الأسر العلمية  في كربلاء  آل المرعشي الشهرستاني

اسم الکتاب : الأسر العلمية في كربلاء آل المرعشي الشهرستاني

المؤلف : تأليف د. سلمان هادي آل طعمة
المطبعة : منشورات شركة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان

 

 

 

 

 

 

 

 

أعلام الأسرة

عمود النسب

       هو السيد محمد علي بن الأميرالسيد محمد اسماعيل بن السيد محمد باقر بن السيد محمد تقي بن السيد محمد جعفر بن السيد عطاء الله بن السيد محمد مهدي بن الأميرتاج الدين حسين (حسن) بن الأمير نظام الدين علي بن السيد عبد الله(الثالث) بن الأمير محمد خان المرشدي بن السيد عبد الكريم( الثاني) بن السيد أمير عبد الله ( الأول) بن الأمير السيد عبد الكريم (الأول) بن السيد أمير محمد بن السيد أمير مرتضى بن السيد أمير علي بن السيد كمال الدين أبو المعالي بن السيد قوام الدين(مير بزرك) وهو أول حاكم لطبرستان، من بيوت سادات الحسيني المرعشي مازندران بن السيد كمال الدين احمد (سيد صادق) بن السيد عبدالله بن السيد محمد بن السيد أبي محمد هاشم بن حسن بن السيد علي المرعشي(1) ( جد السادة المرعشية في العالم) بن السيد عبدالله (عبيد الله) بن السيد محمد اكبر بن السيد ابي محمد حسن المحدث بن الامام زادة الحسين الأصغر المدفون بالبقيع في المدينة المنورة بن الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن أبي طالب عليه السلام.

(1) مجالي اللطف بارض الطف/ للشيخ محمد السماوي، ص70.

(31)

 

(1)

هوالسيد السيد محمد علي بن الأمير السيد محمد إسماعيل الحسيني المرعشي، فاضل دليل رافق العالم الكبير السيد محمد مهدي الموسوي الشرهستاني في رحلته من شهرستان (ايران) الى كربلاء المقدسة.

وولده السيد محمد حسين المرعشي (الاول) هو صهر السيد محمد مهدي المذكور اعلاه.

    كان السيد محمد علي المرعشي الحسيني احد علماء القرن الثاني عشر الهجري، لكننا لن نعثر له على مصنف. ويبدو ان سيرة حياته غير واضحة، وكانت وفاته 1247هـ، وهو اول شخصية علمية كربلائية عرفت في اواخر القرن الثاني عشر واوائل القرن الثالث عشر، وقد وافاه الاجل في مدينة كربلاء فدفن بها، وقد حكى الاستاذ محمد قاسم الهاشمي عن العلامة السيد مرتضى العسكري قوله: بان شخصا جاء الى السيد محمد علي يطلب منه  ان يتوسط الى الباشا العثماني بقضاء حاجة له فالسيد لم يمانع بل ذهب معه الى الباشا في حاجة أخيه المؤمن لكن الباشا رده فعاود السيد الكرة مرة أخرى ثم ثالثة ورابعة مما اضطر الباشا أن يدفع السيد ويسقطه على الأرض فلما وقع على الارض وقعة الرحمة في قلب الباشا وأمربقضاء حاجة ذلك الشخص(1) واستظهرالاستاذ الهاشمي بأن السيد علي هذا لايمكن أن يكون السيد علي الكبير- جد السيد هبة الدين- حفيد صاحب الترجمة- ولا

(1) في كتاب (عمدة الطالب في أنساب أبي طالب) للسيد أحمد بن عنبه، ص312: ( واما أبو محمد الحسن بن الحسين الأصغربن زين العابدين علي عليه السلام وأمه ام أخيه سليمان، قال الشيخ محمد أبونصر البخاري: نزل مكة وقال الشيخ أبو الحسن العمري كان مدنياً مات بأرض الروم وكان محدثا وعقبه انتهى الى محمد السيلق وعلي المرعشي ابني عبد الله بن محمد ابن الحسن المذكوروعقبهما عدد كثيربلاد العجم. الخ)، ويمكن ملاحظة ذلك أيضاً في كتاب(التذكرة في الانساب المطهرة ) لابن مهنا الحسيني العبيدلي، ص252 مشجر نسب علي المرتعش بن عبد الله بن محمد بن الحسن المحدث بن الحسين الأصغر وذرايه.

(32)

السيد محمد علي الثالث لأن الأول كان من المراجع والفقهاء الكبار في عهده وكذا حفيد صاحب الترجمة صار صاحب جاه لأنه سبط الوحيد البهبهاني وأحد الأعلام في عصره وكذا السيد محمد علي الثالث فقد كان من مراجع التقليد في عهده، إذاُ لايمكن تطبيق الحكاية إلا على السيد محمد علي بن الأمير السيد محمد إسماعيل لأنه كان قد دخل كربلاء ولم يحظ بتلك المكانة الاجتماعية في البلدة بعد.

(2)

هوالسيد محمد حسين بن الاميرمحمد علي بن إسماعيل بن محمد باقر الحسيني المرعشي الحائري المعروف بالشهرستاني. أحد العلماء الاعلام من درر الفضل اللامعة، لم يتسن لنا ضبط تاريخ ولادته. اقترن بكريمة السيد محمد مهدي الموسوي الشهرستاني(زينب بيكم) المتوفى سنة1216هـ، فرزق منها ولداه المير محمد علي والمير محمد تقي ومن هذه المصاهرة استحكم الاشتراك في اللقب. وسافر المترجم الى فيض آباد الهند أيام العلامة المؤسس السيد دلدار علي النقوي النصير آبادي المتوفى سنة1235هـ واستكتب هناك جملة من الكتب توجد عند أحفاده منها (الغروية) في شرح الجعفرية استكتبها في سنة 1230هـ مما يدل على حياته في التاريخ ووفاته.

       وقد ذكر الشيخ أحمد البهبهاني في لقاءه مع السيد في فيض آباد ولكهنو وبنارس وغيرها في كتابه(مراة الاحوال جهان نما= سفرنامة) والذي طبع مؤخرأ في قم.

       وكان هذا من كبار مجتهدي عصره وفحول علماء زمانه وقد تتلمذ على يد السيد علي الطباطبائي- صاحب الرياض- ونقل عن السيد الطباطبائي أنه كان يعتمده في حل معضلات المسائل وكان من أعضاء لجنة استفتائه، له مؤلفات كثيرفقدت أغلبها، ومن أهم آثاره كتاب(أنيس الأخبار)(1) فرغ من تاليفه سنة1225هـ

(1) تاريخ بانصد ساله خاندان شهرستاني، ص262.

(33)

وموضوعه في كشف الحجاب، كما كتب نسخة من كتاب(خاتمة مفاتيح الأصول) والذي ألفه السيد محمد المجاهد بن السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض، وقد كتبه بخط جميل، ونسخته محفوظة في مكتبة حجة الأسلام السيد علي المرعشي الشهرستاني في مدينة مشهد.

       أعقب السيد محمد حسين هذا ولدين فاضلين شكل كل منهما فرعاً أو فخذاً هما:

       1- السيد محمد علي المرعشي الشهرستاني- من أجداد السيد عبدالرضا الشهرستاني – وهو الفرع الاول للاسرة.

       2- السيد محمد تقي المرعشي الشهرستاني- من أجداد السيد أحمد الشهرستاني نزيل طهران- وهو الفرع الثاني للأسرة.

       ونحن الآن نستهل حديثنا بالفرع الاول من هذه الاسرة:

الفرع الأول

(3)

هو السيد محمد علي بن محمد حسين بن محمد علي المرعشي الحسيني الشهرستاني ولد في كربلاء ولم يعرف على وجه التحديد تاريخ مولده، وتوفي فيها حدود سنة1290هـ(1)، أحد العلماء الأعلام وأجلة الفقهاء الفخام، طلب العلم منذ أن كان يافعاً فحازه، وضم الطريف والتالد، وتخرد في الحوزة العلمية بكربلاء، واشتغل بالتأليف والتصنيف، وسعى لاعلاء كلمة الدين، وحاز على مكانة سامية وحظاً وافراً من المعرفة، وكان حسن السيرة طيب الأخلاق، سليم النفس، وكان

(1) الذريعة ألى تصانيف الشيعة / للشيخ أغا بزرك الطهراني،ج2،ص451 وانظر: معجم مؤلفي الشيعة/ علي فاضل القائيني النجفي، ص230.

(34)

نسيج وحده في قوة التحرير وغزارة الأملاء، وجزالة التعبير، لم يعرف الخمول إلى نفسه سبيلاً. قال الشيخ السماوي في ارجوزته:

ثم محمد العلي المرعشي               والمرتوي من المعالي المنتشي

      آثار ينمىى لشهرستان من صهر قضى فأرخوا(ركن علي قوضا) 1287 (1)

     لايخفى على المتتبع أن السيد محمد علي أطرف المكتبة العربية بتاليف عدة كتب علمية تحقيقة، وهذه الاثارهي:

1- رسالة فيصلاة الجمعة(2).          

 2- رسالة في قراءة المأموم غير المسبوق(3).     

 3- الاجتماعات(4).      

4- الاعتكافية(5).        

5- حجية المظنة(6)            

6- شرح التبصرة(7)     

7- رسالة في بر الوالدين.     

8- كتاب الطهارة.       

9- الكشكول.      

10- رسالة في مراة الأحوال  

(1) تاريخ بانصد ساله خاندان شهرستاني/محمد قاسم هاشمي، ص268.

(2) مجالي اللطف بأرض الطف/ لشيخ محمد السماوي، ص69.

(3) الذريعة: للشيخ أغا بزرك الطهراني،ج15، ص67.

(4) الذريعة: ج17،ص56.

(5) الذريعة: ج1، ص275.

(6) الذريعة: ج2، ص229.

(7) الذريعة: ج11، ص129.

(35)

       من خلال ما تقدم يتضح لنا أن السيد محمد علي كان نادرة زمانه، ووحيد أقرانه، فصيحاً في العبارة، تتجلى قدرته في التأليف والتواغل في مطالعة الكتب.

       ذكر السيد محمد اسماعيل طالب الشهرستاني في مقدمة الكتاب ( نان ودوغ) الذي ألفه السيد محمد حسين الشهرستاني المتوفى سنة1315هـ، قصة سمعها من أحد المعمرين في مدينة كرمنشاه حول زواج السيد محمد علي المرعشي الشهرستاني من كريمة الشيخ أحمد حفيد الوحيد الأقا باقر البهبهاني، وأن السيد محمد علي عزم السفر من كربلاء إلى خراسان (مشهد) لزيارة الإمام علي الرضا عليه السلام، وكان من الطبيعي أن يمر بمدينة كرمنشاه الحدودية، فلما وصل ألى كرمنشاه، التقى بالفقهاء والعلماء والأدباء، ولما وقف الأعلام على مكانته وملكاته العلمية رغبوا أن يزوجوه من بنات مدينتهم، وكانت ابنة الشيخ أحمد البهبهاني هي المقترحة لهذا الزواج وذلك لوجود العلاقة النسبية مع العائلة الموسويي الشهرستانية في كربلاء، لان السيدمحمد حسين الموسوي- خال السيد محمدعلي- صهر الوحيد البهبهاني فاقترحو على السيد محمد علي أن يقدم عليها، لمكانته المرموقة العلمية والاجتماعية في كرمنشاه وارتباطه بالعائلة معهم من جهة الأم، ولما أقدم على هذا الزواج سرأخوال البنت سروراً عظيماً، ولكن زوجته أبت لبعد كربلاء عن كرمنشاه، فراى الشيخ أحمد البهبهاني في تلك الليلة رؤيا الزمه أن يزوج ابنته لهذا السيد، وملخص الرؤيا هي أنه راى رسول الله (ص) والزهراء (س) وهما يعرضان بوجههما عن الشيخ أحمد وزوجته، ولما سئل عن السبب، فقيل له لتنحوكما عن تزويج ابنتكم لهذا السيد، ألاتعلمون ان الله يرزقهما ولدأ عالماً فقيها. وكانت تلك الرؤيا سبباً لاسراع زواج السيد من كريمة الشيخ أحمد.

       وقد ظل السيد محمد علي الشهرستاني فترة من الزمن في كرمنشاه، عاد بعدها ألى مسقط رأسه كربلاء.

        وجدير بالذكر أن في مكتبة السيد علي الشهرستاني في مشهد نسخة من كتاب (مراة الاصول جهمان نما) للشيخ أحمد البهبهاني وبخطه وكانت سابقا عند السيد صالح الموسوي الشهرستاني.

(36)

وفاته

       اخترمه الموت وواراه الثرى وهو في أوج نشاطه المعرفي، وذلك في حدود سنة 1290هـ، دفن في الروضة الحسينية المقدسة.

       أعقب ولدين فاضلين هما: السيد محمد حسين والسيد محمد حسن.

(4)

       هو السيد محمد حسين بن السيد محمد علي بن السيد محمد حسين الحسيني المرعشي الشهرستاني الحائري المولود في 15 شوال سنة 1255هــ في كرمنشاه المتوفى بكربلاء سنة 1315هـ، بدر العلماء المتبحرين، ومنهل سير الفضلاء العاملين، الفاضل النحرير، والعالم البصير، احد المنارات المعرفية الناطق بالحق، والباحث الغيور المعزز بين أصحابة، الموقر بين أخلائه وأحبابه، الامام الزاهد العابد، درس على جمع من العلماء الأعلام جميع العلوم من منطوق ومفهوم، وعلى رأس هؤلاء والده، والفاضل الشيخ محمد حسين ألاردكاني، وشارك في معظم الفنون(1)، وحصلت له في كافة هذه العلوم خبرة واسعة. قال عنه محمد علي سلطاني: ( ويكنى بأحد مفاخر الفقهاء وأفاضل علماء الشيعة حتى كان عظيم الشأن في علوم الفقه والأدب)(2)، كما حصل على إجازة الاجتهاد من استاذه الأردكاني وذلك في سنة 1287هـ، وانتهت أليه الرئاسة في التدريس والمرجعية في التقليد والزعامة، وزار مدينة مشهد المقدسة في سنة 1306هـ. ذكره الشيخ الطهراني  فقال ماهذا نصه: (حصلت له الإجازة من والده مصرحاً باجتهاده وتاريخها في(1287) صورة الإ جازتين عندي مدرجة في كتابي (إجازات الرواية والوراثة) في القرون الأخيرة الثلاثة. اشتهر أمره بين العلماء والطلاب فانتهت إليه الرئاسة في التدريس

(1) الذريعة: ج13، ص135.

(2) تاريخ بانصد ساله خاندنان شهرستاني/محمد قاسم هاشمي، ص276.

(37)

والمرجعية في التقليد والزعامة في سائر المشاكل والقضايا فكان له بعد وفاة أستاذه الأردكاني مكانة مرموقة ووجهة وتقدير، وزارمشهد الأمام الرضا عليه السلام بخراسان على عهد السلطان ناصر الدين شاه القاجاري وفي حياة العلامة الزعيم المولى علي الكني المتوفى في 1306هـ.

الأسرة المرعشية ص37

(38)

وكنت شاباً يومذاك أتخطرألى الآن أن الكني بالغ في تقديره وترويجه وقدمه للصلاة بمكانة في مسجد(مدرسة المروي) وكان ذلك في شهر رمضان وكانت الصفوف تجتاز إلى داخل المدرسة ولاقى إقبالا واحتراماً مكث هناك مدة، واتصل به رجال الدولة وأمراؤها ووزراؤها، ومن أجل ذلك أطنب الفاضل المراغي وزير الطباعة والنشر في ترجمته في المآثر والآ ثار ص179، نهض المترجم له بأعباء الهداية والارشاد الى أن توفي ليلة الخميس 3 شعبان1315 ودفن في الروضة الحسينية بالرواق القبلي خلف شباك الشهداء، وخلف آثاراً جليلة تنيف على الثمانين بين كتاب ورسالة فارسية وعربية رايت أغليها في مكتبته ورأيت قسماً منها في بعض المكتبات(1 ) وورد ذكره أيضا في (معجم الأعلام ) وهذا نصه: (محمد حسين بن محمد علي المرعشي الشهرستاني الحائري(1256-1315هـ)، (1840-1888م) فاضل إمامي له اشتغال بالتاريخ أصله من شهرستان ومنشؤه بمرعش (2) . أما أبرز تلامذته فهو الشيخ علي بن الشيخ علي نقي البحراني الحائري المتوفى سنة 1321هـ(3). وجاء ذكره في أرجوزة السماوي كقوله:

والعلوي المرعشي بن علي            محمد الحسين ذو الفضل الجلي

مضى وفي جنب الحسين رمسا        أرخ(يفوق مضجعاً مقدسا(4)

وترجم له سيدنا المحسن الأمين فقال: ولد سنة 1256 وتوفي في3 شوال سنة 1315 ودفن في مقبرتهم المعروفة في المشهد الحسيني. العالم والأديب له مشاركة في عدة فنون وأخذ الفقه والاصول عن الأردكاني وهو أكبر تلاميذه وأجلهم يروي بالاجازة عنه وأخذ الهيئة والنجوم عن الميرزا باقر اليزدي والحساب والهندسة العروض عن الميرزا علام الهروي الحائري، صنف غاية المسؤول في الأصول طبع

(1) تاريخ تشيع در كرمانشاه/  محمد علي سلطاني(فارسي) ، ص130.

(2) نقباء البشرفي القران الرابع عشر/الشيخ اغا بزرك الطهراني، ج (1)  ، ص627.

(3) معجم الأعلام / بسام عبد الوهاب الجابي، ص701.

(4) أعلام الثقافة الاسلامية في البحرين / سالم النويدري، ج3، ص282.

(39)

في إيران، وشوارع الأعلام في شرح شرايع لاسلام، والترياق الفاروقي في الفرق بين المتشرعة والشيخية، وتنبيه الأنام عل كتاب إرشاد العوام لبعض الشيخية رداُ عليه أو بلوغ الأشارة في تلخيص شرح الزيارة، ومواقع النجوم في الهيئة، واللباب في الاسطرلاب، وسبل الرشاد في شرح نجاة العباد، والدر النضيد في نكاح الإماء والعبيد، والموائد شبه كشكول، ورسالة في نسب المرعشيين وتراجم أسلافه، والكواكب الدري في معرفة التقويم فارسي، وفي سنة 1305 زار مشهد خراسان وعاد في طريقه إلى طهران فاقبل عليه الناس وردت إليه الأمامة في مسجد الحاج علي الكني والتدريس في مدرسة الميرزا حسن خان الصدر القزويني ثم عاد بعد ذلك إلى كربلاء إلى أن توفي)(1) .

       يجدربنا ونحن نواصل دراسة حياة هذا العالم الحافظ للغة العربية وحامي ذمارها أن نلم بشيء يسير بنواح مختلفة من عصره، قد كان مبرزأ متفنناً، أحاط بالمعقول والمنقول حتى كان محط أنظار الطلاب في الحوزة العلمية، لاتفتر له همة ولايرجى لنفسه الخمول والقنعاة بما حازه من علم غزير ولابخل على الناس براحته ورايه وعلمه، مترسماً خطى الماضين من أسلافه وآبائه في كل صغيرة وكبيرة.كان يعقد مجلساً في داره، واضح ذلك المجلس محجة العلماء ومنية القاصدين، وكان نفوذه يتعاظم يومأ بعد يوم في داخل البلد وخارجها، فكان كالقائد الحكيم الباسل. اندفع بارشاداته وصلابته بالحق اندفاع المستبسلين، فما عرف اللهو والبطاله والتحلي بغير الفضائل طريقا ألى قلبه، لذا كان أجل علماء عصره، وغره جبهة دهره.

آثاره:

تميز الشهرستاني بغزارة التأليف وتنوعه، وكان مرزوقاً في الجمع والتصنيف، إذ تناول مختلف جوانب المعرفة السائدة في عصره، فدرسها بتعمق وامعان ثم انصرف شرح ما غمض منها وانتقد وعلق على ما رأى من أخطاء شائعة لدى المؤلفين.

(1) مجالي اللطف بأرض الطف/ محمد السماوي، ص70.

(40)

وبعض آثاره لم يكتب لها النشر بعد.

أما أهم هذه الآثار فهي:

1-البرزخية- في التفسير.

2- شرح كلمة نوراء.

3- تحقيق الآدلة في الأصول.

4- صغرى- رسالة فارسية في المنطق.

5- جر الثقيل.

6- صنعة المتحرك.

7- جنة النعيم- حققه وطبعه حفيده السيد عبد الرضا الشهرستاني.

8-طريق النجاة (فارسي).

9-الخط.

10- رسالة في القرعة.

11- الخيارات.

12- مطالع البروج

13- الجدول.

14-نكاح المخالف وطلاقه.

15-غاية المسؤول.

16- النور المبين في أحكام الدين (فارسي).

17- دراية الحديث.

18- النور المبين في أصوله الدين (فارسي).

19- ديوان محمد حسين الشهرستاني.

(41)

20- رسالة في هن مصدقات.

21- رسالة في ارتداد الزوجة.

22- الآيات المحكمات.

23- رسالة في تدبير الحجر الأعظم.

24- رسالة في تعارض الاستصحابيين.

25- رسالة في حفظ الكتاب الشريف.

26- رسالة في الخسوف والكسوف.

27- زوائد الفوائد.

28- سبل الرشاد في شرح نجاة العباد (فارسي).

29- الشبهة المحصورة في المسائل الأصولية.

30- غاية التقريب في نظم منطق التهذيب.

31- شرح حديث من حفظ على أمتي أربعين حديثاً.

32- شرح الفوائد الحكمية.

33- شرح الباب الحادي عشر.

34- الصحيفة الحسينية ومستدركاتها.

35- غاية المأمول في علم الأصول. طبع طبعة حجرية بخط المؤلف سنة 1308هـ، بالاوفسيت من قبل مؤسسة أهل البيت في قم (دون تاريخ).

36- نان ودوغ، طبع في بغداد بدون تاريخ(فارسي)

37- تلخيص وتلويح.

38- تذكرة النفس

39- تسهيل المشاكل في النحو.

(42)

40- الحجة البالغة والنعمة السابغة. (فارسي)

41- الشوارع في شرح الشرايع.

42- خوان ونعمت (شعر فارسي).

43- العنصر المتين في شرح معضلات القوانين.

44- الكواكب الدري- في التقويم.

45- اللباب في الاسطرلاب.

46- لباب الاجتهاد.

آثاره التي ورد ذكرها في (الأعلام):

1- تاريخ الشهرستاني.

2- كتاب الحساب.

3- تحقيق الأدلة- في أصول الفقه.

4- غاية المسؤول ونهاية المأمول.

5- شوارع الأعلام في شرح شرايع الإسلام.

6- اللباب في الاسطرلاب.

7- تحقيق الأدلة- وهو بخطه في أصول الفقه.

8- الاستصحاب- رسالة.

9- لباب الاجتهاد(1).

       من خلال ما تقدم، يبدو لنا أن السيد محمد حسين سجل في تاريخ النهضة العلمية أعمالاً مقرونة بالعظمة والمجد.وقد أشاد أرباب السير والتراجم بذكره، فكتبوا فصولا ضافية عن مكانته العلمية وقيمة مؤلفاته، وتناولوا شخصية باسهاب.

(1) أعيان الشيعة/ السيد محسن ألامين، ج44، 1212.

(43)

 الأسر المرعشية ص 44

 

 

 

 

(44)

 

 

(45)

الصحيفة الحسينية

ومستدركاتها

للميرزا محمد حسين الشهرستاني الحائري

المتوفى سنة 1315هـ

تحقيق

قسم الدراسات الأسلامية- موسسة البعثة

نشر

موسسو الحسين عليه السلام- فرع موسسة البعثة

 

(46)

       أشعار: للسيد محمد حسين الشهرسستاني نظم رائق وشعر فائق على طريقة الفقهاء والحكماء، ومن يتصفح المجاميع الخطية يجد أشعاره المتناثرة التي تتسم بأسلوب واضح وبيان سلس وجزالة في اللفظ والمعنى. ومن أمثلة ذلك تخميسه لقصيدة الشريف الرضي التي قال فيها:

أمسيت والهم في إيران يطرقني               والكرب طول الليالي مايفارقني

وذكر من حل فيكوفان يقلقني                  من لي بعاصف شملال يبلغني

إلى الغري فيلقيني وينساني

إلى الذي ظهر الجبار طينته                  إلى الذي بشر المختارشيعته

إلى الذي أوجب القربى مودته                 إلى الذي فرض الرحمان طاعته

على البرية من جن وإنسان

إن لم يكن عاصف أسعى على قدمي      أسعى برأسي وقلبي مهجتي ودمي

أسعى بأجفان عيني نحو ذي الحرم           ما استعين بشملال ولاقدم

من ترب ساحته طوبي لأجفان(1)

       ومما قاله في يوم ورود الشعرات الشريفة النبوية (ص) لتوديعها في الروضة الحسينية وكان حاملها والي بغداد الحاج حسن رفيق باشا سنة1310 هـ:

كربلاء طلت الثريا شرفاً        ولعلياك السماك اعترفا

منه غابت فيك اقمار الهدي             أورثت في كل قلب أسفا

أظلم الدنيا على ارجائها                حيث فيها بدر تم خسفا

لقي الظلمة حتى انكشفت        بقدوم الحبر كهف الضعفا

حضرت الوالي بأمر من به            قام حصن الدين والأمرصفا

فخرهذا العصر سلطان السما          وهو ذا عبد الحميد ذو الوفا

رفع الله لواء نصره                     إذ به شرع المصطفى

(1) الأعلام – خير الدين الزركلي، ج6، ص105.

(47)

أشرق الدنيا به مذ قدما          مع شمس أورثته الشرفا

كشفت كل دجى كان بها         وبمرآها الظلام انكشفا

قبل ماذا النور قلت أرخوا       (هاكموا شعرة وجه المصطفى)(1)

وله أرجوزة شعرية في المنطق أولها:

الحمدله الذي هدانا                 إلى طريق الحق واجتبانا

وفقنا بلطفه توفيقا                       أكرم به مصاحبأً رفيقا

مصلياً على الذي قد أرسلا       هدى ونوراً كاملاً مكملا

وآله وصحبه السعود                   العاكفين الركع السجود

هم سعداء منهج التصديق               إذ صعدوا معارج التحقيق

وبعد هذا غاية التقريب              مهذب لمنطق التهذيب

مقررالقواعد الميزان               مقرب لها إلى الاذهان

جعلته تذكرة وتبصرة               لطالب القواعد المقررة

لاسيما للولد المكرم              ومن يسمى باسم خير الأمم

دام له التوفيق والتاييد             وحسبي المهين المجيد(3)

وقال مؤرخاً وفاة استاذه العالم الشيخ محمد حسين الأركاني:

ولما ذاب قلب الوجد هماً        لموت ولي أمر المؤمنينا

فقم فزعاً وأرخ(بالبكاءِ          حسيناً بالثرى أمسى رهينا)

                     وقال:

وقال مفجع التاريخآه            سيلقى الشامتون كما ليقينا

                     وقال:

وقد تلقته حور            ونضرة وسرورُ

(1) تراث كربلاء:السيد سلمان هادي آل طعمة، ص287و288.

(2) بغية النبلاء في تاريخ كربلاء/ السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة، ص49.

(48)

أرخن حباً وأهلاً          بالفاضل الأردكاني(1)

       وأرخ العالم الكبير الشيخ مرتضى الأنصاري بقوله:

بالواحد الفرد استعنت مؤرخاً          (علم الهدى في الخلد حي يرزق)

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                         1281هـ

وافاته:

       جاء خبر وفاته عليه الرحمة في مجلة (المرشد) ما هذا نصه: وافته المنية فاختطفت روحه الطاهرة وقضت على حياته المباركة في اليوم الثالث من شوال سنة 1315هـ وهو آنئذ كربلاء بعد داء عضال لازمه مدة طويلة عن عم رناهؤ التسعة والخمسين سنة قضاها بين المحابر والطوس والأقلام ودفن في كربلاء مع أبيهم وأجداده في مقبرتهم المختصة بهم في الرواق الشريف(2)، واعقب كلاً من السيد مرزا علي واسيد زين العابدين والسيد مرتضى والسيد جعفر والسيد ومحمد والسيد أبو طالب.

       رثاه جمله من الشعراء منهم خطيب كربلاء الشاعر السيد دواد الهندي فقال:

محمد الحسين يوم موته          حلَّ من الفردوس أعلى مرتقى

ان صارمن دار الفناء راحلاً           فانَّ في الأخرى له دار البقا

ومذ قضى أبو علي أرخوا              (انطمست والله أعلام التقى)

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                        1315هـ

       ورثاه الشاعر الوطني الكبير الحاج محمد حسن أبو المحاسن فقال:

حامي الشريعة قد ضاعت بنا السبل                 فلا رجاء ولاقصد ولا أمل

(1) ثم طبعها بمطبعة الغري الحديثة في النجف سنة1374هـ/1955م.

(2) أحسن الوديعة في مشاهير مجتهدي الشيعة/ للسيد محمد مهدي الموسوي الكاظمي، ج1، ص81 (طبع النجف 1388هـ/1968م).

(49)

قد كنت ظلاً على الأسلام منسدلاً             واليوم أنت برغم منه منتقلُ

ومرهقاً من سيوف الله جرده             لمقتل الشرك ما في متنه خللُ

يقطع الليل والأجفان هاجعة                ذكرا ًوطرفك من فيض البكا خضلُ

حتى رمتك صروف الدهر هاجعة            باسهم راشها المقدور لا(ثعلُ)

ماكنت احسب والاقدار جارية            بأن مثلك يخطو نحوه الأجلُ

فقوض الصبر لايلوي على أحد        ومثل رزئك عنه الصبر يرتحلُ

وقطعت بك أسباب الرجا فبمن         من بعد ما غبت عنا اليوم نتصلُ

لم ينقطع منك حبل العمر منبتلاً          لكن حبل وريد الدين منبتلُ

فاي واقعة للدين فاجعة                 تزول منها الجبال الشم والقللُ

أقوت بها عرصات العلم وندرست            منها المدارس وإلا الرسم والطللُ

قد قلت إذ حملوا أوعده ومشوا         بنعشه والحيامن فوقه هطلُ

الله أكبر ليس الغيث منسكبا            لكنها أدمع الاملاك تنهملُ

لوشيعوه بمقدار الذي ومشوا            من المكارم ضاق السهل والجبل

عزم وحزم وفكر ثاقب وحجى         حكم وحلم وعلم زلنه عملُ

بفضله ومساعيه ونائله          وزهده وتقاه يضرب المثل

نور النبوة لماع بغرته           كأنه قبس أو بارق عجل

بابن النبي غضضت الطرف منصرفاً        عنا فلاطرف بالتهويم يكتحل

من للارامل والأيتام يكفلها             إذا أطل عليها الحادث الجلل

من للخطوب وللدهياء يكشفها          إذا نبت في لقاها البيض والأسل

من للوفود أذا ما قطعت بهم            وبحر الفلاة اليك الأينق البزل

(50)

ياطالب العرف قد غضت زواخره            وليس تعطى وان الحقت ماتسل

كانت بطلعته الأيام آنسة                       فاصبحت ولها عن أنسها شغلُ

كانت به روضة التوحيد مونقة فصوحت            مذ جفاها العارض الهطل

ياحلية زان جيد الدهر جوهرها               أما ترى كيف قد أزرى به العكل

وراحلاً بالعلوم الغريحملها                    ضاقت بطلايها من بعدك السيلُ

فاذهب عليك سلام الله ماسجعت              ورق الغصون وطابت بالصبا الاصل(1)

ولعل هنال مراث أخرى لم نوفق للحصول عليها بعدٌ.

أولاده

أعقب السيد 8بنين و5بنات.

أما البنون فهم:

1- السيد محمد علي توفي 1344هــ.

2- السيد زين العابدين ولد في صفر 1294هـ/ وتوفي 1356هـ.

3- السيد محمد جعفر ولد في صفر1293هـ وتوفي 1342هـ.

4- السيد محمد ولد في 24رمضان 1300 وتوفي 1374هـ.

5- السيد ميرزا أحمد ولد في رجب 1273هـ وتوفي 1318 ولم يعقب.

6-السيد أمير اسماعيل توفي 1339هـ ولم يعقب.

7- السيد مرتضى ولد 1308هـ وتوفي 1342.

8-السيد أبو طالب ولد في شوال 1312هـ.

(1) (مجلة المرشد) البغدادية- الجزء10 السنة الثانية جمادي الأول 1346هـ ، ص379.

(51)

 

(5)

       السيد محمد حسن بن السيد محمد علي بن السيد محمد حسين المرعشي الشهرستاني شقيق السيد محمد حسين (الثاني)(1) المار ذكره، فاضل جليل وينبوع متدفق من العطاء والانساني، فلاعجب ان تتحدث الكتب والأسفار عن شحصيته العلمية والادبية. وقد أهلته صفاته مكانة من المجتمع الإسلامي تليق به، وهو شاعر أصولي منخلص ب(طوبى) يشار اليه بالبنان بين اقرانه بالفضل والعرفان. كان من الأدب إمام، وفي قواعد اللغة العربية مشهور لدى الخاص والعام. قرأ على جملة من العلماء الاعلام والمشايخ العظام، ثن انفصل وبقي مجداً في تحصيل العلم والكمال، لايفتر عن اكتساب الفضائل بحال من الأحوال، وكان حسن الأخلاق، مفرط الذكاء جيد الفطنة، حسن الإدراك، قوي الفهم حاضر الجواب، بصيراً بالمسائل الدينية. قال عنه عمر رضا كحالة: (محمد حسن بن محمد علي بن محمد حسين الشهرستاني الشيعي(ضياء الدين) فقيه أصولي من آثاره: تحقيق الأدلة في الأصول)(2) كما ذكر مصنفه آنف الذكر إسماعيل باشا البغدادي فقال: (تحقيق ألادلة في الأصول لضياء الدين محمد حسن بن محمد علي بن محمد حسين الشهرستاني فقيه الشيعة كان حياً سنة 1306هــ)(3)
       ومما يذكر ان ثقافته الواسعة وموهبته الشعرية ظهرت في ديوان شعره الذي توجد نسخة منه في مكتبة الأسرة بكربلاء. وأود ان اشير إلى أن اكبابه على دراسة العلوم الاسلامية وقواعد اللغة العربية والعلوم الغريبة، جعلته يحصل على أكبر قسط من المعارف، فاصبح في مقدمة المعنيين بالغة الضاد. وله ديوان شعرمخطوط لدى الخطيب السيد أحمد الشهر ستاني في كربلاء.

(1) ديوان أبي المحاسن الكربلائي، ص185(النجف1383هـ) تحقيق: محمد علي اليعقوبي.

(2) تاريخ بانصد ساله حاندان شهرستاني/ محمد قاسم هاشمي، ص292.

(3) معجم المؤلفين/ عمر رضا كحالة، ج9، ص218.

(52)

ودع السيد حسن الشهرستاني الحياة الفانية في مدينة طهران وذلك في سنة 1306هـ أو 1307هـ، وفقدت الحياة الفكرية عالماً بارعاً فصيح النثر، أسهم في البناء الفكري.

(6)

       السيد مرتضى بن السيد محمد حسين بن السيد محمد علي المرعشي الحسيني الشهرستاني أحد العلماء الأعلام والصلحاء العارفي. كان وجهاً جليلاً نبيلاً وطرازاً نادراً من الرجال، حظي بمكانة مرموقة وعرف بغزارة العلم.

       ولد في كربلاء سنة 1299هـ ن ولما شب عن الطوق، حضر دروس شيوخ أهل الفضل والأدب: الشيخ كازم الهر المتوفى سنة 1332هـ

الاسر المرعشية ص 52

(53)

       والشيخ علي البفروئي، كما درس على أخيه المرزا محمد علي الشهرستاني، وحضر بحث المرزا محمد تقي الشيرازي الحائري زعيم ثورة العشرين.

كان على حظ عظيم من نبل الخلق، وكان مرهف الذهن، سريع الفطنة، شديد الأتكاء على نفسه، وقام بتدريس العلوم الدينية وتربية جماعة من رجال العلم والتقوى، ولانرانا بحاجة للاشادة بذكر مواقفه، فهو منذ نعومة أظفاره قد تسلح بالعلم والخلق الكريم والذكاء واللطف والحدب على الفقراء، ولما توفي أخوه السيد مرزا على الشهرستاني سنة 1344هـ، قام مقامه في صلاة الجماعة بصحن الامام الحسين عليه السلام فجد في الدرس والبحث حتى سمت منزلته واستطارت شهرته، واتسعت آفاق معارفه اتساعاً رائعاً، وهو ذو همة عالية، إذ كان على بينه من أمر كل قاصد، وقد برهن بعد نظره في مكافاته الأخبار بما أحسنوا عملاً . واشتهر عنه أحسن الصفات التي تتمتع بها العالم ألا وهي العفة والاستقامة ولين الجانب ودماثة الخلق، وهو المعروف بنكران الذات وأبعد الناس عن حب الظهور، وكان وفياً صادقاً يعطي كل ذي حقه ولايفاضل بين هذا وذاك، ويرى قضاء حاجات الناس فرضاً واجباً عليه.

وقد أثبت السيد مرتضى خلال المدة التي مارس فيها عمله، كفاءة وقدرة في ميدان العلم ,

       صاهر استاذه الشيخ علي البفروئي وأعقب أربعة أولاد هم السادة: صادق والخيطب الشاعر السيد حسين ومحمد علي (مرزه) وحسن.

وفاته:

أصاب المترجم داء عضال لم يقو عليه نطس الأطباء، حيث قصد بغداد للعلاج، فباغتته المنية فأنشبت أظفارها، وتوفى ليلة الثامن من شعبان سنة 1342هـ، ونقل رفاته الى كربلاء ودفن في الرواق الحسيني بمقبرة الأسرة.

 

(54)

        

(7)

       السيد ميرزا محمد علي بن السيد حمد حسين بن السيد محمد علي الحسين المرعشي الشهرستاني، جامع المعقوا والمنقول، ومستنبط الفروع من الأصول عالم جليل له شهرة طائرة في الأوساط العلمية، كان منذ شبابه حتى كهولته كثير الترددعلى المدارس الدينية.

       ولد في كربلاء يوم3 رجب سنة 1280هـ ونشأبها، ذكره عمر رضا كحالة فقال: فقيه أصولي، مفسر مشارك في بعض العلوم ولد في كربلاء في 3رجب، وقرأ القرأن والفقه وأصوله والحكمة والكلام والهيئة والحساب وغير ذالك وسافر إلى النجف فقرأعلى محمد الأيرواني وحبيب الله الرشتي ثم سافر إلى سامراء فدرس علي محمد حسن الشيرازي وتوفي بكربلاء(1) .

       عالم بارع ورع جليل شرع بالاشتغال بالعلم، فدرس علوم الحديث والتفسير واللغة والنحو والفرائض والحساب وغيرها، ونشا منذ حداثته بين الكتب، وقضى معظم حياته في التأليف الذي خلد اسمه على مر الزمن.

الاسر المرعشية ص 54

(55)

       فقد ترك والده مكتبة زاخرة بالمصنفات، وفيها أمهات الكتب التي تضم مجلدات الفقه وأصوله ، تتلمذ على أيدي كبار العلماء والفقهاء في الحوزة العلمية بكربلاء وفي طليعتهم الده، حتى بلغ المرحله العالية، كما درس العلوم العربية وأنهاها بتفوق، نشأ المترجم له صالحة، قال هنه شيخنا الطهراني:

       (فتلقى العلم عن أجلاء عصره وافاضل المدرسين حتى بلغ مكانة عالية ونال حظاَ وافراً من الفضل وأشارت اليه الاكف بالاعجاب والاحترام ولما توفي والده سنة 1315هـ، أهلته مكانته للقيام مقامه في الإمامة ومرجعية الأمور الشرعية في كربلاء ، وكان له بين الناس منزلة مرموقة الى أن توفي في 11رجب سنة 1344هـ)(1) تؤكد المصادر التي ترجمت له انه درس على والده والفاضل الشيخ حسين الاردكاني والشيخ زين العابدين المازنداني والسيد أبو القاسم الحجة الطباطبائي والملا عباس سيبويه والشيخ محمد باقر الأصفهاني وغيرهم، غادر العراق بصحبة كل من أصحاب السماحة الميرزا حسين النائيني والسيد أبو الحسن الأصفهاني والسيد عبد الحسين الحجة الطباطبائي غاضبين على الحكومة مستنكرين ما قام به فيصل بن الحسين ملك العراق من نفيه سماحة العلامة المجاهد الشيخ مهدي الخالصي الى أرض الحجاز، فخرج مشاهير علماء العراق الى إيران فسكن المترجم له مدينة كرمانشاه وأصبح زعيمها الروحي ومرجعها الديني ثم رجع الى كربلاء وقام بالتدريس والافتاء والمرجعية(2) .

ومما يجب أن يشار اليه أنه تمكن أن يضع  المسائل والابحاث العلمية في لغة جميلة تدل على براعة فائقة، فلا يغيب عنا شيء مما أحاط به من أصول تلك العلوم وفروعا والوقوف على دقائقها وغوامضها. وكان يعقد مجلساً حسينياً في داره سديره المرحوم المقرئ السيد هاشم السيد محمد القارئ آل قفطون المتوفى سنة1350هـ

(1) إيضاح المكنون/إسماعيل باشا البغدادي، ص262.

(2) معجم المؤلفين/عمر رضا كحالة، ج11، ص49.

(56)

56،وله تصانيف فائقة وآثار سامقة في غاية الفصاحة وسحر البيان بشهد له بطول باعه.

 

أثاره:

       لايخفى على القارئ أن السيد مرزا علي أنجز نيفاً وثلاثين مصنفاً في فنون شتى من العلوم العقلية والشرعية والأدبية وكلها نافعة ومفيدة وهي:

       1- الدرة الوجيزة في شرح الوجيزة- للشيخ البهائي وهي في فلم دراية الحديث، طبعت مع بعض رسائله مثل: منيجة الفكر في الولاية على البكر، رسالة في الإعراض عن المال، رسالة في اللباس المشكوك.

       2- الجامع في ترجمة النافع يعني شرح الباب الحادي عشر.

       3- رسالة في الشكيات.

       4- ذخائر الاحكام- في محلدين.

       5- التبيان في تفسير غريب القران.

       6- كشف الحجاب.

       7- شرح خلاصة الحساب.

       8- الدرالفريد في العزاء على السيط الشهيد.

       9- البيان المبرهن فثي عرس القاسم بن الحسن.

       10- محاسبة النفس.

       11- كنز الفوائد.

       12-ذخائر الأحكام.

       13- التذكرة في شرح التبصرة.

       14- خيرة الطيور.

       15- ترجمة فقه الأمامية.

(57)

       16- هدية الزائرين

       17- التحفة العلوية.

       18- وظائف الجوارح.

       19- فقه الأطباء.

       20- قبلة البلدان.

       21- منتخب الأدلة.

       22- رسالة في وقت المغرب.

       23- ترجمة كشف الربية.

       24- الصحيفة النبوية.

       25- أنيس المصلين.

       26- رجم الشياطين.

       27- رسائل عملية- مثل: منتخب المسائل، وهدية المؤمنين، وهداية المسترشدين، وسفينة النجاة.

       28- الدرة العزيزى في شرح الوجيزة.

       29- البهائية- طبعت سنة 1320هـ(1) .

       وله عدا ماذكرت كتب ورسائل أخرى ن وقد كتب هذه المؤلفات بأسلوب منمق جميل يظهر فيه بلاغة العرب وفصاحتهم، ونالت اههتمام الكثير من الباحثين.

       وخلاة القول أن كربلاء كانت في ايامه زاهية زاهرة، وكان السيد علي عظيم الهيبة جليل المقام ، وكان مع سعره في  مصالح الناس ورعاً تقياً وعلى جانب عظيم من الدعة واللطف ، يذود عن الحق، ويصرخ في وجه الظالم، وبكافح في سبيل المصلحة العامة.

(1) نقباء الشر/ للشيخ أغا بزرك الطهراني، ج4، ص1410