عين التمر، أو شثاثا او شفاثا قضاء تابع لمحافظة كربلاء قال عنها ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان : بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة بقربها موضع يقال له شفاثا منهما يُجلَب القصب والتمر إلى سائر البلاد وهو بها كثير جدا وهي على طرف البرية وهي قديمة افتتحها المسلمون في أيام أبي بكر على يد خالد بن الوليد في سنة 12 للهجرة تتواجد في عين التمر عيون الماء النقية الصالحة للشرب، وبها انواع نادرة من الاسماك الصغيرة والملونة، وينابيع المياه فيها مازالت تتدفق من باطن الارض منذ الاف السنين. وتعتبر منطقة عين التمر أحد أهم واجمل الواحات الصحراوية وفيها انواع مختلفة من بساتين التمور. ولد فيها شاعر الزهد والحكمة أبي العتاهية .
جغرافيا تبعد مسافة 80 كم غربي مدينة كربلاء ، يحدها من الغرب منطقة شريش ، ومحافظة الأنبار ، وشريش اسم المنطقة التي يمر فيها نهر قديم يسمى بنفس الاسم ومن الشرق الطار وهو حافة منخفض أبي دبس أمام منطقة الشعيب ، ويسمى أيضا طار السيد كما يحدها من الشمال بحر الملح وهور أبي دبس ومن الجنوب منطقة السلام .
عين التمر أو شثاثة أو شتاثة تسميات لمكان واحد يعج به أريج التاريخ والطبيعة والصحراء والماء والنخيل..كل شيء في هذا المكان من الممكن أن تجده وكأن الله أراد أن يعطي دروسا للبشرية من أن الصحراء من الممكن أن تكون واحة خضراء وعيونا تتدفق منها المياه .
سطح شثاثا : جزء من سطح منطقة الأودية في الهضبة الغربية المتحدة من غرب الفرات ، وتختلف أجزاؤه باختلاف المناطق ، فهناك المنخفضات التي أصبحت تربتها رسوبية رملية مالحة بفعل السيول الناتجة من مياه الأمطار المنسابة في الأودية ، ومياه منخفض هور أبي دبس وبحر الملح تطغي على مساحة واسعة من الأراضي المنخفضة التي تقع فيها شثاثا وبعض أراضيها ذات طبيعة شبه صحراوية .
والأراضي المستغلة زراعيا يغلب عليها السبخ ، ومع ذلك فان أراضيها تمتاز بصلاحيتها للزراعة ، وتملك الواحة معينا لا ينضب من المياه الجوفية التي خلقت فيها جنة في وسط تلك البوادي القاحلة.
في الطريق إلى عين التمر تبدو الصورة وكأنك تريد أن تقطع الصحراء لكنك تقطع آثارا ما زالت تعاند الطبيعة . . فطوال أكثر من 80كم هي المسافة الفاصلة ما بين آخر نقطة من مدينة كربلاء وأول نقطة من عين التمر لا شيء غير الصحراء والآثار وبحيرة ترزّ الماء إلى الصحراء لتصلحها وكأنها الرزّة التي توضع في الباب لتحكمه كما يقول مختار الصحاح.
هناك تدخل مباشرة إلى غابة من النخيل قاطعا قناطر صغيرة ترتفع فوق مياه صافية يجري ماؤها رقراقاً . هناك وسط غابات النخيل تواجدت العيون المشهورة . . عيون كبريتية لا يتوقف الماء فيها ، تسقي شلالات النخيل والبساتين عبر سواق وانهار صغيرة وجداول جعلت من الحب آصرة لها لتغدق على الأرض بعضا من حب الله لهذه الأرض . .فتكون سرا من أسرار الصحراء فتحولت إلى مركز تجاري للبدو بعد أن كانت مركزا تجاريا لتجارة القوافل في عهد ما من عهود التاريخ ..
التسمية والأثر
إن التسمية كما تقول مصادر التاريخ جاءت حين هجر الناس إحدى العيون بسبب الجفاف أو الحروب لينتقلوا إلى عيون أخرى يجتمعون عليها بطريقة التشتت فقد نزحوا شتاتا وعلى شكل فئات فأطلقت التسمية فكانت شتاتا لتتحول بمرور الزمن إلى شثاثا أو شتاثا كما يطلق عليها العامة من الناس...أما تسمية عين التمر فقد جاءت لكثرة أنواع التمر فيها واشتهارها بغابات النخيل وقد استوطنها الناس قبل الميلاد لاسيما في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد حين اشتهرت وازدادت أهميتها التجارية والزراعية وعيونها المائية الجميلة الصافية بعد الفتح الإسلامي والتي عدت من أهم المناطق لمرور القوافل ومكاناً للتجارة ومركزاً عسكرياً أيضا ويؤكد إن التسمية جاءت لأنها تعد عينا من ( عينات ) التمر المتفردة والفريدة في المنطقة. يقول ايضا: تعد عين التمر من اكبر الواحات في الهضبة الغربية وإنها رفدت الحضارة العراقية والإسلامية والإنسانية بالكثير من رجال العلم والفكر والقادة ومنهم القائد العربي موسى بن نصير فاتح الأندلس وسيد اشبيلية. إن هذه المنطقة شهدت الكثير من الغزوات والمعارك ما بين الأقوام العربية الباحثة عن السلطة وما بينها وبين أعدائها الباحثين عن منطقة توصلهم بمشارق الأرض ومغاربها. الآثار الأولى وقصور المدينة نشاهد اطلالها في الطريق المؤدية إلى عين التمر وعلى بعد مسافة 11كم غربي مدينة كربلاء تقوم بحيرة واسعة تلتقي أطرافها بالأفق البعيد في عناق دائم وتشرئب إليها ذوائب أشجار الكالبتوس تلك هي بحيرة الرزازة التي كانت في زمن ما مركزاً سياحياً وخاصة في فصل الصيف حيث تتحول البحيرة إلى موسم حقيقي للفرح فآلاف المواطنين والمصطافين يتمتعون بسحر الطبيعة ومناخ البحيرة ورمالها الذهبية.
وهي من المدن القديمة ويعتقد بأن تاريخها يعود الى 3000 سنة قبل الميلاد وان الاسم القديم لها شفافا (شثاثا) ويعني باللغة الارامية ( الرائقة الصافية ) . وان المدينة قد ذكرها المؤرخون وقد كانت جزء من مملكة الحيرة. . يشاهد اليوم بعض الاطلال لقصر شمعون بن جابر اللخمي ( الذي نصر النعمان الرابع سنة 593م) ولكن بعض الاهالي قد بنوا بداخله بيوتا لهم
السياحة في عين التمر
ان السياحة في مدينة عين التمر لا تقتصر على التمتع في مشاهدة العيون الصافية والاستحمام بها للعلاج من بعض الامراض الجلدية , بل ان هناك سياحة دينية يرفد اليها الناس من كل حدب وصوب وتعتبر اماكن مقدسة يتبرك بها الناس ومنها :