خدمة المنبر الحسيني

الشيخ عبد الزهرة الكعبي

Post on 11 تموز/يوليو 2016

الشيخ عبد الزهراء الكعبي

هو الخطيب الشهير الشيخ عبد الزهراء الكعبي بن الشيخ فلاح بن الشيخ عباس بن الشيخ وادي الكعبي . وهو ينحدر من أسرة عرفت بالفضل تنتسب الى قبيلة ( بني كعب ) المنتهية الى كعب بن لؤي بن وائل ، وقد نزحت من المشخاب واستوطنت كربلاء .

ولد خطيبنا في سنة 1327 هـ ونشأ نشأة دينية ، وأظهر شغفه في علوم اللغة والدين ، فدرس العروض على الشاعر الكبير الشيخ عبد الحسين الحويزي ودرس مبادىء العلوم على الشيخ علي الشيخ فليح الرماحي ودرس الفقه والأصول على العلامة الشيخ محمد بن داود الخطيب وأخذ المنطق على العلامة الشيخ جعفر الرشتي .

خطابته : أخذ الخطابة على الخطيبين الشهيرين محسن أبو الحب والشيخ محمد مهدي الواعظ ثم برع في الخطابة براعة فائقة حتى اشتهر بها وأصبح من مشاهير خطباء العراق البارزين وكانت له مجالس عامرة في المساجد والمدارس والدور والأسواق في كربلاء ومدن العراق . كما سافر الى خارج العراق كالبحرين والقطيف والأحساء وغيرها ، وحاز على إعجاب المستمعين هناك ، لما له من دور متميز في هذا الفن وعرف بسجاياه الحميدة وطباعه الكريمة وجنوحه نحو الإنسانية . 

أدبه : من خلال قراءتك لمقالاته المنشورة في المجلات الكربلائية صوت المبلغين غيرها تظهر لك قابليته الإبداعية وإثبات جدارته ، فكان من أئمة العربية طويل الباع ، حسن الإختيار ، غزير المادة . له اليد الطولى في النظم والنثر . وكفى بها شاهداً على علو همته ورفعة مقامه بين خطبائنا الأفاضل بما تركه من آثار نافعة وفوائد جمة ، ومنها ديوان شعره المخطوط الموسوم بـ ( دموع الأسى ) إضافة الى مخطوطات أخرى له محفوظة في مكتبته العامرة التي يزيد عدد كتبها على عشرة آلاف كتاب في شتى فنون المعرفة .

كان شاعراً مجيداً بالفصحى والعامية ، ولكن مقلاً ، وكثيراً ما كان يلقي نتاجه من على المنبر .

قال مؤرخاً بناء مسجد في كربلاء :

ذا مسجـد أنفـق فـي بنــاءه   أكــارم أهــل عـلاً وسـؤدد
سعى به ( عبد الأمير ) ذو العلا   من قد سما بالعـز هـام الفرقـد
وشاطـرته فـي البنـاء عصبة   ترجـو بـذاك الفـوز يوم الموعد
يـا داخلاً فيـه اذكـر الله هدى   وبعـده صــل علــى محمـد
واستغفــر الله وأرخ قائــلاً   (شادوا على التقوى أساس المسجد)
1362 هـ
ولقد إبتكر الشيخ عبد الزهراء الكعبي قراءة ( المقتل الحسيني ) بثوبه الجديد وإشتهر بقراءته أمام حشد هائل من الناس في صبيحة كل يوم عاشوراء ( العاشر من محرم الحرام ) من قلب مدينة كربلاء ويقرأ القسم الأول منه من إذاعة بغداد والإذاعات الأخرى . كما أن الفقيد كان يتلو القسم الثاني منه في الحسينية الحيدرية ، يوم العشرين من صفر ( أي بمناسبة مرور أربعين يوماً من إستشهاد الإمام ) وكانت إذاعة بغداد وإذاعات أخرى تذيع ذلك سنوياً [مجلة العرفان اللبنانية العدد 7 المجلد 62 ، رجب 1394 هـ تموز 1974 م ، ص 837] . وقد نذر نفسه لخدمة العلم والدين وبث الوعي الإسلامي والتربية .

ومن آثاره المطبوعة كتاب ( الحسين قتيل العبرة ) يقع في 184 صفحة طبع ثلاث مرات ، الطبعة الأولى 1970 م والثانية 1972 م والثالثة 1980 م .

وقد صدرت بعد وفاته ( ذكرى خطيب كربلاء الشيخ عبد الزهراء الكعبي ) بمناسبة مرور عشرين عاماً على رحيله . كتبه نخبة من أدباء كربلاء وهو منشور على صفحات موقعنا . . ( إقرأ الكتاب ) .

وفاته : إنتقل الى رحمة ربه مساء يوم الخميس 41 جمادى الأول سنة 1394 هـ ودفن في وادي كربلاء ، وأعقب ولدين هما : علي وعبد الحسين .

ويمكنكم الاستماع الى المقتل وبعض المحاضرات الدينية بصوت المرحوم الكعبي ( إضغط هنا ) .