موسوعة بطل العلقمي

اسم الکتاب : موسوعة بطل العلقمي

المؤلف : تأليف سماحة آية الله المحقق الكبير الشيخ عبد الواحد المظفر قدس سره
المطبعة : مؤسسة الشيخ المظفر الثقافية العراق النجف الاشرف مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت لبنان

 

 

 

 

(20) جبار بن سلمى


ابن مالك بن جعفر الكلابي الجعفري العامري وأبوه نزال المضيق، وكان جبار فارسا بطلا من أبطال بني عامر وساداتهم شاعرا فصيحا من اجواد العرب أدرك الإسلام وأسلم وشهد مع عامر بن الطفيل مقتل أصحاب رسول الله (ص) يوم بئر معونة وقتل بعضهم، ويقال إنه افرس من عامر بن الطفيل وقد وفد مع عامر واربد على النبي (ص) ونجا لأن دعوة النبي (ص) انصرفت عنه إليهما.
قال في الإصابة(1): جبار بن سلمى – بضم السين وقيل بفتحها – ابن مالك بن جعفر ابن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الكلابي كان يقال لأبيه نزال المضيق، ذكر ابن سعد أنه قدم إلى النبي (ص) مع عامر بن الطفيل وهو مشرك، ثم كان هو الذذي قتل عامر بن فهيرة.
وفي المغازي لابن إسحاق: حدثني رجل من ولد جبار بن سلمى قال: كان جبار فيمن حضرها يومئذ مع عامر بن الطفيل يعني بئر معونة ثم أسلم بعد ذلك.
وذكر الواقدي أنه اسلم على يد الضحاك الكلابي.
وروى الواقدي بأسناده عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: قدم وقد بني كلاب وهم ثلاثة عشر رجلا فيهم لبيد بن ربيعة فنزلوا دار رملة بنت الحارث، وكان بين جبار بن سلمى وكعب بن مالك صحبة فجاء كعب فرحب بهم وأكرم جبار بن سلمى وأنطلق معهم إلى النبي (ص) فذكر القصة.
وروى ابن إسحاق والواقدي وغيرهما أن جبار بن سلمى هو الذي طعن عامر بن فهيرة يومئذ فقال: فزت ورب الكعبة ورفع من رمحه لم توجد جثته، فاسلم جبار لذلك وحسن إسلامه.
(1) الإصابة 1/219.
(172)
وحكى ابن الكلبي أنه كان يقال إنه أفرس من عامر بن الطفيل، الخ.
قال ابن إسحاق كما في السيرة الهشامية(1): حدثني بعض بني جبار بن سلمى بن مالك بن جعفر قال: وكان جبار فيمن حضرها – يعني بئر معونة – مع عامر ثم أسلم فكان يقول: إن مما داعني إلى الإسلام إني طعنت رجلا منهم يومئذ بالرمح بين كتفيه فنظرت غلى سنان الرمح حين خرج من صدره فسمعته يقول فزت والله فقلت في نفسي: ما فاز، الست قد قتلت الرجل، حتى سألت بعد ذلك عن قوله فقالوا: الشهادة، فقلت: فاز لعمر الله، إنتهى، وسيأتي تأبينه لعامر بن الطفيل.
وقال الآمدي في المختلف والمؤتلف(2): جبار بن سلمى بن مالك بن عامر بن صعصعة، أنشد له المفضل في المقطعات:
وما للعين أن تبكي مجيرا إذا فترت عن الرمح اليدان
وما للعين أن تبكي بجيرا ولو أني نعيت له بكاني
ولم يذكر في الإصابة ولا في الأستيعاب تاريخ وفاته ويجئء في كثير من الكتب حيان بن سلمى كما في دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني وغيره وهو تصحيف بلا شك والصحيح ما ذكرناه أولا جبار لا حيان.

(21) علقمة بن علاثة


الجعفري العامري الكلابي الصحابي المشهور، كان شجاعا بطلاب وجوادا كريما وسيدا شضريفا من سادات بني عامر ومن الخطباء الفصحاء أدرك الإسلام وأسلم إسلاما مدخولا فهو من المؤلفة قلوبهم، والمؤلفة أشراف من أشراف العرب يسلمون لأجل الأطماع، كان النبي (ص) يعطيهم الأموال يتألفهم بذلك ليكفي شر غائلتهم ويأمن مكرهم وهم جماعة كثيرون ذكرناهم في كتابنا (الميزان الراجح).
وعلقمة هذا هو صاحب المنافرة مع عامر بن الطفيل، وكان علقمة أسخى من عامر وأوفى وأحلم، وعامر أشجع منه وأغدر وأنكر، وكان أبوه علاثة من سادات بني عامر وجده عوف بن الأحوص فارس العصا وجده الأحوص قائد هوازن.
(1) سيرة ابن هشام 3/ 47. (2) المختلف والمؤتلف: ص99.
(173)
قال العسقلاني في الإصابة(1): علقمة بن علاثة بن عوف بن الأحوص بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري ثبت ذكره في الصحيح في حديث ابي سعيد، قال: بعث علي بن ابي طالب «عليه السلام» إلى النبي (ص) بذهبية في تربتها فقسمها بين أربعة نفر: عيينة بن حصن «فزاري» والاقرع بن حابس «تميمي» وعلقمة بن علاثة وزيد الخيل «طائي».
وقال بعد ذكر منافرته لعامر عن أبي حدرد الأسلمي قال: قال محمد بن مسلم: كنا يوما عند رسول الله (ص) فقال: يا حسان، أنشدني من شعر الجاهلية، فأنشده قصيدة الأعشى التي هجا فيها علقمة بن علاثه ومدح بها عامر بن الطفيل، فقال: يا حسان، لا تعد تنشدني هذه القصيدة، فقال: يا رسول الله، تنهاني عن رجل شرك مقيم عند قيصر؟
فقال (ص): إن قيصر سأل أبا سفيان عني فتناول مني وسال علقمة فأحسن القول فأن أشكر الناس للناس أشكرهم لله.
وساق نتفا من الأحاديث في مناح شتى تتعلق بعلقمة منها ما عن ابن سيرين قال: ارتد علقمة بن علاثة فبعث أبو بكر إلى أمراته وولده، فقالت المرأة: إن كان علقمة كفر فإني لم أكفر أنا ولا ولدي، قال: فذكرت ذلك للشعبي، فقال: هكذا فعل بهم، الخ.

المنافرة بين علقمة وعامر:


والمنافرة هي المفاخرة عند العرب، قال ابن نباتة في شرح رسالة ابن زيدون هامش لامية العجم(2) سبب منافرتهما: حكى أبو عبيدة وغيره قال: أول ما هاج النفار بين علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل أن علقمة كان ذات يوم قاعدا يبول فنظر إليه عامر، فقال: لم أرى كاليوم سوءة رجل أقبح.
فقال علقمة: لأنها لا تثب على جاراتها ولا تنازل إلا كفائتها – يعرض بعامر -، فقال عامر: وما انت والقدوم؟ والله لفرس أبي المسى حبوة اذكر من ابيك ولفحل أبي المسمى الغيهب أعظم ذكرا منك.
فقال علقمة: أما فرسكم فمعارة، وأما فحلكم فغددرة وكانوا قد استعاروا هذا الفحل من رحل بن كلب يستطرقونه فغلبوه عليه ولكن إن شئت نافرتك.
(1) الإصابة 2/ 503.
(2) شرح رسالة ابن زيدون بهامش لامية العجم 1/1227.
(174)
قال: قد شئت.
فقال علقمة: والله إني لبر وإنك لفاجر، وإني وفي وإنك لغادر، ففيما تفاخرني يا عامر؟
فقال عامر: والله إني لأنزل منك للقفزة وأنحر للبكرة وأطعن للنقرة.
وفي رواية الإصابة(1) عن ابن عساكر: إن علقمة قال لعامر: لا أنافرك على الفروسية أنت أشد بأسا مني.
فقال عامر: لا أنافرك على الكرم، أنت رجل سخي.
فقال علقمة: لكني موف وأنت غار وعفيف وأنت عاهر ووالد وأنت عاقر، الخ.
قال ابن نباتة: ثم تنافرا على مائة من الإبل يعطيانها للحكم أيهما نفر عليه صاحبه ثم خرج علقمة بمن معه من بني خالد وخرج عامر بمن معه من بني مالك وقد أتى عامر بن الطفيل عمه ملاعب الأسنة فقال: يا عماه، أعني.
فقال: يا ابن أخي، سبني، قال: لا اسبك وأنت عمي.
قال: دونك نعلي فإني ربعت فيها أربعين مرباعا فاستعن بهما في نفارك.
وحيث أن القصة عنده مطولة نورد ما في الإصابة فإن أخصر، قال(2) كان علقمة بن علاثة تنافر مع عامر بن الطفيل فخرج مع عامر لبيد والأعشى ومع علقمة الحطيئة فحكما أبا سفيان بن حرب، فأبى أن يحكم بينهما فأتيا عيينة بن حصن فأبى فأتيا غيلان بن سلمة الثقفي فرهما على حرملة بن الأشعر المرين، فردهما إلى هرم بن قطبة الفزاري فلما نزلا به قال: لاقضين بينكما ولكمن في العام المقبل.
فانصرفا،، ثم قدما، فبعث إلى عامر سرا فقال: لا تفاخر رجلا لا تفخر أنت ولا قومك إلا بأبائه فكيف تكون أنت خيرا منه؟ فقال: أنشدك الله أن تفضله علي وهذه ناصيتي جزها وأحكم في مالي بما شئت أو فسوي بيني وبينه.
ثم بعث إلى علقمة سرا، فقال: كيف تفاخر رجلا هو ابن عمك وابوه أبوك وهو أعظم قومك غناء؟
فقال له كما قال له عامر.
فأرسل هرم غلى بنيه: إني قائل مقالة فإذا فرغت فلينحر أحدكم عن علقمة عشرا ولينحر آخر عن عامر عشرا، وفرقوا بين الناس.
(1) الإصابة: 503. (2) الإصابة: ص504.
(175)
فلما أصبح قال لهما جهارا: لقد تحاكمتما إلي وانتما كركبتي البعير يقعان معا، وكلاكما سيد كريم ولم يفضل فأنصرفا إلى ذلك.
ومدح الأعشى عامرا وفضله على علقمة بأبيات منها:
سدت بني الأحوص لم تعدهم وعامر ساد بنو عامر
فنذر علقمة دم الأعشى فأتفق أنه ظفر به فأنشده قصيدة نقض بها الأولى يقول فيها:
علقم يا خير بني عامر للضيف والصاحب والزائر
وقد أوردناها بطولها في كتابنا «الميزان الراجح» وبسطنا الطلام في ترجمة علقمة.
أما وفاته فكانت بحوران واليا لعمر بن الخطاب سنة (15) هجرية سنة (638) ميلادية قاله الأب لويس في شرح مجاني الأدب أما الزركلي في الأعلام فقال سنة (20) هجرية سنة (640) ميلادية، ولعله أقرب للصواب.
قال في الإصابة(1): قال هشام بن الكلبي: حدثني بعض بني جعفر بن كلاب: إن عمر بن الخطاب ولي علقمة حوران فنزلها إلى أن مات، وخرج إليه الحطيئة فوجده فد مات وأوصى له بجائزة فرثاه بقصيدة منها:
فما كان بيني لو لقيتك سالما وبين الغنى إلا ليال قلائل
فعمري لنعم المرء من آل جعفر بحوران أمسى أدركته الحبائل
... الخ، وقبل البيتين:
إلى القائل الفعال علقمة الندى رحلت قلوصي تجتويها المناهل
إلى ماجد الآباء قرم عثمثم له عطن يوم التفاضل آهل
فما كان البيتان وبعدهما:
لقد غادرت حزما وجودا ونائلا ولبا أصيلا خالفته المجاهل
تكاد يداه تسلمان ردائه من الجود لما استقبلته الشمائل
فإن تحيى لا أملل حياتي وإن تمت فما في حياتي بعد موتك طائل
قال في الإصابة: فقال ابنه: كم ظننت أن أبي يعطيك؟ قال: مائة ناتقة.
قال: فلك مائة ناقة تتبعها أولادها.
(1) الإصابة: ص504.
(176)

(22) أشعث بن عبد الحجر


الجعفري الكلابي شاعر فارس من فرسان بني كلاب جاهلي إسلامي أدرك عصر النبوة مسلما لكنه لم ير النبي (ص) فهو من التابعين وكان بطلاب مشهورا شهد الفتوحات الإسلامية في عصر أبي بكر وعمر وابلى فيها بلاء عظيما وهو عم علقمة المتقدم.
قال الحافظ العصقلاني في الإصابة(1): أشعث بن عبد الحجر بن عوف بن الأحوص ابن جعفر بن كلاب العامري الكلابي، قال ابن الكلبي: شهد القادسية والحيرة وتلك المشاهد، وقال حين عقرت بالقصر ناقته:
وما عقرت بالسيلحين وبالقصر إلا خشية إن أعيرا
... إنتهى، وزاد الحموي في معجم البلدان(2):
فبإست أمرئ يبأى علي برهطه وقد ساد أشياخي معدا وحميرا
وساق نسبه كما في الإصابة سواء.
وقال البلاذري في فتوح البلدان(3): أشعث بن عبد الحجر بن سراقة الكلابي وقد شهد الحيرة والقادسية، ثم ذكر البيتين.
وقد ذكرنا لسراقة بن عوف شعرا في التراجم السابقة في منافرة علقمة وعامر بن الطفيل وغيرهما.

(23) عروة الرحال الكلابي


الجعفري، أحد سادات مضر في الجاهلية وشجعان قيس وأبطال بني عامر وكان من أجواد العرب وشعرائهم حيث كان الشعر من فضائل العرب وكان من الرحالين إلى الملوك المحترمين عندهم وبرحلته إلى الملوك لقب بـ«الرحال» وكان يعرف بهارة الصوت وبسبب مقتله هادت حروب طاحنة بين الكنانية وقريش وبين هوازن ذهبت فيها نفوس كثيرة قتل فيها من مشاهير قريش العوام والد الزبير وأحيحة بن سعيد بن العاص وهو أكبر أولاده والمكنى به وعرقت هذه الحروب بحروب الفجار.
قال ابن نباتة في شرح رسالة ابن زيدون(4): هو عروة بن عتبة بن جعفر بن
(1) الإصابة 1/107. (2) معجم البلدان 1/199.
(3) فتوح البلدان: ص260.
(4) شرح رسالة ابن زيدون بهامش لامية العجم 1/90.
(177)
عامر بن صعصعة وكان بعرف بـ«عروة الرحال» لرحلته إلى الملوك، وكان من ذوي العقل والشهامة وهو من ارداف الملوك وللعرب مبالغة في وصفه فيزعمون أنه رحل إلى معاوية بن الجون الكندي فغزى معاوية بني حنظلة قومه من بني عامر وأستصحبه معه، فلما كان بواردات قال لمعاوية: إن لي حق صحبه ولحله وأريد أن انذر قومي من ها هنا وبينه وبينهم مسيرةليلة فعجب معاوية منه فإذن له، فصاح: يا صباحاه! ثلاث مرات، فسمعه قومه من الشعب فأستعدوا لذلك، الخ.
وهذا ذكره الجاحظ في البيان والتبيين(1) ولفظه: قال أبو عبيدة: كان عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب رديفا للملوك(2) رحالا إليهم وكان يقال له «عروة الرجال» وذكر مثل قول ابن نباتة بتفاوت يسير في جماعة ذكرهم شهروا بجهارة الصوت.

مقتل عروة الرحال وحروب الفجار:


قال ابن عبد ربه المالكي في العقد الفريد(3): الفجار الآخر هو بين قريش وكنانة كلها وبين هوازن وإنما هاجها البراض بقتله عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب فابت هوازن ان تقتل بعروة البراض بقتله عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب فأبت هوازن أن تقتل بعروة البراض لأن عروة سيد هوازن والبراض خليع من بني كنانة أرادوا أن يقلتون به سيدا من قريش ثم ساق القصة بطولها.
واوردها ابن نباتة وابن الأثير أيضا مطولة وأختصرها الميداني وهذا لفظه في مجمع الأمثال(4): البراض بن قيس الكناني ومن خبر فتكه أن كان وهو في حيه عيارا فاتكا يحني الجنيات على أهله فخلعه قومه وتبرؤوا من صنيعه ففارقهم وقدم مكة فحالف حرب بن أمية ثم نبا به المقام بمكة أيضا ففارق أرض الحجاز إلى أرض العراق وقدم على النعمان ابن المنذر الملك فأقام ببابه وكان النعمان يبعث غلى عكاظ بلطيمة كل عام تباغ له هناك فقال: وعنده البراض والرحال وهو عروة بن عتبة بن جعفربن كلاب سمي رحالا لأنه وفادا إلى الملوك: من يجزي لي لطميتي هذه حتى يقدمها عكاظ؟
فقال البراض: أبيت اللعن أنا أجيزها على كنانة، فقال النعمان: ما أريد لا رجلا يجيزهها على الحيين قيس وكنانة.
فقال عروة الرحال: أبيت اللعن اهذا العيار الخليع يكمل لأن يجيز لطيمة
(1) البيان والتبيين 1/133. (2) يريدون بالردافة الوزارة.
(3) العقد الفريد 3/ 377. (4) مجمع الأمثال 2/23.
(178)
الملك أنا مجيزها على أهل الشيخ والقيصوم من أهل نجد وتهامة.
فقال: خذها، فرحل عروة بها وتتبع البراض اثره حتى إذا صار عروة بضهراني قومه بجانب فدك نزل البعير فأخرج البراض قداحة يستقسم بها في قتل عروة، فمر به عروة فقال: ما تصنع يا براض؟
قال: استخير القداح في قتلي إياك.
فقال: أستك أضيق من ذا، فوثب البراض بسيفه فضربه ضربة خمد منها
واستاق العير فسببه هاجت حرب الفجار بين حيي خندف وقيس، الخ.

شعر عروة الرحال:


منه ما ذكره ابن نباتة في شرح الرسالة:
أتعجب مني أم حسان إذ رأت نهارا وليلا أبلياني فأسرعا
وقد صار إخواني كأن عليهم ثياب المنايا والثغام المنزعا
من ابيات قيل هي لعروة الرجال – بالجيم – وهو رجل من بني أسد، إنتهى.
وذكر الآمدي في المختلف والمؤتلف: عروة الرحال الجعفري وقال: لم أعرف له شعرا، وذكر هذا الشعر لعروة الرجال الأسدي وزاد فيه بيتا بعد البيتين.
يبيتهم ذو اللب حتى تراهم وسيماهم بيضا لحاهم وأصلعا
وقال أبو الفرج في الاغاني(1): إن عروة الرحال بن عتبة بن جعفر جد وسنان بن أبي حارثة وابنيه هرما ويزيد قد كان العطش أن يهلكهم فجز نواصيهم وأعتقهم، ثم إن عروة أتى سنانا بعد ذلك يستثيبه ثوابا يرضاه، فقال عروة في ذلك:
ألا من مبلغ عني سنانا ألوكا لا أريد يها عتابا
أفي الخضراء تقسم هجمتيكم وعروة لم يئب إلا الترابا
فلو كان الجفا فرطا وعوني غداة الشعب لم تذق الشرابا
أتجزي القين نعمتها عليكم ولا تجزي بنعمتها كلابا
إنتهى.
وعروة هو أحد أربعة أجتمعت عليهم هوازن وكلهم من بني كلاب.
(1) الأغاني 10/43.
(179)
قال محمد بن حبيب في كتاب المحبر(1): من أجتمعت عليه هوازن ولم تجتمع هوازن كلها إلا على هؤلاء الأربعة نفر من بني جعفر بن كلاب وهم: خالد بن جعفر بن كلاب بعد قتله زهير بن جذيمة بن رواحة وعروة الرحال بن عتبة بن جعفر وعامر بن مالك بن جعفر بن كلاب، إنتهى، هذا الأخير هو أبو براء ملاعب الأسنة.

(24) بشر بن عامر الكلابي


فارس من فرسان بني عامر وأحد أشراف بني كلاب أدرك الإسلام فأسلم ولم ير النبي (ص) فلذلك عد في التابعين وكان أبوه صحابيا.
قال الحافظ العسقلاني في الإصابة(2): بشر بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب ابن عم لبيد الشاعر له إدراك ولأبيه صحبة وكان له ابن يسمى عبد الله له ذكر في خلافة آل مروان وهو الذي تحمل الحمالة التي اختصم فيها هو وعبد العزيز بن زرارة الكلابي وكان عبد العزيز رئيس أهل البادية في زمانه، ذكره ابن الكلبي.

(25) بشر بن ملاعب الأسنة


هذا الرجل هو السابق لا شك فيه عندي وإنما أفردته تبعا للحافظ العسقلاني، وحتى ننبه على اتحاد الترجمة ووحدة المترجم ليتفطن الناظر في كتاب الإصابة وهذا لفظ فيه(3): بشر بن عامر بن مالك العامري أبو عمر ابن أبي براء ملاعب الأسنة مات أبوه في زمن النبي (ص) وابنه هذا له إدراك وعاش إلى أن تزوج مروان بن الحكم بنته فولد له منها بشر بن مروان، وهو الذي ولى الكوفة لخيه عبد الملك ذكر ذلك المدائني والزبير بن بكار وغيرهما.
روى أبو الفرج(4) عن المدائني: إن مروان بن الحكم مر ببادية بني جعفر فرأى قطية بنت بشر تنتزع بدلو على إبلها وهي تقول:
ليس بنا فقر على التشكي جونية كحمر الأبك
لا ضرع فيها ولا مذكي
(1) المحبر: ص252. (2) الإصابة 1/ 173.
(3) الإصابة 1/ 173.
(4) الأغاني 1/ 139.
(180)
وتقول:
عامان ترقيق وعام تمما لم يتركن لحما ولم يترك دما
فخطبها مروان فتزوجها فولدت له لشر بن مروان، إنتهى.
ولبشر هذا ابن إسمه عامر كان شريفا في قومه وهو الذي تزوج العامرية بنت غطيف بن حبيب بن قرة بن هبيرة صاحبة الصمة القشيري أحد عشاق العرب المشهورين، ولما تزوجها هجاه الصمة وكان عامر قصيرا قبيحا، فقال:
فإن تنكحوها عامرا لاطلاعكم إليه يدهدهكم برجليه عامر
شبهه بالجعل الذي يدهده برجليه، ذكره في الأغاني (1) وكذلك ذكر نسبه عامر بن بشر بن أبي براء ملاعب الأسنة.

(26) جعيدة بن عبيدة الكلابي الجعفري


فارس شاعر من أبطال بني كلاب أدرك الإسلام فأسلم ولم ير النبي (ص) شهد الفتوحات الإسلامية وحضر المغازي أيام الخليقتين مع خالد بن الوليد المخزومي.
قال العسقلاني في الإصابة(2): جعيد بن عبيدة الكلابي كان مع خالد بن الوليد في قتال الردة وفي فتح الشام، وهو القائل:
تقول ابنه المجنون هل انت قاعد ولا وابيها حلفة لا أطيعها
ومن يكثر التطواف في جيش خالد من الروم مصبوغ عليه دموعها

(27) الضحاك بن سفيان الكلابي


أحد بني بكر بن كلاب شاعر فارس من الصحابة ولأبطال المشهورين والقواد القديرين أسلم ووفد على النبي (ص) وتولى له قيادة بعض السرايا ولكنه كان قصير القامة أسودا، نص عليه الغزالي في إحياء العلوم في قصة جرت له مع عائشة زوجة النبي (ص).
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة(3): الضحاك بن سفيان بن عوف بن أبي بكر بن كلاب الكلابي أبو سعيد، قال ابن حبان وابن السكن: له صحبة، وقال أبو عبيدة: صحب النبي (ص) وعقد له لواء، وقال الواقدي: كان على صدقات قومه
(1) الأغاني 5/35. (2) الإصابة 1/262.
(3) الإصابة 2/ 306.
(181)
وكان من الشجعان بعد بمائة فارس وبعثه النبي(ص) على سرية وفيه يقول العباس بن مرداس:
إن الذين وفوا بما عاهدتهم جيش نعثت عليكم الضحاكا
قال ابن سعد: كان ينزل نجد في حوالي ضرية وكان واليا على من أسلم من قومه.
وقال(1): إن الضحاك بن سفيان كان سيافا لرسول الله (ص) قائما على رأسه، متوشحا سيفه.
وقال ابن عساكر في تاريخه(2): كان الضحاك سيافا لرسول الله (ص) قائما على رأسه متوشحا سيفه، وكانت بنو سليم في تسعمائة فقال رسول الله (ص): هل لكم في رجل يعلد بمائة يوفيكم ألفا؟ فوفاهم بالضحاك، فلما أقبلوا قال رسول الله (ص) للعباس السلمي: ما لقومي كذا – يريد تقتلهم – وقومك كذا – يريد تدفع عنهم -، فقال العباس:
نذود أخانا عن أخينا ولو نرى ممرا لكنا الأقربين نتابع
نبايع بين الأخشبين وإنما يد الله بين الأخشبين نبايع
عشية ضحاك بن سفيان معتص بسيف رسول الله والموت كانع
وفي السيرة الحلبية(3): سرية الضحاك بن سفيان في جمع إلى بني كلاب فلقوهم فدعوهم إلى الإسلام فأبوا فقاتلوهم فهزموهم وكان في جملة المسلمين شخص لقي أباه فدعاه إلى الإسلام فسبه وسب الإسلام فضرب عرقوب فرس أبيه فوقع، فأمسك أبه إلى أن اتى بعض المسلمين فقتله، الخ.
مات الضحاك سنة (11) هجرية سنة (633) ميلادية قاله الزركلي في الأعلام.
قال الغزالي في الاحياء(4): روي أن الضحاك بن سفيان الكلابي كان رجلا دميما قبيحا، فلما بايعه النبي (ص) قال: إن عندي أمرأتين أحسن من هذه الحميراء وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب فهلا أنزل لك عن أحدهما فتتزوجها، وعائشة تسمع.
فقالت: هما أحسن أم انت؟
(1) الإصابة 2/ 307. (2) تاريخ دمشق 7/258.
(3) السيرة الحلبية 3/ 230. (4) احياء العلوم 2/113.
(182)
فقال: بل أنا أحسن منهما وأكرم.
فضحك رسول الله (ص) من سؤالها له.

(28) الحارث الكلابي


والد زفر، كان شاعرا فارسا أدرك الإسلام فأسلم ولم ير النبي (ص) فهو تابعي.
قال ابن حجر في الإصابة(1): الحارث بن عبد عمرو بن معاذ بن يزيد بن عمرو بن الصعق بن نفيل بن عمرو بن كلاب والد زفر أدرك الجاهلية وأسلم بعد النبي (ص).