تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

# وفي عام 1271هـ أوقف الحاج ملا محمد(1) مصحفاً أثرياً يعود تايخه الى عام 1179هـ وفيه ترجمة فارسية ألحق بآخرة أصول الاستخارة(2).

        # وفي عام 1272هـ أهدى محمد رحيم(3) قرآناً ثميناً مجدول الخط باللون الأسود ومعه ترجمة فارسية باللون الأحمر وضعت بين سطوره(4).

        # وفيها أيضاً تولى الشيخ حسن كمونة(5) السدانة الحسينية خلفاً للحاج مهدي كمونة(6).

        # وفي عام 1273هـ أمر السلطان ناصر الدين القاجاري(7) بتحديد تذهيب(8) القبة كما جاء تاريخها مثبتأ في الكتابة الواقعة في الجهة اليمنى من قاعدة القبة عند سطح الروضة المقدسة والتي نصها: « ـ تذهيب القبة الحسينية على عهد السلطان ناصر الدين شاه القاجاري كتبه محمد حسين(10).

ــــــــــــــــــــــــ

(1) الحاج ملا محمد.

(2) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/23.

(3) محمد رحيم ميرزا: هو الامير ابن محمد قلي ميرزا ملك آرا ابن السلطان فتح علي القاجاري، توفي محمد قلي عام 1289هـ وكان في آخر عمره يسكن همدان، ولعل نجله الأمير محمد رحيم كان بها أيضاً حيث كان والده مبعداً اليها حتى وفاته.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية:6/24.

(5) حسن كمونة: هو ابن محمد الحائري تولى السدانة بعد وفاة أخيه الشيخ مهدي توفي عام 1292هـ، وكان طموحاً يحب الزعامة فعمل لأجلها فنال قسطاً منها وهو خلاف أخيث السابق الذكر.

(6) مدينة الحسين: 1/82.

(7) السلطان ناصر الدين: هو ابن محمد القاجاري ولد في السادس من صفر عام 1247هـ وجلس على العرش في الثامن عشر من شوال عام 1264هـ ، قضى على البهائية، قتل برصاص سدده ميرزا صادق حين خوله مشهد السيد عبدالعظيم الحسني الواقع بضاحية ري التابعة لطهران وذلك في سنة 1313هـ.

(8) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 181نقلاً عن موجز تاريخ البلدان العراقية، وجاء في ومضات من تاريخ كربلاء: 21، أن ناصر الدين القاجاري جدد بناء القبة عام 1273هـ الى جانب تذهيبها.

(9) اضفنا كلمة تم لاتمام المعنى، والظاهر أنها سقطت من المصدر.

(10) محمد حسين المشهدي: ذكر بياني في أحوال وآثار خوشنويسان: 683 أنه يلقب=.

(160)

الشهير بالمشهدي 1273هـ» بينما جاء في الكتابة التي تقع في الجهة الثانية:« لقد تشرف بتعمير هذه القبة المباركة الشريفة المنورة بعون الله تعالى السلطان الأعظم الخاقان الأعدل السلطان ابن السلطان ناصر الدين شاه القاجاري خلد الله ملكه»(1) بينما جاء في الكتيبة المحيطة بالقبة من الخارج والتي تقع فوق النوافذ مباشرة والمصنوعة من الالواح الذهبية الملونة بالميناء الأزرق سورة الفجر(2) من أولها الى آخرها.

        # وفي سنة 1275هـ بدأ الشيخ عبدالحسين الطهراني(3) ببناء إيوان كبير في الجهة الغربية من الصحن في واجهة المسجد الذي أنشاه بارتفاع خسمة عشر متراً وطول ثمانية أمتار(4) وعرض اربعة أمتار(5) وقد أرخه(6) الشاعر جابر الكاظمي(7) بالابيات(8) الفارسية التالية وهي ــ من الوافر(9)ـ:

ــــــــــــــــــــــــ

= بالتبريزي ايضأ، وهو غير سميه ابن عناية الله المتوفى عام 985هـ ، بل  هو معروف بمير حسين المشهدي من اهل تبريز ومن خطاطي القرن الثالث عشر الهجري.

(1) تاريخ مرقد الحسين والعباس: 173.

(2) سورة الحفر: هي السورة 89 من القرآن تحتوي على ثلاثين آية: أولها (والفجر) وآخرها (وادخلي جنتي).

(3) عبدالحسين الطهراني: هو ابن علي الحائري شيخ العراقين، من علماء الامامية، له الكثيرمن المنجزات والخدمات للعتبات المقدسة، وله رسالة علمية طبعت سنة 1285هـ، توفي في الكاظمية وفي 22رمضان سنة 1286هـ ونقل جثمانه الى كربلاء فدفن في الروضة الحسينية، قال الكليدار في مدينة الحسين: 4/230« إنه هبط كربلاء عام 1270هـ وبدأ في التعميرات عام 1273هـ ونقل جثمانه الى كربلاء فدفن في الروضة الحسينية، قال الكليدار في مدينة الحسين: 4/230 «إنه هبط كربلاء عام 1270هـ وبدأ في التعميرات عام 1273هـ وذكر بأن ما ذكره في الجزء الأول من كتابه: 61أنه بدأ بالاصلاحات عام 1283هـ فهو من سهو القلم».

(4) المراد بالطول أي عمق الإيوان.

(5) تاريخچة كربلاء: 86، تاريخ مدينة الحسين: 1/49.

(6) بغية النبلاء: 78، تاريخچة كربلاء: 87.

(7) جابر الكاظمي: هو ابن عبدالحسين (1222ــ 1312هـ) ينتهي نسبة الى ربيعة بن نزار، ولد في الكاظمية وتوفي بها، شاعر فحل نظم بالعربية والفارسية، له ديوان شعر باسمه.

(8) ولعل هذه الأبيات قيلت في إيوان القبلة لا إيوان الناصري، والله العالم.

(9) ترجمة الأبيات هي كالتالي: «شيد الملك ناصر الدين بناء»،« يعد القصر الأخضر=

(161)

 

 

بنائي ناصر الدين شه بنا كرد                رخاك أوست بائين كاخ خضرا

نه صحن وگنبدي چرحي مكوكب                    زنور أو منور روي غبرا

برأي گوشوار عرش يعني                            حسين بن علي دلبند زهرا

يناي سال أو جابر همي گوي:(1)                     أز إينْ إيوانْ شكست ايوان كسرى(2)

                        وله مؤرحاً ذلك بالعربية ــ من السريع ـ:

لله أيوانٌ سما رفعه             فطاول العرش به الفرشُ

قال لسانٌ الغيب تأريخهُ(3)            أنت لأملاك اسما عرش(4)

        # وفي سنة 1276هـ وجه السلطان ناصر الدين القاجاري ثانية كبير علماء ايران الشيخ عبدالحسين الطهراني لاصلاح وتجديد الصحن الحسيني الشريف(5) فأمر بتسقيف أيوان الذهب الي يقع في جهة القبلة ــ الجنوب ـ وبطول 36 متراً وعرض عشرة أمتار من الوسط وارتفاع طرفيه تسعة أمتار في حين يرتفع وسطه المقابل للقبر الشريف أربعة أمتار عن باقي مستوى السقف

ـــــــــــــــــــــــــــ

= أقل منه رتبة»، « شيد صحناً وقبة كروية مكوكبة»، « من نوره أضيء صعيد الغبراء» « وهو يمن الى قرط العرش أعني به»، « الحسين بن علي ثمرة فؤاد الزهراء» ، عن عام إنشاته يقول جابر «بهذا الايوان سقط إيوان كسرى».

(1) قوله: « أز اين أيوان كسرى» يعادل: « 8+ 61+ 68+ 780+68+ 290= 1275»، وقد عد الألف المقصورة من «كسرى» ياء وهذا متعارف عند الفرس.

(2) جاء في المصادر بعد الابيات هذا النص: « بگو تاريخ ايوانش مؤرخ 1275هـ» مما يوهم انه من الشعر ومعناه «قل في تأريخ إيواه 1275هـ» ويبدو أنه نسخة أضافي بدل الصدر ليكون البيت على الشكل التالي:

«بكو تايخ ايوانش مؤرخ             ازاين إيوان شكست أيوان كسرى»

كما أن العجز كان مغلوطاً في المصادر حيث كان هكذا : « أز ايوان شكست كسرى» وحيث انه لايستقيم الوزن والمعنى والتاريخ أبدلناه بما اثبتناه، والظاهر أن السقط وقع من النساخ.

(3) قوله: « أنت لأملاك السما عرش» يعادل: « 451+ 122+ 132+ 570= 1275».

(4) بغية النبلاء: 78، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 169.

(5) تراث كربلاء: 46، تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 265.

(162)

 والتي هي ستة أمتار من الطرفين(1)، وهو يستقر على اثني عشر عموداً(2) من أحسن أنواع الخشب ونقش سقف الايوان بنقوش بديعة وزينت الحيطان بالقاشاني الثمين(3).

        ويذكر بأن الشيخ علامة(4) والشيخ علي نقي(5) البرغانيان قاما بجلب الخشب من الهند لاجل تشييد الطارمة القبلية هذه(6) متعاونين مع الشيخ الطهراني، كما بدأ الطهراني بالتخطيط لتوسيع الصحن من جانبه الغربي وتجديد بنائه فخطط لبناء مسجد(7) وايوان عرف باسم ناصرالدين القاجاري

ــــــــــــــــــــ

(1) راجع حضارة العراق: 10/318.

(2) عمودان في المنتصف بارتفاع 12متراً من جهة اليمين، وأربعة أخرى من جهة اليسار بارتفاع تسعة أمتار وعلى كل من الغرب والشرق عمود واحد، لا يخفى أن العمودين اللذين عند الزاويتين ينقسم كل واحد منهما الى قسمين أحدهما يقع تحت سقف إيوان المخلع والآخر فوقه، وبعبارة أخرى هذا العمود ليس قطعة واحدة، ومن الغلط ما جاء في شهر حسين بان أربعة أعمدة في الوسط بارتفاع 12متراً وأربعة من جهة اليمين وأخرى من جهة الشمال وذلك بارتفاع تسعة امتار.

(3) شهر حسين: 406، ولعل الأشعار التي سنأتي على ذكرها في الايوان الناصري تخص هذا الايوان لا الايوان الناصري الذي يقع في جهة الغرب من الصحن الشريف.

(4) علامة البرغاني: هو ابن حسن بن محمد صالح الحائري الصالحي (1249ــ 1310هـ) كان من علماء الامامية في الحائر، وله خدمات جليلة لمدينة كربلاء، من مؤلفاته: بغية المرام، وتحفة الارشاد.

(5) علي نقي البرغاني: هو ابن حسن بن محمد صالح الحائري الصالحي (1253ــ 1320هـ) من اعلام الامامية في كربلاء، ومدرسيها، له خدمات جليلة في الحائر، من مؤلفاته: بدائع الاصول، فقه القرآن.

(6) مستدرك أعيان الشيعة: 3/138، وفيه أنهما قاما ايضاً بتشييد الطارمة القبلية للروضة العباسية، وسيأتي في محله.

(7) وفي تاريخچة كربلاء: 86« ان المسجد هدم عام 1368هـ على يد متصرف كربلاء عيدالرسول الخالصي وذلك بالفتح الشارع الدائري حول الصحن المبارك فوقع القسم الاكبر منه في الشارع والباقي يستفاد منه كمخزن للسجاد الحسيني» وفي شهر حسين: 409عن كتاب زندگاني أبي عبدالله: 2/325 أن إنشاء المسجد كان في =

(163)

 

ومدرستين سميت أحداهما بالمدرسة الزينبية لقربها من التل الزينبي، والثانية باسم مدرسة الصدر لانها بنيت من ثلث الصدر الأعظم الميرزا تقي خان النوري، وعلى أثر ذلك قام بشراء البيوت المجاورة للصحن من الجهة الغربية فبلغت ثمانين بيتأً ليلحقها بالصحن الحسيني الشريف(1).

        # وفي هذا العام أهدى أقا امير علي أكبر(2)  مصحفاً أثرياً للمرقد الحسيني مزداناً بترجمة فارسية ومزيناً بالنقوش(3).

        # وفي عام 1277هـ أهدي الى المرقد الحسييني مصحف ثمين مزين صفحاته بماء الذهب وعلى صفحته الأولى نقوش نقشت بماء الذهب والوان أخرى مختلفة ومتناسقة، وكل صفحة منه يحتوي على 13 سطراً الأول والسابع والاخير مكتوب بماء الذهب والأسطر الباقية مكتوبة باللون الأسود وهو بحجم 24x35سم(5).

        # وفي عام 1277هـ أيضاً أوقف حبيب الله خان(6) مصحفاً في ستة أجزاء مخطوطاً بخط أسود على ماء الذهب وفيه ترجمة فارسية باللون الأحمر(7).

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

= عام 1310هـ وكان يقع بين المدرسة الزينبية ومدرسة المصدر، وعليه المسجد يقع خلف الايوان الى جهة الغرب.

(1) مدينة الحسين: 1/41، وفيه أن الشراء تم سنة 1283هـ الا أنه لايناسب ما جاء في تاريخ البناء.

(2) مير علي اكبر:

(3) راجع مجلة المجمع العلمي العراقية البغدادية: 6/23.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/25.

(5) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/22.

(6) حبيب الله خان: لعله هو الذي لقب بمشير الملك الذي كان بخدمة والي أصفهان على عهد السلطان ناصر الدين القاجاري.

(7) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية:6/23.

(164)

 165

                        ش 177

                        (15)

 

الروضة الحسينية بريشة كلايف ( Robert Clive) وذلك سنة 1277هـ = 1860م

اللوحة: 24 من كتابه (Nineveh the Holy Land)(1)

 

        # وفي سنة 1279هـ تولى بعض الايرانيين تشييد الطابق العلوي المحيط بالورضة الحسينية وتزيينه بالقاشاني، ويتكون سور الصحن من طابقين بلطت أرضية الطابق الأعلى وجدرانه بالقاشاني البديع، أما الطابق الأسفل فيحتوي على عدد ن الغرف(2)، ويتصدر كل غرفة إيوان بعمق مترين وعرض ثلاثة أمتار تقريباً، مبني على شكل عقادة زينت جوانبه وسقفه

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) في المصدر جاء التاريخ 1850م ولكن جاء في كتاب « البريطانيون في الشرق الأوسط» لسارة سيرايت ((The British in the Middle east by sarah searight إن اللوحة وسمت عام 1860م، وهو ما اعتمدنا لأن المصادر تؤكد أن أول عهد الطارمة كان عام 1275هـ وهو يعادل عام 1858م.

(2) جاء في المصدر: أما في الطابق الاسفل فيحتوي على 63 غرفة عدا إيوانيين كبيرين، ولكن في هذا التاريخ يعد لم يكن قد بلغ عدد الغرف 63 غرفة، وأراد بالايوانين قما الناصري والميرزا موسى.

(165)

 بالقاشاني والفسيفسساء الجميل، وقد كتب تايرخ البناء في نهاية الكتيبتين الواقعتين في الجهتين الجنوبية والشرقية من الصحن الشريف(1)؟

        # وفيها أيضاً افتتح عماد الدولة(2) باباً لحرم الامام الحسين ع، وانشأ الشيخ جابر الكاظمي ــ من الرمل ـ القصيدة التالية:

باب فضل قد بناها للعباد                      ماجد الدولة العليا عماد

صاغها للحضرة القدس التي قد سمت وفعتها السبع الشداد

أفرغت من نور قدس خالص                 لم يزل باق سناهٌ باتقاد(3)

فحسبنا أنها من فضة                  شابهت في صفوها منه الفوادُ

فاذا فيها إذا خطت يدي(4)                     قدحاً أبدل بالنور المداد

حضرة كم زودت وفادها             أنعماً قدْ أصبحت زاد المعادٌ

حضرة قد حوت السبط الذي          ضاق في أنعمه وسع المهادٌ(5)

وحوت أصحاب الغر الألى           ملكوا الفضل جميعاً بالجهاد(6)

سبط طه وابن يس اــذي      بأبيه «هل أتى» جاءت و«وصاد»(7)

ذو مزايا ما لها من عدد                       وأياد ما لهـــا عنا نفاد

دونه الرسل وأن طالت على          بمعــــــــــال وعـــلوم وسدادٌ  

فاليْه الحُـكٌم في يــوم اللقا             وعليه المعاد الاعتمـــــــــاد

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) مدينة الحسين:1/41، 49.

(2) عماد الدولة: لعله هو أمام قلي ميرزا ابن محمد علي ميرزا دوله شاه، أخ حشمة الدولة ومؤيد الدولة، والذي توفي عام 1292هـ، تولى ولاية كرمنشاه 24 عاماً ثم عزله السلطان ناصر الدين، وكان شاعراً حسن الخط.

(3) وفي نسخة: «بيهر اللب سناه باتقاد».

(4) وفي نسخة: « فلذا أن خط في الواحها».

(5) وفي نسخة: « ضاق عليائه وسع المهاد».

(6) في نسخة: « ملكوا كل نعيم الجهاد».

(7) أراد بـ «طه» و«يس» الرسول ص كما أراد بـ « هل أتى» و«صاد» السورتين اللتين نزلنا في حق أمير المؤمنين عليه السلام.

(166)

 

صاحب العزم الذي طال على                 وسما فضلاً على الرُسل وسادُ(1)

قـــل لمن أم حماهُ راجياً                       مـــــن نداه الفوز في يوم المعـاد(2)

إن تـــرُم تـاريخ باب أهديتُ(3)                من عماد الدولة السامي المعاد

قل أيا عبــدالحسين افخر فقد(4)                صرت تـدعى عـــبدهُ دُون العبادُ

للــذي قمـــت به من خدمة                    ببنـــــــاء فيـــه للــــــــدين استنادْ

لا رأيــت السُوء دع أقصى العنا              أبــــــــداً عنـــا تنل اقصى المُرادْ

أو تــرُم رشداً كما أرختها(5)                  فاعْتمد بــــــــاب عماد للرشاد(6)

 

  • وفي سنة 1281هـ زار العالم الجغرافي الانكليزي جون اشر(7) كربلاء ووصف ساحة الصحن المحيطة بالضريح المقدس والمحاطة هي الأخرى بالبيوت، لم تكن مبلطة، وقد وصف القبة والمنائر والأفاريز(8) والجدران المزينة بالقاشاني وصفاً يليق بها(9).

 ويقول ما ترجمته: « القسم الأسفل من مسجد الحسين مغطى بالقاشاني الأبيض والأزرق والذهبي ومزخرف بزخرفة رائعة وللمسجد قبة مذهبة الى جانب ثلاث منارات ومنها يرفع الأذان وهي مغطاة بالقاشاني المزخرف الرائع

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) في نسخة: « وسما فضلاً أولي العزم وساد».

(2) في نسخة: « من نداه الفوز في يوم التناد».

(3) أهديت: بالتأنيث ليعود على الباب خطأ، ذلك لأن الباب مذكر الا أن الكثير يؤنثه وهو خطأ.

(4)  المراد به الشيخ عبدالحسين الطهراني شيخ العراقين المتوفى عام 1285هـ

(5) قوله: « فاعتمد باب عماد للرشاد» يعادل: «595+ 5+ 115+565= 1280-1 = 1279» وإنما طرحنا واحداً لأنه قال تطلب رشداً بدل الرشاد أي بحذف الألف من رشاد وهو يعادل واحداً.

(6) ديوان الكاظمي: 180، راجع قافية الدال من ديوان القرن الرابع عشر من هذه الموسوعة.

(7) جون اشر: «JOHN uSSHER»

(8)  الأفاريز: واحده الافريز (فارسية) ما أشرف خارجاً على البناء وما نتأ وطنف منه (أي جعل فوق الجدار شوكاً وأغصاناً).

(9) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 296.

(167)

 الجميل، وأرضية الصحن الحسيني غير مبلطة، والصحن محاط بالبيوت، يدفع الاثرياء ثمناً باهظاً لدفن موتاهم في الصحن وتدفع أضعاف تلك المبالغ ليدفن الميت داخل الحرم، إذ أن الذي يدفن داخل الحرم له منزلة يوم القيامة ولكن عامة الناس موتاهم في أرض كربلاء للاعتقاد السائد بأن لهؤلاء وجاهة لهم يوم القيامة، والحكومة العثمانية(1) فرضت ضريبة على كل تابوت يدخل كربلاء»(2).

  • وفي هذه السنة أيضاً جدد الإيوان الواقع في الجهة الشمالية من الصحن الحسيني الشريف من قبل الوزير القاجاري ميرزا موسى(3) ليشيد مقبرة له ولعائلته، واشتهر الإيوان بإيوان ميرزا موسى أو مقبرة(4) ميرزا موسى، ورصع داخل الايوان بالقاشاني البديع وأثبت عليه أبيات أنشأها الشاعر الفارسي قلزم(5) مطلعها ـ من مجزوء الرمل ـ:

اي نمو دار حريمتْ حرم عرش برينْ                ظل درگاهت خرگهْ زده برعليينْ(6)

        الى أن يقول في آخرها مؤرخاً عام تشييد الايوان عام 1281هـ:

ــــــــــــــــــــــ

(1) في الأصل «تركية».

(2) 458ـ 454: London to Persepolis.

 (3) ميرزا موسى: هو غير ابن محمد رضا بن محمد مهدي الذي كان وزيراً لحاكم خراسان محمد ميرزا قاجار المتوفى عام 1265هـ وقد نعت من نحن بصدده بوزير طهران.

(4) جدير بالذكر أن أول من بنى هذا الايوان هو السلطان صفي الدين الصفوي وذلك عام 1048هـ وعرف بإيوان صافي صفا تم أيوان ليلو.

(5) قلزم.

(6) وترجمة هذا البيت والذي سيأتي بعده على الشكل التالي:

« أيها المعروف حريمك حرم العرش الأعلى»              «ظل بلاطك خيم على العليين»

 «كتب قلم قلزم في تأريخه قائلاً» «كف موسى هي التي زينت هذا الايوان» وفيه توريه لطيفة حيث أن موسى هنا القاجاري ولكن ظاهره يوحي الى أنه النبي موسى عليه السلام وأراد بطور سينين الأيوان الذي شيده القاجاري، وطور سينين في الأصل هو الجبل الذي يقع في سيناء مصر والذي كلم منه النبي موسى عليه السلام ربه.

(168)

 

كلك قلْزم پي تاريخ سخنورْ شدُ وگفتْ:(1)            باكف موسى آراسته طور سينينْ(2)

        وفيما بعد فتح في هذا الايوان باب عرف بباب صاحب الزمان أو باب السلام فأصبح ممراً للزائرين(3)، وفي أواخر هذا القرن على أثر دفن وزير الدولة القاجارية ميرزا موسى في الايوان عملوا الكتيبة الموجودة اليوم من المرايا ورقموها بهذه الآية: (الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ...)(4) »(5).

  • وفي عام 1282هـ أوقف محمد بن طاهر(6) مصحفاً مزينة أطرافه بنقوش جميلة، كل صفحة منه تحتوي على ثلاثة أسطر بخط جلي واثني عشر سطراً آخر بخط رفيع(7).
  • وفي هذا العام أيضاً أنشأت والدة السلطان عبدالمجيد العثماني مكاناً لسقاية الماء الى الزوار وذلك في الجنوب الشرقي من الصحن الحسيني الشريف وقد أرخه الشيخ عباس القصاب(8) بقوله ـ من الرمل ـ:

سلسبيل قد أتى تاريخًه:(9)            أشرب الماء ولا تنس الحسينْ

        وكانت هذه السقاية تشتمل على بركتين أحداهما لتصفية الماء والأخرى لتبريده، وقد عين لها موظف يسقي الناس، ويتولى أمر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) قوله: « با كف موسى اراسته طور سينين» تعادل « 3+ 100+ 116+ 667+ 215+ 180= 1281».

(2) تاريخچه كربلاء: 123، بغية النبلاء: 74، تراث كربلاء: 55.

(3) أي في سنة 1380هـ الموافق لسنة 1960هـ.

(4) سورة آل عمران، الآية: 191.

(5) بغية النبلاء: 75.

(6) محمد بن طاهر: ربما كان محمد طاهر حكاك باشي الاصفهاني الذي كان معروفاً في الخط والرسم وتذهيب القرائين وكتب الأدعية، الذي كان يسكن طهران وأصفهان كما وردت ترجمته في النقاشين.

(7) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/21.

(8) عباس القصاب: هو الشاعر الكربلائي الذي توفي بعد عام 1289هـ والذي قد طالت يد الظلم على آثاره وخطف ديوانه في ظل الأحداث التي ألمت بأهالي هذه المدينة المقدسة.

(9) قوله: « اشرب الماء ولا تنس الحسين» يعادل: «503+ 73+ 547+ 159= 1282».

(169)

 الإشراف عليها، وقد أجري له راتب شهري قدره عشرة دنانير(1) يتقاضاه من صندوق أوقاف كربلاء(2)، وقد تهدمت أثر توسعة الصحن الشريف عام 1368هـ كما سيأتي.

  • وبعد هذا التاريخ بقليل ولعله في أواخر هذا العام أو عام 1283هـ قام الحاج حبيب الحافظ(3) بإنشاء خزان للماء في الجانب الآخر أي في الشمال الشرقي من الصحن الشريف كما أبتاع داراً ألحقت بالصحن لتكون مقبرة خاصة لأسرته وأوقف بعض الأطيان(4) لهذا الخزان(5).
  • وفي عام 1283هـ عاد الشيخ الطهراني ثانية الى كربلاء ليشرف على منجزات ناصر الدين القاجاري في بناء واعمار وتوسعة المرقد الحسيني الطاهر وبالذات المسجد والايوان الواقعين الى الجهة الغربية من الصحن الشريف، وبهذا يكون قد عمر تمام الجانب الغربي من الصحن الشريف وألبسه بالقاشاني الملون كما فرشه بالرخام اليزدي الأبيض(6) وبذلك فقد توسع الصحن بما يقرب من ستة أمتار عرضاً(7).

وفي توسعة الصحن وبعض أنجازات السلطان ناصر الدين يقول السماوي:

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) التقدير بالدينار جاء من قبل المصدر الذي نقلنا منه، والحال أن أول عهد العراق بالدينار كان حدود عام 1351هـ.

(2) راجع تاريخچه كربلاء: 80، تراث كربلاء: 54، مدينة الحسين: 1/42، عشائر كربلاء وأسرها: 327.

(3) حبيب الحافظ: هو ابن حافظ الرويعي من قبيلة خفاجة، كان من ملاكي كربلاء الأثرياء، وكان ثاني أبناء والده الذي كان نزح الى كربلاء، ومن أحفاده الشاعر والنائب عبدالمهدي بن صالح بن حبيب، توفي المترجم له في أواخر شعبان عام 1295هـ.

(4) الأطيان: لعل المراد به البساتين المسيجة بالطين كما كان متعارفاً آنذاك، ولعله أراد ما هو مستخدم عند المصريين بالمساحات المزروعة.

(5) مدينة الحسين: 1/43، تراث كربلاء: 55، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 173، عشائر كربلاء وأسرها: 327.

(6) مدينة الحسين: 1/34.

(7) مدينة الحسين: 1/42 نقلاً عن مذكرات الحائري الأسدي.

(170)

ثم أتى الناصر للدين فعمْ              مشاهد القُــدس بفضل ونعمْ

وابتاع دوراً ثم زاد الصحنا           وزاد إعماراً وشاد مبنـــــــى

وأطلق الراحــة بالانجـــــــاز          على يدي عبدالحسين الرازي(1)

لدى الثلاث والثمــانين سنه            والمــــأتين بعــــــــد الألف بينهْ

وزار بــعْد أربع للطــــف             فوجد الشيخ وقــــــــد توفـــي

من بعد ما شيد كربلاءا               وروضة الزورا وسامراءا(2)

        ومن الجدير ذكره أن الايوان الناصري لم يكمل بناؤه بسبب تدهور العلاقات بين الدولتين القاجارية والعثمانية(3).

  • وفي السنة نفسها تم دمج(4) والحاق مسجد مرجان الواقع في الجهة الشرقية بصحن الروضة الحسينية(5)، وكان يعلو عن مستوى أرض الصحن بمقدار مترين(6).
  • وفي سنة 1285هـ(7) زار الوالي مدحت باشا مدينة كربلاء وتشرف بزيارة مرقد أبي عبدالله الحسين ع وأقام خمسة أيام بالمدينة المقدسة فشاهد كثرة الوافدين اليها وصعوبة الحصول على مأوى لهم وتضايق أهلها من صغر المدينة فامر بتوسعتها، وأحضر مهندسين أخصائيين لهذا الأمر وحدد الأراضي الجنوبية لذلك فباع للأهالي تلك

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ويقصد به الشيخ عبدالحسين الطهراني.

(2) مجالي اللطف:2/43، مدينة الحسين: 1/44، أراد بالزوراء بغداد وأراد بروضتها روضة الامامين الكاظم والجواد ع.

(3) وسيأتي أن السلطان العثماني عبد الحميد الثاني قام بإكمال بناء الايوان عام 1309هـ ومنذ ذلك الحين سمي بالايوان الحميدي.

(4) ولعل الدمج من الجهة الشرقية الى الصحن تم أيضاً على يد الشيخ عبدالحسين الطهراني.

(5) مدينة الحسين: 1/34.

(6) مدينة الحسين:1/34.

(7) جاء في موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 159 نقلاً عن الدليل الجغرافي العراقي أن توسعة وتطوير المدينة كان عام 1286هـ.

(171)

 

الأراضي وعمر بثمنها الشوارع المؤدية الى الروضة الحسينية، وأخذ الناس بتشييد البيوت في تلك الناحية والتي تسمى اليوم بالعباسية الغربية والعباسية الشرقية(1).

  • وفي سنة 1286هـ أنشىء باب قاضي الحاجات في الجانب الشرقي من الصحن على بعد 35متراً الى الجنوب من باب الشهداء الحالي وذلك بارتفاع 5 أمتار وعرض ثلاثة أمتار ونصف المتر، وقد دون تاريخ إنشائه على دائرة ذهبية وضعت عند مدخله من الخارج، ويعرف هذا الباب أيضاً بباب(2) المراد(3).

ش 178

    172    (16)

صورة للواجهة العلوية لمدخل قاضي الحاجات (المراد) التقطت في السبعينيات الهجرية (1370هـ)

 

ـــــــــــــــــــ

(1) تاريخچه كربلاء: 81، موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 132، تاريخ العراق بين احتلالين: 7/172، وللتفصيل راجع باب أضواء على مدينة الحسين فصل عمران كربلاء من هذه الموسوعة.

(2) ولايخفى أن الاسمين لهما مدلولاً واحداً.

(3) مدينة الحسين: 1/48، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 187.

ـــــــــــــــــــــــ

(172)

 

  • وفي هذه السنة توفي شيخ العراقين(1) فعين السلطان ناصر الدين القاجاري وكيله صدر الدين(2) للإشراف على تعميرات الروضة الحسينية.
  • وفي هذا العام أوقف طمان آغا(3) مصحفاً قيماً كتب بالمداد الأحمر والصفحة الأولى والثانية منه محلاة بماء الذهب. وفيه تفسير باللغة الفارسية(4).
  • وفي سنة 1287هـ(5) وبالتحديد في العشرين من شهر رمضان زار السلطان ناصر الدين القاجاري(6) المرقد الحسيني(7) وذلك ضمن دعوة رسمية(8) من قبل الحكومة العثمانية للتشرف بزيارة العتبات المقدسة فأنعم على المجاورين للروضة الحسينية كما أهدى للروضة المقدسة فصاً من الألماس مكتوباً عليه سورة الملك(9).

        واحتف الأهالي بمقدمه تكريماً لانجازاته التي قدمها للروضة المقدسة فاستقبله رئيس بلدية كربلاء السيد محمد علي الطعمة(10) داخل الحرم منشداً هذين البيتين ــ من الرمل ـ بالفارسية:

قبه سبْط نبي درْ أرض نيْ(11)                برتوشْ بر قُبة ها أفكنده في

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كان ذلك في الثاني والعشرين من شهر رمضان، ودفن عند باب السلطانية.

(2) صدر الدين.

(3) طمان آغا.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية:6/21.

(5) جاء في تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 264 أن الزيارة كانت سنة 1288هـ وتبعة في ذلك المدرس في شهر حسين: 408.

(6) جاء في كتاب واقعات اتفاقية در روز گار: 14، أن مشير الدولة حسين خان بن نبي خان كان برفقة السلطان ناصر الدين القاجاري وكان من كبار سفراء إيران في الآستانة، تولى عدداً من المناصب في إيران، وهو أول من اقترح على السلطان تأسيس مجلس الوزراء فوافق السلطان على ذلك عام 1289هـ بعد رجوعه من كربلاء.

(7) تاريخچه كربلاء: 87.

(8) تاريخ الروضة الحسينية المصور: 11.

(9) تراث كربلاء: 83.

(10) محمد علي طعمة: هو ابن عبدالوهاب الموسوي الحائري، تولى رئاسة بلدية كربلاء ما بين عام 1287و 1289هـ، كما تولاها ثانية مابين عام 1311ـ 1316هـ، كان من أعيان كربلاء في العهد العثماني.

(11) ني: مختصر كلمة نينوى، وهي من اسماء كربلاء.

(173)

 

گفته شهرزاده أقليم ريْ               چون بنات النعش بردور جدي(1)

        فمنحه السلطان وساماً فضياً مزيناً بشعار الحكومة القاجارية(2).

        كما رحب الخطيب الشيخ لطف الله الحائري(3) بالسلطان ناصر الدين القاجاري وألقى كلمته في الحضرة الحسينية مخاطباً الامام الحسين ع: « السلام عليك يا أبا عبدالله ... لقد كنت في يوم كربلاء تنادي«هل من ناصر» فلم يأت لنصرتك أحد، أبشر اليوم فقد جاءك الناصر»، فأخذ السلطان يبكي بكاء مراً واجزل عطاءه(4).

        ولما أنهى السلطان زيارته وأراد أن يلبس حذاءه عند المخلع سمع المؤذن يؤذن للصلاة من على المئذنة، ولاحظ أن الأذان كان خالياً من الشهادة الثالثة، فأمر السلطان بإحضار المؤذن وأمره بأن يعيد الأذان مرة أخرى على أن يذكر الشهادة الثالثة وتبعه بعد ذلك المؤذنون(5).

        وجاء في جملة أنجازاته أنه في زيارته هذه أمر(6) بتجديد الأبنية القديمة في المشهد الحسيني وتبديل صفائح الذهب من على الأحجار وتذهيب القبة الحسينية وأضافة دور الى الصحن من الجهة الغربية(7)، وكان قد اصطحب معه خبراء ليقدروا أثمان مفردات التحف والذخائر، ولكن هؤلاء الخبراء عجزوا عن تقدير مبالغها وهذا هو الذي حمل الوالي مدحت باشا على أن يسجلها بوجود السلطان ناصر الدين القاجاري(8).

ــــــــــــــــــــــ

(1) ترجمة البيتين هي على مايلي: «أشعة قبة الحسين في أرض نينوى ألقت بظلالها على سائر القبب» «وقد أوجدت هذه القبة بأمر سلطان إقليم الري فأصبحت كجدي المحاطة ببنات النعش».

(2) تراث كربلاء: 83 عن مذكرات السيد مجيد سلمان الوهاب.

(3) لطف الله الحائري.

(4) لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث:2/259، وفي المصدر أنه أمر بتخصيص مرتب شهري للشيخ الحائري.

(5) لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث: 2/259.

(6) الأمر كان في هذه السنة البدء والختم جاءا في السنوات المتأخرة عن هذه السنة كما سنذكر ذلك.

(7) والظاهر أن هذه الانجازات كتذهيب القبة أو توسعة الصحن كان الأمر بها عام 1273هـ ولعله في هذه السنة انتهوا منه.

(8) راجع تاريخ الروضة الحسينية المصورة: 11ـ 12، رغم أنه لم يصرح بالمشهد الحسيني =

(174)

 

        ولايخفى أن السيدة أنيس الدولة(1) حرم السلطان ناصر الدين رافقته في هذه الزيارة وقدمت الانجازات الكثيرة لقبور الشهداء(2) والتي سنأتي على ذكرها في محله(3).

  • وفي هذا العام 1287هـ أهدت السيدة مريم(4) سجادة ثمينة نسجت من القطيفة المطرزة بخيوط ذهبية ومرصعة بالجواهر وحبات اللؤلؤ ومؤطرة بإطار من الذهب الخالص وهي بقياس 42x34سم وبالتفصيل فإن النسيج من الحرير القطيفة الزرقاء الداكنة والخيوط الذهبية، صنع الاطار بطريقة الضغط ومعظم زخارفه هندسية بارزة، وأما زخارف النسيج فمطرزة بمغرزة السلسلة والحشو ويتخللها حبات اللؤلؤ، ويحتوي السجاد على كتيبة زيارة علي الاكبر ع جاءت في ستة عشرسطراً ويحيط بالكتابة إطار من الزخارف المرصعة باللؤلؤ والأحجار الكريمة على شكل زهور وأوراق نباتية، وأما نص الزيارة فهي كالتالي:

        «زيارة شاهزاده علي أكبر ع(5) بسم الله الرحمن الرحيم»،« السلام عليك يا بن رسول الله السلام عليك يا بن»، «نبي الله السلام عليك يابن أمير المؤمنين السلام عليك» «يا بن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين يابن الحسين» « الشيهد السلام عليك أيها الشهيد وابن»، «وابن(6) الشهيد السلام عليك أيها المظلوم وابن»، «المظلوم لعن الله أمة قتلتك ولعن الله أمة»، «ظلمتك ولعن الله امة سمعت بذلك فرضيت»،«به بس ضريحرا ببوس وبكو(7) السلام عليك»، «يا ولي الله وابن وليه لقد عظمت الرزية»، «وجلت المصيبة بك علينا وعلى جميع»،« المسلمين فلعن الله أمة قتلتك وأبرأ الى»

ـــــــــــــــــــــــ

= إلا أن سياق الكلام يفرض هذا ويبدو أنه فعل ذات الامر بالنسبة للمرقد العلوي.

(1) أنيس الدولة: كانت من ذوات الشأن توفيت عام 1314هـ وكانت تشارك زوجها في أمور البلاد.

(2) تاريخچه كربلاء: 88.

(3) راجع فصل مرقد الشهداء من هذا الباب.

(4) السيدة مريم:

(5) ترجمة هذه العبارة هي:« زيارة ابن الملك (الأمير) علي الأكبر عليه السلام».

(6) كلمة: «وابن» مكررة خطأ.

(7) الترجمة: «فقبل الضريح وقل».

(175)

 

 «الله واليك منهم في الدنيا والآخرة(1)، وقف حضرت»،«شاهزاده علي أكبر عليه السلام لعنت خدا بر انكسي كه بر اينها طمع كند مرحمت صبية أمير حسين ميرزا واحترام مريم(2)»(3).

                ش179

                (17)

صورة السجادة الثمينة التي فيها زيارة علي الأكبر

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مفاتيح الجنان: 806، إلا أن جملة « السلام عليك يابن فاطمة سيدة نساء العالمين» غير موجودة في هذا الفصل من الزيارة، كما أن كلمتي «المصيبة» و«الرزية» جاءت كل واحدة كل واحدة منهما مكان الأخرى، كما أن المقطوعة الأخيرة «في الدنيا والآخرة» لا توجد في المفاتيح.

(2) الترجمة: « وقف حضرة ابن الملك (الأمير) علي الأكبرع، لعنة الله على الذي يطمع بهذه الاشياء، هدية ابنة الامير حسين احترام مريم».

(3) تاريخ الروضة الحسينية لمصور: 27، راجع أيضاً موسوعة النجف الأشرف:3/334و 356 ورقم اللوحة:89.

(176)

        هذا ويوجد بعرض السطر العاشر والحادي عشر والثاني عشر هذه العبارة:« التماس دعا»(1).

        وهذه السجادة سجلت في الخزانة الحسينية برقم 592 كما هو مثبت في نهاية السطر الثالث عشر(2).

  • وفي عام 1288هـ أهدى گلدار خان(3) مصحفاً من مجلدين كتبت لفظة الجلالة فيه بماء الذهب وهي في غاية الجودة والجلاء ويعد من المصاحف الأثرية(4).
  • وفي عام 1290هـ أوقف أحمد بن أسد(5) قرآناً محلى خطوطه باللون الأسود وتفسيره باللغة الفارسية باللون الاحمر وقد كتب بين سطور النص القرآني(6).
  • وفي العام نفسه(7) بدأ صدر الدين من قبل السلطان ناصر الدين بتزيين القبة من الداخل بالمرايا وكتب بالخط الأبيض آيات من القرآن الكريم(8) وأثبت تاريخها ما بين 1290ــ 1299هـ، وقد

كتبت أيضاً أشعار

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) الترجمة: «التمسكم الدعاء».

(2) وهذه القطعة وردت في موسوعة النجف الاشرف استناداً الى كتاب التحف والهدايا بمشهد الامام للدكتورة سعاد ماهر محمد فهو خطأ محض إذ أنها ليست من مستودعات الخزانة العلوية ــ هذا وقد أوردناها هنا لانها متواجدة في الخزانة الحسينية والا كان اللازم علينا أن نذكرها عند الحديث عن مرقد علي الاكبر.

(3) گلدار خان.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية:6/23.

(5) أحمد بن أسد.

(6) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية:6/24.

(7) جاء في شهر حسين: 408، عام (1220هـ) بدل العام (1290هـ) والظاهر أنه تصحيف اذ لايمكن أن تطول تزيينات داخل القبة لفترة 79سنة مضافاً الى أنه يشير بأن هذا الانجاز وقع في الفترة التي حكم فيها السلطان ناصر الدين وهي ما بين (1264ــ 1313هـ) واحتمال التصحيف في 1270وارد أيضاً الا أنه بعيد للأسباب التي سبقت الاشارة اليها.

(8) ولعلها هي الآيات الت لا زالت موجودة الى الآن، وسيأتي الاشارة اليها لدى الحديث عن تجديد القبة من الداخل.

(177)

 

الشاعر محتشم الكاشاني(1) بالخط الذهبي على الشبكة العليا للقبة من الداخل(2).

  • وفي هذا العام أهدى الحاج محمد حسين(3) مصحفاً ثميناً مزيناً صفحته الاولى والثانية بألون مختلفة، وكل صفحة منه تحتوي على15 سطراً وبقياس28x43سم(4).
  • وفي عام 1292هـ تمت بعض الانجازات في داخل الروضة المباركة من قبل السلطان ناصر الدين القاجاري وقد اثبت تاريخها فوق الباب الفضي لجهة باب القبلة(5).
  • وفي هذا العام أيضاً تولى السيد محمد جواد طعمة(6) السدانة الحسينية وبذلك استقرت السدانة في آل طعمة ثانية(7).
  • وقد استحصلنا على لوحة رمزية(8) عن المرقد الحسيني رسمت

ـــــــــــــــــــ

(1) محتشم: هو علي وقيل محمد إبراهيم بن أحمد الكاشاني المتوفى عام 996هـ من فحول شعراء الفرس، وقد غلب على شعره رثاء ومدح أهل البيت ع.

(2) شهر حسين: 408.

(3) الحاج محمد حسين: لعله هو ذاته محمد حسين التبريزي الآتي ذكره في عام 1294هـ الذي أهدى أيضاً قراناً الى الروضة الحسينية.

(4) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/22.

(5) شهر حسين: 408 عن تاريخ جغرافيائي كربلاء: 150ــ 152.

(6) محمد جواد طعمة: ويقال جواد ايضاً وهو ابن حسن بن سلمان بن درويش الموسوي، وإنما عادت السدانة الى آل طعمة لاجتماع عقد في بيت السيد احمد الرشتي حين دب خلاف بين آل كمونة مع ثلة من أهالي كربلاء وبين آل طعمة وغيرهم بقيادة السيد أحمد الرشتي وكان الذي يرأس الجماعة الأخرى الحاج محسن كمونة وعلى أثره جاء القرار العثماني بتصديق ما عين في بيت الرشتي.

(7) مدينة الحسين: 1/82 عن مناهل الغرب في أنساب العرب للسيد جعفر الكاظمي .

(8) لم ينخصر دور الرسم في الفن بأشكاله وأنواعه المتعددة التي فصلنا عنها في مكان آخر من هذه الموسوعة، بل كان للرسم ـ وبالأخص في الفترة ما قبل شيوع التصوير الآلي ــ دور وثائقي يعتمد عليه في المجال التاريخي والجغرافية الى جوانب أخرى، ولازال الرسم يستخدم لحد الأن في المجال الأمني حين يراد تشخيصه، كما يستخدم في المجالات التي يمنع التقاط الصور فنياً أو سياسياً.

(178)

                180ش

   179             (18)

 اللوحة بريشة الرسام الهندي محمد يوسف اللكهنوي (كانون الثاني1876م)(1).

        بالريشة المائية والمظللة بالذهب بحجم 396x554 مليمتراً وجاء تاريخها في شهر ذي الحجة من عام 1292هـ.

  • وفي سنة نفسها أهدى محمد جوهر(2) مصحفاً قديماً، مجدول

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) توجد اللوحة في المكتبة البريطانية برقم ( 4308.  (Add  orضمن مجموعة أعمال عام 1845م رقم الرف: (or 4391 Add) وقد كتب الرسام تاريخه واسمه بالخط النستعليق بالنص التالي: « نقشه روضة أمام حسين 12/92» وتاريخه يطابق شهر كانونا الثاني عام 1876م وجاء في مواصفات هذه اللوحة انها اشتريت عام 1987م وهو يتضمن الاطار المطلي باللون الأسود وهي من الاضرحة الشيعية المهمة التي تحتوي على جثمان الامام الثالث الحسين بن علي حفيد الرسول الذي قتل في كربلاء عام 680م وقد حذف الرسام الحائط الأساسي حتى يتبين الضريح الداخلي المغظى بالفضة وأيضاً يتبين ضريح أبنه علي الأكبر المدوفون عند قدميه، والضريح الحالي على شكل سفافيد ومنارات عثمانية والعنوان جاء في أعلى اللوحة، بينما جاء اسم الرسام في أسفلها على المقوى الخلفية للرسم.

(2) محمد جوهر:

(180)