معجم  أنصار الحسين عليه السلام  ( غير الهاشميين)الجزء الاول

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين عليه السلام ( غير الهاشميين)الجزء الاول

المؤلف : (محمد صادق محمد (الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

دائرة المعارف الحسينية

معجم

أنصار الحسين عليه السلام

( غير الهاشميين)

 

(الجزء الأول)

محمد صادق محمد

(الكرباسي)

المركز الحسيني للدراسات

لندن ـ المملكة المتحدة

 

(3)

 

 

الحقوق كافة محفوظة ومسجلة

للمركز الحسيني للدراسات

لندن ـ المملكة المتحدة

الطبعة الأولى

1435هـ ـ 2014م

 

(4)

 

بسم الله الرحمن الرحيم(1)

 

الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى(2) آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم(3)، إنه لقول رسول كريم(4)، إنى لكم رسول أمين(5)، أبلغكم رسالات ربي و(6) لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى(7) وآت ذا القربى حقه(8) ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون(9).

                                                                                                صدق الله(10) العلي العظيم(11)

 

________________

(1) سورة النمل، آية 30.

(2) سورة النمل، آية 59.

(3) سورة ال عمران، آية 33-34.

(4) سورة الحاقة، آية 40.

(5) سورة الشعراء، آية 107.

(6) سورة الأعراف، آية 62.

(7) سورة الشورى، آية 23.

(8) سورة الإسراء، آية 26.

(9) سورة الروم، آية 38.

(10) سورة ال عمران، آية 59.

(11) سورة البقرة، آية 255.

 

 

(5)

 

       قال رسول الأعظم صلى عليه وآل وسلم:

       «إن الحسين مصباح هدى

              وسفينة نجاة

                     وإمام خير ويمن

                           وعز وفخر

                                  وبحر علم وذخر»(1).

                                                                                         صدق رسوله الكريم

 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عيون أخبار الرضا:1/62، وقريب منه في فرائد السمطين:2/155ح: 447.

(6)

 

 

مقدمة الناشر

       (( أما بعد فإني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي))

       ما أروعها من كلمات معبرة، وما أعظمها من شهادة من إمام عظيم بحق ثلة من الرجال والنساء والشباب والفتيان آمنوا بربهم ونبيهم وإمامهم، فانتهجوا نهج الإسلام نهجاً، وامتشقوا السيوف دفاعاً عن الحق ضد الباطل، وحملوا القلوب على الأكف فداءً لإمامهم، لم تثنهم قلة عددهم وكثرة عدوهم، ولم تهن من عزيمتهم قسوة المعركة، ووابل النبال والرماح، أو شدة الرمضاء والعطش، هم نذروا أنفسهم للشهادة، ووطنوا أرواحهم للتضحية، وهذا هو الوفاء...

       ونعم الاوفياء هم..

       ولم لا ولسانهم ما فتىء يردد ((نحن نخلي عنك، وبماذا نعتذر الى الله في أداء حقك)) ((أما والله لو علمت أن أقتل ثم أحيا، ثم أحرق، ثم اذرى، بفعل بي ذلك سبعون مرة، لما فارقتك، حتى ألقى حمامي دونك)) (( والله لوددت لو أني قتلت، ثم نشرت، ثم قتلت، حتى أقتل كذا ألف مرة، وأن لله عز وجل يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن أنفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك))..

       نعم نعم الأصحاب الأتقياء الشجعان هم...

       في العبادة كانوا لهم دوي كدوي النحل، وهم ما بين راكع وساجد وقارىء للقرآن، كما يقول المؤرخون..

       وفي البسالة والشجاعة كانوا نخبوا من فرسان العرب كلهم، لهم شهرة بالشجاعة والبأس وسداد الرمي بالسهم، ومضاء الضرب بالسيف كما  يقول عباس محمود العقاد...

       زهير بن القين، حبيب بن مظاهر، مسلم بن عوسجة، سعيد بن عبد

(7)

 

الله الحنفي، الحر الرياحي... وتطول قائمة العد من شهداء كربلاء من أنصار أبي عبد الله الحسين «عليه السلام» رجالاً ونساءً وفتياناً من غير الهاشميين.

       من خلال ما تقدم عرفت عزيزي القارىء او الباحث مضمون هذا الجزء من أجزاء دائرة المعارف الحسينية الكبرى، إذ ينتقل المؤلف سماحة آية الله الشيخ الدكتور محمد صادق محمد الكرباسي حفظه المولى ابتداءً من هذا الجزء بالحديث عنهم بحثاً وتحليلاً، منطلقاً من الحديث عن نسب البشرية من آدم «عليه السلام» إلى النبي نوح «عليه السلام»، ثم ينتقل الى الحديث في آباء وأمهات القبائل التي شاركت مع الإمام الحسين «عليه السلام» في كربلاء واضعاً جداول ومشجرات لتوضيح الأمر، كما يتطرق الى القبائل التي شاركت في مأساة كربلاء ممن كانوا يتواجدون في الكوفة والبصرة في العراق، بالإضافة لسعي المؤلف حفظه المولى لحل بعض المشتركات بين الأسماء التي حضرت واقعة الطف مع الإمام الحسين «عليه السلام» وتحليل الاسماء التي انتسبت اليها القبائل.

       ويختم سماحته هذا الجزء بعرض لأسماء أنصار الإمام الحسين «عليه السلام» من غير الهاشميين مبيناً الخلاف بين أهم المصادر التي يستند إليها في تحديد الأنصار وبعض خصوصياتهم، ودورهم، وهي نص الرواية المعروفة بزيارة الناحية والأخرى المعروفة بالزيارة الرجبية، بعد أن أورد نصي الزيارتين متناولاً الأسماء التي وردت فيهما ومناقشتها.

       بقي أن نشير في ختام هذه المقدمة الى أن هذا الجزء هو الجزء الرابع والثمانون من أجزاء دائرة المعارف الحسينية التي وفقنا الله سبحانه وتعالى لاصدارها حتى اليوم، متكلين عليه في التوفيق لإصدار ما تبقى من أجزاء، وملؤنا الثقة بتحقيق ذلك، لانه ما خاب  من اتكل على الله.

4/ ذو القعدة/ 1434هـ            

10/ أيلول/ 2013م            

 

(8)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

       حمدي متواصل لربي على فوز من للحسين نصروا

              وصلاتي متصل على نبيي سيد من في الطف ظفروا

                    وسلامي على آل الرسول وكل من في كربلاء قد حضروا

                                                                                                                                         لندن                                                                                                                                                     محمد صادق

            صيف

                                                                                                                           1411هـ - 1990م

 

(9)

 

(10)

 

تمهيد

       إن الحديث عن شخصيات هذا المعجم يصنفون فنياً إلى قسمين، الأول العرب وهم الأغلبية الساحقة ممن كانوا في ركب الإمام الحسين «عليه السلام» في معركة الكرامة- الطف- بأرض الكرامة- كربلاء- في يوم الكرامة- عاشوراء-، والقسم الثاني هم غير العرب والغالب عليهم أنهم من الموالين اللذين كانوا مع أسيادهم للذب عن العقيدة واستنهاض الأمة.

       إذاً هناك عرب وعجم، ولا نريد الخوض في مفهوم العرب ولا العجم لأننا قمنا بشرحهما من الناحية اللغوية والقومية والمصطلح والمفاهيم في مكان آخر فلا  نعيد، ولكن الذي نريد بيانه هنا هو تشخيص من وقف مع الإمام أبي عبد الله «عليه السلام» لتتضح الصورة بشكل أجلى ويرتفع اللبس وتدفع الشبهات في هذا الجانب.

       ومن هنا لا بد من القول إن العرب عربان حسب التقسيم القبلي وهما قبائل العدنانيين وقبائل القحطانيين، ولا يخفى أن لا وجود لغيرهما من  العرب لأن النشأة كانت في شبة الجزيرة العربية ما بين الشمال (الحجاز) والجنوب (اليمن)، وأما العاربة والمستعربة واللذان هما بالنتيجة العدنانيون الذين كانوا في شمال الجزيرة العربية (الحجاز) وهم المستعربة، والقحطانيون الذين كانوا في جنوب الجزيرة العربية (اليمن) وهم العاربة، والبطون التي نشأت منهما، وإلى إحدى هاتين القبيلتين ينتمي العرب كلهم، وأما غير العرب الذين حضروا معركة الطف ففي غالبهم كانوا من العبيد الذين حصلوا عليهم في الحروب والغزوات وقد استغربوا وأصبحوا جزءاً من المجتمع العربي بل وقد اكتسبوا اسم القبيلة التي ينتمي إليها من يملكهم وقد اصطلح النسابة على القول بأنهم من قبيلة كذا بالولاء، أي لا بالنسب، وفي الغالب كانوا هؤلاء مخلصين لأوليائهم بل كانوا ميالين للدين

(11)

 

الإسلامي ربما أكثر من الذين كانوا أحراراً، ومن هنا جاز التعبير عن كل من تنشق الحرية في فكره وعقيدته وممارسته أن يسمى هو السيد والمولى ومن لم يكن كذلك هو العبد والمولى.

(12)

 

المصطلحات

 

       هناك مصطلحات تستخدم في مجال التكتلات البشرية من حيث النسب والانتماء لا بد من بيانها ولو بإيجاز لكي يتضح الأمر، نوردها حسب الحروف الهجائية:

        الأسرة: بضم أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه لينتهي بتاء مربوطة الدالة على الواحد من الجنس، والأسر هو القوة حيث يتقوى الإنسان بأهله وأقاربة وعياله، ويستخدم عادة في أهل بيته ويجمع على أُسَر بضم ففتح، وربما قيل الأسرة الكبيرة والصغيرة نسبة إلى عائلة الإنسان الشخصية أو إلى عشيرته وقبيلته فالأولى توصف بالصغيرة لاشتمالها على الوالدين والإخوة والأخوات بينما الثانية الكبيرة تشمل الأجداد والجدات والأعمام والعمات وكل من يرتبط بهم برحم.

        البطن: بفتح أوله وسكون ثانيه ويجمع على أبطن وبطون، ويطلق على عدد من الأسر يجمعها رحم واحد، والأصل فيه هو البطن الذي يكون في منتصف الإنسان من أمامه ويقابله الظهر وبما أن الرحم يكون في البطن وإن نشأة الإنسان تكون في الرحم فلذلك أطلق على المجموعة الصغيرة الذين يتشاركون في رحم واحد وبالطبع من جهة الأب، حاله حال الرحم الذي يقال هذا من أرحامي أي أقاربي باعتبار أنهما جمعا في نسبهما في بطن واحد. هذا وقد اختلف في دلالته أهو دون القبيلة أو دون الفخذ، أو أنه دون القبيلة وفوق الفخذ ليكون بمثابة العاقلة، والغالب استخدامه دون القبيلة وفوق الفخذ والعمارة.

        البيت: المفردة معروفة وهي الطابق الأرضي من الدار وربما يعمم ليشمل الدار كله، واصطلح على تسمية العائلة بالبيت حيث إنهم ينتمون إلى

(13)

 

بيت واحد، وفي هذا العصر تستخدم المفردات التالية في معنى واحد: الآل، العائلة، البيت، ولكن لكل موقعه واشتهار  في مصر أو في عصر فيقال فلان من آل كذا، ومن بيت كذا، ومن عائلة كذا، وهناك من يقول بأن البيت يعادل الفخذ في بعض الأعراف كجنوب العراق.

        العائلة: مؤنث العائِل اسم فاعل وهو الذي يكون بكفالة الآخر، وعائلة الرجل زوجته وأولاده فهو أخص من الأسرة لأن الأسرة تشمل الأقارب القريبين.

        العشيرة: بفتح أوله وكسر ثانيه بالياء وفتح الراء مأخوذة من العشرةِ بالكسر وهي المخالطة والصحبة، وبما أن الإنسان يعاشر ويختلط مع الأقربين من الأرحام فقيل لهم عشيرة الرجل، وعشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون، وتطلق على القبيلة أيضاً، ويجمع على عشائر، وعادة تتفرع من العشيرة الأفخاذ، أو البيوت حسب بعض المصطلحات.

        العمارة: بفتحتين أصلها من التعمير، ومصطلحاً هو الحي العظيم وقيل هي القبيلة، ولكنها تستخدم دون القبيلة، ويجمع على عمارات.

        الفخذ: بفتح ثم كسر ما بين الركبة والورك، وقد استخدم في المجاز في فرع العشيرة والقبيلة ويطلق على حي الرجل بالفخذ ولكل قبيلة أفخاذ، وذلك باعتماد المعنى الأول حيث الإنسان له فخذان وهو بمثابة الفرعين الذين يعتمد عليهما، وفي بعض المصطلحات العربية يقال له البديدة، وجمعها البدايد، كما ويقال للفخذ أيضاً الفندة وجمعها الفند(1)، ويبدو أنهما مصطلحان عراقيان.

        القبيلة: بفتح القاف واللام مؤنث القبيل والذي معناه الكفيل والضامن ثم أخذ هذا المعنى بعين الاعتبار وأطلق على رهط الإنسان وعشيرته والذين ينتمون إلى أب واحد، والقبيل الجماعة التي تنتمي في النسب إلى شخص واحد، ويجمع على قبائل، وقد تعارف أن يسموا عدداً من العشائر بالقبيلة لتكون القبيلة أولاً ثم العشيرة ثم الأفخاذ ثم البطون ثم الأسرة وهكذا.

___________
(1) راجع عشائر العراق: 1/52.

(14)

 

        النسب: بفتحتين مصدر نسب وهو بمعنى الانتماء وحيث إن الإنسان ينتمي إلى آبائه وأجداده فكل من في طريقه إليهم هو نسبه ويجمع على أنساب.

        النسل: بفتح ثم سكون مصدر الفعل ما انحدر من مصدر وبما أن الذرية والأولاد ينحدرون من الآباء والأجداد فهم نسله وذريته، ويجمع على أنسال، فالنسب اختص استخدامه بالأب ومن علا، والنسل اختص استخدامه بالأب ومن نزل.

       وهناك مفردات أخرى من الذرية والقوم وما شابههما ذلك ولكن ليس لها ارتباط مباشر بالموضوع، كما أن هناك مفردتان  تستخدمان في هذا المجال وهما العقب، والذي يعني له أولاد ذكور وقد تناسلوا، ومفردة «درج» أي مات ولم يعقب.

       وفيما سيأتي بيان نسب القبائل والعشائر والأفخاذ والبطون وقد اعتمدنا على المصادر المتداولة والمعروفة(1) ولم نشأ أن نذكرها في كل مقطع من مقاطع البحث والتحقيق إلا إذا كانت هناك ضرورة.

________
(1) المصادر التي اعتمدناها هنا هي تاج العروس للزبيدي، نهاية الأرب للنويري، معجم ما استعجم للبكري، الاشتقاق لابن دريد، صبح الأعشى للقلقشندي، معجم قبائل العرب لكحالة.

(15)

 

(16)

 

عملنا في هذا الفصل

 

       لا يختلف هذا المقطع من عملنا عن سائر الأجزاء والفصول والأبواب إلا في بعض الأمور نذكر الرئيسي منها.

       1- بيان نسب البشرية منذ النبي آدم «عليه السلام» وحتى النبي نوح «عليه السلام» حيث إن  الطوفان قد أهلك من ذوي الأرواح إلا ما حمله نوح «عليه السلام» في سفينته حيث انتشرت البشرية.

       2- حاولنا أن نضع أسماء الآباء والأمهات حد الإمكان.

       3- حاولنا أن نضع تاريخ الولادة والوفاة حسب المعطيات الموجودة مؤرخين بالتاريخ الهجري والقمري مستلهمين ذلك من روايات الرسول (ص) وأهل بيته وكتب التاريخ بشكل عام.

       4- اقتصرنا في الواقع على ذكر آباء وأمهات القبائل التي شاركت مع الإمام الحسين «عليه السلام» في كربلاء ولم نتوسع كي لا نخرج عن الموضوع وفيه ذكر لكثير من القبائل المتشابهة الأسماء مع القبائل التي حضرت الطف لرفع الالتباس الحاصل في نسبهم.

       5- وضعنا جداول ومشجرات لتوضيح الأمر حسب ما توصلنا إليه رغم الخلاف في بعضها بين أرباب النسب محاولين رفع الخلاف مهما أمكن والتطابق مع أصول هذا الفن.

       6- نتحدث بالإجمال عن القبائل التي اشتركت في مأساة واحد وستين ممن كانوا يتواجدون في العراق أعني الكوفة والبصرة حيث كانتا المدينتان اللتان أنشئتا في أوائل العهد الإسلامي وتمصرتا بالقبائل العربية المهاجرة إليهما مع مواليهم.

       7- نمهد لتحديد من كان على قيد الحياة في معركة نينوى من

(17)

 

أصحاب المعصومين «عليه السلام» بدءاً بالرسول (ص) وانتهاء بالإمام الحسن «عليه السلام» وذلك لرفع الالتباس.

       8- نحاول حل بعض المشتركات بين الأسماء التي حضرت الغاضرية مع الإمام أبي عبد الله الحسين «عليه السلام» من خلال مسيرتهم ونسبهم إلى القبائل التي ينتمون إليها.

       9- نقوم بتحليل الأسماء التي انتسبت إليها القبائل.

       10- نلزم أنفسنا ببيان الاسم الثلاثي على الأقل لكل الأنصار مع الكنية واللقب والانتساب.

       11- نبين في ترجمته بعض الخصوصيات لمزيد المعرفة به وبمكانته.

       12- في سائر الأمور لا يختلف هذا الفصل عن الفصلين المتقدمين «الهاشميون» و«النساء» من أنصار سيد الشهداء، من الترجمة وتحليل الأسماء ثم بيان سيرتهم العطرة وتحديد الآباء والأمهات إن أمكن إلى جانب الولادة والوفاة، وبيان بعض الخصوصيات، إلى وضع الفهارس وغيرها.

(18)

 

عملنا في هذا المعجم

 

       لا يختلف هذا المعجم عن سابقيه معجم الأنصار الخاص بالهاشميين الذين حضروا كربلاء، ومعجم الأنصار الخاص بالنساء اللاتي حضرن كربلاء إلا في الأمور التالية:

       1- إننا نحقق في نسبه لخلط الأسماء كثيراً حتى حدا بالبعض إلى القول باتحاد الكثير منهم، وآخر اتجه أن لا تصحيف أبداً ويقول بالتعدد، وقد يكون سبباً للقدح بأصل الحدث، وقد أشرنا إلى ذلك.

       2- إننا هنا لا نقتصر على ضبط أسمائهم فقط بل نحاول ضبط أسماء آبائهم لأن في ذلك فائدة لتحديد شخصية كل منهم وبالتالي يتحدد العدد الذي كان مع الإمام الحسين «عليه السلام».

       3- وضعنا مقدمة ضافية تطرقنا فيها إلى بناء الشجرة النسبية للعرب والتي تنقسم منذ القدم إلى القحطانية والعدنانية وبينا القبائل  والبطون والأفخاذ المنحدرة منهما بمقدار الحاجة حيث هنا ليس المكان المناسب لبيان نسب القبائل العربية كلها بل المقصود الحصول على نتائج مرضية في معرفة من شارك الحسين «عليه السلام» في الانتصار.

       4- وضعنا جدولاً بالتحويلات لأنها ضرورية لأن هناك من ذكر باللقب أو الكنية وذكر في مكانٍ آخر بالاسم الصريح مما يربك الباحث والقارىء.

       5- حاولنا أن نذكر الشخص بلقبه المعروف به في الأوساط التي يتداول فيها حيث إن بعضهم ينتمي إلى قبيلته ولكنه عرف عدد من أجدادهم باسم آخر فلذلك يلقب بأكثر من لقب وانتماء، ولكن لدى بيان حاله  وسيرته نبين ذلك.

       6- وضعنا عدداً من الجداول لمعرفة الكثير من الملابسات أو

(19)

 

للاختصار على تلقي القارىء والباحث وربما أوردنا بعض الجداول الخاصة بالمعجمين السابقين بالنسبة إلى الأنصار لمزيد الفائدة من دون تكرار.

       7- أوردنا نص الزيارة الرجبية وزيارة الناحية لأنهما خزينتان بأسماء الذين ورد ذكرهم في واقعة الطف الحزينة لكي يرجع إليهما القارىء والباحث لدى البحث.

(20)

 

أمور لا بد من بيانها

 

       1- قد تلحق قبيلة بأخرى وتنسلخ من القبيلة الأولى وهذه عادة جرت في الجاهلية. وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن يخلد بن نضر بن كنانة بن خزيمة العدناني الذي كان أباه يلقب بالقريشي وبذلك عرف أولاده. فإن أولاده ألحقوا أنفسهم بعم أبيهم مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة ولم يلقبوا بالقريشي بل أصبحوا يلقبون بالكناني، وبما أن الصلت أخا يخلد قد انقرض نسله فلم يبق من إخوانه غير مالك فإن أولاده وأبرزهم فهر عرفوا بالقريشي.
       2- في الغالب لا يذكرون البنات ويقتصرون على ذكر الأبناء من القبيلة ومن النادر أن تذكر بنات شخص في كتب الأنساب، نعم قد يذكرون الأمهات وبالأخص إذا كان الآباء متزوجين بأكثر من واحدة للتمييز بين أبنائهم الإخوان والأشقاء.

       3- في الجاهلية غالباً ما كانوا يسمون أبناءهم بأسماء الحيوانات الضارية كالأسد والنمر والفهد والكلب وما إلى ذلك لأنهم يرون فيها الشجاعة والمهابة، وقد سئل أحدهم عن سبب ذلك وعن السبب وراء تسمية عبيدهم وإمائهم بأسماء جميلة ولطيفة فأجاب: إنا نسمي أبناءنا لعدونا وعبيدنا لأنفسنا حيث كان الأبناء هم الدروع الواقية للقبيلة في دفع الأعداء عنها.

       4- قد يرفعون النسب من شخص إلى آخر لأكثر من سبب منها الاختصار، ومنها أن الجد مشهور فينسب إليه مباشرة دون ذكر الأب أو الآباء.

       5- هناك من يشتهر بلقبه رغم أن له إسماً خاصاً به إلا أن اللقب شاع فاشتهر به وقد يذكر مع الاسم ويأتي أحدهم ويضع ما بين اللقب والاسم «بن» فيزداد شخص في سلسلة النسب.

(21)

 

       6- من الملاحظ أن بعض الأسماء يختلف بشأنها من حيث الضبط سواء بالحركات أو بالحروف فيقال مثلاً الحرث في الحارث، ويعزى السبب إلى أمور منها أنهم كانوا لا يرسمون الألف كما في الرحمان تكتب بدون الألف وقد يكون من التصحيف، والمشكل إنما يحدث فيها إذا كانت المفردتان تستخدمان كاسم، وهناك للتصحيف دور كبير كما في نوف وعوف فيوضع بعضهما مكان الآخر وخيوان وحيزون وما إلى ذلك.

(22)

 

ملاحظات

       هناك أمور لا بد من التوقف عندها ربما تفيد القارىء والباحث معاً ونوردها ضمن النقاط التالية، وربما لا تجمعها حلقة واحدة باسم الملاحظات:

       1- إن القدامى كثيراً ما يحذفون الألف في الأسماء بل وغيرها كما هو الحال في كلمة «الرحمان» فتكتب «الرحمن»، وهنا قد تلاحظ  مثلاً مفردة الحارث قد تجدها محررة بـ«الحرث» من دون ألف فهذا مألوف، ومن هنا تجد أن البعض يذكره حارثاً والآخر حرثاً، فهذا لا يعد تصحيفاً، ولا يخفى أن كلا المفردتين وقعت اسماً إلا أنها مع الألف هي الأكثر شياعاً فلذلك نحتمل والله العالم أن كل حرثٍ فهو حارث.

       2- قد يكون هناك تصحيف بسبب  النساخ من جهة ومن جهة تقارب هندسة الحرف، وإذا ما زدنا إلى ذلك عنصراً ثالثاً ألا وهو عدم استخدام النقاط أو استخدامها تارة دون دقة فترى أن النقطة تقدمت أو تأخرت أو كتبت على شكل نقطتين أو نقطة واحدة فإن ذلك هو الآخر يوجب الإرباك في الوصول إلى الحقيقة وبالأخص إذا كانت المفردات لها وجود في الواقع العملي، ومن ذلك على سبيل المثال النهمي والفهمي فالأولى بالنون والثانية بالفاء وكلاهما قبيلتان معروفتان وكذلك التيمي والتميمي لتقاربهما وقس على ذلك، ومن هنا لا بد من الرجوع إلى الأجداد ومعرفة ذلك.

       3- في مفرد الأزد والأسد قد يقع المؤلفون في حيرة من أمرهم وهذا لم يكن تصحيف أو تقارب رسم المفردتين بل إنهم استخدموها هكذا باعتبار أن الأسد لغة في الأزد، وستأتي الإشارة إلى ذلك، والحل يكمن في إرجاع كل شخص إلى أصله  ليتضح الأمر.

       4- هناك بعض القبائل انتمت إلى أخرى والتحقت وكونت قبيلة

(23)

 

واحدة وذلك في العهود المتقدمة إما لأنها سكنت في منطقة واحدة أو لأن الظروف الأمنية حكمت عليهم فلذلك قد يكون العدناني قحطانياً وقد يصح العكس، وهذا يحتاج إلى الدقة في الأمر من قبل القارىء والباحث لحل هذا التشابك.

       5- إن تشابه الأسماء قد تخلق لنا إشكالية في النسبة فالآباء والأجداد في الجاهلية كانوا يسمون أبنائهم وكذلك بناتهم بالإسماء المتعارفة ومن ثم هذا يصبح جداً جاهلياً وأبا قبيلة، وكلاهما يكونان معروفان ويغيب على المتأخرين هذا الأمر فيظن أن كل أسدي مثلاً عدناني أو بالعكس وهذا لا يصح بل هناك العديد من الآباء الجاهليين من هذا الاتجاه وغيرهم من اتجاه آخر، ولا بد من البحث عن الجد (أبو القبيلة) ابن من؟ ومن هنا أوردنا القبائل التي نحن بحاجة إليها وبينا المنتسبين إليها.

       6- هناك خطأ ارتكبه النسابون والمؤرخون معاً وكان المؤرخون أقل اهتماماً بذلك حيث يقطعون نسب الأشخاص فيختصرون نسبه وذلك بإسقاط بعض الآباء والأجداد وذلك لظنهم أن المهم أن يذكروا أنه من أي قبيلة، ومما سبب الإرباك أنهم لا يشيرون إلى ذلك «من بني كذا» على سبيل المثال كي يدرك القارىء والباحث أن هناك بعض الأسماء ساقطة من سلسلة النسب.

       7- قد يلاحظ القارىء أو الباحث أن شخصين في عصر، واحد يتصل بجده الأعلى بعدد من الآباء والأجداد والآخر يتصل إليه بعدد أقل أو أكثر فإن هذا يعود إلى أمرين، الأول: إن المؤرخ أو النسابة اختصر نسبه، الثاني: إن السلسلة كانت معمرة وتلك لم تكن كذلك بل هناك عامل الإبكار في الزواج والإنجاب أو عدمه، وهذا ما يمكن ملاحظته في نسب الهاشميين بالنسبة إلى غيرهم حيث كانت هناك ظروف سياسة يعيشونها يتعرضون إلى القتل والشهادة، وهذا الأمر غير بعيد عن الجاهليين الذين كانت تقع بينهم الغارات.

       8- إن عدم اهتمام المؤرخين وأصحاب السير بسرد نسب الشخص الذي يتحدثون عنه كان سبباً من وراء هذا الإرباك، وقد يسأل البعض عن

(24)

 

مدى أهمية ذلك في أصل الموضوع، والجواب بالإيجاز إن الكثير من المعالم في السيرة تتلخص في نسب الشخص، وفي تحديد شخصيته فيعلم أن الحدث والخبر صحيح أم سقيم فقد يذكر شخصاً لا وجود له أو لا يمكن أن يكون متواجداً آنذاك، أو قد يلتبس عليه الأمر فتخلطه مع شخصية أخرى فلا يتناسب من حيث مقامه ذلك الحدث أو يتبين بذلك مدحه أو ذمه.

       9- إن في أمر هؤلاء الأنصار ومن حاولنا إلقاء الضوء الكاشف عليهم بين إفراط وتفريط في أخذ القرار بشأنهم فهناك من ذهب إلى سرعة الاتحاد بين الأسماء الواردة، وعزا ذلك إلى التصحيف في النقل أو رسم الخط حتى وإن اقتضى تغيير المفردة تماماً كما في الشبامي والشيباني مثلاً، أو القول بأن يزيد هو بدر، ومن ذلك القول بأن أبناء فلان كلهم واحد لأن أسماءهم متشابهة أو أن أسماء جميعهم تنتهي بحرف واحد أو صيغة الاسم جاءت على اسم الفاعل، ناسياً بأن هذه العادة كانت ولا زالت موجودة بين العوائل حيث يحاول بعضهم أن يبدأ أولادهم بحرف واحد أو ينتهي بحرف واحد أو يأتي جميعهم على صيغة فاعل أو فعيل أو ما شابه ذلك أو يكون جميعهم على أسماء الحيوانات الضارية كالأسد والنمر والفهد أو ما شابه ذلك، وهذا النوع من التشابه قد لا يأتي من التصحيف بل من القصد إلى وحدة الحال بين الأسماء.

       10- هناك أيضاً من يستخدم الاسم الواحد على أكثر من ولد له كما فعل الإمام أمير المؤمنين «عليه السلام» وسمى أربعة من بناته باسم زينب وكناهن بأم كلثوم فتشتهر إحداهما بالاسم والأخرى بالكنية، أو بالكبرى والصغرى أو ببعض الألقاب، ومثلما فعله الإمام الحسين «عليه السلام» حيث كان له ثلاثة يسمون بعلي فالأول استخدم لقبه وهو زين العابدين «عليه السلام» والثاني لم يكن يلقب بشيء لأنه لم يعارضه الأول ثم لما أتاه في آخر أيامه طفل سماه بعلي أيضاً وعرف فيما بعد بالأصغر ووصف الثاني بالأكبر وهكذا ومثل هذه الأمورد يجب ملاحظتها، وهناك فريق لا يدقق أيضاً فيعتبر مثل الحرث والحارث شخصيتين وقد يكون صحيحاً ولكن بحاجة إلى دقة ومن هنا وجب التحقيق والتدقيق.

(25)

 

       11- قد نحصل على بعض الملعومات لدى دراسة الشخصيات مما يجب ذكرها هنا ولكن الاعتماد في النهاية على حاصل ترجمة الشخصية في محله، وإذا حصل تغيير فسوف نتفاداه في الطبعة الثانية أو في الاستدراكات.

(26)

 

القبائل العربية

 

        القبائل العربية تنقسم إلى عدنانية وقحطانية ومن المعلوم أن قحطان هو أكبر أولاد النبي هود «عليه السلام» (عابر) وفالغ ثاني أولاده وملكان هو ثالثهما وهو والد النبي خضر «عليه السلام» إلا أنه لم يعقب على الظاهر فانحصر نسل النبي هود «عليه السلام» في قحطان وفالغ، ونسب عدنان من فالغ والذي يعد الأب الثاني عشر لعدنان ومنه جاء نسل الرسول (ص)، ومن قحطان انحدر نسل جدنا مالك الأشتر النخعي.

       ومن الجدير ذكره أن أول من أنشأ العربية هو قحطان حيث هو مخترعها ولما ولد ابنه يعرب تكلم بالعربية ولم يتكلم بغيرها خلافاً لأبيه قطحان حيث كان يتكلم بالسريانية ثم العربية، فانتقل قحطان بأهله وأولاده وقومه إلى اليمن ومصرها فأخذ اسمها من اليُمن والبركة وهناك شكل دولته وكانت زوجته أم يعرب من العمالقة فولدت له يعرب وجرهم والمعتمر والمتلمس وعاصماً وفيعلة والقطامي وعاصي وحمير فكلهم تكلموا بالعربية بلسان أمهم وولد لقحطان واحد وثلاثون ذكراً وأمهم حي بنت روف بن فزارة من أولاد إرم  بن سام ابن النبي نوح «عليه السلام».

       وعرف أبناء عدنان بن أدد بن الأد بن يشجب ونسلهً بالعدنانية بينما عرف أبناء قحطان بالقحطانية وكلهم عرب، وكان قحطان أول من أسس الدولة العربية وملكها ووضع التاج على رأسه، وكان النبي إسماعيل عندما سكن مكة وعاشر قوم جرهم نسبة إلى جدهم جرهم بن قحطان تعلم منهم العربية والتزمها فعرف القحطانيون بعرب العاربة وعرف إسماعيل ونسله بالعرب المستعربة حيث تعلموا منهم.

       وبما أن القحطانيين في معظمهم سكنوا اليمن وبقي العدنانيون في الحجاز فلذلك عرفوا بعرب الشمال بينما عرف أهل اليمن بعرب الجنوب،

(27)

 

ونسبة الشمال والجنوب جاء بلاحظ الجزيرة العربية والحاصل عرب الجنوب هم اليمنيون من القحطانيين العاربة وعرب الشمال هم الحجازيون من العدنانيين المستعربة(1).

________
(1) راجع تفاصيل ذلك في كتابنا: إنه المؤمن حقاً للمؤلف.

(28)

 

من آدم حتى هود

 

        آدم «عليه السلام»: خلقه الله سبحانه وتعالى من طين أخذه من مواقع عدة من الأرض ليحتوي على جميع العناصر التي تحتويها الأرض(1) ثم نفخ فيه الروح فأصبح بشراً سوياً وذلك في سنة 6880ق.هـ (6052ق.م) وذلك قبل ست ساعات من يوم الجمعة أول شهر ذي القعدة الموافق للسابع من شهر كانون الثاني الميلادي(2) بعيد الزوال وخلق له حواء من خليته ويعد هذا أول عملية استنساخ بشري على وجه الأرض في تاريخ البشرية. هذه- إن صحت الرواية- فتزوجها في حينه وكان أكله من الشجرة عند وقت العصر وأخرج من الجنة بعيد الغروب فهبط إلى الأرض وسكنها(3) والظاهر أن ذلك كان بعيد وقت العشاء(4) وبعث نبياً منذ أن خلق، وكان هبوط آدم على الصفا وحواء على المروة(5) وقد انفصل أحدهما عن الآخر حتى التقيا بعرفات وتعارفا من جديد واستغفرا ربهما بكلمات(6) علمها جبرئيل لهما

_____________
(1) مجموعة العناصر المعروفة المتواجدة على الأرض ومحيطها لحد اليوم تبلغ 114 عنصراً.

(2) جاء في مروج الذهب: 1/44 كان يوم الجمعة السادس من نيسان.

(3) وقد أرخ هبوط أول تاريخ بشري فكان يؤرخ عليه- راجع الأوزان والمقادير للمؤلف.

(4) ورد في بعض الروايات أن جبرئيل نزل وعلمه أن يطلب من الله بالكلمات التالية ليغفر له فكان هذا أول بيان آداب الدعاء وأسلوبه والكلمات هي: «يا رب أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا ما غفرت لي». ثم إنه أتم الأسماء إلى الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه- الأنبياء حياتهم وقصصهم: 34- 35.

(5) وقيل إن هبوطهما كان في سرانديب (سريلنكا) الجزيرة التي كانت آنذاك ملتصقة مع أرض الهند وقيل غير ذلك، وما أوردناه ورد عن المعصومين الأطهار «عليهم السلام» ولما كان هبوطهما في الليل سار من دون وضوح فالتقيا ثانية في عرفات ومن هنا سميت عرفات.

(6) حيث إن المدة التي تفصل بين الخلقة والهبوط ست ساعات كما في الروايات =

(29)

 

فتاب الله عليهما، وتوفي آدم عند النزول من يوم الجمعة 18/7/5950ق.هـ الموافق 1/ نيسان (5150 ق.م.)، وكان قد نزل عليه الوحي بتاريخ 27 رمضان 6879ق.هـ في 21 صحيفة ورزق بالأولاد على ما روي أربعة هابيل وقابيل توأمان ثم شيث هبة الله بعد أن قتل هابيل ثم يافث، ودفنه وصيه شيث في مسجد خيف(1) إلا أن النبي نوحاً بعد ذلك نقله إلى النجف الأشرف وقبره الآن بجنب قبر الإمام علي «عليه السلام» والظاهر أنه يقع أمامه بينما قبر نوح يقع خلفه، وكان يوم توفي عدد من نسل من نسله ممن كان على قيد الحياة أربعين ألف نسمة(2) من الأحفاد والأسباط، وكانت لغته السريانية(3).

        حواء: خلقها الله حين خلق آدم «عليه السلام» وذلك من خلية من آخر ضلع من أضلاعه اليسرى وعليه فيكون خلقة حواء أول استنساخ بشري، وقد ورد في روايات أهل البيت «عليه السلام» أنها خلقت من فاضل طينة آدم وكان قد خلقها بعد أن خلق آدم مباشرة بمعنى أن نفخ الروح في جسد آدم لما تم ذلك وأخذ قسطاً من الراحة بالنوم فلما أفاق وجد عنده حواء فأعجب بها وكان ذلك في الساعة الأولى من خلق آدم في أول ذي القعدة سنة 6880ق.هـ، وتوفيت في جدة سنة 5948ق.هـ ودفنت فيها ومن هنا سميت جدة(4) وكان ذلك بعد سنة من وفاة زوجها آدم «عليه السلام».

        شيث: هو ابن آدم «عليه السلام» ويلقب بهبة الله لأنه تعالى وهبه إلى أبويه(5) بعد مقتل هابيل سنة 6755ق.هـ على يد قابيل، ولا يخفى أن ولادة هابيل

_______

= وبمقتضى أن ذلك كان في شهر كانون الثاني فمعنى ذلك أن ما بين الزوال والعشاء كان نحو ست ساعات بحسب فجر ذلك اليوم وغروبه.

(1) وقيل دفن في غار أبي قبيس في مكة، أو في بيت المقدس في فلسطين.

(2) وقيل مليوني شخص- راجع سلسلة آباء النبي: 25، الأنبياء حياتهم وقصصهم: 33.

(3) ويذكر أنه كان يعرف مجموعة من اللغات إلا أن اللغة الرسمية والتي نزلت بها الألواح كانت السريانية.

(4) وفي سنة 1392هـ (1974م) في سفرة الحج زرت قبراً ينسب إليها على شاطىء البحر الأحمر إلا أن حكام آل سعود أزالوا ذلك.

(5) يذكر أن آدم وحواء جزعا من قتل هابيل وتوجها إلى الله بذلك فوهب لهما شيث.

(30)

 

وقابيل تقدمت على ولادة شيث بخمس سنوات فكانت ولادته سنة 6750ق.هـ حيث كان لآدم من العمر 130 سنة على ما ورد، ثم ولد بعده أخوه ياقث وربما بعده بسنة ولما بلغا رشدهما أي في حدود سنة 6733ق.هـ أو بعدها وشاءت إرادة الله أن ينتشر نسل آدم «عليه السلام» أنزل بعد وقت العصر من يوم الخميس حورية سماها نزلة ليتزوجها شيث ثم أنزل من بعد عصر الجمعة في اليوم الثاني أخرى سماها منزلة ليتزوجها يافث فجرى نسلهما ووقع بينهما تزاوج من أبناء العم وبنات العم، وأما قابيل فلا نسل له حيث انقرض ولكن هابيل هو الآخر زوجه الله كما زوج أخويه فكان له بعض البنات فلم يكن له نسل حيث ولدت زوجته ابنة  وهي بدورها أنجبت ابنة باسم عيطول، وأنجبت نزلة لشيث صبياً باسم أنوش وليافث صبية باسم نعم، وما إن اقترب أجل آدم «عليه السلام» أمره الله بأن يتخذ شيثاً وصياً له وما إن مات آدم «عليه السلام» سنة 5950ق.هـ أنزل الله عليه 29 لوحاً ليكون النبي بعد أبيه وذلك في الثاني من شهر رمضان من العام نفسه، وقد توفي سنة 5838ق.هـ.

        آنوش(1):  ولد آنوش سنة 6645 ق.هـ من شيث ونزلة، وتزوج من ابنة عمه نِعَمْ(2) بنت يافث بن آدم «عليه السلام» وذلك في سنة 6555ق.هـ وله من العمر تسعون سنة فأنجبت له قينان وعدة من البنين والبنات، وتوفي سنة 5740ق.هـ(3).

        قينان(4): هو ابن آنوش وأمه نِعَمْ ولد سنة 6555ق.هـ وتزوج من عيطول وأنجبت له مهلائيل، وتوفي في سنة 5645ق.هـ(5).

        مهلائيل(6): هو ابن قينان وأمه عيطول، ولد سنة 6485ق.هـ،

__________

(1) آنوش: بمد أوله تعني المفردة بالعربية الصادق، وكان وصي أبيه شيث هبة الله.

(2) لقد تزوج يافث من منزلة فأنجبت له ابنة سماها نِعَمْ وكانت كثيرة الشبه بجدتها حواء.

(3) وجاء في مروج الذهب: 1/49 أن وفاة آنوش كانت في 3 تشرين الأول.

(4) قينان: وتعني بالعربية المستولي، وكان وصي أبيه آنوش، ويذكر أن في حياته ظهر الطاغية عوج بن عناق (اسم أمه عناق) وهي بنت آدم على ما يقال، وكان قينان وصي أبيه.

(5) جاء في مروج الذهب: 1/49 أن وفاة قينان كنت في شهر تموز.

(6) مهلائيل: تعني بالعربية الممدوح، ويذكر أن أول من استخرج المعادن من الأرض =

(31)

 

وتزوج سنة 6420ق.هـ من امرأة تسمى سمعة فأنجبت له يرد وغيره من البنين والبنات، وتوفي سنة 5590ق.هـ.

        يرد(1): هو ابن مهلائيل وأمه سمعة ولد سنة 6420ق.هـ، ولما بلغ من العمر 162 سنة تزوج من امرأة اسمها بركنة وذلك سنة 6258ق.هـ فأنجبت له النبي إدريس (أخنوخ) وعدداً من الأبناء والبنات. وفي حياته سنة 5893ق.هـ رفع إدريس إلى السماء، وتوفي سنة 5458ق.هـ(2).

        أخنوخ(3): واسمه بالعربية إدريس «عليه السلام» ابن يرد وأمه بركنة(4) ولد سنة 6258ق.هـ وتزوج من امرأة اسمها أدانة وذلك سنة 6193ق.هـ حيث كان له من العمر 65 سنة فأنجبت له متوشلخ وبنين آخرين وبنات أيضاً، وفي حياته وتوفي جده آدم سنة 5950ق، ورفع إلى السماء سنة 5893ق.هـ وله من العمر 365 سنة واستخلف ابنه متوشلخ حيث كان له من العمر 300 سنة، ونزل عليه ثلاثون صحيفة.

____________

= وذلك سنة 6437ق.هـ وبنى المدن منها بابل في عراق اليوم، وشوش في إيران اليوم، وقد اتخذ من الحديد الذي استخرجه أدوات للصناعة وحث الناس على الزراعة والحراثة واتخذ من جلود السباع ملابس في الشتاء، وشرع أكل لحم البقر والغنم الوحشيان، ووضع بعض القوانين الإجرائية والحدود، وملك الأقاليم السبعة المعروفة آنذاك وقد لقب بالملك العادل، وكان وصي أبيه قينان.

(1) يرد: تعني بالعربية الضابط وكان وصي أبيه مهلائيل، وقد انتشر في عهده الفساد من قبل أحفاد قابيل وانحرف الناس عن التوحيد، وظهر شرب الخمر والفواحش، وهناك من ذكره «لود» بدل «يرد».

(2) جاء في مروج الذهب: 1/50 أن وفاة يرد كانت في شهر آذار.

(3) أخنوخ: وإنما سمي إدريس لأنه درس الصحف الخميسن التي نزل 21 منها على آدم و29 منها على شيث وكان يسكن مسجد السهلة قرب الكوفة بالعراق، وهو أول من خاط الثوب، ووقعت حرب بينه وبين قابيل حيث انحرفوا عن الحق وأفسدوا في الأرض وأسر منهم وكان هذا أول سبي في العالم. واشتغل بالأفلاك ووضع الساعة وقدرها ووضع الدقائق والدرجات لها على شكل ثوانٍ وثوالث ويقال إنه هو الذي بنى الأهرام في مصر، ويقال أن عزرائيل زاره فطلب منه أن يقبض روحه ليتذوق الموت فأجابه أطلب ذلك من الله فطلب منه فاستجاب دعاءه فأماته ثم أحياه ثم رفعه إلى السماء.

(4) وقيل اسمها أشوت.

(32)