلاق المارة وذلك بنقرها بمعاول معدة لهذا الغرض(2).
  • وفي هذه السنة وبالتحديد في شهر ذي القعدة نصبوا فوق الضريح المقدس طبقة من الذهب(3)

ش249

389(87)

 

صورة للضريح الحسيني من جهة الشرق قبل عام 1375هـ

 

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) ويعرف بحجر الغرانيت «Granite» صخر ناري شديد الصلادة تتراوح حبيباته ما بين الدقيق والكبير، ويتكون من المرو«گوارتز» و«فلسبار» وكميات قليلة من معادن أخرى، ولونه يكون ما بين الرمادي الخفيف والوردي والأحمر ينشأ من «الفلسبار» الذي يحويه.

(2) راجع شهر حسين: 452.

(3) كما ذكر بعض من عمل معهم من أهالي كربلاء.

(389)

 

 

 

           390 2        ش250

                   (88)

 

صورة الضريح الحسيني من جهة الغرب قبل عام 1375هـ

 

                  

          ش251

   390 1       (89)

 

صورة للضريح الحسيني من جهة الشمال قبل عام 1375هـ

 

(390)

 

          وكانت هذه الطبقة بمثابة وشاح ألبس بها خشب الساج الذي كان يعلو الضريح الحسيني المقدس، وكانت هذه الألواح الذهبية منقوشة بنقوش نباتية ناتئة قد ابدع الصاغة المختصون بهذا الفن في صياغتها فجاءت بديعة جميلة زادتها الأنوار المسلطة عليها بهاء وروعة.

          ولدينا صورة التقطت قبل هذا التاريخ توضح كيف كان سقف الضريح المقدس بمدرجاته الثلاثة مصنوعاً من الخشب الثمين، إذ كان على كل زاوية من زاوياه الست في المدرج الأول منه رمانة معدنية شبه كروية ذات قاعدة إسطوانية وقمة تشبه مقبض الصولجان، وفي المدرج الثالث منه توجد في كل زاوية من زواياه الست، وهي تختلف في شكلها عن تلك حيث إن قاعدتها أقصر وهي الى الهرمية أقرب منها الى الكروية، ومجموعها يبلغ اثني عشرة رمانة(1) والمدرج الأول يؤطره حزام بعرض حوالى 15سم مصنوع من الفضة ومزخرف بنقوش ناتئة تحمله مقرنصات فضية صغيرة وبسيطة، وياتي تحتها حزام آخر أقل قطراً منها مغلف بلوحة فضية ملساء مجردة، وتحته حزام آخر مقعر الشكل مغلف بالفضة أيضاً يرتكز قاعدته على أعلى الضريح المشبك، وعلى أعلاه ترتكز الأحزمة الثلاثة تشكل هذه الأحزمة الثلاثة والحزم المقعر المدرج الأول وهو في الحقيقة يعتبر كجدار يحيط بسطح الضريح المقدس.

          وكل واحد من هذه الأحزمة الأربعة يزيد في سعة سطح الضريح المقدس مقدارعشر سنتميترات تقريباً ليكون جيمعها مقدار 30سنتميتراً من قطر سطح الضريح من جداره في كل جانب من جوانبه.

          وقد أبدلت كسوة هذه الأحزمة الثلاثة المتدرجة نحو التوسع الى الأعلى من الفضة الى الذهب وقد اودعت على كل واحد منها كتابة تتناسب وهذا المرقد والراقد فيه، وهذه الكتابات جاءت ناتئة على اللوحة الذهبية ولم تميز بلون.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) وجاء في تاريخ مدينة الحسين:1/55 «وفي أعلى ضريح الحسين ع ست عشرة رمانة أسطوانية الشكل من الذهب الخالص يبلغ قطر كل منها من الوسط حوالى 30سنتميتراً» وهو غريب وأتصور أنه أخطا في عدد الزاويا حيث إن عدد الزوايا ثمان، اثنتان منها متجهة نحو الداخل وليس عليها رمانة، وقد تصور أن عليها رماة فجمع الثمان مع نفسها فكان المجموع 16.

(391)

 

 

             392 1      ش252

                   (90)

 

 

صورة عن الزاوية الجنوبية الشرقية من الضريح الحسيني القسم المخصص بمرقد علي الأكبر

 

 

          392 2         ش253

                   (91)

 

صورة عن كتابة الشباك الأول من جهة الغرب لضريح الإمام الحسين ع

 

 

(392)

 

          هذا وقد وضعوا أيضاً كتابة على الشريط الذي في أعلى المشبكات للضريح وذلك بالحروف الناتئة المصنوعة من الذهب وبما أن أرضيتها من الفضة الناصعة فقد جاءت جميلة(1).

          وقد قام بهذا الانجاز جماعة البهرة الاسماعيلية برعاية السلطان طاهر سيف الدين وذلك عام 1375هـ وهذه الكتابات جاءت على الشكل التالي:

          فجاءت على الحزم الأعلى آيات من الذكر الحكيم من تلك التي أولت في الإمام الحسين ع أو التي كان أحد أبرز مصاديقها فقد جاءت في الجانب الشمالي للضريح الآيات التالية:

          (قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم)(2) (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير)(3) (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك الفوز المبين)(4) (وعد الله المؤمنين والمؤمنات).

 

          وجاء على جانب الشهداء(الشرق) بتضاريسه هذه الآيات المباركة:

          (جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن(5) طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك الفوز العظيم(6))(7) (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)(8) (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وقد سبق وأوردنا نصوص هذه الكتابات.

(2) سورة المائدة: الآية: 119.

(3) سورة البروج، الآية: 11.

(4) سورة الجاثية، الآية: 30.

(5) الى هنا تنتهي اكتابة على الشباك الأول من جهة الشرق.

(6) الى هنا تنتهي الكتابة على الشباك الثاني من جهة الشرق.

(7) سورة التوبة، الآية:72، بدأت الآية من الجهة الشمالية بقوله( وعدالله).

(8) سورة آل عمران، الآية: 146.

(393)