تاريخ مرقد الحسين و العباس (عليهما السلام )

اسم الکتاب : تاريخ مرقد الحسين و العباس (عليهما السلام )

المؤلف : د.سلمان هادي آل طعمة
المطبعة : مؤسسة الأعلى للمطبوعات

 

 

 

 

فقدس من ثاو به وهو ضیغم           رأى الخسف في عيش الشياه فصالا

ومن كان كالعباس حلس رجولة              تهيب نفسة أن تهابه جبالا

أليس ابن من أعطى البطولة حقها            وهزم بالعضب المشت رجالا؟

ودار بكأس الموت يسقي عتاتها                     حميم المنايا بمنة وشمالا

هم القوم أبناء الألن عف عنهم                              أبوه فكانوا لم وقذالا

وأحزم لو تلوى من الرقط نوبها                      ليؤمن شسر أن يسعود وبالا

وللشيخ محمد علي اليعقوبي رحمه الله:

دعاني فلبيته منذ دعا            هوى أودع القلب ما أودعا

وما زلت أعصي دواعي الغرام        ولولاكم لم أجب طبعا

إذا القلب نیکم جوي لا يذوب          فقد كذب القلب فيما ادعی

بكيت علي ربعكم قاحلاً         فاخصب من أدمعي ممرعا

فلا النوم خالط ليناظراً          ولا اللوم قد خاض لي مسمعا

يظن الخلي إلى لعلع             حنيني ومن سكنوا لعلعا

جزعت ولولا الذي قد أصاب          بني الوحي ما كدت أن أجزعا

بیوم به ضاع عهد النبي         وخانت أمية ما استودعا

غداة ابو الفضل لف الصفوف          وفل الضبا والقنا شرعا

رعی بالوفاء عهود الإخاء             رعى الله ذمة موفي رعى

فتى ذكر القوم مذراعهم         أباه الفني البطل الأروعا

إذا ركع السيف في كفه          هوت هامهم سجدا رکعا

وحول الشريعة نحمي الفرات          مجموع قضي البغي أن تجمعا

ولو أن نغفلة أحشائه             بلد الصفا كاد أن يصدعا

فجنب ورد المعين الذي          به غلة السبط لن تنقعا

و آب ولن يرو من جرعه              وجرعه الحتف ماجرعا

فخر على ضفة العلقمي          صريعا فأعظم به مصرعا

فما كان أشجي لقلب الحسين           وألم منه ولا أفظعا

رأی دمه للقنا منهلاً              وأوصاله للضبا مرتعا

قطيع اليمين عفير الجبين              تشق النصال له مضجعا

أبدر العشيرة من هاشم          أفل وهيهات أن تطلعا

 

(327)

 

فقدتك يا أبن أبي واحداً          ثکلت به مضراً أجمعا

قصمت القرى وهدمت القوى           وأحنيت فوق الجوى الأضلعا

لقد هجعت أعين الشامتين              وأخرى لفقدك لن تهجعا

أساقي العطاشى لقد كظها              الظما فاستقت بعدك الأدمعا

حميت الظعينة من يثرب               وأنزلتها الجانب الأمنعا

إذا أفزعتهاعوادي العدی               فمن ذا يكون لها مفزعا

وإن أنس لم أنس أم البنين              وقد فقدت ولدها أجمعا

تنوح عليهم بوادي البقيع               فيذري الطريد لها الأدعما

ولم تسل من فقدت واحداً               فما حال من فقدت أربعا

أبا الفضل مالي مغیث سواك           إذا الدهر في صرفه جعجعا

دهيت بماعيل صبري به               فما لي أنادي ولن تسمعا

قصدتك أشكو أذي [الناظرين]                وأرجو جلاءهم لي معا

وكيف يرد دعائي الإله                 وقد جئته فيك مستشفعا

 

ولعبد المنعم الجابري:

 

الموت في سيفك البتار هداف          وصوتك الرعد للارواح خطاف

ورمحك القدر المحتوم مترعة          ورد المنية تستعديه أجلاف

مدجج بسلاح العزم مدرع              برد الوفاء فبالأمجاد تستاف

بالحق مئز للدين معتصب              روح الفداء وللأعداء مقطاف

فأنت من كرم الأخلاق منطلق          وفي الشجاعة لا تحويك أوصاف

ورثتها من علي المرتضی فنمت              وأرضعتك العلى للحرب أسلاف

طهرت من طاهر من طهر أصلهم           الهاشميون إسلام وأحناف

من حيدر من مناف من قصي ومن           فواطم الأسد أتباع وأحلاف

(328)

 

زيارة العباس (عليه السلام)

 

زيارة العباس بن علي (عليه السلام)

       الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق الشلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا نبي الله السلام عليك ياخاتم النبيين السلام عليك يا سيد المرسلين السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا أبا الفضل العباس بن أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته.

        ثم ادخل وقف على الباب الثانية وقل:

 

سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ، وَعِبادِهِ الصّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ، وَالزَّاكِياتُ الطَّيِّباتُ فِيـَما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصْدِيقِ وَالْوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ، لِخَلَفِ النَّبِيِّصَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الْمُرْسَلِ، وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ، وَالدَّليلِ الْعالِمِ، وَالْوَصِيِّ الْمُبَلِّغِ، وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنينَ وَعَنْ فاطمةَ والْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِصَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَفْضَلَ الْجَزاءِ، بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ حَالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَاءِ الْفُراتِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً، وَأَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ مَا وَعَدَكُمْ، جِئْتُكَ يَابْنَ أَمِيرِ اْلُمْؤْمِنينَ وَافِداً اِلَيْكُمْ، وَقَلْبِي مُسَلِّمٌ لَكُمْ وَتابِعٌ، وَأَنَا لَكُمْ تابِـعٌ وَنُصْرَتِي

(329)

لكُمْ مُعَدَّةٌ، حَتّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنّي بِكُمْ وَبِإيابِكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الْكافَرينَ، قَتَلَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأَيْدِي وَالأَلْسُن.


       ثمّ ادخل فانكبّ على القبر وقلْ:

 اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصّالِحُ الْمُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالْحَسَنِ والْحُسَيْنِ(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ)، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَعَلَى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَشْهَدُ وأُشْهِدُ اللهَ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى مَا مَضَى بِهِ الْبَدْرِيُّونَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبيلِ اللهِ الْمُناصِحُونَ لَهُ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ، الْمُبالِغُونَ فِي نُصْرَةِ أَوْلِيائِهِ، الذّابُّونَ عَنْ أَحِبّائِهِ، فَجَزاكَ اللهُ أَفْضَلَ الْجَزاءِ، وَأَكْثَرَ الْجَزاءِ، وَأَوْفَرَ الْجَزاءِ، وَأَوْفَى جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفَى بِبَيْعَتِهِ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَأَطاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ وَأَعْطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ، فَبَعَثَكَ اللهُ فِي الشُّهَداءِ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ، وَأَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أَفْسَحَها مَنْزِلاً وَأَفْضَلَها غُرَفاً، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي عِلِّيِّينَ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفيقاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ، وَأَنَّكَ مَضَيْتَ عَلَى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِياً بِالصّالِحِينَ، وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِيّينَ، فَجَمَعَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيائِهِ فِي مَنازِلِ الْمُخْبِتِينَ، فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ.


      ثم انحرف إلى جهة الرأس الشرف فصل ركعتين فإذا فرغت فقل:

اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَدَعْ لي فِي هذَا الْمَكانِ الْمُكَرَّمِ وَالْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ذَنْباً إِلَّا غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً إِلَّا فَرَّجَتَهُ، وَلا مَرَضاً إِلَّا شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلَّا سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً إِلَّا بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً إِلَّا آمَنْتَهُ، وَلا شَمْلاً إِلَّا جَمَعْتَهُ، وَلا غائِباً إِلَّا حَفِظْتَهُ وَأَدْنَيْتَهُ، وَلا حَاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَكَ فيها رِضَىً وَلِيَ فِيهَا 

(330)

 

صَلاحٌ إِلَّا قَضَيْتَها يا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ.
       ثم عد إلى الضريح فقف عند الرجلين وقل:

       اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْفَضْلِ الْعَبّاسَ ابْنَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَوَّلِ الْقَوْمِ إِسْلاماً، وَأَقْدَمِهِمْ إِيْمَاناً وَأَقْوَمِهِمْ بِدينِ اللهِ، وَأَحْوَطِهِمْ عَلَى الإِسْلامِ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَخيكَ فَنِعْمَ الأَخُ الْمُواسي، فَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، وَلَعَنَ اللهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ الْمَحارِمَ، وَانْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الإِسْلامِ، فَنِعْمَ الصّابِرُ الْمُجاهِدُ الْمُحامِي النّاصِرُ، وَالأَخُ الدّافِعُ عَنْ أَخيهِ، الْمُجيبُ اِلى طَاعَةِ رَبِّهِ، الرّاغِبُ فيـما زَهِدَ فيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الْجَزيلِ وَالثَّناءِ الْجَميلِ، وَأَلْحَقَكَ اللهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي جَنّاتِ النَّعيمِ، اَللّـهُمَّ إِنّي تَعَرَّضْتُ لِزِيارَةِ أَوْلِيائِكَ رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ، وَرَجَاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزيلِ إِحْسانِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ، وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دارّاً وَعَيْشِي بِهِمْ قارّاً، وَزِيارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَحَياتِي بِهِمْ طَيِّبَةً، وَأَدْرِجْنِي إِدْراجَ الْمُكْرَمِينَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مِنْ زِيارَةِ مَشاهِدِ أَحِبّائِكَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً، قَدِ اسْتَوْجَبَ غُفْرانَ الذُّنُوبِ وَسَتْرَ الْعُيُوبِ وَكَشْفَ الْكُرُوبِ، إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ.

(331)

 

(332)

الخاتمة

بقلم محمد علي داعي الحق

 

       باسمك اللهم، فلك الحمد يا من مننت علينا بنعمة الإيمان، وهديتنا إلى اتباع سنن القرآن، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المطهرين من الأدران.

       وبعد: فقد وفقت لقراءة مسودات هذا الكتاب المنيف، (تاریخ مرقد العباس) (عليه السلام) من قلم صديقنا المفضال الأستاذ الباحث السيد سلمان آل طعمة - طال عمره . فوجدته كتابة طريفاً في فصوله، جمیلاً في عرض بحوثه، رقيقا في وصفه لكل كلية وجزئية ترتبط بهذا المرقد المقدس الذي حوى جدث الشهيد المجاهد في سبيل الله المبالغ في نصرة دين الله المدافع عن أخيه الحسين تحت راية رسول الله حامل اللواء، وساقي عطاشى كربلاء يوم برز الكفر كله ليقابل الإسلام والإيمان كله في عرصات الطفوف التي شهدت أروع ملحمة تاريخية جهادية صنعت تاريخاً جديداً للإسلام واختطت منهجا خالدة للمجاهدين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. إن ملحمة الطف الخالدة ما كانت إلا في سبيل ترسيخ مبادیء الإسلام المحمدي، وإحياء لشريعة الله السماوية على الأرض بكل إخلاص ونبل وشمم وإباء فكان أبو الفضل (عليه السلام) الساعد الأيمن لأخيه سيد شباب أهل الجنة الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين في تحمل أعباء تلك النهضة المقدسة مع كوكبة جليلة منتخبة من آل بيته الكرام وأصحابه الأوفياء الأصفياء شهداء الحق، والعدل والكرامة والعزة .. الذين وقفوا بكل طاقاتهم صفة واحدة للدفاع عن الإسلام ودستوره الخالد القرآن العظيم. ونالوا بذلك الموقف الجهادي هذا المقام الكريم السامي وبلغوا ما بلغوا من عظيم الإكرام والاحترام والمنزلة في الحياة الدنيا ولهم في الآخرة نعيم مقيم.

 

 

(333)

 

       إن قراءة الكتاب هذا.. توقفنا على سيرة متلألئة لشهيد الطف المجاهد في سبيل الله والناصر لدینه (العباس بن علي (عليه السلام) فتعطينا أبلغ الدروس في التحمل والصبر والرجولة، والمؤاخاة والمواساة، حين تشتد بالمرء الأزماته ويكشر الدهر أنيابه ويقبل عليه بوجهه الكالح المقيتة، فتفيق به سبل الحياة برمتهاء.. لكنه لا يحيد عن مبادئه قید أنملة، ولم يمل عن طريقة السوي مقدار ذرة أو شعراً. بل ينصهر بكليته في مخاض عسير وامتحان صعب ويخرج - بعد ذلك . نقي الثياب، زكي المحند، سليم النقيبة طيب العاقبة وبذلك يسجل لنفسه موقفا أصيلا لن ينسى - مهما طال الأمد - وتعاقبت الدهور.

       هذا هو موقف الرجال الرجال...

       وهذه إرادة الأولياء والأصفياء والعظماء ...

       فلقد مرت على واقعة الطف قرون وقرون.. لكنها ستبقي الشعلة المتوهجة المنيرة في كل فصل من فصولها، وكل حلقة من حلقاتها، بل في كل صفحة أو سطر من صفحاتها وسطورها المضيئة المشرقة.

       والكتاب الذي بين أيدينا يمثل صفحة تقية مباركة من تلكم الصفحات البيضاء ... إنها اليوم مرآة صافية لمن أراد السير على خطى المسيرة الخيرة في طريق الإسلام وسبيل الدعوة إلى مبادئه السامية النبيلة وأهدافه الخالدة الرشيدة .. والثبات بقوة على صخرة التحدي حفاظاً لبقاء الرسالة المحمدية العالمية السماوية سليمة من الانحراف والانجراف، والتصدع والانحسار.

       والله أسأل أن يوفق أدباءنا وكتابنا الأفاضل لخوض هذه التجارب النافعة، وكشف هذه الخبايا التي لم تتناولها أقلام الباحثين بشيء من الدقة والاهتمام وعرض تلك الحقائق المشرقة من تأريخ رجالات الإسلام وقادته ، للأمة، كي ينتفع بها أبناؤها - جيلاً بعد جيل – وليعرفوا بشكل دقيق كل ما يخص تاريخهم الإسلامي الصحيح دونما غش أو زيف.

       والحذر الحذر من أن ينساق المرء وراء هوى النفس الأمارة بالسوء أو أن تزدحم في خبايا نفسه وأفكاره ما يوسوس الشياطين من الإنس والجن. فينساق مع التيارات الجارفة المغرضة، فيكون مصداقاً لقوله سبحانه:(يا

 

(334)

 

الآية 41 من سورة المائدة. صدق الله العلي العظيم.

       أجل فالتاريخ نفسه سيكشف الحقيقة واللثام عن وجه هؤلاء الذين في قلوبهم مرض مزمن، وفي نفوسهم زيغ، فزادهم الله مرضا، وأحبطأعمالهم.

       في الختام:

       ارجو للأستاذ الفاضل الباحث السيد سلمان الطعمة التوفيق والسداد والثبات على النهج الأقوم، والطريق الصائبة الذي تلمسه واختاره في كتاباته وموضوعاته ودراساته الأدبية والتاريخية .. حيث ألزم نفسه بنقل الحقائق والأحداث التاريخية. كما هي - ووصفها - كما لو حدثت شاخصة للعيان في هذا الزمان.

       وفقنا الله تعالی لخدمة الشريعة الغراء، ونفع بجهودنا أبناء هذه الأمة، كما نفع بأسلافنا علومهم ومؤلفاتهم من جاء بعدهم من أجيال وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وعلى عباد الله الصالحين .. من المؤمنين المجاهدين أبد الآبدين.

9 محرم الحرام 1414

30 حزيران 1993م

 

(335)

 336

(336)

 

 احدى المنارتين اللتان تحيطان بقبة سيدنا العباس (عليه السلام)

(337)

 

 قرآن مزخرف مكتوب بالخط الكوفي بخط الإمام علي (عليه السلام)

وهو محفوظ في الروضة العباسية

(338)


شمعدان فضي عدد (2) أهداهما أحد السلاطين للروضة العباسية

 

(339)

 340

نماذج من البنادق القديمة الموجودة في الروضة العباسية

 

 

(340)