تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

ومما يجدر ذكره أن هناك قرآناً بخط ياقوت المستعصي(1) كتب عام 693هـ مستودع تحت رقم 855جاء في صفحتها الأخيرة الأسطر السبعة التالية: «كتبها ياقوت المستعصي سنة ثلاثة وتسعين وستمائة حامداً ومصلياً ومسلماً»،«برسم الحضرة العلية ذو الكرامات»،«الجلية المقامات السنية قطب»،« فلك الولاية شمس افق الهداية»،« المجلي

                ش212

             281   (50)

صورة عن الصفحة الأخيرة لمصحف بخط ياقوت المستعصي

وهو بقياس 18x 12,5سم لم يذكر في هذه القائمة

 

ـــــــــــــــــــــــ

(1) ياقوت المستعصمي: هو ابن عبدالله المتوفى في بغداد عام 698هـ، رومي الأصل، وإنما لقب بالمستعصمي لأنه كان مملوكاً للمستعصم العباسي آخر حكامهم، وقد انقرضت دولتهم عام 656هـ، كان ياقوت شاعراً اشتهر بحسن خطه، وله مؤلفات منها: أخبار وأشعار، أسرار الحكماء، وعلم الخط.

(281)

 

لكل بؤس الشريف شيخ بن»،«عبدالله العيدروس(1) نفع»،«الله به بمحمد وصحبه»(2).

        الجدول الثاني: المجوهرات والحلي والتحف(3) من سيوف وأمور

ـــــــــــــــــــــــ

(1) شيخ بن عبدالله العيدروس: هناك ثلاث شخصيات أو أكث بهذا الاسم كلهم من سلسلة واحدة، عدد من أجيالهم لم يتخطوا التسمية بالشيخ وبعدالله، وهذا الأسرة يمنية ومن الأسرة العلمية وأهل العرفان والزهد فأحد الأحفاد(شيخ بن عبدالله بن شيخ بن عبدالله بن شيخ بن عبدالله .. «919ــ 990هـ») محدث أصولي فقيه صاحب كتاب السلسلة المنيفة، وجده(شيخ بن عبدالله بن شيخ بن عبدالله...)  فهو من أعلام القرن التاسع وهو أيضاً كجدين لايناسب تاريخ كتابة القرآن وربما كان المقصود أحد أجدادهم من الذين عاشوا في القرن السابع الهجري بل ربما يظهر من عبارة الكاتب «برسم الحضرة العلية ذو الكرامات الجلية»أنه كتبها عند مرقده.

(2) راجع دليل العتبات المقدسة: 15.

(3) كانت مراقد أئمة أهل البيت ع محوراً هاماً للسلاطين والملوك والأمراء والوزراء على حد سواء باختلاف انتماءاتهم العقائدية او القومية كوسيلة لجلب الشعوب الى ذواتها في غالب الأحيان، ولا شك أن للمسألة العقائدية التي طرحها القرآن الكريم تحت عنوان المودة لذوي القربى: (قل لا اسأكلم عليه أجراً الا المودة في القربى) [الشورة: 23] كانت ولا زالت مؤثرة في نفوس المسلمين، وكان لها مظاهر مختلفة توزعت على الشكل التالي:

1- اتباع تعالميهم.

2- أحياء ذكراهم.

3- زيارة قبورهم.

4- تعمير مراقدهم.

5- تكريم زائريهم.

6- دعم مجاوري قبورهم.

7- تقديم الهدايا لمشاهدهم.

ويعد الامام الحسين ع الأبرز في أغلب ما ذكرناه، كما أن مشهده الشريف هو الآخر الذي يلقى اهتماماً كبيراً بين سائر المراقد، وتعد خزائنه من أغنى تلك المشاهد الشريفة رغم تعرضها للنهب والسلب من قبل سلاطين وأمراء ملأ الحقد نفوسهم وغلب الطمع على كيانهم.

ومن الجدير ذكره أن محتويات الخزانة الحسينية لم تخضع للتسجيل في العصور الغابرة حتى يمكن نسبتها وتقديرها بشكل دقيق ولكنها تقدر بما لا يحصى ثمنه ولا =

(282)

 

أخرى فقد أورده القاضي دون تحديد لسني أيداعها بالروضة الحسينية الشريفة نذكرها كما هي حيث لا يوجد ما يمكن ترتيبه الا بعض التعليقات التوضيحية، الى جانب فرز بعض العينات لإثباتها في الجدول الثالث حيث وردت في هذا الجدول خطأ، وقد قال عنها القاضي: بان هذا مجمل ما في الخزانة الكريمة من الآثار والمحفوظات من الهدايا الثمينة وهي بالنظر الى قدمها ذات قيمة وشأن:

        1ـ تاج(1) من قطيفة خضراء منقوشة بقصب في ست زوايا. وعلى كل زاوية شريط من قصب ربط فيه:«94» لؤلؤة وسط، وبهذا التاج طوق ذهب له «16شرفة». كل شرفة مزينة بلؤلؤ وحجرين أحمرين، ومجموعة اللؤلؤ في الشرفات «383» لؤلؤة، وتحت الشرفات يدور عقد يحتوي على«125» لؤلؤة كبيرة، وفي ذيل الإطار الذهبي يحتوي عقد آخر من اللؤلؤ يحتوي على «137» لؤلؤة كبيرة، وفي الأطار«31» قطعة حجر من «اللعل»(2) الأحمر، ثمانية أحجار منها كبيرة مسطحة والباقي وسط وصغار، وهذا التاج محفوظ في صندوق من فضة مثمن على شكل (فانوس).

        ولعله هو التاج(3) الذي جاءت صورته في بعض المصادر(4) كما في الشكل التالي:

ـــــــــــــــــــــــــــ

= يعد حسابه، وقد أمتلئت هذه الخزانة عدة مرات الى أن افرغت بسبب النهب، وهناك عدد كبير من هذه الآثار القيمة توجد في المتاحف الغربية، وتباع احياناً في سوق الآثار وفي المزاد المخصص لبيع الأشياء الثمينة والأثرية.

(1) التاج: هو الاكليل الذي يوضع على الرأس للزينة والأبهة، والجمع منه تيجان، ومنه قولهم: العمائم تيجان العرب، ولايخفى أنهم اشتقوا من كلمة التاج الأفعال فيقال على سبيل المثال: توج أي لبس التاج.

(2) اللعل: معربة «لال» وهي فارسية، حجر كريم له ألوان متعددة منها الأحمر والأصفر والاخضر والبنفسجي والأخيران  أكثر تواجداً من الأوليان، الا أن أثمنها الأحمر، يقال أن أكثر تواجده في جبل بدخشان في الهند، ويوجد منه في أذربايجان الا انه في مراحلة الأولى، وهو حديث الكشف، الجيد منه أغلى من الألماس، وهو أقل رخاوة من الياقوت.

(3) رغم ان المصادر لم تذكر من قدم هذا التاج أن وصنعه وتصميميه يدلان على أنه تاج يخص الملوك الايرانيين حيث أن معالمة تتطابق مع تيجان السلاطين القاجاريين.

(4) دليل العتبات المقدسة:14.

(283)

 284                 ش213

                (51)

 

تاج بالقطيفة الخضراء مطرز بالكلبدون واللؤلؤ والأحجار الكريمة

وهو مودع في الخزانة الحسينية برقم 925، وأبعاده على الظاهر

في حدود ارتفاع 63سم وعرض 35سم

 

        2- مرآة طويلة أطرافها ورق ذهب بحاشية مزينة بـ«77» قطعة ياقوت أحمر، وعليها تاج من ورق ذهب مزين بأحجار ياقوت وزمرد وماس(1) عادي.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) ماس: والصحيح ألماس، حيث إن الالف واللام جزء الكلمة وهي يونانية، ومن الخطأ أن بعضهم يجردونها من الألف واللام، وعلى أي حال فهو حجر كريم معروف.

(284)

 

        3ـ لوحة زيارة مزينة بأحجار ياقوت(1) وزمرد(2) وفيروز(3).

        4ـ حاملتا شمع «شمعدان» كبيرتان جذراهما من فضة وأعلاهما من ذهب لايقل وزن كل واحدة عن «1500» مثقال تخميناً. وهما هدية من والدة السطان عبدالعزيز ابن السلطان محمود العثماني(4)، وقد وضعتا تحت قبة الضريح الشريف.

        5ـ قنديل من ذهب وزنه مع مافيه من مواد أخرى«400» مثقال.

        6ـ غلاف مصحف من ذهب وزنه «131» مثقالاً.

        7ـ رشاش ماء ورد «كلبدان»(5) من ذهب وميناء وزنه «127» مثقالاً مزين بلؤلؤ ناعم ومحلى تحلية لطيفة، ويظهر انه قديم، واعتقد أنه عظيم القيمة.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) ياقوت: كلمة يونانية، أو فارسية، حجر كريم صلب رزين شفاف مختلف الألوان أحسنه الأحمر ثم الأزرق ثم الاصفر.

(2) زمرد: يونانية الأصل، حجر كريم شفاف شديد الخضرة، وأشده خضرة أجوده وأصفاه جوهراً، ومن انواعه الذيابي والريحاني والفستقي والصابوني، وكانوا يعتقدون أن عين الأفعى تعمى إذا وقعت عليه، كما كان القدامى يعتقدون بأن من يلبسها يشفى من الصرح، وهو أقل قيمة من اللعل.

(3) فيروز: الكلمة فارسية «فيروزة» وتعرب فيقال فيروزج، والعامة في العراق تقول له «شذرة»، وهو حجر كريم، لونه بين الأزرق والأخضر، زرقته سماوي، وهو أفضلها، ويستخرج من جبال تسمى بالمعدن من نواحي نيشابور، وتوجد ايضاً في كل من الهند ومصر وتركيا الا أن لونها تميل الى الأخضر أو الزيتوني أو الأخضر المرجوة منها، ومنها ما هو مشجر بالقهوائي أوالابيض، وله خواص ذكرها المجلسي في حلية المتقين.

(4) والدة السلطان عبدالعزيز بن محمود العثماني: كان محمود الثاني ابن عبدالحميد الأول السلطان الثلاثين من بني عثمان، حكم ما بين عامي (1223ـ 1256هـ) وابنه عبدالعزيز هو السلطان الثاني والثلاثون حكم بعد أخيه عبدالمجيد الأول عام 1277هـ وحتى عام 1293هـ.

(5) كلبدان: والصحيح «گلاب دان» وهي كلمة فارسية، والمعنى محل ماء الورد، ولكن المتعارف عندهم أنهم يسمونه «گلاب باش» أي رشاس ماء الورد.

(285)

 

        8ـ سرج من ذهب ومعه عذار(1) وقلادة و«وكوش»(2) وصدار(3) من ذهب. وبطانته قطيفة(4) خضراء، ومعه ثلاثة وجوه من قطيفة مقصبة الحواشي، وله ركوب من فضة.

        9ـ غشاء مقصب يستعمل لوجه فرس يبدأ بسفيفة(5) مؤلفة من أحدى عشرة قطعة ذهبية، في كل قطعة أحجار من ياقوت وزمرد.

        10ـ ترس يظهر أنه قديم جداً مسمر بمسامير من ذهب ومزين بأحجار ياقوت« وقد علق داخل شباك القبر الشريف».

        11- حمائل سيف أهداها أمير طامبور حسن علي خان(6). وقد وضن(7) بست وردات ذهب في وسط كل وردة قطعة كبيرة من الزمرد الأخضر الجيد. وفيه ثلاث عضادات من ذهب أحداها مستطيلة  فيها أحجار من زمرد ومن ياقوت صغار، وواحدة مربعة فيها ثلاثة أحجار من ياقوت وثلاثة من زمرد، وواحدة صغيرة فيها حجر من ياقوت وحجر من زمرد، وكل الأحجار المذكورة من النوع الجيد.

        12ـ سيف قديم من ذهب أهداه حسن علي خان(8). وهو مؤلف من نصل بقبضة ذهب وغمد فيه اثنتا عشرة قطعة كبرة من الزمرد الجيد وثلاث عشرة من الياقوت الأحمر الجيد، وفي طرف الغمد عند ذباب النصل قطعة ذهبية فيها أثنتاعشرة قطعة زمرد كبار من النوع الجيد واثنتان وعشرون قطعة ياقوت أحمرجيد، ومقبض السيف منقوش، فيه أحجار كريمة وحجر زمرد فاخر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عذار: وهو ما سال من اللجام على خد الفرس.

(2) كوش: كلمة فارسية ونظنها مصحفة«گوش واره» أي قرط وذلك لمناسبتها مع القلادة والصدار.

(3) صدار: قميص يغشي الصدر بلا كمين.

(4) القطيفة: دثار مخمل.

(5) السفيفة: بطان عري يشد به الرحل.

(6) حسن علي خان: لعله هو ابن محمد نصير خان حاكم السند ويقال له محمد حسن.

(7) وضن: نضد.

(8) حسن علي خان: هو أمير طامبور السابق الذكر.

(286)

 

 

        13- سيف من ذهب مهدى من «ميرزا محمد خان»(1) وهو ثمين جداً وقد وضع داخل شبكة القبر الشريف.

        14- مجموعة من تروس وسيوف وفؤوس وخناجر وقامات قديمة وشماعد(2)، لها قيمتها التاريخية.

 287       ش214

        (52)

صورة سيف قبضة ذهبية، وغمده مرصع بالأحجار الكريمة والزبرجد

الياقوت وهو مودع برقم 656 في الخزانة الحسينية(3)

15ـ دملج(4) تعويذة «بازبند»(5) في وسطه دائرة مزينة بالماس وفوقه فرغ مزين بالماس وفيه حجران من زمرد.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) ميرزا محمد خان.

(2) شماعد: مفرده شمعدان ويأتي شمعدانات أيضاً، أصلها فارسية بمعنى محل الشمع.

(3) دليل العتبات المقدسة: 16.

(4) الدملج: حلي يلبس في المعصم عادة.

(5) بازبند: الصحيح بازوبند أي مايربط بالساعد، وعادة ما يحتوي على بعض الأدعية للحفظ.

(287)

 

        16- أربعة دمالج تعاويذ «بازبند» كلها ثمينة مزينة باللؤلؤ الناعم.

        17- عقد لؤلؤ مع أحجار زمرد وياقوت. وزنه «15» مثقالاً.

        18- زوجا قرط كبيران من ذهب مزينا الأطراف باللؤلؤ وفي سطح كل منهما أحجار من ياقوت وزمرد.

        19- شكلة صدر ذهب مشبكة مزينة الأطراف بأحجار من ماس وياقوت، وفي وسطها حجر زمرد كبير ثمين، وهي مزينة الأطراف باحجار مختلفة من ياقوت وماس، ولها ثلاثة فروع في رأس كل فرع حجر وزمرد وفي وسطها حجر فيروز.

        20- شكلة من ذهب بشكل رأس ديك، مزينة بياقوت وقد كتب فيها «وقف روضة مطهرة شاه كربلاء سنة 1276».

        21- عصابة فيها ثلاث وتسعون قطعة ذهب مترابطة مزينة بأحجار فيروز وياقوت.

        22- لمة لؤلؤ من ثلاثة عشرسمطاً يحتوي كل سمط على «24» لؤلؤة.

        23- وردة من ذهب عليها شكل طير ولها خمسة هدب صغيرة مرصعة بأحجار ماس، خمسة منها كبار ثمينة، وستة منها وسط.

        24- عشر شكلات«جقة»(1) من ذهب مزينة بأحجار كريمة من لؤل وماس.

        25- قلائد ذهبية «گردانة»(2) وأطواق ذهبية كلها مزينة بأحجار كريمة من لؤلؤ ونحوه.

        26- كمية كبيرة جداً من الذهب والفضة بأشكال كفوف، كثير منها مزين بنقوش وبعضها بأحجار كريمة.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) جقة: «فارسية» ويقال أيضاً جفه وجيغة بمعنى التاج أو ما شابه ذلك.

(2) گردانة: بالكاف الفارسية كلمة فارسية تعني القلادة.

(288)

 

 

        ومما لم يرد في هذا الجدول رأس علم على شكل قرص الشمس مصنوع من الذهب ومطعم بالاحجار الكريمة محاط بثلاث وعشرين ذؤابة (شعاع) مثلث الشكل ومع القاعدة يكتمل أربعاً وعشرين، ربما قصد الساعات الأربع والعشرين، وهذه الذؤابات بمثابة الأشعة اللاهبة للشمس، وفي الدائرة نقش صورة تعبر عن أنوثة الشمس، وقد أودع في أطارها بيتان من الشعر الفارسي من الدوبيت، وقد وضع كل طر منهما في أطار هندسي مستقل وهما كالتالي حسب ما تمكنا من قراءتها:

خورشيد أبد وقف بسواي سراست            أزنام پسر محمد روشن گهر آست

گوي كه برين روضة زمهد عليا             خورشيد(1) ودگر ستاركان گم أست(2)

        ولها قاعدة طويلة فارغة لتدخل في رأس القصب الذي يحمل الراية(3).

ـــــــــــــــــــــ

(1) هكذا قرأنا الشطر الأخير، وربما تقرأ كالتالي: «خورشيد دگر براسمان زه است» وكلاهما يصحان وزناً ومعنى.

(2) ترجمة التبيتين هي: «اوقفت الشمس الأبدية الى من لارأس له»،«من اسم ابن محمد اشرقت الجوهرة»،« كأنما العرش نصب على هذه الروضة»،«الشمس وباقي الكواكب قد ضاعت في قبالها»، وعلى القراءة الثانية بكون المعنى:« شمس السماء أصبحت حاشية لهذه الشمس»، و«فرعاً لها» وربما استخدم الشاعر تورية في قوله: «مهد عليا» حيث أن والدة السلطان ناصر الدين القاجاري وزوجة السلطان محمد كانت تسمى«مهد عليا» فلعلها هي التي أهدت هذا الرأس، وكانت ولادتها عام 1220هـ ووفاتها عام 1290هـ، أدارت البلاد بعد وفاة زوجها الى أن وصل ابنها ناصر الدين الى طهران، ويظهر من الأبيات وضعت على الضريح.

(3) راجع دليل العتبات المقدسة: 17، وجاء في موسوعة النجف الأشرف: 3/355 قطعة مشابهة بهذه تماماً وهي تحت رقم(79): «رأس علم من الذهب المزخرف بالمينا، من المرجح أن يكون من صناعة اصفهان في القرن الثامن عشر»(الميلادي الموافق للقرن الثاني عشر الهجري) وهذه القطعة على الأرجح نقلت في مثل هذا المصدر خطأ لأمرين الأول أنصاحب دليل العتبات أوردها بخصوصياتها من ضمن محتويات الخزانة الحسينية، الثاني أن الشعر الفارسي المنقوش عليه يدلنا على أنها وقف الروضة الحسينية، وبسبب الخطأ نشأ من كتاب الدكتورة سعاد« التحف والهدايا بمشهد الامام» حيث أوردتها دون تحقيق فقد نقلت كل ما ورد عن لواء كربلاء في كتابها هذا.

(289)

   290      ش 215

        (53)

رأس علم مصنوع من الذهب ومطعم بالأحجار الكريمة وهي بارتفاع: 15 سم وبقطر:

15 سم بينما تبلغ قطر قاعدة العمود 20/2سم، وطول الشعاع (الذؤابة): 5سم

 

        ومكونات الأسطوانة المجوفة التي تكسو عصا العلم من النحاس المذهب، أما القرص المستدير الذي يعلو الاسطوانة فمن الذهب الخالص وبه بحور تحيط بدائرة القرص والتي كتابتتها مزخرفة على أرضية المينا الزرقاء، ويفصل بين البحور أربع وريدات وأما الوجه المرسوم في الدائرة فالحاجبان وإنسان العين والشفتان مزخرفة بالمينا الأزرق، وأما الشعر فرسم بطريقة الحز البسيط(1) ورقم ايداعها بالخزانة الحسينية هي: 637.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع موسوعة النجف الأشرف: 3/325 عن التحف والهدايا بمشهد الامام، ولكن الترجمة الفارسية جاءت محرفة وخاطئة.

(290)

        الجدول الثالث: السجاد والطنافس الثمينة والأثرية التي أهداها الملوك والأمراء والولاة على مر الزمان ما سلب أو نهب أو تلف أو أتلف، ويقول القاضي عنها: وفي الحضرة الشريفة من الطنافس«الزوالي»(1) الثمينة القديمة الشيء الكثير، منها ما لا أستطيع تقدير قيمته لعراقته في القدم وجودته، ومن أهمها يلي:

        1- طنفستان طول كا منهما خمسة أمتار تقريباً وعرضه أربعة أمتار تقريباً من نوع كاشان، أرضيتهما قصب(سورمة)(2) مكتوب في وسطها «وقف حرم محرم ركن الدولة نارين»(3).

        2ـ طنفسة من عمل همدان نيلية مقصبة منقوشة نقوشاً لطيفة، وقد كتب عليها ببياض من «حاج ناصر الملك الشيرازي»(4).

        3ـ طنفسة من عمل اصفهان طولها يزيد بقليل على (8) أمتار وعرضها(5) امتار، وهي قديمة جداً وثمينة، صفراء اللون بحاشية سوداء.

        4- سجادتان منسوجتان باللؤلؤ وقد كتب فيهما « سبحان ربي الأعلى وبحمده».

        5ـ سجادة بيضاء كبت فيها أسماء الأئمة الاثني عشر.

        6ـ قطع طنافس صغيرة مختلفة الأحجام قديمة ثمينة جداً.

        7ـ خمس وسبعون طنفسة قديمة ثمينة مختلفة الأحجام، فمنها ما طوله (14) متراً وعرضه (7) أمتار، ومنها ما طوله (11) متراً وعرضه (4) امتار، ومنها ما يتردد بين تسعة أمتار وستة أمتار طولاً وثلاثة وأربعة عرضاً.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الزوالي: تطلق العامة في العراق على السجاد كلمة الزوالي، وقد يخصصونها بالتي تصنع من القطن وذلك لخفتها وإمكانية سرعة تحريكها، ومفردها زولية.

(2) سورمه: كلمة فارسية تعني الكحل واللون السورمة أي هو الكحلي والمراد الرمادي.

(3) نارين: زوجة ركن الدولة: ولعل نارين اسم ركن الدولة، وهي من الأسماء المشتركة بين الذكور والاناث، أصلها مغولية، ولعل المراد به« نارين طغاي» الذ يخفف ويقال: «ناري طغاي» كان من مرافقي السلطان أبي سعيد الأيلخاني بهادر خان بن محمد خدابنده تاسع ملوك الايلخانية وآخرهم والذي حكم عام 716هـ حتى عام 736هـ.

(4) الحاج ناصر الملك الشيرازي:

(291)

 

 

 وهكذا. وكلها من النوع الفاخر الجيد من عمل (فرهان)(1) أو (همدان) أو (قائين) أو (كاشان) أو (شيروان)أو (كرمان). وهذه الطنافس ذوات شأن من حيث الشكل والنقوش والجودة ودقة العمل والقدم.

                ش216

               292 (54)

صورة سجادة ثمينة مودوعة في الخزانة الحسينية(2)

 

        8- ستارة قطيفة مزينة الأطراف والوسط باللؤلؤ على نقوش من قصب.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) فرهان: كذا في المصدر، وهو تصحيف او تعريب فراهان من أعمال أراك، وهي المدن التي عرفت بصناعة السجاد.

(2) دليل العتبات المقدسة: 18.

(292)

          293      ش217

                (55)

صورة سجادة ثمينة توجد في الخزانة الحسينية

 

        9- ستارة قطيفة مزينة باللؤلؤ. وقد كتب عليها«تقديم أنيس الدولة»(1).

        10- ما يزيد على مائة ستارة ثمينة جداً، قديمة من صنع الهند وإيران وسائر البلاد الاسلامية الأخرى، وهي مختلفة الأحجام طولا وعرضاً، من طول أربعة أمتار وعرض ثلاثة أمتار وما يقل عن ذلك بقليل أو يزيد بقليل، وبعضها مقصب(2) ومزين بلؤلؤ ونحوه من احجار أو زينة أخرى، وأعتقد أنها ثمينة جداً، وفي بعضها كتابات من قصب مثل«بسم الله الرحمن الرحيم»و«ولا إله الله».

ــــــــــــــــــــــــ

(1) أنيس الدولة: هي زوجة السلطان ناصر الدين القاجاري توفيت عام 1314هـ وقد سبق ترجمتها ولعلها تبرعت بذلك عام زيارتها الى كربلاء 1287هـ راجع في هذا الفصل عام 1287هـ.

(2) المقصب من الثياب: ماكانت مزينة بالشريط المطروق من الذهب والفضة.

(393)

 

        11ـ ثماني رزم تحتوي على ستائر وأعلام قديمة مختلفة الأنواع من هندية وإيرانية. وكثير منها أصبح غير لائق للأستعمال لعتقه وتاثير الرطوبة فيه(1).

        ويتابع القاضي فيقول: وفي الروضة المباركة شعرات من شعر الرسول ص(2) محفوظة في زجاجة في قطن ملفوقة بلفافات، وقد حفظت في صندوق مرفوع في داخل شبكة الضريح الشريف.

        إن هذه الآثار والمصاحف الخطية الشريفة تحفة ثمينة من الآثار الدينية ولا تزال الهدايا الى العتبة الحسينية المقدسة تتوارد وتحفظ في الخزانة أو الاماكن الأخرى المناسبة لها(3).

        هناك جلد قرآن مصنوع من الذهب الخالص مزين بنقوش نباتية بارزة ومحاط بكتابات بارزة مؤطرة بأطر هندسية تحتوي على الآيات الثلاث المعروفة بآيات الكرسي(4)، كل طرف طولي منه يحتوي على أربع أطارات وكل طرف عرضي منه يحتوي على إطارين، إذا فكل جهة يوجد فيها 12 إطاراً، والمجموعة 24إطاراً، وفي وسط كل جهة يوجد إطار لوزي الشكل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ان السجاد آنذاك كان يصنع من الصوف أو الحرير، وربما خلطوا الصوف بالحرير، وكلما كان الحرير أو الصوف خالصاً كانت النوعية أجود، والسجاد الثمين يعتمد على عدة أمور، من أهمها:

        1- اختيار النوعية الجيدة من الصوف أو الحرير.

        2- اختيار الألوان المناسبة والثابتة.

        3- اختيار النقشة المناسبة.

        4- تماسك خطوط العرض (لحمة). والطول(السدى).

        5- استعمال الخيوط الرقيقة.

        6- الى جانب مميزات أخرى.

        فكلما كان الاختيار جيداً والعمل دقيقاً كان السجاد أثمن.

(2) لقد تقدم وذكرنا أن والي بغداد الحاج حسن رفيق باشا أودع في عام 1310هـ شعرات الرسول ص في الروضة الحسينية ـ فراجع عام 1310هـ.

(3) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/19ـ 36.

(4) سورة البقرة: الآيات: 255ـ 257.

(294)

 

 

 كبير الحجم كتب فيه تتمة الآيات، وقد جاءت الأطر الهندسية هذه وكتابتها على الشكل التالي:

        1- الجانب الأيمن من الواجهة اليمنى:

        ( الله لا إله إلا)، (هو الحي القيوم)، (لا تأخذه سنة)، (ولا نوم له ما في).

        2- الجانب الأسفل من الواجهة اليمنى:

        (السماوات وما في)، (الأرض من ذا الذي).

        3- الجانب الأيسر من الواجهة اليمنى:

        (يشفع عنده)، (إلا بإذنه يعلم)، (ومابين أيديهم و)، (ما خلفهم ولا).

        4- الجانب الأعلى من الواجهة اليمنة:

        (يحيطون بشيء من)، (علمه إلا بما شاء).

        5- الوسط من الواجهة اليسرى:

        (وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم).

        6- الجانب الأيمن من الواجهة اليسرى:

        (لا إكراه في الدين)،(قد تبين الرشد)،( من الغي فمن)،(يكفر بالطاغوت).

        7- الجانب الأسفل من الواجهة اليسرى:

        ( ويؤمن بالله فقد استمسك)،(بالعروة الوثقى لا ).

        8- الجانب الأيسر من الواجهة اليسرى:

        ( انفصام لها)،(والله سميع عليم)،(الله ولي الذين)،(آمنوا يخرجهم من).

        9- الجانب الأعلى من الواجهة اليسرى:

        (الظلمات الى النور)،(والذين كفروا).

        10- الوسط من الواجهة اليسرى:

(295)

 

        (أوليأهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون)(1).

        ش218

   296     (56)

 

 الجلد الذهبي للقرآن المرقم في السجلات برقم 619(2)

وهو بقياس 16x23,3سم

 

        وتقع خزانة الروضة هذه في الجهة الشمالية من الروضة، ويذكر أن فيها من الطنافس المطرزة باللؤلؤ والمرجان والمجوهرات الثمينة التي أهديت من قبل ملوك الهند وإيران وسائر الأقطار الإسلامية وأمرائها وفي الخزانة كذلك قناديل ذهبية خالصة كانت تستعمل قديماً لإضاءة الروضة بشموع الكافور، أما الاواني الذهبية والنحاسية فكثيرة لا تدخل تحت حصر وعد، وتعتبر هذه الخزانة في طليعة خزانات العتبات المقدسة الأخرى بعد خزانة الروضة الحيدرية في النجف الأشرف(3).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) لعله هو المشار إليه في الجدول الثاني عندنا برقم «6».

(2) راجع دليل العتبات المقدسة: 13.

(3) تاريخ مدينة الحسين: 1/58.

(296)

 

 

        وفي الجانب الغربي من وسط فناء الروضة تقع مكتبة الروضة الحسينية وفيها كثير من المصاحف الثمينة المخطوطة بماء الذهب وبعض الأسفار من كتب الأدعية النادرة وكلها مرصوفة داخل مكاتب مصنوعة من خشب الساج(1)

  • وفي سنة 1352هـ وبالتحديد في 24 ذي الحجة زارالروضة الحسينية الملك غازي الأول(2) بعد توليه العرش(3).
  • وفي سنة 1353هـ وبالتحديد في يوم الأحد الخامس والعشرين من رجب زار الحائر الحسيني السيد علي رضا خان(4) الرامبوري(5).
  • وقبل حلول سنة 1354هـ(6) جاء وصف الروضة الحسينية في الموسوعة الاسلامية الموجزة، على لسان هونيكمان(7) كالتالي:

ان الانطباع العام الذي يحصل عليه الانسان داخل المشهد لا يماثله إلا ما يروى في الأساطير، وذلك عند الشفق أو حتى أثناء النهار فهو معتم في الداخل دوماً، فضوء العديد من المصابيح والشموع حول المشربية الفضية ينعكس ألف مرة ومرة وألف مرة أخرى من سطيحات بلورية صغيرة لا عد لها ولا حصر فتحدث تأثيراً سحرياً خارج نطاق أحلام المخيلة ثم يفقد الضوء قوته في سقف القبة فلا نجد إلابضع سطحيات بلورية متألقة هنا وهناك كنجوم في السماء، ويزدان المشهد في الواجهة القبلية بزخرف فخم وثمين، وعلى جانبي المدخل منارتان وتشمخ المنارة الثالثة وهي منارة العبد

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ مدينة الحسين: 1/57.

(2) غازي الأول: هو ابن فيصل الأول ابن الحسين (1331- 1358هـ) ولد في مكة، تولى عرش العراق بعد أبيه عام 1352هـ، قتل في حادث سيارة وتولى العرش بعده ابنه فيصل الثاني وله من العمر أربع سنوات.

(3) تراث كربلاء: 85، شعراء كربلاء: 4 في ترجمة عبدالكريم النايف.

(4) علي رضا خان الرامبوري.

(5) تراث كربلاء: 85، ثورة الطف: 172.

(6) حيث لم يحدد التاريخ ولكن من الوصف الذي وصفت به مئذنة العبد يدل على أنه كان قبل عام 1354هـ حيث هدم هذا الأثر النفيس فيه.

(7) هونكيمان: هو«Honigmann .E»

(297)

 

أمام المباني في الجهة الشرقية من الصحن، وتتراجع واجهة المباني الميحطة بالصحن جنوباً حوالى 50 قدماً وفي هذه البقعة مسجد سني(1)، وتلاصق الصحن من الجهة الشمالية مدرسة كبيرة(2) مساحة فنائها حوالى 85 قدماً مربعاً مع مسجد خاص بها وعدة محاريب(3).

                ش219

            298    (57)

 

صورة أخرى للمرقد الحسيني ويبدو فيها باب القبلة الصحن الحسيني، التقطت حدود عام 1354هـ

 

  • وفي سنة 1354هـ أرصدت مديرية الأوقاف العامة مبلغاً من المال لتسوير أسس جدار الرواق الغربي للحائر الشريف كما خصصت المبالغ

ـــــــــــــــــــــــ

(1) المراد هو ما اجازه السيد الشهرستاني لهم في قبال مسجد شاهين الذي أدخله في الروضة، وهو الذي يقال له مسجد القمية الواقع بين باب الشهداء وباب الكرامة.

(2) ويقصد بها مدرسة حسن خان ومسجدها.

(3) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 204 عن الموسوعة الاسلامية الموجزة (Shorter Encyclopaedia of Islam) التي طبعت بالإنكليزية بطلب من الأكاديمية الهولندي الملكية تحت إشراف هـ . ا.ر. جب،وجي هـ. كرامرز، سنة 1961م في مادة «مشهد الحسين» (كربلاء).

(298)

 

 

اللازمة لدفن الجهة الغربية من الصحن وذلك بهمة السيد عبدالحسين الأعيان(1) مدير أوقاف كربلاء يومذاك(2).

  • وفي نفس السنة هذه تبرع السيد أحمد المصطفوي(3) بتجديد(4) فرش أكساء الصحن والروضة الحسينية بالرخام الايراني ذي الحجم الكبير فجلب قسماً من الرخام على ظهور الجمال في هذا العام وبقي القسم الأعظم منه في إيران بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية(5) وندرة وسائط النقل، وبعد انتهاء الحرب أوفدت مديرية الأشغال العامة في سنة 1365هـ السيد عباس الحسيني(6) لمفاتحة الجهات الايرانية المختصة بخصوص جلب البقية الباقية من الرخام الى كربلاء فتبرع السيد المصطفوي(7) بتكاليف النقل أيضاً والتي بلغت حوالى 300ألف تومان إيراني وكانت تعادل20 الف دينار عراقي يومذاك(8).

ــــــــــــــــــــــــ

(1) عبدالحسين الأعيان: هو ابن أحمد آل طعمة المتوفى عام 1354هـ، من اعيان كربلاء انتخب عضواً لمجلس الأعيان العراقي عن كربلاء(1342ـ 1346هـ) ثم عين مديراً لأوقاف كربلاء حتى وفاته.

(2) تراث كربلاء: 55، وجاء في مدينة الحسين: 1/44 أنها كانت سنة 1345هـ والظاهر انه تصحيف لسنة 1354هـ.

(3) ولكن السادن ذكر لنا بأن المتبرع كان الحاج محمد حسين الكاشاني الآتي ذكره.

(4) وجدير بالذكر أن أرضية الروضة الحسينية بقيت مفروشة بالرخام الذي تبرع به السلطان ناصر الدين القاجاري الى أن استبدل بالرخام الذي تبرع به السيد أحمد المصطفوي، كما ورد ذلك في كتاب مدينة الحسين: 1/44، ولكن السادن ذكر لنا بأنه استبدل بالرخام الذي تبرع به السلطان طاهر سيف الدين.

(5) الحرب العالمية الثانية: اندلعت شرارتها في 15/3/1939م (3/1/1358هـ) عندما احتلت ألمانيا بقيادة هتلر تشيكوسلوفاكيا، وفي 3/9/1939م (18/7/1358هـ) أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا الحرب على المانيا، وأدت الى استسلامها ومقتل هتلر، وانتهت باستسلام اليابان في 4/9/1945م (26/9/1364هـ).

(6) عباس الحسيني: هو ابن السيد هبة الدين محمد علي الشهرستاني، تولى بعض الوظائف في مديرية الأشغال العامة في بغداد.

(7) ولكن السادن أكد لنا أن المتبرع هو الحاج محمد حسين الكاشاني، وأهل الدار أدرى بما في الدار.

(8) مدينة الحسين: 1/44.

(299)

 

  • وفي سنة 1354هـ أيضاً طاف المتظاهرون بالصحن الحسيني والعباسي في الذكرى الخامسة عشرة لثورة العشرين هاتفين بالخلود لشهدائها مما اضطر الشرطة الى تفريقهم واعتقال قسم آخر منهم(9).
  • وفي هذه السنة بلغت معدل الزائرين في كل موسم من مواسمها 250 ألف نسمة(10).
  • ولدينا تخطيط للمنطقة بين الروضتين(11) وحواليهما قبل توسعة الصحن الشريف وفتح الشوارع حولها ومنها تبين لنا مساحة الصحن ومعالمها، ومنها يتبين أيضاً رقم عرصة الصحن وهي«749»:

 

ش300220

(58)

مخطط مديرية طابو كربلاء لمنطقة الحرمين الحسيني والعباسي

 

ــــــــــــــــــــــ

(1) تراث كربلاء: 403.

(2) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 154 عن كربلاء في التاريخ الحديث.

(3) الروضتان: هما الحسينية والعباسية، وهذا المخطط من عمل بلدية كربلاء، وقد حدد فيها رقم جميع العقارات الواقعة بين الروضتين.

(300)

 

  • وهناك صورة التقطت في هذه السنة تدلنا على أن على طرفي باب القبلة أقواساً من طابقين(1).

كما يظهر من الصورة أن باب القبلة كان أصغر بكثير من الذي ابدل عام 1385هـ ومنخفضاً،ويظهر في الصورة أيضاً شباك خشبي فوق الباب في قمة قوس الواجهة يتناسب مع قوس برج الباب،  وبيدو أن من وراء الشباك غرفة مما يعني أن الغرفة تقع على ممر باب القبلة الى الصحن، كما أن حاشية الواجهة تجدها غير مبرومة كما هي الحال في السنوات اللاحقة، ويظهر أن القاشاني أيضاً ابدل بغيره تماماً(2)، ومن الملاحظ أن الكتابة الداخلية جاء موقعها موازياً مع الشباك وأما الكتابة العليا التي في قمة برج المدخل فهي تحمل سورة الشمس والظاهر أنها لم تتغير.

301                ش211

                (59)

باب القبلة الصحن الحسيني في عام 1354هـ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لقد اودعنا في عام 1340هـ مخططاً عن طراز الواجهات لأبواب الصحن الحسيني فليراجع.

(2) ولعله هذا ثاني عهده بالقاشاني إذ كانت الأولى على مايظهر عام 1312هـ كما أبدل القاشاني بعد ذلك قبيل عام 1354هـ ثم أبدل ثالثة ورابعة.

(301)

 

  • وفي هذا العام وبالتحديد في 16/6/1354هـ كتب الماحي(1) الى متصرفيه لواء كربلاء(2) بتأليف لجان لتحرير الهدايا التي في الروضات المطهرة الحيدرية والحسينية والعباسية، وضبطها وقيدها في دفتر خاص، فاصدر متصرف اللواء أمراً في 20/6/1354هـ بتأليف لجان لهذا الغرض ولما انتهى من مهمة بعث في 5/8/1354هـ بأنه بوشر بتحرير الهدايا الموجودة في الروضة الحسينية بتاريخ 13/7/1354هـ وانتهي منه في 5/7/ 1354هـ(3).
  • وفي أواخر عام 1354هـ(4) قام متصرف لواء كربلاء صالح جبر(5)

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الماحي: هو محمد بن مصطفى، خبير مصري زار العرق عام 1356هـ (1937م) بدعوة من الحكومة العراقية للأشرف على أنظمة الأوقاف العراقية ووسائل اصلاحها ورفع تقريراً مفصلا عن ذلك الى الحكومة العراقية، وكان من ضمنها مسألة ما تحتويه خزانة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء.

(2) كان متصرف لواء كربلاء آنذاك السيد صالح جبر.

(3) راجع مجلة الموسم، العدد: 5/ السنة: 2/ التاريخ: 1990م (1410هـ) الصفحة: 256.

(4) وإنما جاء التحديد بأواخر عام 1354هـ لمكان تاريخ بعضهم هدم المئذنة بالتاريخ الميلادي عام 1936 ومن الجدير ذكره أن 6شوال 1354هـ الذي وقع فيه الهدم يطابق أول سنة  1936 الميلادي ومن هنا يمكن القول بان من أثبتها بالتاريخ الميلادي عام 1936 إنما أراد أوئلها أي قبل يوم 24 مارس 1936م حين بداية سنة 1355هـ، ومن هنا أيضاً جاء ارتباك بعض الكتاب في تحديد النسة الهجرية حيث حولوها من الميلادي 1936م دون مراعاة التطبيق الدقيق، ولعل بعض الهدم وقع في أول عام 1355هـ ولكن لا شك أن البداية كانت في نهاية سنة 1354هـ.

(5) صالح جبر: هو ابن علي (1318ــ 1377هـ) ولد في الناصرية وتخرج من مدرسة الحقوق تولى العديد من المناصب منها المتصرفية، أوكلت إليه بعض الحقائب الوزارية ثم رئيساً للوزراء وعضواً في المجلس النيابي، عين متصرفاً للواء كربلاء (1354ــ 1355هـ) ومن تاريخ تعيينه متصرفاً لكربلاء يتضح خطأ بعض المصادر التي ذكرت بأن الذي قام بالهدم هو طاهر القيسي حيث إن القيسي عين متصرفاً لكربلاء مابين (1364ـ 1367هـ).

(302)

 

بأمر من رئيس الوزراء ياسين الهاشمي(1) بهدم مئذنة العبد الأثرية التي بناها مرجان عام 767هـ تحجة ميلانها وتصدعها.

                ش222

         303       (60)

 صورة منارة العبد عند البدء بهدمها

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ياسين الهاشمي: ياسين حلمي بن سلمان (1299ـ 1355هـ) ولد في بغداد وتعلم بها ثم بالآستانة وبرلين، وتخرج ضابطاً، تدرج بالرتب العسكرية فأصبح لواة في العهد العثماني، ورئيس ديوان الحربي في العهد الشريفي في سوريا، ووزير سابق للأشغال والاتصالات، ثم أصبح رئيساً للوزارة مرتين.

(303)

 

وتعزو المصادرسبب الهدم الى قرار سياسي(1) اتخذه رئيس الوزراء استناداً للتقارير التي استلمتها مديرية الأوقاف العامة(2)، ويقال أيضاً الى أنه عمد الى ذلك بغرض الاستيلاء على عائدات الأوقاف الكثيرة التي تركها مرجان للمئذنة وللمدينة سوية(3).

        وبذلك خسرالفن المعماري أثراً تاريخياً رائعاً، ولا بأس هنا من نقل حسرات الدكتور عبدالجواد طعمة وحزنه اثر هدم هذا المعلم التاريخي، وهذا بعض كلامه:« عاشت هذه المئذنة التاريخية العتيدة ستة قرون نقية سالمة بعيدة كل البعد عن الآفات والطوارىء الزمنية من يوم تشييدها في 767هـ الى عام 1354هـ، وهو آخر سنة من عمرها على وجه الأرض في صحن الحسين ع فتناولتها معاول الهدم في تلك السنة فهدمت مرة واحدة من قمتها الى أساسها في تخوم الأرض، والسبب في ذلك أنهم قالوا ظهر عليها الاعوجاج فأصبحت «مائلة للانهدام» فيجب هدمها قبل أن تسبب كارثة للحائر المقدس(4)، هذا ما سمعناه لأننا كنا يومئذ خارج العراق في الاصطياف،فهدمت على ألأثر تواً ولم يبق لها اليوم غير هذه الصورة التي أخذت عنها وهي في حالة التهديم، ولكن من الذي حكم في أنها مائلة الى

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) ولكن السادن ذكر لنا: أن السبب من وراه ذلك وتجميع التبرعات هو توسعة الصحن الذي كان بحاجة ماسة لذلك لكثرة الزوار الوافدين وضيق المكان، وجاء في هامش بغية النبلاء: 55« حصل تصدع فأوفدت الحكومة آنذاك اقدر المهندسين وكشفوا عليها، فبان لهم ميلانها جهة الغرب حيث كانت خطرة على الحرم الشريف والقبة، وبعد المداولة بين المهندسين راوا أن لا مناص من هدمها حفظاً للقبة الشريفة وعليه فهدمت» جاء التعليق باسم السيد عادل بن عبدالصالح الكليدار، الذي اصبح سادناً للمرقد عام 1401هـ. ولكن ما يمكن قوله إن الأمر لا يخلو من شبهة لأن التصدع والميلاد قابلان للإصلاح كما هو الحال في كثير من الحالات المشابهة والله العالم.

(2) تراث كربلاء: 56، تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 240، مدينة الحسين: 1/34.

(3) راجع باب الموقوفات الحسينية من هذه الموسوعة.

(4) ومن الجدير ذكره أن المنارة الحدباء في الموصل مالت بسبب الانهيارات ومع هذه حافظوا عليها باعتبارها معلماً تاريخياً، فلقبت على أثرها بالحدباء، ثم وصفت المدينة بهذا الوصف أيضاً.

(304)

 

الانهدام؟ لانعلم، وهل كانت مائلة الى الانهدام في الحقيقة؟ لا نعلم، وعلى فرض أنها كانت مائلة الى الأنهدام وكان يجب هدمها درءاً للخطر فهل هية كانت مائلة الى الاساس وما كان يزول خطرها الا باقتلاعها من جذورها؟لا نعلم، لان ذلك من الأمور الفنية والفن يقرر عندنا مصير كل شيء، فهو الذي يمكن أن يحكم هل في بقائها خطر، او هل هذا الخطر على فرض وجوده هو الى حد ميلان المئذنة أو الى حد أساسها في تخوم الأرض، تلك أمور فنية لا يمكن لأحد النقاش فيها، وربما الفن هو الذي قرر وجوب هدمها الى الأساس، ومن يعلم؟ أما تقولات الناس عن أقوال الخبير المصري الذي ستقدم في ذلك التاريخ من مصر لتنظيم شؤون الأوقاف وجلبه صورة السجلات الأصلية من استامبول وعثوره فيها على قيود لأوقاف حسينية تخص مئذنة العبد المذكورة وجامعها الى غير ذلك من هذه الأقوال المختلفة الكثيرة التي تتقول بها الناس من ذلك الحين الى الآن بأنها كانت هية السبب في أزالت تلك المئذنة التاريخية العتيدة من عالم الوجود، فان كل ذلك أقوال أو شبه تكهنات لم نتمكن الى الآن من الوصل الى حقيقتها، غير انه كان لمئذنة العبد وجامعها مرتبون(1) رسميون في العهد العثماني وفي هذا العهد، فمن أي مورد كان يصرف عليها إذاً؟ لانعلم، وعلى كل حال فذإ كان لتقولات الناس وأحاديثهم اليومية ظل من الحقيقة فلا بد وأنها تظهر، والا فتزول زوال المئذنة نفسها من عالم الوجود، ولم يبق منها اليوم سوى الحيز الذي كانت تشغله في تلك الزاوية من الحائر ولا زال محلها يتميز بلون الكاشاني الذي يختلف عن كاشاني جانبيه في اللون والصفة، وهذا كل مابقي لها من أثر محسوس في صحن الحسين ع.

اما فكرة توسيع صحن الحسين ع من جهة الشرق ـ لقد ـ ظهرت في الآوانة الأخيرة(2) فكرة جديدة في ظاهرها، وقديمة في أصلها، لأنها ترجع بل أصل الى يوم هدموا مئذنة العبد التاريخية قبل خمس عشرة سنة،وهذه الفكرة ترمي اليوم الى توسيع الصحن المطهر من جهة الشرق لرفع

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مرتبون: أي موظفون، خدمة.

(2) أراد في عام 1339هـ.

(305)