تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

 

 ص69                                                                                                                                                                                                                                                     ش 169

                                                                                                                                                                                                                                                        (7)

منمنة للمشهد الحسيني بريشة رسا تركي لعام 940هـ(1)

كما في كتاب تواريخ آل عثمان في بيان خدمات السلطان

سليمان القانوني في سفرة الى العراق، صفحة: 626

 

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ولا يخفى أن زيارة السلطان سليمان القانوني للعبتة الحسينية كانت في عام 941هـ كما هو مبين في أعلاه.

        ومما تجدر الاشارة اليه أن هذا الرسم لا ينطبق مع الواقع الذي هو مشيد على قبر الامام الحسين ع، حتى في تلك الفترة الزمنية، ولعله من وحي الخيال المندمج مع النمط الذي كان متعارفاً في بلد الرسام والذي هو من البلدان التي كان العثمانيون قد اشأوا بها مبانيهم العمراينة.

(69)

 

        ش 170

    ص70    (8)

منمنمة أخرى للمشهد الحسيني والأبنية المجاورة لها ــ كما في كتاب تواريخ آل عثمان، الصفحة: 630

        # ولما كانت سنة 941هـ وفي الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى قام السلطان سليمان القانوني(1) بزيارة كربلاء المقدسة فلما وصل تل

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سليمان القانوني: هو سليمان الأول ابن سليم الأول ابن بايزيد الثاني عشر من سلاطين العثمانيين حكم مابين عام 926و 974هـ، كان همه أن يقوم بأعمال إصلاحية أكثر مما قام به الملوك الصفوية لامالة قلوب الشيعة إليه بعدما اضطهدهم أبوه السلطان سليم العثماني.

 (70)

مرعز(1) القريب من كربلاء وتراءى له مرقد الامام الحسين ع نزل من على فرسه فسئل عن سبب ذلك فقال ما أن رايت القبة الا وأخذتني الرعشة فلم أقو على البقاء راكباً، فقيل له إن المسافة بيننا وبين كربلاء كثيرة(2) يصعب طيها مشياً فقال: استخيروا لي بالقرآن فاستخاروا فجاءت الآية: ( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى)(3) فطوى المسافة من تلك مرعز ماشياً أحياناً وراكباً أخرى الى أن وصل الى الروضة الشريفة فجعل يترنم ــ من الطويل ـ :

أذا نحن زوناها وجدنا نسيمها                  يفوح لنا كالعنبر المتنفس

ونمشي حفاة في ثراها تأدباً           ترى أننا نمشي بوادِ مقدس(4)

        ثم دخل الروضة وأدى مناسك الزيارة بمراسيمها ووزع الهدايا(5) على

ـــــــــــــــــــــ

(1) تل مرعز: منطقة مرتفعة تقع على بعد 18 كيلومتراً من كربلاء في أراضي بكيرة ـ من جهة الشمال ـ وكان يوجد على التل حجر نقش عليه بالخط الكوفي زيارة الوارث، وكان الزوار لما يصلوا الى هذا المكان يقع نظرهم على قبة الامام الحسين عليه اللسلام وأخيه أبي الفضل العباس ع فكانوا من شدة فرحهم للتوفيق لزيارة الامام الحسين ع يتصدقون على الفقراء بما يقال بالفارسية «گنبذ نما» ويقرأون زيارة الوارث ــ راجع مدينة الحسين: 3/22ـ.

(2) المسافة: سبق وقلنا أنها كانت ثمانية عشر كيلومتراً.

(3) سورة طه، الآية: 12.

(4) ولا يخفى أن السيد جعفر بحر العلوم ذكر البيتين والقصة بالاجمال في كتابة تحفة العالم: 1/265 إنما كانت زيارته للنجف الأشرف وذكر بعد البيتين أنهم ذكروا له قصة مرة بن قيس فأنشد:

تزاحم تيجان الملوك ببابه             ويكثر عند الاستلام ازدحامها

إذا ما راته من بعبد ترجلت           واذا هي لم تفعل ترجل هامها

        ولكن من تحديد المنطقة بتل مرعز يدل على أن القصة كانت عند زيارته لكربلاء، ولعلا حدثت معه لدى زيارته لكل من كربلاء والنجف فوقع الخلط في النقل، أو لعل ألامر كان سياسياً فحدث لكل بلدت قصة لتقريبه وتحببيه الى القلوب والله العالم، والرواية أيضاً تقول: إنه زار المشهدين العظيمين أمير المؤمنين عليه السلام وأبي عبدالله الحسين ع واستمد من روحهما.

(5) كان اغلب الملوك والوزراء والأمراء الذين يزرون المراقد المقدسة في العراق أو في غيرها يقدمون الهدايا للمراقد أنفسها ولسدنة المراقد، وللخدم، وللعلماء وطلاب العلوم الدينية المجاورين.

(71)

 

المجاروين(1) بعدما اضطهدهم أبوه السلطان سليم(2) ولذا لما شاهد أن النهر الذي يروي مدينة الحسين عليه السلام يحتاج الى الاصلاح أمر بتوسيعه وكريه وتنظيفه وتعميقه، ويما أن مياه الفيضانات كانت تغمر المدينة باستمرار فإنه أمر بإنشاء سد السليمانية الذي لا زال يدعى بـ (روف السليمانية)(3)

                ش171

 ص72               (9)

منمنة للمشهد بريشة وسام تركي لدى زيارة السلطان سليمان القانوني عام 941هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)  شهر حسين: 301، مدينة الحسين: 3/21.

(2) سليم: هو سليم الأول بن بايزيد الثاني، تاسع السلاطين العثمانين حكم ما بين 918ــ 926هـ.

(3) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 257.

(72)

 

فتحسنت المدينة وجعلت مياه الفرات تنساب إليها عبر النهر الذي وسعه(1) والذي سمي باسمه آنذاك ثم اطلق عليه أخيراً نهر الحسينية(2) كما جدد القبة الحسينية والمئذنتين(3) وأنعم على خدمة الروضتين والسكان(4).

        # وفي عام 953هـ زار الوالي إياس باشا العثماني(5) المرقد الحسيني(6).

        # وفي عام 957هـ نقل جثمان طاهرشاه الانجداني(7) من الدكن(8) الى كربلاء ليدفن بجوار الامام الحسين ع في الروضة الشريفة وارسل مع الجثمان كثير من الهدايا الثمينة والسيوف المذهبة للروضة المقدسة(9).

        # كما تبرع السلطان نظامشاهي(10) بقطع كثيرة من الطنافس الحريرية

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) ولعل هذا النهر هو الذي حفره السلطان إسماعيل الصفوي كما في تاريخچة كربلاء: 78.

(2) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 265 بتصرف.

(3) العراق قديماً وحديثاً: 128.

(4) تراث كربلاء: 81، گلشن خلفا: 200 راجع مدينة الحسين: 3/21، عن شاهان در كربلاء معلى.

(5) أياس باشا: أصله ألباني، تخرج من البلاط العثماني ونال درجة الأمراء، ولي بغداد عام 952هـ وولي الوزارة في العراق بعد أحداث البصرة وأعادها الى حكم العثمانيين، وولي ديار بكر ثم أرض روم، توفي عام 967هـ في استامبول.

(6) مدينة الحسين: 3/30 عن مجلة لغة العرب العدد الرابع سنة 1937م مقال ليعقوب سركيس.

(7) طاهر شاه الأنجداني: من الهاشمين الذين يعزى اليهم المذهب الاسماعلي من أهل أنجدان من أعمال قم، ولد في همدان، واستوطن كاشان، كان يرشد الناس به، فلما ضايقته السلطات آنذاك ترك البلاد ليسكن مدينة دكن في الهند، وفيها تمكن من أن يوثر على السلطان النظامشاهي ــ الذي يعتقد بأنه هو البرهان الأول ابن أحمدــ ليستبصر، وبذلك اصبح السلطان من الشيعة وعمد السلطان الى العمل على استبصار أهل تلك الديار، وتوفي السيد طاهر شاه عام 956هـ فحمل جثمانه بوصية منه الى كربلاء.

(8) الدكن: بلاد جبلية في جنوب الهند دخلها المسلمون عام 906هـ كسبت شهرة كبرى لحكم عدد من السلالات الاسلامية فيها، من أهم مدنها: حيدر آباد، بنغالو، نغبور، الواي، وبونا، كان لها دور في الحضارة والعلوم الاسلامية.

(9) مدينة الحسين: 1/36ـ 37، عراق وإيران للسيد علي خان.

(10) السلطان النظامشاهي: نرجح أن يكون السلطان برهان الأول ابن أحمد الأول ابن نظام =

(73)

والمجوهرات الثمينة وكمية من الاواني الذهبية والقناديل الى الروضة الحسينية واعطى السدنة والعلويين والمستحقين هدايا كثيرة(1).

        # وفي حدود 960هـ تولى الشاعر الفضولي(2) إنارة مرقد الامام الحسين ع وذلك في أواخر عمره حيث توفي عام 963هـ(3).

        # وفي سنة 961هـ زار الرحالة سيدي علي الرئيس(4) مرقد الامام الحسين والشهداء والحر بن يزيد الرياحي(5).

        # وفي عام 963هـ وبالتحديد قبل شهر شوال تسلم الشيخ شمس الدين بن شجاع(9) السدانة الحسينية(10).

ـــــــــــــــــــــــــ

= شاه أي حفيد مؤسس الدولة النظامشاهية في الهند والتي كانت عاصمتها أحمد نگر، تولى الأمر بعد أبيه عام 914هـ وتوفي عام 961هـ وولي الأمر بعده ابنه حسين.

(1) مدينة الحسين: 1/36.

(2) الفضولي: هو محمد بن سليمان من شعراء كربلاء المتصوفة والعارف المتألة، ولد عام 894هـ في كربلاء، نظم بالعربية والفارسية والتركية، له ديوان شعر عرفف باسمه، دفن في مقبرة الدده في الصحن الحسيني الشريف.

(3) راجع ترجمته في معجم الشعراء الناظمين في الحسين من هده الموسوعة.

(4) سيدي علي: قائد بحري ورحالة مشهور عارف بأمور البحرية، كاتب وشاعر لقب بالرئيس وأيضاً بـ (الكاتب الورمي) له كتاب مرآة الممالك وهو كتاب لرحلة تركية قام بها وفيها حوادث كثيرة عن العراق وبيان عن المشاهد وعن الطرق التي مربها.

(5) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 112، تاريخ العراق بين احتلالين: 4/73.

(6) تكية: هي الخانقاه، مركز ياوي اليه الصوفيون لممارسة طقوسهم فيه.

(7) الطريقة البكتاشية: وهي أحدى الطرق الصوفية الخمس الرئيسية، أنشأها الحاج محمد بكتاش الموسوي المتتوفى عام 738هـ، وللتفصيل راجع (حركة التصوف، من فصل النهضة الفكرية ــ باب أضواء على مدينة الحسين من هذه الموسوعة).

(8) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 113، تاريخ العراق بين احتلالين: 4/155.

(9) شمس الدين بن شجاع: الحائري القاضي الأسدي توفي عام 990هـ، كان عالماً فاضلاً أجازه الشهيد الثاني وقد كانت توليته للخزانة الحسينية في شهر شوال كما في شهر الحسين.

(10) شهر حسين: 445، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 209، وفيهما أنه وصف =

(74)

        # وفي عام 966هـ نقل رفات السلطان برهان الأول النظامشاهي(1) الى الحائر ودفن في الروضة الحسينية المطهرة كما نقل معه رفات والده السلطان أحمد الأول(2) وكانت لهم خدمات للمرقد الحسيني المطهر.

        # ولما كانت سنة 980هـ زاربغداد ثانية الملك طهماسب وعقد مع العثمانيين معاهدة صلح(3) ثم زار العتبة الحسينية المقدسة(4) وقام بتجديد بناء المرقد الحسيني وتوسعة فوسع المسجد الواقع شمال القبر المقدس والذي بناه عمران بن شاهين(5) وأضاف اليه الرواق الذي يليه من جهة الشمال وقد عرف فيما بعد بـ (رواق الشاه) كما وسع الصحن الشريف من جهة الشمال فأصبح الصحن مفتوحاً على بعضه ثم قام بتعميير وترميم منارة العبد(6).

ـــــــــــــــــــــــــــ

= بالقاضي والحائري وأنه من بني أسد وفي مدينة الحسين: 1/76 أنه شمس الدين ابن ناصر الدين بن عبدالله بن حمود، مدفون بكربلاء، وفي الأسر الحاكمة ورجال الإدارة والقضاء في العراق: 364«أنه تولى سدانة الروضتين الحسينية والعباسية».

(1) برهان الأول: هو ابن أحمد الأول ثاني ملوك النظامشاهية في الهند التي كانت تحكم من أحمد نگر، مابين عام 914ـ 961هـ.

(2) أحمد الاول: هو ابن نظام شاه مؤسس الدولة النظامشاهية في الهند وقد اتخذ أحمد نگر عاصمة ملكه، حكم عام 896هـ وحتى عام 914هـ.

(3) إن معاهدات الصلح واحوال الصراع مدونة بإسهاب في التاريخ العثماني الايراني العام تعرف مراحلها الرئيسية بصلح عام 963هـ الذي ستقام مدة عشرين عاماً وبهدنة عام 986هـ التي نقضت بسرعة بصلح عام 999هـ الذي طال أمده حتى عام 1012هـ وأعقبت ذلك خصومات جديدة دامت حتى عام 1027هـ.

(4) شهر حسين: 304.

(5) عمران بن شاهين: أمير من أمراء دبيس من أرض البطائح بجنوب العراق، توفي عام 369هـ.

(6) تاريخچة كربلاء: 73 وفيه أن بعضهم نسب هذه الابنية والتوسع الى صفي الدين ابن وسام ميرزا الدي حكم سنة 1038هـ ولكن الصحيح ما نقلناه استناداً الى ما ذكره الشيخ يوسف البحراني في كتابة الحدائق الناضرة: 11/465 عند التحدث عن الحائر حيث يدعي أن هذه الأبنية بنيت قبل مائتين سنة وقد توفي البحراني عام 1186هـ وهو يوافق زمن حكومة طهماسب الاول لا صفي الدين كما ادعى جماعة منهم المستر لونگريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق المترجم من قبل الاستاذ جعفر الخياط، وقال عباس العزاوي في كتابه العراق بين احتلالين، إن=

(75)

        يبدو أن في هذه التوسعة الشمالية ادخل جانباً من المدرسة العضدية الثانية في الصحن الشريف(1).

        ويشير البحراني(2) الى تشييد المسجد الشمالي في الروضة بقوله:« إن هذا المسجد الجامع الموجود في ظهر القبة السامية لم يكن من قبل وانما أحدث في مايقرب من مائتي سنة(3) ولما احدثوه أخروا جدار الصحن من تلك الجهة لتتسع مثل باقي جهاته»(4). ويقول المجلسي(5) المتقدم عليه: « والأظهر عندي أنه ـ اي الحائرـ مجموع الصحن القديم لا ما تجدد منه في الدولة العلية الصفوية، والذي يظهر لي من القرائن وسمعته من مشايح تلك البلاد أنه لم يتغير الصحن من جهة القبلة ولك ما انخفض من الصحن وما دخل يه من العمارات فهو الصحن القديم، وما ارتفع فهو خارج منه ولعلهم إنما تركوه كذلك ليمتاز القديم عن الجديد(6).

        # وفي هذا العام أيضاً قام حسن البغدادي(7) بتذهيب المرقد

ـــــــــــــــــــــــــ

= تعمير مئذنة العبد كان على يد الوالي العثماني علي باشا الواند زاده عام 982هـ.

(1) مدينة الحسين: 3/29.

(2) البحراني: هو يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الدرازي، توفي في كربلاء يوم السبت 4 ربيع الأول 1186هـ، من أعلام الامامية وفقهائها، وله عدة مؤلفات: منها لؤلؤة البحرين، الحدائق الناضرة.

(3) بما أن كلام الشيخ البحراني كان قبل  وفاته ببضع سنين وتحدث عن مائتي سنة قبل ذلك فحديثه يصدق على أيام اسلطان طهماسب وابنه، والذي بدأ الأب بتوسيع مسجد شاهين والرواق الشمالي وتوسيع الصحن من تلك الجهة ثم أكمله الابن.

(4) الحدائق الناضرة: 11/465 حيث يناقش كلام المجلسي في ذلك ويقول قبل النص الذي ذكرناه في المتن: « وقد أخبرني من أثق به من علماء تلك البلدة وسكنة ذلك المكان منذ مدة من الزمان لما تشرف بتقبيل تلك الأعتاب وفاوضته في كلام شيخنا المذكور ـ المجلسي ـ ونقله التغير في الصحن في دبر القبلة فقال إن سبب ذلك....» .

(5) المجلسي: هو محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1037ـ 1111هـ) من أعلام الامامية اشتهر بموسوعته بحار الأنوار التي تقع في (111) مجلداً بالطبعة الحديثة، وله العديد من المؤلفات منها: مرآة العقول، حلية المتقين.

(6) بحار الأنوار: 86/89.

(7) حسن البغدادي: كان أصله من بغداد الا أن أحد أجداده سكن تبريز فولد بها ونشأ =

(76)

 

الحسيني(1) والقبة الشريفة، وكتب في الروضة تأريخهاـ من الرمل ـ:

بود چون توفيق نقاش أزل            شد تمام أين طرح ونقش ازكلك من(2)

خواستم ازهاتفى تاريخ گفت(3)                نقش كرد اين قبة زيبا حسن(4)

        # وفي عام 982هـ أنهى 982هـ أنهى الملك طهماسب أعمال ترميم منارة العبد فأرخ الترميم بالفارسية ـ ربما عندما زار المرقد الحسيني ــ بـ «انگشت يار» وبالعربية بـ «خنصر الأحب»(5) والى هذين التأريخين وعمارة المئذنة يشير السماوي بقوله:

ثم تداعى ضاهر المناره               للعبد واستدعى لهُ عماره

فمد كفيه له طهماسب         وعمرت بما لها يناسبْ

وارخت ما بين عجم وعرب(6)               أنگشت يار تعني(7) خنصر الأحب(8)

        # ومن الجدير ذكره أنه في هذه السنة(9) عمر السلطان مراد

ــــــــــــــــــــــ

= على ولاية أهل البيت ع ، ولع بالخط والنقش والرسم حتى أصبح أشهرهم في القرن العاشر الهجري فقربه السلطان طهماسب.

(1) الظاهر أنه كان بأمر الملك طهماسب الصفوي، والبغدادي إنما هو فني أجري على يده هذا العمل الشريف، والمراد بتذهيب المرقد الحسيني بعض ما عمل في داخل الروضة.

(2) كذا جاء العجز في الاصل الا أنه لا يستقيم وزنه الا بالتقديم والتاخيركأن يقول: « شد تمام نقش كرد ابن قبه زيبا حسن» يعادل « 450+ 222+ 61+ 107+ 20+ 117+ 978» ويبدو أنه بدأ عام 978هـ وانتهى منه عام 980هـ.

(3) قوله: « نقش كرد إين قبه زيبا حسن» يعادل « 450+222+ 61+107+ 20+ 118+ 978» ويبدو أنه بدأ عام 978هـ وانتهى منه عام 980هـ.

(4) تارخچه كربلاء: 150 وترجمة الأبيات جاءت كالتالي: « هو من توفيق ــ الله ـ المصور القديم»، «بقلمي تم تخطيط وعمل هذا البناء»، « طلبت من الغيب تأريخه فقال:»، « خط هذه القبة الجميلة ـ حسن».

(5) جاء في كتاب شهر حسين: 305 « خنصر المحب» ولاشك أنه تصحيف لعدم تطابقة مع التأريخ حيث أنه يعادل«1021».

(6) قوله: « انگشت يار» يعادل «771+ 211= 982».

(7) قوله: « خنصر الاحب» يعادل «940+ 42= 982».

(8) مجالي اللطف: 2/42.

(9) جاء في المدينة الحسين: 3/31 أن الاعمار كان عام 931هـ الا أنه لايطابق التأريخ الشعري الذي ذكره كما لايطابق مع حكومة مراد الثالث كما لا يوافق حكومة مراد

(77)

 

 الثالث(1) مئذنة الروضة الحسينية عبر والي بغداد علي باشا الوند(2) الذي زار مرقد الامام وأغدق على المجاورين(3) وقام بتجصيص القبة المنورة واستحكامها وترميمها فأنشاً بعض شعراء الفرس أبياتاً في تأريخه(4)ـ من الوافرـ:

بحمدالله كه أز عون إلهي      نموده خدمت شاه شهيدانْ

شه كشور ستان خاقان أعظم         مراد بن سليم بن سليمان(5)

                        الى أن يقول:

بنهْ(شمعي برانْ مرقدْ)(6) كه يابي            مراد أز مرقد باكَ شهيدانْ(7)

 

ــــــــــــــــــــــــ

= الثاني أو الرابع والصحيح ما أثبتناه.

(1) مراد الثاث: هو ابن سليم الثاني، سلطان عثماني ولد في سنة 953هـ وتوفي سنة 1004هـ، وتولى الحكم عام 982هـ انتصر على الايرانيين في حربه معهم عام 984هـ.

(2) علي باشا الوند: الوند زاده والي عثماني حكم بغداد من عام 982هـ ولغاية 999هـ نشأ في سلك الأمراء وولي بغداد إثر جلوس السلطان مراد الثالث على كرسي الحكم، توفي في بغداد عام 1007هـ بعد شهرين من توليه ولايتها مرة أخرى، وكانت ولايته بالتوافق مع السلطات الايراينة.

(3) شهر حسين: 305 عن كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق: 50، تاريخ العراق بين احتلالين: 4/116.

(4) شهر حسين: 304.

(5) ترجمة البيتين هي: « بحمد الله وعون الله قام بخدمة سيد الشهداء»: «ملك البلاد السلطن الأعظم مراد بن سليم بن سليمان».

(6) قوله ( شمعي بران مرقد) يعادل « 420+ 202+ 51+ 344= 1017» وهو لا يطابق سنة 982هـ ومن الغريب أن في المصدر أنه يعادل عام 976هـ، هذا وقد نقلنا جميع الأشعار في باب الشعر من ديوان الشعر الفارسي من هذه الموسوعة.

(7) شهر حسين: 303، وترجمة البيت:

ضع شمعة على ذلك المرقد حتى تنال         المراد من المرقد المطهر للشهداء

        والمراد بـ « ضع شمعة» أي أوقد شمعة، وجاء في مدينة الحسين: 3/32 البيت الأخير هكذا:

ضعيفي سال تاريخش رقم زد:               ازان مرقد يكي ميكرد نقصان

        فقوله: « ازان مرقد يكي نقصان» يعادل: « 8+ 51+ 40+ 274+ 791= 1008»

(78)

 

        # وفي عام 983هـ انتهى(1) علي باشا الوند من تعمير قبة مرقد الامام الحسين ع(2).

        # وفي وسنة 984هـ توفي السلطان طهماسب وتولى الحكم ابنه إسماعيل الثاني(2) فأوصى الملك إسماعيل الثاني والي بغداد علي باشا ألوند بمتابعة تعمير وترميم الروضة الحسينية المباركة التي تدأها والده فانتهى من بناء واعمار المسجد الرواق وأمر بتعمير قباب الشهداء كما حثه على المضي في تعمير القبة(4).

        # وفي نهاية عام 985هـ او بداية عام 986هـ(5) انتهى العمل من تعمير القبة الحسينية المشرفة(6).

        # وفي عام 988هـ توفي السلطان ميران النظامشاهي(7) ونقل جثمانه

ــــــــــــــــــــــ

= ولو أخذ المعنى فلعله أراد نقصان معادل كلمة «يكي» وهو «40» من الرقم فيكون عل الشكل التالي: «1008- 40= 967» وهو أيضاً لايناسب ولو أراد نقص معنى «يكي» أي واحد فيكون الحاصل: « 1008ـ 1= 1007» هو لا يطابق أيضاً.

(1) في المصدر: «بدأ» والظاهر أن الانتهاء كان في هذا السنة حيث كانت البداية في اسنة السابقة.

(2) تاريخ الروضة الحسينية المصور: 10 وجاء فيه أنه « في سنة  983هـ في عهد علي باشا الوند والي بغداد الملقب بـ  (الوندزاده) جدد هذا الباشا قبة الحسين في كربلاء».

(3) إسماعيل الثاني: هو ثالث ملك صفوي حكم من إيران للفترة من (984ـ 986هـ) كان سجيناً لمدة عشرين سنة عند وفاة أبيه طهماسب الأول، بويع له في قزوين، توفي فجاة وربما اغتيل، خلفه أخوه البكر الضرير محمد خدابنده.

(4) تراث كربلاء: 42، گلشم حلفاء: 208، تاريخچة كربلاء: 79.

        والجدير بالذكر أنه ورد في بعض كتب التاريخ أن علي باشا كان والياً من قبل السلطان مراد الثالث العثماني وقد تولى عمارة المئذنة العبد، والسلطان العثماني عمر مئذنة الامام الحسين ع، ولا ضرورة للتزامن والله العالم.

(5) أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث: 50.

(6) وذلك جمعاً بين من ذكر بأن بناء القبة كان في عام 983هـ وآخر يقول أنه بنى القبة عام 985هـ، فاستظهرنا أن البداية كانت في 983هـ والانتهاء منه في 985هـ.

(7) ميران النظامشاهي: هو ابن حسين بن برهان الأول بن أحمد الأول ابن نظام شاه،

(79)

الى الحائر ودفن في الروضة الحسينية وعلى أثره قدموا بعض الخدمات للمرقد الحسيني(1).

        # وفي عام 990هـ تولى السدانة اشيخ جعفر الحائري(2) وذكل بعد رحيل الشيخ شمس الدين(3).

        # ويظهر أنه في عام 991هـ قام أيضاً علي باشا ألوند بتعمير مرقد الامام الحسين عليه السلام(4).

        # وفي عام 996هـ زار القاضي العثماني محيطي(5) المرقد الحسيني ونظم قصيدة في الغزل وقدمها للحضرة(6) الحسينية.

        # وفي أواخر هذا القرن قام أحد الاثرياء(7) من أبناء هذه المدينة ببناء الجامع الذي يقع تجاه الضريح المقدس كما قام بتعمير الحرم الحسيني(8).

ــــــــــــــــــــــ

= خامس ملوك النظامشاهية في الهند، ولي الحكم بعد أخيه مرتضى الأول عام 973هـ وولي بعد عام 988هـ السلطان إسماعيل النظامشاهي.

(1) مدينة الحسين: 3/30 عن تحفة العالم.

(2) جعفر الحائري: الظاهر هو ابن الشيح شمس الدين السادن السابق كما يظهر من ترجمته، ويبدو أنه كان أيضاً من أهل العلم والفضل كأبيه.

(3) شهر حسين: 445، تاريخ مرقد الحسين والعباس: 210.

(4) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 116، تاريخ العراق بين احتلالين: 4/117، تاريخ جغرافياي كربلاي معلى وكتاب المعاهد الخيرية.

(5) محيطي: لم نتعرف على اسمه حيث اشتهر بلقبه هذا، كان شاعراً قاضياً، ولد في جزيرة رودس تولى النيابة في الشام وأدرنة والأستانة أمداً طويلاً، وقد تقلب في مناصب شرعية حتى صار قاضي الفيلق، وله دراية في العلوم العربية، خلف من الابناء أحمد أفندي الذي عين دفترياً(كاتباً) في بغدادعام 996هـ.

(6) تايخ العراق بين احتلالين: 4/116 موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 115.

(7) لم يرد اسمه في المصادر التاريخية ولكن الذي يظهر أنه كان من اعيان كربلاء وكان قد أوصى في أمواله العاليمن من علماء كربلاء هما الشيخ علي بن أحمد العاملي المتوفى عام 1005هـ والسيد محمد بن أبي الحسن العاملي الحائريان، وبما أن الناظرين هما عامليان لعله كان من العامليين المقيمين في كربلاء والله العالم.

(8) تكلمة أمل الآمل: 282.

(80)

 

        # وفي عام 997هـ(1) نقل رفات الأمير حمزة الصفوي(2) الى كربلاء، ودفن في الروضة ورافق دفنه بعض الخدمات للروضة الحسينية(3).

        # كما أهتم الوالي جغالة زادة(4) بتعمير الاضرحة والمساجد والمدارس أيام حكمه (999ــ 1003هـ)(5).

        # وفي أواخر هذا القرن زار القاضي نورالله التستري(6) المرقد الحسيني(7).

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) جاء في مدينة الحسين هكذا وجاء في لغت نامه دهخدا أنه قتل عام 990هـ فلذلك اثبتنا كلمة رفات بدل الجثمان الذي ورد في مدينة الحسين.

(2) حمزة الصفوي: هو ابن السلطان خدابنده أخ السلطان عباس الأول الصفوي، وكان قائداً محنكاً قتله غلامه المعروف بجودي.

(3) مدينة الحسين: 3/32، عن مجموعة سيد عبدالحسين الكليدار الخطية، وفيه أن «محرب باب» نقل رفاته الى كربلاء.

(4) جغالة زاده: هو سنان باشا والي بغداد من قبل العثمانيين، وهو الذي أيضاً بنى الجامع جنب مرقد الشيخ عبدالقادر الگيلاني ببغداد.

(5) حضارة العراق: 10/249.

(6) نورالله التستري: هو نورا لله بن عبدالله المرعشي الحسيني (956ــ 1019هـ) رحل من أيران الى الهند العضاء بها يحكم على المذاهب الأربعة الا أنه كان أمامين، اغتيل بعد أن علم السلطان بتأليف كتابه: أحقان الحق، له مؤلفات منها: مجالس المؤمنين، تذهيب الأكمام، الحسن والقبح.

(7) بغية النبلاء في تاريخ كربلاء: 20، لمحات تاريخية عن كربلاء: 78.

(81)