تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

التزيين أو لشخصة لها مكانتها في العالم الاسلامي.

          ك- على السادن أن يبادر الى لفت نظر الخادم عند إهماله أو تقصيره وفيما إذا أهمل السادن ذلك فعلى اللجنة أن تلفت نظر الخادم.

          ل- عند اهمال السادن لشيء من واجباته أومخالفته لشيء من أحكام هذا النظام فللجنة العتبة أن تقدم تقريراً للمرجع المختص بسحب يده عن الخدمة الى إكمال التحقيقات القانونية ويفصل عند ثبوت إدانته.

الخدم

 

          المادة الثامنة: الخدم قسمان فخريون ومستخدمون ويرشح المستخدمون من قبل لجنة العتبة ويراعى في توظيفهم الشروط الآتية:

          أ- أن لا يكون سن الخادم اقل من ثلاثين.

          ب- أن يكون عربياً عراقي الجنسية.

          ج- أن يكون حائزاً على شهادة طبية تشهد بسلامته من الأمراض المعدية والعاهات الجسمية والعقلية التي تمنعه من القيام بواجبه.

          د- أن يكون حسن السلوك السمعة وغير محكوم عليه بجناية أو جنحة مخلة بالشرف وأن يكون متمسكاً بواجباته الدينية.

          هـ- أن لايكون موظفاً أو مستخدماً في إحدى دواوين الحكومة أو أي مؤسسة رسمية أو أهلية ولا عضواً في مجلس رسمي ولا منتمياً الى حزب سياسي.

          و- أن يتقن القراءة العربية ليؤدي الزيارة على الوجه الصحيح وعليه أن يلتزم بالماثور منها بدون تصرف بزيادة أو نقصان.

          المادة التاسعة: ينحى الخادم المستخدم متى فقد شرطاً من الشروط الواردة في المادة الثامنة وكذلك إذا عوقب ثلاث مرات بالعقوابات المنصوص عليه في هذا النظام وتنتفي عنه صفة الخدمة للعتبة متى أخل بما جاء في الفقرة (هـ) من المادة الثامنة.

          المادة العاشرة: يعين لكل عتبة من الخدم المستخدمين العدد الذي

(350)

 

 

 تفترضه لجنة العتبة ويعين المستخدم براتب كاف يتناسب وشرف الخدمة. يزود كل واحد منهم بهوية تحمل رسمه الشمسي ويصادق عليها المرجع المختص وعلى أن تكون العمامة زيه الرأسي داخلا العتبة واخارجها.

          المادة الحادية عشرة: يطبق على الخدم الفخريين المباشرين للخدمة جميع ما جاء في المادتين الثامنة والتاسعة من هذا النظام ولهم حق الاحتفاظ بالخدمة وتركها ولا تحديد لعددهم وليس لهم إنابة غيرهم عنهم في الخدمة في أداء واجباتهم.

          المادة الثانية عشرة: على الخدم بكلا قسميهم القيام بالخدمات اللازمة لتأمين نظافة العتبة المقدسة والأروقة وتوابعها كل يوم ليلة بكل دقة وعناية وفرشها وتأمين راحة الزائرين فيها وصيانتها عن الأعمال المخالفة للأداب العامة وقدسية المكان يكون توزيع هذه الأعمال وما شاكلها على الخدم منوطاً بنظر السادن.

          المادة الثالثة عشرة: ليس للخادم أن يقف للزائر عند باب الضريح أو أي جوانبه ولا عند أبواب الحرم والرواق ولا عند مداخل العتبة وليس له أن يفرض على الزائر أجرة معينة لقاء إقرائه الزيارة وينبغي أن يقبل منه ما يجوز عليه عن طيب خاطر كما وليس له أن يطالبه بنذر أو إقرائه الزيارة.

          المادة الرابعة عشرة: يمنع الخدم من بيع الشموع وعرض الخيوط الخضراء أو (الشمعدان) وغيرهما على الزائرين.

          المادة الخامسة عشرة:  يجوز أن يجتمع خادمان أو أكثر لأداء الزايارة بزائر واحد أو أكثر وإنما يكون الحق للأسبق ممن يعرف بذلك الزائر إلا إذا اختار الزائر غيره.

          المادة السادسة عشرة: لا يجوز للخادم إتيان أي عمل من شأنه إزعاج الزائر وعلى الخادم التزام الهدوء والوقار وأن لا يرتفع له صوت إلا عند أدائه مراسيم الزيارة أو الدعاء.

          المادة السابعة عشرة: يفصل الخادم عن الخدمة فيما إذا علم أنه اقترف منكراً من المنكرات الشرعية كالزنى والقمار والمسكرات وغيرها من المحرمات.

(351)

 

العقوبات الأنضباطية

          المادة الثامنة عشرة: في حال إهمال أحد للخدم من المستخدمين أو الفخريين القيام بواجباته المفروضة عليه أو عند إخلاله بشيء من إحكام هذا النظام تطبق عليه العقوبات الآتية:

          1- لفت النظر.

          2- الانذار.

          3- قطع قسط عشرة أيام من المستخدمين والطرد الوقتي لمدة لا تزيد عن الشهر الواحد للفخريين وهذه الثلاثة من حقوق السادن على أن يقدم صورة عن كل منها الى اللجنة للاطلاع.

          4- الفصل من قبل المرجع المختص بعد استلامه تقرير اللجنة بشأنه.

الإجازات

 

          المادة التاسعة عشرة: يمنح السدنة والخدمة إجازات مرضية واعتيادية حسب القانون الخدمة المدنية الخاص بالمستخدمين.

          المادة العشرون: عند تمتع السادن بالإجازة تقوم لجنة العتبة بإدارة وظيفة السادن مدة غيابه.

لجنة العتبة

 

          المادة الحادية والعشرون: ينتخب الخدم في كل عتبة بكلا قسميهم تحت إشراف المرجع المختص وبدعوة منه أربعة من صلحائهم وذوي الرأي فيهم لعضوية لجنة العتبة ويرشح مجلس التمييز الشرعي الجعفري ممثلاً دينياً لرئاسة كل من هذه اللجان ويتم تعيينه من قبل المرجع المختص ويجدد انتخاب الأربعة الخدم على رأس كل سنة:

          المادة الثانية والعشرون: يعين لكل فرد من أعضاء اللجنة ورئيسها راتب شهري يتناسب وشأنه الا إذا كان الخادم ذا راتب.

          المادة الثالثة والعشرون: تنعقد لجنة العتبة في كل أسبوع مرة للإشراف

(352)

 

 على تطبيق هذا النظام من قبل السادن والخدم، ومتى دعت الحاجة الى ذلك.

          المادة الرابعة والعشرون: فيما إذا اقتضت مصلحة العتبة توزيع الخدم الى جماعات يتعاقبون على الخدمة المطلوبة في أوقات مرتبة بصورة«اكشاك» فللجنه البت في تعيين عدد كل جماعة ومدة خدمتها كما أن لها اقتراح ما تقتضيه مصلحة العتبة فيما يخص الكشوانيات وغيرها.

          المادة الخامسة والعشرون: تؤخذ وظائف اللجنة مما جاء في الفقرة«د» من المادة السابعة في الفقرة«ي» و«ك» و«ل» من المادة نفسها ومن المواد الثامنة والعاشرة والثانية عشرة والفقرتين«3»و«4» من المادة الثامنة عشرة والمادة العشرين والرابعة والعشرين.

آداب الزيارة

 

          المادة السادسة والعشرون: على الزائر أثناء وجوده في العتبة أن يلتزم مراعاة الآداب العامة بما يتناسب وحرمة المكان المقدس ويتم ذلك بالمنع عن أمور:

          1- اجتماع الرجال والنساء إلا في ضرورة مشروعة كالاجتماع لصلاة الجماعة أو سماع الموعظة أو أداء الزيارة أو تلاوة القرآن والدعاء.

          2- الأكل والشرب والتدخين المنام وإيقاد النار داخل الروضة والأروقة «والطارمات» والبيع والشراء إلا بيع الكتب الدينية الاسلامية والماء على أن يكون باعة الماء خاضعين للفحص الطبي وملتزمني النظافة.

          3- التبول من كل من الرجل والمراة في عموم مرافق العتبة، ومنع المرأة المتبرجة من الدخول الى العتبة.

          4- مكوث المرأة بدون سبب موجب في سائر أمكنة العتبة داخلاً وخارجاً وتمنع من الجلوس في الطارمات والصحن وأيواناته وغرفه منعاً باتاً عدا الزائرات من نساء الأعراب في الزيارات المخصوصة.

          5- عبث الأطفال ودخول المجانين والتسول داخل الروضة وخارجها.

(353)

 

          6- شد الخيوط وإغلاق الأقفال على الشباك المقدس ولطخ الحناء أو غير ذلك مما يشوه صورة المكان.

          المادة السابعة والعشرون: لا يسمح بإدخال الجنائز ذات الروائح الكريهة داخل الروضة المقدسة.

          المادة الثامنة والعشرون: يمنع مرور الأحمال ودخول الحيوانات داخل الصحن الشريف. عدا الحيوانات المجلوبة نذراً أو لغرض التعمير.

          المادة التاسعة والعشرون:يسمح بربط المرضى بالشبابيك لغرض الالتجاء إلا إذا كان المرض سارياً.

الضرائح والخزائن

 

          المادة الثلاثون: ما يلقى داخل الضريح من نقود وغيرها يختص بها السادن.

          المادة الحادية والثلاثون: يمنع التصرف في خزائن العتبات المقدسة ونقل شيء منها الى خارجها كما لا يجوز بيع شيء من محتوياتها أو استبداله ولو بالأحسن منه، ويجب تعاهدها بسائر وسائل الحفظ.

واجبات المزار المقدس

 

          المادة الثانية والثلاثون: يمنع غير المسلم من دخول المشاهد المقدسة.

          المادة الثالثة والثلاثون: يمنع اللهو والطرب وإدخال الأتهما ولو للاجتياز بها وكذلك كل ما ينافي قدسية المكان.

          المادة الرابعة والثلاثون: يمنع بيع الخمر وفتح المواخير ودور الرقص ومحلات السينما وحفلات اللهو ولعب القمار والغناء في المحلات العامة في كل من بلاد العتبات المقدسة الأربع«النجف الأشرف» و«كربلاء» و«الكاظمية»و «سامراء» تنفيذاً لواجبات حرمة مراقدها الشريفة.

          المادة الخامسة والثلاثون: يجب الاحتفاظ بالطهارة الشرعية لأرض كل من الروضة والأروقة والطارمات وعلى الخدم المبادرة الى تطهيرها عند إصابتها بشيء من المنجسات شرعاً.

(354)

 

          المادة السادسة والثلاثون: لا يسوغ الصعود الى سطوح العتبة ومآذنها إلا بإذن من السادن ولا تستعمل إلا للأذان في أوقات الصلاة المفروضة ولتجويد في القرآن الكريم وترتيل الأدعية المآثوبرة أو لتشيع الميت أذ كان من ذرية الرسول ص أو حملة العلوم الدينية أو خادماً في العتبة.

          المادة السابعة والثلاثون: يمنع إغلاق غرف الصحن من قبل من يحتكروها لمن لا يمت الى وجوه وقفيتها بصلة وتفتح لدفن الموتى وقراءة القرآن وتدريس العلوم الدينية والوعظ وذكر أهل البيت ع وزيارة مقابر المؤمنين.

          المادة الثامنة والثلاثون: ينفذ هذا النظام من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية.

          المادة التاسعة والثلاثون: على رئيس الوزراء تنفيذ هذا النظام.

          كتب ببغداد في اليوم الحادي عشر من شهر شعبان سنة 1367واليوم التاسع عشر من شهر حزيران سنة 1948.

          وقد وقع هذه الوثيقة كل من

          الأمير:                                                                   عبدالإله

          رئيس الوزراء:                                                         محمد الصدر

          وزير الدفاع:                                                            ارشد العمري

          وزير الشؤون الاجتماعية:                                            داود الحيدري

          وزير المعارف:                                                         رضا الشبيبي

          وزير المواصلات والأشغال:                                       جلال بابان

          وزير الخارجية:                                                        نصرت الفارسي

          وزير الاقتصاد ووكيل وزير الداخلية:                             مصطفى العمري

          وزير المالية ووكيل وزير التموين:                                 صادق البصام

          وزير العدلية:                                                            نجيب الراوي

(355)

 

  • ويحدثنا محمد حسن طعمة عن تعميرات عام 1367- 1368هـ فيقول:« قد وصلت التعميرات الحالية في الروضة الحسينية الى قعر الأسس لجدران الأروقة ولايسما الجدران القربية من ضريح حبيب بن مظاهر فلم نعثر على غير سرداب واحد، ويبدو أن المقصود بالسرداب الثاني- الذي شاع بأن في التجويف الذي تحت الضريح سردابين- هو الحضرة التي يرقد فيها الشهداء عند قدمي علي الأكبر بن الحسين لأن أرضيتهما السفلى مرصونة بالرخام على غير ما هو مألوف في أرضية سراديب الحرم الشريف والباقية مما يدل أن تحتها سرداباً ثانياً، وهذا السرداب(1) هو الذي تحدث عنه المفيد(2) وابن طاوس(3) وغيرهما من المؤرخين القدماء»(4).
  • وفي عام 1367هـ التقطت صورة عن المشهد الحسيني وفيها يظهر أنهم انتهوا من ترميم القبة، كما مدوا سلسلة من المصابيح الكهربائية بين المئذنتين فلما رآها الشيخ الحويزي ليلاً أعجب بها فوصفها بقوله- من البسيط-:

 

شاهدت ليلاً مصابيحاً معلقةُ             في الجوٌ مملوءة الأجواء بالعلق

قد احْدقت بمقام السبط باكية             حمر مدامعها لكن بلا حدق(5)

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) السرداب: كلمة فارسية مركبة من «سر+ اب» الماء البارد والمقصود بها الطابق الذي تحت الأرض وبما أنهم كانوا يبردون الماء في الصيف فيها عرف بالسرداب وللكلمة تفصيل ذكرناه في محلة من باب أضواء على مدينة الحسين- فصل العمران.

(2) المفيد: هو محمد بن محمد بن النعمان البغدادي (336ــ 413هـ) كان من أعلام الإمامية وشيخ الطائفة، علم في الفقه والكلام، توفي في بغداد فشيع جثمانه ثمانون ألف رجل، من مؤلفاته: الأمالي، المقنعة، الإرشاد.

(3) ابن طاوس: هو علي بن موسى بن جعفر بن طاوس الحسني (589- 664هـ) من أعلام الإمامية وكان جليل القدر والمنزلة، له شأن عظيم من مؤلفاته: الأمان، الإقبال، كشف المحجة.

(4) مدينة الحسين: 2/50.

(5) ديوان الحويزي: 1/166، وقد سبق وذكرنا بأن الكهرباء دخلت الى الروضة الحسينية عام 1330هـ، وبيدو أن في هذه السنوات علق بين المئذنتين نشرة كهربائية، وحسب الصورة التي لدينا فإنها وضعت أيام ترميم المئذنتين.

(356)

                    ش233

                   (71)

صورة من المشهد الحسينيي التقطت عام 1367هت وتظهر فيها الساعة على الجهة الشرقية

 

 

 

                   ش234

                   (72)

 

 

صورة المرقد الحسيني التقطت عام 1367هـ ويظهر فيها السياج الحديدي للمئذنة الشرقية عند

قاعدتها في سطح الروضة

 

 

(357)

 

  • وبعد عام 1367هـ مباشرة زار وفد أردني الروضة الحسينية المباركة ولقي ترحبياً من المثقفين(1).

 

 

 

ش235

(73)

 

صورة المشهد الحسيني لعام 1368هـ

 

  • وفي سنة 1368هـ وبالتحديد في 16محرم قام عبدالرسول الخالصي(2) بصفته متصرف لواء كربلاء باستملاك قسم الدور المجاورة للصحن الشريف، بينما قام بهدم الصحن الصغير(3) والمئذنتين التابعتين له،

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع أصداء الحياة: 1/217.

(2) عبد الرسول الخالصي(1328- 1405هـ) ولد في الكاظمية ودرس بهاء تولى متصرفيه لواء كربلاء عام 1368هـ بعد عبدالمجيد علاوي، وعزل عام 1369هـ فتولاها أحمد زكي الخياط بالوكالة، انخرط في عدد من الوظائف منه قاضياً وعضواً في المحكمة الكبرى، كما عين وزيراً للعدلية عدد مرات، ووزيراً للعدل والشؤون الاجتماعية.

(3) الصحن الصغير: بناء ملوك البويهيين عام 371هـ.

(358)

 

 والذي كان آية في الفن والعمارة الإسلامية، وكانوا يحطمون القاشاني(1) دون رحمة، كما هدم مقبرة قائد ثورة العشرين الشيخ محمد تقي الشيرازي(2) وسقاية الماء(3) التي بنته والدة السلطان عبدالحميد العثماني اللتين كانتا على جهة الشمال الشرقي، وأزال كذلك مقبرة مجد العلماء(4) وسقاية للماء(5)  اللتين كانتا على جهة الجنوب الشرقي وذلك بحجة توسيع الصحن(6) وبذلك وبما تقدم في عام 1354هـ أصبح الصحن ذا زوايا أربع(7) بعدما كان ذا زوايا

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تلك الأيام: 27.

(2) محمد تقي الشيرازي: هو ابن محب علي الحائري (1256- 1338هـ) من أعلام الإمامية ومراجعها، قائد ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني التي آلت الى استقلال العراق وتأسيس دولته، قاد الجماهير من مقره كربلاء الى أن توفاه الله بها ومقبرته الآن ماثلة في وسط الصحن الحسيني الشريف في الزاوية الجنوبية الشرقية.

(3) سقاية والده السلطان عبدالحيمد: تم بناؤها عام 1282هـ.

(4) مجد العلماء: هو الشيخ عبدالمجيد بن أسد بن محمد علي بن عبدالله خان المتوفى عام 1350هـ.

(5) سقاية الماء: وهي التي شيدها الحاج حبيب الحافظ عام 1283هـ.

(6) تاريخچه كربلاء: 91، وذكر السادن أن التوسعة كانت لخدمة الزائرين.

(7) ويتألم الدكتور عبد الجواد طعمة عما حل بكربلاء من جراء هذا الهدم فيقول في كتابه تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 268:

كانت كربلاء من المراكز الإسلامية العظيمة التي حازت الروحانية الكاملة في الناحيتين الدينية والعلمية، فكانت قد حازت على مركز علمي خطير بجانب ما كانت تتمتع به من المكانة الدينية العظيمة، إذ صار يتوجه اليها منذ أول العهد رجال الدين، وطلاب العلم، ورواد الحقيقة والكمال من الشعوب الاسلامية، فتأسست فيها المعاهد العلمية والمدارس الدينية العالية بمرور الزمن أسسها لها رجال الدول الاسلامية حول الحائر المقدس، فأصبح الحائر وتحيط به تلك المعاهد العلمية والمعابد الدينية والمساجد التاريخية احاطة الهالة بالقمر كما وصفها نيبور الألماني عندما زار كربلاء قبل قرنين في (1765م= 1179هــ) في ج2 ص 218 من رحلته وهو يصف حرم الحسين ع وما يحيط به من المعاهد العلمية بقوله: إن مجموع هذا الجامع العظيم يقع على مساحة كبيرة تحيط بها دور أهل العلم ورجال الدين من جهاتها الأربع.

أما اليوم فلا يرى نيبور من حول الحائر غير شارع فارغ قد يكون منتزهاً من المنتزهات في هذا المحل الديني المقدس وفي هذا المشعر الإسلامي العظيم.=

(359)

 

ــــــــــــــــــــ

= وأما المعاهد الدينية التي أشار إليها نيبور والتي كانت تفتخر بها كربلاء الى قبل سنتين فصارت لقمة سائغة باردة لهذا الشارع الذي ما كان للحائر نفسه من مصلحة فيه كي يضحوا بها لأجل فتحه، وكان في ذلك خسارة عظيمة لا تعوض للحائر ولكربلاء ومكانتها العلمية الرفيعة وبدأت لها هذا النكبة من عام (1934هـ= 1353هـ) يوم بدأ البعض بالتفكير في هدم مئذنة العبد التاريخية بعنوان ميلانها كما سبق.

إن تلك المدارس العظيم لطلاب الدين، وتلك المعاهد العلمية لرواد العلم، وتلك الجوامع والمساجد القديمة التأريخية للشعائر الإسلامية حول الحائر، كلها كانت جلالاً للحائر وعظمة لمكانته الدينية ومنزلتها العلمية السامية، وقد تخرج منها في مختلف أدوار التاريخ فحول من رجال الدين من أكابر العلماء ممن تركوا لهم آثاراً جليلة في الدين وفي التشريع الإسلامي معاً، والى هذا العهد كانت تقوم بنشر الآداب الإسلامية وتسدي الخدمات الجليلة للعلم والدين على نحو ما يقوم به جامع الازهر الذي هو مفخرة مصر والذي يعز على كل مخلص أن لا يجد الحكومة ساعية في تأسيس مثله في النجف أو بغداد مع ما الى ذلك من الحاجة الملحة، وعلى فرض بعض العذر في عدم القيام بمثل هذا العمل الضروري خدمة للثقافة الإسلامية ولكن لا سبب في السماح بهدم أمثاله الكثيرة مما أسسته الأجيال السالفة من المدارس والمعاهد والجوامع في كربلاء لأتفه الأغراض من قبيل فتح شارع واسع بدلاً عن تلك المعاهد العلمية التي كانت تحيط بصحن الحسين ع. فقد أقدمت البلدية على ذلك فذهبت ضحية هذا الشارع المؤسسات والمعاهد الدينية المهمة، والجوامع والمساجد العظيمة، والأماكن الأثرية التاريخية، والآثار الفنية الثمينة، فذهبت من جهة غرب الحائر:

1- مدرسة الزينبية وكانت من المعاهد العلمية المهمة هي وموقوفاتها.

2- الجامع الناصري العظيم.

3- مدرسة صدر الأعظم النوري وكانت من أمات المعاهد العلمية في كربلاء.

وذهبت ضحية الشارع من جهة شمال الحائر:

1- جامع رأس الحسين التاريخي العظيم وكان قد اقيم في وسط هذا الجامع العظيم منذ العهد الأول مقام أثاري تذكاري لأن الرأس المطهر كان قد وضع في ذلك المحل قبل أن يؤخذ الى الكوفة، وكان الشيعة قاطبة يعلقون أهمية كبيرة على هذا الجامع وكان هو من المقدسات الدينية عندهم.

2- جامع السرداب حسن خان كان يعد آية في الفن المعماري وعلى جانب عظيم من الهندسة.=

(360)

 

ست(1)، وقد خصصت وزارة الأشغال والمواصلات المبالغ التالية لصرفها على المرقد الحسيني وذلك عبر المتصرف عبدالرسول الخالصي:

          3240                                                 ديناراً                      للتعميرات الضروية داخل الروضة.

          1600                                                 ديناراً                      لتركيب مرمر الإزارات في الروضة.

          1135                                                 ديناراً                      لتعمير مخزن المفروشات للروضة الحسينية.

          850                                                   ديناراً                      لتعمير القبة المنورة.

          ــــــــــــ                                                ـــــــــــ          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

          6825                                                 ديناراً                      مجموع ما خصص لتعمير الروضة الحسينية.

          وكان لملاحظ اشغال اللواء «محمود الشكرجي»(2) دور الإشراف على أعمال الصيانة هذه(3).

          وما هذه المبالغ التي أرصدتها الجهات المختصة بشيء يذكر في قبال ما هدمته من الآثار التاريخية والمعالم الحاضارية والمراكز الدينية التي لا تثمن بثمن ولا تقدر بالدنانير وقد كانت تزخر بها هذه المدينة المقدسة ويفتخر بها أهلها، ولا شك بأن من وراء ذلك أغراضاً سياسية ذات صلة بالمذهبية أو القومية، وقد أشار الى بعض هذه المعاني السيد عبدالجواد طعمة الذي عايش هذه المحنة فاستنكرها قائلا:

          من الغريب الاختلاف في هذا البلد بين البلديات التي تهدم الآثار التاريخية لأتفه سبب  وبين مديرية الآثار القديمة التي تبذل قصارى جهدها في

ـــــــــــــــــــــــــــ

=3- مدرسة السردار حسن خان وكانت أعظم مؤسسة دينية علمية في كربلاء وقلما كانت توجد مدرسة مثلها في المشاهد المشرفة وقد تخرج منها فحول العلماء قديماً وحديثاً كذلك ذهبت وقوفاتها أيضاً ضمن الشارع.

 فقد فقدت كربلاء بهذا المشروع أحدى ميزاتها الدينية والعلمية ففقدت ميزتها  العلمية  بهدم مدارسها ومعاهدها، كذلك فقدت جمالها الفني الآثري التاريخي ولم تحصل أذا الخسارة الأعظمة غير شارع يستطيع الأفرنج او غيرهم من التجول حول الصحن دون أن يتحملوا عناء المشي على الأقدام، وهذا كل ما حصل.

1- راجع تعميرات عام 1153هـ.

2- محمود الشكرجي.

3- مدينة الحسين: 2/ب.

 

 

(361)

 

 المحافظة على أقل إثر تاريخي حفظاً للتاريخ ودعاية للعراق في الخارج، فتجد كيف أن هذه تحافظ مثلاً على جبهة باب بسيط لخان أو رطمة بسوق العطارين في بغداد لأنها من الآثار القديمة، وكيف ان تلك تهدم المباني التاريخية للعصر العباسي الواحد تلو الآخر في كربلاء بدون أي مانع أو رادع، أهذا يجري في بلد واحد حفظها في جهة وهدمها في جهة أم في بلدين؟ والحق أن ذلك لغريب جداً ولا يقبل التأويل.

          تعين عبدالرسول الخالصي متصرفاً لكربلاء قبل المحرم ببضعة أيام وفوراً باشر بالهدم في موسم الزيارات في ذلك الشتاء القارص، في صباح يوم الأربعاء 22محرم 1368هـ الموافق 24/11/1948 سلط المعاول على الصحن الصغير تسليط القنابل الذرية فدمرها وآثارها الفنية الثمينة تدميراً خلال أقل من يومين أو ثلاثة كأنه يهدم أكواماً من تراب لا أبنية تاريخية وآثاراً فنية ثمينة. فقد شاهدنا هذا الهدم وكانوا قد استعملوا لأجله قوات الحكومة كلها من الشرطة والمفوضين والمعاونين وفراشي البلدية والمحاسب والمهندس وأتباعه وقد سدوا الطرق من كل صوب وقطعوا حركة المرور من كل جهة، وكان التهديم يجري بسرعة عجيبة، وتتطاير قطع المآذن البويهية وكتل الجدران الضخمة في الفضاء. والسبب في كل ذلك أن البعض من رجال الدين أضربوا عن صلاة الجماعة حزناً على هدم تلك الأماكن الدينية فهددوا البعض منهم بالسوق الى المحاكم العرفية، كما وهدد الذين قطع عن بيوتهم التيار الكهربائي فيما بعد وقد بلغ عددهم ما يقرب الخمسين بمثل هذا التهديد ايضاً، كان تلك المحاكم في نظره وجدت لا لمكافحة الصهيونية وانقاذ فلسطين من الخطر وإنما لمثل هذه الأمور التافهة، وهدد الآخرين منهم بالتبعيد والتسفير من العراق مستعيغاً ذلك، وبهذا النوع قضى بعد ألف سنة كاملة على تلك البناية التاريخية الجليلة فأصبحت جزءاً من شارع، ما كان يضر لو كان بيعد عنها بعض الأمتار، فكان الحائر المقدس أيضاً يحتفظ بآثاره وتوابعه، ولا يظن أحد بأن باب التفاهم كان مسدوداً مع الحكومة لأن الحكومة هي التي ترأف بالأهلين وتشرف على مصالحهم وتحقق آمالهم وتمنياتهم الوطنية والدينية، وقد كان للحائر بهذا الصحن الصغير من جهة الشرق مدخل ملوكي لائق للداخل والخارج من الأمراء والملوك والعظماء.

(362)

 

وأما اليوم فقد أصبح له ذلك المدخل المنخفض المظلم المسرح كأنه ينزل الى سرداب تحت الأرض، وأما تلك البناية التاريخية الأثرية فأصبحت اليوم أرض خالية على عرض 15متراً في خمسة وعشرون متراً في شرقي المدخل الواقع في الساحة الكبيرة التي يمتد في شرقيها «شارع علي الأكبر» إلى حرم العباس عليه السلام فكأنها لم تكن

 ولم نستعرض هذه الحوادث ألا لصلتها بالحائر وذلك لما يتحتم على المؤرخ من واجب الصدق والأمانة لا لأي شيء آخر(1).

                   ش236

                   (74)

 

صورة عن المرقد الحسيني وتظهر فيها المدارس والمرافق قبل هدمها، وقد أثبتناها في عام 1340هـ

وإنما وضعت هنا ثانية بمناسبة هدم المدارس

 

          هذا وقد واصل العلماء استنكارهم بهدم المعالم الأثرية المقدسة فقد قام السيد محمد هادي الخراساني(2) بالإضراب عن إقامة الصلاة جماعة

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 176.

(2) السيد محمد هادي الخراساني: هو السيد محمد هادي الحسني السابق الذكر.

(363)

 

 بغرض الاستنكار وإدانة هذا العمل(1).

          واستمر عبدالرسول الخالصي بمخططه في توسعة الصحن الشريف فباشر بفتح شارع دائري يحيط بالصحن الشريف بمساحته وشكله الجديد فأزيلت الفنادق والحوانيت والدور المدارس الدينية الملتصقة بسور والمدرسة الزينبية ومدرسة الصدر ضمن هذا الشارع، وكذلك الجامع الناصري وجامع حسن خان(3).

          وعندها شكل(4) سادن الروضة الحسينية السيد عبدالصالح طعمة لجنة برئاسته وعضوية كل من السيد محمد حسن ضياء الدين(5) والسيد حسن النقيب(6) والسيد عبدالرزاق الوهاب(7) والحاج محمود القنبر(8) والسيد

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع سيرة آية الله الخراساني: 33 وفيه أن في الصحن الصغير كانت مقبرة طائفة من الملوك البويهيين وطائفة من قبور العلماء كصاحب الضوابط وصاحب الفصول وقد نشرت مجلة النداء البغدادية عن حركة العلماء ضد مشروع هدم الصحن الصغير.

(2) راجع تاريخ مرقد الحسين والعباس: 165.

(3) راجع تاريخ مرقد الحسين والعباس: 184، أضواء على مدينة الحسين فصل النهضة العلمية من هذه الموسوعة.

(4) ذكر بأن اللجنة شكلت بعد موافقة وزارة الداخلية.

(5) السيد محمد حسن ضياء الدين: هو ابن مرتضى بن مصطفى تولى سدانة الروضة العباسية عام 1357هـ بعد وفاة والده، كانت له مكانة اجتماعية مرموقة، توفي عام 1372هـ فخلفه في السدانة نجله بدرالدين.

 (6) السيد حسن النقيب: هو ابن محسن بن عباس(1281ـ 1372هـ) ولي نقابة الإشراف سنة 1339هـ بعد وفاة أبيه عام 1338هـ، وكانت له مكانة مرموقة في المجتمع بكربلاء.

(7) السيد عبدالرزاق: هو ابن عبدالوهاب بن عبدالرزاق بن عبدالوهاب السادن (1315ــ 1378هـ) من أدباء كربلاء، له مؤلففات طبع منها: كربلاء في التاريخ، كانت له مكتبة عامرة.

(8) الحاج محمود القنبر: أحد أعيان كربلاء، وينتمي الى جده قنبر والذي عرف ابناؤه به، وهم الآن من البيوتات المشهورة بكربلاء.

(364)

 

 أحمد الرشدي(1) والحاج محمد الشيخ علي(2) لجمع تبرعات بقيمة عشرين ألف دينار عراقي لأجل ضم الأملاك التي استملكها البلدية الى الصحن الشريف وترميم الصحن من الجهة الشرقية(3).

  • وفي نفس السنة تم فتح ثلاثة أبواب جديدة للصحن الشريف(4) وهي كالآتي:

1- باب الحر ويسمى باب رأس الحسين ع، والذي يقع في منتصف الجهة الغربية وبالتحديد في الايوان الناصري(الحميدي)(5).

2- باب الكرامة ويسمى بباب مدرسة حسن خان ويقع في الزاوية الشرقية الشمالية من الصحن الشريف وممر هذا الصحن كان جزءاً من مسجد تابع لمدرسة حسن خان(6).

3- باب الرحمة ويسمى باب الرجاء أيضاً ويقع في الزاوية الجنوبية من الصحن الشريف(7).

وبدأت اللجنة بتزيين واجهات هذه الأبواب كما وغيرها وانتهت منها عام 1372هـ كما سيأتي الحديث عنها.

  • وفي هذه السنة أيضاً قامت لجنة التعميرات برفع القباب القديمة المحيطة

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) السيد أحمد الرشدي: هو ابن كاظم بن قاسم الحائري، كان من الفضلاء المؤلفين والأدباء الشعراء، له ديوان شعر، قتل عام 1295هـ لدى خروجه من الصحن الحسيني، من مؤلفاته: شواهد الغيب.

(2) محمد الشيخ علي: هو حفيد محسن بن محمد أبو طحين، من أعيان كربلاء، ومن مؤسسي غرفة تجارة كربلاء، عضو غرفة زراعة المحافظة،  توفي عام 1402هـ.

(3) بغية النبلاء: 168.

(4) راجع تاريخ مرقد الحسين والعباس: 184.

(5) مجلة رسالة الشرق الكربلائية: 2/44.

(6) شهرحسين: 453.

(7) مجلة رسالة الشرق الكربلائية: 2/44، بتاريخ رجب 1373هـ، وعنها تاريخ مرقد الحسين والعباس: 185.

(365)

 

 بسطح القبة الكبيرة واستعاضت عنها ببناء من الخرسانة(1) جعلت في جوانبها نوافذ زجاجية بغية تنوير الروضة- كما كان سابقاًـ وتخفيف وطاة الثقل(2).

                   ش237

                   (75)

 

صورة التقطت حوالى عام 1368هـ وتبدو فيها القباب الاسمنتية

 

ــــــــــــــــــــ

(1) الخرسانة: على زنة فعلانة، ولا شك أنها من الاشتقاقات الحديثة، ولعل جذورها اللغوي يعود الى «الخرساء» وهي الصخرة الصماء، ومنه قول النابغة- من البسيط-:

أواضع البيت في خرساء مظلمة                 تقيد العَيْرَ لايسري بها الساري

ويقال: العظام الخرس، أي الصم، والخرساء أيضاً الداهية، ولكن لم نجد مخرجاً لتحويل وزن فعلاء، ولعل التحويل جاء في اللهجة العامية، ولعل شأنها شأن الترسانة التي جذرها عربية وهو من «ترس» ولكن تركيبتها تركية حيث إن أصلها كان ترسخانة فخفف الى ترسانة والتي تعني مستودع الذخائر وأدوات الحرب، ومعمل المراكب.

 وعلى أي حال أصبحت كلمة «خرسانة» إحدى المفردات الهندسية والمقصود منها ما يصنع من خليط الاسمنت والرمل والحصى والماء، وتارة مواد أخرى، وهذه هي الخرسانة العادية، وتأتي الخرسانة التي يستخدم فيها شبكة حديدية لتكون أشد صلابة،تستخدم عادة في بناء الجسور والأبنية الفخمة.

(2) راجع مدينة الحسين: 2/ب.

(366)

                    ش238

                   (76)

صورة أمام الباب الشمالي لمسجد شاهين

          كما قامت اللجنة بإكساء داخل القبة الوسطية لمسجد شاهين بحزام من القاشاني يحتوي على كتابة أودعت فيها سورة الفجر بأكملها مع التصديقة يبدأ عند منتصف الجهة الشمالية وينتهي عندها.

  • كما انتهوا من اكساء المئذنتين والتي احتوت كتابة كل واحدة منهما على سورة الجمعة حتى آية (خير لكم إن كنتم تعلمون)(1) دون ثبت البسملة والتصديق، وبداية الكتابة جاءت من مقابل باب قاضي الحاجات.
  • كما تم في هذا العام إكساء جدران الروضة الحسينية وأروقتها بالرخام اليزدي السابق(2) الذكر(3).
  • وفي حدود سنة 1368هـ اسودت اللوحات الذهبية المستخدمة

ـــــــــــــــــــــ

(1) سورة الجمعة: الآية: 9.

(2) لقد سبق وذكرنا في تعميرات سنة 1366هـ، وحمل الرخام من إيران والمباشرة بالإكساء.

(3) بغية النبلاء: 171.

(367)

 

لإكساء القبة الحسينية بينما قامت المديرية العامة للأشغلا بالانتهاء من نصب المصابيح الكهربائية على القبة وبقية معالم الروضة فأنشا الشاعر أبو الحب الصغير الأبيات التالية- من الخفيف-:

لبست قبة الحسين سواداً                  لمصاب قد أحزن الثقلين

واستنارت بالكهرباء ولكن               ذهبياً قد صار لون اللجين

أفتدري من أين حمرة هذا                هذه حمرة دماء الحسين

والسواد الذي تراه عليها                  ذا مذاب السواد من كل عين(1)

  • وفيها زار المرقد الحسيني الطاهر ثقافي لبناني(2).
  • وفي أواخر سنة 1368هـ زار الأمير عبدالمجيد(3) أحد أمراء دولة باكستان المرقد الحسيني الشريف(4).
  • وفيها تبرع السلطان طاره سيف الدين بتبليط أرضية الروضة(5) الحسينية بالرخام المصقول وقد جلب من بلجيكا(6).
  • وفي سنة 1369هـ وبالتحديد في الخامس من جمادى الثاني زار الحائر الحسيني الملك الأفغاني محمد(7) ظاهر(8).

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ديوان أبو الحب الصغير: 203.

(2) ديوان أصداء الحياة: 2/82.

(3) عبدالمجيد: أحد مساعدي ومستشاري اسكندر ميرزا رئيس جمهورية باكستان الذي تولى الرئاسة بعد محمد علي جناح عام 1368هـ ولا يخفى أن مؤسس دولة باكستان محمد علي جناح ثم الرئيس الأول للبلاد بعده اسكندر ميرزا كانوا من الشيعة.

(4) ديوان ابو الحب الصغير: 93.

(5) ذكر السادن بأن التبليط شمل الحرم الحسيني ومسجد الحرم فقط.

(6) تاريخ مدينة الحسين: 2/104.

(7) محمد ظاهر: هو ابن الملك نادر الأفغاني ويلقب بالأول، ولد عام 1332هـ، خلف والده على ملك أفغانستان عام 1351هـ، خلع عام 1393هـ، وأعلنت أفغانستان جمهورية.

(8) تراث كربلاء: 85.

(368)

 

  • بينما زار مرقد الامام الحسين الملك فيصل الثاني(1) برفقة خاله الأمير عبد الإله وذلك في السابع عشر من شهر جمادى الثاني(2).

ش239

(77)

زيارة الملك فيصل ويظهر بين خاله عبدالإله وبين نوري السعيد والى جانب خاله السادن ثم

سعيد الزيني، وذلك أمام الطارمة القبلية

 

  • وفي نفس السنة جرى بناء الجهة الشرقية التي أضيفت للصحن(3)

ــــــــــــــــــــــــ

(1) فيصل الثاني: هو ابن غازي بن فيصل الأول ابن حسين الحسني (1348ـ 1378هـ) انتقلت إليه الملوكية عام 1352هـ عندما اغتيل والده، فتولى مقاليد الأمور خاله الأمير عبدالإله بالوصاية ثم توج رسمياً عام 1357هـ وقتل في انقلاب عسكري عرفت بثورة 14 تموز (1958م).

(2) تراث كربلاء: 85.

(3) جاء في بغية النبلاء: 171(الروضة)، والظاهر أن المقصود بها المرقد بشكل عام حيث يستخدم المؤلف كلمة الحرم لداخل المرقد، وهو المناسب للتوسعة اليت جرت للصحن الشريف في الجهة الشرقية والله العالم.

(369)

 

وبناء الأواوين وعقدها بالكاشاني النفيس(1).

          وتعتبر هذه آخر توسعة للمرقد الحسيني حتو نهاية القرن الرابع عشر الهجري وتقدر مساحة المرقد بشكل إجمالي:

          فمن خارج الصحن يبلغ طوله 120متراً (أي من الشمال الى الجنوب) وعرضه 113,30متراً.

          ومن الداخل يقدر طوله بـ 95متراً وعرضه بـ 75متراً، والفارق بين التقديرين هو سماكة الجدار بالإضافة الى مباني الغرف والصالات المحيطة بالصحن الشريف.

          وأما مبنى الروضة فقدر طوله من الخارج بـ 55متراً وذلك من الشمال الى الجنوب وعرضه أي من الشرق الى الغرب بـ 40متراً، وارتفاعه 12متراً.

          ومن الداخل فالطارمة بشكل عام طولها مع المخلعين 40متراً وبدون المخلعين 32متراً، وعرضها من الجهتين 6متار ومن الوسط أي مع إيوان الذهب 10أمتار وارتفاعها من الجانبين 9أمتار ومع السقف والحاشية 11متراً ومن الوسط 13متراً بدون السقف ومعه 15متراً.

          وأما مسجد شاهين فقدر طوله أي من الشرق الى الغرب بـ25متراً وعرضه بـ10أمتار وارتفاعه نحو 14متراً.

          وأما الأروقة فطول الجنوبي والشمالي منها 40متراً وعرضهما خمسة أمتار وارتفاعهما مع البناء 12متراً.

          وأما الرواق الشرقي والغربي فطولهما 45متراً وعرضهما وارتفاعهما كالسابقين.

          وأما الروضة نفسها فطولها14,20متراً وعرضها9,15متراً.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بغية النبلاء: 171.

(370)