تاريخ مرقد الحسين و العباس (عليهما السلام )

اسم الکتاب : تاريخ مرقد الحسين و العباس (عليهما السلام )

المؤلف : د.سلمان هادي آل طعمة
المطبعة : مؤسسة الأعلى للمطبوعات

 

 

 

(5) أمتار. وهي قديمة جدا وثمينة، صفراء اللون بحاشية سوداء .

4 - خمس وسبعون طنفسة قديمة ثمينة مختلفة الأحجام، فمنها ما طوله(14) مترا وعرضه (۷) أمتار، ومنها ما طوله (۱۱) مترا وعرضه (4) أمتار، ومنها ما يتردد بين تسعة أمتار وستة أمتار طولا وثلاثة وأربعة عرضة. وهكذا. وكلها منالنوع الفاخر الجيد من عمل (فرهان) أو (همدان) أو (نائین) أو (كاشان) أو (شیروان) أو (کرمان). وهذه الطنافس ذوات شأن من شيث الشكل والنقوش والجودة ودقة العمل والقدم.

       ولا تزال الهدايا إلى العتبة الحسينية المقدسة تتوارد وتحفظ في الخزانة أو الأماكن الأخرى المناسبة لها.

خزانة العتبة الحسينية المقدسة

 

       إن للعتبات المقدسة في العراق شأنة عظيمة عند المسلمين على اختلاف مذاهبهم وفرقهم وهي تقع في أربع مناطق:

 ١. منطقة الكاظمية القريبة من بغداد ، بل قد اتصلت ببغداد لاستمرارالعمران واتصاله، وفي هذه المنطقة العتبة الكاظمية المقدسة.

۲. منطقة سامراء وتسمى قديما (سر من رأى) وكانت تسمى أيضا«العسكر». وفيها عتبة الإمامين علي الهادي، ويلقب بالتقي أيضأ،والحسن العسكري نسبة إلى العسكر التي هي سامراء .

 ٣. منطقة كربلاء وفيها عتبتان، الأولى عتبة سيد الشهداء الإمام الحسينابن الإمام علي بن أبي طالب ريحانة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ، وابن البتول الطاهرة فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبد الله رسول الله وخليله. والثانية عتبة الإمام العباس بن علي بن أبي طالب. ويسمى أيضا(العباس السقاء). وأظن أن لقب السقاء جاءه من اقتحامه خط العدو وجلبه الماء من الفرات لأهله، وكانوا قد منعوا من الوصول إلى الفرات. فهذا اللقب على هذا التفسير الذي أراه لقب مدح وتشريف .

(135)

4 ۔ منطقة النجف، وهي في الحقيقة جزء من الكوفة. وفي هذه المنطقةعتبة أمير المؤمنين وابن عم سيد المرسلين الإمام الغالبة، علي بن أبي طالب بطل الإسلام وفخر العرب.

        ولهذه العتبات والراقدين فيها من الأئمة تاريخ طويل له محل آخر.

       ويختص اسم (العتبة المقدسة) بما مر بيانه، ولا يطلق على غيره من مساجد و مزارات في العراق مهما عظم شأنه. وقد وضعت الحكومة العراقية سنة 1950تشريعا فرعيا (نظام للعتبات المقدسة برقم (42) قررت فيه أحكام تهدف إلى إصلاح شؤونها الإدارية وصيانة كيانها الرفيع. ثم عدلته بنظام مرقم بـ (۳۲) لسنة 1953 أدخلت بموجبه ضمن (العتبات المقدسة) سرداب المهدي(عليه السلام) في سامراء ، والجامع الذي يضم ضريع الصحابي الكريم(سلمان الفارسي) في ناحية (سلمان باك) قربه بغداد. وهذا التصرف خلاف للعرف .

منير القاضي

(136)

صخرة داخل المرقد الحسيني (1)

       في أثناء الترميمات الأخيرة لمرقد الحسين (عليه السلام) اكتشفت صخرة داخل ضريح الشهداء يرجع تاريخها إلى سنة 904 ه، وقد نقشت فيها وقفية الشيخ أمين الدين الذي أوقف الأراضي والعقارات المحاددة الأراضي الجعفريات شمال الحائر الحسيني. وإلى القارىء نص هذه الوقفية :

       بسم الله الرحمن الرحيم(( وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بصير بما تعملون)) الحمد لله الذي وفق عباده الصالحين لمايقربهم إليه في الدنيا والدين والصلاة والسلام على سيد المرسلین محمد وعترته الطيبين الطاهرين، وبعد: فالباعث التسطير هذه الأسطوانة لما وفق الله تعالى الشيخ المحترم الشيخ أمين الدين ابن المرحوم علي جعفر لإحياء الأراضي المعروفة بالقرمة الجعفرية البائرة العاطلة التي هي ملك جده الحاج ناصر أبن ... موسي انتقلت إليه بالإرث الشرعي التي هي من جانب الفرات الغربي من جانب مرقد الإمام ابن الإمام أبي عبد الله الحسین (عليه السلام) بماله و، مجاله وذلك في أيام دولة الأمير الأعظم الأسعد الأمجد الأكرم الأعدل الأرشد افتخار الأمراء والخوانين والأمم جلال الدولة والدنيا باريك بيك برناك وبعد إتمامها حضر لدي حضرة الأمير المشار إليه وطلب منه بنصدق منه بها بما يكون فيها من المالي والديوانية من الأهوار والكرود والشواطىء والمسابح والعدد والسفينة والمطري وما يزرع فيها من النخيل والأشجار وغيره مع حدودها بموجب ما قرر في النيشان الذي بيد الشيخ على مصالح ومصارف الحضرة الشريفة الحائرية الحسينية على ساكنها التحية والسلام في

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مدينة الحسين/ محمد حسن الكليدار ج ۲ ص/165 وموسوعة العتبات المقدسية (قسمكربلاء) ج ۱ص / ۲۸۳

(137)

شمع للأضواء وشراء البواري والحصر وعمارة وما يكون من المصالح الشرعية الضرورية حسبما يراه المتولي لذلك والناظر في المصالح الشرعية فأجاب حضرة الأمير العادل المشار إليه مسؤول وكتب له بذلك نیشان مطاع فمن غيره أو سعي في إبطاله فالله خصيمه وحسيبه وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين و(( فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه إن الله سميع عليم)) تحريرا في شهر جمادي الأولى سنة سبع وتسعمائة وصلى الله على محمد وآله وسلم.

(138)

139

(139)

140

(140)

(141)

142

(142)

143

(143)

(144)

الأروقة وأبوابها

 

       يحيط بحرم الحسين (عليه السلام) أربعة أروقة، من كل جهة رواق ، يبلغ عرض الرواق الواحد 5م، وطول ضلع كل من الرواق الشمالي والجنوبي 40م تقريبا، وطول ضلع كل من الرواق الشرقي والغربي 45م تقريبا . وأرضيتها مفروشة بالرخام الأبيض الناصع، وفي وسط كل جدرانها قطع من المرايا الكبيرة أو الصغيرة يبلغ ارتفاع كل رواق-۱۲م. يعرف الرواق الغربي برواق السيد إبراهيم المجاب نسبة إلى مدفن السيد إبراهيم حفيد الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) وكان يعرف سابقا بروان عمران بن شاهين . ويعرف الرواق الجنوبي برواق حبيب بن مظاهر أما الرواق الشرقي من المشهد فيعرف برواق الفقهاء ويعرف الرواق الشمالي برواق السلاطين، تزینه الزخارف والآيات القرآنية الكريمة.

       ولهذه الأروقة عدة أبواب منها ما هو مصنوع من الفضة الخالصة ویزخرفة ونقوش بديعة، ومنها ما هو مصنوع من الخشب الثمين... وكلها تفضي إلى داخل الحرم الشريف، منهابابان مذهبان متلاصقان يعفان في وسط الرواق القبلي الجنوبي ويغطي الزجاج كل باب، وهذا الزجاج من النوع الشفاف الجيد. ويعلو كل باب الزخارف والآيات الكريمة والمرايا البديعة وعيناتها من الفضة الخالصة . حيث يقف الزائر لتلاوة الزيارة .

       وفي الرواق الشرقي بابان يطلان على الصحن، الأول خرجت منه الكشوانية العائدة للسيد محمود السيد أحمد آل طعمة وشریکه الحاج عبد الأمير صادق الكشوان، تقع قبالة مسجد السيد كاظم الرشتي. والباب الثانيخرجت منه العشوائية العائدة للسادة آل الوهاب ودفن فيها الشاعر السيد عبد الوهاب المتوفى سنة ۱۳۲۲ هـ وهي بإيجار السيد عبود السيد جواد الشروفي ويقابل هذه الكشوانية بابه علي الأكبر الذي يفضي إلى الحرم،

(145)

146

(146)

وهو مصنوع من خشب الساج البديع. كما يطل على هذا الرواق بابان متلاصقان يفصل بينهما جدار، وهما مصنوعان من الخشب الساج الجيد يغطي كل منهما الفضة الخالصة، وتلمح فيهما نقوشا وزخارف وصورة مجسمة ، وهذان البابان يؤديان إلى مسجد الحرم. وقد أحدث سادن الروضة الحسينية بابة ثالثة يقع في الشمال الشرقي من الرواق المذكور يطل على الصحن، خرجت منه کشوانية بإيجار السيد ناسمر السيد جواد الشروفين وفي الشمال الشرقي من مسجد الحرم تقع مقبرة آل كمونة وفيها دفن الشيخ مهدي الكليدار والشيخ مرزا حسن الكليدار وأخوهما الثالث الحاج محمد علي کمونة الشاعر المتوفى سنة ۱۲۸۲هـ. وباقي أفراد الأسرة.

 مرقد السيد إبراهيم المجاب :

 

       أما الرواق الغربي، فقيه مرقد السيد إبراهيم المجاب بن محمد العابد ابن الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) الذي قدم کربلاء سنة 247 هـ  واستوطنها. وفي عهده قام محمد المنتصر ابن المتوكل بأمور الخلافة وسمح للعلويين بزيارة قبر الشهيد الحسين بن علي (عليه السلام)، وكان يحمل في نفسه الحزن والألم لما تركه المتوكل في نفوس العلويين. ولما قصد کربلاء توجه نحو القبر الشريف وقال السلام عليك يا جداء فسمع الجواب من القبر وعليك السلام يا ولدي فسمي بالمجاب.

       قال الشيخ شرف الدين العبيدلي في كتابه (تذكرة الأنساب): إبراهيم الضرير الكوفي المجاب برد السلام، يقول بعض ولده:

من أين للناس مثل جدي         موسى أو ابنه المجاب

إذخاطب السبط وهورمس       جاوبه أكرم الجواب(۱).

       ولما توفي إبراهيم المجاب دفن في الصحن المشید آنذاك، وعندما تم التوسع في الروضة، أضيفت مساحة أخرى إليها، فصار موقع ضريع السيد إبراهيم في الرواق الغربي المذكور.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تذكرة الأنساب - لأحمد بن محمد بن مهنا بن علي بن مهنا الحسيني النسابة (مخطوط)نسخه في مكتبة الإمام الرضا بمشهد كتبه 567هـ ص/۱۰۷ - 112

(147)

       وعلى ضريحه صندوق من الخشب الساج الجيد يحيطه شباك من الفولاذ الأخضر أما اليوم فعليه ضريع لطيف من البرونز، تم تجديده منذ سنوات. وفي هذا الرواق مقابر لعدد من الشخصيات الدينية والعلمية:

١. السيد عبد الله البحراني صاحب المؤلفات القيمة منها: الإفاضاتالحسينية( في الفقه) و(شرح المختصر النافع للعلامة الحلي).

 ٢- السيد محسن ابن السيد عبد الله البحراني، له : تقریرات دروس أستاذهالعلامة الشيخ خلف بن عسكر.

٣. السيد محمد ابن السيد محسن البحراني. له مؤلفات منها: الفصولالبهية في بعض أخبار الحجج المرضية ، هداية العباد في الفقه).

  1. العالم الشاعر السيد محمد زيني الحسني.
  2. السيد محمد مهدي السيد سليمان آل طعمة - جد المؤلف ..

       وتتصل بالرواق غرفتان إحداهما اتخذت مقبرة للسادة آل نصر الله ، وهي قرب المذبح، والأخرى اتخذت مقبرة للسادة آلى جلوخان، وتقع قرب مرقد السيد المجاب، يقابلها بابان ينفذان إلى مسجد الحرم، مصنوعان من الخشب الساج البديع الصنع.

يغطي كل منهما الفضة الخالصة.

       ومن هذا الرواق ينفذ بابان إلى الصحن، الأول يعرف باب حبيبه بن مظاهر، خرجت منه کشوانية عائدة لآل شويخ، والباب الثاني يعرف بباب السيد إبراهيم المجاب، خرجت منه کشوائية عائدة للسيد جعفر السيد حسن السيد جعفر آل طعمة. وقد أحدث سادن الروضة الحسينية بابة ثالثة يقع مقابل باب السلطانية، خرجت منه کشوانية بإيجار السيد هادي محمد مصطفی آل طعمة.

       أما الرواق الشرقي فكان يعرف برواق الأغا باقر، ويعرف اليوم برواق الفقهاء، وذلك لوجود أجداث الفقهاء الثلاثة :

(148)

1 - الشيخ محمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني المؤسس الوحيد زعيم المدرسة الأصولية.

 ٢- السيد علي الطباطبائي صاحب كتاب (رياض العلماء في الفقه .

  ٣- الشيخ يوسف آل عصفور البحراني صاحب كتاب (الحدائق الناضرة) .

       وهؤلاء ملحدون في قبر واحد عليه صندوق بديع يقع إلى يمين باب الحرم، وفيه أيضأ قبور :

 ١- السيد كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي المتوفى سنة 1259 هـ.

 ٢- السيد أحمد ابن السيد كاظم الرشتي المقتول سنة 1295هـ.

 ٣- الشاعر الكبير الحاج جواد بدقت المتوفى سنة ۱۲۸۱هـ.

 4- العالم الشاعر الشيخ جعفر بن صادق الهر.

       وعرف الرواق الجنوبي برواق حبیب بن مظاهر، وعلى يسار هذا الرواق ضريح الصحابي الجليل حبیب بن مظاهر الأسدي الذي استشهد بين يدي الإمام الحسين الت يوم عاشوراء سنة 61ه، وعليه ضريح لطيفه من الفضة، جدد بتاريخ ۱۰ جمادي الآخرة سنة 1410 هـ. وأقيم حفل من قبل مديرية أوقاف كربلاء بمناسبة تجديده ، فألقى مؤلف الكتاب القصيدة التالية :

ضريحك المشرق المهيب       من جنة الخلد يا حبیب

يسطع كالفجر يوم وافى         شذت بأنواره القلوب

لا جف ضرع الوداد منه        وفي حماه الحيا السکوب

وكل قلب هفا اشتياقاً             يروم وصلا فتستجيب

ضريح قدس سما مقاما          تضع من زهر الطيوب

نعم المحامي لسبط طه           حسامه باترضروب

فمن أتاه لم يخش ضيماً          ولا المن عنده تطيب

يا قمرا زاهرة تجلی             تزاح في ظله الكروب

اليث الحمل لا يهاب حباً         كما سطا الفارس الغضوب

يجري کسيل العقيق يلقي        الفصيح أن لجلج الخطيب

(149)

الأسدي المطيع الله المراسي الشيخ الغريب

تلهج في حبه دهور              وذكره في الدنئ بطيب

قد فاز بالحمد والمعالي          وفضله ظاهر رحیب

يا أيها الثائر الموالي             حسبك مامرت الخطوب

تصول بالحزم صوب جيش            تفتك بالغدر ماتلوب

وإنك الفارس المفدى             سيف لصون العلي ذریب

       أما (الكشكخانه) المقابلة لضريح حبیب بن مظاهر، فهي مدفن لعدد من وجوه آل طعمه قديمة، منهم: السيد جواد السيد حسن آل طعمة سادن الروضة الحسينية المتوفي سنة ۱۳۰۹هـ. كما يتضح من الصخرة المكتوبة على القبر، وقبر الخطيب السيد سليمان السيد مصطفى آل طعمة وولده السيد يوسف وحفيده السيد جواد، وغيرهم.

       وفي رواق حبیب بن مظاهر مدافن الشخصيات علمية معروفة هي :

       1- السيد محمد مهدي الموسوي الشهرستاني المتوفي سنة 1216هـ صاحب المؤلفات القيمة. ومن أبرز أعماله: إلحاني المسجد الواقع داخل الحرم الحسيني الذي بناه عمران بن شاهين مؤسس إدارة آلي شاهين في البطائح جنوب العراق، وقصة إلحاقه بالحرم هي كالآتي : لما كان الحرم المطهر ضيقا، يلاقي الزوار من جرائه المتاعب والمصاعب خاصة في أيام الزيارات، مما دعا المرحوم العلامة السيد محمد مهدي الشهرستاني إلى أنه استدعي المعمارين والبنائين ليلا وأمرهم بالعمل على إلحاق المسجد إلى الحرم المطهر وذلك في سنة ۱۲۱۳هـ. وكان الحاكم التركي آنذاك مراد بك معارضة لهذا العمل، وقد أتفقت كلمة الأهالي على إزالة هذا الجدار الفاصل بين الحرم والمسجد دون ضجيج وضوضاء، فجهد العلامة الشهرستاني وإياهم حتى أعدوا جميعا وسائل الهدم ولوازم البناء، وفي أثناء هذه الفترة حدث نزاع بين سكان حيين من أحياء مدينة كربلاء أسفر عن القتال فيما بينهم، لكنه لا يعلم هل كان نزاعا مصطنعة أم واقعية، إذ كلما حدث بين سكان هذه المدينة نزاع أو قتال اضطر سادن الروضة المطهرة إلى غلق أبواب الحرم والصحن المطهر بحيث لا يفتح الأبواب إلا بعد هدوء الحالة واستتباب الأمن. وفي هذا النزاع أغلق السادن أبواب الحرم والصحن

(150)

151

(151)

المطهر الحسيني حالا وشرع العمال الذين كانوا قد أعدوا من قبل بهدم الجدار الفاصل بين الحرم الحسيني والمسجد، ثم ألحقوا المسجد بالحرم بعد إزالة الجدار ، وبنوا على طرفي الجدار المهدم أحجارة من القاشاني التي نصبوها بدقة هندسية ممتازة. ولما فتحت أبواب الحرم بعد أيام وجله المسلمون من السنة أمام الأمر الواقع بإلحاق مسجدهم بالحرم المطهر . وبذلك تحدى العلامة الشهرستاني السلطة التركية بعمله هذا بدافع الحب والإخلاص لأهل البيت (عليه السلام) ، لأن هذا المسجد كان خاصة بهم، يصلون فيهصلواتهم.

       ومن أعماله أيضا شق نهر من الفرات إلى مدينة النجف الأشرف في زمن آصف الدولة بن شجاع، وقد توفي هذا السيد الجليل سنة 1216 هـ(1).

 

۲ - السيد محمد حسین بن محمد مهدي الموسوي الشهرستاني.

۳ - السيد محمد حسين المرعشي الحسيني الشهير بالشهرستاني المتوفي سنة 1315هـ صاحبه المؤلفات القيمة التي منها (غاية المسؤول في علم الأصول).

4- المرزا محمد علي ابن السيد محمد حسن المرعشي المتوفى سنة 1344هـ صاحب كتاب (الدرة الوجيزة من شرح الوجيزة) وكلهم دفنوا في مقبرة واحدة تقع خلف قبور الشهداء .

المذبح:

وهو المحل الذي ذبح فيه الحسين (عليه السلام) وموقعه في الجنوب الغربي من هذا الرواق ذو غرفة خاصة بابها فضي وأرضيتها من المرمر الناصع وفيه سرداب يعلوه باب فضي أيضا، ويطل من هذه الغرفة شباك على الصحن من الخارج.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) انظر تفاصيل ذلك المقال المنشور في مجلة [العرفان] اللبنانية (كيف وضع حرم الإمام سيدالشهداء (عليه السلام) بكربلاء؟) ج ۱۰ للمجلد 52، ذو الحجة لسنة 1384هـ نیسان 1965م ص/1055–1058.

(152)

153

(153)

       وفي الرواق الشمالي المعروف برواق السلاطين مقبرة لملوك وأمراء آلي قاجار وهم : مصطفى الدين وابنه محمد علي وحفيده أحمد. ومقابل هذه المقبرة قبر العالم الفاضل السيد عبد الحسين الحجة الطباطبائي والخطيب الشهير السيد حسن الأسترآبادي. وخلف هذا الرواق خرجت مقبرة بابها في الصحن للمرحوم الشهيد مهدي الحاج عبد الصراف، دفن فيها المرحوم الشيخ مظهر الحاج صكب رئيس عشيرة السعيد. وتشغل الأروقة الأربعة النساء، فهي مخصصة لجلوسهن. ومن هذه الأروقة يمكن الدخول إلى الحرم والخروج منه. فالدخول يكون عمر الأبواب الفضية ، والخروج من الأبواب المفضية إلى الصحن وعندها تخلع الأحذية في هذه الأماكن التي تعرف بالكشوانية) وجميعها (كشوانيات) وقد كتبت على بعضها الآية الكريمة ((فاخلع نعليك إنك بالواد المقدم طوی))(1).

الطارمة (إيوان الذهب) :

       هذا الإيوان المطل على الصحن الشريف من جهة الجنوب مسقف بسقف عال، ولكنه ليس بمستوى واحد، فهر مرتفع من الوسط ومنخفض من الطرفين، يسند السقف أعمدة من الخشب جلبت سنة ۱۳۳۰ هـ من غابات الهند، بيد أنه لوحظ في السنوات الأخيرة أن حشرة الأرضية والرطوبة قد أثرت بهذه الأعمدة، فتبرع المحسن قنبر رحيمي وهو منعهد المعادن واستخراجها في إيران برفع الخشب ووضع أعمدة رخامية من الرخام الفاخر ذات قطعة واحدة للإيوان القبلي الكبير، وكذلك وضع أعمدة رخامية في الجهة المطلة على الصحن.

       والإيوان مستطيل الشكل يبلغ طوله 36م وعرضه من الوسط ۱۰م، ويفصل الطارمة عن الصحن سياج حديد يتخلل الأعمدة، ويكون المرور من الجانبين إلى الروضة. ويبلغ طول كل من الأعمدة الأمامية 13م وطول كل عمود من الأعمدة الجانبية 9م وقد أكسيت جدران هذا الإيوان بالذهب الأبريز وتوزيراته محلاة بالفسيفساء المنقوشة بشكل بديع ملفت للنظر، وباقي الجدران مرصوفة بالقاشاني المزخرف.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة طه - الآية ۱۲.

(154)

155

(155)

       في هذا الإيوان ثلاثة أبواب مصنوعة من الخشب المكسو بالذهب الخالص والمطعم بالمينا كتبت عليه بعض الآيات القرآنية والأشعار

 ١. الباب الأول: يقع إلى جهة الشرق من الطارمة، يبلغ طوله مترین و عرضه متر ونصف المتر. وقد نقشت عليه الأبيات التالية:

قل لمن ذابه حنينا واشتياق             لذراري المصطفى بعد الفراق

هاهنا واری حسینا قبره         أكذا البدر يسواريه المحاق

وهنا من سكنت أنفاسه           فقد اهتزت له السبع الطباق

مزقت أعضاءه سمر القنا       نهبت أحشاءه البيض الرقاق

وبآلى الله کم قدهتکت            آل حرب وعصابات النفاق

بزعمون الدين ما جاءوابه             ودم الدين بأيديهم براق

رصدوا الطرق على خير الملا        ليحولوا دون من رام اللحاق

حرموا الماء عليهم وأبوا        لبنيهم قطرة منه تذاق

كم رضيع يتلظى ظماً           نلبه أوشك أن يذكر احتراق

و صریع مثله فوق الثری       حین أبقته القنا رهن السباق

مر يوم القلبه مبرة عنهم         اوسلو سامه مالا يطاق

نحن لا ننسى حسينة والألى            ما اعتلى مثلهم الخيل العناق

نحن لا ننسى حسيناً جددت            نحوه الأظفار ذوبان العراق

كلما حاول إرشادهم             في الشقا ضلوا وتاهوا في الشقاق

جادها أزكن دم           جادها الدمع...(1)

الأنلم أن ننتشق من تربها              إنها أشهى من المسك انتشاف

آل بیت نذروا أنفسهم            أن يقيموا الحق مرفوع الرواق

هاهنا قد أخذ الجيش بهم         مثلما دار علی الخصم النطاق

الجب قد وسع الظلسم لهم       وبه صد الفضا الرحب وضاق

وتلاني باباة أيقنوا        أنه مامن قضاء الله واق

فتهاووا ها هنا مرعى وفي             جنة الخلد لهم طاب التلاق

هذه أبوابهاقد أرخت             (مالها دون مجيبها انغلاق)

1385هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) لم أستطع قراءة البيت .

(156)

       وهذا الباب يؤدي إلى فسحة تعرف بكشكخانه) خصصت لحراسة الروضة تتراوح مساحتها 8م –

       ٢. الباب الوسط : وهو عال مذهب محکم الصنع، ارتفاعه 4م وعرضه ۲م، ويعتبر من أبدع الأبواب صنعا وأتقنها فنأ .. من الفضة، وقد نقشت على مصراعي الباب أبيات للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري من القصيدة العينية (فداء لمثواك من مضجع). وفي أعلاه كتبت الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم والشمس وضحاها)، إلى: يخاف عقباهاه. كتبه جواد علي سنة ۱۳۷۲ هم النقاش السيد عبد الله.

٣- الباب الثالث : يقع إلى جهة الغرب من الطارمة، يبلغ طوله ۲م و عرضه مترا ونصف المتر مصنوع من الفضة الخالصة، مغطى بالزجاج ، ونقشت على مصراعي الباب الأبيات التالية :

هنا لابن فاطمة مضجع          به نحن بالله نستشفع

هنا كل يوم ننادي السما         ألا أيها المسلمون أسمعوا

متن رمتم الفوز يوم الجزا              بباب الحسين تفوا واخشعوا

فما هو إلا لدار الخلود           مجاز لشيعته مهبع

وقولوا سلام على الطاهرين            من الرجس فوق الثری صرعوا

فهم خير من حمل المرهفات وهم             خير من ضحت الأذرع

هنا موضع لابن بسنت الرسول        وللصحب في جنبه موضع

هنا وهنا ساميات القباب         يطوف بها المسجد الركع

قسمسساب تود السماء لها       شموس بأفلاكها تسطع

نباب عليها وفيها الهدى         لنا فهي للنور مستودع

قباب قضی الله أن يسنطيل             علي النجم سؤددها الأرفع

هنا وتذكرت يوم الحسین        فتسبق ألفاظنا الأدمع

تراه وقدخانه الناكثون           فجاءته راياتهم تسرع

فيصرع هذا بحسن الظبا        وهذا بحر الظما يصرع

وهذا على صدره طفله          بسهم العدى نحره يقطع

وهذي وتلك به تستغيث          ليرجعهم وهو يسترجع

هنا في المحرم نادي الحسين           فدوى الزمان له أجمع

(157)

فحط الرجال هنا والنساء        ستسبى هنا وهنا المصرع

نداء يرن بسمع العصور        ويرويه عن مجمع مجمع

تكاد السماوات تبكي له          دماً والجبال له تخشع

فيا زائريه إذا شئتم              سموا لدى بابه فاركعوا

وإن شئتم مفزعاً أرخوا          (ضريح الحسين هو المفزع)

1385هـ

       ويؤدي هذا البابا إلى فسحة تعرف أيضاً ب(كشكخانه)، والأبواب الثلاثة كلها تفضي إلى رواق حبيب بن مظاهر.

       أرض الرواق وجدرانه مكسوة بالمرمر الفاخر، أما السقوف وأعلى الجدران فإنها مزينة بالمرايا وبأشكال مختلفة هرمية نجمية وغيرها تتدلى منها التحف والثريات الجميلة. وعلى جانبي جدران الإيوان أبيات مناسبة للخطيب الشاعر الشيخ عبد الكريم النايف وهي:

هذه روضة قدس          بحسين الطهر تسطع

تهبط الأملاك فيها         وعلى الأعتاب تخضع

في بيوت أذن الله          بأن للعرش ترفع

       وفي مطلع عام 1388هـ بوشر بتهديم الطارمة الخشبية المذكورة، حيث وصلت كربلاء في الحادي عشر من محرم الحرام سبع وعشرون سيارة كبيرة تحمل أعمدة المرمر وجبهة الطارمة من المرمر الفاخر الصلب، واهتمت رئاسة ديوان وزارة الأوقاف العراقية بإرسال الرافعات اللازمة وكذلك إجراء كافة التسهيلات للمباشرة الفورية بالعمل من قبل لجنة تعميرات الروضة الحسينية. وحول سقف الطارمة المذكورة نقشت آيات من القرآن الكريم بخط الثلث كتبها الخطاط السيد صادق آل طعمة في عهد سادن الروضة الحسينية السيد عبد الصالح آل طعمة سنة 1399هـ كماهو مذكور أعلاه وبالقرب من الباب الوسط كان يزين الطارمة (شمعدان)(1)
___________

(1)ذكر ابن منظور أن السراج هو المصباح الذي يسرج بالليل والمسرجة التي توضع فيها الفتيلة والدهن. انظر: لسان العرب/ ابن منظور المجلد 2 كلمة سرج ص/ 217 (بيروت

(158)

كبير يوضع فيه الشمع للإنارة. كما هو الحال في داخل الحرم الشريف حيث تنتشر (شمعدانات) نحاسية يوضع بها الشمع ما بين كبيرة وصغيرة لتنير الحرم بأضواء ساطعة، كان ذلك قبيل إيصال التيار الكهربائي للمرقد. وقد وصف الرحالة نيور في رحلته لكربلاء ودخوله مرقد الحسين (عليه السلام) يوم 27 كانون الأول سنة 1765م فذكر (الشمعدان) قائلاً: كان يوجد بين يدي الباب (شمعدان) نحاسي ضخم يحمل عدداً من المصابيح.

       وتربط الطارمة المذكورة بالصحن كشوانيتان من جهة الشرق تقابلان باب قاضي الحاجات الأولى عائدة لورثة الشيخ أحمد الشيخ حسن قاو، والثانية عائدة لورثة الشيخ مجيد إبراهيم خليل الأسدي، وكشوانيتان في الجهة المقابلة لهما الأولى عائدة للشيخ أحمد الكشوان والثانية عائدة لورثة السيد محمد القيصر.

       واثنتان إلى جهة باب القبلة الأولى إلى ورثة السيد سليمان السيد جعفر مصطفى آل طعمة بإيجار السيد مرتضى الثريجي، وهي التي تقاب لتكية البكتاشية، والثانية عائدة إلى السيخ علي بن حسن بن ناصر الكشوان وشريكه السيد جواد ابن السيد هاشم السيد نور الكشوان الموسوي، وهي التي تقابل ديوان سادن الروضة الحسينية.

(159)

 160

باب الكرامة

 باب الرجاء

 (160)

 161

باب الشهداء

 باب قاضي الحاجات

(161)

162

باب السلام

باب الكرامة

(162)

 163

باب السدرة

باب السلطانية

 (163)

 164

باب الناصري (الرأس الشريف)

 باب الزينبية

 (164)