كربلاء منذ القدم الى يومنا هذا

القرن العاشر الهجري

كربلاء في القرن العاشر الهجري

(1495 ـ 1591 ميلادي )

بعد أن تم للشاه إسماعيل الصفوي تأسيس الدولة الصفوية في إيران سنة 906هـ (1501م) أرسل جيشاً كبيراً بقيادة لاله حسين للسيطرة على بغداد.

وبعد أن تم له ذلك سنة 914هـ (1508م) وقضى على دولة الخروف الأبيض (آق قويونلي) أصبح العراق تابعاً للدولة الصفوية ، فدخل بذلك مرحلة تاريخية جديدة. وفي السنة نفسها قدم الشاه إسماعيل الصفوي بغداد. وفي اليوم الثاني من مجيئه قام بزيارة كربلاء ، فأولى المراقد المقدسة في هذه المدينة جل أهتمامه ورعايته. فأنعم على مجاوري الروضة الحسينية بالمال والهدايا. وكانت السنين التي حكم بها الشاه إسماعيل الصفوي العراق سنين أزدهار وهدوء وخاصة المدن المقدسة.

وفي سنة 930هـ (1524م) توفي الشاه إسماعيل الصفوي فخلفه أبنه طهماسب الأول. وكان العراق آنذاك قد أصبح خاضعاً للعثمانيين الذين استولوا عليه. فأرسل طهماسب جيشاً حاصر بغداد سنة 936هـ (1530م) وحاصر القلعة التي تحصن بها حاكم بغداد ذو الفقار. واستطاع طهماسب أن يفتح القلعة وأن يقتل حاكم بغداد. وبعد أن سيطر طهماسب على بغداد والعراق قام بزيارة المراقد المقدسة في كربلاء.

وسرعان ما بدأ التنافس بين الصفويين والعثمانيين للسيطرة على العراق . وبعد أعتلاء العرش من قبل السلطان العثماني سليم 918هـ (1512م) تمت السيطرة على العراق على يد أبنه السلطان سليمان القانوني سنة 941هـ (1535م ) وقام السلطان العثماني سليمان القانوني بجولة للمراقد المقدسة زار خلالها كربلاء فوجدها كما هي يقول لونكريك ، حائرة في حائرها بين المحل والطغيان ، اذ كان الفرات الفائض في الربيع يغمر الوهاد التي حول البلدة بأجمعها من دون ان تسلم منه العتبات نفسها ، وعند هبوط النهر كانت عشرات الألوف من الزوار يعتمدون على الري من آبار قذرة شحيحة . فقام سنة 941هـ (1535م) بحفر نهر من الفرات سمي (النهر السليماني) وهو نهر الحسينية الحالي ، وينقسم هذا النهر عند دخوله المدينة إلى فرعين : الأول يسير بأتجاه الشمال الغربي من المدينة ويسمى بـ(الرشيدية) ، والثاني يسير بأتجاه جنوب مدينة كربلاء ويسمى بـ(الهندية) ( لمزيد من التفاصيل . . . ) . وقد أدى هذا النهر الى أحياء أراض كبيرة فيها ، واستخدم في حفره مهندسين على مقدرة عالية وخبرة فائقة فكان هذا المشروع من أعظم المشاريع الاصلاحية بل كان حقيقة مشروعا جليلا في حياة المدينة وما جاورها من بقاع . وأنقذ هذه المدينة من خطر الغرق وذلك بإنشاء سد لا زال يعرف بـ(روف السليمانية) ، وأصبحت كربلاء قصبة تابعة للواء الحلة التابع لأيالة بغداد . ولقد بذل هذا السلطان ما بوسعه لأستمالة العتبات المقدسة إليه وكسب ود السكان. وقرر أن يفعل في المدن المقدسة أكثر مما فعله الشاه إسماعيل الصفوي وطهماسب ، وخاصة بالنسبة إلى مدينة كربلاء. .

وفي سنة 980 هـ (1573م) أستطاع الشاه طهماسب الأول بن إسماعيل الصفوي أن يسيطر على بغداد من جديد بعد أن كان العثمانيون قد سيطروا عليه. وبعد أن عقد مع الدولة العثمانية معاهدة صلح قام للمرة الثانية بزيارة كربلاء والمراقد المقدسة فيها وأمر في هذه الزيارة بالأهتمام بالمدينة وبالمرقد الحسيني الشريف.

وفي سنة 984هـ (1576م) توفي الشاه طهماسب وتولى الحكم أبنه إسماعيل الصفوي الثاني إثر إغتيال أخيه حيدر ميرزا في نفس العام . وأمر بالأهتمام بمدينة كربلاء وبمرقد الإمام الحسين (ع)

سيطر العثمانيون بعدئذ على العراق. وتذكر بعض المصادر التاريخية أن الوالي العثماني على بغداد ، علي باشا الوندزادة من قبل السلطان العثماني مراد الثالث قام سنة 984هـ (1576م) بتعمير مرقد الإمام الحسين (ع).

وقد أكثر المتأخرون من وصف كربلاء والاشادة بها . فكان ممن وصفها القاضي نورالله الشوشتري ـ في القرن العاشر ـ وصفاً يسيراً في مجالسه ( ص 25 ) بقوله : . . . . والحال ان مشهد كربلاء من أعظم الأمصار ومجمع أخيار كل الديار ، والماء العذب يجري في غدرانها . والبساتين الغناء تحيطها . وقد قيل في فضيلة تربة كربلاء وثواب زيارة المرقد المنور الحسيني روايات كثيرة . ومعظمها صيغة بصورة شعرية .

تابع ايضا : تاريخ الروضة الحسينيةوكذلك تاريخ الروضة العباسيةفي هذا القرن