المشاهد البارزة

مرقد عون بن عبد الله

Post on 28 حزيران/يونيو 2016

عون بن عبد الله

وعلى بعد سبعة أميال من شمال غرب كربلاء ، تشاهد قبة مزينة بالقاشاني ، تلك هي قبة عون بن عبد الله بن جعفر من سلالة الإمام الحسن بن علي عليه السلام ويسمى عند العوام بـ (عون ابو نجم) . وقد ذكر النسابة السيد جعفر الأعرجي الكاظمي في كتابه ( مناهل الضرب في أنساب العرب ) مانصه : كان سيداً جليلاً مقيماً في الحائر الحسيني ، وكانت له ضيعة على ثلاثة فراسخ من كربلاء ، خرج اليها وأدركه الموت ، فدفن في ضيعته وبنى على مرقده هذا المزار المشهور ، وعليه قبة عالية ، والناس يقصدونه بالنذور وقضاء الحاجات ، ويظن الناس أنه قبر عون بن عبد الله بن جعفر الطيار وهو غير صحيح ، إذ ان اسمه عون بن عبد الله بن جعفر بن مرعي بن علي بن الحسن البنفسج بن ادريس بن داود بن أحمد المسود بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام . 

وأما ما قيل : انه قبر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقد ذكروا له وجهاً ، روى بعض العلماء ان حبيب بن مظاهر الأسدي قال : لأبي عبد الله الحسين عليه السلام ـ لما اجمع اهل الكوفة على حرب الحسين (ع) في طف كربلا ـ ان ههنا رهطاً من بني أسد اعرفهم بحسن الرأي فأذن لي أن اذهب اليهم فادعوهم الى نصرتك ، وليكن معي بعض أهل بيتك ، فذهب اليهم ومعه عون بي عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، ومذ وصل اليهم ـ وكان فيهم عينا لعمر بن سعد فاخبره ـ دهمتهم مقاتلة ابن سعد بخيل لاقبل لهم بها فقتل عون ههنا ، وقيل : ذهبت به الخيل فسقط هيهنا قتيلا .

وليس بشيء هذا ، ويصادمه ايضا ما افاده الشيخ المفيد اعلى الله مقامه في « الارشاد » في فصل تعداد اسماء من قتل مع الحسين (ع) في طف كربلا ، قال : ومحمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم ، كلهم مدفونون مما يلي رجلي الحسين (ع) في مشهده .

ويؤكد صاحب كتاب (مراقد المعارف) على انه من سلالة الامام الحسن بن علي . وكان الناس قديماً يقصدونه مشياً على الاقدام عن طريق أراضي الجعفريات ، وهو الطريق المؤدي الى بغداد عبر نهر الحسينية مارا بقنطرة الحديبة ، حيث يقطعون مسافة 11 كيلو متراً ويزار مرقده من قبل العامة والخاصة ، وتنحر عنده الذبائح وتقدم اليه النذور والهدايا .

واما ما اشتهر على لسان الأعراب والسواد انه قبر عون بن علي امير المؤمنين (ع) فلم يؤيد من أرباب السير والتأريخ ، ولم نعثر علي شيء من ذلك ولا اشارة .