تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء الثاني

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية / المركز الحسيني للدراسات /لندن المملكة المتحدة

القرن التاسع

(13/ 9/ 1398= 20/ 9/ 1495م)

        # وفي عام 803هـ قيل أن تيمورلنك ورد بغداد للمرة الثانية(1) ثم قصد زيارة الامامين الكاظمين ع في شهر ذي الحجة، وتوجه بعد ذلك نحو الحلة، ثم سافر الى النجف الأشرف وزار مرقد الامام علي ع وتوجه بعدها نحو كربلاء المقدسة وطالت سفرته من النجف الى كربلاء عشرين يوماً حيث اقيمت المناظرات العلمية بين علماء العراق والأذربايجان، ولما زار مرقد الامام الحسين ع اغدق المجاورين هدايا كثيرة واهتم بتعمير المرقد الشريف وتزيينه واصلاحه(2).

        # وفي حدود عام 813هـ أو 814هـ قامت القبائل العلوية وغير العلوية التي كانت بيدها مقاليد أمور الروضة الحسينية والعباسية بتوحيد صفوفها بعدما جرى نزاع وتدخل في شؤون المرقدين فاجتمعوا والقوا أربع فرق تتولى بالمناوبة في شؤون خدمة قبر الامام الحسين ع وأخيه أبي الفضل العباس ع وهم:

        الفرقة الاولى: آل طعمة الفائزي، الفرقة الثانية: آل الأشيقر، الفرقة الثالثة: آل الحائري(3)، الفرقة الرابعة: آل عزبة(4) ومن ذلك اليوم عرف

ــــــــــــــــــــ

(1) والمرة الأولى كانت عام 795هـ حيث دخلها فاتحاً كما في مدينة الحسين: 2/144 نقلاً عن الكرملي في تاريخه.

(2) راجع كتاب شهر حسين: 292.

(3) آل الحائري: نسبه الى السادن شمس الدين بن شجاع الأسدي الذي مضت ترجمته.

(4) آل عزبة: نسبة الى القبيلة العربية التي تنتمي الى خفاجة وكانت تسكن غرب كربلاء وكان يترأسها آنذاك مساعد بن دولة.

(48)

 

رئيس كل فرقة بـ « سركشك»(1)(3)، وجرت العادة منذ تلك الأيام على مثل هذه التعيينات.

        # ولما كانت سنة 815هـ(3) تأسست الدولة القرة قويونلية (الخروف الاسود)(4) وانقرضت بذلك الدولة  الجلائرية ومن سلاطينها المعروفين والمشهورين ميرا سبند المعروف بـ (اسبان)(5) الذي استبصر(6) على يد الشيخ ابن فهد الحلي(7) المتوفى عام 841هـ وأبدى اهتمامه بالمشهد

ـــــــــــــــــــــ

= ومن الجدير ذكره أن السيد سعيد بن محمد حسن طعمة  اختير رئيساً لفرقة  آل طعمة الفائزي، كما اختير السيد هاشم بن محمد علي الأشيقر رئيساً لفرقة آل الأشيقر، بينما اختير السيد محمد بن علي تاجر رئيساً لفرقة آل الحائري، والسيد كاظم بن عبود نصر الله رئيساً لفرقة آل العزبة.

(1) سر كشك: كلمتان فارسيتان وتركيتان ألاولى «سر» بمعنى الرأس، والثانية «كشك» بمعنى النظارة.

(2) راجع مدينة الحسين: 1/77، البيوتات العلوية في كربلاء: 45.

(3) جاء في كتاب مدينة الحسين: 2/ 153 أنها تأسست سنة 814هـ.

(4) دولة الخروف الاسود وهي من الدول التركمانية التي تشكلت في العراق ــ ومؤسسها قره يوسف التركماني ـ أثر انقراض الدولة الجلائرية واستمرت زهاء 60 عاماً وملوكهم ثمانية أشهرهم (أسبان) انقرضت عام 874هـ.

(5) اسبان: هو الأمير اسبهد ميرزا كان عفيفاً نقي السريرة تمكن أن يسير دفة الحكم في العراق على أحسن ما يرام، صادف في أيامه ظهور دعوة محمد المتمهدي اعتنى بالمشهدين المقدسين في كربلاء والنجف، توفي الأمير اسبان في شهر ذي القعدة سنة 848هـ وخلفه في الحكم الأمير (بير بوداق).

(6) جاء في كتاب مدينة الحسين: 2/ 153 أن الأمير أسبان اضطر أن يعقد مجلساً ضم نخبة ممتازة من علماء الحلة وكربلاء، وكان من ضمنهم العلامة ابن فهد الحلي مع نخبة ممتازة من علماء السنة، للنظر في أمر دعوة محمد المتمهدي (المشعشي)، وللنظر في مسألة الامامة وكان نتيجة هذا الحوار أن تغلب الشيخ جمال الدين أبو العباس أحمد بن فهد الحلي على خصومه في هذا المجلس فكان سبباً في أن يظهر السلطان ميله الى التشيع، وجعله المذهب الرسمي في جميع أنحاء مملكته وأمر بضرب النقود ويثبت فيها أسماء الأئمة الاثني عشر المعصومين عليهم السلام.

(7) ابن فهد الحلي: هو أحمد بن محمد بن فهد الأسدي الحائري الحلي (756ـ 841هـ)  من أعلام الامامية سكن كربلاء وتوفي بها ودفن في بستانه، وله مرقد معروف، من آثاره: عدة الداعي، المهذب البارع، مناسك الحج.

(49)

        الحسيني، عين له مستخدمين وحفظة وصرف راتباً شهرياً الى حين وفاته عام 848هـ(1)، وكان هؤلاء الخدم يقومون بتنوير الورضتين ليلاً وفي النهار يقومون بأمر التنظيف والكنس داخل الروضتين(2).

        # ومابين عامي 815ــ 828هـ زار السلطان قره يوسف القره قويونلي(3) المرقد الحسيني وقدم هدايا كثيرة(4).

        # وفي عام 827هـ تولى السلطان اسكندر القره قويونلي(5) الحكم فقام بعدها بزيارة الامام الحسين ع وأمر بتقديم هدايا نفيسة للورضة الحسينية الطاهرة(6).

        # ولما كانت سنة 858هـ وذلك في غرة ذي الحجة منه(7) دخل الامير علي المشعشعي(8) مدينة كربلاء المقدسة واقتحم الحرم الحسيني بفرسه

ــــــــــــــــــــــ

(1) شهر حسين : 292.

(2) مدينة الحسين: 2/153.

(3) قره يوسف: هو ابن محمد قواقويونلو، حكم الشام بعد مقتل أبيه ( 790ـ 827هـ)، حارب في العراق وتبريز وغيرهما حيش الأمير تيمور، عقد معاهدة مع السلطان أحمد الجلائري.

(4) شهر حسين: 292.

(5) اسكندر القره قويونلي: هو ابن يوسف، حكم بعد أبيه يوسف (827ـ 839هـ)،  حارب جيش شاه رخ في نواحي تبريز، وله صولات وجولات لدعامة حكمه في تلك المناطق، قتل عام 841هـ.

(6) شهر حسين: 292، ولا يخفى أن زيارته كانت في أيام حكمه ما بين 827ـ 849هـ.

(7) مدينة الحسين: 2/159.

(8) الأمير علي المشعشعي: هو ابن محمد بن فلاح، ولد في سنة 841هـ ومقتله كان سنة 861هـ ثاني ملوك المشعشعين الذين حكموا جنوب العراق، وكان والده السيد محمد مؤسس هذه الدولة، وكان من تلاميذ الشيخ ابن فهد الحلي وسكن معه في كربلاء إلا أنه انحرف بسبب كتاب يبحث في العلوم الغربية كان لابن فهد الحلي الذي حاول أن يتلفه ولكنه سبق وأن سرقه منه فادعى المهدوية فكان ابنه علي أكثر غلو منه فأدعى بألوهية علي بن ابي طالب ع.

        وأما الدولة التي اسسها فلاح بن محمد آل المشعشع المتوفى سنة 854هـ فإنها حكمت ما بين عام 840هـ وحتى عام 1025هـ، وبسطت سلطانها على جنوب

(50)

وأحرق الصندوق الذي كان على قبره الشريف، وهدم القبر ونهب ما في خزانة الروضة المقدسة من الجواهر والفرش والسيوف الأثرية القديمة والستائر الثمينة والحرير والديباج المزكرش، ولم يدع شيئاً ثميناً الا طالت يده اليه مما قد جمع خلال السنوات الماضية(1) والتي أهداها الملوك والرؤساء والوزراء، وقتل جمعاً من أهالي المدينة(2)، وكان قد صنع بمرقد الامام أمير المؤمنين ع بمثل ما فعل بالحرم الحسيني حتى جعل الحرم الأقدس هناك مطبحاً له بحجة أن علياً هو الله ــ حيث كان من الغلاة(3)ـ ولا معنى لوجود قبر له(4).

        # وفي صفر من عام 858هـ قيل إن علي المشعشعي رجع بالغنائم والأسرى الى داري ملكه البصرة والجزائر عقب نهبه المشهدين المقدسين، وقتل أهلهما قتلاً ذريعاً(5). ويصف السماوي الحادثة في أرجوزته فيقول:

ـــــــــــــــــــــــــــ

= العراق والحويزة والجزائر من الاهواز وقسماً من خوزستان من جنوب ايران ضعف سلطانها في أواخر أيامها فأصبح ملوكها أمراء منصوبين من قبل الملوك الصفويين. وأول من ملك منهم الحويزة قبل أن تخطط هو فلاح، وقد توفي أبوه وهو طفل صغير فتزوج الشيخ أحمد بن فهد الحلي بأمه ورباه.

(1) جاء في تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 229، « خلال 450 سنة» وليس بصحيح أن المسترشد بالله العباسي قد نهب كل ما في الخزائن عام 526هـ والبعد الزمني بينهما 331سنة.

(2) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 229.

(3) الغلاة: فرقة منحرفة تقول بألوهية الامام علي ع ولا تعترف برسالة الرسول محمد ص وتدعي أن الحسن الحسين هما من الملاكة وليسا من البشر، وبهذا الأدعاء خرجو من ربقة الاسلام.

(4)  في تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 228 أن علي بن محمد المشعشي استولى على أزمة الأمور في حياة أبيه وترأس القوم بنفسه ودعائهم الى مقالته، وأنه قد حلت فيه روح أمير المؤمنين ع وأن عليا حي فأغاربجيشه على العراق ونهب المشاهد المشرفة وأساء الأدب على الاعتاب المقدسة وقد عجز الأب عن إصلاحه، واحتج الامراء والملوك على أعمال ولده فكان يظهر لهم العجز « نقلاً عن مجالس المؤمنين: 5/401».

(5) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 229.

(51)

 

والحادث الثامن ما قد صنعا          علي اعني الفاتك المشعشعا

ابن فلاح إذ أتى بالمين                لمرقدي حيدر والحسين

وقال أن القبر لحي جلل               ونهب الأعيان في تلك العلل

ولميبق لاهنا ولا هنا                 عينا ترى أو جوهراً أو معدنا

وذاك في الثمان والخمسينا            من تاسع القرون في السنينا(1)

        # وما بين عامي 840ـ 872هـ قام سلطان جهان القره قويونلي(3) بزيارة المرقد الحسيني الطاهر وقدم هدايا تناسب شأنه والمرقد وقد عبر عنها بهديا كثيرة كما فعل من قبل أخوه وأبوه(3).

        # وفي عام 859هـ (4) أمر حاكم شيراز الأمير بوادق(5) قائده سيدي علي(6) أن يتوجه الى مشهدي ــ علي والحسين ع ــ ويعمرها(7) فتوجه من بغداد الى كربلاء والنجف مع الشيخ شي الله(8) فعمر المرقدين ودفع

ـــــــــــــــــــــ

(1) مجالي اللطف: 2/ 57ـ 58.

(2) جهان القرة قويزتلي: هو ابن يوسف، ويلقب بميرزا جهان شاه، حكم بعد أخيه اسكندر، ثم حكم بعده نجله حسين علي، وهناك خلاف حول حكومة كل منهم

(3) شهر حسين: 292.

(4) وكان توجه سيدي علي الى الحلة يوم السبت 18 شعبان 859هـ ثم بعدها توجه الى كربلاء.

(5) الأمير بوادق: وهو الأمير بير بوادق امامي المذهب خلف الأمير اسبان في حكم الدولة القره قويونلية، ملك العراق وايران زهاء 18عام، قتل ببغداد سنة 870هـ وكان مولده سنة 805 عندما كان والده في اسجن فتبناه السلطان أحمد الجلائري، خلف بعض الآثار المحمودة في كربلاء والنجف.

(6) سيدي علي: كان حاكم شيراز في عهد السلطان ميرزا شاه القره قويونلي (840ــ 875هـ) كما كان قائداً للجيش في عهد الأمير بوادق، وبيدو لنا أنه كان أولاً قائماً للجيش الى عام 870هـ ثم تولى الولاية بشيراز عام 870هـ بعد مقتل الامير بوادق

(7) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 108، تاريخ العراق بين احتلالين: 3/145.

(8) شي الله: تعني الفقير الى الله «فارسية»، لم نتعرف على شخصية الا أنه يبدو كان من الفضلاء وقد وصف بالامير شيخ الله، عمل مع الامير بوادق، كما يبدو أنه كان من أهل شيراز.

(52)

للمجاورين لمرقد الامام الحسين ع خسائرهم التي نجمت عن غزوة المشعشعي للمرقدين(1)، وأوعز لى الشيخ شي الله ملازمة كربلاء لتصريف هذه الاعمال من خزانة الأمير بوادق(2).

        # وبقي الحائر في عهد سلطنة السلالة التركمانية آق قويونلو(3) (دولة الخروف الابيض) التي حكمت مابين (874ــ 914هـ) على حاله أذ ليس لهذه الدولة من أعمال تستحق الذكر في كربلاء بل كان جل أعمالها محصورة في الحروب والسياسات العامة(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) شهر حسين: 295، مدينة الحسين 2/154.

(2) مدينة الحسين: 4/32 (الملحق)

(3) آق قويونلو: « دولة الخروف الابيض» وفي الدولة التركمانية التي تشكلت بالعراق سنة 874هـ، مؤسسها حسن الطويل، دامت حكومتها 40 سنة وكان انقراضها على يد السلطان أسماعيل الصفوي عندما غزا العراق عام 914هـ، وكان عدد ملوكهم ثمانية.

(4) مدينة الحسين: 2/163.

(53)

 القرن العاشر

(21/9/1495ــ 7/10/ 1592م)

 

        # في عام 907هـ أوقف الشيخ أمين الدين(1) الأراضي والبساتين لمصالح ومصارف الروضة الحسينية، وهذا نص الوقفية الذي عثر عليه منقوشاً على صخرة كانت مستودعة تحت الأرض في الحرم الحسيني داخل شباك الشهداء، وذلك أثناء الترميمات(2) التي أجريت للحرم الحسيني، ونشره الخليلي(3) في جريدة الهاتف(4): (بسم الله الرحمن الرحيم وما تقدموا لانفسكن من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير)(5) الحمدلله الذي وفق عباده الصالحين لما يقربهم اليه في الدنيا والدين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعترته الطاهرين وبعد: فالباعث لتسطير هذه الأسطر أنه لما وفق الله تعالى الشيخ المحترم أمين الدين ابن المرحوم علي جعفر لاحياء المعروفة بالقرمة(6) الجعفرية(7) البائرة العاطلة

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أمين الدين: هو الشيخ أمين الدين بن علي جعفر بن ناصر بن موسى المتوفى في القرن العاشر كان من ملاك كربلاء وأعيانها.

(2) أجريت هذه الترميمات عام 1366هـ (1947م).

(3) الخليلي: هو جعفر بن أسد الخليلي (1322ــ 1405هـ) كاتب وصحفي وأديب عراقي، ولد في النجف وتوفي في بغداد من مؤلفاته: هكذا عرفتهم، وموسوعة العتبات المقدسة، وأصدر عدداً من الصحف منها جريدة الهاتف البغدادية.

(4) جريدة الهاتف البغدادية  العدد: 456 عام 1947م (1366هـ).

(5) سورة البقرة: الآية 110.

(6) في مدينة الحسين: 2/ 165 وشهر حسين: 296، جاء «قرية» بدل «قرمة» ولكن ما الصخرة أقرب الى القرمة من القرية ولعله من أثر التحبير والحك أصبح قرمة، والقول بالتصحيف هو الأولى والقرمة بالتركية تعني القطعة وأصلها «قرومة»، ولعلها من الكلمات التي كانت آنذاك متداولة حيث السيطرة العثامنية، والله العالم.

(7) الجعفرية: قرية من قرى الخالص والتي تبعد عن بغداد حوالى 40 كيلومتراً شمالاً،

(54)

التي هي ملك جده الحاجي(1) ناصر بن(2) موسى(3) انتقلت اليه بالارث الشرعي التي هي من جانب الفرات الغربي من جانب مرقد الامام ابن الامام(4) ابي عبدالله الحسين ع بماله ورجاله وذلك في أيام دولة الامير الأعظم الأسعد الاأمجد الأكرم الأعدل الأرشد أفتخار الأمراء والخوانين(5) والأمم جلال الدولة والدنيا والدين (باريك بك بازناك)(6) وبعد اتمامها حضر لدى حضرة(7) الأمير المشار اليه وطلب منه بتصدق مما يكون(8) فيها من المال والديوانية(9) من الأهوار والكرود(10) والشواطي والمسايح(11)

ـــــــــــــــــــــ

= كذا وردت في المعاجم ولكن في شمال كربلاء أراض منسوبة الى الامام جعفر الصادق ع تقع عند مقامه ع الواقع غرب نهر الحسينية وهي المعني به كما جاء به التصريح في الوقفية.

(1) الحاجي: كذا منقوش على الصخرة  وهذا ممتعارف في العراق، وفي المصادر « الحاج».

(2) في المصادر هناك نقاط ما بين كلمة (بن)وكلمة (موسى) مما يوحي بأن هناك اسماً غير مقروء ولكن بمراجعة صورة الصخرة لايوجد اسم غير مقروء، إذاً فناصر هو ابن موسى.

(3) الحاج ناصر: لم نتعرف عليه ولكن من الواضح أنه كان من ملاك مدينة كربلاء.

(4) الامام ابن الامام: وصف للامام الحسين ع وليس المراد به ابن الامام الحسين ع بل المراد أنه إماام بن أمام.

(5) الخوانين: جمع خان لقب يطلق على الملوك عند التركمنستانيين كالقيصر عند الروم.

(6) باريك بك بارناك: أمير من أمراء دولة الخروف الأبيض (آق قويونلو) والذي حكم العراق ما بين 904هـ و 914هـ.

(7) حضرة: المصادر التي لدينا اسقطت هذه الكلمة الا أنها موجودة على الصخرة.

(8) جاء في المصادر: «بتصديق منه بها يكون فيها» ولكن ما يمكن قراءته على الصخرة هو كما أثبتنا، ولعل الصحيح « بتصديق ما يكون فيها».

(9) الديوانية: لعله أراد البيوت التي تخصصها العرب لاستقبال الوافدين وتعبر بالمضيف وهي عادة تصنع من القصب.

(10) الكرود: آلة رفع المياه، وتطلق على الناعور أيضاً.

(11) كذا في المصادر والمراد بها الاراضي التي تسقى بالماء سيحاً في قبال ما تسقى بالديم.

(55)

        والعدد(1) والسفينة(2) والمطري(3) وما يزرع فيها(4) من النخل والاشجار وغيره مع حدودها بموجب ما قرر في النيشان(5) التي في يد الشيخ المذكور على مصالح ومصارف الحضرة الشريفة الحائرية الحسينية على ساكنيها التحية والسلام في شمع للاضواء(6) وشراء البواري والحصر وعمارة(7) ما يكون من مصالح  شرعية فأجانب حضرة الأمير العادل المشار اليه سؤله(8) وكتب بذلك نشيان مطاع، فمن غيره أو سعى في إبطاله فالله خصمه وحسيبه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين: ( فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه أن الله سميع عليم)(9) تحريراً في شهر جمادئ الاول سنة سبع وتسعمائة 907هـ(10) وصلى الله على محمد وآله وسلم(11).

ـــــــــــــــــــــــ

(1) العدد: جاء في بعض المصادر «العودة» ولكن جاء على الصخرة«العدد» وهو جمع العدة والمراد الادوات والآلات.

(2) السفينة: كذا على الصخرة، ولكن المصادر أثبتتها السنية، ولعل المراد بها الاراضي المرتفعة، أو ذات الشأن فتكون من الرقعة بمعنى المنزلة.

(3) كذا في المصادر: ولعلها مأخوذة من المطر أي لأراضي التي تسقى بالمطر مقابل المسابح، ولكن الذي يقرى من على الصخرة «الطرى» وهو ما كان في الارض غير التراب والرمل والحجارة، ولعله أراد الكناية عن كل ما هو موجود في الارض، أو المراد بالمطري ما يوجد من بناء أو ما شاكل ذلك مما يلتجىء إليه الانسان حين المطر ليتوقاه.

(4) فيها: الظاهر أن الضمير يعود الى الشواطىء والمسابح.

(5) النيشان: كلمة فارسية الأصل بمعنى العلامة، درجت عند العامة.

(6) للاضواء: كذا في الصخرة، وفي المصادر«الأضواء»

(7) عمارة: أراد التعمير والبناء، وجاء في الصادر «عمارة وما يكون » والظاهر أن الواو زائدة.

(8)  في المصادر: «مسئوله» والصحيح ما أثبتناه كما هو مثبت على الصخرة.

(9) سورة البقرة: الآية 181.

(10) ورد في مدينة الحسين: 2/165 من أن تاريخ الوقفية هو 904هـ غير صحيح لأنه يتنافى مع ما ورد في اللوحة، مع العلم ان التاريخ المنقوش على الصخرة لا يتنافئ مع فترة حكم الأمير باريك الممتدة من 904هـ لغاية 914هـ.

(11) هامش موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 282، شهر حسين: 296، مدينة الحسين: 2/165 وفيه صورة الصخرة.

(56)

 ص57

الصخرة التي جاءت محفورة عليها

        # ولما كانت سنة 914هـ دخل الملك الصفوي اسماعيل الأول(1) بغداد فاتحاً(2) وفي اليوم الثاني لدخوله بغداد أي في 26جمادى الثانية(3)

ـــــــــــــــــــــــ

(1) الصفوي: هو اسماعيل الأول بن حيدر بن جنيد الأردبيلي (892ـ 930هـ) مؤسس الدولة الصفوية وذلك عام 908هـ.

(2) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 253 عن حبيب السير وكان دخوله فيها في الخامس والعشرين من جمادئ الأولى.

(3) جاء في صحيفة البديل الاسلامي العدد: 62/ الصفحة: 8 نقلاً عن يعقوب سركيس: أن اسماعيل الأول إنما زار كربلاء عام 920هـ فأمر بصنع صندوق من خشب الخاتم ووضعه على الضريح.

(57)

توجه الى كربلاء المقدسة فزار مرقد أبي عبدالله الحسين ع فلاما دخل الروضة الحسينية وقع على مرقده ع فجعل يقبله ويمرغ خديه بتراب روضته المباركة وبقي ليلته الى الصباح معتكفاً عند قبر جده(1) الحسين ع يتضرع الى الله ويتوسل بجده وقرأ مناجاة يا قاضي الحاجات(2) ثم زار بعد ذلك مرقد أبي الفضل العباس ع(3)، وأمر في زيارته هذه(4) بتذهيب حواشي الضريح الحسيني، ويعتبر هذا أول عهد ادخال الذهب على العمارة(5)كما أهدى اثني عشر قنديلاً من الذهب(6) وأمر بفرش الروضة بالسجاد الايراني الفاخر المصنوع من الحرير(7) وأقام الولائم الملوكية الفاخرة لسدنة الحرم المقدس وخدامه(8) كما أمر بنصب نقارة(9) للمراقد المقدسة كتشريفات لها(10) وأمر بكري نهر غازان(11) بعد أن اعتلته الرمال والوحول فجرى الماء الى كربلاء(12) فأحييت المدينة في عهده

ــــــــــــــــــــــ

(1) حيث أنه حفيد الشيخ صفي الدين من سلالة خمزة ابن الامام موسى بن جعفر ع.

(2) تاريخچة كربلاء: 72.

(3) شهر حسين: 298.

(4) وفي شهر حسين: 300 وبعض المصادر الأخرى أنه أمر بذلك في زيارته عام 920هـ، وأما زيارته في هذه السنة فكانت مجرد زيارة دون أن يأمر بالتذهيب.

(5) تراث كربلاء: 98، والمراد بإدخال الذهب على العمارة هو عمارة الضريح وإلا فقد سبق وقام السلطان أويس الجلائري بتزيين المنارتين بالذهب.

(6) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 263، تراث كربلاء: 44، تاريخچة كربلاء: 72.

(7) تاريخچة كربلاء: 72، تراث كربلاء: 44، تاريخ العراق بين احتلالين: 3/316.

(8) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 254.

(9) نقارة: أي (نقاره خانه) وهو نوع من الدق على الدفوف والنفخ بالمزامير يقوم بأدائه مجموعة من العازفين كتحية ملكية لتلك المشاهد المشرفة صباحاً ومساءً على نمط بلاط الملوك.

(10) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 254، تاريخچة كربلاء: 72.

(11) تراث كربلاء: 28، وجاء فيه أن الكري كان في عام 915هـ وللمزيد من المعلومات راجع باب أضواء على مدينة الحسين فصل الري، من هذه الموسوعة.

(12) تاريخچة كربلاء: 72.

(58)

        وازدهرت غاية الازدهار(1) واشتره النهر باسم (نهر الشاه) وارصد ريعه لخدام المشهدين الشريفين الحسين والعباس عليهم السلام وأوقفه عليهم(2) وأنعم على المجاورين للورضة الحسينية بأنواع الهدايا والعطايا من الذهب والفضة وكان يشارك بنفسه الأعمال التي أمر بها الروضة المقدسة مثله في ذلك مثل الخدم والبوابين، وفي الليلة الأخيرة من إقامته في كربلاء اعتكف في الروضة حتى الصباح مشتغلاً بالعبادة والدعاء ثم ارتحل الى النجف عن طريق الحلة(3).

        #وفيها عين السلطان اسماعيل الأول الصفوي السيد محمد كمونة(4) سادنا للروضة الحسينية بكربلاء(5).

        # وفي سنة 920هـ(2) زار الملك الصفوي اسماعيل الأول المرقد الحسيني ثاينة فكسا صندوق(7) القبر الشريف بأثواب من أفخر أنواع الحرير المزركش والموشى بالفضة والذهب، ثم أمر بجمع نخبة ممتارز من البارعين في صناعة الفسيفساء ــ الخاتم(8) ــ بالتنبيت والتطعيم في الخشب من أطراف

ــــــــــــــــــــ

(1) كما أنه عمر مرقد الحر بن يزيد الرياحي وحرم أبي الفضل العباس.

(2) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 110 ترايخ العراق بين احتلالين: 3/337.

(3) راجع مستدرك أعيان الشيعة: 6/45، ومدينة الحسين: 3/17.

(4) محمد كمونة: هو ابن حسين بن ناصر الدين بن علي بن حسين بن أبي جعفر الحسيني، الجد الأعلى للسادة المعروفين اليوم في النجف بآل ــ كمونة، كما أوكل اليه حكومة الحلة، وكان نقيباُ للأشراف وعند قدوم السلطان اسماعيل كان السيد محمد كمونة مسجوناً من قبل والي بغداد العثماني فأفرج عنه، كان حياً حتى عام941هـ وهو غير السيد محمد كمونة الذي قتل عام 920هـ في معركة جالديران من نواحي تبريز.

(5) مدينة الحسين: 3/18 (الهامش).

(6) شهر حسين: 300، مدينة الحسين: 37، وفي موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء، 263 أنه زار كربلاء عام930هـ والظاهر أنه تصحيف لسنة 920هـ كما هو عليه أكثر المصادر ولأن وفاة الملك إسماعيل اصفوي كانت سنة 930هـ.

(7) الصندوق: اراد به القديم منه حيث إن الجديد لم ينته الا عام 932هـ ومن هنا يعلم أن القبر كان عليه صندوق.

(8) الخاتم: وهو نوع من نجارة الخشب وزخرفته ويتم ذكل بتثبيت وتطعيم أنواع من الخشب المتنوع الثمين على شكل زخارف غاية في الروعة والدقة وقد اشتهرت إيران تلك الصناعة، كما سبق الحديث عنه.

 

(59)

البلاد وأمرهم بصنع ستة(1) صناديق خاتم من الفسيفساء مزينة بالنقوش الاسليمية(2) والختائية(3) لمراقد الأئمة في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء بدلاً من صناديقها القديمة(4).

        # وفي سنة 930هـ(5) توفي اسماعيل الأول ولم يقيض له إتمام ما أمر به للمرقد الحسيني من أصلاح وإعمار، ويجدر بنا أن نشير الى أن حياته كانت حافلة بالاعمار والخدمات للمراقد المقدسة بشكل عام وللحرم الحسيني خاص طيلة فترة حكمه (907ـ 930هـ)، حيث يصف

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 109 والظاهر الصناديق وزعت على الشكل التالي صندوق واجد لمدينة كربلاء ووضع على مرقد الامام الحسين ع كما جاء في موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 109 وصندوق آخر لمرقد الامام أمير المؤمنين ع فيما وزع صندوقان آخران لمرقدي الامامين علي الهادي والحسن العسكري ع في سامراء كما جاء في تاريخ سامراء: 313، وكانت حصة مدينة الكاظمية أيضاً صندوقين على مرقدين الامامين موسى بن جعفر ع ومحمد الجواد ع كما جاء في تاريخ كاظمين:227 وفيه صور لصناديق الخاتم.

(2) الاسلمية: فارسية وقد جاء في فرهنك فارسي: 1/273 ويقال أيضاً اسلامي واسليم: « هي النقوش والزخارف التي يتم استخدامها في فن العمارة، وهذه النقوش والزخارف مركبة من مجموعة من الانحناءات والتعاريج المتعددة التي تعطي بمجملها صورة فنية زخرفية رائعة».

        ويظهر أن كلمة اسليمي محرف اسلامي ولعله قصد به فن الزخرفة والنقش الاسلامي حيث برع واختص به الفنانون المسلمون دون غيرهم بعد ان جردوه من عناصر رسم الحيونات التي حفلت التي حفلت بها زخارف ورسوم الحضارات السابقة.

(3) ختا: بلد في الصين والنسبة اليه ختائي، وختاي: (فارسية) اسم لنوع آخر من النقوش الزخرفية الفنية الايرانية، المستمدة اشكالها من عناصر النبات من أغصان وبراعم وأوراق، يستخدم هذا النوع من الزخرفة في صناعة السجاد القاشاني والحلى الذهبية وغيرها، كما في كتبا فرهنك فارسي: 1/1399.

(4) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 254 عن حبيب السير، مدينة الحسين: 3/17.

(5) في هذه السنة توفي اسماعيل الأول فخلفه في الحكم ابنه طهماسب الأول ففتح بغداد عام 936هـ وقتل حاكمهما ذو الفقار وذلك في شهر شوال ومن الجدير ذكره أن العراق كان يخضع تارة للحكم العثماني وأخرى للحكم الايراني.

(60)

الرحالة محمد هارون الزنكي بوري خدمات الملك إسماعيل الأول واعماره المرقد الحسيني بقوله: « بنى لها سقفاً وغرفاً وهيأ لها منارات وشرفاً وعمل الصناعون البناؤون المحكمون بصناعتهم السابقون ببراعتهم إذ ذلك على جدرانها وما يحط بها من حيطانها عمل الصيني(1) وزخرفوها بماء الذهب ما يؤدي رؤيته الى وجد وطرب ورقموا عليها رقائم معجبة ونقوش مغربة(2) ونمقوها بألوان الطراز وكأنهم جاؤوا فيها بالاعجاز وكتبوا حواليها آيات الكتاب المبين أو زيارة الأطايب المعصومين بالحبر الابريزي(3) والمداد الذهبي»(4)

        # في عام 932هـ تم نصب صندوق الذي أمر بصنعه السلطان إسماعيل الصفوي الأول على ضريح الامام الحسين عليه السلام(5)، ولأجل الوصول الى وصف الصندوق الخاتمي التجأنا الى ما ورد في وصف الصندوقين الموضوعين على مرقد الامامين الكاظم والجواد عليهم السلام وذلك لأن السلطان الصفوي قد أمر بصنع ثمانية صناديق لك لمراقد أهل البيت عليهم السلام في العراق كما سبق وأشرنا الى ذلك بتاريخ واحد ومميزات واحدة فجاء كالتالي:

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) الصيني: الظاهر أنه أراد النقش الصيني ولقد اختص الصينيون بالنحت منذ القدم وبالأخص النقش على الخزف.

(2) مغربة ومعجبة: على غير القياس، أراد غريبه وعجيبة.

(3) الحبر الإبريزي: هو الحبر الذهبي الخالص، يقال ذهب إبريزي أي خالص نسبة الى إبريز وهي يوناينة أي الذهب الخالص غير المغشوش.

(4) رحلة عراقية: 100.

(5) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 255، شهر حسين 300، وجاء في تاريخ كربلاء الروضة الحسينية المصور: 10« وفي سنة 932 للهجرة أهدى السلطان إسماعيل الصفوي الثاني شبكة بديعة الصنع من الفضة لتوضع على القبر» وقد أخطا مرتين: الأولى أن الذي أمر بصنع الصندوق وإهدائه لمرقد الامام الحسين ع هو اسماعيل الصفوي الأول وليس الثاني إذ حكم الثاني للفترة من 984ــ 985هـ وأما الخطأ الثاني فابداله للصندوق بشبك من الفضة، حيث ذكرت كل المصادر أن الخطا الثاني كان صندوقاً وليس بمشبك. وتبعه في ذلك سلمان طعمة في كتاب تاريخ مرقد الحسين والعباس: 89، وتراث كربلاء: 44، وجعفر الخليلي في موسوعة العتبات المقدسة قسم كربلاء: 363.

 

(61)

                ش 165

                        (3)

ص62 1

صورة للواجهة الامامية لصندوق الخاتم لمرقد الامام الحسين عليه السلام

                 ش 166

                        (4)

 ص62 2

صورة للواجهة الجابية لصندوق الخاتم لمرقد الامام الحسين عليه السلام

 

(62)

 

 

                                                                                                                                                                                                                                ش 167

                                                                                                                                                                                                                                        (5)

 ص63

 

صورة للواجهة العلوية لصندوق الخاتم لمرقد الامام الحسين عليه السلام

        يتكون الصندوق من أربعة ألواح كيبرة وثمانية ألواح صغيرة متصلة بأطراف الألواح الكبيرة، أي أن كل جهة من جهات الصندوق الأربع تتكون من ثالثة الواح أحدها كبير في الوسط، وفي كل طرف منه لوح صغير تعلوه الافاريز المزخرفة والمزينة بالنقوش والكتابات.

        وكل لوح من هذه الألواح الكبيرة والصغيرة مكون من عدد كبير من قطع صغيرة صنعت بأشكال هندسية مختلفة ومتنوعة، تتصل مع بعضها فتتداخل وترتبط بمتانة واحكام حتى يتكون منها لوح واحد مسق يحيط بأطرافة الأربعة إطار مزخرف ينتهي بالافازيز، ويعلوها الغطاء؛ وهو محاط بافريز بارز، وكل قطعة من تلك القطع الهندسية الصغيرة زخرفت وزينت بنقوش هندسية وزهرية ونقوش أخرى مختلفة بالحفر والتطعيم والتلوين.

(63)

 

        وتكاد تكون زخرفة كل لوح تختلف عن اللوح الآخر، وقد عرف هذا النقش بنقش الخاتم، وهو أدق وأجمل نقش معروف.

        وقد استعمل للزخرفة والتطعيم خشب الأبنوس والعناب والليمون والصاج وعظم العاج والجمل الحصان والأصداف وسبائك البرونز والمعادن الملونة من مذهبة ومفصصة والأصباغ المعدينة الملونة البراقة ودهن الصندلوس ومواد دهنية أخرى، الى غير ذلك مما لا يمكن استيفاه وصفة، كما تزين بعض الالواح كتابات نسخية مركبة متداخلة باحرف بارزة واضحة جميلة، وقد كتبت بعض الكلمات بالخط الكوفي على طريقة النقش للتزيين.

        ونذكر هنا كل النصوص المكتوبة على صندوق ضريح الامام الكاظم عليه السلام أولاً، حيث كتب على كل من اللوحين الصغيرين المتصلين باللوح الكبير المواجه لجهة القبلة عشرة حقول من الكتابات النسخية البارزة: أربعة في الجهة اليمنى ومثلها في الجهة اليسرى وسطر في الجهة العليا وآخر على القاعدة، وعلى اللوح الثاني عشر أيضا كالتي ذكرناها، وتبتدىء الكتابات من عند القاعدة. وفيما يلي النصوص المكتوية على اللوح الأول الكائن على يمين القارىء، وهي(1):

        1ـ هذا ضريح سيد هذه الامة، وكاشف الكروب والغمة، وسابع معصومي الأئمة.

        2ـ كبير القدر عظيم البينات، كثير التجهد والصلوات، المشهود له.

        3ـ بالفضائل والكرامات، والمشهرو بالعبادة والموظب على الطاعات.

        4ـ الامام الأخير القائم، الصائم العالم، الذي هو لبناء الباطل.

        5ـ هادم، أبي إبراهيم موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن علي زين العابدين ابن الحسين الشهيد.

ــــــــــــــــــــــــ

(1) لايخفى على القارىء أن هذه المقاطع العشرة خاصة بصندوق الامام الكاظم عليه السلام، وأنما ذكرناها لأجل أخذ الفكرة، ونحتمل أن تكون الكتابات على الصندوق الحسيني نصوصاً تخص الامام الحسين عليه السلام.

(64)

 

        6ـ ابن الامام المفروض الطاعة على المؤمنين، وإمام المتقين، أسد الله الغالب.

        7ـ أبي الحسنين علي بن أبي طالب عليهم (من) الصلوات المباركة والتحيات.

        8ـ أنماها، ما أظلم ليلها وازهر ضحاها، وكمل عمل واصطناعه.

        9ـ في شهر الله الأعظم رمضان المبارك من شهرو سنة ست وعشرين وتسعمائة.

        10ـ وصلى الله على سيدنا ونبينا وىله الطاهرين، والحمدلله رب العالمين.

        وكتب على اللوح الثاني: عشرة حقول ــ كما مرـ تبتدىء أيضاً من عند القاعدة للجهة اليمنى، وهي(1):

        1ـ بأمر السلطان العادل الكامل، محيي مراسم.

        2ـ الشريعة المصطفوية، معلي معالم الطريقة المرتضوية.

        3ـ الذي فات سلاطين الآفاق بحباك (سردقات).

        4ـ جلالة مسددة، وأطناب طلال معدلته على.

        5ـ مفارق أهل الاسلام ممددة، والموفق من عند الملك المنان.

        6ـ السلطان ابن السلطان ابن السلطان ابن السلطان.

        7ـ أبو المظفر شاه إسماعيل خان الحسيني.

        8ـ خلد الله إقباله، وأيد على مفارق أهل الاسلام.

        9ـ ظلاله، وتمت هذه الصنعة الشريفة بعد مساعدة.

        10ـ التوفيقات الالهية ومعاضدة التأييدات الشاهية في سنة...

        وفي طرفي السطر الأخير أرقام للتاريخ أو زخرفة الا أنها غير واضحة في طرفي اللوح الكبير الكائن بينهما دائرتان، وفي وسط كل دائرة مربع داخله كتابة نسخية في ثلاثة أسطر، وهي:

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) لا تستبعد ورود هذا النص على الصندوق الحسيني.

(65)

        (لا اله الا الله ـ محمد رسول الله ـ علي ولي الله).

        وكتب داخل المسافات الأربع التي بين الدائرة والمربع بالقلم النسخي البارز أسماء الأئمة الاثني عشر، كل ثلاثة أسماء في جهة تملاً الفراغ، وتبتدئ من الجهة العليا، وهي:

(علي حسن حسين، علي محمد جعفر، موسى علي محمد، علي حسن محمد).

        وما كتب على الدائرة الثانية هوعين ما كتب على الدائرة الالولى، وكتب على أحد الالواح الصغيرة المتصلة باللوح الذي في جهة القبلة من جهة الأرجل داخل أربعة عشر دائرة تحمل اسماً واحداً، اثنان منها في الجهة العليا ومثلها في الجهة السفلى وخمسة في الجهة اليمنى ومثلها في الجهة اليسرى، وذلك بخط نسخي بارز، وهي(1):

1ـ اللهم صل على محمد المصطفى

2ـ وصل على علي المرتضى.

3ـ وصل على فاطمة الزهراء.

4ـ وصل على الحسن المجتبى.

5ـ وصل على الحسين الشهيد بكربلاء.

6ـ وصل على علي زين العابدين.

7ـ وصل على محمد الباقر.

8ـ وصل على جعفر الصادق.

9ـ وصل على موسى الكاظم.

10ـ وصل على علي الرضا.

11ـ وصل على محمد التقي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أيضأ لا نستبعد ورود هذه النصوص على الصندوق الحسيني.

(66)

        12ـ وصل على علي النقي.

        13ـ وصل على الحسن العسكري.

        14ـ وصل على محمد المهدي.

        أما بقية الألواح من الجهة المضادة للقبلة وجهة الأرجل فلا كتابات عليها بل زخرفة ونقوش مختلفة.

        ثانياً: النصوص المكتوبة على صندوق ضريح الامام الجواد ع فقد كتبت بالخط النسخي وبحروف بارزة وعلى شكل سطر واحد يحيط باللوح الكبير الكائن في جهة الرأس الشريف وفي سورة الدهر بكاملها تبداً بالبسملة وتنتهي في « صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم».

        وكتب على اللوح الكبير المباين لجهة القبلة بالخط الكوفي مطعماً بالعاج كلمة «علي» مكررة ثلاث مرات متجهة الى المركز يحيط بها كلمة «محمد» مكررة ثلاثة مرات أيضاً ومتجهة الى المركز، وذلك ثمانية عشر مسدساً ستة منها في الجهة العليا ومثلها في الجهة السفلى وثلاثة في الجهة اليمنى ومثلها في الجهة اليسرى من اللوح.

        وكتب بالعاج أيضاً كلمة «علي» فقط على الطريقة السالفة على كل من اللوحين الصغيرين المتصلين بهذا اللوح الكبير داخل أربعة عشر مسدساً اثنان منها في الجهة العليا ومثلها في الجهة السفلى وخسمة في الجهة اليمنى ومثلها في الجهة اليسرى.

        أما جهة الأرجل وجهة القبلة فليس عليهما نصوص كتابية، بل زخرفة من حفر وتطعيم وزخارف ملونة(1).

        وذكر واصفو صندوقي الامامين الكاظم والجواد عليهم السلام بأن الصندوقين تم عملهما في سنة 926هـ، الا أنه مستبعد كما أشرنا سابقاً حيث أن وفاة السلطان إسماعيل الصفوي كانت عام 930هـ وكان يمكنه نصب هذه الصناديق خلال أربع سنوات، ولا يخفى ان الواصف لم يذكر بأن التاريخ.

ـــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع تاريخ المشهد الكاظمي: 69ـ 73 عن مجلة سومر البغدادية العدد: 6، 25 الصفحة: 192ـ 195.

(67)

حفر على الصندوق مما يمكن الاحتمال بأن هذا التاريخ هو عام البدء بالعمل، والله العالم.

        ش 168

        (6)

 ص68

صورة من جانب من صندوق الكاظميين عليهم السلام

        # وفي عام 936هـ دخل الملك طهماسب الأول(1) بغداد فاتحاً وزار بعد ذلك العتبة الحسينية المقدسة(3).

ــــــــــــــــــــــــ

(1) طهماسب الأول: هو ابن اسماعيل الأول ثاني ملوك الصفويين حكم مابين 930ــ 984هـ.

(2) لما سمع طهماسب الأول خير تمرد واليه على بغداد ذو الفقار وميله نحو العثمانين أزعجه ذلك فسار اليها وتمكن من قتل ذي الفقار وارجاع بغداد الى حكمه، ونصب محمد خان (أخو ذو الفقار) حاكماً جديداً عليها كما عين ولاة لبقية أنحاء العراق.

        ولما استتب له الأمر رجع الى عاصمة حكمه قزوين.

(3) شهر حسين: 304، مدينة الحسين: 3/26 عن المجموعة الخطبية للسيد عبدالحسين الكليدار.