احداث مهمة

فتنة علي هدلة 1293 هـ

Post on 21 June 2016

فتنة علي هدلة

في أوائل عام 1293 هـ أعلنت الحكومة العثمانية النفير في الامبراطورية نتيجة لحربها مع روسيا القيصرية وكذلك في كربلاء . فأخذت جموع المكلفين في كربلاء بالفرار من سلك الجندية . وكان هناك جاسوس من قبل الحكومة على الفارين . وهو مختار باب الطاق المدعو حسين قاسم حمادي اذ كان يوصل أخبار هؤلاء الفارين الى السلطة. وما أكثر ما أصاب الناس علي يد هذا المختار من المحن . ان قتلوه في مقهى المستوفي الواقعة في محلة باب الطاق . فعندما قتل هذا المختار ، تولت الحكومة المحلية القبض على المتهمين ، وفي روايات اخرى يقال : كان علي هدلة صاحب مقهى مجاورة إلى سور المدينة ، وكان مأمورو الحكومة الذين يجبون الضرائب على المخضرات ، يقفون بالقرب من مقهاه لإستيفاء الرسوم من الفلاحين ، فأخذ أحد هؤلاء يفتش أمرأة ظناً منه بأنها تخبئ المخضرات في ثيابها ، فصرخت واستنجدت بأهل المدينة مستثيرة حميتهم ، فلم يطق علي هدلة ولازبائنه الجالسون في المقهى صبراً على تعيير المرأة له لسكوتهم على ما فعل مأمور الحكومة معها ، فقرروا إعلان العصيان على الحكومة . وأي ما حدث فقد ففر جماعة منهم وخيموا خارج السور في البستان المعروفة ( جعفر الصادق ع ) . أخذوا يعبثون بالأمن . وحرضوا الأهالي علي مناوئة الحكومة وكانت أفكار الأهالي مستعدة لتقبل أي حركة تقوم ضد السلطة . فالفت عصابة بقيادة القهواتي ( علي هدله ) وقابلت جيوش العثمانيين ودحرتهم في مواقع متعددة . وكانت عصابتهم تتألف من ( 150 ) شخص ، يقومون بحرب العصابات ، وذلك بتحريض من الحاج محسن كمونة والحاج حسن شهيب ويمدونهم بالمؤنة والذخيرة ، واختلطت معهم بعض أفراد من عشيرة حجيل والزونبات . فاستفحل امرهم حتى رن صدى هذه الحادثة في الأستانة . فقلق السلطان عبد الحميد خان وأصدر ارادة سنية بارسال جيش الى كربلاء وهدمها وقتل من فيها عن بكرة ابيهم ، واناط تنفيذ الارادة الى عاكف باشا والي بغداد والمشير حسين فوزي باشا . وكان هذا القائد للجيش فجاء الاثنان الى كربلاء بصحبة النقيب السيد عبد الرحمن النقيب والگيلاني وضربوا المضارب قرب المدينة ، وكان ذلك في أواخر شهر رمضان من عام ( 1293 هـ ) وكان قيام علي هدله في (3) ربيع الاول من عام (1293) . ولم يكن هناك آثار للعصيان في المدينة ، وبعد البحث الطويل تبين ان العصاة عصابة ارتكبت اثما واقترفت ذنبا يطاردها الجيش ، وليس من العدل هدم المدينة وتنفيذ الارادة السنية على سكانها ، وأخذ البريء بجريرة المذنب فنجم عن ذلك خلاف بين الوالي عاكف باشا والقائد حسين فوزي باشا بين مصر على التنفيذ وبين رافض فرجعا الاستانة وخاطباها بالامر ، وبعد اخذ ورد صدر الامر بالعفو ، فرحل الجيش بعد ان قبضوا على مثير الفتنة وموقد نيرانها ، وحوالي ( 70 ) شخصا بضمنهم علي هدله مع المرحوم الحاج محسن كمونة وحسن شهاب وجماعة غيرهم ، فساقوهم الى بغدا وسجنوا لمدة سنة كاملة في مكان يعرف بـ ( القشلة ) أو ( أوج قلعة ) ، ثم أطلق سراحهم بعد ذلك . وعندما تم الصلح بين اهالي المدينة والحكومة العثمانية قررت الحكومة غرامة على البلدة مقدارها (الشامي) ـ وتعرف عند عامة الناس ( البيشلغ ) ومقدارها عشرة قروش تركية أي ما يساوي اليوم 75 فلساً عراقياً تقريباً ـ فاستاء لها نفوس البعض من الكسبة والفلاحين ، مما أدى إلى قيام ثورة أخرى في عام 1294 هـ بقيادة السيد مهدي الأشيقر . ( نقلا من تاريخ كربلاء جـ3 المخطوط للسيد محمد حسن كليدار ) .

المزيد من احداث القرن الثالث عشر الهجري ( كتاب بغية النبلاء في تاريخ كربلاء ـ عبد الحسين آل طعمة و كتابي تراث كربلاء وكربلاء في الذاكرة ـ سلمان هادي آل طعمة ) بتصرف