الحسين نسبه ونسله

اسم الکتاب : الحسين نسبه ونسله

المؤلف : محمد صادق محمد الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية

 

 

 

 

 

 

 

العلوي.. الطالبي.. الهاشمي

      ثلاثة أسماء انتسب إليهم أهل البيت الرسول(ص)، ومن المعلوم أن نسل الرسول (ص) من ابنته فاطمة الزهراءـ كوثرـ سلام الله عليها، والأخيرة تعني الذي فيه كل الخير بل ومنها كل الخير، ولم يصبح الرسول (ص) أبتر لانه امتد خلفة عن طريق فاطمة عليه السلام، ومن هنا فكل من انتسل منها فهو علوي لان علياً عليه السلام زوجها ووالد منها أبنائها الحسن والحسين عليهم السلام، وكذلك يشمل من انتسل من غيرها كمحمد ابن الحنفية وأبي الفضل العباس وعمر الاطراف وغيرهم، فمن هنا فكل هؤلاء علويون، ولكن دون شك فان الشرافة العظمى تتمثل في نسل الحسن والحسين عليهم السلام لأنهما أعرق الأنساب.

      وأما الطالبي: نسبة الى أبي طالب، وقد حذف المضاف فبقي المضاف اليه طالب، وبما أن أبا طالب هو والد علي عليه السلام فصحت نسبتهم الى طالب ايضاً، ولكن هذه الصفة تشمل كل من انتسل من عقيل وجعفر وعلي أبناء أبي طالب، وأما طالب الأبن الأكبر لأبي طالب فلا عقب له.

      والهاشمي: نسبة الى هاشم بن عبد مناف بن قصي العدناني القرشيي، وهاشم هذا والد عبد المطلب وجد الرسول(ص) من أبيه عبد الله وجد علي من أبيه أبو طالب، وعندها فان الهاشمي يشمل آل عبد المطالب جميعا وآل أسد جميعاً فان فاطمة بنت أسد والدة الامام علي عليه السلام هي هاشمية، كما أن العباس بن عبد المطلب واخوانه هاشميون وهم أعمام الرسول (ص) بمن فيهم أبو لهب عبد العزى وحمزة واخوانه، فمن أراد أن يتحدث في النسب والتاريخ عن الجيل الاقدم أخذ بالحديث عن آل هاشم، ومن أراد التحدث عن دائرة أصغرلها ارتباط بالاسلام وبالبيت النبوي يتحدث عن آل أبي طالب، ومن هنا نجد أنهم ألفوا المؤلفات في هذا

(29)

الاتجاه مثل بكتاب مقاتل الطالبين، وذلك للظلم والحيف الذي ورد عليهم، بل أن الكثير عندما تحدثوا عن شهداء كربلاء وصفوهم بالطالبيين لوجود أبناء عقيل وأبناء جعفر وأبناء علي أحفاد أبي طالب رضوان الله عليه وعليهم.

      وأما العلوي: فهو نسبة الى الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، وهم في الغالب يذكرون في قبال العباسيين وبالاخص بعد أن اضُطهدوا في أيام دولتهم.

      وفي نهاية الحديث عن العلوي والطالبي والهاشمي انه لاشك أن كل علوي وكل طالبي مُطلبي وكل مُطلبي هاشمي وكل هاشمي قرشي.

      ومن جهة اخرى فان كل تقوي رضوي، وكل رضوي موسوي وكل موسوي باقري وكل باقري حسيني وكل حسيني علوي ويصح أن يقال فاطني، وكل فاطمي علوي، كما وأن كل زيدي حسيني، وكل عسكري نقوي تقوي رضوي موسوي حسيني.

      1- القريشي: نسبه الى فهر بن مالك جد الرسول محمد (ص) والأمير علي، حيث اشتهر بقريش.

      2- الهاشمي: نسبة الى عمرو العلا بن عبد مناف بن عبد قصي والذي اشتهر بهاشم، وقل استخدام عمرو العلا، وهو جد محمد وعلي عليهم السلام.

      3- المطلبي: نسبة الشيبة الحمد بن هاشم، والذي عرف بعبد المطلب، وهو جد محمد وعلي، أفضل الصلاة والسلام عليهما.

      4- الطالبي: نسبة الى عبد مناف بن عبد المطلب والذي اشتهربأبي طالب وغلب عليه، وذلك لان ابنه البكر كان اسمه طالب، وهو والد علي أميرالمومينين عليه السلام، ومن المفروض أن يقال في النسبة أبو طالبي الا أنهم جوزوا النسبة الى ما هو مركب الى كلا المفردتين أو الى أولاهما أو الى ثانيهما، كما في عبد قيس، فيصبح فيه ثلاثة أوجه: عبد قيسي، وعبدي، وقيسي، وبما أن «أبو» جاء من الكنية فاكتفوا بطالب خفة لاجل كثرة التداول.

(30)

      5- العلوي: نسبة الى علي بن أبي طالب عليه السلام.

      6- الحسيني: نسبة الى الامام الحسين عليه السلام.

      7- الزيدي: نسبة الى زيد الشهيد ابن علي بن الحسين عليه السلام.

      8- الباقري: نسبة الى الامام محمد الباقر عليه السلام.

9- الجعفري: نسبة الى الامام جعفر الصادق عليه السلام، وقد اشتهرت النسبة الى من يتبعه ولم تستخدم في النسب الا نادراً كما في السودان وأطرافها.

10- الموسوي: نسبة الى الامام موسى الكاظم عليه السلام، وقل استخدام الكاظمي.

11- الرضوي: نسبة الى الامام الرضا عليه السلام وشاعت هذه النسبة.

12- التقوي: نسبة الى الامام محمد الجواد التقي عليه السلام ولم يتعارف الجوادي إلا قليلا.

13- النقوي: نسبة الى الامام علي الهادي عليه السلام ولم يتعارف الهادوي.

      14- العسكري: نسية الى الامام الحسن العسكري عليه السلام وهم قلة.

      15ـ الفاطمي: نسبة الى السيدة فاطمة الزهراء عليه السلام، ولم يعرف ممن ينسب الى مفردة الزهراء.

      وهناك الحنفي والعباسي والجعفري وغيرها نسبة الى محمد ابن الحنفية ابن علي عليه السلام والعباس بن علي عليهم السلام، وجعفر الطيار ويقال له الطياري أيصاً أو الطيار من دون ياء وهكذا، ولا حاجة الى ذكرجميعها لوضوحها.

(31)

الشرافة

      إن كلمة الشرافة مأخوذة من شرُف بالتحريك ومعناها العلو والمكان العالي ومنه سمي الشريف شريفاً تشبيهاً للعلو المعنري بالعلو المكاني(1)، فالماضي منه شرُف بالضم والمضارع يشرُف بالضم أيضا والمصدر الشرف بالتحريك مفتوحاً، وكذا الشرافة بالفتح، والفاعل هو الشريف على وزن فعيل أي صاحب الشرف ، وبالفتح في الماضي والضم في المضارع بمعنى غلبة في الشرف فهو مشروف، وشرَف من باب فعًل بالتشديد، يقال شرفة أي مجده أو جعله شريفاً، وباب المفاعلو من شارف أي فاخره في الشرف، والشرفة بالفتح تعني الحسب بالآباء، والشُرفة بالضم خيار الشيء.

      فالشريف مذكر والشريفة مؤنث والجميع شرفاء وشريفات وشرائف، والشريفة ايضا معناها عزيزة النفس(2).

      هذا هو المعنى اللغوي لمادة الشرف، وأما في المصطلح العام المعروف عند العرب والمسلمين فهو كما عبر عنه صاحب المنجد: والشريف عند المسلمين من كان من السلالة النبوية، ونقيب الأشراف الذي يحصي أنساب الذين من السلالة النبوية لئلا يدعي بها من كان أجنبياً(3).

(1) مجمع البحرين:5/74.

(2) المنجد: 383، ومن الغريب أن هذه المادة لم يرد لها بالقرآن الكريم ولا اشتقاق واحد.

(3) المنجد: 383.

(32)

      ويذكر البعض(1) أن هذا الوصف كان يطلق سابقاً على كل من له قرابة بالرسول(ص) سواء كان علويا أو جعفريا أو عقيليا أو عباسياً الا انه غير صحيح لانه لم يرد في كتب التواريخ انه اطلق على هؤلاء.

يقول الملك الأشرف ملك اليمن عمر بن يوسف بن رسول الغساني نسابة القرن السابع الهجري في كتابه طرفة الاصحاب في معرفة الأنساب:« إعلم أن الشرف لا يطلق على كل من كان من ذرية أولاد علي كرم الله وجهه بل على من كان من ذرية أولاده من فاطمة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي عنها وهما الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومن كان من غيرهما من أولاد علي كرم الله وجهه يسمى علوياً ولا يسمون أشرافاً، ومن كان من الخلفاء من أولاد العباس بن عبد المطلب رضي لله عنه فيل لهم العباسيون، ومن كان من خلفاء بني أمية قيل لهم الامويون»(2).

      وينقل الأستاذ كارل فلهم سترستين: وفي القرن التاسع يعرف القلقشندي(3)

(1) البعض هر الاستاذ كارل فلهم سترستين، ولد سنة (1283هـ=1866م) وتوفي سنة (1372هـ=1953م) مستشرق سويدي، ترجم القرآن الى اللغة السويدية سنة (1917م) تخرج من جامعة ابسالا وعين أستاذاً للغات السامية بها، مؤلف وكاتب ومحقق وقد حقق كتاب  طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب في مقدمته على الكتاب: 9، ويعزوه الى السيوطي في العجاجة الزرنبية في السلالة الزينبية ورقة: 20،هناك تحول في جهة النسب، ظهر في منتصف الفرن الثاني الهجري ، مما تجدر الاشارة اليه، فقد كانوا ينتسبون الى القبائل العربية، فاصبحوا ينتسبون الى الرسول(ص)، وكان لون النسب: الجنس والقبيلة، فأصبح لونه: الدين والقرب أو البعد من الرسول، وكان اللون الأول يشوبه الفخر والحمية، فأضيف الى اللون الثاني على توالي الأيام نوع من التقديس والبركة. وكان الشرف هو صفاء النسب العربي، فصار شريفاً« كل من كان من أهل البيت، سواء أكان احسنياً أم علوياً، من ذرية محمد ابن الحنفية وغيره من أولاد علي بن أبي طالب، أم جعفرياً أم عقيلياً ام عباسياً، فلما ولي الفاطميون مصر، قصروا اسم الشريف على ذرية الحسن والحسين».

(2) طرفة الأصحاب في معرفة الأسباب: 93.

(3) القلقشندي: هو أحمد بن على بن أحمد الفزاري القاهري(756ـ 821هـ)، ولد في قلقشندة في محافظة القليوبية في مصر وتوفي في القاهرة، وهو من سلسلة العلماء، ولع بفنون مختلفة من العلم، من مؤلفاته: قلائد الجهان، حلبة الفضل، وضوء الصبح المسفر.

(33)

الأشراف في مصر بقوله: « هم أولاد أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب من فاطمة بنت رسول الله»(1) وكان الأمر على هذا أيام السيوطي(2) في القرن العاشر، وهو كذلك عند الشيعة في أيامنا هذه، فقد سألنا مجتهد الشيعة الأكبر العلامة السيد محمد محسن الأمين(3) عن معنى الشريف، فتفضل وكتب لنا ما يلي: « الشريف عرفاً هو من كان من ذرية النبي(ص) بواسطة ابنته فاطمة، ومن ذرية الحسن أو الحسين بن علي بن أبي طالب ـ الذي جمعهم لآية المباهلة ـ، ولقوله تعالى في حق إبراهيم عليه السلام (ومن ذريته داود وسلميان ـ الى أن قال: ـ وعيسى)(4)، فدخل عيسى في ذرية ابراهيم من قبل أمه إذ ليس له أب، وأما إطلاق الشريف على كل هاشمي فغير معلوم ويحتاج الى مزيد التتبع، والمعروف في الذين من ذرية علي وفاطمة أن يوصف أحدهم بالهاشمي. ولهذا ترى أن المؤرخين يصفون ولد العباس ابن عبد المطلب بالهاشمي، ولا يصفونه بالشريف»(5).

      ويتابع الاستاذ سترستين قوله: ونتج عن ذلك الاتجاه في النسب الى آل البيت أن أصبح لذوي الأنساب في العصر العباسي نقابة خاصة بهم «موضوعة على صيانة ذوي الانساب الشريفة من ولاية من لا يكافئهم في النسب ولا يساويهم في الشرف»(6) وأصبح لهم نقيب اسمه نقيب ذوي الأنساب أو نقيب الأشراف أو نقيب بني هاشم العباسيين والطالبيين(7) ثم

(1) صبح الأعشى للقلقشندي: 11/162.

(2) العجاجة الزرنبية في السلالة الزينبية، ورقة: 20.

(3) محسن الأمين: هو ابن عبد الكريم الحسيني(1284-1371هـ) ولد في شقراء في جنوب لبنان وتوفي في بيروت ودفن في المرقد الزينبي في دمشق في مقبرة خاصة به، وكان قد سكن دمشق وله فيها مؤسسات جليلة، من آثاره: أعيان الشيعة، جواهر المعادن، والمجالس السنية.

(4) سورة الأنعام، الآيتان:84 ـ 85.

(5) مقدمة كتاب طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب بقلم الاستاذ: كارل فلهم سترستين:10.

(6) الأحكام السلطانية للماوردي: 82 والأحكام السلطانية لابن الفراء: 74.

(7) صلة تاريخ الطبري لعريب بن سعد: 25.

(34)

 اصبج لكل فريق منهما نقيب خاص في بغداد، وكان للأشراف في مصر أيام الفاطميين نقيب آخر(1)، وهذا النقيب يكون من وجوه الأشراف ورؤسائهم ويكون له ديوان، وينحصر عمله كما ذكره الماوردي عن القرن الخاس فيما يلي:

      1- حفظ أنسابهم، من داخل فيها ولسي منها، أو خارج عنها ، ليكون النسب محفوظاً على صحته، معزواً الى جهته.

      2- تمييز بطونهم ومعرفة أنسابهم، حتى لا يخفى عليه بنو أب ولا يتداخل نسب في نسب، ويثبتهم في ديوانه على تمييز أنسابهم.

      3- معرفة من ولد منهم ذكرا أو انثى في ثبته، ومعرفة من مات منهم فيذكره، حتى لا يضيع نسب المولود(3).

      ويورد القلقشندي، عن القرن التاسع، نسخة توفيع بنقابة الأشراف، وفيها: « فليحفظ مواليدهم، ويحرر أسانيدهم، ويضبط أوقافهم، ويثمر متحصلاتهم»(3)، وقد عد القلقشندي نقابة الاشراف في الوظائف الدينية التي لا مجلس لها في الحضرة السلطانية(4)، وقد اكتسبت هذه الفئة ذوي الأنساب، على كر الأيام امتيازات، نذكر منها: أنهم  كانوا يوقفون لها أوقافاً خاصة باسم «الوقف على الأشراف».

      ويتابع قوله: مثلا في مصر وقف بركة الجيش أوقف نصفين، النصف الأول على الأشراف وهم أولاد الحسن والحسين، والنصف الثاني على الطالبين وهم ذرية علي كرم الله وجهه(5).

      وفي دمشق ورد ذكر الوقف على الاشراف في كتاب وقف القاضي

(1) الخطط للمقريزي:2/329.

(2) الاحكام السلطانية للماوردي: 83 والأحكام السلطانية لابن الفراء:75.

(3) صبح الأعشى للقلقشندي: 11/ 164ـ 165.

(4) صبح الأعشى: 4/37.

(5) العجاجة الزرنبية للسيوطي: ورقة20.

(6) كتاب وقف القاضي للحنبلي:20.

(35)

 عثمان بن اسعد بن المنجا الحنبلي(1). وأصبحت لهم في القرن الثامن علامة خضراء ليمتاز الأشراف بعصائب خضر على العمائم، وقد قال ابن جابر(2) الشاعرـ من الكامل ـ في ذلك اليوم:

جعلوا لأبناء الرسول علامة            أن العلامة شأن من لم يُشهر

نور النبوة في وسيم وجوهم           يغني  الشريف عن الطراز الأخضر(3)

      ونقل لي بعض من أثق به(4) أن في الحجاز كانوا يطلقون كلمة الشريف على من ينتمي الى الأمام الحسين عليه السلام، وكلمة السيد على كل  من ينتمي الى الامام الحسن عليه السلام، وذلك لان الرسول (ص) قال في الامام الحسن عليه السلام: « فقد ورثته سؤددي»، ويؤيد هذا ما نقله  الاستاذ فؤاد حمزة: « يطلق اسم الشريف على من كان منحدراً من نسل الحسن بن علي، واسم السيد على من كان منحدراً من سلالة الامام الحسين أخيه»(5)، ولكن قال الشريف محمد بن منصور آل زيد(6): « وأما في الحجاز فكان لايطلق الاعلى من ولي امرة مكة من الحسنيين، فيقال شريف مكة، وأما من لم يلها منهم فيٌنعت بالسيد، وقد رايت كثيراً من وثائق الأشراف القديمة لا ينعت فيها أحد بالشريف الا اذا كان من الامراء، تقول حضر السيد فلان ابن السيد فلان، واذا كان في آبائه أحد من أمراء مكة نُعت بالشريف، فيقال حضر السيد فلان ابن سيدنا الشريف فلان، ولكن لكثرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ابن جابر: هو عبد الله بن أبراهيم بن محمد بن جابر الخويطر، ولد في عنيزة سنة 1271هـ وتوفي في بغداد سنة 1292هـ.

(2) العجاجة الزرنبية للسيوطي: ورقة 21، وإنباء الغمر بأبناء العمر: 773 لابن حجر، والاسلام الصحيح: 301، كما نقل عنه الاستاذ كارل فلهم سترستين في مقدمة  كتابة طرفة الأصحاب:12.

(3) الثقة: هو محمد بن محمد حسين الغروي(1337ـ1419)، ولد في النجف وتوفي في لندن ودفن في طهران، كان من أهل الفضل والعلم وهو نجل أحد مراجع النجف.

(4) قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة: 305.

(5) محمد بن منصور آل زيد: هو حفيد هاشم النجدي الهاشمي، ولد في الطائف سنة 1355هـ ولازال مقيما فيها، مؤرخ نسابة أديب شاعر ينظم بالفصحى والدارج.

(36)

من وليَ مكة من الأشراف وانتساب اكثر قبائل الاشراف في الحجاز الى جد هو ممن ولي مكة أصبح يطلق كاسم علم عليهم، وأشراف الحجاز جلهم حسينيون»(2)، ولكن يضيف قائلا: « أطلق على الهاشميين في  العصور الأولى من الاسلام، كاسم علم لهم، وأول هاشمي رايته نُعت بالشريف هو الشريف الرضي(2) واخوه المرتضى(3) رحمهما الله ، وقد اختلفت أقاليم الاسلام في اطلاق هذا النعت على الهاشميين، فاهل العراق كانوا لا يسمون شريفاً إلا من كان من بني العباس، وكثير من أهل الشام وغيرهم كأهل مصر لا يسمون شريفاً الا من كان من ولد علي ابن ابي طالب، بلى لايسمون شريفاً الامن كان من ذرية الحسن والحسين رضي الله عنهما»(4) .

               ويذكر التاريخ أن ذرية الامام الحسن عليه السلام حكموا في مكة المكرمة، وأن ذرية الامام الحسين عليه السلام حكموا في      المدينة المنورة(5)، فالذين حكموا مكة تظاهروا بالتسنن فدام ملكهم الى العصور المتاخرة، والذين حكموا المدينة تظاهرة بالتشيع فزال ملكهم للعصبية (6).

أخيرا فان شرافة الحسن الحسين عليه السلام وأبيهما وأمهما محرزة بآية  التطهير وحديث الكساء وغيرهما ولا ينافسهم أحد في العالم مهما بلغ من العلم والايمان باجماع المسلمين، ومن خصائص البيت الحسني والحسيني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) علموا أولادكم محبة آل بيت النبي: 28، عن قبائل الطائف وأشراف الحجاز للشريف محمد بن منصور:39.

(2) الشريف الرضي: هو محمد بن الحسين بن موسى الموسوي(359 ـ 406هـ) من أعلام الامامية، ولد وتوفي في بغداد، تولى نقابة الأشراف وكان من الشعراء والأدباء، من آثاره: المجازات النبوية، الحسن من شعر الحسين، وديوان الشريف الرضي.

(3) الشريف المرتضى، هو علي بن الحسين بن موسى الموسوي(355 ـ 436هـ)، من أئمة العلم والأدب وأعيان الامامية وأعلامهم، ولد وتوفي في بغداد، من آثاره: أمالي المرتضى، الشافي في الامامة، وديوان الشريف المرتضى.

(4) قبائل الطائف وأشراف الحجاز: 39.

(5) راجع أعيان الشيعة: 5/ 82.

(6) راجع أعيان الشيعة: 4/ 18.

(37)

أنهما ينسبان الى الرسول (ص) دون غيرهما من الأسر، فلا تنسب الى الأم، وهذه ميزة لابد من الالتفات اليها، وبذلك وردت روايات صحيحة لا يختلف على صحتها أثنان.

      وفي النهاية الحديث عن الشرافة يظهر من استخدام مفردة الشريف أنها ايضا استخدمت فيمن أمه علوية كالشريف أكمل البحراني(1)، وقد استظهر صاحب أنوار البدرين بأن توصيفة جاء من أمه، حيث يقول: « ونسبة الشرافة اليه يدل على انه من الذرية العلوية كما هو المصطلح عليه بينهم»(2) وكان يعرف بالشريف ابن الشريف.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الشريف أكمل البحراني: من علماء الامامية في القرن الخامس الهجري.

(2) أنوار البدرين: وعنه أمل الآمل: 2/ 132، النابس: 91.

(38)

السيادة

      إن مفردة السيد تعني لغة كلا من معنى الشرافة والرئاسة والزعامة والمجد، أو كلها مجموعة ولاشك أن الرسول(ص) وآله المعصومين عليهم السلام هم فوق هذا الاستحقاق وان عرفت ذريتهم بذلك، فلا غرو لانهم من أهل البيت عليهم السلام الذين كانوا كذلك.

      هناك من أهل اللغة من يميز بين السيد وبين الشريف فيرى أن الاول هو المالك بزمام الامور كالزعيم والقائد، وأما الشريف فهو صاحب الحسب والنسب الكريم، ومع هذا فان العنوانين يصدقان على الهاشمين، وهذا ما تساعده اللغة، حيث إن الصفتين متداخلتان حتى ولو قيل ان بينهما عموم وخصوص من وجه، بمعنى ان كل شريف  سيد وليس العكس، وهناك من يعزو ان صفة الشريف أطلقت على الهاشمين لاول مرة عندما اطلقت على الشريف الرضي، والشريف المرتضى.

      ومن جهة أخرى فان هذين الوصفين أخذا أبعاداً  مناطقية عبر التاريخ، فقد كان اهل العراق في فترة معينة لا يصفون غير العباسي بالشريف، وفي الشام ومصر وغيرهما لايصفون غير العلوي شريفاً بل خصصوه بأبناء الحسن والحسين عليهم السلام، وأهل الحجاز كانوا لا يطلقون وصف الشريف الا على من ولي إمرة مكة من الحسنين، وأما من لا يلي مكة فينعت بالسيد، وهناك من خصص أبناء الامام الحسن عليه السلام بصفة الشريف، بينما خصص أبناء الامام الحسين عليه السلم بالسيد(1)، وهناك من لايفرق بين الصفتين فيطلقها على أبناء الحسن والحسين عليه السلام.

(1) جاء في علموا أولادكم محبة آل البيت النبي: 28 لعل السبب في ذلك أن الامام الحسن عليه السلام بويع خليفة بينما الامام الحسين عليه السلام لم تنعقد له البيعة، اي من هنا وصف من تولى الحكم من آل المصطفى بالشريف، ومن لم يتول الحكم وصف بالسيد.

(39)

      ويقول مؤلفو(1) كتاب تاريخ العرب: والشيخ(2) في العصور العربية الاولى كان يسمى سيداً، أما اليوم فقد خص هذا اللقب بذرية الحسين سبط رسول ـابن علي وفاطمة(3).

      ولايخفى أن كلمة السيد لا تختص بذرية الامام الحسين عليه السلام بل تعم كل من انتسب الى علي ابن ابي طالب عليه السلام، ولعل تاريخهما يرجع الى القرن السابع كما أشار الى ذلك المحقق الطهراني(4) حيث يعلق على قولهم بف ترجمة علي السوراوي(5) موصوفاً بالسيد كما في أمل الآمل(6)، ومن ببني هاشم وذلك في قبال كلمة الشيخ لغيرهم المترجم عن كلمة «يير»(7) المصطلح عند الصوفية(8)، ومما يذكر في باب الانتساب للرسول (ص) والسيادة والشرافة أن هناك تحولاً حدث في القرن الرابع الهجري، حيث كانوا ينتسبون الى القبائل العربية فيقال قرشي مثلا فاصبحوا ينتسبون الى الرسول(ص)، فكان لون النسب الجنس والقبيلة فاصبح لونه الدين والقرب أو بعد عن الرسول(ص)، ويعزى ذلك الى وضعف الدولة العباسية وظهور الدولة الفاطمية وقوتها، حيث أصبح لقب الشريف أو السيد يطلق على المنتسبين الى الرسول (ص) عبر السيدة فاطمة الزهراء عليه السلام(9).

(1) هم الدكاترة: 1ـ فيليب، 2ـ أدوارد جرجي، 3ـ جبرائيل جبور.

(2) الشيخ: أي شيخ العشيرة والقبيلة.

(3) تاريخ العرب المطول: 1/ 36.

(4) طبقات اعلام الشيعة ، الأنوار الساطعة: 102 للطهراني: وهو محسن بن علي بن محسن (1293 ـ 1319هـ)، ولد في الري وتوفي في النجف، من اعلام الامامية، له من المؤلفات: طبقات اعلام الشيعة، هدية الرزاي، ومصفى المقال.

(5) علي السوراوي: هو ابن ثابت بن عصيدة الملقب بشمس الدين، والذي كان من أعلام الامامية في القرن السابع الهجري، تتلمذ عليه العديد من الاعلام كوالد العلامة الحلي.

(6) أمل الآمل: 2/ 177 رقم 535.

(7) بير: بالباء الفارسية الكبير في السن أو كبير القوم، وهذا مصطلح صوفي يطلقونه على شيخ طريقتهم، وأذا ما ترجمت الى العربية تعادل «الشيخ».

(8) طبقات أعلام الشيعة، الأنوار الساطعة في المائة السابعة: 102.

(9) راجع الشجرة الزكية: 498.

(40)

 ويقول اليماني(1): انه لافرق بين السيد والشريف وكل وما ينقل في ذلك مجرد عرف محدود بجهة ما، وليس عرفاً عاماً، فكل سيد شريف، وكل شريف سيد ... وما هو جدير بالذكر أن الذرية الطاهرة من نسل  السبطين الكريمين الحسن والحسين منتشرة في معظم الاقطار الاسلامية ولهم حيثما وجدوا كبيرهم الذي يرجعون اليه في الامور المهمة، وغالباً ما يكون من العلماء الفضلاء، ويحمل لقب نقيب الأشراف، ويحتفظ بشجرة النسب الشريف المبين لاورمة آل البيت سواء كانوا من جهة جدهم الحسن أو جدهم الحسين رضي الله عنهما، وقد نجد بعض آل البيت منتسبين الى الحسن أو الحسين مباشرة، وقد يحملون ألقاباً أخرة تبعاً للجد الذي ينتسبون اليه.

       وقد هاجر بعض آل البيت من أحفاد الحسين رضي الله عنه من البصرة الى الحجاز في أوائل القرن الرابع الهجري، ثم الى حضرموت حيث كان شرق بالجزيرة العربية تحت سيطرة الخوارج وتاثير القرامطة، وفي حضرموت نشط آل البيت في الدعوة الى نبذ تلك المذاهب الهدامة، والعودة الى الاسلام الصحيح، ولقي  آل البيت تأييداً كبيراً وخاضوا معارك مظفرة حتى تاب كثير من المنحرفين، وعادوا الى النهج المستقيم وقضي على أهل الأهواء والأحقاد، ثم ما لبث بعض آل البيت أن ركبا البحر الى الشواطئ الهندية بقصد التجارة والدعوة الى الله عز وجل فحققوأ نجاح أخرى كبير هناك، ثم هاجر بعض هؤلاء من الهند الى جزر أرخبيل بحر الصين للتجارة والدعوة الى الاسلام، وخرج بعضهم من حضرموت مباشرة الى تلك الجزر حاملين الرسائل   معهم الاسلامية، وقد لقي هؤلاء نجاحاً كبيراً في الدعوة، فدخل في الاسلام كثيراً من الناس وأصهر بعضهم الى الملوك والأمراء في تلك الجزرفتأسست دول اسلامية، ونشط هؤلاء مع سكان البلاد في الدعوة، وكانت لهم سفن خاصة لهذا الغرض تحملهم الى

(1) اليماني: هو محمد بن عبده (1360ـ1431هـ) ولد في مكة وتوفي في جدة، أنيطت اليه وزارة الثقافة والاعلام في المملكة، كما تولى عدداً من المناصب، أديب كاتب له من المؤلفات: إنها فاطمة الزهراء، خديجة بنت خويلد، والجيولوجيا الاقتصادية.

(41)

تلك الجزر التي تعد بالآلاف، وبذلك انتشر الاسلام في جزر ماليزيا وأندونيسيا والفليبين والملايو وجاوة وسومطرة، ثم نزل بعض هؤلاء الدعاة البر الصيني فوصل الاسلام الى بورما وتايلاند وكمبوديا وكثير من البلدان المجاورة.

      واستفر المهاجورن من أهل البيت في تلك البلاد النائية بعد أن توثقت صلاتهم وروابطهم الاجتماعية ومصالحهم الدينية والدنيوية مع سكان البلاد الاصليين، وما زالوا محتفظين بأنسابهم التي تربطهم بآل البيت وبأخلاقهم الرفيعة وشمائلهم الكريمة حتى هذه الايام، وكذلك الحال في الهند وباكستان وسائر البلاد الاسلامية.

      ولم تقتصر هجرة آل البيت الى الهند والبر الصيني وجزر أرخبيل جنوب شرق آسيا، بل ركب بعضهم الى أفريقيا في شواطئها الشرقية والجنوبية، وحين تعرض الأدارسة في شمال أفريقيا وهم مننتسبون الى آل البيت للقهر والاضطهاد هاجر كثير من آل البيت فراراً بأنفسهم من الظلم، وذهب بعضهم الى أواسط أفريقيا أو جنوبها أو غربها، لذلك فاننا لا نستغرب وجود أناس ينتسبون الى آل البيت في القارة السوداء، فذلك حقيقة تاريخية ثابته، وفي الحديث: «الناس مؤتمنون على أنسابهم»(1).

      قال ابن شهر آشوب(2) في أولاد الرسول (ص) :« ويلقبونهم ـ الناس ـ بالسيد وبالشريف»(3).

      وكانوا في العصور الاسلامية الأولى يطلقون نعت الهاشمي على المنتمين الى الرسول(ص) ويقال إن أول هاشمي لقب بالشريف هو الرضي وأخوه المرتضى، ويذكرأن أهل العراق كانوا لا يسمون شريفاً الا من كان علوياً بل لا يسمون شريفاً إلا من كان من ذرية الحسن أو ذرية

(1) علموا أولادكم محبة آل البيت النبي:31.

(2) أبن شهر آشوب: هو محمد بن علي بن شهر آشوب المازندراني(489ـ 588هـ) ولد في مازندران الايرانية وتوفي في حلب ودفن في مشهد السقط، من علماء الامامية، من مؤلفاته: معالم العلماء، المخزون المكنون في عيون الفنون، والمثال في الأمثال.
(3) مناقب آل أبي طالب:2/ 195.

(42)

الحسين عليه السلام، وأما من لم يلها منهم فينعت بالسيد(1)، ومن هنا قيل لمن هو من ولد الحسن والحسين بالشريف، ولمن ينتمي الى علي عليه السلام من غير زوجته فاطمة الزهراء عليها السلام بالسيد.

      وأخيراً فان المصطلح الحالي لصفة السيد عند أتباع مدرسة أهل البيت عيلهم السلام وبالاخص الاثني عشرية يطلق على الهاشمي والذي حقه ورد استحقاق الخمس، وفي مقدمتهم الحسنيون والحسينيون.

      وفي آخر المطاف بما أن مركبة«آل البيت» تتكرر لابد من الاشارة الى أن الصحيح هو: أهل البيت وليس آل البيت، حيث إن للرجل آل، وللبيت أهل وليس له آل، وبما أننا ذكرناه في مكان بالتفصيل فلا نعيد.

(1) راجع الشجرة الزكية:499.

(43)

       لاشك بأن العمة كانت تعد من تيجان العرب قبل الاسلام، ولما أسلم العرب ودخلت أقوام أخرى في الاسلام انتقل هذا الزي الى سائر المسلمين حتى اصبحت العمة تيجان المسلمين الى أن اصبح المسلمون يميزون عن غيرهم من الملل والطوئف بالعمة، حيث كان العرب والعجم من المسلمين يعتمون، حتى بات من الصعب تمييز العرب عن العجم، وقد وردت أحاديث عن الرسول(ص) وأهل بيته عليهم السلام في فضل العمة سوف نوردها بعد أن نعرف العمة أو العمامة بشيء من الايجاز.

      ف«العمامة» بكسر العين لا بفتحها من معانيها القيامة لانها تعم الناس، ولكن المعنى المشهور لها هو ما يلف على الراس، والعمة بكسر أولها وتشديد ثانيها مفتوحاً في هيئة الاعتمام، والمعمم بفتح الميم الثانية اسم مفعوا منه أي الذي يلبس العمامة، وبالمجاز تعني الكلمة السيد والزعيم الذي يقلده القوم أمورهم حيث كان بعد التوالي يضع العمامة على راسه، وتجمع العمامة على عمائم، فالعمة هي الاعتمام، وأما الروايات الوارده في فضل العمامة فكثيرة منها ما روي عن الرسول(ص) : «تعمموا تزدادوا حلماً»(1)، وورد في تفسير قوله تعالى: ( خذوا زينتكم عند كل مسجد)(2) لصلاة العيدين والجمعة أن الزينة هي العمامة والرداء(3)، ومن هنا قالوا باستحباب لبس العمامة في الصلاة، وقد روي عن الرسول الاكرم(ص) : «ركعتان مع العمامة خير من أربع ركعات بغير عمامة»(4).

(1) غوالي اللآلي: 1/296، كنوز الحقائق للمناوي ـ حرف التاء.

(2) سورة الاعراف، الاية:31.

(3) بحار الانوار: 87/372.

(4) وسائل الشيعة: 4/464.

(44)

 

وقول الصادق عليه السلام: «ضمنت لمن خرج من بيته معتماً أن يرجع اليهم سالماً»(1)، والعمامة بالاضافة الى أنها كانت زينة يتزين بها المتعمم، فانها كانت تقيه من حرارة الشمس ومن البرد، وتكون درعاً واقياً في الحرب ولو بمقدار(2).

      وقد استخدمت العمامة في بعض العصور كرمز، حيث ورد في حديث الرسول(ص) أنه قال : « الفرق بين المسلمين والمشركين التحلي بالعمائم»(3)، ثم إن نوع الطويات والكور التي يستخدمها المعمم لها رمزية معينة كما يلاحظ في يومنا هذا، فالشيعة الاثنا عشرية لهم عمائم خاصة بهم، بينما السنة في غير الخليج لهم عمائم تختلف عن غيرهم، مما يمكن تمييز الشخص بشكل عام من طويات عمامته، ويصدق ذلك أيضا على أصحاب الأديان حيث يختلف نوع الطويات والكور وطريقتها وحجمها حتى عند النصارى(4) واليهود والمجوس فانهم يلبسون العمائم بأشكال غريبة ومختلفة وألوان مختلفة، وربما للمنطقة(5) والعقيدة دور في شكل العمامة وفي لونها، وقد استخدمها الملوك وطوروها، وكانت

(1) وسائل الشيعة: 4/ 402.

(2) والشيء بالشيء يذكر كان لي ثلة من الأصدقاء المعممين والمتعاونين معي في حقول دينية وثقافية كانوا في زيارة علم من أعلام لبنان كان آنذاك ساكنا في سن الفيل الواقعة في المنطقة الشرقية، ولدى الرجوع الى الشياح الواقعة في المنطقة الغربية فاذا بقناص أطلق النار عليهم فجاءت الرصاصة في عمامة أحدهم ولم يتثر، وذلك لان طيات العمامة تحول دون اختراق الرصاصة، ومن هنا فان الدروع الواقية اليوم تصنع من ألياف متعددة الطبقات والتي تمنع اختراق الشظايا للجسم.

(3) وسائل الشيعة:4/403

(4) أيضا من الشيء بالشيء يذكر أنني كنت في مهمة معينة وقد التقيت بعدد من العلماء المسيحيين فوجدت أن عندهم عمائم سود لها طيات كالعمائم القديمة التي كان العلماء في المشهد الرضوي يلبسونها من حيث كثرة الطيات وصغرها، ولو لم أكن أعرف سلفا بأنهم مسيحيون لكننت أقول هذا مشهدي.

(5) من الملاحظ أن بعض العلماء المسيحيين من بعض الطواف يرتدون العمامة البيضاء كما في روسيا وبعضهم كما في لبنان يرتدون العمامة السوداء، وبعضهم يرتدي العمة الحمراء وهكذا.

(45)

العمامة في الأصل تستخدم لدرء أشعة الشمس، والدفء في الشتاء القارص، ويذكر بانها كانت من خصائص الشرق، وأما بالنسبة الى اللون فقد لبس الرسول ص وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ألوانا مختلفة من العمامة وربما قيدها بعضهم ببعض الحالات، فكانوا يستخدمون اللون الاصفر لحالة الغضب، وربما بعضهم لم يكن مقيداً بنفسه بلون العمامة. هذا وقد تطلق العمة على الطربوش(1) أو الفينة(2) أو حسب التعبير الشعبي العراقي الكشيدة(3)، سواء لف حولها قماش أخضر أو اسود أو شكري أو غيرها أو لم يلف.

      وبشكل عام فان العمة كما سبق وذكرنا هي القماش الذي يلف حول الرأس، وكانت في كثير من الأحيان لها رمزية لذلك الشخص، وقد ورد أن عم الرسول ص حمزة بن عبد المطلب(4) كان قد لبس العمة يوم معركة

(1) الطربوش: بفتح أوله وسكون ثانية ويجمع على طرابيش، قلنسوة مصنوعة من الصوف عادة، له شرابة لونها في الغالب أحمر قاتم، وهو مصطلح يستخدم في بلاد الشام الكبرى بدلاً من الفينة والكشيدة التي وردت الى تلك البلاد مع العثمانيين الذين حكموا البلاد، وقد ورد ذكر المفردة في المنجد الأبجدي: 658دون أن يذكر أي تفاصيل عنها وعن أصول المفردة.

(2) الفينة: بكسر أولها وفتح ثالثها مأخوذة من (fes) التركية، وهي الطربوش بعينه، وقد جاء في فرهنگ جامع تركي به فارسي: 339 ما ترجمته: قلنسوة صوفية حمراء، لها شرابة بشكل اسطواني، شاع في العهد العثماني، وجاء في فرهنگ فارسي: 4599 فينة او فينو، قلنسوة صوفية حمراء غالباً، ولكن قد تكون بيضاء أو بالوان أخرى فينة أو فينوة، قلنسوة صوفية حمراء غالبا، ولكن قد تكون بيضاء أو بألوان أخرى يستخدمها المصريون وبعض الهنود، وكان الأتراك العثمانيون هم الذين يستخدمونها، وتلفظ عندهم((fez.

(3) الكشيدة: بفتح أولها وفتح رابعها، مفردة فارسية تعني الشيء الممدود، وهو مصطلح عراقي استخدم أيام كان الايرانيون يسيطرون ثقافياً على العراق، وهي تعني الفينة والطريوش وبالأخص إذا لفت حولها قطعة من القماش في أسفله فهو أحمر اللون والقماش الملفوف حوله قد يكون أبيض أو اسود أو أخضر أو شكرياً، ولكل منها دلالاته ذكرناها في مقدمة باب معجم الخطباء من هذه الموسوعة، ويطلق عليها العمة في المجال الرسمي.

(4) حمزة بن عبد المطلب: هو حفيد هاشم القرشي عم الرسول ص، ولد في مكة سنة 54ق. هـ واستشهد في معركة أحد في أطراف المدينة سنة3هـ، وهو الذي لاكت هند ام معاوية الأموي كبده بعدما أمرت وحشي بقتله.

(46)

بدر وعلمها بريشة نعامة حمراء، وذكر أن الزبير بن العوام القرشي(1) كانت عمامته معلمة باللون الاصفر(2).

(1) الزبير بن العوام: هو حفيد خويلد الأسدي، ولد في مكة سنة28ق. هـ ، أسلم صغيراً، سكن المدينة، كان من الأثرياء حيث ترك من الثروة آنذلك أربعين مليون درهم، كان مع عائشة في حرب الجمل وقتل بعدها غيلة بوادي السباع على أطراف البصرة سنة 36هـ وقاتله ابن جرموز.

(2) الموسوعة الفقهية: 30/ 303، عن البيان والتبيين للجاحظ:3/ 101.

(47)