تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

أم هل الى نوح وأين نبيــــــــه                   نوح فيسعد نوحها وبكاءها

ولقد ثوى بثراك والسبب الذي                  عصم السفينة مغرقاً أعداءها

أم هل الى موسى وأين كليمه                  موسى لكي وجداً يطيل نعاءها

ولقد توارى فيك والنار التي                   في الطور قد رفع الإله سناءها(1)

        وقام السادن خطاط من شيراز ليقوم بخطها بخط جميل ممتاز ويثبتها على الضريح المقدس.

        وبعد تلك الانجازات أقيم احتفال كبير في 22/ ذو الحجة/ 1360هـ(2) حضره الملك فيصل الثاني(3) والأمير عبد الإله الوصي وولي العهد(4)، والسيد نوري السعيد(5) رئيس الوزراء، الى جانب بعض المسؤولين العراقيين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تراث كربلاء: 46، ديوان السيد حيدر الحلي: 1/51، راجع ديوان القرن الرابع عشر من هذه الموسوعة مطلعها:

كم ذا تطارح في منى ورقائها                خفض عليك فليس داؤك داءها

(2) يطابق 10/1/1942م.

(3) لقد أودع السيد سلمان طعمة في كتابه تاريخ مرقد الحسين والعباس: 305صورة عن زيارة الملك فيصل الثاني مع خاله الامير عبد الإله  التقطت مع سادن الروضة العباسية السيد حسن الكليدار وجمع من أركان الدولة وأعيان البلدة أرخها بعام 1942م ولمظهر اطميش قصيدة ترحب بالامير عبد الإله في 23/11/1360هـ، وقد حدد المدرس في شهر حسين: 464 أن الاحتفال كان بحضور ولي العهد ورئيس الوزراء وحدد تاريخه بـ 22/12/1360هـ، فكل هذا يؤكد أن ما جاء في مدينة الحسين: 2/د أن ترميم الصندوق كان عام 1365هـ تصحيف ويؤيد ذلك ما جاء في كلامه أن زيارة الملك فيصل الثاني كانت الأولى.

(4) ويبدو أن زيارة الملك مهدت بزيارة بعض المسؤولين منهم الوصي والولي للعهد الأمير عبد الإله أقامت حيث أقامت له بلدية كربلاء احتفالاً تكريماً في نادي الملك فيصل بتايخ 12/12/1941م الموافق 23/11/1360هـ وألقى الشاعر مظهر بن عبد النبي اطميش الحائري(1402هـ) قصيدة ـ من الخفيف ـ مطلعها:

طلع الفجر مفعماً بالبشائر             وعلى الأفق باسمات الأمائر

                راجع ديوان أصداء الحياة: 1/14.

(5) نوري السعيد: هو نوري بن سعيد بن صالح بن طه القره غولي (1306ـ 1377هـ) ولد في بغداد، تخرج من المدرسة الحربية في الاستانة، شارك مع العثمانيين حرب البلقان، وشارك مع فيصل الاول بن الحسين في إقامة دولة عربية رافقه الى العراق،=

(326)

 

 والايرانيين والهنود وغيرهم، وقد القى الخطباء والشعراء بهذه المناسبة القصائد والكلمات فكان من بين الخطباء مدير الاوقاف العام السيد رؤوف الكبيسي(1) وسادن الروضة السيد عبدالصالح طعمة، والسيد علي فتح الله(2) وقصيدة للشيخ محسن أبو الحب الصغير ـ من البسيط ـ مطلعها:

يابن الرسالة يابن البيت والحرم               ويا سليل العلى والمجد والكرم(3)

        ثم تقدم الملك العراقي فيصل الثاني وأزاح الستار عن الصندوق الخاتمي(4).

  • وفي حدود عام 1361هـ زار وفد ثقافي مصري المرقد الحسيني الشريف واستقبلهم مثقفو كربلاء ورحبوا بهم(5).
  • وفي حدود سنة 1362هـ تم تبديل القاشاني المتآكل الذي كان يكسو جدار الجهة الشرقية للروضة من الخارج وعلى أثره ابدلت الكتابة العليا والتي كانت مخطوطة بخط متداخل في سطرين ليوضع محلها كتابة أخرى مخطوطة بخط متداخل من سطر واحد والتي جاءت فيها سورة النبأ من أولها الى آخرها ثم تلتها سورة الطارق مع البسملة بتمامها ثم بعد ذلك تلتها سورة أخرى لم تتبين لنا معالمها، وتنتهي الكتابة عند عامود المئذنة الشرقية على سطح إيوان المخلع الشرقي بقوله صدق الله العلي العظيم وصدق رسوله الكريم، كما تدلنا على ذلك صورة التقطت في تلك الفترة الزمنية.

ـــــــــــــــــــــــــ

= تولى 14 مرة رئاسة الوزارة العراقية كما تولى رئاسة مجلس الأعيان، من آثاره: استقلال العرب ووحدتهم، أحاديث في الاجتماعات الصحفية.

(1) رؤوف الكبيسي:

(2) علي فتح الله: هو ابن عبدالامير ينتمي الى فتح الله بن أمين آل طعمة الموسوي، وهو من أعيان كربلاء.

(3) ديوان أبو الحب الصغير: 186.

(4) راجع شهر حسين: 464، مدينة الحسين: 2/د.

(5) راجع شعراء كربلاء: 2/الورقة: 40 في ترجمة الشاعر حسين العلوي.

(327)

 

  • وفي سنة 1363هـ هدم خزان السقاية الذي أنشىء عام 1322هـ عند مدخل باب القبلة بسبب توسعة المشهد الحسيني(1).
  • وف سنة 1365هـ(1) قام الحاج محمد اليزدي(3) والحاج محمد حسين الكاشاني(4) بتجهيز الرخام اليزدي لجدران الحرم الحسيني الشريف (الإزارة)(5) فوصل الرخام الى كربلاء عام 1366هـ كما سيأتي.

ويذكر بأن الرخام ظل في مستودعات طهران بانتظار من يتبرع بكلفة نقله الى كربلاء، وقد راجع سادن الروضة الحسينية السيد أبو الحسن الأصفهاني(6) يستجيزه بصرف كلفة النقل من الحقوق الشرعية (سهم الامام)(7) فأمهله شهراً ثم رد عليه بعدم الجواز فطلب منه أن يكتب الى وكلائه في إيران ليتولوا جمع التبرعات لذلك.

  • وفي نفس السنة دفنت جميع السراديب في أروقة الحرم والأيوان القبلي بالاسمنت ومنع الدفن بها رسمياً(8).

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 173.

(2) الموافق لعام 1945م.

(3) محمد اليزدي: ينتمي الحاج محمد الى السلالة الهاشمية وكان من كبار تجار يزد.

(4) محمد حسين الكاشاني: كان من كبار تجار طهران وكانت له تجارة بالسجاد الايراني وبالأخص الكاشاني منه كان حياً حتى عام 1386هـ، وقد تبرع بالسجاد للروضة الحسينية، وبعد وفاته استمر نجله الحاج محمود بتقديم التبرعات الى المرقد الحسيني، وقد جاور هذا ألاخير المشهد الحسيني وتوفي بها بعد حدود 15عاماً من وفاة أبيه.

(5) راجع بغية النبلاء: 167.

(6) أبو الحسن الأصفهاني: هو ابن محمد الموسوي (1284ـ 1365هـ) ولد في أصفهان وسكن كربلاء والنجف تولى المرجعية العامة من النجف، اشتهر بكتابة وسيلة النجاة التي علق عليها بعده عدد من الفقهاء.

(7) سهم الامام: يقسم ضريبة الخمس الى قسمين الأول: سهم السادات ويصرف على فقراء الهاشميين، والثاني: سهم الامام ويصرف على ما فيه رضا الامام الحجة عليه السلام.

(8)  بغية النبلاء: 166.

(328)

 

  • وفي هذه السنة أيضاً أوفدت مديرية الأشغال(1) أحد موظفيها الى إيران للتعاقد لجلب الكمية الباقية من الرخام(2).
  • وفي زيارة الأربعين من هذه السنة بلغ عدد زوار مرقد الامام الحسين ع بين نصف وثلاثة أرباع المليون وهو عدد جسيم لم يبلغ ثلثه عدد حجاج بيت الله الحرام في السنوات التي يكثر فيها الحجاج كما ورد في الصحف الرسمية آنذاك(3).
  • وفي هذه السنة أيضاً صدر القرار الحكومي بتوسعة الصحن الحسيني وذلك بهدم الصحن الصغير والمدارس العلمية والمساجد المحيطة بالصحن، وعندها احتج العلماء فوجهوا مذكرة بتاريخ26/3/1365هـ(4) الى الملك يستنكورن قرار هدم الآثار التاريخية والمعالم الدينية والمراكز المقدسة وقد وقع المذكرة عدد من العلماء من بينهم السيد محمد علي الطباطبائي(5) والسيد محمد حسن الموسوي الطباطبائي(6) والسيد محمد هادي الحسيني الحائري(7) والشيخ محمد الخطيب(8)

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) مديرية الأشغال: هي دائرة تابعة لوزارة الأشغال ولاسكان في حينها.

(2) مدينة الحسين: 1/44.

(3) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 147نقلاً عن جريدة الأخبار البغدادية العدد 1546بتاريخ 23صفر 1365هـ  الموافق 27/1/1946م تحت عنوان(يوم الأربعين في كربلاء).

(4) الموافق 27/2/ 1946م.

(5) محمد علي الطباطبائي: هو ابن مهدي بن محمد علي (1302ــ 1381هـ) ولد وتوفي في كربلاء، من علماء وأعيان كربلاء، ومن رجال ثورة العشرين، كانت بيده توليه عدد من المدارس العلمية بكربلاء منها مدرسة السليمية والبقعة.

(6) محمد حسن الموسوي الطباطبائي: هو ابن محمد باقر بن محمد مهدي (1296ــ 1380م) ولد وتوفي في كربلاء من أعلام الامامية، رافق قائد الثورة الشيخ محمد تقي الشيرازي، له اليد الطولى في المناظرة، من آثاره: الامامة الكبرى، فدك، البراهين الجلية.

(7) محمد هادي الحسيني الحائري: هو السيد هادي الخراساني الذي تقدمت ترجمته.

(8) محمد الخطيب: هو ابن دواد بن خليل الجشيعي (1301ــ 1380هـ) من العلماء البارزين زمن الأدباء الشعراء، أسس مدرسة علمية عرفت باسمه، له مؤلفات بلغت عشراً الا أنها زالت مخطوطة وللأسف.

(329)

 

والسيد حسين(1) القزويني الحائري(2)، كما إبرقت مجموعة أخرى من العلماء الى المسؤولين، منهم السيد حسين القمي(3) بالاضافة الى متولي مدرسة حسن خان(4) ولكن الاوامر كانت صارمة حتى ذكروا بأنها كانت أكبر من إرادة الملك(5).

  • وفي هذه السنة أيضاً أوفدت الحكومة المصرية بأمر من الملك فاروق(6) ثلاثاً من خيرة مهندسيها الى العراق للكشف على الروضة والقبة وجميع مرافقها وذلك إثر ضهور تصدع قبل بضع سنوات في بعض جوانب القبة، وقد رفعوا تقريراً بهذا الشأن وعن كيفية معالجتها الى الجهات المختصة وحيث أثير جدل في العراق بين المهندسين العراقيين حول إمكانية معالجة الأمر وعدمه فاتفقت آراء المهندسين المصريين والعراقيين على طريقة العلاج(7).

ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) حسين القزويني الحائري: هو ابن محمد باقر بن إبراهيم الموسوي (1288ــ 1367هـ) ولد وتوفي في كربلاء، من العلماء البارزين ومن أئمة الجماعة، لازم الشيخ محمد تقي الشيرازي، سجن مع الأحرار، من آثاره: الأجوبة الحائرية، شخصية الإمام علي، وغيرهما، كانت بيده تولية أوقاف جده السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط.

(2) جريدة النداء البغدادية العدد: 432 التاريخ 27/2/1946م.

(3) حسين القمي: هو ابن محمود بن محمد علي الطباطبائي (1282ــ 1366هـ) ولد في قم، وتوفي في بغداد، من أعلام الإمامية ومراجعها، تولى المرجعية بعد السيد أبوالحسن الأصفهاني، كانت له رفقة ضد الأحداث التي حلت بأيران والقوانين التي سنها مليكها محمد رضا البهلوي.

(4) مدرسة حسن خان ومتوليها، كانت تولية مدرسة حسن خان والمسجد التابع لها في الفترة الأخيرة بيد السيد عباس الحجة الطباطبائي، وكانت المدرسة تقع في الجانب الشرقي من جهة الشمال للصحن الشريف يتقدمها المسجد والذي وقع فيه ممر باب الكرامة وأما المدرسة فوقع قسم كبير منها في الشارع الدائري المحيط بالحصن الشريف، والقسم الاخر موجود في شرق الجهة الشمالية.

(5) سيرة آية الله الخراساني: 33.

(6) الملك فاروق: هو ابن فؤاد الأول، وقد لقب بألاول أيضاً(1338ــ 1385هـ) ملك مصر بعد أبيه عام 1355هـ إلا أنه تنازل عن العرش عام 1371هـ بعد ثورة الضباط الأحرار لابنه أحمد فؤاد.

(7) مدينة الحسين: 1/45.

(330)

                ش225

     331           (63)

 

قبة الإمام الحسين ع ويبدو عليها التصدع في الجانب الغربي واضحاً

 

  • ومن هذه الصورة يتبين أن الكتابة الحزامية كانت سورة الفجر بكاملها، كما يظهر من الصورة أن بعض الخدم كانوا يحملون العصي الفضية كما هو متعارف في المراقد في إيران.
  • وفي بداية سنة 1366هـ قام الحاج أحمد المصطفوي(1) مع ثلة من المؤمنين الإيرانيين بحمل الرخام اليزدي المعرق ـ المرمر(2) الأبيض الأخضر ـ الذي تبرع به الحاج محمد اليزدي والحاج محمد حسين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أحمد المصطفوي.

(2) المرمر: نوع من الرخام أشد صفاء(يونانية) وتستخدم الكلمة عند الأتراك والفرس أيضاً.

(331)

 

الكاشاني لإكساء جدران الروضة المقدسة- وذلك بارتفاع ثلاثة أمتار(1) – من يزد الى العراق في قافلة من ستين شاحنة تحتوي على 950قطعة من الرخام بوزن(2) 55طناً(3)، فوصلت مدينة كربلاء يوم أربعين الامام الحسين ع فاستقبلت من قبل الأهالي والزوار والمواكب الحسينية واعيان المدينة وأعضاء السلك الدبلوماسي للقنصلية الإيرانية في كربلاء، وقد بلغت تكاليف النقل 12000دينار عراقي، كما قدرت قيمة المتر المربع الواحد للرخام آنذاك 25ديناراً عراقياً(4)، وكان مجموع ما تبرع به الحاج محمد اليزدي هو مائة وعشرون متراً مربعاً(5)، وبدأ العلم بالاكساء بعد انتهاء موسم الأربعين مباشرة بعد أن استقدمت اللجنة المشرفة على الاعمار جماعة من الاخصائيين المهرة من إيران لرصف هذا الرخام(6).

  • وفيها بلغ عدد الزائرين(7) لكل موسم من زيارة الإمام الحسين ع 200ألف زائر(8).

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) في مدينة الحسين: 1/55«أنه بارتفاع 2,5م».

(2) ويظهر مما جاء في بغية النبلاء: 171أن حصة ما تبرع به الحاج محمد حسين الكاشاني كانت ثلاثة وعشرين طناً من الرخام.

(3) شهر حسين: 474.

(4) تاريخچه كربلاء: 132.

(5) مدينة الحسين: 2/ب.

(6) مدينة الحسين: 2/ب، وفي الجزء الأول منه: 44، أن المصطفوي تبرع بالرخام عام 1365هـ وتبعه في ذلك سلمان طعمة في تراث كربلاء: 55.

(7) بالنسبة الى عدد الزائرين لهذا المرقد الشريف فقد وضعنا بذلك جدولاً خاصاً وأوردناه في الجزء الثالث من هذا الباب، ومن الملاحظ أن هناك مد وجزر بالنسبة الى عدد الزائرين، ويعود السبب في ذلك الى وضع الامني لهذا المرقد طيلة التاريخ، كما يمكن ملاحظة هذا الأمر في مسألة الهدم والأعمار، ومن الملاحظ أيضاً أن العدد كبير جداً بحيث لايصدق الكثيرون ممن لا خبرة لهم بذلك، وقد بحثنا هذا الأمر في مقدمة هذا الباب، كما فصلنا القول عنه في باب الشعائر من هذه الموسوعة فليراجع.

(8) تاريخچه كربلاء: 132.

(332)

 333               ش226

                (64)

 

صورة التقطت في أوائل شهر جمادى الثاني عام 1358هـ وفيها يظهر الباب

القبلي للرواق والبابان القبليان للروضة وقد أزيلا في هذه السنة (1366هـ)

 

  • وفي سنة 1366هـ أيضا قام طاهر القيسي بصفته متصرف كربلاء بهدم المحراب الذي كان يسمى بنخلة مريم(1) والذي اثبت على جداره تاريخ الإنشاءات التي تمت بأمر السلطان أويس الجلائري وذلك بحجة

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) نخلة مريم: وهي التي اعتمدت عليها السيدة مريم حين ولادة السيد مسيح ع والتي تساقط منها رطباً جنياً حيث بعض الروايات بأن المكان القصي في القرآن الكريم هي كربلاء ( قرب قبر الامام الحسين ع) وكان يطلق عليها مولد المسيح ع كما ورد في كتاب رحلات عبدالوهاب عزام: 58 وهذا نصه: « ويذكر أن هناك زاوية كان يطلق عليها مولد المسيح عيسى ابن مريم».

(333)

 

 التعمير التوسعة وكان ذلك أنه قلع باب الروضة التي من جهة القبلة(1) ووسع الجهة الغربية من المرقد الطاهر وأصلح عمودي القبة من جهة الشمال فبناهما من الحديد والاسمنت وكذلك رمم توازير(2) جدران الروضة والأروقة بالطابوق والاسمنت كما ردم السراديب من جهة الجنوب والغرب من الصحن(3)، وزاد ارتفاع حائط الصحن بمقدار خمسة أمتار تلافياً لارتفاع البنايات المجاورة له(4).

          وفي خضم هذه التغييرات والتي كان منها إزالة البابين القبليين(5) للروضة المقدسة وما يفصل بينهما بناء ليوضع مكان ما أزيل: أي بموازاة ما بين  عمودي القبة الشريفة الشرقي والغربي باب فضي مشبك ومزخرف ينزلق عند الفتح والاغلاق ذو جانبين بقياس حوالى 6x4م(6)، ونصب في أعلى هذا المدخل تحت الكتابة المثبتة على القاشاني- والتي كتبت عليها سورة يس(7)- لوحة فضية بعرض حوالى نصف المتروبطول يملأ الفجوة بين عمودي القبة، مقسمة الى أربعة أقسام متساوية كتب في كل واحد منها بخط بارز المقطع الثاني من زيارة الإمام الحسين ع وذلك في خمسة سطور هي: « السلام عليك يا أبا عبدالله، السلام عليك يا بن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين، عبدك وابن عبدك وابن أمتك المقر بالرق والتارك للخلاف عليكم،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وجاء في بغية النبلاء: 167« جرى توسيع مداخل الحرم» وهذا يعني أنه وسع أكثر من مدخل وبما أننا لم نجد تصريحاً في المصادر بذلك غير الباب القبلي للروضة فأثبتنا ذلك دون غيره.

(2) توازير: وهي أسفل الجدار: مفردها توزيرة هي عامية والصحيح تأزيرة والجمع تآزير، والعامة تقول في الأزرة الوزرة، وهي كل ما لفه المرء حول حقبيه.

(3) تاريخچه كربلاء: 91 بغية النبلاء: 167.

(4) تاريخچه كربلاء: 124.

(5) البابان كانتا من إنجاز الأمير محمد علي ميرزا ابن السلطان فتح علي القاجاري عام 1320هـ.

(6) مدينة الحسين: 1/53.

(7) سورة يس هي السورة 36عدد آياتها 83 أولها: (يس والقران الحكيم) وآخرها: (ملكوت كل شيء وإليه ترجعون).

 

(334)

 

 والموالي لوليكم والمعادي لعدوكم، قصد حرمك، واستجار بمشهدك، وتقرب اليك بقصدك، أأدخل يا رسول الله، أأدخل يا نبي الله، أأدخل يا أمير المؤمنين، أأدخل يا سيد الوصيين، أأدخل يافاطمة سيدة نساء العالمين، أأدخل يا مولاي يا أبا عبدالله، أأدخل يا مولاي يابن رسول الله»(1).

                   227

     335              (65)

الباب الجرار الفضي للروضة من جهة القبلة وتظهر زيارة الامام الحسين ع.

 

          ومن الجدير ذكره أن هذا الباب أزيل فيما بعد ليوضع مكانه بعد فترة بابان، وبذلك أعيدت صيغته الأولى وذلك في أواخر هذا القرن كما سيأتي الحديث عنه(2) إن شاء الله تعالى.

          هذا وقد وضع هذان البابان للمدخل الغربي لمسجد شاهين حيث كان هذا المدخل له بابان مصنوعان من الخشب.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) مفاتيح الجنان: 803.

(2) راجع عام 1399هـ من هذا الجزء.

(335)

 

          إذاً أصبح البابان الغربيان لمسجد شاهين اللذان يخرجان الى الرواق الغربي على الشكل التالي:

          مصنوعان من الخشب ومكسيان بالفضة ذات النقوش البارزة والكتابات القرآنية، ولكل واحد منهما مصراعان، فالباب الشمالي (اليمين) منهما فهو كما قلنا ذو مصراعين: المصراع الأيمن منه جاءت كتاباته على الشكل التالي:

          الإطار الأيمن منه فكتاباته جاءت في ستة أسطر هندسية جميلة وذلك بدءاً من الأعلى الى الأسفل: (ويرى الذين) (أوتوا العلم) (الذي أنزل) (إليك من ربك) (هو الحق ويهدي) (والى صراط)(1).

          الإطار الأيسر منه فكتاباته جاءت في ستة أطر هندسية جميلة أيضاً وذلك بدءاً من الأسفل وهي: (العزيز الحميد)(2) (للذين استجابوا) (لربهم الحسنى)(3) (والذين آمنوا) (أشد حباً لله)(4) (إن الأبرار لفي نعيم)(5).

          وأما على وسط الباب فقد كتب في أعلاه: (بسم الله الرحمن الرحيم) وفي بداية الربع الثاني (ادخلوها) وفي أسفلها عند بداية الربع الأخير (بسلام ذلك) وفي النهاية (يوم الخلود)(6).

          وفي وسط الباب حشرت هذه العبارة التالية «الله ولي التوفيق».

          هذا بالنسبة الى المصراع الأيمن للباب الشمالي من الجهة الغربية لمسجد شاهين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة سبأ، الآية: 6.

(2) تتمة الآية السادسة من سورة سبأ.

(3) سورة الرعد، الآية: 18.

(4) سورة البقر، الآية: 165.

(5) سورة الانفطار، الآية: 13، وسورة المطففين، الآية: 22.

(6) سورة ق، الآية: 34.

(336)

339                   ش288

                   (66)

 

المصراع الأيمن من الباب اليمين

 

          أما المصراع الأيسر منه فيحتوي على مايلي:

          الإطار الأيمن من الأعلى الى الأسفل ستة أسطر هندسية وهي كما يلي:

          (بسم الله الرحمن الرحيم) (إن المتقين في) (جنات نعيم) (فاكهين بما) (آتاهم ربهم) (ووقاهم ربهم)(1).

          وأما الإطار الأيسر ففيه ستة أطر هندسية أيضاً، بيدأ من الأسفل الى الأعلى الشكل التالي: (عذاب الحجيم)(2) (وما يستوي) (الأعمى

 

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الطور: الآيتان: 17، 18.

(2) تتمة آية 18 من سورة الطور.

(337)

 

والبصير) (ولا الظلمات) (ولا النور) (ولا الظل ولا الحرور)(1).

          وجاء في أعلى وسط المصراع: (بسم الله الرحمن الرحيم) وفي بداية الربع الثاني: (الرحمن علم القرآن) وفي أسفله في بداية الربع الأخير: (خلق الإنسان) وفي نهاية الأسفل: (علمه البيان)(2)، بينما حشر في وسط الباب: «الله ولي التوفيق»(3).

       339   229ش

          (67)

 

 

المصراع الأيسر من الباب اليمين

 

ــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة فاطر، الآيات: 19ـ 21.

(2) سورة الرحمن، الآيات: 1ـ4.

(3) هكذا تقرأ وكتابتها تختلف عن التي في المصراع الآخر حيث جاءت كلمة: «الله» في السطر الأول بينما جاء «ولي التو» في السطر الثاني، وجاء «فيق» في السطر الثالث، وأما في المصراع الأيمن كلمة «ولي» في السطر الثاني فقط.

(338)

 

          وأما الباب الآخر الواقع على جنوب هذا الباب (يساره) فأقل منه كتابة وأكثر منه نقشاً فقد جاء في الأطار الأعلى من المصراع الأيمن منه قوله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمراً حتى إذا جاؤوها).

          وفي الإطار الأسفل: (وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)(1).

 

         339          ش230

                   (68)

                   المصراع الأيمن من الباب اليسار

          وأما المصراع الأيسر فجاء في الإطار الأعلى منه: ( وقالوا الحمدالله الذي صدقنا وعده وأورثنا).

 

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الزمر: الآية: 73.

(339)

           وفي الإطار الأسفل منه: (الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاة فنعم أجر العاملين)(1).

          ش231

 339         (69)

 

المصراع الأيسر من الباب اليسار

 

  • ولعل في هذه السنة أزيل الباب الشمالي لمسجد شاهين والذي كان مصنوعاً من الخشب الثمين والمكسو بالفضة وكان واسعاً(2) وذلك لأجل التوسعة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الزمر، الآية: 74.

(2) لقد سبق واحتملنا أن في عام 1220هـ أنشىء الباب، أو لعله من أعمال الأمير محمد علي بن فتح علي القاجاري والله العالم.

(340)

 

  • وفي هذه السنة أي عام 1366هـ شكلت لجنة لتعمير أعمدة القبة الحسينية الشريفة بعضوية سادن الروضة السيد عبدالصالح طعمة(1) والسيد محمد سعيد طعمة(2) والشيخ محمد علي كمونة(3) قد ترأس هذه اللجنة متصرف لواء كربلاء طاهر القيسي، وقد عانت اللجنه كثيراً في الحصول على المخصصات الكافية من المال للتعميرات المطلوبة، وقد بذل الحاج عبدالهادي الچلبي(4) همة عالية لتحقيق ذلك باعتباره وزير المواصلات والأشغلا فقد خصصت هذه الوزارة مبلغاً يتراوح بين خسمة عشر ألف دينار عراقي(5) الى عشرين ألف دينار لترميم الروضة، وقد عانت اللجنة مرة ثانية لاختيار الشخص المناسب للإشراف على الترميمات من ذوي الاختصاص فعمدت الى اختيار الحاج حمودي المعمار(6) لهذا الأمر، خلافاً لما أوصت به الجهات المخصتة حيث عجزت الجهات الفنية التي سبق لها اجراء الكشوف على الروضة المباركة غير مرة عن تحقيق الغاية المرجوة، فعندها زاول المعمار الحاج حمودي عمله ومهد له بالكشف عن الأعمدة برفع القشرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عبد الصالح طعمة: هو ابن عبدالحسين، وقد مضت ترجمته واشتهر بين الناس بالسيد صالح.

(2) محمد سعيد طعمة: هو ابن محمد حسن المتوفى عام 1377هـ، وقد سبقت ترجمته.

(3) محمد علي كمونة: هو ابن محسن بن محمد بن عيسى الحائري، وقد مضت ترجمته.

(4) عبد الهادي الچلبي: هو ابن عبدالحسين (1314ــ 1408هـ) من تجار الحبوب، وأصحاب العقار، وأعيان بغداد آنذاك، وفي خلال الحرب العالمية الثانية كان وكيلاً عاماً لشركة أندرو البريطانية التي اختصت بتجارة الحبوب، كانت ولادته بالكاظمية ووفاته بلندن، من آثاره بناء مستشفى لحماية الأطفال في الكاظمية، كما أنشأ بها حسينيات، وساهم بنشر بعض المؤلفات.

(5) القيمة الشرائية للدينار العراقي آنذاك: تدلنا التقارير الواردة في هذا المجال الى أن العامل كان يتقاضى نحو أربعة دراهم يومياً أي خمس الدينار (200) فلس، ويعد هذا أجرة عالية، حيث كان العمال يتوافدون من إيران الى العراق للعمل.

(6) حمودي: هو ابن رضا البغدادي المعمار: من أشهر المعماريين في العراق، ورث الفن من أبيه، كف بصره في آخر عمره، وتوفي بعد عام 1391هـ.

(341)

 

 الخارجية للدعائم التي ترتكز عليها القبة المنورة فوجدها خطرة للغاية من جراء تكاثر الشقوق الداخلية فيها وتوسعها، كما وجد بأن الدعائم كانت مؤلفة من جدران لا ارتباط بينها ولا يشد بعضها البعض، ولما اتضح أن الشقوق كانت آخذة بالتوسع أخطر لجنة التعميرات لأن يعمل من فوره على إزالة الخطر وترصيف تلك الدعائم وصبها بالخرسانة المسلحة التي لا تسري الرطوبة فيها آخذا على عاتقه إصلاح ذلك، فقد جازف بتهديم تلك الدعائم دون مفاتحة  الجهات المخصتة وأنجز العمل بهمة وسرعة،وعندها أعربة الجهات المختصة عن شكرها وامتنانها عما أسفرت عنه النتائج، وقد اقتصرت جهود دائرة الأشغال على تهيئة التجهيزات والمواد والعمال فقط(1).

          وقامت اللجنة في أعقاب ذلك بفتح مداخل جديدة في الرواق الغربي والشرقي وفضفضة(2) أبوابها وازالة الحاجز القديم الذي كان قائماً في الرواق الشمالي مما سهل للزائرين الطواف بالأروقة الأربعة دون مضايقة وازدحام.

          ولعل باب الرواق المطل على الصحن الواقع عند الزاوية الشمالية الغربية مقابل مرقد حبيب بن مظاهر صنع في هذا الوقت، وعلى أية حال فهو مصنوع من خشب الساج المغلف بالفضة والمزخرف بالنقوش البارزة وقد كتب على اطار المصراع الأيمن الجنوبي، من الأعلى الى الأسفل الآيات التالية في ستة أطر على الشكل التالي:

          (بسم الله الرحمن الرحيم)،( إن المتقين)،(في جنات)،(ونعيم فاكهين)،(بما آتاهم)،( ربهم ووقاهم)(3)

          في الجانب الأيسر من الأسفل الى الأعلى:

(ربهم عذاب)،(الجحيم)(4)(أيها الذين)،(آمنوا اتقوا الله)،(وكونوا مع)،(الصادقين)(5).

ــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مدينة الحسين: 1/46، 2/ أ، بتصرف.

(2) فضفضة: إكساؤها بالفضة.

(3) سورة الطور: الآيتان: 17،18.

(4) سورة الطور، الآية: 18 «تتمة».

(5) سورة التوبة، الآية: 119.

(342)

 

          وكتب في الاطار الأيمن من المصراع الأيسر: (إن الذين)،( آمنوا وعملوا)،(الصالحات)،(كانت لهم)،(جنات)،(الفردوس نزلا)(1).

          وأما الإطار الأيسر من المصراع الأيسر فقد كتب: (إن المتقين)،(في جنات)،(ونهر في)،(مقعد صدق)،(عند مليك)،(مقتدر)(2).

          وكتب على وسط المصراع الأيمن من الاعلى(الرحمن علم القرآن) وقبيل النصف(خلق الانسان)، وتحتها زخرفة وفي القسم السفلي:(علمه البيان)(3).

          وكتب على المصراع الآخر على الشكل السابع: (ادخلوها)، (بسلام ذلك)، (يوم الخلود)(4).

          هذا وقد تم اصلاح وترميم جدران الصحن الكبير بالقاشاني، ثم استقدم أحد الاخصائيين(5) من إيران مع القاشاني المصنوع هناك، وبوشر العمل بإكساء جدران الصحن الكبير بالقاشاني(6).

  • وفي هذه السنة ايضاً قامت مديرية الأشغال العامة بصرف مبلغ سبعمائة دينار عراقي لتبديل وتصليح المعدات والأسلاك الكهربائية المستهلكة في خارج الروضة وداخلها وخصصت لإنارة المرقدين الشريفين في الحائر مولدين للطاقة الكهربائية(7).

ويحدثنا محمد حسن طعمة(8) عن المصابيح والقناديل الكهربائية

ـــــــــــــــــــــــــــــ1

(1) سورة الكهف، الآية: 107.

(2) سورة القمر، الآيتان: 54، 55.

(3) سورة الرحمن، الآيات: 1ـ4.

(4) سورة ق، الآية: 34.

(5) ذكر لنا السادن بأن الاخصائي هو السيد حسين الموسوي.

(6) راجع مدينة الحسين: 2/ب

(7) مدينة الحسين: 1/56.

(8) محمد حسن طعمة: هو ابن مصطفى بن علي جواد الموسوي كان جده مصطفى وعلي وجواد سدنة الروضة فلقب بالكليدار (السادن) (1334ــ 1417هـ) له مجموعة من المؤلفات والمقالات والدراسات، ولد ونشأ وتوفي في الحائر.

(343)

 

 المستخدمة في الروضة في عام 1366هـ- 1367هـ فيقول: « وفي داخل الروضة حوالى أربعة وعشرين ثريا مصنوعة من البلور الناصع تتراوح فروعها بين العشرة والأربعين فرعاً (شعبة) وينير فناء الروضة في الليل أكثر من 500 مصباح كهربائي ذي 60- 50 شمعة(1)، وفيه اثنا عشر أنبوباً من الأنابيب الكهربائية(2) من النوع الجديد(نيو) أربعة منها داخل الضريح والبقية في أطرافه، وقد تبرع بعض وجوه بغداد مؤخراً بنصب عدة مراوح لتخلية الهواء(3) أما المراوح الكهربائية فمنتشرة في أرجاء الروضة(4).

  • وفي حدود عام 1366هـ التقطت صورة شمسية لمعالم المرقد الحسيني الشريف تظهر فيها المئذنتان والقبة الساعتان الدقاقتان والجزء الأعلى من الطارمة الخشبية لإيوان الذهب وبيدو فيها أيضاً هدم الأبنية الجنوبية الملاصقة للصحن، كما يبدو أن المئذنتين قد تم تذهيبها ولم يتم الانتهاء من اكساء الكتابة الزرقاء التي تطوق عنقهما، كما أن حاجز مقصورة المصنوعتين آنذاك والمكسوتين بالذهب كان كل ضلع منهما مرصعاً بنجمة بارزة واحدة حيث استبدلت فيما بعد عند الترميمات اللاحقة بخمس نجوم

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) شمعة: كلمة اصطلحها العراقيون للدلالة عن وحدة القوة الكهربائية التي تعادلها في الانكليزية كلمة «watt» وات والتي عليها يعتمد المصروف الكهربائي حسب المقاييس التي صنعت لتسجيل الاستهلاك الكهربائي ويقابلها كلمة فولت «wolt» وحدة القوة المحركة الكهربائية وكلمة أخرى هي الأمپير«ampere» وهي وحدة لقياس قوة التيار الكهربائي وهذه الوحدات مترابطة من حيث الأستعمال للتيار الكهربائي.

(2) الأنبوب الكهربائي: الظاهر أنه بقصد بذلك المصباح الأنبوبي الذي يطلق في الغالب عليه شمعة وغالباً ما يكون لونه حلييأ ويقال له بالانكليزية: «Neon» نيون وهو في الأساس اسم لعنصرغازي هامد عديم اللون والرائحة يوجد في بمقادير طفيفة في الهواء يستخدم في المصابيح الكهربائية وهذا الأنوع الأنبوبي من المصابيح يحتوي على كثير منه فلذلك سمية بأسمه.

(3)  المراد ساحبات الهواء.

(4) مدينة الحسين: 1/56، وجاء فيه بأن من هذه المجموعة اثني عشر قنديلاً من الذهب الخالص مرصعة بالمجوهرات، إلا أن السادن لم يوافقه على ذلك.

(344)

 

لكل ضلع، كما تظهر بوضوح وجود الساعة الفضية الجقاقة على باب الشهداء، وتظهر فيها أيضاً قبة وهي قيد الترميم، كما تبدو عدداً من الشاحنات الإيرانية التي تحمل الأعلام الإيرانية واقفه بجوار الصحن الحسيني التي ربما هي التي جلبت الرخام اليزدي الى الروضة من إيران.

    345               ش232

                   (70)

 

صورة عن المشهد الحسيني يظهر فيها الاصلاحات والشاحنات الايرانية التي حملت الرخام إليه

 

  • وفي سنة 1367هـ تم الانتهاء من ترميم أعمدة القبة الشريفة وقد سبق وذكرنا بأنها دعمت بالخرسانة المسلحة(1) بينما باشروا بهدم الدور المحيطة بالصحن الشريف وكذلك هدم المدارس الدينية المجاورة بغية توسيع الصحن الطاهر(2)، كما أزالوا دكة الشعراء(3) التي كانت في الضلع الغربي

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة أجوبة المسائل الدينية الكربلائية العدد:2/السنة: 2/الصفحة: 319.

(2) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 91.

(3) دكة الشعراء: وهو المكان الذي كان يجلس فيه الشعراء الكبار كأبي المحاسن وكاظم الهر وعبدالمهدي الحافظ ومحسن أبو الحب وبعض وجوه البلدة عصر كل=

(345)

 

مقابل مقبرة الشيخ(1) خلف(2).

  • وفي هذه السنة أيضاً جرى تجديد قسم من مرايا السقوف داخل الروضة المقدسة من قبل لجنة(3) التعميرات(4).
  • وفي هذا العام (1367هـ) وبالتحديد في الحادي عشر من شهر شعبان وضعت الحكومة العراقية بعض الأنظمة للمراقد المقدسة في العراق تحت عنوان «نظام العتبات المقدسة رقم 25» وبما أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمرقد الحسيني الشريف ننقل نصه(5):
  • بعد الاطلاع على المادة الثانية عشرة من قانون إدارة الأوقاف رقم 27 لسنة 1929(6) وبناء على ما عرضه رئيس الوزراء ووافق عليه مجلس الوزراء أمرنا بوضع النظام الآتي:

المادة الأولى: تسري أحكام هذا النظام على جميع القائمين بشؤون العتبات المقدسة سواء كانوا ممن يتقاضون رواتب من صندوق الأوقاف أو الفخريين.

ــــــــــــــــــــــــ

= يوم يتبادلون المنظوم، وكانت بمنزلة ناد للشعراء في ذلك العصر، وللتفصيل راجع فصل الحركة الأدبية في كربلاء من باب أضواء على مدينة الحيسن من هذه الموسوعة.

(1) الشيخ خلف هو ابن عسكر الزوبعي الحائري ولد في كربلاء وتوفي بها عام 1246هـن كان عالماً فقيهاً بارزاً، من خدماته مسجد الشيخ خلف في محلة باب السلالة، من مؤلفاته: رسالة علمية، الخلاصة، شرح الشرائع وغيرها.

(2) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 167.

(3) هذه اللجنة كانت تابعة لإدارة الروضة الحسينية المقدسة وقد كانت برئاسة سادن الروضة كما سبق الحديث عنها.

(4) بغية النبلاء: 167.

(5) صحيفة الوقائع العراقية، العدد: 2628، التاريخ26/6/1948م (18/8/1367هـ) ونقلت عنه مجلة الموسم الهولندية العدد:5/ الصفحة: 239ـ 251، مجلة الغري النجفية العدد: 3ـ4/ السنة العاشرة/ التاريخ: 28/8/1367هـ (6/7/1948م) وعنه موسوعة النجف الأشرف: 3/459.

(6) عام 1929م يوافق عام 1347 ـ 1348هـ.

(346)

 

 المادة الثانية: يقصد في هذا النظام من التعبيرات الآتية:

          أـ العتبات المقدسة- هي التي تضم الأئمة ع بما تدور عليه أسوار الصحن في النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية وسامراء، ويلحق بها مرقد العباس في كربلاء وسرداب الأمام المهدي في سامراء.

          ب- المرجع المختص – هو مدير الأوقاف العام وهو المسؤول عن تنفيذ هذا النظام وتصدر جميع المقررات والأوامر تحت إشرافه.

          السادن ـ هو مرجع الخدم والمسؤول أمام مدير الأوقاف عن تنظيم شؤون العتبة المقدسة وما يطلبه الواجب من المحافظة عليها وعلى محتوياتها وتطبيق النظام فيها.

          د- الخدم هم الذين تلقوا الخدمة في العتبة المقدسة وتوارثوها أباً عن جد وهم قسمان، الأول: الخدم الفخريون، والثاني: المستخدمون وهم الذين يعنيون من قبل المرجع المختص.

          هـ- لجنة العتبة – هي التي تتألف من ممثل ديني وأربعة من صلحاء الخدم للإشراف على تطبيق النظام في العتبة.

السادن

 

          المادة الثالثة: يراعى في توظيف السادن الشروط الآتية:

          أ- يجب أن يكون السادن الشورط الآتية:

          ب- وأن يكون بالغاً سن الرشد القانوني.

المعدية والعاهات الجسمية والعقلية الت تمنعه من القيام بواجباته.

          د- أن لا يكون موظفاً أو مستخدماً أو عضواً في مجلس رسمي أو متتمياً الى حزب سياسي أو ذا مهنة تمنعه من أداء واجباته.

          هـ- أن يكون حسن السلوك والسمعة وغير محكوم عليه بجناية أو جنحة ولا مخلا بواجباته الدينية.

          و- وأن يكون لديه إلمامة من الثقافة العامة ويتم هذا بأن يجتاز امتحاناً

(347)

  خاصاً تحت إشراف لجنة تعينها المديرية العامة ويكون الامتحان في المواضيع التالية:

          أ- القواعد العربية ومبادىء التاريخ الاسلامي.

          ب- تاريخ العتبة المقدسة.

          ج- ترجمة الإمام صاحب المرقد.

          2- لايجوز أن تجتمع عضوية مجلس الأمة مع السدانة.

          المادة الرابعة: يعين السادن بإرادة ملكية وراتب يتناسب ووظيفته.

          المادة الخامسة: عند وفاة السادن يعين ابنه الأكبر خلفاً له مع استيفائه الشروط المنصوص عليها في المادة الثالثة من هذا النظام وإذا كان عمره دون سن الرشد القانوني عين المرجع المختص وكيلاً عنه حتى يبلغ رشده على أن يتبع في تعيين الوكيل عين الشروط المنصوص عليها في تعيين السادن.

          المادة السادسة: لا يجتمع السدانة والخدامة في العتبة الواحدة لأب وابن.

مسؤوليات السادن

 

          المادة السابعة: مسؤوليات السادن تتألف من الأمور الآتية:

          أ- يكون السادن مسؤولاً عن صيانة جميع محتويات العتبة المقدسة من أثاث وفرش وأشياء ثمينة من ذهب وفضة واحجار كريمة وكتب أثرية وغير ذلك من محتويات العتبة من منقول وغير منقول وضامناً لجميع الموجودات مهما كان ثمنها.

          ب- على السادن أن يقوم بتسجيل كافة الهدايا في السجل الخاص بالعتبة وعليه أن يخبر المرجع المختص بتفاصيل تلك الهدايا واسم مهديها ويقوم بتقديم رسمها « فوتوغرافياً».

          ج- ليس للسادن اخراج أي شيء من محتويات العتبة المقدسة حتى الفرش وما شاكله ولايجوز له استعماله في أغراضه الشخصية.

          د- في حال عزل السادن أو اعتزاله الخدمة يتم الدور والتسليم بين

(348)

 

 السادن الجديد وسلفه بموجي السجل الخاص بالعتبة المقدسة ويوقع كل منهما على مندرجاته ويقدمان صورة من الدور والتسليم الى المرجع المختص، وفيما إذا وجد نقص في الموجودات المسجلة التي كانت تحت مسؤولية السادن الأول فعلى الجهة المختصة اتخاذ ما يلزم من التدابير القانونية تجاهه. وفي حال وفاة السادن تقوم لجنة العتبة بفحص السجل وتطبيق المحتويات الموجودة عليه وتضمين الورثة بأثمان الأشياء المفقودة أو المتضررة بالإضافة الى التركة.

          هـ- على السادن أن يقدم الى المرجع المختص في آخر كل شهر تقاريره عن سير الخدم في العتبة مشفوعة بمقترحاته وتوصياته فيما يتعلق بتنظيم شؤونها وصيانتها.

          و- ليس للسادن أن يستغل شيئاً من مرافق العتبة لمنفعته الخاصة كتأجير بعض غرف الصحن أو «الكشوانيات» أو غيرها ولا أن يغير أي مرافق منها عن وضعه الأصلي كما ليس له أن يستوفي  أي أجرة على دفن ميت في أيمكان منها أو على هدية تقدم للعتبة لغرض نصبها أو استعمالها.

          ز- ليس للسادن أن يشارك أحداً من الخدم فيما قدم إليه من هدية أو نذر خاص به الإ إذا قدم للتوزيع بواسطته.

          ح- السادم مسؤول عن نظافة العتبة وعن صيانتها من استغلالها في شؤون لا تلائم قدسيتها كالاحتفالات السياسية والاجتماعات التي تهدف الى أعمال غي مناسبة وتنزيهها عن كل ماينافي الآداب العامة من لعب ولهو وتدجيل وما شاكل ذلك، وعلى السادن أن يتخذ من خيار الخدم مراقبين على يسر الخدم تجاه الزائرين.

          ط- على السادن أن يحضر في العتبة المقدسة بنفسه كل يوم مرة او مرات لا يقل مجموع أمدها عن ست ساعات يراقب فيها سير النظام في العتبة.

          ي- يفتح السادن ويغلق أبواب الصحن والأروقة والحرم في مواقيتها وله أن ينيب من يعتمد عليه في ذلك وأما الضريح المقدس فلا يجوز فتحه إلا لضرورة كغرض جمع الهدايا أو الأنارة أو الترقيم أو

(349)