تاريخ مرقد الحسين و العباس (عليهما السلام )

اسم الکتاب : تاريخ مرقد الحسين و العباس (عليهما السلام )

المؤلف : د.سلمان هادي آل طعمة
المطبعة : مؤسسة الأعلى للمطبوعات

 

 

 

وابتهاجهم، وأما عن استقبال أهالي بغداد وفرحهم الغامر بالضريح فحدث ولا حرج. وفي تمام الساعة الثالثة بعد ظهر ذلك اليوم غادرت الوفود مدينة المسيب، إلى مدينة كربلاء، حيث استقبل استقبالا رائعة لم تشهده كربلاء من ذي قبل، وكان باستقبال الوفود علماء وسادات کربلاء وأعيانها و ملاکوها وتجارها وكبار موظفيها وغير أولئلئ من أبناء المدينة ، وبعد انتهاء مراسيم التجوال في شوارع المدينة بين زغاريد النسوة وهتافات المواطنين والهوسات الشعبية الحارة وحماس الجماهير المحتشدة في ساحات المدينة وشوارعها نحرت الذبائح، ثم قصدت الوفود مع مستقبليهم الحسينية الحيدرية لتناول طعام الغداء ، حيث أقام لهم السيد بدر الدين آل ضياء الدين سادن الروضة العباسية مأدبة فاخرة، فانتشر الضيوف والوفود في ساحات البناية التي زينت بأبهى الحلل، مجلوة بالمصابيح الكهربائية المتلألئة التي أضفت على المكان جلالا وروعة وبهاء. وكان المضيف (السادن) والسادة خدمة الروضتين المقدستين يستقبلون الضيوف برحابة صدر، لما جبلوا عليه من کرم في الطبع ودماثة في الخلق ولين وتواضع. وقد أغدق صاحب الدعوة من وفیر کرمه على موائده الفخمة الخير العميم مما كان مثار الإعجاب. وبعد مضي يومين بوشر بالعمل والاستعداد لتصبه. وفي يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر رمضان المبارك المصادف ۲ كانون الثاني سنة 1966م، انتهى العمل من نصبه على القبر الشريف. وفي ليلة الخامس عشر من الشهر المذكور المصادف لليلة السادس من كانون الثاني المذكور ، رفع الستار الحريري عن الضريح من قبل آية الله العظمى السيد محسن الحكيم، بين أكف ضارعة إلى السماء، ليزيد من قوتنا ویر عانا تحت ظلال رحمته يوم لا ظل إلا ظله. فيا هل ترى أي يوم أبهج من هذا اليوم الذي ازدانت به کربلاء لهذا المستخام الديني ولهذا الشعار الإسلامي، وهو وضع الشباك الفضي المطعم بالذهب والأبواب الذهبية وهي أبدع ما توصلت إليه يد الفنان المعاصر. إن هذا اليوم سيد الأيام وعيد الأعياد، هكذا استقبل الكربلائيون شاكرين لإخوانهم الإيرانيين هذه المكرمة العظيمة ولإخوانهم الضيوف العراقيين الأماجد على تجشمهم عناء السفر وتلبيتهم الدعوة مشكورين يحدوهم الإيمان الصادق والشعور الديني والحب العميق للأئمة الأطهار ، وما استقبلت به الضيوف بخلق عربي کريم وإنسانية ممزوجة بالفضائل.

(266)

الضريح الجديد لمرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وهو مصنوع من الذهب الخالص والفضة، ومطعم بالمينا والأحجار الكريمة، ويعتبر من أبدع وأعظم الأضرحة في العالم الإسلامي.

       وقد أعلمني السيد بدر الدين آل ضياء الدين سادن الروضة العباسية أن كلفته بلغت ربع مليون دينار في حينه، واستعمل في صياغته 400 ألفي(1) مثقال من الفضه و 800 (2)مثقال من الذهب، واستغرق العمل في صياغتهحوالي ثلاث سنوات، وتم هذا الإنجاز الفريد بمساعي المجتهد الأكبر الإمام السيد محسن الحكيم الطباطبائي، قدس سره وهو هدية نفيسة من بعض المتبرعين الإيرانيين، في حين أن طائفة البهرة في الهند قد صنعت شباكا للضريح، ولما جيء به إلى كربلاء، وأرادته الطائفة نصبه، كان فيه عطل، مما دعا الإمام الحكيم إلى رفضه، وطلب من أهالي إيران صناعة شباك جديد للعباس (عليه السلام) ، فتم صنعه، واقترنت فيه أناقة العمل بعظمة الفن الأصيل.

       وكنت قد كتب بشأن وصول الضريح في دفتر مذكراتي، وهذا هو : کربلاء تحتضن الضريح الأثري لأبي الفضل العباس (عليه السلام) .. كانت كربلاء مدينة التضحية والفداء ومهد الشهادة على موعد، فمنذ الصباح الباكر من يوم الأحد ۲۸ رجب 1385 هـ، وكربلاء تعیش مهرجان لا کالمهرجانات، کیفلا وهي المدينة التي شاء الله أن يشرفها بمن ثوي في تربتها من أبناء على الكرار (عليه السلام) ، وليس بعجب أن نرى أبناء البلد يخرجون عن بكرة أبيهم، وكانهم في عرس، وهم في عرس فعلا، أليسوا بانتظار الضريح المقدس لمرقد الأسد الهصور قمر بني هاشم، وليس بعجب كذلك أن تخرج أرتال السيارات إلى ضاحية البلد لمسافات طويلة كي تحتضن الضريح الجديد الذي تم إنجازه في أصفهان بناء على ما أمر به سماحة الإمام السيد محسن الحكيم. وكانت الوفود قد رافقته من مدينة خانقين نقطة الحدود العراقية الإيرانية حتى مدينة بغداد، فاستقبل في المدن التي مر بها بحفاوة الأهلين

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أي ما يعادل ۲۰۰۰ ألفي كيلو من الفضة .

 (۲) أي ما يعادل 40 أربعين كيلو من الذهب.

(267)

وهكذا عادت الجماهير الغفيرة من كربلاء بعد أن تمتعت بساعات روحانية على أن يجود الزمن بمثلها، وألسنة الجميع تلهج أن لا حياة ولا عز ولا نصر إلا بالإسلام(1).

       وقد نشرت جريدة [المنار] البغدادية وصفاً شاملاً لوصول الضريح الجديد، هذا نصه: (في نبا لمراسل وكالة الأنباء العراقية في كربلاء أن الضريح الجديد لمرقد سيدنا العباس (عليه السلام) قد وصل إلى مدينة كربلاء ظهر أمس (يوم الأحد ۲۱ تشرين الثاني 1965 م . وأن آلاف المواطنين من أبناء اللواء ووفودا تمثل مختلف الألوية العراقية والعالم الإسلامي قد ساهمت في استقبال الضريح في منطقة تقع بالقرب من مدينة المسيب، وكان على رأس المستقبلين السيد عبد المجيد البرواري وکیل متصرف لواء كربلاء وعدد كبير من رجال الدين ورؤساء الدوائر في اللواء، وقد قطع الموكب طريقه بصعوبة بالغة وسط آلاف المواطنين الذين احتشدوا على جانبي الطريق لتحية الموكب وكانوا ينشرون الزهور والحلويات عليه، ثم سار الموكب تحف به الجماهير والوفود إلى المدينة تتقدمهم دراجات الشرطة البخارية فسيارة وكيل المتصرف ثم السيارات التي تحمل الضريح الشريف والمستقبلين، وقد قطع الموكب طريقه من منطقة أمام عون، حتى مدينة كربلاء ثلاث ساعات نظرة اللازدحام. وعند وصول الضريح إلى مشارف المدينة، نحرت الذبائح، ثم واصل طريقه مخترقة الأقواس التي ازدانت بها المدينة ، فاتجه أولا نحو صحن الإمام الحسين (عليه السلام) ثم طافيه بعد ذلك بالشوارع الرئيسية، وتوجه بعدها إلى مرقد سيدنا العباس (عليه السلام) حيث كان باستقباله السيد وكيل المتصرف وأنجال سماحة آية الله السيد محسن الحكيم وعدد كبير من رجال الدين وأعرب السيد مهدي نجل سماحة الإمام الحكيم عن سروره وسرور المسلمين جميعا بوصول ضريح سيدنا العباس، ودعا المسلمين إلى تعضيد شعائر الدين والعمل على وحدة صفوف المسلمين كافة .

وقال: إن على كل المؤمنين المخلصين العمل لرفع راية الإسلام وإنني أدعو للجميع بالخير والتوفيق .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مذكراتی - للمؤلف (مخطوط).

(268)

       ثم تحدث عن الضريح قائلاً: لقد أمر سيدي الوالد بإنشاء ضريح جديد لمرقد سيدنا العباس منذ أكثر من سنتين فجري العمل فيه في مدينة اصفهان وقد صنع من الذهب والفضة وهو مطعم بالمينا وقد صرف عليه الحد الآن مبلغ 125 ألف دينار وبلغ مقدار الذهب المستغل في صناعة الضريح ۸ آلاف مثقال من الذهب و400 ألف مثقال من الفضة كما أن هناك بابا ذهبية صنعت خصيصا لمرقد سيدنا العباس (عليه السلام) وقد وصلت مع موكب الضريح أيضا. كما وصلت مع الموكب قطع ثمينة من السجاد الإيراني الفاخر لفرش الحرم الشريف بالإضافة إلى قطعتين ثمينتين من السجاد كتب عليها الزيارة للمرقد الشريف، كما وصل مع الموكب صندوق مصنوع من الأبنوس المطعم بالعاج، وهو خاص بمرقد السيد محمد قرب مدينة سامراء. هذا وقد وقفت السيارات التي تحمل الضريح الشريف أمام صحن سيدنا العباس وذلك تمهيدا لنقله إلى داخل الحرم الشریف)(۱).

       وأرخ الخطيب السيد علي بن الحسين الهاشمي تاريخ نصب الضريح بقوله:

إن جئت لمرقد المواسي         من كان لهاشم صريحه

قف عند ضريحه وأرخ         ( لله منور ضريحه)

                                                                                                                           1385هـ

        وقال أحد الشعراء في تاريخ نصبه أيضا:

طوبى لسامي بقعة قدسية        جعلت هدى ومثابة للناس

شاد (الحکیم) ضريحها ذهبيه          شرفاتها فضية الأساس

ولطالب الحاجات قال مؤرخاً          (بمم فهذا مرقد العباس) 1385 هـ

       وهذا الصندوق، مشهور برماتات ذهبية ترتفع في أركانه الأربعة، ويبلغ قطر كل منها 50 سم، وتزین جوانب الضريح الأربعة أبيات شعرية للمرحوم العلامة السيد محمد جمال الهاشمي هي:

ضريحك مفزعنا الأمنع         به کل نازلة تدفع

ربابك للخلق باب النجاة         تلوذ بعروته الروع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)جريدة [المنار] البغدادية - العدد 3242 (۲۲ تشرين الثاني 1965 م).

(269)

أبا الفضل والفضل ينمي إليك          فأنت لألطافه منبع

ويا بطل الطف هذا لواك        على كل شاهقة يرفع

وهذا حسامك أنشودة             بها ينتشي البطل الأروع

وكفاك مقطوعة نعمة            بها كل مکرمة تسجع

ورأسك يرفع فوق القناة         هو الشمس من أفقها تسطع

تعاليت من مجمع للجلال        عوالي الجمال به تجمع

وقدست من شاهد للإخاء        بذكراه إذ دمعنا تهمع

ضریح کعبه رفد الولاء         إليه قوافله تسرع

الشيعتكم فيه يعلو الأنين         بكم وبه تسبل الأدمع

لقد حاولت أن تنال الخلود              به همم في الولا وضع

وأن تقرن الشمس في مجدها           وطالعها أشنع أسفع

فهبة إليها ولاء الحكيم           ونار کما عصفت زعزع

وسفه أحلامها فانجلئ ب        إشعاعه جوها المفزع

ورد إلی شيعة المرتضی        کرامتها حكمه الأرفع

ودام على الدين والمسلمین             ظلالا إليه المنئ تسفزع

وجاز الخلود الجليل سمي              بمجد سما أفقه الأوسع

أضاف التاريخ أجداده           اسطوراً كشمس الضحى تلمع

       وتحيط بالروضة كتابات جميلة من آيات الذكر الحكيم، تزين القبة من الداخل، وتزين قاعدة القبة (سورة المنافقون) كما تزين قمة القبة (سورة الجمعة) بخط ثلث واضح كتبها جواد الخطاط.

       ويتجلى في الروضة العباسية بهاء الفن المعماري العربي الإسلامي وأصالته، إذ لا تخلو زاوية من زواياها من الزخارف الفنية البديعة التي تنطق بعظمة الفن والروعة والبهاء.

       الأروقة وأبوابها: تحيط بالحرم المقدسي أربعة أروقة رائعة البناء ، مسقعة بالقاشاتي والمرايا المقطعة الأشكال، المختلفة الحجوم، وهي:

الرواق الشمالي: وكان هذا الرواق مفروزة عن الرواق الشرقي والغربي، وكان بينه وبينهما حاجز وقد رفع. في الركن الشمالي غرفة بابها من الفضة يؤدي إلى النفق الأرضي الذي يضم قبر أبي الفضل العباس ،

(270)

ويقال إن هذا المكان كان يطل على نهر العلقمي قديما. ويجاور هذه الغرفة غرفة اخري هي مقبرة الى النواب ثم مكتبة الروضة العباسية ثم مقبرة المرحوم السيد مرزا الوكيل فمقبرة المرحوم الحاج محمد رشيد الجلبي الصافي رئيس البلدية الأسبق. وهناك مقبرتان صغيرتان بابهما في الصحن إحداهما تقع في الزاوية الشمالية الشرقية من الروضة وهي مقبرة العلامة السيد كاظم البهبهاني، والأخرى تقع في الزاوية الشمالية الغربية من الروضة وهي مقبرة المرحوم الحاج حسين الحلاوي. وكانت في الركن الغربي بئر ماء لملي المخزن تقع في غرفة من غرف الرواق، حيث يغسل فيه الحرم المطهر، وهذا المكان اتخذ مقبرة للسيد مرزا المذكور. ونظرا لرفع الحاجز بين الرواق الشمالي والحرم بتاريخ جمادي الأول سنة ۱۳۹۷هـ نقل هذا الباب إلى مقبرة السيد عباس السيد حسين ضياء الدين عم سادن الروضة العباسية، الواقعة فوق الرأس، ونقل الباب الثاني إلى مقبرة الهنود. وعندما جهز الحاج رئيس وزير الشيخ خزعل أمير المحمرة ماكنة ذات خمسة حصن، ونصبها على نهر الحسينية، مد الأنابيب إلى الصحنين المقدسين، وطم البئر وهدم الحوض.

       الرواق الغربي: ينفذ منه بابان، في المقدمة باب ينفذ إلى الصحن حيث تقع عنده الكشوانية العائدة لورثة الشيخ محمود الكشوان. يعرف الباب المذكور بباب الرواقي. أما الباب الثاني فيعرف بباب المراد ويقع إلى الركن الشمالي الغربي، وهو عبائد لسادن الروضة، فتح بتاريخ 26 شباط سنة 1942هـ. وبين البابين م4قبرة الهنود ومقبرة عم سادن الروضة المذكور.

       الرواق الشرقي: يضم خمسة مقابر، الأولى مقبرة الحريري وفيها دفن المرحوم السيد محسن السيد محمد علي آل طعمة. والثانية مقبرة المرحوم السيد حسون النائب آل ضياء الدين ودفن فيها ولده السيد علوان النائب. والثالثة مقبرة سدنة الروضة العباسية دفن فيها السيد مرتضى وولده السيد محمد حسن آلي ضياء الدين، والرابعة مقبرة دفن فيها السيد علي السيد جواد آل طعمة سادن الروضة الحسينية وولده الدكتور عبد الجواد الكليدار. وفي الخامسة دفن فيها السيد نوري السيد مهدي السيد صالح آل طعمة وبعض من أبناء عمومته .

(271)

 

       الرواق الجنوبي: وهو الذي يتصل بطارمة الذهب من ثلاثة أبواب، يطل الباب الأول الذي من جهة الشرق على كشكخانة، والثاني هو باب إيوان الذهبا ، وعنده دفن الخطيب السيد عباس نجل السيد محمد مهدي آل طعمة سادن الروضة العباسية الأسبق، ويطل الباب الثالث على كشكخانة أيضا، وفي سنة ۱۳۹۷ هم تبرع الحاج حسين حجار باشي برصف وفرش أرضية الروضة العباسية من بقايا الرخام المخصص لقصر كلستان في إيران، و قدرت تكاليفه بأكثر من 15 ألف تومان، أي ما يساوي ۱۱۰۰ دینار عراقيا(1).

       وفي الروضة العباسية خزانة كبيرة تضم من الكنوز الغنية ما لا يقدر بثمن ولا يدخل في حساب، ومن هذه الهدايا الثمينة التي تمتلكها السجاد المحاك بالذهب والأحجار الكريمة، والسجاد الاعتيادي الثمين والثريات الذهبية والسيوف المطعمة بالأحجار الكريمة والذهب والساعات الجدارية الذهبية والساعات المصنوعة من أخشاب الأبنوس وغيرها. كما تحتوي أسطولا بحرية من المراكب الذهبية الصغيرة وصندوق حديد فيه أختام بد ثمينة جدة وصورة حقيقية لرأس الإمام الحسين الي طلبت من إيطاليا ومصحف خطي بخط الإمام علي عليه إضافة إلى المخطوطات النادرة الموجودة فيها، ويبلغ عددها (۱۰۹) مخطوط أغلبها مصاحف كتب قسم منها بالخط الكوفي.

       وقد اطلعت على تعريف بمخطوطات الروضة العباسية هذا نصه : عددها (۱۰۹) مخطوطات، وكلها مصاحف، وما ذكر عن قدم ونفاسة مخطوطات الروضة الحسينية، يصح أن يقال عن مخطوطات هذه الروضة ، ولها ثبت لم يطبع، ومنه نسخة في مكتبة المتحف العراقي مكتوبة بالآلة الطابعة. وقد نوه الأستاذ ناصر النقشبندي بثلاث قطع قديمة من المصاحف . المكتوبة بالخط الكوفي، تحرزها هذه الروضة(2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مدينة الحسين ج ۲ ص 175.

(۲) فهارس المخطاطات في العراق/ كوركيس عواد، مجلة (المعارف) النجفية العدد الثاني والثالث) ـ السنة الثانية- 1379هـ/1960م ص47.

(272)

       هذه الخزانة كان موقعها في غرفة تقع في زاوية الرواق الجنوبي وكانت قديمة مقبرة دفن فيها المرحوم الشيخ حسين بن أحمد ابن الشيخ علي سادن الروضة العباسية الأسبق .

       أما اليوم فقد انتقلت الخزانة إلى مقبرة آل خير الدين في الصحن .

خزانة الروضة العباسية

       تم جرد خزانة الروضة بموجب قوائم نظمت محتوياتها ووقعت عليها في شهر شعبان سنة 1265هــ من قبل لجنة الجرد بحضور السادنين السيد سعيد السيد سلطان آل ثابت (السادن الجديد) والسيد حسين السيد حسن الوهاب (السادن القديم). أما قائمة الجرد(1) فتقدر محتوياتها بما يزيد على عشرين ألف ليرة تركية ذهب، وفيما يلي محتويات الخزانة :

مصحف كبير بالخط الكوفي . مذهب.

مصاحف كبيرة يربو عددها على ستة عشر مصحفة.

مصحفان صغيرتان بالخط الكوفي.

قندیلان ذهبيان أحدهما كبير يزن (417) مثقالا، والآخر متوسط الحجم يزن (40) مثقالا یا اور ساری |

قندیلان صغيران من خلاطة الذهب والفضة يزن كل منها15 مثقالا قنديل فضي كبير زنته (۱۸۰۰) مثقال.

(۹۷) قنديلا فضية بأحجام مختلفة تزن بین ۲۰۰ إلى ۳۰۰ مثقال.

قندیلان من الفضة مع قبعتها متوسطة الحجم.

 ثلاثة قناديل كبيرة من البلور.

 شمعدان ذهبي صغير يزن ۹ مثاقيل .

ثلاث شمعدانات صغيرة من الفضة .

 47 شمعدانة من النحاس الصفر والبرنج بأحجام مختلفة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يحتفظ بنسختها الوجيه السيد محمد سعيد السيد محمد علي آل ثابت في مكتبته.

 

(273)

 

 

ثلاثة كفوف (كفى) ذهبية أحدها يزن ۲۹ مثقالا والآخران يزن كل منهما 6 مثاقيل.

ثلاثة كفوف من الفضة يزن أحدها ۱۳۶ مثقالا، والآخران يزن كل منهما ۱۱۰ مثقال.

 43 كفا من الفضة بأحجام مختلفة .

 کف مصور من الفضة.

74 ستارة من الحرير والجوخ والقديفة والكلېدون .

۱۲ بیرقة قديماً.

۱۹ بیرقة من الجوخ والبتة .

 3 أعلام من الفضة زنة كل منها ۷۲ مثقالاً.

 علمان من الفضة متوسطة الحجم.

 4 سجاجيد إيرانية كبيرة.

. ۱۳ بساط أزرق اللون من القطن.

 بساطان من الصوف.

۸ قطع من الأبسطة الصغيرة (غد).

8 رمانات من الفضة مركزة في زوايا الضريح المبارك.

 أربطة كليدون.

 بندقية واحدة.

 سيوف من الحديد والدبان أثري قديم.

 بلطة من الفضية.

 و دركات وقامتان.

 خنجران مرصعان.

 حزام فضي مشبك بالذهبه (حياصية).

 مرآة من الفضة.

 و طوس من البرنج.

(274)

 

 

قطعة ذهبية زنتها ۱۷ مثقالا.

 قطعة ذهبية أخرى مع سلسلة ذهبية زنتها ۱۲ مثقالا.

 قلادة من الفضة زنتها ۲۰ مثقالا.

 قلادة أربعين بسم الله من الذهب زنتها 40 مثقالا.

 6 قطع من قماش العمامة - ترمة .

 شالات من صناعة الهند - ترعة.

شالي من كليدون.

۸ خوذلات فضية زنة كل منها ۷۰ مثقالا.

 مقعد من فضة . ۲۰ كأسة خاصة بالقناديل.

ثريا كبيرة من البلور. تاج ذهب لسارية علم.

 6 باز بندات طلسم من الفضة وزن كل منها ۱۱۷ مثقال .

6بلابل خاصة بالعباءات من الفضة زنة كل منها ۱۷ مثقالا .

علاوة على ما تقدم هناك هدايا أخرى أهديت إلى الروضة العباسية ، سنأتي على ذكرها مستقبلا.

أبواب الحرم:

عدد أبواب الحرم ستة، خمسة منها نافذة إلى الحرم، والسادسة من جانب فوق الرأس.

البابان اللذان يفتحان من جهة الغرب :

الباب الأول: وهو مصنوع من الفضة ، ذو مصراعين، عليها كتيبة هذا نصها: كتبه محمد علي القزويني الحائري سنة ۱۲۸۸ه. كما نقشت عليها أبيات شعر للشاعر الكربلائي السيد حسين العلوي وهي:

المصراع الأيمن :

 

(275)

 

 

قد تولى بالطف سقي العطاشى         ولأعدائه المنون سقاها

قام للحق ناصرة والمنايا               بشبا عضيه تشب لظاها

هي باب لمرقد ضم بدراً                لبني هاشم ولی وغاها

وعلى العلقمي شيد صرح              قصرت عنه رفعة جوزاها

جدد المرتضى له الباب فخراً                 ولأفعاله الإله تباهی

فيك باب النجاة جدد أرخ:              حق بالله لسم يسحب من أتاها

1356هــ

المصراع الأيسر:

هي باب النجاة للحق طراً              حيث جاء الكتاب في ذكراها

قائلا باب حطة مسن أتاها             وحمى من جهنم ولظاها

وبأعتابها الملائك تهوي                فاز بالأمن فليفز من أتاها

وعلى الشهب قد تسامت مقاماً          بجلال ورفعة لا تضاهى

یا ثرى العلقمي قد صرت حصنا              بخضوع تشم طيب ثراها

لأبي الفضل جددت باب قدس                 ملأ الخافقين، فخر علاها

عمل محمد حسن النقاش ابن المرحوم الشيخ موسی.

 وهذا الباب يطل على کشوائية عائدة لسادن الروضة العباسية .

الباب الثاني: وهو من الفضة أيضا ذو طلاقتين، عليهما نقشت أبيات الشاعر الكربلائي السيد حسين العلوي وهي:

فتبدي بالصبح مذ جددوه               بعنان السماء منه الضياء

(حسن) الندب بالسدانة فيه             نال فضلا عنت له الفضلاء

نصر الدين عن بصيرة أمر            صابرة للذي أراد القضاء

فعلي قبره الملائك طافت               وإليه قد زارت الأنبياء

وغدا باب قدسه للبرايا          كهف أمن به المنن والرجاء

بطل نال في الطفوف مقاماً             غبطته بنيله الشهداء

قد حباه اللوا حسین افتخاراً            وإلى مثله بحق اللواء

تار موسي أم باب قدس تجلى          لأبي الفضل توره أم ذكاء؟

أم غدا العلقمي طور التجلي            وبه الأرض أشرقت والسماء؟

 

(276)

مذحوی مرقدة لشبل علي        من له الفضل ينتمي والوفاء

       وقال في مادة تاريخ تجديده أيضا:

قد جددوا باب حمن للمبين             بنوره أشرق للسائلين

مذت أرخ (مجملا قولنا          باب الهدى والرشد في العالمین)

                                                                                                                           ۱۲۱۹هـ

       وهذا الباب يطل على كشوانية ورثة الشيخ محمود الكشوان.

       الباب الثالث: يقع فوق الرأس وهو لا ينفذ.

       الباب الرابع: يقع تحت قدمي الإمام من جهة الشرق، ينفذ للرواق .

الباب الخامس: يقع إلى شمال الحرم وينفذ إلى الرواق، وهو ذو طلاقتين، كتبت على الأولى أشعار هي:

مررت بقبر للشهيد بكربلا             ففار عليه من دموعي غزيرها

فما زلته أرنيه وأبكي لرزئه            ويسعد عيني دمعها وزفيرها

ولا برح الرفاد زوار قبره             بسفوح عليه مسكها وعبيرها

سلام عليك يا أبا الفضل کلما           تمر شمالات النسيم ومورها

مولانا طاهر سيف الدين

                                                              1351هـ

       وكتبت على المعصراع الثاني هذه الأبيات :

عباس با باب الحوائج للورى          الفضل جاري منك للأطياب

تهديك أفئدة الكرام بشوقهم              بمقامك العالي لكسب ثواب

بقضي حوائج من بلوذ ببابه            رب العلي ومسبب الأسباب

ويفوز زائره بنيل مرامه        وله النعيم غدة بغير حساب

قصر البيان عن المديح لبابه           طوبى لحجابه وحسن مآب

الباب السادس : ويقع إلى الشمال من الحرم أيضا، والأشعار هي نفسها المذكورة على الباب الخامس، وفي وسط الطلاقة الثانية كتيبة هذا نصها (الماني محمد جعفر خلف المرحوم الحاج عبد الحميد التاجر

(277)

الأصفهاني 1341 هـ كتبه علي بن الحسين الموسوي البهبهاني) .

 إيوان الذهب :

       هذا البهو الفسيح الذي يقع في مقدمة الحرم ويشرف على الصحن الشريف يعرف بإيوان الذهب تبلغ مساحته ۳۲۰ مترا، مبني بالطابوقی النحاسي المطلي بالذهب، وعلى جبهة الإيوان قطعة مستطيلة كتب عليها أبيات بالتركية بخط جيد منها هذا البيت:

بازدي خلوصي برله تاريخ كلك فيضي             ابتدي بوبار كاهي سلطان حميد تجدید

        ومنه يبدو أن الإيوان جدد في عهد السلطان عبد الحميد . وجاء في(مدينة الحسين) : وقد شيد جداره الأمامي من السقف تی ارتفاع مترين ممن الأرض بأحجار نحاسية مطلية بالذهب. وفي عام ۱۳۰۹هـ قامت احترام الأرض بار الدولة عقيلة ناصر الدین شاه القاجاري بإكساء هذا البهو بالذهبا كما هو

ن کی منقوش في جبهتي البهو المجاورتين للباب الأوسط للروضة العباسية ، وقد أكمل آصف محمد علي شاه اللكناهوري إكساء البقية الباقية من الجدار الأمامي لهذا البهو بالذهب، وتقارب مساحة بهو الروضة الحسينية ، ويتوسطه باب فضي يبلغ طوله 3 أمتار وعرضه متران صنعه كما هو منقوش عليه رجب علي الصائغ ابن المرحوم فتح الله الشوشتري عام 1355هـ صاغها النقاش محمد حسن ابن المرحوم الشيخ موسى كتبها محمد جواد الخطاط) ويظهر أنه تولى أيضا صنع بابين آخرين من الفضة في جبهتي هذا البهو الشرقية والغربية الداخليتين(1).

       ولايوان الذهب ست کشوانیات ثلاث منها تقع في الجانب الغربي، الأولى عائدة إلى ورثة السيد سليمان السيد جعفر السيد مصطفي آل طعمة ، وهي بإيجار الشيخ حسين معلة النجفي. والثانية عائدة إلى ورثة بعض أفراد آلى لطيف وآل قنديل وآل الصخني وهي بيد عبد الحسين وجعفر والحاج صادق أولاد محمد علي بن مره بن محمد الكشوان. والثالثة عائدة إلى صاحبها الشيخ عبود کاظم الكشوان والشيخ علي الكشوان. أما الثلاثة التي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مدينة الحسين/ج ۱ ص 62 و 63.

(278)

في الجانب الشرقي من الإيوان فهي عائدة إلى ورئة السيد أمين السيد مصطفی آل طعمة. وقد أحدث السيد محمد حسن آل ضياء الدين سادن الروضة العباسية کشوائيتين واحدة في الجانب الشرقي القبلي والثانية في الجانب الغربي القبلي.

       وفتح من الإيمان بابان أحدهما في الوسط ويؤدي إلى الرواق.

       الباب الأول: مصنوع من الفضة، كتبته على مصراعيه أبيات للشاعر الشيخ محمد علي اليعقوبي وهي:

الذبأعتاب مرقد قد تمنت               أن تكون النجوم من حصباه

وانتشق من ثرى أبي الفضل نشراً            ليس يحكي الضلال نشر شذاه

غاب فيه من هاشم أي بدر             فيه ليل الضلاله يمسحي دجاه

هر يوم الطفوف ساقي العطاشى        فأسق من فيض مقلتيك ثراه

وأطل عنده البكاء ففيه           قد أطال الحسین شجوة بكاه

لا يضاهيه ذو الجناحين لما            قطعت في شعبا الحسام يداه

هو باب الحسين ما خاب يوماً          وافذ جاء لأئذا بحماه

قام دون الهدی بناضل عنه             وكفاه ذاك المقام كفاه

فاديا سبط أحمد كأبيه            حيدر من هدي النبي أخاه

جدد (المرتضی) له باب قدس          من الجبن يغشى العيون سناه

إنه باب حطة ليس بخشى        کل هوله مستمسك في عراه

قف به داعيأ وفيه توسل         فبه المرء يستجاب دعاه

       في وسط الباب كتيبة هذا نصها: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (أنا مدينة العلم وعلي بابها) وبيت شعرهو:

                                                                                                                                  1354هـ

نلت المنی به نقل مؤرخا        (باب نجاة المذنبين جددا)

       الباب الثاني: وهو مصنوع من الفضة ينفذ إلى الحرم وفيه طلاقتان :

الطلاقة الأولى عليها كتيبة نقشت عليها أبيات للشاعر المرحوم العلامة السيد محمد جمال الهاشمي وهي:

يا أبا الفضل أنت الله باب       رفين للماء من القباب

كعبة المؤمنین حجت إليها              عاطفات قيسها الولاء مذاب

(279)

ووفود الأملاك تهبط شوفاً        المقام الله فيها اقتراب

كم صلاة الله تعسرج فيه         ودعاء في ظله يستجاب

أنت باب الحسين دنيا واخرى          فله منك جيئة وذهاب

من يزره من غير بابك الغی           حاجز حوله بقوم حجاب

منك يجري على الولاء ثواب          بك ينفي عن الموالي عقاب

أنت سر القبول في العمل المقبول             لا ما أتت به الأتعاب

فتحث للجنان باسمك باباً        شیع الحق والوسیل باب

صنعته بأصفهان فأمسى         تحفة يحتفي بها الإعجاب

حملته إليك تطوي الفيافي               بولاء تضج منه الشعاب

وتنساهت بنصبه باحتفال        فيه للدين نمرة واكتساب

يا أبا الفضل إن بابك أسمى            من بحط حده ونبه الحساب

یا شهيد الإيمان يومك فخر             للهدى فيك تزدهي الأحقاب

                                                                                                                                  ۱۳۸۸هـ

       وفي وسط الطلاقة الثانية دائرة كتب عليها (أنا مدينة العلم وعلي بابها. العبد الجاني ابن شمس الدين محمد الأصفهاني محمد علي الحسيني الطباطبائي غفر ذنوبه 1259هـ).

وفي غربي الإيوان باب صغير يشرف على الكشكخانة، وقد نقش بصفائح من الفضة، وكتب عليه هذا البيت:

بذلت يا عباس نفسا نفيسة              لنصر حسين عز بالجد من مثل

       وفي سنة 1355 هـ/ 1936م أنشأ السيد محمد حسن آل ضياء الدين سادن الروضة العباسية بابة في الروضة صنع من الفضة. وللشاعر الشيخ محسن نجل الشيخ محمد حسن أبو الحب أبيات في ذلك:

شيدت يا ابن المرتضی باب علا             بها البرایا قد لوت رقابها

فقف عليها خاضعة مسلماً        ملتسثمة من أدب أعتابها

ألا ترى الأملاك فيها أحدقت           أضحت على أبوابه حجابها

باب أبي الفضل سليل حيدر            من قاق أبناء العلن أنجابها

       وللسيد محمد ابن السيد حسين الحلي تاريخ تشييد هذا الباب فقال :

(280)

أقول لمن رام باب الرجا        ورام لري الحشاموردا

ألا أقصد أبا الفضل فهو المراد         لكل كئيب غدا مقصد

وفيه ومنه بلوغ المنى            وفي حرم القبر تلقي الندا

ومن رام إذ أرخوا (قصده              فبابا أبي الفضل قد جددا)

                                                       1355هـ

        وللشاعر الكربلائي المعاصر السيد مرتضى الوهاب أبيات في تاريخ تشييد باب الروضة :

قف بباب الله واستشفع إليه             يفتي في كربلاء وأسى الحسينا

باب خلي حيث في تاريخه             شيدوا باب أبي الفضل لجيا)

                                                                           1374هـ

        وفي مخلع النعال (الكشوائية المقابلة لديوان سادن الروضة العباسية هذان البيتان وهما للشاعر المرحوم السيد حسين العلوي:

لذا بأعتاب أبي الفضل الذي            كأبيه المرتضى يحمي حماه

واخلع النعلين وادخل صاغراً          وانتزع من قدسه طيب شذاه

(281)

282

(282)

283

(283)

284

(284)

285

(285)

(286)

الصحن وأبوابه

        عندما يمر المرء من باب القبلة كان يدخل صحنة صغيرة مربع الشكل، وإلى جانبه الشرقي غرفة وسقاخانه كتب على جبهاتها أشعار فارسية وحديث نبوي وآخره تاريخ هو سنة 4 ۱۳۰ ه و عندما يدخل المرء الصحن الكبير كان يمر في بهو مربع الشكل تقع إلى جانبه الغربي مقبرة المرحوم الحاج محمد صادق صاحب التعمير، وفي الجانب الشرقي منه مقبرة الراجة محمد جعفر الهندي. وعند فتح الشارع المحيط بالصحن الشريف، ذهب نصف الصحن الصغير القبلي من الرصيف إلى أول البهو، أما أما الباقي فقد أدمج بالمخزن الحالي واتخذ مسجدة ثم اتخذ مكتبة سميت باسم مكتبة أبي الفضل العباس وذلاث سنة ۱۳۸۳ هـ/ 1963م.

       تولى تشييد الصحن والروضة العباسية كل من تولى تشييد الروضة الحسينية في الأدوار المتعاقبة من قبل الملوك والأمراء ورجال الدين والصالحين إلا في حالات قليلة. يقول السيد عبد الحسين الكليدار : إن تاريخ بناء صحن العباس ملازم لتاريخ بناء الحائر في مختلف العصور، فإن معظم من حظوا بشرف وتعمير وزخرفة الحرم الحسيني قد قاموا بنفس تلك التعميرات في حرم أخيه العباس (عليه السلام) .

       تبلغ مساحة الصحن [۹۳۰۰] متر مربع. أما مساحة الروضة بما فيها الصحن فتبلغ [4370] مترا مربعاً.

أواوين الصحن الكبرى: هناك أربعة أواوين واسعة تحيط بصحن سیدنا العباس (عليه السلام) وهي ذات مقرنصات وأطواق هندسية بديعة الشكل في كل منها غرفة اتخذت للدراسة الدينية والمذاكرة. وهي:

(287)

1- إيوان فوق الرأس : يقع غربي الصحن، عليه كتيبة في أعلى الإيوانهذا نصها قال الله تعالى ((بسم الله الرحمن الرحيم إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً))(سنة 4 ۱۳۰ هـ) وفي وسط الإيوان كتيبة عليها أشعار فارسية. ومن الجدير بالذكر أن الدراويش كانوا يقيمون في هذا الإيوان مجلسا للعزاء في العشرة الأولى من محرم الحرام من كل عام، يلبسونه بالسواد ويعلقون السيوف والكشاكيل المنوعة في داخله. ويطلق عليهم دراویش صحن العباس تمييزا عن الدراويشالمتواجدين في صحن الحسين.

٢. الإيوان الشرقي: وهو الذي يقع في الجهة الشرقية للصحن الشريفوفيه باب الرضا (العلقمي). وفي أعلاه كتيبة كتب عليها سورة (الحمد) سنة 1304 هـ. كما توجد كتيبة تحتانية كتب عليها سورة (القدر) حرر هذه الكتيبة في شهر رمضان المبارك سنة 1304 هـ وجدده صاحب تعمير الكاشي الحاج محمد جعفر نادر التوكلي سنة 1340 هـ.

 ٣- الإيوان الشمالي: في أعلاه كتيبة مؤرخة سنة 4 ۱۳۰ هـ.

  1. الإيوان القبلي: يقع في مدخل باب القبلة، وعليه كتيبة مؤرخة سنة 1304 هـ كتبها محمد حسين اليزدي، وقد نصبت ساعة دقاقة كبيرة في أعلى الإيوان .

       الأبواب القديمة : للصحن قديما ستة أبواب سمیت حسب موقعها، ويؤدي كل منها إلى حي من أحياء المدينة، وقد صنعت من خشب بدیع الصنع، وقد وقفت على أبيات للمرحوم الشاعر الشيخ جعفر الهر في تشييد أبواب الصحن، وهي:

صحن أبي الفضل رفيع الذرى         قد فاخر العرش علا فارتفعا

فيه قباب للفخار ضربت         بفخرها خازنها قد رفعا

أبوابها أمست رجاء المرتجى          ومستجاب دعوة لمن دعا

(288)

الى العصا مؤرخة (باب مجد          أذن الله له أن يرفع)

                                                                                                                     ۱۲۸۷هـ

 هذه الأبواب هي:

 ١. باب القبلة: عرف بهذا الاسم لوقوعه في جهة القبلة، وأمامه فسحةمساحتها 16 مترا وتعرف بالصحن الصغير، وشيد فوق برجه مئذنتان صغيرتان، يبلغ طول الباب

4,5متر وعرضه 3 أمتار. وقد فتح في زمن الاحتلال البريطاني على يد محمد خان بهادر سنة ۱۳۳۷ هاوأرخ أحد الشعراء هذا الباب بقوله :

یاسانلي أرخ (تجد        فتح الطريق محمد)

                                                                                                                           1337هـ

       ومحمد هذا هو السردار محمد خان بهادر معارن الحاكم البريطاني الكابتن بري، وعلى الباب كتيبتان حررهما: علي بن الحسين الموسوي البهبهاني الحائري 1340هـ. وعلى جبهة الباب قطعة من نحاس لوزية الشكل مطلية بالذهب، كتب عليها: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ۱۳۳۷هـ.

        ولدى قيام الحكومة العراقية بفتح الشارع المحيط بالصحن المطهر بتاریخ ۱۷ جمادي الثانية سنة ۱۳۷۳ هـ/ ۲ شباط سنة 1953م هدمت عمارة هذا الباب، وأدخل قسم من العمارة ضمن الشارع، وقد نقل الباب القديم إلي باب صاحب الزمان غربي الصحن، وأهدى أحد الزائرين بابة ثمينة نحتت بالنقوش البديعة، ونصب عند باب القبلة، وكتب على الطلاقة الأولى هذا البيت:

بباب أبي الفضل اعتصم متمسكا              فما الفضل إلا من أبي الفضل يرتجى

       وتحته الكتابة التي نصها: (یا مفتح الأبوابه. الواقف خالق زاد كان). وعلى الطلاقة الثانية كتب هذا البيت :

ومن كان باية للحسين فبابه            له الله باب أن يسد ويرتجى

       وتحته الكتابة التي نصها: (و إليه المرجع والمآب. الواقف خالق زادكان).

(289)