تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

122القرن الثالث عشر ص

 

نفسها وعاد اليها بعض الرقي والتقدم(1).

        # وفي نحو(2) سنة 1218هـ قام السيد علي الطباطبائي تنفيذاً لوصية أوصاء بها السيد محمد مهدي الشهرستاني المتوفى سنة 1216هـ بوصل الرواق الغربي بالروق الشمالي فأصبح مجمل الرواق مفتوحاً على بعضه ويدور حول الروضة الحسينية وبذلك وقع مرقد(3) السيد أبراهيم المجاب داخل الرواق في الزاوية اشمالية الغربية للمرقد كما هو الآن(4) بعدما كان في الصحن الشريف(5).

# وفي عام 1218هـ(6) أمر السلطان فتح علي القاجاري ملك الشعراء

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 238 وقد نقلها في سياق ذكره لحادثة الوهابيين مما يدلنا على أن زيارة الملك الهندي كانت بعد الواقعة بقليل.

(2) لم تذكر المصادر التاريخية السنة بالضبط، واحتملنا ان يكون ذلك ثم في سنة 1218هـ لما تقدم في وصف أبي طالب الي زار المرقد عام 1217هـ والذي ذكر بان مرقد السيد إبراهيم المجاب داخل الصحن وليس ضمن الرواق.

(3) وجاء في بغية النبلاء في تاريخ كربلاء: 120 نقلاً عن نسخة عمدة الطالب «هو مدفون في الحائر وله قبة وصندوق وقبته ملصقة بحائظ حرم جده الحسين وقبره معروف بزار» ومن الجدير ذكره أن صاحب كتاب عمدة الطالب احمد بن علي الداودي الحسيني توفي عام 828.

(4) شهر حين: 353 عن الكراس الملحق بالجزء الرابع من أعيان الشيعة الطبقة القديمة: 6.

(5) ولعل في هذا وضع الباب الشمالي لمسجد شاهين والذي كان مصنوعاً من الخشب الثمين ومكسوراً بالفضة وكان كبيراً واسعاً.

(6) جاء في تراث كربلاء: 45 ان السلطان فتح علي القاجاري « أهدى شبكة فضية بتاريخ 1214هـ» وبيدو لنا أن فيه تصحيفاً حيث لم تذكر المصادر ذلك، ويؤيد ذلك أنه بنفسه لم يذكر ذلك التاريخ في كتابه تاريخ مرقد الحسين والعباس: 90. وجاء في تاريخ كربلاء المعلى: 15 « في اوائل القرن التاسع عشر الميلادي ــ الذي بيدأ في سنة 1215هـ ـ أهدى فتح علي أحد ملوك أيران شبكة من الفضة وهي الى اليوم موجودة على القبر» ويظهر من عبارة تاريخ الروضة الحسينية المصور: 11 أن هذا الاهداء كان عام 1250هـ حيث حشر الحديث عن الأهداء مع سائر انجازات السلطان فتح علي القاجاري بالنسبة لمرقد الامام الحسين ع ولعله لم يقصد أن الاهداء تم في ذلك التاريخ بل أراد سرد بعض أنجازات السلطان فجاءت الجملة معترضة والله العالم.

(122)

 

 فتح علي الكاشاني(1) بأن يتصدى لصنع مشبك فضي لضريح الامام الحسين ع فاتفق الكاشاني مع كبار الصاغة والمنهدسين لذلك وكتب عليه أبيات من شعره في رثاء الامام الحسين ع ، واستغرق صنعه خسمة أشهر ثم حمله الى طهران ليريه للسلطان فأعجب به غبية الاعجاب، فأمر السلطان أحد مقربيه وهو محمد حسين قراگوزلو(2) أن يحمل المشبك الى كربلاء وينصبه على قبر أبي عبدالله الحسين(3).

        # وفي عام 1219هـ تولى السيد محمد علي طعمة(4) السدانة للحرم الحسيني بعد ان عزل السيد جواد(5).

        # وفي عام 1220هـ(6) قام الأمير محمد علي القاجاري(7) بصرف أموال طائلة لتعمير ما هدمه الوهابييون خلال غزوهم لمدينة كربلاء والمرقد الحسيني فزين الحرم المطهر وصنع بابين(8) من الفضة الخالصة لمرقده

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ملك الشعراء: كان شاعراً فحلاً وكان نديما ً للسلطان فتح علي القاجاري فلقبه بملك الشعراء كما لقبه باحتساب الدولة حيث تولى ولاية كاشان وقم، كان يتخلص في شعره بـ (صبا) رافق السلطان في حربة مع الافغان، من آثاره كتاب  خداوند نامه، شهنشاه نامه، گلشن صبا، ليلى ومجنون، هفت بيگره، توفي عام 1228هـ.

(2) محمد حسين قراگوزلو: كان حاكم همدان أيام فتح علي القاجاري، وكان يقرب العلماء، وعمل على دحض الصوفيةـ راجع مرآة الأحوال: 1/234 للبهبهاني.

(3) راجع تاريخچة كربلاء: 83 عن ناسخ التواريخ (قسم تاريخ القاجارية): 33.

(4) محمد علي طعمة: هو ابن عباس بن نعمة الله الموسوي الحائري كانت له مواقف جريئة في حملة الوهابيين على كربلاء، توفي عام 1232هـ وعرف أبناؤه بآل وهاب.

(5) مدينة الحسين: 1/78، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 211، شهر حسين: 446.

(6) جاء في تاريخ كربلاء المعلى: 6، أن ذلك كان عام 1219هـ، ولكن سائر المصادر التاريخية اختارت ما أثبتناه في المتن، ولعل الجمع بين التاريخين أن الاوامر صدرت في أواخر عام 1219هـ وتم التنفيذ عام 1220هـ.

(7) محمد علي ميرزا: هو ابن السلطان فتح علي القجاري، والي كرمنشاه وتوابعها ويلقب بـ «بهادر» وهو اخ عباس ميرزا، دعم السلطان محمد الثاني القاجاري، ولي كرمنشاه في عهد أبيه مابين عام 1220هــ ، 1237هـ.

(8) كان البابان قائمين حتى عام 1368هـ حيث أمر طاهر القيسي متصرف كربلاء آنذاك برفعهما تسهيلاً لتردد الزائرين، ووضع محلهما بابين مشبكين ينكمشان وينبسطان =

(123)

الشريف واللذان كانايفصلان بين الروضة والرواق القبلي(1).

        # وفي العام نفسه أيضاً قامت السيدة بدرجهان(2) بتعمير واصلاح ما دمر في الغزو الوهابي لكربلاء حيث قامت بتعميرات واسعة في الروضة الحسينية والمدارس الدينية وانشأت دوراً للفضلاء وطلاب العلوم وعينت رواتب شهرية للفقراء المعوزين كما أوقفت الدور على العلماء والفضلاء(3).

        # وفي هذا العام أيضاً أهدى السيد محمد الطباطبائي(4) مصحفاً ثميناً كل صفحة  منه تحتوي على ثلاثة أسطر بخط جلي و12 سطراً بخط رفيع(5).

        # وفي هذا العام وبالتحديد في اليوم الثالث من شهر جمادى الأولى قام السيد أحمد البهبهاني(6) بزيارة حاكم حيدر آباد اسكندر خان بهادر(7)

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

= يمنة ويسرة على سكة حديدية ولتبقى الروضة مفصولة عن الرواق، ثم أبدل المشبك عام 1399هـ ببابين من الذهب. وسيأتي الحديث عن ذلك في محلة.

(1) راجع تاريخچة كربلاء: 83، تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 263.

(2) بدرجهان: هي ابنة محمد جعفر العرب ولدت ونشأت في بلاط أبيها حاكم بسطام وعندما بلغت سن الرشد زفوها الى السلطان فتح علي شاه القاجاري المتوفى 1250هـ وفي زوجته الأولى كانت حية عام 1220هـ كانت صاحبة خيرات ومبرات ومحبة للعلم والفضلاء.

(3) مستدرك أعيان الشيعة: 5/94.

(4) السيد محمد الطباطبائي، لعله هو السيد محمد المجاهد ابن علي الطباطبائي (1180ــ 1242هـ) من أعلام الامامية في كربلاء، اعلن الجهاد ضد روسيا القيصرية عندما احتلت بعض المدن الايرانية، من مؤلفاته: مفاتيح الأصول، الوسائل، جامع العبائر.

(5) مجلة المجمع العلمي العراق البغدادية: 6/24.

(6) أحمد البهبهاني: هو ابن محمد علي بن محمد باقر الوحيد البهبهاني (1191ــ 1243هـ) ولد في كرمنشاه ودرس في كرمنشاه والنجف وكربلاء وقم، رحالة، له من المؤلفات: عقد الجواهر،كشف الريب، منهاج الاحكام.

(7) اسكندر جاه، خان بهادر: هو ابن النواب نظام علي خان بهادر ابن نظام الملك آصف جاه، حكم حيدر آباد دكن بعد أبيه عام 1218هـ، توفي عام 1223هـ بالجذام.

(124)

 

وطلب منه أن يعيد ما هدمه الوهابيون من السور(1) الذي كان يحيط بمدينة كربلاء، فارشده اسكندر خان أن يبيع ما بقي في خزانة الحرم الحسيني لأجل بناء السور، الا أن البهبهاني ناقشه وأثبت له بالدلائل والبراهين عدم جواز بيع الوقف فواعده خيراً ووفى بوعده(2).

        # وفي سنة 1223هـ(3) أعاد الوهابيون الكرة فهاجموا كربلاء ولكنهم لم يفلحوا(4).

        # ولما كانت سنة 1225هـ(5) تم ترميم صندوق(6) الخاتم الموضوع على القبر الطاهر والذي كسره الوهابييون في هجومهم ألاول وذلك عبر خان جان القاجاري(7) وقد نقش على الصندوق هذه الكلمات: « بعد تكسير أعداء الله له في سنة 1216 اقام(8) بتجديده خان جان القاجار سنة 1225 كتبه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لقد سبق في عام 1217هـ أن السلطان عين الدولة هو الذي بنى السور ولعله تعاون مع السلطان اسكندر خان بهادر، ولعل البداية كانت عام 1217هـ والانتهاء كان عام 1220هـ، والله العالم.

(2) مرآة الأحوال جهان نما: 1/362.

(3) وهناك من ذكر بأنهم هجموا على كربلاء عام 1225هـ و 1226هـ ـ راجع شهر حسين: 367، وسنأتي الاشارة اليه.

(4) شهر حسين: 371، وفيه أن حصارهم لكربلاء في هذه السنة كان بعد فشلهم من حصار النجف في شهر جمادى الثاني ( إلا أنهم رجعوا من حيث أتوا بعد أن تكبدوا خسائر جسيمة)، وجاء في تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها وحاضرها: 11/97 أن ذلك كان في شهر جمادى الاول.

(5) جاء في شهر حسين: 399 « أن ترميم الصندوق تم مابين عام 1219ـ 1225هـ»، ويظهر من كلامه أنهم بدأوا بترميمه عام 1219هـ وانتهوا منه عام 1225هـ.

(6)  وقد سبق أن ذكرنا أن هذا الصندوق هو من صنع كريمة السلطان حسين الصفوي عام 1133هـ.

(7) خان جان القاجاري: كان من المقربيين للسلطان فتح علي القاجاري، وقد ولاء رئاسة الديوان الملكي في عهده (1212ــ 1250هـ)، لقبه الأصلي هو مكري، علي القاجاري والذي كان حاكماً لهمدان، وخان جان استبصر على الشيخ محمد علي البهبهاني، وخان جان كان يقال له جاني جان خان أيضاً.

(8) في بعض المصادر: « قام» بدل «أقام».

(125)

 

 صالح(1) الگلگاوي(2) ومما كتبه الگلگاوي سورة الدهر وهوبخط جميل من الثلث(3).

        ويذكر أنه عندما ترميم الصندوق كتب العاج سورة الانسان وسائر السور القرآنية الصغار على الاطراف العمودية والأفقية إضافة الى الكتابة المحيطية بالصندوق عند منتصفه، وزخرف الصندوق بالخاتم بشكل جميل وظريف من قبل كبار الفنييين المختصين بهذا النوع من الفن(4)، وهناك من ذكر ان الكتابة ختمت بهذه العبارة: « بعد تكسير أعداء الله في سنة 1216هـ جدد خان جان بعمل استاد علي أشرف نجار خدمة(5) بكتابة عبد الرحيم(6)»(7).

        # وفي نفس السنة عثروا ضمن الحفريات التي جرت لمرقد أبي عبدالله الحسين ع على صخرة خضراء تميل الى السواد مخروطية الشكل قطرها حوالى أربعين سنتيمتراً فأثبتوها في محراب السيدة مريم الواقع في الجهة الشمالية  الغربية لمرقد الامام الحسين ع وكانت فيه رخامة بيضاء تشبه المحراب منقوش في أطرافها هذه الآية الشريفة: (وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً)(8) بخط جميل(9).

        # وفي هذه السنة أيضاً أوقف محمد جعفر(10) قرآناً ينسب كتابته الى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) صالح الگلگاوي: هو ابن مهدي توفي أبوه بعد عام 1164هـ وهو كان حياً حتى عام 1225هـ وكان الأب والابن من الخطاطين في كربلاء ويعتبر الشيخ مهدي الجد الاعلى لهذه الأسرة الكربلائية.

(2) تاريخچة كربلاء: 84، هامش تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 255ـ 256.

(3) دائرة المعارف تشيع: 1/212، مستدرك أعيان الشيعة: 2/337، روبما كانت سورة الدهر مكتوبة من قبل وقام الگلگاوي بتصليحها.

(4) شهر حسين: 399.

(5) كذا في المصدر ولعله خدمة أو ختمه بكتابة عبدالرحيم، والله العالم.

(6) وهذا ينافي مع ما جاء في بقية المصادر كما سبق أن ذكرنا ذلك.

(7) شهر حسين: 399.

(8) سورة مريم، الآية: 25.

(9) تاريخچة كربلاء: 27، مدينة الحسين: 11.

(10) محمد جعفر: لعله هو محمد جعفر خان القاجاري الذي كان من أعضاء ديوان =

(126)

 

الامام السجاد ع المتوفى عام 95هـ وهو بخط كوفي بحجم 10x 16 سم تحتوي كل صفحة منه على 15 سطراً، أوراقه من رق منشور(1).

                                             # وبعد منتصف شعبان من هذه السنة قام الوهابيون بغلق الطرق المؤدية للمدينة وقتلوا الزائرين العائدين من زيارة الامام الحسين ع فبلغ عدد القتلى مائة وخمسين زائراً ايرانياً وفر العرب منهم الى المناطق المجاورة كالحلة والديوانية ومنهم من التجأ الى الحسكة(2).

                                             # وفي سنة 1226هـ أعاد الوهابييون الهجوم على كربلاء والنجف والحلة وقتلوا عدداً من الزائرين المتوجهين الى كربلاء بعدما أحرقوا المزارع(3).

                                             # وفي سنة 1227هـ تداعت بناية المشهد فكتب أهالي كربلاء الى السلطان فتح علي القاجاري يخبرونه بتردي حالتها وتداعيها واسوداد الذهب القبة الحسينية الذي كان قد تبرع به(4) السلطان محمد خان القاجاري فأمر بتجديدها وتبديل صفائح الذهب وأرسل من يشرف على الانفاق وعمل الترميم(5)، وقد تم إنجاز ذلك عام 1332هـ(6).

                                             # وفي سنة 1229هـ(7) اتجه نحو كربلاء أربعون الفاً من الايرانيين لزيارة الامام الحسين ع وكان فيهم حرم السلطان(8) فتح علي القاجاري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

= العدلية برئاسة نواب نصرة السلطنة ونائبه ميرزا محمد تقي والتي كانت قائمة حتى عام 1264هـ في أذربايجان الايرانية.

(1) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/19.

(2) شهرحسين: 371، مدينة الحسين: 3/130.

(3) شهرحسين: 371، مدينة الحسين: 3/130.

(4) وذلك في عام 1207هـ.

(5) تاريخ الروضة الحسينية المصور: 11، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 90.

(6) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 262، تاريخچة كربلاء: 84، تراث كربلاء: 45، ومضات من تاريخ كربلاء: 20.

(7) وجاء في موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 125 أن ذلك كان في عام 1222هـ وهوليس بصحيح لأنه اعتمد على تاريخ العراق بين احتلالين والذي ذكرها في حوادث 1229هـ  مما يدل على التصحيف.

(8) حرم فتح علي القاجاري: هي السيدة آسية ابنة فتح علي خان دولوي القاجاري=

(127)

 

وكان بعض العشائر(1) قد حاصرت كربلاء بغرض الغارة عليهم، بسبب ضعف الحكومة العثمانية وواليها سعيد باشا(2). وما أن شعرت زوجة السلطان بالخطر نذرت أن نجت من الحصار بسلام فسوف تكسي الايوان الحسيني ذهباً وقد وفت بنذرها(3)  فور الافراج عنها الا أن الانتهاء من تلك الاصلاحيات كان في عام 1232هـ كما سيأتي وذلك بعد وفاتها.

                                             وقام الوالي سعيد باشا بفك الحصار(4) عن المدينة في الرابع عشر من ذي العقدة(5).

                                             # وفي سنة 1230هـ أعاد الوهابيون الكرة بالهجوم على كربلاء الا أنهم باؤوا بالفشل(6).

                                             # وفي سنة 1231هـ تصدى محمد حسين خان الصدر الاصفهاني(7) لنصب ثمانية أبواب(8) فضية لمجمل العتبات المقدسة والتي منها الروضة

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

= وكانت ابنة عم السلطان فتح علي، وكانت فاضلة شاركت زوجها في امور البلاد توفيت في أصفهان عام 1230هـ ونقل جثمانها الى كربلاء ودفنت في الروضة الحسينية.

(1) العشائر التي اشتركت في الحصار كما حاء في تاريخ العراق بين احتلالين: 6/222هي: الجرباء والظفير والرولة.

(2) سعيد باشا: ويقال له اسعد باشا بن سليمان باشا الكبير (1205ـ 1232هـ)  ولي بغداد 1228هـ، عزل عم 1232هـ ثم قتل، كان قد تمرد على أوامر السلطان العثماني.

(3) شهر حسين: 401، بغية النبلاء: 30، تاريخ العراق بين احتلالين: 6/222.

(4) اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث: 282 وللتفصيل راجع باب اضواء على مدينة الحسين فصل الحركة السياسية من هذه الموسوعة.  

(5) شهر حسين: 402 عن دوحة الوزراء في تاريخ الزوراء: 263.

(6) شهرحسين: 367وفي 371 أن الوهابية هاجمت كربلاء سنة 1223هـ.

(7) محمد حسين الاصفهاني الملقب بنظام الدولة تولى رئاسة الوزراء في عهد السلطان فتح علي القاجاري بعد ميرزا شفيع وذلك عام 1231هـ، ثم وليها ابنه أمين الدولة ثم ابراهيم الشيرازي حتى وفاة السلطان عام 1250هـ.

(8) الظاهر أنه أهدى لكل امام من أئمة العراق باباً، ثلاثة لسامراء ( مع سرادب الغيبة) وبابين للكاظمين ع واحدة للامام أمير المؤمنين ع وباباً لأبي الفضل=

 

(128)

 

 الحسينية المباركة وانتهى من ذلك عام 1239هـ(1).

        # وفي هذا العام أهدى الحاج محمد الاصفهاني(2) مصحفاً أثرياً يضم ترجمة لمعاني القرآن بالفارسية تاريخ كتابتها يعود الى عام 1088هـ وهو جميل ومنقوش(3).

        # وفي سنة 1232هـ أيضاً تم إنجاز ما بدأ به السلطان فتح علي من ترميم القبة وابدال صفائح الذهب المسودة(4) بصفائح أخرى من الذهب الخالص(5)  كما تمت الاصلاحيات التي قامت بها حرم السلطان فتح علي القاجاري من تذهيب الايوان القبلي من الروضة وفاء لنذر قطعته على نفسها عام 1229هـ(6).

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

= العباس ع ويظهر ما ورد في ماضي النجف وحاضرها: 1/77 ان الباب الوسطي في الطارمة من اهدائه، ولذلك نحتمل أن الابواب الكبرى هي من اهدائه.

(1) سيرة آل أسد خان: 10ـ

(2) محمد الأصفهاني: ولعل القصود هو محمد حسين الاصفهاني رئيس وزراء إيران في عهد فتح علي القاجاري، الذي سبقت ترجمته.

(3) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/24.

(4) جاء في تاريخچة  كربلاء: 84 نقلاً عن تحفة العالم « أنهم أصلحوا أحجار الذهب المسودة وعمروا بها قبة الكاظمين ع وجاء في مجلة سومر البغدادية:19/166، التاريخ: 1963م، « لما جدد هذا السلطان تذهيب قبة الحسين ع بكربلاء وبقي الذهب القديم زائداً عن الحاجة فنقل بفتوى شرعية الى الكاظمية حيث أعيد صقله وطليه على الطابوق المعد لهذا الغرض وأضيف اليه ما لزمت إضافته، وتم هذا التذهيب في سنة 1229هـ، كما تحكيه أبيات فارسية مثبتة على القبة الكاظمية، ومادة التاريخ: « كنبد موسى بن جعفر بجهان زرين شد» يعادل: « 76+ 116+ 52+ 353+ 61+ 267+ 304= 1229» ولا يخفى أن الألف  المقصورة في موسى تحسب ياءً عند الفرس.

(5) ترأث كربلاء: 45، تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 262، تاريخچه كربلاء: 84، وهناك من ذكر بأن الشباك الفضي جهز عام 1232هـ، وقد سبق أن بينا أن الصحيح هو ما ذكرناه في عام 1218هـ.

(6) شهر حسين: 401، وفي مدنية الحسين: 4/24 نقلاً عن ناسخ التواريخ مجلد تاريخ القاجارية نسب ذلك الى السلطان فتح علي نفسه.

(129)

 

        ويذكر بأن السيدة آسية حرم السلطان فتح علي القاجاري هرعت لنجدة كربلاء المقدسة فقامت بتعميرات واسعة في مختلف أرجاء المدينة والروضة الحسينية ورقع الدمار الذي عم العبتة المقدسة، ويقول الصالحي(1): « رأيت بعض صكوك الوقفية للدور التي اشترتها آسية ثم كتبت وقفيتها لبعض العلماء والمجتهدين والسادات المقيمن في الحائر»(2).

        ويذكر في وصف ماشيد ضمن تلك الاصلاحات ما يلي: لقد أكسيت جدران الطارمة القبلية للروضة الحسينية بارتفاع حوالى المترين بالرخام بينما أكسي مافوقه حتى السقف بالقاشاني المزخرف.

        وأما أيوان الذهب الذي يتوسط هذه الطارمة ويتوسطه الباب الكبير المؤدي الى الرواق القبلي فإن جدرانه من فوق الرخام مكسية بالذهب الابريز بأرتفاع يزيد على أربعة أمتار أي ما يوازي قمة قوس الباب، وزوق ركناه بالتآزير المبرومة والمكسية بالذهب حيث يرتكز على قاعدة بشكل مزهرية ذهبية ليصل الى مايوازي قمة قوس الباب، وأما ما يعلو ذلك فقد أكسي بالمرايا الجميلة وزين بالمقرنصات المتدلية المكسوة بالمرايا المختلفة الاحجام وزواياها مزينة بالتزاوير الزجاجية التي تبهر الناظر.

        وأما القسم العلوي الداخلي منها فمزين بمرايا داخل اطارات خشبية محكمة ومرصعة ترصيعاً هندسياً قل نظيره.

        وأما الباب القبلي فيتراجع نحو متر واحد(3) عن هذا الايوان ليشكل قوساً جميلاً يحتوي على مقرنصات هندسية متدلية مكسية بالذهب الخالص.

                أما الباب نفسه فمصنوع من الخشب الثمين المكسو بالفضة المزخرفة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الصالحي: هو عبدالحسين بن حسن الشهيدي البرغاني المولود عام 1354هـ في كربلاء، كاتب باحث، ومحقق فاضل، له من المؤلفات: الشيعة وأسس التشيع، غزوات الرسول في الكتاب والسنة، كربلاء في حاضرها وماضيها.

(2) رسالة الصالحي الى المؤلف، دائرة المعارف تشيع: 1/115، كربلاء في حاضرها وماضيها (مخطوط)

(3) ولعل الصحيح 70 سنتميتراً، كما سنتحدث عن أبعاد جزئيات الحرم الحسيني في الجزء الثاث من هذا الباب إن شاء الله تعالى.

(130)

 

ويبلغ ارتفاعه من أربعة أمتار(1) وعرضه حوالى المترين(2) وقد أجري لهذا الايوان اصلاحات عام 1372هـ سنأتي على ذكرها.

        ويذكر أن عدة اصلاحات(3) جرت بعد غارة الوهابيين والتي من جملتها ما قام بها الامير محمد علي القاجاري حيث عمر الحائر وزين الروضة الحسينية بجهود الشيخ جعفر(4) آل كاشف الغطاء(5).

        وحول إعمار فتح علي القاجاري للمرقد الحسيني يقول السماوي في أرجوزته:   

فانتهض الشاه له فتح علي            وارخص التبر لغالي العمل

وأنشأ الصندوق ساجاً ورقى                  وجعل الشباك فيه ورقا

والبس القبة ثوباً من ذهب             وصدر إيوان على البهو انتصب

                        ثم يقول :

وجد في تجديد ما قد نهبا              من الحسين وأخيه المجتبى

وثم ذا في الالف والمئتين                    ثم الثلاثين مع الثنتين

بمهمة الكاشف للغطاء                         جعفر في العلم وفي العطاء

فقد سعى قصداً الى طهران                   وجد للحسين في العمران

وطاف في طريقه يحرض                    على البناء من لديه عرض(6)

        ويظهر من كبلام السماوي في قوله: « جعل الشباك فيه ورقا» أنه قام بإهداء شبكة فضية لضريح الامام الحسين ع، أو بتغليفها بالفضة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جاء في مدينة الحسين: 1/51 أن ارتفاعه أربعة أمتار.

(2) راجع تاريخ مدينة الحسين: 1/51.

(3) جاء في مدينة الحسين: 1/39 « وفي عام 1232هـ أمر فتح علي القاجاري بصنع شباك من الفضة ونصبه فوق الضريح النحاسي، وتولى أساء الصندوق الخاتمي بالخشب الساج».

(4) جعفر كاشف الغطاء: هو ابن علي بن جعفر الكبير، ولد في النجف، وتوفي بها عام 1290هـ، من علماء الامايمة وادبائها المشهورين رثاه عدد كبير من الشعراء.

(5) تاريخچة كربلاء: 83، تراث كربلاء: 46، شهر حسين: 304، تاريخ كربلاء المعلى: 16.

(6) مجالي اللطف:2/43.

(131)

        # وفي هذا العام أي 1232هـ أهدى آغا علي(1) مصحفاً ثميناً الى المرقد الحسيني(2).

        # وفي هذا العام أيضاً تولى السيد عبدالوهاب(3) السدانة الحسينية بعد السيد محمد علي طعمة(4).

        # وبعد عام 1235هـ أرسل السيد حسين النقوي(5) مبلغاً مقداره ثلاثون الف روبية هندية لتذهب الايوان القبلي وتفضيض الباب في مشهد الامام الحسين ع بينما ارسل خمسين الفاً أخرى لتطهير نهر الحسينية وتولى الاشراف على ذلك السيد ابراهيم(6) القزويني(7).

        # وفي عام 1236هـ أهدت السيدة جهان بگم(8) مصحفاً أثرياً كتب في

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) آغا علي:

(2) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/24.

(3) عبدالوهاب: هو ابن محمد علي آل طعمة، كان أدارياً حكيماً وسياسياً وطنياً تولى حكومة كربلاء ونقابة الاشراف، كما تولى السدانة الحسينية بعد وفاة أبيه وله من العمر 16 سنة، الا أنه اضطر مغادرة كربلاء عام 1241هـ  في معركة المانخور، وكان ايضاً سادناً للروضة العباسية.

(4) مدينة الحسين: 1/78ــ 79، البيوتات العلوية في كربلاء: 1/26.

(5) حسين النقوي: هو حسين بن دلدار علي بن محمد معين اللكهنوي ( 1211ــ1273هـ) من أجلة علماء الحائر والهند، له من المؤلفات كتاب في الفقه وآخر في الكلام، وفي لتفسير أيضاً، له خدمات جليلية كأبيه بالنسبة الى المراقد المقدسة في العراق، ولقد أرسل مبلغ 150 الف روبية للشيخ محمد حسن صاحب الجواهر لأجل حفر نهر الى النجف، كما أرسل مبلغ خسمة آلاف روبية لتشييد مرقد مسلم ابن عقيل وهاني بن عروة، ومبالغ لتعمير الروضة العسكرية ومرقد الحر بن يزيد الرياحي والمرقد العباسي بكربلاء وسنأتي عليها في محلة ــ راجع مطلع الانوار: 155، وفي الأعيان سماه الامين بالخليل بن دلدار علي.

(6) إبراهيم القزويني: هو ابن باقر الموسوي الحائري (1204ــ 1262هـ) كان من أعلام الامامية وفقهائها البارزين من آثاره: ضوابط الاصول، من أنجازاته: بناء سور مدينة سامراء المقدسة.

(7) أعيان الشيعة: 6/355.

(8) جهان بگم: هي زبيدة بنت السلطان فتح علي القاجاري، وكانت شاعرة لبيبة تتخلص في شعرها بـ «جهان» تزوجت من نصرة الدولة علي خان وأنجبت له حسين =

(132)

ظهره انه بخط الامام أمير المؤمنين(1) علي ابن أبي طالب ع وخطه كوفي(2).

        # وفي سنة 1237هـ دخل حاكم كرمنشاه(3) محمد علي قاجار(4) العراق خلال حربه مع والي بغداد داود باشا(5) لنقضه المعاهدة المعقودة الزيارة، وفي خلال زيارتة هذه عقد معاهدة جديدة(6) والتي من بنودها الغاء الضربية العثمانية على الزائرين الايرانيين وحمايتهم(7).

        # وفي نفس السنة زار كربلاء الرحالة المعروف بالمنشىء البغدادي(8) وزار المرقد الحسيني ووصفه وكربلاء وصفاً جميلاً(9).

ـــــــــــــــــــــــــ

= خان والي كرمشاه، درست عندالشيخ العارف علي نقي الهمداني المتوفى عام 1297هـ في همدان، وسكنت بها مدة ستين سنة، توفيت حدود عام 1305هـ ، وقد تجاوز عمرها ثمانين عاماً.

(1) هكذا جاء في ظهر المصحف الا ان القاضي يشكك في ذلك ويقول: وهذا زعم تكذبه  أوراقه فإنها من كاغذ لا من ورق.

(2) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/24.

(3) كرمنشاه: مدينة في غرب إيران القريبة من الحدود العراقية وهي مركز محافظة باختران (كرمشاه).

(4) محمد علي قاجار: هو ابن السلطان فتح علي القاجاري السابق ذكر.

(5) داود باشا: كان گرجياً، عالم فاضل وأديب شاعر، عارف باللغة التركية والعربية والفارسية ولد عام 1188هـ وتوفي عام1267هـ ودفن بالبقيع، كان مقرباً عند السلاطين العثمانيين، وبعد من أكابر ولاة بغداد حيث وليها في فترة (1232ــ 1247هـ) تولى بعدها مجلس الشورى في الآستانة عام 1254هـ ثم ولاية أنقرة عام 1255هـ ثم مشيخة الحرم النبوي عام 1262هـ وبها توفي.

(6) وجاء في شهر حسين: 400أن والي بغداد طلب من علماء النجف وكربلاء للتوسط لدى حاكم كرمنشاه محمد علي قاجار لعقد صلح ثالث بينهما كي لا يدخل بغداد. وهناك شروط أخرى ذكرناها في هامش ترجمة الشيخ أحمد الكرمنشاهي. وللمزيد راجع باب أضواء على مدينة الحسين فصل الحركة السياسية من هذه الموسوعة.

(7) شهر حسين: 410، مدينة الحسين: 3/180.

(8) المنشىء البغدادية: هو محمد بن أحمد الحسيني.

(9) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 147، شهر حسين: 405، رحلة المنشىء=

(133)

        # وفي سنة 1238هـ كتب الخطاط محمد علي الاصفهاني(1) مصحفاً مزداناً بهوامش مزينة، كتب السطر الاول والاخير بماء الذهب بينما كتب السطر الوسط بماء الفضة وأما الاسطر العشرة فقد كتبها باللون الأسود وقد زين الصفحة الاولى والاخيرة بماء الذهب وجاء حجمه على 30x46 سم، وأهدي الى الحرم الحسيني الشريف(2).

        # وفي عام 1239هـ تم نصب الباب الفضي الذي تبرع به محمد حين خان الاصفهاني للرواق القبلي(3).

        # وفي سنة 1240هـ أهدى محمد ابراهيم بن اسماعيل الصحاف(4) مصحفاً فيه ترجمة فارسية، مجدلاً، حسن الخط باللون الأسود والأحمر(5).

        # وما بين سنة 1241ـ 1245هـ(6) حوصرت مدينة كربلاء من قبل الوالي داود باشا، وانتهى الحصار الى صلح بين أبناء البلدة والوالي لتسلم بذلك المراقد من الهدم والدمار(7).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

= البغدادي ترجمة عباس الغزاوي: 97.

(1) محمد علي الاصفهاني: جاء في ترجمته أنه اختص بالملوك القاجارية الذين انقرض ملكهم عام 1343هـ، وله خدمات في العتبات المقدسة بالعراق وله في بعض أواوينها كتابة ورد اسمه عام 1243هـ كما في تاريخ هنرهاي ملي وهنرمندان إيراني: 662.

(2) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/22.

(3) راجع عام 1231هـ.

(4) محمد إبراهيم بن إسماعيل الصحاف.

(5) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/24.

(6) وجاء في موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 129 نقلاً عن كتاب نزهة الاخوان في واقعة بلد المقتول العطشان «وكان مبدأ العصيان سنة 1241هـ ودام الى المحرم سنة 1242هـ» وقد سميت الواقعة بحادثة المناخور، وللتفصيل راجع باب أضواء على مدينة الحسين فصل الحركة السياسية من هذه الموسوعة.

(7) تاريخچة كربلاء: 123، مجالي اللطف: 2/58، تاريخ كربلاء المعلى: 22، بغية النبلاء: 41، وفي موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 129 وفي 320عن تقرير السيدة بيل « إن ملك أوده غازي الدين حيدر كان أوقف مبلغ قدره =

(134)

 

        # وفيها أوقف أسعد(1) ثالثة مصاحف أثرية على الروضة الحسينية، كل صفحاتها الأولى مزينة بالنقوش الجميلة والألوان المختلفة ومكتوبة بماء الذهب(2).

        # وفي هذه السنة تولى السيد محمد علي أبو الردن(3) سدانة الروضة الحسينية(4).

        # وفي هذه السنة أوقف محمد جعفر آقا بابا(5) مصحفاً ثميناً ألحق بآخرة ثلاث وثلاثين صفحة من الادعية المأثورة(6).

        # وفي سنة 1242هـ أهدت السيدة خير النساء(7) مصحفاً مزيناً ومجدلاً كتبت لفظة الجلالة فيه بماء الذهب(8).

        # وفي أواخر هذا العام صدر قرار من والي بغداد داود باشا بإسناد سدانة الروضة الحسينية الى السيد أحمد(9) الجد الأعلى للسادة جلوخان الا أنه اعرض عن ذلك لمعرفته بأن القرار إنما صدر لأجل الايقاع بينه وبين السادن السيد محمد علي أبو الردن(10).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

= (121000) روبية في السنة لتصرف الى مستحقيها في المدينتين» ـ أي كربلاء والنجف ـ وللعلم أن غازي الدين حيدر حكم ما بين 1242ـ 1253هـ.

(1) أسعد.

(2) مجلة المجمع العلمي العراقي البغداية: 6/21.

(3) محمد علي أبو الردن: هو ابن موسى الفائزي، تولى أمر السدانة نيابة عن السيد عبدالوهاب عندما هرب في حادثة المناخور ليرجعها بعد ذلك.

(4) مدينة الحسين: 1/79، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 211.

(5) محمد جعفر آقا بابا: هناك شخصية باسم محمد جعفر بن محمد إبراهيم كان حياً عام 1224هـ ، كان من الخطاطين للقرآن الشريف، اختص بخط النسخ والنستعليق ـ راجع فهرست قرآنهاي خطي كتابخانة سلطنتي: 95.

(6) مجلة المجمع اعلمي العراقي البغدادية: 6/23.

(7) السيدة خير نساء.

(8) مجلة المجتمع العلمي العراقي البغدادية: 6/24.

(9) السيد أحمد: هو ابن محمد بن مصطفى بن محسن الموسوي، لقبه الوالي بالجبلي.

(10) راجع مدينة الحسين: 4/15.

(135)

 

        # وفي عام 1243هـ اوقف السلطان فتح علي القاجاري مصحفين أثريين على مرقد الامام الحسين ع كلاهما فيهما نقوش وتزيينات وفيهما تفسير فارسي بخط أحمر اللون أحدهما بخط الخطاط غلام حسين بن محمد جعفر(1) والتفسير جاء بين الأسطر(2).

        # وفي عام 1244هـ تولى السيد حسين آل دراج(3) السدانة الحسينية خلفاً للسيد علي أبو الردن(4).

        # وفيه أيضاً سكن القائد القاجاري محمد حسن خانة وشقيقه(5) محمد حسين خان كربلاء، ومنذ وصولهما اليها وحتى وفاتهما بها صرفا مبالغ كبيرة على المعالم العلمية والدينية لهذه المدينة بما فيها الروضة الحسينية(6).

        # وفي عام 1245هـ اهدى آغا محمد گل چلبي(7) مصحفاً ثميناً خطه أسود جلي وفيه ترجمة فارسية كتبت تحت الآيات بخط أحمر مجدول، وفيه

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) غلام حسين بن محمد جعفر: لعله هو ابن محمد جعفر بن محمد إبراهيم الخطاط الايراني الذي سبق ذكره.

(2) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/20.

(3) حسين آل دراج: هو ابن مرتضى بن محمد علي بن مرتضى، كان جده محمد الدراج نقيب الاشراف على عهد السلطان عباس الصفوي عام 1032هـ ، تولى زعامة كربلاء بعد عودته من الأسر حيث كان من جملة الاسرى في واقعة المناخور، توفي عام 1247هـ بالطاعون.

(4) شهر حسين: 477.

(5) محمد حسن خان: الملقب بـ «ساري اصلان» اختلف مع نجل السلطان القاجاري عباس ميرزا بعد حربهم مع روسيا على تقسيم  الغنائم وعلى أثره اعتزل القيادة العسكرية وسكن كربلاء عام 1244هـ وكان أخوه هو الآخر من قواد الجيش فالتحق به فتوفي هو عام 1265هـ بينما توفي أخوه محمد حسين عام 1256هـ، وقد أعادا تشييد مدرسة حسن خان وشيدا مسجد حسن خان ومقبرة لهما عند باب الشهداء.

(6) راجع مدينة الحسين: 4/15.

(7) آغا محمد گلي چلبي: لعله هو الذي كان تلميذاً للخطاط والحافظ التركي المعروف عثمان بن علي الذي كان معلماً للسلطان أحمد الثاني العثماني المتوفى عام 1106هـ.

(136)

شيء من التحلية والتزيين(1).

        # وفيه زار قبر الامام الحسين ع الوزير اللكهنوي جلال الدولة(2) برفقة  جمع كبير من رجال الدولة وأتباعه، وقدموا النذور والهدايا للمرقد الحسيني، ومدوا يد العون لذوي الحاجة من خدمة الورضتين الحسينية والعباسية(3).

        # وفي عام 1247هـ أوقف نواب رمضان علي خان(4) مصحفين قيمين للروضة الحسينية المباركة كلاهما يحتويان على تفسير فارسي أولهما بخط محمد نظام الكازروني(5) والصفحتان الأولى والثانية وكذلك الصفحة الأخيرة منه محلاة بماء الذهب ومزينة بنقوش جميلة، وأما الثاني: فالصفحتان الأوليتان منه مكتوبتان بماء الذهب، وقد جاء التفسير في كليهما بين أسطر القرآن وكل صفحة في الأول تحتوي على 14 سطراً بينما صفحات الثاني تحتوي على 12 سطراً(6).

        # وفي هذا العام تولى السيد عبدالوهاب ثانية السدانة بعد أن عاد الى البلدة وتوفي السيد محمد علي أبو ردن(7).

            # وقبل عام 1250هـ قامت السيد جان القاجارية(8) بصرف مبالغ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/24.

(2) جلالة الدولة: هو مهدي علي خان بن حيدر محمد مقيم اللكهنوي شقيق السلطان آصف الدولة يحيى المتوفى عام 1212هـ رابع سلاطين مملكة أوده في الهند والتي كانت عاصمتها مدينة لكهنو الشهيرة.

(3) راجع مدينة الحسين: 4/16.

(4) نواب رمضان علي خان:

(5) الخطاط محمد نظام الكازروني: مضت ترجمته.

(6) مجلة المجمع العلمي العراقي البغدادية: 6/20.

(7) راجع مدينة الحسين:1/80، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 212، البيوتات العلوية في كربلاء: 26.

(8) جان القاجارية: هي كبرى بنات السلطان فتح علي القاجاري (1212ــ 1250هـ) من زوجته الأولى بدرجهان بنت محمد جعفر العرب حاكم بسطام والتي كانت حية عام 1220هـ، والسيدة جان كانت قد تتلمذت على فضلاء وعلماء طهران وكانت محبة للخير والعلم توفيت بعد عام 1250هـ.

(137)

طائلة على الروضة الحسينية وسائر العتبات المقدسة في العراق، كما أنشات داراً للضيافة في الروضة الحسينية المشرفة وعينت رواتب شهرية للمجاورين لمرقد أبي عبدالله الحسين ع من طلاب العلوم الدينية(1).

        هذا وقد وصف السماوي أضوية الحرم الحسيني قبل الغزو الوهابي ثم ما قام به السلطان فتح علي القاجاري بقوله:

وكانت الأنوارُ والشٌموعُ               تضوءُ في الروضة أو تضوعُ

والزيت زيت الشام وهو والراقي             يُشعلُ بالقنديل في الوراقِ

وكان در الوقف في ذاك الزمن               ينصب في الضيا وفي باقي المؤنْ

ثم أتى الشمع له الكافوري                     يفيض في الكثرة والوفورِ

أُزهر في قوامه وشكلهِ                        وشارك العسال ماضي نصله

فاستعملوا له الثريات الجدد                    ذوات أكوس لطاف وعدد

ملونات أبيضاً وأحمرا                 مذهبات بالشفاهِ والعرى

إذا رآها المرءُ ذو التنبيه              قال على التخبيل والتشبيه

كأنها أجنحة الطاووس                أو أنها النجوم في أفلاكها

أو أنها اللؤلؤ في أسلاكها             أو أنها النجوم في أفلاكها

حتى اذا جرى القضا بما جرى               وانتشرت بكف جاف أحقرا

انتفض الفتح على البعد بما جرى             وجدد الذي تدعى وذهب

وزان بالبناء والفراش                 وبالضيا الطلق والرياش(2)

        # أيضاً قبل 1250هـ قام السيد كاظم الرشتي(3) بتجديد أنشاء المسجد الواقع في الجهة الشرقية من الصحن الحسيني الشريف، ويذكر أنه

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) مستدرك أعيان الشيعة: 5/99.

(2) مجالي اللطف: 1/51.

(3) كاظم الرشتي: هو ابن قاسم الحسيني الحائري المتوفى عام 1259هـ، من علما الامايمة ، كانت له آراء فلسفية تفرد بها، نسبت اليه الشيخية الكشفية، خلقه ابنه السيد أحمد، له مؤلفات جمة منها: اللوامع الحسينية، الحجة البالغة.

(138)

 

        كان من تبراعات السيدة مها(1) القاجارية(2).

        # وفي سنة 1250هـ قدم السلطان فتح علي القاجاري وأسرته اصلاحات واسعة لمدينة كربلاء المقدسة عبر الصدر الأعظم إبراهيم(3) خان الشيرازي(4).

        # وفي هذه السنة أيضاً أمرت زوجة(5) السلطان فتح علي القاجاري بتذهيب قاعدتي المئذنتين في الحرم الحسيني(6) وقد تبرعت بتكاليف ذلك من مالها الخاص.

        # وفي هذه السنة زار المرقد الحسيني نظام الدولة(7) وصرف مبالغ جمة لأنشاء بعض المرافق في جوار الروضة الحسينية(8) كما أوقف مزرعة وجعل من جملة مصروفاتها اطعام الفقراء الزائرين لقبر الامام الحسين ع(9).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مها القاجارية: هي زوجة السلطان محمد الثاني ابن عباس ميرزا بن فتح علي القاجاري، ثالث سلاطين الدولة القاجارية والذي حكم ما بين عامي (1212ــ 1250هـ) وحكم بعده ابنه ناصر الدين.

(2) تراث كربلاء: 27، بغية النبلاء: 99، مدينة الحسين: 4/90، ولعله المسجد الذي عرف فيما بعد بمسجد السنة ثم القمية.

(3) إبراهيم خان الشيرازي: كان على عهد السلطان فتح علي القاجاري (1212ــ 1250هـ) رئيساً للوزراء حيث تولى قبله ميرزا شفيع المتوفى 1234هـ ومحمد حسين خان الاصفهاني نظام الدولة وابنه أمين الدولة.

(4) تاريخ مرقد الحسين ولعباس: 91، وفيه جاء أنه جاء أنه بنى قبتي الحسين والعباس ع وذهبهما ولكن الصحيح أن زوجته ذهبت قاعدتي المئذنتين.

(5) الظاهر أن هذه السيدة غير السيدة آسية، ولعلها زوجته الثانية.

(6) تاريخچة كربلاء: 84 عن ناسخ التواريخ قسم تاريخ القاجارية: 479.

(7) نظام الدولة: هو سليمان خان الافشاري قائد قوات الحكومة الايارنية القاجارية، وكان على علاقة مع السيد كاظم الرشتي فتأثر في هذه السفرة بآرائه، وقد وصى أن يدفن في الحسينية التي بناها في كربلاء.

(8) مدينة الحسين: 4/51.

(9) يذكر مؤلف مدينة الحسين أنه خصصها للكشفيين الزائرين دون غيرهم.

(139)