موسوعة بطل العلقمي الجزء الثالث

اسم الکتاب : موسوعة بطل العلقمي الجزء الثالث

المؤلف : أليف سماحة آية الله المحقق الكبير الشيخ عبد الواحد المظفر قدس سره
المطبعة : مؤسسة الشيخ المظفر الثقافية العراق النجف الاشرف مؤسسة الاعلمي للمطبوعات بيروت لبنان

 

 

 

 

قال المرزباني في معجم الشعراء(1): محمد بن جعفر بن زید بن علي بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، قال عمر بن شبة: له شعر، إنتهی.

محمد بن حمزة بن عبد الله بن العباس بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد:

محمد بن حمزة هذا يقال له الشهيد ويعرف أولاده ببني الشهيد لأنه قتل غيلة ظلما وعدوانا وكان من المثرين العلويين، وكان وجها فيهم ومن أعيان آل أبي طالب ومن المشار إليهم بالكامل علما وسخاء وفصاحة وشجاعة وأمتاز بكل فضيلة حتى كانت له رياسة ضخمة وكان متمولا عظيم الثروة وله أملاك في طبرية من الأردن وبها قتل.

وأتفق علماء النسب من أعقاب العباس الخطيب ولكن ابن حزم بنسبه في ولد عبيد الله الأمير وهذا لفظه في جمهرة أنساب العرب(2) بعد ذكر الفضل قال: وابن عمه لحاً أبو الطيب محمد بن حمزة بن عبيد الله بن العباس، حاله قد جلت بالأردن وكثر ماله وضياعه، كان يسكن مدينة طبرية فكامنه طغج أيام القرامطة فقتله في بستانه وكان أتهم بالميل إلى القرمطي «لعنه الله»، الخ.

والعلويون أعرف بأنسابهم، وأبو الفرج أعلم بالنسب من أبن حزم.

قال السيد البراقي النجفي في النفحة العنبرية المخطوطة: محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسن بن عبيد الله العباس قطعوه في بستان له بالسكاكين، إنتهی .

وقد سقط لفظ العباس بن عبيد الله والحسن في النسخة فأاعرف هذا.

وقال السيد العميدي النجفي في بحر الأنساب(۳): محمد بن حمزة بن عبد الله ابن العباس بن عبيد الله بن العباس بن علي ذا مال ومروة وكثرة معروف وجاه، وله بمدينة الأردن وهي طبرية ضياعا، محمد بن طغج الفرغاني فدس إليه جنداً فقتلوه في بستان له بطبرية في صفر سنة ۲۷۱ وذمته الشعراء وعقبه بطبرية يقال لهم بنو الشهيد، إنتهى، وذكر له ثلاثة أولاد: علي والحسن وجعفر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) معجم الشعراء : ص 435.                    

(۲) جمهرة أنساب العرب: ص60.                 (۳) بحر الأنساب : ص۲66.

 (386)

وقال السيد الداودي في العمدة(1) في أعقاب العباس بن الحسن: منهم حمزة بن عبد الله بن العباس ولد بطبرية فمن ولده بنوا الشهيد وهو أبو الطيب محمد بن حمزة المذكور وهو أجمل مروة وسماحة وصلة رحم وكثرة معروف مع فضل كثير وجاه واسع، وأتخذ بمدينة الأردن وهي طبرية ضياعاً وجمع أموالا فحسده طغج أبن خضر الفرغاني فدس إليه جنده فقتلوه في بستان له بطبرية سنة ۲۹۱ ورثته الشعراء وكان عقبه بطبرية بنو الشهيد، إنتهی .

وقال أبو الفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين(۲): فيمن قتل منهم في عصر المكتفي العباسي محمد بن حمزة بن عبد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، قتله طغج في بستان له «رضي الله عنه» ، حدثني أحمد بن محمد بن المسيب قال : كان محمد بن حمزة من رجالات بني هشام وكان إذا ذكر طغج لا يؤمره ويثلبه ويستطيل عليه إذا حضر مجلسه فأحتال على غلام لبعض الرجالة فستره وأعلم صاحبه أنه في دار محمد بن حمزة وذربه عليه وأستغوى جماعة من الرجالة فكبسوه وهو في بستان له فقطعوه بالسكاكين وبقي عامة يومه مطروحة في البستان وهم يترددون إليه فيضربونه بسيوفهم هيبة له وخوفة أن يكون حيا به رمق فيلحقهم ما يكرهون «رضي الله عنه» ، إنتهی .

يذكر الحموي في مزارات طبرية(3): وبها قبر يزعمون أنه قبر عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب الخ، ولعل هذا القبر هو قبر حفيده محمد بن حمزة فحذفوا الجملة وإلا فعبيد الله الرئيس لا يعرف أنه غادر المدينة بل لازمها حتی توفاه الله تعالی بها.

 أحمد بن العباس الخطيب(4):

ذکر محمد بن حبيب النسابة البصري في كتاب المحبر فيمن أمه حبشية من أشراف العرب ما نصه : أحمد بن العباس بن الحسن بن عبيد الله من بني العباس بن علي بن أبي طالب، إنتهی.

وأحمد هذا ذكره في العمدة ولم يترجم له وذكر عن أبي نصر البخاري أنه منقرض لا عقب له .

ومن الأسر المنسوبة إلى العباس الخطيب بنو طليعات وبنو المرجعي وبنو

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) العمدة : ص۳۲۷.                               (3) معجم البلدان: 6/ ۳6.

(۲) مقاتل الطالبيين: ص ۲۳۰.                      (4) المحبر : ص۳۰۸.

 

(387)

العجان وذكر الداودي أنهم في الحائر الحسيني وأنهم إخوة بني الشهيد.

أعقاب عبيد الله الأمر قاضی الحرمین

 تقدم ذكر الأمير عبيد الله وأختصاصه بالرشید العباسي، ونحن الآن بصدد ذكر أعقابه وأنه أكثر إخوته أعقابا وفيهم بيوت إمرة ووزارة.

 داود بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد «علیه السلام»:

أحد الشجعان من العلويين ومن الأعيان المحترمين في الطالبيين، قتل بينبع من أرض الحجاز.

قال أبو الفرج الأصفهاني في المقاتل(۱): دواد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن ابن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب قتله إدريس بن موسی بن عبد الله بن موسى بينبع، إنتهى، القاتل علوي حسني والمقتول علوي عباسي.

إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله الأمير بن الحسن بن عبيد الله الرئيس ابن العباس الشهيد:

قتله طاهر بن عبد الله الخزاعي.

قال أبو الفرج في المقاتل(2): وقتل إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبید الله بن العباس بن علي وأمه أم ولد، قتله طاهر بن عبد الله في وقعة كانت بينه وبين الكوكبي بقزوين، إنتهی.

وفي رسالة السيد مهدي القزويني التي نقلها السيد حسون البراقي في النفحة العنبرية: إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن أمير المؤمنین، قتل بسنجاس موضع من قزوین، وفي موضع آخر بعد النسب: قتل بقزوین.

وروى العلامة المجلسي في بحاره(3): عن إبراهيم بن محمد العلوي قال: حدثني نسیم خادم أبي محمد الحسن بن علي «عليهما السلام» قال: دخلت على صاحب الأمر «عجل الله فرجه» بعد مولده بليلة فعطست عنده فقال: يرحمك الله ، قال نسیم: ففرحت، فقال لي: ألا أبشرك في العطاس؟ قلت: بلى، قال : هو أمان من الموت ثلاثة أيام، إنتهی .

وروي عنه كثيرة من معجزات المهدي، ذكره العميدي والداودي ولم يترجما

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مقاتل الطالبيين: ص ۲۳۲.

(۲) نفسه .

(3) بحار الأنوار ۱۳/ 114 طبع تبریز.

 

(388)

له، وكذلك ذكرا أخاه داود بن محمد اللحياني ، وداود يلقب بالخطيب وما زادا على هذا الوصف لكن العميدي يقول بالمدينة أعقب قليلا بدمشق، وذكرا أيضا أخاه طاهر وعرفه العميدي بالأمير ببغداد وله عقب بالحجاز والمدينة وبغداد و شیراز عقبه بها .

وذكر العميدي أخاه هارون بن محمد اللحياني يعرف بالأصغر قال عنه: بنصيبين أنتقل إلى الرقة أعقب بحلب وحمص، وذكر عبد الله بن محمد اللحياني وقال: أعقب بنصيبين، وسيأتي بقية أولاد اللحياني.

ويذكر صاحب القاموس أن اللحيان كبير اللحية، ولحیان واديان. ولحی كهدي واد بالمدينة، فما أدري أنسب لهذا الموضع أم إنه كان كبير اللحية لم أجد من نص على هذا اللقب.

 الملاح الأطروش:

والأطروش الأصم لا يسمع وهو موسی بن عبيد الله بن الحسن وعبيد الله قاضي الحرمین.

قال السيد الداودي في العمدة(1): قال الشيخ العمري: موسی بن عبيد الله بن الحسن هو الملاح الأطروش الكوفي الشجاع، قال العمري: له عقب وبقية، إنتهی.

وذكره السيد العميدي في بحر الأنساب مختصرة وابنه عبد الله بن موسی من العلماء وحملة الحديث، روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر النعماني الكاتب في كتاب الغيبة بواسطة.

وفي تاريخ الكوفة للبراقي في البيوت العلوية(2): بيت موسی بن عبد الله بن الحسن بن عبيد الله الأمير قاضي الحرمین بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن الإمام علي ويعرف هذا بالملاح الأطرش الشجاع، إنتهی.

وما ذكرنا في نسبه أولا هو ما أعتمده الدوادي والعميدي وهما أضبط من صاحب هذا التاريخ.

 القاسم بن عبد الله:

هو القاسم بن عبد الله بن الحسن بن عبد الله الأمير بن عبيد الله الأمير قاضي الحرمین ابن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد أبن الإمام أمير

ــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) العمدة : ص۳۲۸.

(۲) تاريخ الكوفة: ص 4۲5.

 

(389)

المؤمنين علي بن أبي طالب «عليه السلام» السيد الجلیل صاحب الفصاحة والبيان والجاه والشرف الخطير، وله المكانة المكينة والحرمة الفائقة، وكان محدثا فقيها من أصحاب الإمام الحسن العسكري «عليه السلام».

قال السيد الداودي في العمدة(1) : القاسم صاحب أبي محمد العسكري «عليه السلام» وكان القاسم بن عبد الله ذا خطر بالمدينة وسعى بالصلح بين بني علي وبني جعفر رضي الله عنه، وكان أحد أصحاب الرأي واللسن، إنتهی .

قال أبو نصر البخاري في سر السلسة العلوية : القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن علي وفد على الحسن بن زيد من المدينة بطبرستان آمل، إنتهی.

إسماعيل بن محمد اللحياني:

 امر نسبه، كان أيضا من أصحاب الإمام الحسن العسكري «عليه السلام»، ذكره في العمدة مختصراً.

وروى ابن شهر آشوب في دلائل إمامة الإمام الحسن العسكري «عليه السلام» عن إسماعيل بن محمد العباسي(2)، ورواها الكليني (رحمه الله) في الكافي مقيدة بالعباسي من ولد العباس بن عبد المطلب، ولعل التقييد من قبل الراوي حيث تخيل العباسي في النسب هو لابن عبد المطلب(۳) إذ نسبة هذا علوي وظني بذلك قوي ولأجل هذا لم نذكر الرواية.

حيدر بن حمزة بن أميركا محمد بن علي بن داود بن القاسم بن محمد اللحياني:

هكذا نسبه العميدي في بحر الأنساب(4)، وقال: القاضي بالرملة، عقبه وأخوه وعمومته بها.

الهدهد:

محمد بن الحسين بن علي بن عبد الله الأمير الأصغر، نسبه العميدي في بحر الأنساب(ه) وقال: يلقب بالهدهد ويقال لبنيه بني الهدهد، وعمه الحسن وقع إلى اليمن له ذيل طويل وعقب بالمدينة، أمه بنت الحسن الأفطس وهو أكثرهم

عقبة، إنتهی.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) العمدة : ص۳۲۸.                               (۲) أنظر المناقب 5/ ۱۳۰ طبع الهند.       

(۳) أصول الكافي: ص ۲۱۳.                       (4) بحر الأنساب: ص۲۲6.

(5) نفسه : ص۲۲5.

       

 

(390)

وقال الداودي في العمدة(1): محمد - الوارد بفسا - بن الحسين بن علي المذكور يلقب هدهد، ويقال لولده بنو الهدهد، وعمه الحسن بن الحسين وقع إلى اليمن وله ذيل طويل وعقب كثير، إنتهی.

البيوت المشهورة من العباسية ثم من ذرية عبد الأمير آل المطاع في اليمن وهم يتولون الوزارة الأئمة اليمن من العلويين وهذا نص المؤرخ السيد محمد بن محمد بن يحيى زيادة الحسني في تاريخه نیل الوطر في أعيان اليمن في القرن الثالث عشر(2): السيد الماجد الكريم الحسن بن حسين بن هادي المطاع الهاشمي العلوي العباسي السناعي، قال جحاف: كان كثير الخير مضيافة مثل والده، لا يأكل إلا مع الضيف مقصودة إلى منزله في الشتاء والصيف، مفتوحة بابه، سهلا حجابه، قريبا جنابه، ذا سنة وحياء من الله، يحضر صلاة الجماعة، ويشيع الجنازة، ويعين على نوائب الحق، يجتمع بمن ورد عليه فلا يمر الليل حتى يدعوه إلى الذكر والتسبيح، وحج مرتين ماشية، ومات بعلة الأستسقاء في ليلة الجمعة سادس جمادی الآخرة سنة ۱۲۲۳هـ. «رحمه الله » .

وجميع السادة بيت المطاع الذين بمدينة صنعاء، وسادة المأخذ ببلاد عمران، وسادة مصنعة ريشان في بلاد حضور صنعاء، وسادة المنجر في خبان، وسادة الكمم في الحداء، وبعض السادة في مسور المنتاب في تيس وفي الشاهل ينتهي نسبهم جميعا إلى أبي جعفر محمد بن عبيد الله وهو الشهيد في أيام الإمام الهادي والمقبور بموضع يقال له البلاد بالقرب من قرية الهجر، وأما ولده السيد علي بن أبي جعفر محمد بن عبيد الله فقبره في خيوان بعد أن أستشهد في نجران مع الإمام الهادي إلى الحق يحیی بن الحسين بن القاسم، وفي هذا السيد الشهيد علي بن أبي جعفر محمد بن عبيد الله يقول الإمام الهادي:

قبر بخيوان حوی ماجـداً              منتخب الإباء عباســــــي

قبر علي بن أبي جعـــفر              من هاشم كالجبل الراسي

من يطعن الطعنة خوارة              كأنها طعنة جـــــســــاس

إنتهى محذوفة عنه الزوائد، والهادي هذا كان من أئمة الزيدية باليمن وهو يحيى بن الحسين بن القاسم، في القرن الرابع الهجري، خرج إلى اليمن سنة ۳98 وتوفي بها مسمومأ سنة ۳۹۷، قاله الواسعي في فرجة المهموم والحزن في تاريخ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) العمدة : ص۳۲۷.

 (۲) نیل الوطر في أعيان اليمن في القرن الثالث عشر 1/323

 

(391)

اليمن، وذكر أنه كان معاصرة للمعتضد العباسي فشهادة العلويين المذكورين في القرن الرابع.

قال الملك الأشرف عمر بن يوسف بن رسول في طرفة الأصحاب(۱) : نسب الأشراف العباسيين باليمن هم بطون تسعة إلا أن المشهور منهم صاحب براش صنعاء وهو الأمير أحمد بن محمد بن حاتم بن الحسين بن المبارك بن المحسن ابن الحسن بن علي بن عیسی بن موسی بن أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله أمير الحرمين بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب «كرم الله وجهه»، وقيل: هو أحمد بن محمد بن حاتم بن حسين بن المبارك بن المحسن بن الحسن بن علي بن عیسی بن موسی بن عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب «كرم الله وجهه»؛ والأول أصح.

ومنهم الأمير هبة الله بن الفضل بن علي بن المظفر بن حمزة بن الحسن بن محمد بن أبي الحسين يحيى بن موسى بن أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب «كرم الله وجهه» ويلتقي هو والأمير صاحب براش من موسی بن أبي جعفر، تم ذلك إنتهی .

ومنهم في الكوفة على ما ذكر البراقي في تاريخ الكوفة(2) آل إسماعیل بن عبد الله بن عبيد الله الأمير قاضي قضاة الحرمين بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ابن علي بن أبي طالب «عليه السلام»، إنتهى، وتقدم ذكر آل الملاح وآل الهدهد.

علي بن عبيد الله بن الحسن:

كان كبير القدر، كثير النسل قال أبو نصر البخاري: ولد علي بن عبيد الله بن الحسن قدر ثلثمائة رجل منهم عقيل المقتول، ولاه عضد الدولة ثم قتل، ومنهم الزاهد بنيسابور اليوم الحسن بن علي بن محمد، إنتهی .

علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن الحسن

روى عنه صاحب بشارة المصطفى لشيعة المرتضی.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) طرفة الأصحاب: ص 104.

(۲) تاريخ الكوفة : ص420.

 

(392)

أعقاب حمزة بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد «عليه السلام»

محمد بن علي بن حمزة:

كان من أعلام العلماء فقها وأدبا وحديثا، ومن أعيان العلويين ووجوه الطالبيين.

قال ابن حزم في جمهرة أنساب العرب(1): محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، محدث، مات سنة ۲۸۱.

وقال السيد الداودي في عمدة الطالب(2) : أبو عبيد الله محمد بن علي بن حمزة المذكور نزل البصرة وروى الحديث عن الرضا بن موسى الكاظم «عليهما السلام» وغيره بها وبغيرها وكان متوجهة عالمة شاعرة، مات عن ستة ذكور، وفي هامشها: مات محمد بن علي بن حمزة سنة ۲۸6، وقريب منه في بحر الأنساب للسيد العميدي.

قال أبو الفرج الأصبهاني في المقاتل(۳): حدثني حکیم بن يحيى قال : كان حسین بن حسین بن زيد شيخ من بني هاشم وذا عددهم، وكانت الأموات تحمل إليه من الآفاق، قال: فأجتمعنا يوما عند جدك أبي الحسن علي بن أحمد الأصبهاني وجماعة من الطالبيين فيهم حسن بن حسین بن زید بن علي ومحمد ابن علي بن حمزة العلوي العباسي وأبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، فقال : جدك الحسين يا أبا عبد الله أقعد(4) ولد رسول الله (ص) وأكلمهم، وأبو هاشم أقعد ولد رسول الله (ص) ، وأنتما شیخا آل رسول الله (ص)، وجعل يدعوا لهما بالبقاء.

قال : ونفس محمد بن علي بن حمزة ذلك عليهما فقال : يا أبا الحسن! وما

ــــــــ

(1) جمهرة أنساب العرب: ص 60.        (۲) عمدة الطالب: ص ۳۲۷.

(3) مقاتل الطالبيين: ص۲۲۹.                       

(4) الأقعد في اصطلاح علماء النسب الأقرب، یرید أقل العلويين آباء في الاتصال بالنبي (ص) .

 

(393)

يمنعهما من القعود في هذا الزمان ولو طلباها عليه من أهله فإنه يقل من أعطياها، فغضب الحسين بن الحسين من ذلك ثم قال : لي تقول هذا والله ما أحب أن نسبي أبعد مما هو باب واحد يبعدني من رسول الله (ص) وإن لي الدنيا بحذافيرها، الخ.

قال الحافظ الخزرجي الشافعي في خلاصة تذهيب الكمال : محمد بن علي بن حمزة الهاشمي العلوي روى عنه ابن أبي حاتم وثقه وتوفي سنة ۲۸6، ومن هذا يعرف غلط صاحب العمدة حيث زعم أنه روي عن الرضا «عليه السلام» والصحيح الذي يوافق هذا التاريخ ما ذكره علماؤنا كالنجاشي والعلامة وغيرهما أنه روي عن الإمامين الهادي والعسكري «عليهما السلام».

نعم، كان الإمام الهادي «عليه السلام» يعرف بابن الرضا في ذلك العصر فلعل لفظة «أبن» سقطت من الأصل في كتاب العمدة وكان الأصل أبن الرضا فسقطت أبن من أقلام النساخ وبقي الرضا وحده .

قال النجاشي (رحمه الله) في الفهرست : محمد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب «عليه السلام» أبو عبد الله ثقة عين في الحديث، صحیح الاعتقاد، له رواية عن أبي الحسن وأبي محمد «عليهما السلام»، وأيضا له مكاتبة، وفي داره حصلت أم صاحب الأمر «عليه السلام» بعد وفاة الحسن «عليه السلام»، إنتهی.

ومثله قال العلامة الحلي «رحمه الله» في الخلاصة .

وقال الخطيب البغدادي الشافعي في تاريخه(1) بعد النسب : كان أحد الأدباء الشعراء والعلماء برواية الأخبار، حدث عن أبيه، ثم ذكر جماعة من شيوخه في الرواية وقال : قال أبو حاتم الرازي : سمعت منه وهو صدوق: ثم روى عنه بإسناده إلى ابن عباس قال: إذا أسف الله على خلق من خلقه فلم يعجل لهم النقمة بمثل ما أهلك به الأمم من الريح وغيرها خلق لهم خلقا تعذبهم لا يعرفون الله عز وجل.

قرأت في كتاب محمد بن مخلد بخطه سنة ۲۸6 فيها مات أبو عبيد الله العلوي محمد بن علي بن حمزة، أخبرنا السمسار، أخبرنا الصفار، حدثنا ابن قانع أن محمد بن علي بن حمزة مات سنة ۲۸۷، إنتهى، وذكره الحافظ العسقلاني الشافعي في تهذيب التهذيب(2).

______________

(1) تاریخ بغداد ۳/ 6۳.                     (۲) تهذيب التهذيب ۹/ ۳5۲.

 (394)

بیان وتنبيه: يذكر السيدان الداودي والعميدي في كتابيهما العمدة والبحر أن محمد بن علي بن حمزة كان يسكن البصرة، والخطيب والعسقلاني ذكرا أنه من أهل بغداد، ويفهم من فحوى كلام النجاشي والحلي أنه من أهل سامراء فكيف الجمع بن هذه الأقوال؟

فنقول: التوفيق بينهما بأن يقال: كان يسكن البصرة، ثم تحول إلى بغداد وزار سامراء لزيارة الإمامين الهادي والعسكري «عليهما السلام» ليتفقه عليهما في فقه آل محمد

ملاحظة أن العميدي في بحر الأنساب ذکر محمد بن علي وقال: كان باليمن له ألف مملوك عتاقة ووقع من الفرس فشلت يده ويلقب حسانا.

وذكر أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية المخطوطة ما لفظه: محمد بن علي بن حمزة بن علي بن علي بن الحسن بن عبيد الله كان له باليمن ألف مملوك عتاقة ووقع عن فرسه فشلت يده، قال: وأنقطع نسله ولا عقب له اليوم، وكان له أبن يعرف بالزاكي محمد ابن علي درج، فمن أنتسب إليه من اليمنية وغيرهم فهو دعي، إنتهی.

والملاحظة من وجهين:

أحدهما: إن علي الثاني هو ابن العباس الخطيب بن الحسن كما سبق وهذا يجيء كثيرة في التراجم فإذن لفظ العباس سقط من النسختين.

ثانيهما: إن العميدي وصفه بالصوفي والمعروف بالصوفي هو القاسم بن حمزة، قال عنه في العمدة: إنه باليمن عظيم القدر وله جمال مفرط.

وعلى كل حال فاللازم التفرقة بين محمد بن علي بن حمزة اليماني لأنه توفي باليمن وبين الذي ترجمناه وهو العراقي الذي توفي في بغداد على ما ذكره الخطيب والعسقلاني.

 أبو محمد القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد «عليه السلام»:

كان جلیل القدر عظیم الخطر، له مكانة ومنزلة، وتميز بجمال الصورة ، وشهر بالزهد والتقشف، توطن اليمن.

قال الداودي في العمدة: أبو محمد القاسم بن حمزة كان باليمن عظيم القدر، وكان له جمال مفرط، ويكنى أبا محمد ويقال له الصوفي، إنتهی.

(395)

سمي الصوفي للبسه الصوف لا أنه صوفي العقيدة وهو غير الصوفي العلوي الحسني الخارج على المأمون والمقتول في أيامه بالسم أو بنوع آخر من القتل في الحبس.

قال أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية: القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن الحسن أبو محمد أمه زینب بنت الحسن بن علي بن عبدالله ابن جعفر الطيار وكان القاسم باليمن عظيم القدر، أصاب بها زهاء مائة ألف دينار، وكان له جمال مفرط، ومن ولده علي بن حمزة الفقيه ومحمد بن علي بن حمزة، إنتهی.

ملاحظة: لفظة «الحسن» الثانية في هذا النسب لا ريب أنها زائدة من النساخ إذ هو عم محمد بن علي، ومحمد بن علي متفق على نسبته لحمزة لا لعبيد الله الأمير، والله أعلم بحقيقة الأمر.

روی عن القاسم هذا محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب أبو عبد الله النعماني في كتاب الغيبة بواسطتين، ونسبه الرازي وإيلامه سهل إذ ربما كان يسكن الري أولا ثم تحول إلى اليمن، والله أعلم.

 طاهر بن حمد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد:

البطل الشجاع الناهض في بعض البلاد الإيرانية والمتغلب عليها والمقتول بالبصرة على يد الناجم صاحب الزنج.

قال العميدي: طاهر بن محمد بن القاسم أمه غياثية(1).

قال أبو الفرج الأصبهاني في المقاتل(۲): نجم الناجم بالبصرة فخرج إليه علي بن زيد ومعه جماعة من الطالبيين منهم طاهر بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب، وأمه لبابة بنت محمد بن إبراهيم بن الحسن بن عبد الله.

وطاهر بن أحمد بن القاسم بن الحسن بن زید بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكانوا مع علي بن زيد في معسكر الناجم، فلما تبين علي بن زيد أمره ودعوته وما هو عليه كان يستميل قواده ويعرفهم خبره ويدعوهم إلى نفسه فبلغ الناجم خبره فدعی به هو والآخرين فضرب أعناقهم صبرة، إنتهی .

_____________

(1) أنظر بحر الأنساب: ص۲۲۸.                  (۲) مقاتل الطالبين: ص۲۲6.

 (396)

وقال أبو نصر في سر السلسلة العلوية: طاهر بن محمد بن القاسم بن حمزة الذي خرج بفارس وغلب عليها، قتله الناجم بالبصرة، إنتهی .

في قرية الجبيلية مزار معظم، عليه قبة وفيه جامع يسمى ظاهر بن علي، أحسبه والله العالم أنه كان في الأصل قبر طاهر، وعلي يعني علي بن زيد، وطاهر هو هذا ثم حذف العطف وأضاف العامة لفظ آبن فقالو: طاهر بن علي ثم صحفره إلى ظاهر، والله أعلم بحقيقة الحال، والمرقد الموجود الآن والمكتوب عليه إسم السيد الجبيلي الذي بأسمه كما يقال سميت الجبيلة فلا يتنافى مع ما ذكرنا لأنه كان متأخرة عن هؤلاء الشهداء مدة فأحتفظ بتعبيره كما أحتفظ بأسمها، فهذا موجود المرقد والشهیدان بقي ذكرهما بهذا الاسم المصحف وكثيرا ما يشتهر الاسم المتأخر ويختفي معه الاسم القديم.

محمد بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن حمزة الشهيد بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

المتوفى في سجن المعتضد العباسي. كان من شجعان العلويين ومن السادات الأجلاء.

قال أبو الفرج في المقاتل(۱): ومحمد بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن حمزة ابن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب كان أخذ في أيام علي بن محمد صاحب الزنج في البصرة فبس فمات في خلافة المعتضد، إنتهی .

وبهذا اللفظ جاء في رسالة السيد مهدي القزويني المخطوطة الملحقة بالنفحة العنبرية للبراقي، وذكره العميدي ولم يترجم له.

حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة الشبيه ابن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد أبن أمير المؤمنين «عليهما السلام»:

أبو يعلى الفقيه الجليل القدر العظيم الخطر والشأن، كان من أعلام العلماء وأعيان الفقهاء ومن صلحاء الأمة ومن الأولياء وعباد الله الصالحين وهو صاحب المرقد المعروف بالإمام الحمزة أو حمزة الغربي في نواحي الهاشمية الناحية المعروفة بالمدحتية، مرقده فيها مشيد ومزاره مشهور يقصد بالزيارة وتنذر له النذور وتظهر فيه الكرامات وهو قريب من مزار القاسم بن الإمام موسی بن جعفر ، وحمزه له مصنفات على مذهبنا مذهب الإمامية وروايات عن أئمتنا فيعد «رحمه

__________________

(1) مقاتل الطالبيين: ص۲۲۷.

 (397)

الله» من عظماء شيعة آل محمد وأعيان محدثيهم، ذكره علماؤنا ومدحوه.

والمدحتية مجموعة قرى على ضفاف نهر الحلة ومركزها -على ما في موجز تاريخ البلدان العراقية لعبد الرزاق الحسني- قرية الإمام حمزة التي فيها قبر الحمزة من ولد العباس بن علي بن أبي طالب «عليه السلام»، الخ، وهذا هو لفظه(1): فهي على خط السيارات من الحلة الديوانية وهي إلى الحلة أقرب على مقدار ربع الطريق تقريبا فاول ما تخرج من الحلة تمر بناحية المدحنية قرية الإمام حمزة الغربي ثم قضاء الهاشمية ثم ناحية الإمام القاسم ثم تتجه إلى الديوانية ومرقد هذا الإمام يشير إلى ساكنه بالعظمة ويرمز إلى منزلته عند الله بما يظهر عنده من الكرامات «الشاره» التي ركزت له الحرمة العظيمة في نفوس العشائر المحيطة به حتى لقبوه العباس الثاني يعنون به جده العباس شهيد الطف لكثرة ما يظهر عنده من الكرامات، ومن أراد زيارته قصده من الحلة أو من قضاء الهاشمية وهي إليه أقرب.

قال النجاشي «رحمه الله» في الفهرست(۲) بعد النسب: أبو يعلى ثقة جليل القدر من أصحابنا ، كثير الحديث، له كتاب «من روی عن جعفر بن محمد «عليه السلام» من الرجال» وهو كتاب حسن وكتاب الوحيد وكتاب الزيارات والمناسك، وكتاب الرد على جعفر بن محمد الأسدي .

وقال العلامة الحلى «رحمه الله» في الخلاصة(۳) بعد النسب: أبو يعلى ثقة جلیل القدر من أصحابنا، له كتاب من روى عن جعفر بن محمد من الرجال، إنتهى . وذكره الأسترآبادي(1).

قال السيد حسون البراقي من النفحة العنبرية المخطوط: الحمزة بن القاسم قال: قلت: الحمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس أبن أمير المؤمنين «عليه السلام» الذي قبره بقرب المزيدية من أعمال الحلة السيفية كذا ذكره السيد الأوحد السيد مهدي القزويني في رسالته وهو أيضا مذکور في كتب الرجال لأنه من العلماء الرواة، يروي عنه محمد بن علي القلانسي والعكبري وكلاهما يرويان عن الحمزة المذكور وهو ثقة جليل، ويروي الحمزة هذا عن سعد بن عبد الله ، هكذا في كتب الرجال، إنتهى كلام البراقي.

ونص رسالة السيد مهدي القزويني: الحمزة بن الحسن بن القاسم بن علي

______________

(1) موجز تاريخ البلدان العراقية: ص6۹.          (۲) الفهرست : ص۱۰۱.

(3) خلاصة الرجال: ص۲۷.                               (4) رجال الاسترآبادي : ص۲۲6.

 

(398)

بن القاسم بن عبيد الله بن العباس بن أمير المؤمنين مما يقرب من قرية المزيدية من أعمال الحلة، إنتهی.

أما قرية المزيدية فهي من قرى المدحتية التي ذكرنا لك أنها مجموعة قرى هذه منها.

 محمد بن حمزة الشبيه ابن الحسن بن عبيد الله الرئيس ابن العباس الشهيد بكربلاء:

يسميه السيد العميدي الصوفي ويقول(۱): له ذيل ببغداد ومصر والبصرة وغيرها، ثم يذكر أن من أعقاب حمزة الشبيه في مراغة وساليس وطبرستان، ومنهم قاضيها محمد بن الحسن ابن الحسن بن القاسم بن حمزة، وعقب بسمر قند وأول من دخلها منهم الحسين بن علي بن الحسن بن القاسم بن حمزة فعقب حمزة الشبيه بسمر قند و طبرستان و مراغة وساليس وبغداد ومصر والبصرة واليمن ومرو.

أعقاب إبراهيم جردقة بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد «عليه السلام»

عبيد الله بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب:

الفقيه الجليل من عظماء فقهاء الإمامية واعلام رواتها ومحدثيها وهو مصنف الجعفريات المشهورة وكان مع فقاهته وزهده أديباً شاعراً.

قال السبط ابن الجوزي الحنفي في التذكرة(2): قال الزبير بن بكار: من أولاد العباس بن عبيد الله بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن عبيد الله بن العباس، قال علماء السير: قدم بغداد وحدث بها ونزل مصر وكان عالما جوادة وعنده كتب تسمى الجعفرية فيها فقه أهل البيت «عليهم السلام»، توفي بمصر سنة ۳۱۲، ونقلها المجلسي في البحار(3) ولم يزد.

وقال أحمد بن ثابت الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد(4) بعد النسب: سكن مصر وحدث بها، حدثنا أبو سعيد يونس قال: عبيد الله بن علي بن إبراهيم بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب يكنى أبا علي من أهل بغداد، قدم مصر وسكنها وكان يمتنع عن التحديث، ثم حدث وكتبت عنه عن البغداديين، وكانت عنده كتب تسمى الجعفرية فيها فقه على مذهب الشيعة يرويها وعلت سنة

____________

(1) بحر الأنساب: ص۲۲۸.         (۲) تذکرة الخواص: ص ۳۳.

(3) بحار الأنوار ۹/ ۷۰۰.          (4) تاریخ بغداد ۱۰/ 346.

 (399)

وكان يقال: إن عنده عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ولم نكتب عنه من حديثه شيئا، توفي بمصر في رجب سنة ۳۱۳، إنتهی. للمؤلف:

وشهادة الأضداد في أضدادهـم                بالفضل أقوى البيان وأثبـــــت

إن الخصوم إذا تشبع بالجفــــا         لمناوئيه يضل دوما يبهـــــــت

مثل الخطيب أو الزبير وشبهه        للفاضلين من المذاهب بمقــتوا

فبصول صائلهم كفيل هائــــج         فتراه من أحفاده يـــــتـــــفــلت

فإذا أجاد المدح فأعلم إنـــــما          بالفضل من خرطومه قد أفلتوا

 والده علي بن إبراهيم جردقة أبن الحسن بن عبيد الله الرئيس ابن العباس الشهيد «عليه السلام»:

الجليل المحترم والمبجل المقدر وكان متكلمة فصيحة ذا عارضة ولسان وبيان.

قال السيد الداودي في عمدة الطالب(۱): وأما على بن جردقة فكان أحد أجواد بني هاشم ذا جاه ولین، مات سنة ۲64 وله تسعة عشر ولداً.

وقال السيد العميدي في بحر الأنساب المخطوط: علي بن إبراهيم الأمير الكبير كان بسامراء وهو أحد أجواد بني هاشم وكان ذا جاه ولسان، مات سنة ۲64، أما المطبوع فقد حذفت منه هذه الجملة.

أبو الحسن علي بن يحيى بن علي بن إبراهيم جردقة أبن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الشهيد «عليه السلام»:

السيد المحترم ذا الجاه والشرف، النائب في نقابة العلويين .

قال السيد الداودي في عمدة الطالب((2: أبو الحسن علي بن يحيى خليفة أبي عبد الله الداعي على النقابة، إنتهى، ومثله في سر السلسلة العلوية وفي بحر الأنساب المخطوط، وسقطت هذه الجملة من بحر الأنساب المطبوع.

أعقاب أبراهيم جردقة ببرذعة ومصر وبغداد وغيرها، قاله في العمدة.

أعقاب الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس الشهيد بن أمير المؤمنين «عليهما السلام»

محمد بن الفضل: الشاعر المجيد، كان مقلاً، وكان معاصراً للمأمون

___________

 (1) عمدة الطالب: ص۳۲5.                 (2) عمدة الطالب: 325.

 (400)

وأدرك عصر المتوكل، وكان له قدر وجلالة عندهما.

قال أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية: محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله، أمه جعفرية، وكان مشهورة بالجمال، وقال المأمون: ما رأيت ذكراً أتم جمالا من محمد بن الفضل بن الحسن، إنتهی.

وقال الداودي في عمدة الطالب(1): فمن ولده -يعني الفضل- محمد بن الفضل بن الحسن أبو العباس الفضل بن محمد بن الخطيب الشاعر، له ولد، الخ

ابنه الفضل بن محمد الشاعر الفصيح كان مقلاً وكان من الشعراء المجيدين في الدولة العباسية وجل شعره بمفاخر أسلافه ومجد أسرته.

قال ابن حزم الظاهري في جمهرة أنساب العرب(2): والفضل بن محمد بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب كان مع الحسن بن زید بطبرستان ثم هرب منه فأراد الحسن قتله فآواه موسی بن مهران الكردي، وكان الفضل شاعراً کثیراً الهجو للحسن بن زید، الخ، فأسقط الفصل الثاني وأسقط الحسن من النسب.

قال المرزباني في معجم الشعراء(۳): الفضل بن محمد بن الفضل بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب شاعر مقل متوكلي (يعني معاصر للمتوكل) وكان يشبه بعلي بن أبي طالب «عليه السلام» وهو القائل يفخر بجده العباس بن علي «سلام الله عليه».

إني لأذكر للـــــــــعـــباس موقفه               بين السيوف وهام القوم تختطف

يحمي الحسين ويسقيه على ظمأ               ولا يولي ولا يثني ولا يـــــــقف

أكرم به سید بانت فضــــــــيلته                وما أضاع له کسب العلا خلــف

انتهی، رحم الله الفضل فليس هو وحده يذكر موقف جده العباس الأكبر شهيد الطف ومحاماته عن الحسين وسقيه العطاشى من أهله بل كلنا نذكر ذلك ونقدره أعظم تقدير، ونحن وغيرنا ممن لمس الحرية بيد ناعمة وأستطعم الشهامة وتحسس المروة من جميع الأمم ألسنة شكر له وتقدير لموقفه وثناء عليه ما دمنا تصور ذلك الموقف تصوير المشاهد ونتمثل ذلك المقام تمثيل المعاين على مسرح

______________

(1) عمدة الطالب: ص ۳۲5.

(۲) جمهرة أنساب العرب: ص60.                 (3) معجم الشعراء : ص ۲۱4

 (401)

الأذهان وبإملاء الضمير الحي الشاعر الحساس لما لذلك المقام من السمو والعظمة وما أدته تلك الشخصية الفذة من النصرة الفائقة والمحامات الرائعة بتلك البسالة المعجبة والثبات المدهش.

لقد وقف «سلام الله عليه»، ذلك الموقف العظيم الذي مثل فيه للإباء من نوابغ العرب والأمم والأحرار المتحمسين من أعيان الشعوب قاطبة كيفية التفادي الخالص من ذل الاستعباد القاسي، وقرر منهج مقاومة الأستعمار المنتقم من حياة الوجدان الحي والقاضي على سعادة الشخصية الحرة في مبادئها والحائلة بعد وإنها بينها وبين تقدمها في الإصلاح الديني والسياسي لتعرف الغيارى على شرفها ومجدها كيفية التضحية دون المجد والدين، وكيف تسمح بنفوسها العزيزة في سبيل الدفاع عن حياة مجدها.

وأراها صفة تحصيل تخليد الفخر فأعطاها دستورة واضح الفصول بين المواد، سهلا للتخلص من رق الاستبداد الجائر والاستعباد القاسي فإن ذوق طعم المنية حلو في فم الحر دون طعم الهوان الآجن الأجاج لم يشغل العباس الأكبر ذلك الموقف الرهيب ولا المشهد العظيم الحراجة ولا خوض المعمعة الهائلة والمعركة الطاحنة ذات الأهوال المدهشة للعقول والمذهلة لأفكار المتفکرین دون تشريع قواعد الإخلاص وسن قوانين الرقي لذوي الحفاظ والشهامة من العرب وغيرهم، وذوي الآنفة عن أحتمال الضيم من سائر الأمم.

فقام أولا: بتقديم إخوته الأشقاء وبنيه الأعزاء أمامه حرصاً منه «عليه السلام» على كسب الأجر والفخر معاً ولأجل أن يستحكم فيه الحماس من جيمع جهاته فيمتزج حماس الدين بحماس الوتر، ويضم غضب الانتقام للأصلاح غضب التشفي للثار فهو يشد بحماس الدين والإصلاح وغيظ الوتر والثار ولئلا يقف حر النفس حي الضمير والوجدان موقف المتردد ولا يقوم مقام المتلدد بين حفظ النفس والنفيس وتضحية المجد والشرف بل يختار العكس ولا يتريث.

وثانياً: وقف بعد رد الأمان الذي منحوه إياه مرارة موقف الصابر المحتسب رابط الجاش هادئ البال مطمئن النفس، يسوق جماهير الأبطال سوق قطائع الغزلان وأسراب اليعافير، ويفرق كتائب الفرسان تفریق عانات العصافير.

وثالثا : جسم الإباء العربي حتى أقامه شخصا مرئيا وقالباً ممثلا محسوساً يراه الناظرون ويشاهده المتأملون.

ورابعاً : علم الناس الإيثار بالنفس وعلى النفس.

 

(402)

وخامسا: أظهر من فنون الشجاعة وضروب الفروسية ما أبهر فرسان الملاحم وبقي تذكارة خالدة ما بقيت الأيام والليالي تولد أحراراً يؤثرون المنية على الحياة الذميمة.

 للمؤلف:

أبو الفضل أبقي للعروبة مــــفخراً            وعلمها كيف التفادي من الـــــــــذل

سرت تحمل الأسفار للحشر ذكره             هو الحر حقا صدق القول بــــالفعل

وشبل علي المرتضى أسس الإبـا             وإن سجايا الليث لا ريب في الشبل

فما استعذبت يوم الكريهة نفســـه             وما وجدت طعما ألذ مــــــــن القتل

لأن به نصر الهدايـــــة والعــــلا              ورد غواة البغي قســــرة إلى العدل

بمثل يوم الطف بدرة وعــــــزمه             كعزم أبيه فادیا ســــیـــد الرســـــل

وقادة يوم الطف أبناء قــــــــادة               ببدر مع الرجس الغوي أبــي جهل

دانيال الستركي الهندي: من صوفية القرن الثامن وعلمائه على مذهب الحنفي من أحفاد الفضل الصديق بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الأكبر الشهيد «عليه السلام».

قال عبد الحي الحسيني في كتاب نزهة الخواطر(1): دانیال بن الحسن بن الفضل بن عبد الله بن العباس بن يحيى بن الفضل بن محمد بن الفضل بن عبيد الله بن العباس العباسي العلوي الستركي أحد العلماء المبرزين في الفقه والأصول والعربية، ولد ونشأ بستركة - بفتح السين المهملة والتاء الفوقانية كسر الراء - كانت كبيرة بأرض أودة واليوم قرية من أعمال الكناهو، سافر إلى بيانة فقرأ العلم على القاضي عبد الله البيسانوي ثم تزوج بأبنته العفيفة ثم رحل إلى دهلي (دلهي) وأخذ الطريقة عن الشيخ نصیر الدین محمود الأودي وصحبه مدة من الزمان حتى نال حظاً وافراً من العلم والمعرفة ثم رجع إلى بيانة ومعه زوجته وسافر إلى بلدته ستركة فقتل بأيدي قطاع الطريق يوم كاد أن يصل إلى بلدته وذلك سنة 748، فنقلوا جسده إلى ستركة فدفنوه بها ، إنتهی.

 العباس الأكبر بن الفضل الصديق بن الحسن بن عبيد الله الرئيس بن العباس الأكبر الشهيد بكربلاء:

ذكره الدوادي مختصراً والعميدي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(۱) نزهة الخواطر : ص4۲.

 

(403)

وقال عنه في بحر الأنساب(1): بالعراق وعقبه بالحجاز وينبع وطبرستان منهم علماء وشعراء.

ويقول الداودي : ولد العباس بن الفضل بن الحسن : عبد الله وعبيد الله ومحمدا وفضلا، لكل واحد منهم ولد.

أما أبو الحسن العلوي العباسي من رجال اليتيمة وندماء الرئيس ابن العميد فذكره الثعالبي ولم يسمه ولم ينسبه وها أنا أورد لك ملتقطات من كلامه فإن الرجل كانت له يد طولى في الأدب حتى أن بن العميدي يساجله الشعر ويعرض عليه بعض رسائله، وتميز أبن العميد في فن الإنشاء وشهرته بالكتابة غير خفي على أحد فإذا عرض على إنسان كتابته كان ذلك الإنسان في أعلا درجة من البلاغة التي أهلته لأن يعرض عليه الرئيس ابن العميدي إنتاج فكره.

قال الثعالبي في يتيمة الدهر في أخبار الرئيس ابن العميد(2): كان كل من أبي العلاء السروي وأبي الحسن العلوي العباسي وابن خلاد القاضي وابن سمكة القمي وأبي الحسين بن فارس وأبي محمد هندو يختص به ويداخله وینادمه حاضرة ویکاتبه ويجاوبه ویهادیه نثر ونظم .

ثم يقول (۳): وكتب (يعني ابن العميد) إلى أبي الحسن العباسي هذه الأبيات وهي من مشهور شعره وجيده: أشكو إليك زمان ظل يعركني عرك الأديم ومن بعدي على الزمن

وذكر الأبيات.

وقال(4): وكتب إلي بعض إخوانه هذه القصيدة ليعرضها على أبي الحسن العباسي وهي سائرة في الآفاق وكأنه قد جمع فيها أكثر إحسانه، فقال:

قد ذهبت غیر حشاشة وذماء          ما بين حر هوی وحر هواء

يقول فيها في عتاب العباسي وذكرها الثعالبي كلها:

أبلغ رسالتي الشريف وقـل له         (قد أتئـــــب أربيت في الغلواء)

أنت الذي شتت شمل مســرتي        وقدحت نار الشوق في أحشائي

وجمعت بين مسائتي ومسرتي        وقــــــرنت بني مبرتي وجفاني

ونـبذت حقي عشرتي ومودتي                وهرقـــــت مائي خلني وإخائي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) بحر الأنساب: ص۲۲۷.                 (۲) يتيمة الدهر: ص 143.

(3) يتيمة الدهر: ص ۱5۳.                 (4) نفسه: ص154.

 

(404)