احداث مهمة

حادثة حمزة بك 1333 هـ

Post on 21 June 2016

حادثة حمزة بك

في سنة 1333 ليلة النصف من شعبان ، وكانت كربلاء غاصة بالزوار الواردين من الاطراف للزيارة ، ثار أهالي كربلاء في وجه الحكومة أيام اشتغالها بالحرب العامة . بعد شدة ضغط الحكومة على أهالي كربلاء والنجف فهجموا على السجن واخرجوا المسجونين وانتهبوا دوائر الحكومة وبيوتهم ففر المأمورون والموظفون أجمع . وفي سنة 1334 هـ / 1915 م توسط العلماء والاشراف بارجاع الحكومة ، وكان الحاج عبد المهدي الحافظ وسيطاً بين الأهلين والحكومة . فعادت الحكومة وليس لها حول ولا قول ، أي أنها مشلولة الساعد ، وعينت متصرفاً اسمه (حمزة بك) وهو كردي الأصل ، فتقوت الحكومة وجلبت جيشاً من بغداد بقيادة (دله علي) . وكان رئيس الخيالة ( ثريا بك ) ، ودخل البلد من جانبها الشرقي وتحصنوا في بعض الخانات والبيوت الحصينة . وصار الطرف الغربي بيد الأهالي ، وانقسمت المدينة إلى قسمين ، ولم تزل الحرب قائمة بين الطرفين عدة أيام . وقتل من الجانبين خلق كثير وانتهت المعركة بعد قتل ذريع وخراب اكثر البيوت والمنازل بهزيمة العسكر . وانتهاب الاهالي اسلحتهم وذخائرهم . وبقيت البلدة بيد الأهالي الى أن احتلها الانگليز . فاستعدت الحكومة للقتال مع الأهلين ، وبعد جهد جهيد تمكن العلماء والأشراف من إرجاع المياه إلى مجاريها الطبيعية وإعادة السكينة إلى البلدة ، فرجع الموظفون العثمانيون لإدارة شؤون المدينة ، فأرسل إلى كربلاء متصرفاً اسمه( أسعد رؤوف ) وبقي هذا يدير شؤون البلد حتى سقوط بغداد . وكان من رؤساء هذه الحادثة الشيخ فخري كمونة المتوفى سنة 1357 هـ وعبد الرحمن آل عواد وعبد الجليل آل عواد .

وحدثني بشأن هذه الحادثة المرحوم السيد كاظم السيد مهدي النقيب فقال : « بعد نصف شعبان بتسعة أشهر تفاوض الوجوه والاشراف مع الافرارية(اليرمازية ) وفي مقدمتهم السيد محمد مهدي بحر العلوم والحاج عبد المهدى الحافظ والسيد عبد الوهاب آل طعمة والسيد محسن النقيب والسيد حسين الددة وأخذوا يمنعونهم من دخول المدينة ، ويؤكدون بقاءهم في الخارج ، وكان الشيخان محمد علي وفخري كمونة يحثان الافرارية على دخول البلد كيما يوفقا بين مطاليب الحكومة والافرارية لعدم حدوث الاصطدام ، حتى أسفرت النتيجة عن تأزم الأحوال . فجاء الشيخ فخري حتى وصل ساحة المخيم وهو مثير الحركات ، وحدث اصطدام بين أهالي كربلاء وبين الحكومة فانحصر العسكر بالقلغ . أما حادثة القلغ فهي التي وقعت في اليوم الثاني من حادثة حمزة بك وترتبط بها ارتباطاً وثيقاً ، فقد أراد أهالي كربلاء احتلال القلغ الواقع في ساحة المخيم مجاور لدار السيد علي الواعظ ، فرموا انفسهم في داخله ، وكان الجندرمة يضربون من داخل القلغ ، وتكاثر الاهالي ولم يبالوا بالضحايا فاصطادوهم واسروهم واخذوا بنادق الجندرمة ، وبقي قسم من الجندرمة في ساحة البلدية ( الميدان ) وكانوا متحصنين يضربون الفارين ومنهم آل زنكي . وعندما بقي قسم من العسكر الذي احتل محلة العباسية ، أوعز الشيخ فخري كمونة لأهالي كربلاء فطيروا العلوة وفتحوا سدة عبد الواحد التي كانت تحافظ مدينة كربلاء من خطر المياه الآتية من سدة الهندية ، وفتحوا جميع الفروع المتشعبة في نهر الحسينية ( الهنيدية ) المجاور لمحلة العباسية الشرقية والغربية وفتحوا الماء فغرقت العباسية بكاملها حتى وصل إلى دار الحاج عبد الصراف وساحة البلوش ودار البلدية في الميدان . وكانت سفينة حمولتها 20 طغار تحمل من شارع أبي الفهد مارة بدور السيد محمد البزاز والسيد محمود الوهاب وتغادر كربلاء إلى الكوفة ومنها إلى البصرة » .

ومجمل القول ان هذه الحادثة لا تقل فضاعة من الحوادث السابقة لو لم يستول الماء على الاماكن التي تحصن فيها الجنود ، فاضطروا للخروج منها .

المزيد من احداث القرن الرابع عشر الهجري ( كتاب بغية النبلاء في تاريخ كربلاء ـ عبد الحسين آل طعمة و كتاب تراث كربلاء ـ سلمان هادي آل طعمة ) بتصرف