كربلاء في الذاكرة 383

الرجال من الفجر حتى شروق الشمس ، وبعد ذلك تستلمه النساء حتى المساء . ابتاعه المرحوم الحاج حسين الحلاوي ، وهو من الحمامات الشعبية القديمة الطراز .
13 ـ حمام السيد سعيد الشروفي :


أسسه المرحوم السيد سعيد السيد مصطفى الشروقي آل طعمة وذلك سنة 1922 م ويقع في شارع الوزون ، وهو جزء من بستان شراف المعروفة ببستان شرف الدين العائدة للسادة آل شروفي والى جواره يقع حمام النساء .
14 ـ حمام باب بغداد الصغير :


أسسه الميرزا علي الشكرچي . وكان موقعه في بداية شارع الامام علي (عليه السلام) قرب زقاق البو شمطو ، الا ان هذا الحمام قد هدمت معالمه وشيد على انقاضه مسجد .
15 ـ حمام الحاج علي شاه :


ويعرف بحمام حمزة بحر ، وهو يعود للحاج علي شاه وقد انتقلت ادارته لابنه الحاج كاظم شاه وموقعه في سوق الساعاتية .
16 ـ حمام الحاج غلام رضا الوكيل :


وهو من الحمامات القديمة التي ابتاعها الحاج غلام رضا الوكيل قبل سنة 1900 م ، وقد اشتراه اليوم الحاج عبد المجيد كمبوري .
17 ـ حمام التيل خانه :


اوقفته عقيلة المرحوم أفضل خان النواب . ويقع بالقرب من البريد ، والى جانبه حسينية وجامع ، وكانت تصرف وارداته عليها . وقد استأجره الاسطه حسين عسكر سنة 1910 .

كربلاء في الذاكرة 384

18 ـ حمام العلقمي :


وكان قديماً مخزناً لتعبئة النفط يعرف بـ (گازخانه) أسسه الحاج حسون المعمار . ويقع خلفه حمام النساء ، وموقع الحمام في شارع العلقمي عند حدود سور باب الخان .
19 ـ حمام نينوى :


أسسه الحاج ميرزا ابو الطابوق قبل نصف قرن ثم اشتراه الحاج ظاهر أبو شير ويقع في شارع الناحية في محلة باب الخان .
20 ـ حمام النمره :


أسسه الميرزا علي أكبر الوكيل والد المحامي رضا الحمامي وذلك سنة 1910 م ، ثم استملكه المرحوم الحاج محمد الاطرقچي موقعه في محلة العباسية الغربية . والمعروف ان هذا الحمام يختلف عن بقية الحمامات المذكورة نظرا لعدم وجود خزائن عامة يستحم فيها الناس ، ويعرف بالقمارة ، وذلك لان طريقة الاستحمام فيه لشخص واحد . ويتردد عليه رجال الوظيفة نظرا لقربه من دور الموظفين .
21 ـ حمام الفردوسي :


أسسه الحاج ابراهيم اليزدي سنة 1960 م وموقعه في شارع الامام علي بمحلة العباسية الغربية ، والى خلفه يقع حمام النساء وتهدم أخيراً . وشيدت على انقاضه دور حديثة .

كربلاء في الذاكرة 385

المقابر العامة

المقابر جمع مقبرة . وهي المكان الذي يضم رفات الاشخاص الذين يفارقون الحياة . بعد الانتهاء من مراسيم التشييع ، يؤتى بالميّت سواء كان رجلاً أو امرأة أو طفلاً فيدفن في المكان المعد لدفنه في المقبرة التي تمتلكها عائلته أو في المقبرة العامة لقا أجور زهيدة .
وقد شاع في السابق ان الشخص المتوفى اذا لم يكن علوياً ، فعلى ذويه دفع رسم مقداره دينار واحد يسمى (رسم رفع الصخرة) وذلك اذا ارادوا دفنه في أحد الصحنين الحسين والعباس . أما في الوادي (المقبرة العامة) فانهم يدفعون رسماً مقداره نصف دينار ، وفي شهر رمضان يرفع هذا الرسم ويدفن مجاناً تكريماً لحرمة الشهر المبارك .
جاء في كتاب (الرحالة الروس في الشرق الأوسط) : وفي سنة 1894 م مرّ زوار يبلغ عددهم الثلاثين الف شخصا عن طريق بغداد من كربلاء ويبلغ في الاحوال الاعتيادية عددهم في السنة الواحدة حوالي العشرين الف شخصاً ، وينقلون في الغالب جثث موتاهم الى كربلاء في فصل الشتاء . ويبلغ عدد التوابيت التي تستقبلها كربلاء الخمسة آلاف ، وأحياناً تصل الى العشرة آلاف في السنة الواحدة ، وثمن النقل يبلغ قراناً واحداً (30 كوبيكا) عن خمسة توابيت (وهي ضريبة المرور) ويطالب رئيس مركز الشرطة التركية للحجر الصحي بفحص التوابيت أحياناً .
أما أجرة الدفن في أسوار كربلاء والنجف فتبلغ حوالي الألف قران ، وهي تختلف بمدى بُعد أو قرب مكان الدفن عن المسجد ، أما في الخارج المدينة فتصل اجرة الدفن الى المائة قران(1) .. الخ .

(1) الرحالة الروسي في الشرق الأوسط / تأليف ن . م دانتسيغ . ترجمة وتعليق د . معروف خزنه دار ص 274 .
كربلاء في الذاكرة 386

وهناك أماكن اعدت لدفن الموتى وهي كالآتي :
1 ـ الروضتان المقدستان الحسينية والعباسية .
2 ـ ساحة المخيم .
3 ـ وادي العتيق (مدرسة العزة حالياً والاراضي المحيطة بها) .
4 ـ ساحة الهيابي (مقام جعفر الصادق وما جاوره) .
5 ـ الوادي الجديد (المقابل لمحطة القطار) .
6 ـ مقبرة الهنود (بستان ابن ذرب المقابلة لمرقد ابن الحمزة) .
وذكر لي الشيخ صالح المعمار احد خدمة الروضة الحسينية المتوفى سنة 1397 هـ : (ان الأطفال كانوا يدفنون بدون رسم دفنية وذلك في كل مرتفع من ساحة الهيابي . أما الأموات الآخرون فكان يدفع عنهم رسم ، بعد ان يتم غسلهم في مغتسل باب طويريج قرب مرقد ابن الحمزة) .
وفي سنة 1305 هـ وهي سنة (الغرق) ترك الناس وادي العتيق ، وانتقلوا الى الوادي الجديد . وفي نفس السنة أمر العالم الشيخ زين العابدين الحائري بانشاء مغتسل الوادي الجديد ، وما تزال آثاره قائمة حتى هذا اليوم خلف معمل اليشماغ ، أو (شركة كربلاء للصناعة) .
وكان للسادة آل الطباطبائي مغتسل خاص بأعلام اسرتهم يقع قرب دورهم .
وقد تم انشاء مقبرة حديثة مؤخراً الى يمين الذاهب الى النجف خلف الحزام الأخضر .

كربلاء في الذاكرة 387

الفصل الثامن

الناحية الفكرية


الجمعيات الاجتماعية والأحزاب السياسية

تأسست في كربلاء عدة جمعيات وفروع للأحزاب السياسية كان لها تأثيرها ودورها الفاعل في المجتمع . وكان ينتسب اليها أعضاء أكدوا على التواصل الأبداعي الذي يمثل مكابدات الذات العربية في كربلاء ومدى فاعلية المبدع ومدى فعله في العصر . وهذه الجمعيات والاحزاب هي :

أ ـ السياسية : ـ

1 ـ فرع جميعة الاتحاد والترقي :


تأسس في سنة 1908 م ، وهو عبارة عن جمعية سياسية هدفها مكافحة استبداد السلطان العثماني والمطالبة بوضع دستور للبلاد . وكان مركزه في محلة باب الطاق .
2 ـ فرع جمعية مكافحة الاستبداد :


تأسس في سنة 1908 م أيضاً . وكان الهدف الرئيسي له مكافحة الاستبداد الايراني واعلان الدستور . وكان الاسم الحقيقي لهذا الفرع (جمعية الأحرار) ، وموقعه في محلة العباسية الغربية .
3 ـ الجمعية الوطنية الاسلامية : (1)


وهي جمعية سرية تالفت على أثر قيام الشيخ محمد تقي الحائري بالزعامة الدينية ، موقعها في محلة باب النجف . هدفها

(1) ديوان ابي المحاسن الكربلائي ـ المقدمة بقلم : الشيخ محمد علي اليعقوبي .
كربلاء في الذاكرة 388

مناوئة الاحتلال البريطاني وبث الدعاية الوطنية والتوفيق بين رؤساء عشائر الفرات وزعمائه لأزالة ما احدثته سياسة الاستعمار من ضغائن وأحقاد . كما تقدمت هذه الجمعية لانتخاب أحد انجال الشريف حسين بن علي ملكاً على العراق . أما اعضاؤها فهم : السيد حسين القزويني . السيد عبد الوهاب آل طعمة السيد محمد علي هبة الدين الحسيني . الشيخ محمد حسن ابو المحاسن .
4 ـ فرع حزب النهضة :


مؤسس هذا الحزب المرحوم الحاج محمد أمين الجرجفجي في بغداد وجماعة معه ، وكان ذلك سنة 1343 هـ (19 آب 1922م) وانضم لهذا الفرع بعض رجالات كربلاء .
5 ـ فرع حزب الأمة : (1)


تم تأسيسه في ربيع الثاني سنة 1343 هـ (تشرين الثاني 1924م) وكان اعضاؤه : عثمان الحاج علوان . عبد الكريم الصافي . محمد صالح شويليه . عبد الكريم آل عواد . السيد سعيد السيد محمد حسن آل طعمة . الحاج علي القنبر . الشيخ محمد الشهيب . وقررت الهيأة المركزية أن يكون الشيخ عثمان الحاج علوان معتمداً لفرع كربلاء .
6 ـ فرع حزب الاخاء الوطني : (2)


اجازت الحكومة بفتح هذا الفرع في كربلاء يمثله الاعضاء التالية اسماؤهم : الشيخ فخر الدين كمونه والشيخ عمر الحاج علوان والشيخ محمد الشهيب والشيخ عبد المهدي القنبر والشيخ

(1) جريدة (الاستقلال) عدد 501 (ربيع الثاني 1343 هـ) .
(2) جريدة (الاخاء الوطني) عدد 345 ـ السنة الثانية 2 أيار 1932 م .
كربلاء في الذاكرة 389

محمد أمين بن حسون الحسن ومحمد علي أبو الحب . وذلك في 15 أيلول 1933 م . وكان محمد علي ابو الحب عضو لجنة الادارة في الفرع ، وقد نشر كلمة باسم الفرع عنوانها : (متى واين يحتفل بيوم الثورة العراقية) .
7 ـ فرع حزب الاستقلال :


يمثل هذا الحزب في كربلاء كل من : الشيخ عبد المهدي القنبر والشيخ محمد صادق (صبري) الهر . وقد انضم الى هذا الفرع الشباب القومي من الطلبة والكسبة والمحامين .
8 ـ فرع حزب الأمة الاشتراكي :


يمثل هذا الحزب الأعضاء المنتسبون لحزب الأمة الاشتراكي الذي كان يرأسه صالح جبر وقد انضم الى هذا الفرع المحامون والرؤساء ، وقد جاوز عدد المنتمين اليه مائة شخص . ويرأسهم في كربلاء الشيخ عبد الحسين كمونه .
9 ـ فرع حزب الوطني الديمقراطي :


انتسب لفيف من الشباب الى حزب الوطني الديمقراطي ، فأسسوا في كربلاء لجنة هدفها نشر مبادئ الحزب ، وكان ابرز اعضائه : السيد يحي نصر الله ومحمد صالح عبود الهر . والسيد جواد رضا الشروفي . وكاظم كرماشه والشاعر عباس ابو الطوس وآخرون غيرهم . كما انضم اليه لفيف من العمال والكسبة وعدد من السادة ، فبدأ العمل فيه وأظهر نشاطاً ملموساً ، وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958 م شكل فرع رسمي برآسة الدكتور هادي الطويل ، وأصدر الفرع جريدة اسبوعية في كربلاء باسم (شعلة الأهالي) رئيس تحريرها المحامي السيد عبد الصاحب يوسف الأشيقر الذي ترأس الفرع بعد استقالة رئيسه السابق .

كربلاء في الذاكرة 390

10 ـ فرع حزب الاتحاد الدستوري :


يمثل هذا الحزب في كربلاء الأعضاء المحامي السيد محمد علي النقيب والشيخ نعمه الفواز والمحامي السيد محمد مهدي الوهاب آل طعمة . وانضم اليهم جمع غفير من المؤيدين . وكان يرأس هذا الحزب نوري السعيد .

ب ـ الأجتماعية : ـ

11 ـ فرع جمعية تشجيع المنتجات الوطنية :


تأسس هذا الفرع سنة 1934 م الهدف منه السعي لتقليل الاحتياج من الصناعات الأجنبية وتصدير ما تنتجه البلاد وتشجيع المنتجات الاقتصادية المحلية . وكان رئيس هذا الفرع الحاج عبد الرزاق الحمادي .
12 ـ جمعية مشروع الفلس :


وهي جمعية تعاونية تأسست سنة 1936 رئيسها السيد مهدي صاحب الهندي . ومقرها في محلة باب الطاق ، هدفها اعانة الفقراء والمعوزين واكسائهم بالملابس .
13 ـ فرع جمعية حماية الطفل :


تأسس هذا الفرع سنة 1941 / 1360 هـ وقام بخدمات مهمة من أجل رفع المستوى الصحي في المدينة .
14 ـ جمعية ندوة الشباب العربي :


تأسست سنة 1941 م / 1360 هـ ترأسها المحامي محمد مهدي الوهاب آل طعمة والغاية من ايجادها نشر الثقافة العامة . ومن منجزاتها عقد الحفلات والتمثيليات وانشاء مكتبة عامة واصدار صحيفة باسم (الندوة) كما انها عقدت مؤتمرات وطنية في مناسبات مختلفة .

كربلاء في الذاكرة 391

15 ـ الجمعية الخيرية الشبيرية :


تأسست سنة 1949 م ومن منجزاتها فتح مستوصف لحماية الأطفال زودته بمختلف الادوية الصحية والغذاء ، وتوزيع الكساء على الاطفال مجاناً في المناسبات والأعياد .
16 ـ رابطة الفرات الاوسط :


تاسست في جمادى الاولى سنة 1376 هـ / 1956 م . هدفها نشر الوعي الأدبي والقاء المحاضرات الأدبية .
17 ـ الجمعية الخيرية الاسلامية :


تأسست بتاريخ 28/3/1377 هـ (23/10/1957 م) وكانت أغراضها دينية ثقافية تربوية ارشادية ، ساهمت بعقد الحفلات الدينية والتوجيه العام للمجتمع ومساعدة الفقراء والمعوزين .
18 ـ الجمعية التعاونية الاستهلاكية المحدودة :


تأسست في الخمسينات ، هدفها بيع مواد استهلاكية ينتفع منها ذوو الدخل المحدود .
19 ـ جمعية بناء المساكن التعاونية المحدودة :



تأسست في الخمسينات . ومن أهم أهدافها بناء المساكن لأعضاء الجمعية وتوزيع الاراضي عليهم ، كما ينص النظام الداخلي عن ذلك . وقد الغيت اليوم .
20 ـ جمعية الارشاد الديني :



تأسست سنة 1967 م هدفها نشر المبادئ الاسلامية والثقافة العربية . وقد نشرت أخبار نشاطاتها في مجلة (العدل) النجفية .

كربلاء في الذاكرة 392

21 ـ جمعية الرعاية الاجتماعية :


تأسست سنة 1387 هـ (7/4/1967م) ومن ابرز منجزاتها افتتاح مشروع (المستوصف الخيري) الذي كان هدفه معالجة المرضى الفقراء مجاناً .
22 ـ جمعية النهضة الاسلامية :



تأسست سنة 1969 م ومقرها في مدرسة العلامة ابن فهد الحلي ، هدفها نشر الثقافة العربية واقامة أماسي ثقافية .
وقد أصدرت مجلة (صوت الاسلام) .
23 ـ ندوة الخميس :



تأسست بتاريخ 26/7/1966م . وهي جمعية أدبية أقيمت في دار السيد سلمان هادي آل طعمة ـ مؤلف الكتاب ـ القيت فيها بحوث قيّمة ونوقشت عدة نتاجات موسمية . وكانت تعقد امسياتها مساء كل يوم خميس . وقد انضم اليها معظم أدباء كربلاء الشباب وأدباء العراق .
24 ـ جمعية النهوض الاسلامي :



تأسست في محلة المخيم سنة 1377 هـ / 1968م هدفها بث روح الفضيلة ونشر المعرفة والقاء المحاضرات الثقافية .
25 ـ الجمعية التعاونية للانتاج الزراعي والحيواني : (1)



تاسست بتاريخ 1/4/1968م حتى 22/10/1971م

(1) نشرت جريدة (المجتمع) الكربلائية في عددها الصادر يوم 27 / 12 / 1970 : بلغ عدد الجمعيات التعاونية الزراعية المجازة في محافظة كربلاء أحدى وعشرين جمعية تضم 2683 عضواَ وتستغل مساحة 38516 دونم من الأراضي الزراعية .
كربلاء في الذاكرة 393

قامت بمشاريع عديدة منها تربية الدواجن ، والعمل على تشجيع المنتوجات .
26 ـ الجمعية التعاونية للانتاج الزراعي والحيواني المحدودة :



تأسست سنة 1968م ومقرها في شارع الجمهورية ، قامت بمشاريع مهمة ونافعة .
27 ـ جمعية الشعراء الشعبيين :



تأسست سنة 1401هـ / 1981م اتخذت مدرسة ابن فهد الحي أولاً مقراً لها ثم انتقلت الى مقرها الحالي في شارع العباس بجوار المصرف العقاري . كان من اعضائها الشاعر الشعبي الكبير كاظم المنظور . وقد قامت بعقد أمسيات شعرية للشعراء الشعبيين ، وما تزال تواصل نشاطها باهتمام .
28 ـ جمعية المحاربين القدماء :



تأسست سنة 1370هـ / 1951م . تنحصر مهمتها بتزويد المتقاعدين من العسكريين المواد الاستهلاكية والمنزلية .
29 ـ الجمعية التعاونية المركزية للاسكان :



تأسست سنة 1970م وقد كانت قبل ذلك الحين مؤلفة من عدة جمعيات ثم توحدت بموجب قانون التعاون رقم 202 لسنة 1970م . عملها الحصول على قطع أراضي من بلدية كربلاء وتوزيعها على المشتركين المساهمين ، ومتابعة الخدمات المتعلقة بالمناطق التي يتم توزيعها عن طريق الجمعية .
30 ـ الجمعية العراقية للتصوير :



تاسست بتاريخ 15/10/1975م ، وهي جمعية فنية ثقافية تعني بكافة فروع التصوير وفنانيها ومحترفيها وهواتها العراقيين داخل القطر ، ورفع شعار التصوير في خدمة المعركة ، وهي مسؤولة عن الفرات الأوسط .

كربلاء في الذاكرة 394

الدراويش

اتخذت مدينة كربلاء مقرا يقصده العابد ، ويلوذ به الزاهد ، ويسعى اليه المتصوف تقرباً الى الله تعالى بالأعمال الصالحة والسلوك المستقيم ويطلب من ذي الجلال والاكرام غفران ذنبه والعفو عن آثامه ، ومن اجل السكن والاستقرار أسست الفرق الصوفية وبخاصة المولوية والبكتاشية تكايا وخانقاه يسكنه المنتسبون للطائفة في زياراتهم المتعددة لمراقد الأولياء الصالحين والتبرك بالضريح الطاهر .
وبعد تدهور حالة التصوف وتطرف ابناء الفرق الى حالة الضعف أطلق عليهم اسم (الدراويش) وصاروا يهيمون في القرى والضياع وينزلون الوديان وبعضهم انتشر في تركية وايران والهند والباكستان ، ولكنهم على صلة عميقة ومتينة بمدينة كربلاء ، فلهم موعد معلوم يتجمعون فيه بعرصة كربلاء لاسيما في العشرة الاولى من محرم الحرام من كل عام .
ومن هؤلاء المتصوفة الزاهدين (عبد المؤمن دده) ـ البكتاشي ـ هو أول درويش سكن كربلاء واتخذها مقراً وأسس بها مقاماً ، يلجأ اليه أفراد الطوائف المتصوفة ، كما ان هناك جناحاً مشيداً داخل الصحن الحسيني على يمين الداخل من باب القبلة ، اتخذه السادة آل الدده ديواناً لهم ، وهو تكية البكتاشية التي عفى أثرها اليوم .
ومن المتصوفة الذين سكنوا كربلاء (فضولي البغدادي) الشاعر التركي الأصل البغدادي النشأة المتوفى سنة 962 هـ ، وتقع تربته في شارع الحائر في الزاوية الجنوبية الشرقية من باب القبلة . وكانت له في عهده تكية عامرة داخل الصحن ، وعاصره الشعراء روحي البغدادي ومحيطي وكلامي المعروف بـ (جهان دده) .

كربلاء في الذاكرة 395

وبعض الدراويش يتجولون في الغابات يصطادون الاسود والنمور والثعالب والفهود ، ويمسكون بالحيّات يستخرجون منها الأنياب السامة ويحملونها معهم في كيس خاص .
وبعضهم يحمل اناءً يطلق عليه الكشكول ، يضع فيه ما يحصل عليه من الناس ، حينما يتجول في طرقات المدينة وأزقتها منشداً القصائد الشعرية في مدح الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ويحمل اضافة الى ذلك الطاسة والطبر كتبت على كل منهما بعض الآيات الكريمة ، ويعتبرون الامام علي المثل الأعلى لأتصافه بالشجاعة والزهد والقوة والتواضع فهم يقتدون به ويسيرون على نهجه حسب عقيدتهم وفكرهم .
وللدراويش مواقف ظاهرة في العشرة الاولى من المحرم ، فلهم مقرهم الخاص بهم في صحن الحسين ، كما ان لهم مقراً آخر في صحن العباس ، يتخذون الايوان الكبير الواسع محلاً لاقامة مأتم الحسين ، يكسونه بالسواد ، ويرفعون الأعلام واللافتات الحسينية والكتائب المحلاة بالآيات القرآنية ويزينون مقرّهم بشعائر المحرم ، فيعلقون القناديل والكشاكيل والفؤوس وجلود الحيوانات وعظامها ، ويوزعون الشاي ، وامام الأيوان احواض الماء ويقيمون مجلساً للعزاء مساءً .
يترأس دراويش صحن الحسين الحاج مطهر وهو سيد جليل وقور يقصد زيارته وجهاء المدينة وأشرافها لمكانته العلمية ومنزلته الدينية ، بينما يترأس دروايش صحن العباس الشيخ پروانه ، وهم يسيرون بنفس النهج .
يروي السيد ابراهيم شمس الدين القزويني : ان الدراويش ليلة العاشر يتحلقون في فضاء الصحن أمام تكيتهم ، ويرددون (ناد علياً علياً يا علي) ثم يبدأون باقامة الذكر ، وأول ما يبدأون به ذكر الله سبحانه فيرددون (الله .. الله .. الله) (علي علي علي)

كربلاء في الذاكرة 396

وبينما يصعد حماسهم ويزداد وجدانهم بالمشاعر الجياشة ، يعلو صوتهم ويرتفع نداؤهم (علياً .. علياً) ويبدأ كل فرد يضرب رأسه في الأرض بقوة حتى يفقد الشعور ويسيطر عليه الاغماء .
أما في اليوم العاشر حسب رواية السيد ابراهيم ، يخرج لكل منهما عزاء بعد ركضة عزاء طويريج ، يحملون الأعلام والأبواق المصنوعة من قرون الحيوانات ، ينفخون بها ، وبعضهم يحمل الكشكول يضعون فيه الماء يسقون فيه العطاشى تيمناً بذكرى عطش الحسين وأصحابه ، ويحملون المشعل الذي يوضع فيه التبن وقليل من النفط ، وتبدأ المسيرة كل من موقعه ، فالدراويش من صحن الحسين يذهبون الى صحن العباس ومن ثم الى المخيم ويرجعون الى مقرهم ، وكذلك الحال دراويش العباس .
والمقيمون في كربلاء يحتلفون باقامة الذكر في بيت الرئيس القطب حاج بهار علي شاه الكائن في محلة العباسية الغربية في زقاق ابو الحصران .
وتقام حفلة ثانية في دار الرئيس المرشد پروانه في محلة العباسية الشرقية في ليالي الاربعاء ، يجتمعون في مسجد الأردبيلية (السبطين) حول قبر حسين علي شاه أحد أقطاب الصوفية .
ومن بين اولئك الدراويش الذين يلفتون النظر درويش علي الذي يتجول في الأسواق مادحاً الامام علي شعراً ، وكان يحرم ليلة عيد الأضحى ويسعى بين الحرمين كما يسعى الحجيج بين الصفا والمروة طلباً للأجر والثواب .

كربلاء في الذاكرة 397

الفصل التاسع

الفنون


الخطاطون

كربلاء حاضرة الثقافة العربية والاسلامية ، ومركز الشعر والأدب ومنار العلم والثقافة ، فلا غرابة ان يكون لها تاريخ مشرف بالخط العربي والاسلامي ، وذلك لوجود المشاهد المقدسة واحتضانها لرجال الدين الذين نهلوا العلم من ينابيعها وتشربوا الأدب واللغة من مصافيها ، وانفردوا في ابداع الخط واجادوا به في جميع ضروبه . وقد برز فيها على مر العصور وكر الدهور رعيل من الخطاطين المبدعين الذين سجلوا خطوطهم على واجهات وجدران الروضتين الحسينية والعباسية وواجهات وجدران المساجد والمدارس الدينية والمزارات والمراقد المقدسة التي تنتشر هنا وهناك في زوايا المدينة وطرقاتها .
ولنا هنا أن نذكر عبر هذه السطور طائفة من الخطاطين الذين كان لهم باع في هذا الفن الجميل في هذه المدينة المقدسة ، خدمةً لتمجيد العظماء من هؤلاء الفنانين وتخليد ذكرهم ، حسب ما توصلنا اليه من المصادر التاريخية المطبوعة والمخطوطة ، وهم كالآتي :
1 ـ حسين بن علي بن حسين الكاتب المكنى بأبي الفوارس المعروف بابن الخازن من مشاهير الخطاطين وأحد فضلاء القرن السادس الهجري توفي يوم 26 ذي الحجة سنة 502هـ(1) .
2 ـ أحمد شاه النقاش التبريزي المعروف بـ (زرّين قلم) وهو من الخطاطين المبدعين في كربلاء ، كتب الوقفية المحفورة

(1) ريحانة الأدب / محمد علي التبريزي ج 5 ص 321 .

السابق السابق الفهرس التالي التالي