كربلاء في الذاكرة 129

هما (ظلال الغيوم) و(الربيع المحتضر) وكتبا أخرى .
مهدي جاسم


شاعر لامع ، رحل الى بغداد ، طالما اتحف ابناء الضاد بآثاره الخالدة مثل : الحمأ المسنون ، وأفيون وجبال وفاكهة ، والعمة لؤلؤة ، ورباعيات قدس نخعي ، ورباعيات الخيام وغيرها .
مرتضى الوهاب


شاعر رحل بعيداً الى عالم الخلود سنة 1973م ـ 1393هـ ، اختص بتاريخ الاحداث شعرا ، الا ان شعره يصطبغ بصبغة الكلاسيكية والتقليد ، ولكنه يتميز بخيال خصب ويفيض بالمعاني الغزيرة . ساهم في كثير من المهرجانات وندوات الادب .
عباس أبو الطوس


شاعر وطني رحل بعيداً الى عالمه الثاني سنة 1958م ـ 1378هـ ، التزم الاتجاه السياسي في شعره ، وطالما تغنى بآلامه وآلام شعبه .
الدكتور ضياء الدين ابو الحب


رجل فكر وقلم ما زال مستمراً في العطاء ، فضله ظاهر من مقالاته وشعره الذي يشهد بطول باعه وحسن يراعه .
زكي الصراف


شاعر يكتب من ثمار روحه قصائده ، له شعر رقيق اللفظ ، موسيقي النغم ، حلو الايقاع ، اصدر مجموعة شعرية وجدانية باسم (ليالي الشباب) .

كربلاء في الذاكرة 130

هادي الشربتي


شاعر مبدع ، من أصدق الشعراء عاطفة ، لقيت أشعاره من لدن الادباء والمثقفين حماسة منقطعة النظير ، لبساطتها وعمق محتواها .
صدر الدين الحكيم الشهرستاني


شاعر المناسبات الدينية الخالدة ، ورغم ذلك فهو لا يغفل عن نواحي الوجدان والنسيب ، اصدر مجلة «رسالة باسم الشرق» عام 1954م وجعل منها منبراً حراً تتبارى فيها أقلام الشعراء والادباء .
محمد علي الخفاجي


شاعر موهوب ، رزق حسا مرهفا وخيالا واسعا ، انضم الى مجموعة من المواهب الشابة ، وأصدر عدة مجاميع شعرية منها (شباب وسراب) و(مهرا لعينيها) و(انا وهواك خلف الباب) وغيرها .
علي محمد الحائري


شاعر مجيد خص المجلات العربية بقصائد ممتعة ، عرف بقريحته الوقادة وبراعته الفياضة ، ونحا منحى الاقدمين ، في معظم اشعاره التي تميزت بالطابع التقليدي نهجا واسلوبا .
عدنان غازي الغزالي


شاعر رقيق ، شق طريقه الشعري بجدارة ، قصر شعره على وصف الحب واجوائه واحاسيسه ، اصدر عدة مجاميع شعرية منها (عبير وزيتون) و(ارجوحة في عرس القمر) .

كربلاء في الذاكرة 131

صالح هادي الخفاجي


شاعر معروف في الاوساط الادبية ، نشرت له بعض الصحف والمجلات المحلية شيئاً من نتاجه . يتميز شعره ببساطة التعبير وحداثة الاسلوب يتسم بمسحة تقليدية .
عدنان حمدان


أحد الشعراء الشباب ، ذوي الثقافة الواسعة والموهوبة والاصالة ، له شعر متين السبك رقيق العاطفة ، متدفق الشعور ، تأثر بالنزعة الرومانتيكية .
شاكر عبد القادر البدري


من شعراء الشباب المجيدين الذين لهم صولات في مضمار الادب ، اصدر مجموعة باسم «لمن يبتسم الصبح» وهي من بواكيره الشعرية التي تدل على المستقبل الذي ينتظره .
باسم يوسف الحمداني


شاعر رقيق الطبع ، اصدر مجموعتين شعريتين هما «مرافيء الظلال» و«فارس الصمت» . يحفل شعره بصورة النزعة الحديثة ، وتتميز الفاظه بوقع موسيقي .
وهناك اضافة الى من ذكرت شعراء آخرون لهم مكانتهم المرموقة في دنيا الشعر ، ولا يتسع المجال لذكرهم .

كربلاء في الذاكرة 132

الشعر في كربلاء
(القسم الثاني)
1900 ـ 1975

وعت كربلاء ضروبا من الادب الرفيع ونجمت نواديها الادبية ومجالسها الثقافية باعلام وشخصيات أدبية ملهمة بالعلم والادب والعرفان . وكان تيار الفكر يمر بمدينة كربلاء ويكحل جفونها بأنوار أمجادها العظام .
لقد أوحت سماء كربلاء لادباء العراق والعالم الاسلامي ان يشيدوا مآثرها وثوارها ونوابغها ، وقد أمدنا القرن الثالث عشر الهجري وصدر الرابع عشر بعشرات من شيوخ الادب ومئات من شبابه ، فكان هذا النتاج الغزير الذي شهدته مجالات العالم العربي مادة صالحة بالآثار القيمة وما تجود به قرائحهم الوقادة من منظوم ومنثور . والشاعر الكربلائي لا تفوته المشاركة بكل احساسه الثقافي والوجداني . فهو يعبر بصدق عن آلام الانسان وهمومه وقضايا الوطن وتطلعاته . ومن بين تلك الاسماء التي لمعت في القسم الاول(2) هي :
1 ـ السيد محمد علي هبة الدين الحسيني (1883 ـ 1967)


عالم جليل وأديب تقي ، بيانه سهل وشعره سلس . كان شعوره القومي يتدفق بوطنية واخلاص منقطع النظير . عين وزيراً للمعارف في العشرينات ، وكان من رجال الثورة العراقية ، اضافة الى ذلك كان شاعرا مفلقا ، قوي الاسلوب ، وله مطارحات

(1) راجع مجلة (الورود) الجزء السابع ـ السنة السابعة والعشرين شهر أيار 1974 .
كربلاء في الذاكرة 133

وترسلات مع كثير من شعراء عصره . اصدر مجلة (العلم) سنة 1910 وله مصنفات كثيرة مطبوعة ومخطوطة .
2 ـ الشيخ عبد الكريم كاظم النايف (1893 ـ 1945)


كان شاعرا مجيدا وأديبا تقيا وخطيبا مفوها ، اختص بالخطابة المنبرية . له قصائد نحا فيها منحى السلف ، وشارك أخدانه الشعراء في كافة الحلبات الادبية بكربلاء . وكان له في الشعر (التاريخ) المام واسع .
3 ـ السيد محمد علي آل خير الدين (


عالم فاضل حسن السيرة ، واسع العلم ، غاية في الذكاء وجودة القريحة يتسم شعره بالطابع الديني ، وهو يقول الشعر دون تكلف . نشرت له مجلة (المرشد) البغدادية قصائد ذات نفس طويل . وأملي ان يتاح لطبع مؤلفاته المخطوطة .
4 ـ محمد القريني(1) ( 1898 ـ 0000)


شاعر بليغ خفيف الروح ، حلو المحاضرة ، لطيف المعشر ، سلس القول ، عميق الفكرة . اصدر ديوانه (تغاريد الحياة) عام 1935 ، وله بضع قصائد ومقطوعات أخرى . وشعره مملوء بوصف الطبيعة وفلسفة الحياة .
5 ـ الشيخ عبد الحسين الدارمي (1908 ـ 1960)


شاعر معروف كان يتمتع بسمو الاخلاق والنبل . انهى دراسته المسماة بالسطوح في اصطلاح الفقهاء ، وكان مدرسا في

(1) توفي يوم 21/10/1977 .
لسنة 30 تشرين الاول 1977 .
كربلاء في الذاكرة 134

الحوزة العلمية ، وأشغل الاشراف على مدرسة العلامة الخطيب الدينية ردحا من الزمن . طرق أبواب الشعر وأجاد فيها ، وله ديوان مخطوط لدى نجله الشيخ عبد اللطيف الدارمي .
6 ـ الشيخ هادي الخفاجي (1909 ـ ....)


خطيب شاعر حسن السيرة ، سلس القول ، عميق الفكرة في النظم والنثر ، انبرى نحو خدمة الحسين وعترته الطاهرة ، ويعتبر اليوم اشهر خطباء كربلاء . له نماذج حية من شعره قالها في مناسبات مختلفة .
7 ـ الشيخ حسين البيضاني (1920 ـ ....)


شاعر بليغ ، عفيف النفس ، ومحدث بليغ يؤنسك بحديثه . تلوح على محياه ملامح الزهد . درس مقدمات العلوم في المدرسة المهدية الدينية على اساتذة فضلاء ، ثم تدرج في طلب العلم ، فأحاط بعلوم الادب وفرغ الى دراسة النحو وحاز قسطا وافرا منه . له شعر حسن يتسم بسعة خيال وديباجة رصينة ، واشتهر بالشعر (التاريخ) ، وله في ذلك قصائد في مختلف المناسبات .
8 ـ السيد ابراهيم حسين العلوي (1923 ـ 1962)


شاعر مطبوع عرف بسعة الفكر وسمو الروح . يتميز شعره بحسن ابداع وقوة تصوير ورقة الفاظ . ساجل كثيرا من الادباء وطارحهم في كثير من مقطعاته الشعرية . وكان ينحو منحى أبيه في قرض الشعر ويترسم خطاه .
9 ـ السيد حسين المرعشي (1920 ـ ....)


أديب فاضل وشاعر مطبوع ، وهو أحد الخطباء المشاهير

كربلاء في الذاكرة 135

المرموقين . اتصف بحسن السيرة وطيب السريرة . له آثار مطبوعة تدل على فضله . وقصائد كثيرة في مختلف المناسبات الدينية ، كما القى معظمها في الحفلات التي كانت تعقد في كربلاء .

10 ـ ابراهيم حسن النصار
(1929 ـ ....)



ولع بالميل الى الأدب ، فقرض الشعر وله نماذج حية نشرت في مجلة الورود ، وهو شاعر متميز في حسن نظمه ورصانة شعره .
11 ـ عبد الباقي رضا (1929 ـ ....)


شاعر موهوب وخطاط ماهر يكتب الخط الجيد . كان يتعاطى نظم الشعر ، وله قصائد متناثرة في المجلات والصحف تصور لنا شاعرية فياضة تجلت برصانة وقوة وابداع ، وفي الآونة الاخيرة لم نسمع عن اخباره الادبية شيئاً ، ويظهر انه انصرف الى الوظيفة .
12 ـ عبد المنعم عبود الجابري) (1935 ـ 1967


شاعر مقبول مات في عنفوان عمره وشرخ شبابه . له شعور قومي يتدفق بالوطنية والاخلاص . وله قصائد كثيرة في شتى اغراض الشعر يضمها ديوان مخطوط لدى أخيه الاستاذ كاظم الجابري .
13 ـ عبد الجبار عبد الحسين الخضر (1935 ـ ....)


شاعر مطبوع أصدر مجموعة شعرية باسم (شهرزاد في خيام اللاجئين) وقصائد نشرت في صحف ومجلات محلية . وشعره منسجم الاسلوب رقيق السبك يفيض شعورا ولطفا ،

كربلاء في الذاكرة 136

أكثر قصائده في الشعر الحر ، اضافة الى ذلك فهو كاتب قصة .
14 ـ عبد الستار محسن الجواد (1935 ـ ....)


شاعر قليل النشر ينظم الشعر التقليدي ، وله قصائد كثيرة تصور جوانب الشعر المختلفة يضمها ديوان مخطوط . وقد لاقى عوزا وضيقا وعقابيلا في السنين الخوالي ، الا انه استطاع بصبره وجلده ان يتغلب عليها .
15 ـ علي الفتال (1936 ـ ....)


شاعر من جيل السبعينات ، يتصف شعره بالرصانة وحلاوة النغم والمحافظة على العمود الشعري ، اصدر مجموعة شعرية باسم (براعم صغيرة) وله مقالات وبحوث فولكورية نشرت في الصحف والمجلات العربية تعرب عن اطلاعه الواسع .
16 ـ كاظم ناصر السعدي (1948 ـ ....)


شاعر مجدد له قصائد متناثرة هنا وهناك في شتى الاغراض تعبر عن آرائه ، ويتسم شعره بالبساطة والواقعية .
17 ـ صاحب جابر الشاهر (1) (1953 ـ ....)


شاعر خفيف الروح ، عميق الفكرة ، متمتع بسمو اخلاق ونبل . له قصائد متفرقة في مناسبات مختلفة ، تخرج من جامعة بغداد وانقطع لممارسة الشعر الحر .

(1) توفي يوم 29/7/1982 .
كربلاء في الذاكرة 137

18 ـ رضا صادق النقيب (1935 ـ ....)


شاعر عاطفي رقيق له نظم يتصف بالجزالة وقوة السبك وله في الاخوانيات مقطعات كثيرة جميعها في ديوان صغير باسم (شدو العندليب) .
19 ـ فاضل عبد الرضا ديوان (1940 ـ ....)


شاعر مغمور مقل ، عرف بقوة الحس وارهاف الذهن والمحافظة على العمود الشعري . ولعل الكبت الذي لحقه من تدهور وضعه الاجتماعي هو السبب في عدم اشتهاره . له ديوان مخطوط يضم قصائد في أغراض شتى .
20 ـ محمد زمان (1941 ـ ....)


شاعر شاب قليل النشر ، قلما يشارك في الامسيات بسبب مرضه ، مع كونه واسع الاطلاع ، عميق الفكرة ، رصين العبارة ، له قصائد متناثرة في القديم والحديث .
21 ـ عبد الرضا الصخني


شاعر له نظم رائق جزل اللفظ ، منسجم الاسلوب يسعى لتجديد أساليب الشعر واخيلته . نشر نماذج من شعره في الصحف والمجلات العراقية تصور قوة شاعريته . اصدر مجموعة شعرية باسم (خواطر) . ولم نعد نسمع له شعرا في الآونة الاخيرة .
اضافة الى ما تقدم ، فهناك شعراء آخرون لديهم محاولات شعرية لم تجد طريقها الى النور ـ وسوف ننوه بهم في الحلقات المقبلة باذن الله .

كربلاء في الذاكرة 138

تاريخ الحركة المسرحية في كربلاء

كانت وما تزال مدينة كربلاء غنية بحياتها الثقافية والفكرية والفنية ، وقد لعبت دوراً كبيراً في المجال الثقافي عبر قرون موغلة بالقدم .
ان ظهور الحركة المسرحية في كربلاء لم يكن حديث العهد ، ويرجح المؤرخون ان تاريخ ظهورها في القرن الرابع الهجري أي خلال العهد البويهي (334 ـ 425هـ)(1) . وقد جسدت التشابيه ثورة الحسين بن علي (ع) ومواقفه ضد الظلم والطغيان ، وهي المشاهد التي كانت تجري خلال شهري محرم وصفر من كل عام بتمثيل يصور فاجعة كربلاء والمآسي الفظيعة التي تتابعت فيها . وقد استمرت هذه المشاهد شبه المسرحية منذ دخولها قبل مئات السنين حتى هذه الايام .
وكان التمثيل والتشخيص يجري بصورة حيّة فتنصب الخيام في الساحات وخاصة الساحات المحيطة بأضرحة الحسين والعباس في كربلاء(2) . ومن ثم تطورت تطوراً ملحوظاً حتى بدايات هذا القرن ، فقد أخذت شكلاً آخر وألفت فرق وعرضت أعمال كانت ناجحة من حيث الفكرة والحوار والتمثيل والاخراج .
ظهرت الحركة المسرحية في كربلاء في نصف القرن الماضي من خلال عدة عوامل هي :

(1) المسرحية العربية في العراق / د . علي الزبيدي (القاهرة 1967) ص 32 .
(2) المصدر السابق ص 30 ، 31 .
كربلاء في الذاكرة 139

1 ـ فن (البقال بازي) ذلك الشخص الذي كان يظهر في مجالس الأعراس والمواليد ، ويجيد تقليد الحركات وبذلك يثير اعجاب المشاهدين ، ويلهب الحماس بأسلوب تمثيلي ، فيجتمع الناس حوله .
2 ـ ظهور المدارس الحكومية التي شجعت الطلاب على ارتياد هذا النوع من الفن وتمثيل العروض المسرحية المقتبسة والمؤلفة .
لقد كانت الالعاب تعرض من قبل ممثلين مهرة ، وقد ملكوا على المشاهدين اعجابهم خاصة ما كان يعرض على مسرح متوسطة كربلاء وثانوية كربلاء ابان الثلاثينات والاربعينات والخمسينات .
حدثني علي حسين الفروه جي وهو من أوائل المتمرسين في فن التمثيل في مطلع الثلاثينات فقال : كان الجمهور أكثر استعداداً وأكثر حماساً لقبول التمثيل ذلك لوجود كادر فني لاسيما طلاب المدرسة الذين أخذوا على عاتقهم رسالة هذا الفن الرائع . وكانت الأدوار النسائية يتبناها الرجال لأسباب اجتماعية ، ورغم كل ذلك فقد كان هناك بعض الاخفاق في التمثيل والاخراج وغيرهما من الامور الفنية ، اذ كان يفتقر المسرح الى الانارة الكاملة والديكور الكامل وعمل المكياج والملابس والمؤثرات الصوتية والكراسي المخصصة للجمهور وقاعات التمثيل والمسارح الثابتة الى غير ذلك . وكانت الصحف تشخص مواطن الضعف في التمثيلية أو الرواية ووجوه الفشل ودواعيه . بينما كانت بعض المسرحيات تعرض لأكثر من ثلاثة أيام وتفوز بالمرتبة الاولى لمهرجان المتوسطة . ولا يفوتنا ان

كربلاء في الذاكرة 140

هناك دعماً مادياً ومعنوياً من لدن رجالات البلد الذين ساهموا برفد الحركة الفنية آنذاك .
كما حدثني عزيز صادق وهو من المسرحيين الكربلائيين في الثلاثينات فقال : «لقد ساهم طلاب المدارس الابتدائية في كربلاء في الثلاثينات وخاصة مدرسة السبط (باب الطاق سابقاً) بتقديم التمثيليات في كل اسبوع تقريباً وذلك في ساحة المدرسة ، وكانت تقتصر على طلاب المدرسة فقط ، وكانت مملوءة بالانتقادات اللاذعة والنكات ، كما وقد قامت المدارس الابتدائية في المحافظة بمهرجان كبير في (خان القطب) وهو أكبر خان في كربلاء نظراً لعدم وجود ساحة كبيرة في المدارس لاستيعاب المتفرجين في حينه ، وقد حضر المهرجان المتصرف ورؤساء الدوائر وعدد كبير من المواطنين قدمت فيه الفعاليات الرياضية والفصول الهزلية ، وقد أفاد أحد المتفرجين بأن الممثل الكوميدي كان يجيد دوره ، وربما يضاهي الكوميدي المعروف في بغداد (جعفر لقلق زاده) بالرغم من عدم وجود مسارح وقاعات للتمثيل وامكانيات مادية أخرى .
أما في الاربعينات فقد نشطت حركة المسرح في المدرسة الثانوية ، كما لم توجد في حينه قاعة تمثيل أو مسرح ثابت أو مدرّب متخرج من معهد الفنون الجميلة . وان التمثيليات المدرسية كانت تقام في ساحة المدرسة على الارض (بدون مسرح) كما وكانت تقدم مسرحية واحدة على الاقل في كل سنة على مسرح يصنع من الخشب في ساحة المدرسة يحضرها المتصرف وبقية المواطنين بموجب بطاقات تباع بأسعار مناسبة ، وكانت تباع بطاقات تسمى بطاقات الشرف الى الأثرياء ووجوه البلد ، وكانت تقام الحفلة لمدة ثلاث ليالي :

كربلاء في الذاكرة 141

الليلة الاولى للمتصرف وحاشيته من الاشراف (الطبقة المتنفذة) الليلة الثانية لبقية المواطنين ، والليلة الثالثة للنساء . كما كانت تقام دورات صيفية في العطلة تقدم خلالها الفروسية والسباحة والنجارة والرسم والتمثيل والسفرات القصيرة ، وفي نهاية الدورة تقدم مسرحية عامة يحضرها المتصرف وبقية المواطنين . وبعد انتهاء الدورة يقوم بعض اعضائها أي حوالي 24 طالب بسفرة مع بقية دورات اللواء الى بغداد فتقيم المخيمات في ساحة الكشافة خلال أسبوع واحد تقدم فيه مختلف الفعاليات ثم تسافر الى مصيف بنجوين أو سرسنك لتقيم المخيمات هناك . وتقدم فيها الفعاليات ، وكان لدورة كربلاء دور فعال في التمثيليات التي تقدمها ، حيث تلاقي استحسان المتفرجين من قبل كافة الدورات المشاركة وذلك لكفاءتها ومقدرتها للأداء وتأدية أدوار أعضائها بدون تصنّع أو تكليف وان نكاتهم كانت عامة بينما كانت نكات الأعضاء في دورة بغداد خاصة ببغداد لا يعرف عنها بقية الدورات ، وقد سمع أحد المتفرجين في المسامرة التي اقيمت في الموصل شخصاً في دورة الموصل يقول لزميله : (ضُم ضحكتك الى أن تأتي دورة كربلاء) .
كما شوهد بعض المتفرجين في مسامرة الموصل يتركون مقاعدهم ويجلسون على الأرض من شدة الضحك المتواصل . مع العلم ان كربلاء كانت تفتقر الى المدربين أو قاعات التمثيل أو المسارح الثابتة . وكانت ملابسهم بسيطة للغاية . كما ان القبعات والتيجان تصنع من الكارتون . أما ملابس الفصول الهزلية فكانت أبسط من سابقتها ، وكانت تصنع من (الگواني) وتصبغ بـ (الجوهر) وتصنع الأزرار من (قبعات السيفون) . أما دورة بغداد فكانت ذات امكانية عالية وذلك لوجود مدربين

كربلاء في الذاكرة 142

متخرجين من المعاهد امثال المرحوم الحاج ناجي الراوي وحامد الأطرقچي وفخري الزبيدي وغيرهم من الذين كانوا يشاركون في التمثيليات التي تقام في بغداد ومصيف سرسنك . وقد مثلت خلال الأربعينات عدة مسرحيات كالطيش القاتل ، وا معتصماه ، عام الفيل ، وقيس وليلى ، وصلاح الدين الأيوبي . وكانت الديكورات والمناظر ترسم من قبل الطلاب أنفسهم لعدم وجود امكانية مادية لديهم وكان بدري حسون فريد يقوم بدور البديل للعنصر النسائي .
أما في الخمسينات فقد شيدت قاعة للتمثيل ضمن بناية ثانوية كربلاء ومثلت فيها مسرحية البخيل ، في سبيل التاج وغيرها من المسرحيات» .
والمسرحية تعالج موضوعاً قومياً أو اجتماعياً تتناول ناحية أو أكثر من حياة أمتنا العربية .
لقد كانت تمثل على المسرح الكربلائي الكثير من الروايات التاريخية والوطنية الجيدة التي بقيت علامة مضيئة للأجيال الطالعة . ومن بين تلك المسرحيات والروايات التي مثلت في الثلاثينات (رواية مثلنا الاعلى)(1) .
ورواية (ضحية العفاف) التي مثلت بتاريخ 5 أيلول 1935 ورواية (صلاح الدين الايوبي) التي مثلت بتاريخ 7 شباط 1940 . ورغم ظروف الحرب العراقية الانكليزية التي اججها الزعيم رشيد عالي الگيلاني سنة 1941 . فقد أعلنت جريدة (الندوة) الكربلائية عن وجود رواية وطنية رائعة هي رواية (الصحراء) وقالت : «تحيي هذه الليلة فرقة ـ أنوار الفن ـ

(1) جريدة (الاخاء الوطني) الصادرة بتاريخ 1/7/1934 .
كربلاء في الذاكرة 143

التمثيلية الروايـة الوطنية الخالدة (الصحراء) على مسرح المتوسطة فهلموا لمشاهدتها»(1) .
كما مثلت مسرحيات شهيرة في كربلاء منها (عام الفيل) سنة 1948 . وفي الخمسينات شهد المسرح الكربلائي تقدماً ملموساً في مسرحيات (البخيل) و(في سبيل التاج) و(تاجر البندقية) وكذلك (وا معتصماه) التي مثلت بتاريخ 7/1/1958 . وقد قامت بتمثيلها ادارة دار المعلمين الابتدائية .
وكان الجمهور يتهافت على هذه الروايات بشغف شديد ويبقى منسجماً مع الحدث حتى النهاية ، هذه الروايات تمثل باللغة الفصحى ، وتحوي افكاراً انسانية سامية ، كما كان ينفق ريعها على المعوزين من الطلاب .
ونشرت جريدة (شعلة الأهالي)(2) الكربلائية خبراً عن وجود فرقة الأهالي للتمثيل واستعدادها لتقديم تمثيليات رائعة للجمهور المتعطش ، وقد لمعت اسماء لطائفة من الشباب الواعي لعبت دوراً متميزاً في ممارسة الفن المسرحي الهادف لرفد العمل المسرحي بمواهبه الخلاقة وتنمية قابلياته سواء في الكتابة أو التمثيل منهم حسن محمد علي جلوخان وعزي الوهاب ومحمد

(1) جريدة (الندوة) 3 أيار 1941 .
(2) جريدة (شعلة الاهالي) 9 نيسان 1961 .
كربلاء في الذاكرة 144

علي الخفاجي ونعمة ابو سبع وباسم يوسف الحمداني وشاكر عبد القادر البدري وياس الربيعي ومحمد زمان وعلاء ياس دهش وغيرهم . ومن خلال هذه الحركة برزت عدة فرق في المدينة عكست نشاطاتها على الجمهور بما قدمته من عروض مسرحية واسهامات موفقة في حركة المسرح في القطر ، وهذه الفرق هي :
1 ـ فرقة مسرح كربلاء الفني


وهي فرقة اسست في كربلاء سنة 1978 بمديرية المسارح التابعة للمؤسسة العامة للسينما والمسرح من قبل مجموعة من الشباب الطالع قدمت نتاجات عديدة على المسرح طوال مسيرتها ، وهي فرقة رسمية اجيزت من قبل السلطة ، واشتركت ضمن المهرجان القطري للمسرح وقدمت مسرحية (ليالي الحصاد) و(كان يا ما كان) وهي أهم انجازاتها ، وكانت الأخيرة من انتاج نعمة ابو سبع . وأنجزت الفرقة في مجال مسرح الأطفال أهم عمل لها مسرحية (الصياد الحائر) و(سبع السبمبع) من تأليف باسم يوسف الحمداني واخراج علاء العبيدي .
2 ـ فرقة المسرح الريفي


وانبثقت من مديرية منطقة الزراعة في المحافظة ، وكانت نشطة بما قدمته من عروض في الأرياف . ومن أهم مسرحياتها (السيد المدير) تأليف ياس الربيعي . و(التمثال) . ثم توقف نشاطها بسبب الغاء المديرية .
3 ـ فرقة مسرح مديرية الشباب


تضم مجموعة من الفتوة والطلائع ، وقدمت عروضاً كثيرة هادفة ، حققت نجاحاً باهراً .

السابق السابق الفهرس التالي التالي