كربلاء في الذاكرة 353

ويقصد به الشخص الذي يدعي خبرته ومعرفته في شيء وهو غير معروف به ولا متقن له ، لكنه يقوم بتجربة في هذا الشيء على شخص ضعيف .
معتقدات شائعة في كربلاء

ان تسجيل المعتقدات الشعبية لكل بلد هي جزء من دراستنا للمجتمع الحضاري الذي ينشد التقدم والازدهار على ضوء هذا التراث الذي يعتز به .
والمعتقدات في الواقع تمثل دراسة مظاهر العادات المتآلف عليها والتقاليد الشعبية المعروفة ، وهي محاولة لذوي العقول تهدف الى تفسير مظاهر الحياة وذوبان قسم من مشاكلها .
فالمعتقدات التي سادت كربلاء قديماً هي وان كانت آخذه بالاندثار الجزئي ، الا ان بعضها لم يزل موجوداً . فقد اثبت علم النفس الحديث ان بعض هذه المعتقدات لها تأثير النفسي على الانسان وبصورة خاصة على الحالات المرضية .
فالكتب والاسفار القديمة تروي لنا الكثير من القصص والاخبار والطلاسم والادعية والحروز عن سكان العراق القدماء وايمانهم العميق بالخرافات ، وفي طليعة رجاله الملوك القدماء الذين اتخذوا من السحرة والعرافين والمشعوذين بطانة لهم يكشفون لهم المغيبات ويعقدون الآمال لتحقيق رغباتهم ومطامحهم وتؤكد لهم انها أنجع دواء للمعضلات التي تواجههم وتعكر صفو حياتهم .

كربلاء في الذاكرة 354

ومن المعتقدات الكثيرة ما تنسب الى الطلاسم والادعية والحروز وتلعب دوراً هاماً في أعمال السحر والشعوذة والدجل . وهي أكثر من أن تعد ، فمنها ما تتعلق بالادوية والطعام والشراب والاطفال والحيوانات وتقلبات الجو وعلوم الفلك والجن والانسان . ومنها ما يخص العادات وكذا الزواج والسفر والصحة والمرض والى غير ذلك من الاصناف .
حاولت في موضوعي هذا جمع أكبر عدد ممكن من المعتقدات الشائعة عندنا ، حيث تيسر لي جمعها من عدة مصادر موثوقة ، وتكاد ان تتعرض للانقراض والزوال .. كما حاولت أيضاً ان اضع النص الذي يلفظه الاهالي بين قوسين لكل جملة على سلامة اللهجة المحلية . فمنها ما حدثني بها المعمرون (الشيوخ) والمعمرات (العجائز) ، فقد توفرت لدي فرصة الاتصال بهم ومجالستهم والسؤال عن كل ما يدور في خلدهم بما يتعلق بالموضوع ومنها ما تعرضه في حياتنا اليومية من الوان شتى .
وقد دفعتني رغبة ملحة في تتبع أخبار هذه المعتقدات والقيام بجمع المعلومات التي ظفرت بها بعد التأكد من صحتها ومن تم تبويبها المطلوب ، فإنه بالامكان رسم صورها المتشعبة ووضع المخطط العام لهيكلها انها قد رسخت في اذهان الناس البسطاء سيما في عهود الجهل والحروب التي مر بها عراقنا وكادت ان تصبح مصدر رزق لاصحابها تدر عليهم مالاً وفيراً حيث يتصور البعض انها حقائق علمية لها جذورها وقواعدها ومقوماتها الصادقة .
ولئن كان هذا الموضوع طريفاً ، مترامي الاطراف قد لا يفي بالغرض المطلوب ، فانه بالامكان رسم صورة المتشعبة ووضع المخطط العام لهيكله الكبير . وللحقيقة أقول ان بعض

كربلاء في الذاكرة 355

هذه المعتقدات منتشرة في أمكنة أخرى من المدن العراقية . ولم تكن محصورة ضمن حدود كربلاء فقط .
في الصحة والمرض

1 ـ عين البطرانه :

تصاب العين بنقطة بيضاء في السواد يعبر عنها بالبطرانه ، فيؤتى بطاسة مملوءة بالماء وسبع جمرات من النار فيما اذا كانت البطرانة حمراء . أما اذا كانت البطرانة بيضاء فيؤتى بكمية من الملح ، ويقرأ الشخص (الشيخ) سورة «ألم نشرح لك صدرك» . ثم تلقى جمرة من النار في الماء ، وبعدها تقرأ السورة المذكورة سبع مرات على عدد الجمرات ، فالمريض يسكب الماء من أعلى رأسه الى الخلف ، فيشفى آنذاك ، وهذا مجرب لدى العامة . وهناك رواية ثانية : وهي ان تجلب عودة عنب فتحرق وتصبح حمراء ثم توضع كمية من مخلفات الجمر على العين فتشفى .
أما الرواية الثالثة فهي ان يؤتى بروث (المطية) أي روث انثى الحمار اليابس ويبخر به العين فيشفى المريض .

2 ـ تضخم بالطحال :

يصاب الانسان بفتق مغبني أو تضخم بالطحال أو سل في العظم ، فالدواء الناجع لذلك هو الكي . يقول أحدهم : بؤتى بطحال الحيوان فيوضع على طحال المريض ، ثم يؤتى بسبع سلايات بربن(1) ، ويرفع الطحال من على طحاله ، ثم توضع

(1) البربن : نوع من التمور ويكون لونه أسود فاحما .
كربلاء في الذاكرة 356

احدى السلايات في طحال الحيوان وتعلق في واجهة البيت . وفي كل يوم يوخز سلاية في جلد الطحال المعلق ، فاذا يبست الكبد يشفي المريض من ألمه ويذوب الطحال من الورم .

3 ـ محبس الجيبوبة :

عندما يحدث تعسر في الولادة للمرأة الحامل لثلاثة أيام أو أكثر ، فتأخذ خاتماً من أشخاص معينين في المدينة ، ويقال ان ذوي المرأة يذهبون الى شخص معروف يعمل أدعية وتعاويذ فيطلبون منه دعاء أو محبساً ويشد بساق المرأة اليمنى ، وعند ذاك (تطلك) أي تلد .

4 ـ محبس عقيق :

اذا أصيب الانسان بنزيف دموي ، يؤتى اليه بخاتم عقيق يماني خاص ، أو تجلب اليه قطعة عقيق وزنها ربع كيلو ويشد بفخذه الايسر فينقطع الدم حسب اعتقادهم . ويقال ان هناك (سگمان)(1) يورّث للمصاب فيستنشقه المريض فيشفى . ثم يؤتى بـ (گطونية)(2) وينقع بالماء فيوضع على رأسه (رجلا كان أو امرأة) فيشفى .
وعندما يلدغ الشخص بالعقرب او الافعى يؤتى اليه بالمحبس ويوضع في المكان الملدوغ لمدة خمس دقائق فيسحب السم وتخفف عنه الآلام .

(1) سكمان : وهو الدخان المجمد الاسود .
(2) كطونية : احدى النباتات الصحراوية ، تشبه الخوبة .
كربلاء في الذاكرة 357

5 ـ السحر :

اذا سحر للانسان ، فيذهب به أهله الى (الفوال)(1) فيعمل له (الطلسم) وهو مقلوب (المسلط) أي عكس الطلسم بالحروف . ويضع في الطلسم تحت ملابسه ويتبخر به الشخص بالحرمل ، فيرتفع عنه المرض ويحرسه الله عن عيون الحساد .. ويتقاضى الفوال أجوراً قدرها بين الدينارين الى 10 دنانير حسب مكانة السحر .

6 ـ الروائح :

هناك بعض الروائح يستعملها العرب تسمى بالخضيرة ـ وهي روائح نتنة ـ فاذا شمها الطفل تقتله . وبالحال يستعمل ماء القنفذ لكي تزال الرائحة والزفر . وهناك القول القائل «الرائحة الطيبة تضر الطفل» ، لذا يجب (تدميغه) بالنفط لكي يستمر بديمومته .

7 ـ الصرة المشلوعة :

يصاب بعض الاشخاص بقرحة في المعدة أو (قولنج) في الامعاء ، وربما قد يصاب بسوء هضم مزمن ويقال عندئذ انه مصاب بالصرة المشلوعة ، وكيفية علاجه هو الدلك والفرك الشديد لاعادة الصرة المشلوعة الى مكانها .

8 ـ الحصبة :

اذا أصيب الطفل بمرض الحصبة الذي يظهر على الجلد ، فكيفية علاجه حسب اعتقاد الامهات وجب للطفل المصاب لفه

(1) الفوال : وهو الرجل الذي يحترف عمل الادعية والطلاسم .
كربلاء في الذاكرة 358

بقماش أحمر ويدار به في الأزقة والشوارع أو على الشط حتى لا ينچبس خشية من الحصبة التي تدخل في بطنه .

9 ـ الجنون :

يصاب بعض الاشخاص بخلل في التوازن العقلي ويصاب بالجنون فيضطر ذووه ان يأخذوه الى مشعوذ دجال فيأخذ بضربه ضرباً مبرحاً فيذيقه صنوفاً من العذاب لاعتقاده ان الشياطين قد دخلت جسمه فلابد من اخراجهم بهذه الوسيلة .

10 ـ الاسهال :

هناك بعض الاطفال يصابون بالاسهال الصيفي الذي يسمى بـ (كوليرا الاطفال) ويقال عن الطفل حينذاك (اشتم ريحه) فيأخذه أهله الى (المصلخ) أي (المجزرة) حيث الروائح النتنة ، ويدخل رأسه في جوف كبش يذبحه القصاب أي في (لشة الطلي) ثم يعصرون (وصلة ململ) أي قطعة من قماش ململي ، ويشرب بمقدار خاشوگة أكل من فضلات (رعي) المصران فيشفى بعد مرور ساعات .

11 ـ اصابة العين :

يصاب بعض الاشخاص بخلل في التوازن العقلي ويصاب بشتى الامراض كالتيفوئيد والملاريا . تقول عجوز «ان هذا المرض هو نتيجة (اصابة عين) (فزة) وكيفية علاجه يرمي مقدار من الماء والملح وسكين حادة في محل الحادث أو بتذويب رصاص في وعاء (وطشه) على رأس المريض ثم يبخرونه بالحرمل .

كربلاء في الذاكرة 359


12 ـ الدمل (الدنبل) :

يصاب البعض بدمل بارد وذلك نتيجة تدرن موضعي في الغدد أو العظام . تعالج هذه الدمل من قبل أحد الحلاقين كدمل حار ، يتلاشى الدمل بواسطة ورد الختمي وبزر الكتان ـ وهما من النباتات العشبية ـ يدق الورد والبزر جيدا ويخلط بالحليب الذي يحوي مادة دهنية ويرش على (الوصلة) ويوضع على الموضع المعين . وقسم آخر يستمعل (گطونية) كمرهم شاف ، أو يركب الحلاق الدودة على الموضع فتمص جراحة الدمبلة الكبيرة ثم ينظفها واحدة فواحدة . وهذه العملية لها تأثيرها النفسي .

13 ـ المفدورة :

اذا أصيب نهاية الكف (الرسغ) بوجع يقال عنها المفدورة ، يأخذ المريض من أحد الاشخاص المتزوج بأبنة عمه خيطاً ويشد الخيط بيد المريض ، وبعد ثلاثة أيام يشفى . والمرأة كذلك تأخذ الخيط من المرأة المتزوجة بابن عمها فتشده على يديها وتشفى .

14 ـ الطولاع :

يصاب الانسان بـ (دوحاس) في رؤوس اطراف اصابع اليد أي (السلاميات) بحيث لا يستطيع النوم من شدة الألم ، فيكوى في عضلة العضد (ما فوق المرفق بقليل) ، وهناك شخص مختص بمعرفة الكي يقوم بأجراء ما يلزم (حتى يموت الدوحاس) لكي لا يتوسع ذلك مما يشوه اليد فتعوج .

كربلاء في الذاكرة 360

15 ـ نذره :

يصاب الطفل بحبوب في وجهه ، فيذهبون به الى (صياد الطيور) فيجدح للطفل بزناده أمامه وجهه 3 مرات فيزول الحب من وجهه بعد مرور ثلاثة أيام ، وتطلق على هذه العملية تسمية (نذره) .

16 ـ المخوي :

يصاب الانسان بوجع في رأسه . فيذهب الى شخص يتعاطى علاج المرض فيكوى ذلك المريض في ظهره ، حيث يوجد هناك عرق خاص يعرف موضعه . كما تكون أيضاً احدى فقرات العنق وفي صدغيه ، ثم يشفى . واذا أهمل الكوي فان ذلك يؤثر على صحته ، ويتقاضى بعد كيّه أجوراً قدرها 100 فلس .

17 ـ عرگ النسا :

يصاب الانسان بوجع شديد في ظهره يعرف بـ (عرك النسا) يذهب به الى أشخاص معروفين من عشيرة (بني سعد) فيقرأ دعاء خاصا ويقلع (عاگولة) من جذرها بواسطة عملة فضية قدرها قران أو درهم ، وتتم العملية بأن يذهب المصاب الى ذلك الشخص فيذكر له اسم أمه وعندها (يشلع العاگولة) وعندما تيبس ، يشفى المصاب .

18 ـ لدغة الحية :

اذا أصيب الانسان بلدغة حية يذهب الى أحد أفراد آل جار الله رؤساء عشيرة (بني سعد) فيشرب عندهم ماء ، ويقرأ الشخص المطبب دعاء ثم يضع المطبب التربة في فم الملدوغ دقائق

كربلاء في الذاكرة 361

معدودة فيشفى . والتربة هي التي اتخذت للسجود والتداوي وهي تربة كربلاء ، وتقديس التربة عادة اسلامية عريقة ظهرت في أوائل السنة الثالثة للهجرة أي من بعد وقعة أحد بقليل . فقد استشهد فيها حمزة سيد الشهداء فصاروا يأخذون من تربته للاستشفاء ولمعالجة الصداع(1) .

19 ـ بت الطول :

في بداية مرحلة المراهقة يصاب الانسان (ذكراً أو أنثى) بوجع عند مفصل الفخذ بالحوض ، يعبر عنه بـ (بت الطول) أي ابنة الطول ، لان الانسان قد يطول اثر اصابته بالوجع ، غير ان التسمية تختلف لدى أهل الجنوب فيعبرون عنها (الربّية) وهي تصغير الربى . تقول احداهن : (انجيب خوصة خضره ونحميها على النار ونچوي مكان الوجع) .

20 ـ طگة البيضة :

اذا أصيب الشخص بالحمى أو بجرح نتيجة لاصابته بعـين ، يؤتى بالبيض ، ويقوم أحد افراد العائلة بوضع البيضة بين كفي الشخص المحسود ، وبعد ذلك يعددون له اسماء أفراد العائلة فرداً فرداً أو من الجيران والاصدقاء ، فاذا ذكر له اسم شخص يعتقد به المصاب نفسه (تطگ البيضة) ويقال عند ذلك اصابه (فلان) أو اصابته (فلانة) ويتهم الشخص الحاسد ، فيزول الحسد ويشفى المريض .

(1) انظر كتاب (تاريخ كربلاء) للمرحوم الدكتور عبد الجواد الكليدار آل طعمة ط 2 ص 119 .
كربلاء في الذاكرة 362


21 ـ الخرعه (الفزع) :

عندما يصاب الشخص بفزع يؤتى اليه باناء مملوء بالماء والملح يسكب في المكان الذي فزع فيه وتعلق شمعة و(تطگ) بيضة في المكان نفسه ، فيذهب عنه الخوف ويهدأ روعه . وأما ان يؤتى بالطفل فيعطى قطعة من الملح ليمتصها ويزول خوفه ، وهناك حالة أخرى وهي ان تؤتى بقطعة من الشب توضع تحت رأسه أي تحت الوسادة وفي صباح اليوم الثاني ترمى القطعة بالنار فتبين السبب ويتوضح ما اذا كان انسانا أو حيوانا أو أي شيء آخر ، يرتسم ذلك الشيء لعينيه .

22 ـ البرك :

يصاب الانسان بوجع في ظهره يذهب الى (شگاية توم) والمقصود بالشگاية الشخص الذي يولد مع شقيق له في ساعة واحدة ، فيسحق ذلك الشخص (أي أحد التوأمين) ظهر المريض فيشفى من المه .

23 ـ بگة عين :

اذا اصيبت العين ببگة أي (بقة) يذهب الطفل الى امرأة من عائلة (آل أبو دبلة) فتضع في فمها قطعة ملح تمصها ثم تبصق في عين الطفل بعد ان تقرأ دعاء ، فيعود الطفل الى مسكنه ويشفى .

24 ـ خرزة ورم :

اذا التهبت بلاعيم الشخص أي (جيوب اللوزتين) فان المريض يلبس خرزة وراثية توجد لدى اسرة آل جابر ، وتبقى

كربلاء في الذاكرة 363

معلقة في رقبته عدة ساعات فيطيب المريض وتشفى بلاعيمه ، وبعد ان يرجع المريض الخرزة الى اصحابها يضيف اليها شكرات وحلويات تثمينا لشفائه .

25 ـ ادامة الطفل :

الامرأة التي يسقط طفلها ولا يعيش لها طفل ، تجمع صديقاتها وتمضي بهنّ الى 7 جسور للحصول على 7 مسامير من كل جسر مسماراً ، وتكوّن من المسامير حجلاً حديدياً وتلبسها في رجل واحدة لفترة طويلة ، حتى تلد ويعيش مولودها . وتحدثني احدى قريباتي المعمرات : انها رأت ذات يوم في أحد حمامات كربلاء احدى القرويات وسألتها لماذا تلبسين حجلاً واحداً ؟ فأجابتها القروية : من أجل معيشة الطفل .

26 ـ الشب :

عندما يمرض الانسان (يصخن) وتتكرر الصخونة تحضر فصاً من الشب ليلة الاربعاء ، وتخطط على الشب بالدبوس ، وتذكر أسماء الأقارب والجيران ، ثم تضع قطعة الشب تحت رأس المريض ، وفي الصباح تحرق هذا الشب في النار ، وعندما يحترق الشب تدوسه بنعال المريض ، ثم تضعه في الماء ، وترش الماء على وجه المريض والباقي تسكبه في الطريق .

27 ـ سبع فواطم :

عندما يتمرض الانسان تتناول أم المريض القطن والمغزل فتذهب الى دار سبع نساء اسماؤهن : (فاطمة) وتطلب من كل واحدة منهن أن تبرم القطن بالمغزل وتصنعه خيطاً طويلاً ،

كربلاء في الذاكرة 364

وتمضي به الى باب البويبه في محلة باب السلالمة ، وتقف اخته تمسك بطرف من الخيط ، بينما تمسك أمه بالطرف الآخر ، حيث يمرّ أحد المارة فيقطع الخيط ، وحالما ينقطع الخيط ، تعتقد ان الصخونة ذهبت الى غير رجعه .

28 ـ رمي العبادة :

ان بعض الشابات يتفقن بالصعود الى منارة العباس ، وترمي كل واحدة منهن بعباءتها من أعلى المنارة الى أرضية الصحن الشريف ، فيستلمها أهلها ، وعند سقوطها يعتقد الأهل أن نصيب ابنتهم من الزواج سيكون أكيداً .

29 ـ العاگوله :

عندما كان ينتشر مريض الملاريا ، كانت بعض النساء تأخذ المريض الى نهر الحسينية ، حيث يوجد هناك بعض العاگول ، فان كان المريض ذكراً فيؤخذ غطاء رأسه (العرقچين) وان كانت انثى فيؤخذ قناعها (الچرغد) ويملأ بالحنطة ، ثم تنثرها على الأرض حتى تأكلها الطيور والغربان . وتنادي المرأة :
يا عاگوله يا علويه اخذي صخونة فلان بن فلان وذبّيها بالبرّيه .

30 ـ حمير الشيجي :
(1)

اتقاء لمرض السعال الديكي ، كان يعمل أهل المريض دمية (لعّابه) من جريد النخل على شكل علامة (+) يربط بعضه

(1) مجلة (التراث الشعبي) عدد 11 السنة 3 (1972) مقالة محمد علي الخفاجي (الكوميديا الشعبية في المسرحية والاغنية) ص 75 .
كربلاء في الذاكرة 365

ببعض ويكسى بدشداشه طويله يقف في أعلى الرأس العمودي العقال واليشماغ ، ورمست عليه العينان والانف والفم مع التركيز على حمرة الخدّ ثم تحمله احدى قريبات الطفل ويتبعها نساء المحلة ، والمريض يمشي خلف الدمية يصحبه بعض الأطفال وهم يرددون الأهزوجة التالية :
(يحمير الشيجي روح وتعال احنه كتلنه الشيجي وراح السعال) ثم يصفق الأطفال في مسيرتهم الى أن يصلوا الى نهر صغير يقع في شمال كربلاء قرب منطقة الهيابي ، فتلقى الدمية فيه ، اعتقاداً منهم بذهاب المرض .
وعلى شاكلة ذلك كان في ايام الفراعنة في مصر يختار الأهلون في كل عام في موسم الفيضان بالذات واحدة من أجمل فتيات مصر لتهيئتها وكأنها تزف لعريس ، ثم ترمى في نهر النيل ، معتقدين بأن ذلك يرضي النيل عنهم ، ويبعدون عنهم شر الفيضان .
في الغيرة والحسد

31 ـ البيت المسكون :

هناك بعض الاشخاص يدفنون (صرّة) في عتبة باب الدار ، وهذه الصرة مكونة من قطعة قماش تحوي على عظم ميت وخشبة ورصاص ومسامير وبعض الادعية وأظافر . وقد حدثني بشأن هذه الصرة بعض من وقف عليها وفتش محتوياتها .

32 ـ الدار الأغُر :

هناك بعض الدور يطلق على كل منها دار أغُر وهو ما

كربلاء في الذاكرة 366

يحدث لساكنه من حوادث شريرة لا يحمد عقباها . فيعلق صاحب الدار ابريقاً أزرق اللون أو (گحفاً) أزرق على واجهة الدار طرداً للشر . أو يعلق رأس الغزال أو رأس السمك على واجهة باب الدار التي يسكنها لكي لا يصاب بعين .

33 ـ البيت المقبور :

الدار التي لا يرغب ساكنوها ببيعها يجلب أحد أفرادها طابوقة من المقابر ويدفنها في عتبة باب الدار ، ولدى وصول المشتري الى الدار يهرب ، وهناك رواية أخرى هي وضع 7 مسامير في عتبة باب الدار لكي لا تباع ، خاصة اذا كان البيت مشركا ولا يرغب بعض المرتزقة القاطنين بالبيع .

34 ـ الزوج المربوط :

العريس الذي يربط ليلة زفافه يقال له (المربوط) ففي صباح اليوم الثاني من ليلة الدخلة يذهب الى الفوال ويفهمه حول امتناع دخوله على زوجته بسبب عجزه الجنسي الناتج عن تعرضه للاعمال السحرية ، فيكتب له دعاء يوضع في زنده الايمن ويشد ، وفي نفس الساعة يدخل على زوجته فيزول الارتباط بهذا الدعاء . وكيفية الربط هو أن يؤتي بخيط (بريسم) مكون من سبعة ألوان ويضفر ضفراً ويدفن بالقبر . وعندما يذهب الشخص الى الفوال يجب ان يطلقها فيتم العقد على الزوجة من جديد وبذلك (تنفك) الربطة .
ان احساس الشخص بالحرز والدعاء هو عامل من العوامل النفسية .

كربلاء في الذاكرة 367


35 ـ الطفل المحسود :

عندما تنظر المرأة العاقر امرأة لها طفل تحسدها ، وان أم الطفل التي حسدت ، تسرق خرقة من ملابس المرأة الحاسدة سرا وتحرقها وتبخرها في الشمس للطفل بالخرقة التي سرقتها فيزول الحسد من الطفل . ويختلف عند أهل الجنوب حيث يأخذون من التربة التي تسحق عليها أقدام المرأة الحاسدة من اقتفاء أثرها ، فتكور هذه الحفنة من التراب وتبلل ثم توضع في (التنور) ولدى ظهور عدة ثقوب في جوانبها يقال ان المرأة هي الحاسدة . وهناك رواية أخرى لدى أهالي هور الحمار وهي ان تؤخذ كمية من الحرمل وتوضع في النار وبعد اخراجها تقرأ عليها سورة (قل أعوذ برب الفلق) وبعدها يُنثر في الارض ويزول الحسد .

في التقاليد والعادات

36 ـ راشدة :

اذا سافر الشخص خارج العراق ، فان عائلته تعمل (الشلّة) بعد مضي ثلاثة أيام من سفره ، وتوزع على الجيران والاقارب والاصدقاء ، وتسمى هذه الشلّة (راشدة) .

37 ـ الخير والشر :

عندما يشعر المرء بحكّة في اخمص القدم يقال انه قد ذكره شخص ، اذا كانت اليسرى مدحه واذا كانت اليمنى ذمه . واليد اذا أصيبت يمناها بحكة فانها تصرف النقود ، واذا كانت اليسرى فانها تأخذ النقود .

السابق السابق الفهرس التالي التالي