المشاهد البارزة

مرقد الحر الرياحي

Post on 26 حزيران/يونيو 2016

الفهرس

عن مركز مدينة كربلاء المقدسة من 5ـ7 كيلو متر تقريباً، حيث سميت المنطقة التي دفن فيها بناحية الحر على أسمه، وروي أن عشيرته قامت بنقل جسده من ساحة المعركة إلى المكان الذي دفن فيه وهو الآن مرقده المبارك.

ترى المقام الذي يتكون من قبة وصحن مربع الشكل من الخارج وله ثلاث ابواب ومن الداخل مجموعة من الغرف (الاواوين) على مدى طابقين من الجهة المقابلة للباب الرئيسية فقط ، أما من الجهات الاخرى فهي ذات طابق واحد، كانت تستخدم من قبل طلبة العلم الذين يقصدون المدينة، وبنيت بالجص وجذوع النخل وأخرى أحدث بناءها، وتراها ذات منظر جميل على الرغم من قدمها، ثم ترى الضريح عبر باب كبيرة من الخشب (الصاج) تنظر إلى الشباك المحيط بالقبر ترى قطعة فوقه مكتوب عليها (السلام عليك يا حر بن يزيد الرياحي) ومن الجانب الاخر للشباك زيارة الحر، وفوق الضريح تشاهد الثريا المعلقة، وهناك الرواق المقسوم الى جهتين الاولى على الجانب الايمن للرجال والاخر للنساء وهناك عدد كبير من الزائرين يأتون لغرض التبرك بمرقد الشخص الذي اختار الموت بشرف مع بضعة رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الحياة بذل وعار مع ابن سعد، وفي الباحة الخارجية ترى نخلة يرجع عمرها الى اكثر من مئة عام مقابل مدخل الضريح .

وهنالك لوحة لها قصة محزنة اهديت إلى المقام في مطلع خمسينات هذا القرن من قبل وفد من جمهورية إيران كتب عليها انها رسمت عام 1329 هجري أي إن عمرها يناهز 96 عاماً تصور الحر وهو جالس بين يدي أبي عبد الله مطأطىء رأسه مقدماً سيفه ودرعه يطلب التوبه وغفران الذنب والإمام واضعاً يده على رأسه يبشره بقبول توبته، وتوضح منظراً يجسد قمر بني هاشم وذرية الإمام والخيام من جهة ومن الجانب الاخر تروي جزء من المعركة حينما دارت راحها وأخذت تحصد الرؤوس وتطحن الأجساد، إن هذه اللوحة لم تر النور منذ نهاية السبعينيات بسبب منع النظام الطاغوتي السابق في العراق أن تعلق أي لوحة في اياً من المراقد والمزارات ولكنها اليوم عادت الى النور واصبح لها عشاق يرونها تطل في الرواق الداخلي للضريح في ايام الزيارات والمناسبات الخاصة.

 واول بناء اقيم على قبر الحر كان من قبل اشاه اسماعيل الصفوي عند زيارته إلى مدينة كربلاء المقدسة أثناء توليه حكم بغداد ووقوع الحادثة المشهورة (حينما أراد فتح قبر الإمام الحسين (عليه السلام) فمنع ، فقام بفتح قبر الحر ورؤية الجسد كانه قتل قبل ساعات وحاول اخذ قطعة القماش التي لفها الإمام على زند الحر ولكن الدم قد سال من موضع الجرح فأعدها وأخذ خيط منها للتبرك) وعلى اثر هذه الحادثة خصص الصفوي مبلغ لإعادة بناء المرقد حيث لم يكن له قبة ولا صحن خارجي ، فأصبح للمقام ذلك ، وكتب على باب القبة التي تراها الآن إنها بنيت عام 1325 هـ وشيد فوق القبر بناء تعلوه قبة من الطابوق (الآجر) والجص ، وجعل له صحنا (الفناء المكشوف) ، تحيط به الأواوين التي تعلوها الاقواس المدببة .

وفي عام 1330 هـ (1912 م) قام آغا حسين خان شجاع السلطان الهمداني يإعادة تعمير قبة الحر ، وإكسائها من الخارج بالبلاط القاشاني . وجرى تحسين المرقد وإصلاحه وترميمه مرات عدة وفي فترات زمنية مختلفة وخاصة البهو الأمامي (الإيوان) .

وبعد مرور سنوات طويلة شهد المقام ترميم شمل الباحة الداخلية للمقام واصلاح الاواويين وتوسيع في الرواق الداخلي وكان ذلك في فترة عبد الكريم قاسم، كما تم في هذه الفترة مد التيار الكهربائي من مركز المدينة إلى المقام .

وفي اواخر القرن الرابع عشر الهجري حصل اصلاح شامل ، حيث شمل الرواق الداخلي فاصبح اكبر واوسع وعزل إلى قسمين (رجال، ونساء) وكانت هناك (كيشوانية) واحدة فبنيت أخرى ووسعت الاواوين، وقامت مديرية بلدية المدينة بتبليط الرصيف المحيط بالصحن الخارجي.

وتوجد خطة جديدة طرحت من إدارة الوقف الشيعي تهدف إلى هدم المقام كلياً وإعادة بناءه من جديدة مع أضافة منارتان وتوسيعه إلى مسافة عشرة امتار وذلك من ضمن الخطط الجديدة التي طرحتها إدارة الوقف الشيعي لتوسيع المراقد والمقامات المقدسة في مدينة كربلاء المقدسة.

ويقصد مثواه الاهلون للزيارة والتنزه في البساتين المحاطة بمرقده ، ويرى الزائر لدى دخوله عند بـاب الايوان كتيبتيـن تقـرأ الاولى « تعمير الايوان بسعي الحاج السيد عبد الحسين كليدار حضرة سيد الشهداء سنة 1330 هـ » . وفي الجانب الآخر الكتيبة التالية « قد عمر هذا المكان بهمة آغا حسين خان شجاع السلطان الهمداني دام ظله الفاني سنة 1330 »..

وللشيخ محسن أبو الحب خطيب كربلاء المتوفى سنة 1305 هـ أبيات يخاطب فيها الحر بن يزيد الرياحي بقوله :

نصـرت أبياً من عرانين هاشم   فتى من حماه النصر يستنجد النصرا
وجدت بنفس كان لو لإبن أحمد   عزيزاً علـى مـن رام إذلالها قسرا
ولكنهـا هانـت عليك لأن من   فديت بهـا كبـر النفوس لـه صغرا
جريت بها جـري العبيد أبرها   عبودية حتـى غـدوت بهـا حـرا
ألا يا قتيـلاً زعزع المجد قتله   فأضحـى عليه المجد ذا مقلة عبرا

وسمع السيد محمد القزويني قول أحد الشعراء المتقدمين في الحر :

أشر للحر من بعد وسلم   فإن الحـر تكفيه الإشاره

فقال رداً عليه :

زر الحر الشهيد ولاتؤخر   زيارته على الشهدا وقدم
ولاتسمع مقالة من ينادي   أشر للحر من بعد و سلم

وقال في المعنى نفسه :

إذا ما جئت مغنى الطف بادر   لمثوى الحر ويحك بالرواح
وزر مغنـاه من قرب وأنشد   ( لنعم الحر حر بني رياح )

وفي عام 1428 هـ تم تهديم قبة الحر ومبنى الضريح بصورة كاملة من قبل المسؤولين عن الضريح في ذلك الوقت (وهم جهة غير رسمية ) وذلك لتشييد بناء جديد وقبة ذهبية ولكن لم يتم المباشرة بذلك الا بعد ان استلمت الاوقاف المرقد والعمل مستمر حاليا على اعادة اعمار المرقد بصورة شاملة

المرقد في الوقت الحالي ( اثناء الترميمات الشاملة )
 
5