تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السابع

اسم الکتاب : تاريخ المراقد الحسين وأهل بيته وأنصاره الجزء السابع

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 


ولا تزال موجودةً إلى الآن، وذلك بعدما استبدلت الخشبية بأخرى نحاسية، ثم أُبدلت بالمقصورة الفضية التي أهداها جماعة البهرة (1).
• قبل سنة ۱۳۰۳ هـ (2) قامت السيدة (الست) منور (3) بإنشاء سبيل في الجودرية (4) بالقاهرة وقفاً للمشهد الحسيني بالقاهرة وقد فرشت ارض السقاية بالرخام الملون وكانت عامرة حتى عام ۱۳۱۱ هـ (5).
• في سنة ۱۳۰۳ هـ قامت لجنة الآثار المصرية بترميم المئذنة الثانية التي أُنشئت سنة ۱۲66 هـ، كما كُسي المحرابُ بالقاشاني من قبل عبد الواحد التازي (6) ونقشت عليه نصوص قرآنية، وجاء تاريخها على الشكل التالي: «اللهم كن برحمتك خير مجازي لمُنشئِهِ عبد الواحد التازي سنة ۱۳۰۳ هـ» (7).
• في سنة ۱۳۰5 هـ وبالتحديد يوم الخميس ۲5 جمادى الثانية، قام الخديوي توفيق (8) بنقل الآثار النبوية من المرقد الزينبي إلى المشهد الحسيني بعد أن وضعها في لفائف من الديباج الأخضر المطرَّز بالسلوك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) راجع رأس الإمام الحسين بمشهده بالقاهرة تحقيقاً مؤكداً حاسماً: ۱۰.
(2) التاريخ أُخذ من انتهاء المؤلف من تدوين كتابه سنة 1886 م (۱۳۰۳ هـ) وبما أن المؤلف يقول: «وكانت عامرة إلى الآن» فلابد أن يكون بناؤها أقدم من هذا التاريخ.
(3) السيدة منور: لعلها كانت من السيدات المؤمنات، وربما كان عليها نذر فوفت به.
(4) الجودرية: محلة وشارع في القاهرة يبدأ الشارع من شارع المؤيد وينتهي إلى أول شارعي الحطاب والمنجلة وطوله مائة متر.
(5) أعلام النساء: 5 / ۱۱4، الخطط التوفيقية الجديدة: 3 / ۱۷۹.
(6) عبد الواحد التازي: الشهير بالأفندي، من أعيان القاهرة، وله مكتبة باسمه، كان شديد الولع بطبع الكتب المخطوطة، منها: تبيين العجب بما ورد في شهر رجب سنة ۱۳5۱ هـ، حاشية العلامة الطالب على لامية الأفعال سنة ۱۳5۰ هـ، وحاشية العلامة أبي العباس على متن الأجرومية سنة ۱۳4۹ هـ.
(7) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۷.
(8) الخديوي توفيق: هو محمد توفيق إبن الخديوي إسماعيل (۱۲6۹ ـ ۱۳۰۹ هـ) ولد في القاهرة وفيها مات، السادس من أسرة محمد علي باشا، ولي عن أبيه سنة ۱۲6۹ هـ حتى وفاته وخلفه ابنه عباس حلمي الثاني المتوفى سنة ۱۳6۳ هـ.


(238)


من الفضة المذهَّبة (1) وكتبت الجريدة الرسمية عن ذلك النص التالي: «لمَّا علم الأهلون بتوجه الأَفكار العليَّة إلى الاحتفال بنقلها في يوم الخميس الماضي هرع الناس من بيوتهم في صباح ذلك اليوم وازدحموا بجوانب الطرقات التي يمر منها الموكب وغصَّت البيوت والمساكن ونوافذها بالمنتظرين، ثم توافد على السراي العامرة دولة الغازي مختار باشا (2) وأَصحاب الدولة حسين كامل باشا (3) ومحمود باشا (4) ومنصور باشا (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) المسجد النبوي الشريف ومزارات أهل البيت: ۷۸.
(2) مختار باشا: هو أحمد مختار باشا المتوفى سنة ۱۳۳۷ هـ، ولد بمدينة بورصة غرب تركيا، تقلد مناصب إدارية وعسكرية وقاد الحرب التركية الروسية في الفترة (۱۲۹۳ ـ ۱۲۹5 هـ) ولبسالته خُلع عليه لقب الغازي، أدار المفاوضات التركية الإيطالية على جزيرة كريت (كريد) وكان مندوبا ساميا في عدد من البلدان، أصبح عضوا في مجلس الأعيان سنة ۱۳۲6 هـ، تولى الصدارة العظمى (رئاسة الوزراء) سنة ۱۳۳۰ هـ، له مؤلفات عدة كتبها بالتركية وترجمت إلى العربية منها: رياض المختار ومرآة الميقات والأدوار، إصلاح التقويم، والتقويم المالي.
(3) حسين كامل باشا: هو إبن الخديوي إسماعيل بن إبراهيم (۱۲۷۰ ـ ۱۳۳5 هـ)، ولي الحكم سنة ۱۳۳۳ هـ عن عباس حلمي الثاني (۱۲۹۱ ـ ۱۳64 هـ) بعد أن خلعته بريطانيا وأضفى على نفسه لقب سلطان مصر إيذاناً بالانفصال عن السلطان العثماني، كان يشغل قبل ذلك نظارة (وزارة) الأشغال العمومية، ونظارة المالية، ورئاسة مجلس شورى القوانين، خلفه في السلطنة أخوه فؤاد الأول المتوفى سنة ۱۳55 هـ.
(4) محمود باشا: هو محمود باشا سليمان بن عبد العال بن عثمان السليمي (۱۲5۷ ـ ۱۳46 هـ)، من أعيان مصر وسياسييها، ولد في بلدة ساحل سليم بأسيوط وفيها مات، سكن القاهرة، عضو مجلس شورى القوانين ووكيل المجلس شورى القوانين نحو ربع قرن، زعيم حزب الأمة الذي تأسس سنة ۱۳۲5 هـ، ساهم سنة ۱۳۲4 هـ في تأسيس صحيفة «الجريدة» وكان رئيس شركتها، قلّده السلطان حسين كامل سنة ۱۳۳۳ هـ وسام النيل لجهوده في خدمة مصر وكان له من العمر ثمانون عاماً، قيل إن البريطانيين عرضوا عليه السلطة بعد وفاة السلطان عام ۱۳۳5 هـ لكنه رفض، نفاه الإنكليز إلى الصعيد أثناء ثورة سعد زغلول سنة ۱۳۳۷ هـ.
(5) منصور باشا: هو منصور إبن أحمد يكن باشا المولود سنة ۱۲5۳ هـ بالطائف، سافر الى مصر مع والده سنة ۱۲6۲ هـ وسكن القاهرة، وتعلم اللغات العربية والتركية والفرنسية والآداب والعلوم العسكرية، وتولى مسؤوليات عدة، منها رئيس لمجلس الأحكام وناظر (وزير) للمعارف والأوقاف والداخلية، تزوج من الأميرة توحيدة بنت الخديوي إسماعيل سنة 1285 هـ.
(239)


ونوبار باشا (1) ورئيس مجلس النظار والنظار الكرام (2) وقنصل دولة إِيران (3) وأفاضل العلماء والذوات والأَعيان والتجار وموظفو الحكومة على الإِطلاق. وقد كانت الآثار الشريفة في قاعة الاستقبال الكبيرة الخديوية على أُسرة مكسوَّة بفاخر الديباج الأخضر وحواليها آلات البخور الثمينة، ولما قرب الميعاد استدعى الجناب العالي إلى مجلسه الكريم أصحاب الفضيلة قاضي مصر ومفتيها وشيخ الجامع الأَزهر (4) والمشايخ الأَخبار المهدي (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( ) نوبار باشا: هو نوبار نوباریان باشا الأرمني (۱۲4۱ ـ ۱۳۱6 هـ) ولد في مدينة أزمير ومات بالإسكندرية، تعلم في مدارس سويسرا وفرنسا وأجاد الفرنسية، وتولى مسؤوليات عدة في عهد محمد علي باشا وخلفائه من بعده، كان مترجما في القصر، وأصبح وزيراً مفوضاً في فيينا، ثم مديراً للسكك الحديدية ونال رتبة لواء، وتقلب في المناصب الحكومية وتولى وزارة الخارجية ووزارة التجارة ورئاسة الوزراء.
(2) رئيس مجلس النظار: هكذا ورد في النص، وهو لا يصح ويفترض أن يكون: «نوبار باشا رئيس مجلس النظار» لأن نوبار نوباریان الأرمني تولى رئاسة مجلس النظار للمرة الثانية في الفترة (10 / 1/ 1884 ـ 9 / 6 / 1888 م) وتاريخ ۲5 جمادى الثانية ۱۳۰5 هـ يعادل ۹ / ۳ / ۱۸۸۸ م أي أن الحديث يقع ضمن فترة نظارته، ولا يخفى أن مجلس النظار هو بمقام مجلس الوزراء دعا لتأسيسه كهيئة حاكمة منفصلة عن السلطنة الخديوي إسماعيل سنة ۱۲۹5 هـ.
(3) قنصل إيران: هو أحمد التفاوي، ولم نعثر على تفاصيله إلا إشارة إلى اسمه كما جاء في موقع بني تميم في مقالة بعنوان «حقيقة جمال الدين الأفغاني» نشرت في 5 / 5 / ۲۰۰۷ م، (www.bnitamim.com).
(4) شيخ الأزهر: هو شمس الدين محمد بن محمد بن حسين الإنبابي الشافعي (۱۲4۰ ـ ۱۳۱4 هـ)، ولد في القاهرة وفيها مات، وأصل والده من مدينة إنبابة (إمبابه) وإليها يُنسب، انخرط في الدراسة الأزهرية وله من العمر 13 عاماً، وكان إلى جانب الدراسة يملك محلاً لتجارة القماش ورثه عن أبيه، من أساتذته: ابراهيم السقا، مصطفى البولاني، والإمام الباجوري، ومن تلامذته: حسونة النواوي، علي الببلاوي، وأبو الفضل الجيزاوي، تولى مشيخة الأزهر عام ۱۲۹۹ هـ ثم استقال أثناء الثورة العرابية، ثم تولاها ثانية سنة ۱۳۰4 هـ حتى عام ۱۳۱۱ هـ، من مؤلفاته: تقرير الإنبابي على حاشية الصبان، رسالة في علم الوضع، ورياضة الصبيان وتعليمهم وتأديبهم.
(5) المهدي: هو محمد مهدي بن محمد أمين بن محمد المهدي العباسي (۱۲4۳ ـ ۱۳۱5 هـ)، ولد في الإسكندرية ومات في القاهرة التي وردها سنة ۱۲55 هـ، أول من جمع بين منصبي الإفتاء ومشيخة الأزهر، من أساتذته: ابراهيم السقا، خليل الرشيد الحنفي، والشيخ البلتاني، تولى منصب الإفتاء سنة ۱۲64 واستمر فيه لأربعين عاما =
(240)

والبكري (۱) والسادات وتلا بعض مشاهير القراء آيات من القرآن المجيد ثم تقدم الجناب العالي ورفع الخرقة الشريفة على يديه وكلف كلاً من أصحباب الدولة مختار باشا وحسين باشا ومحمد ثابت باشا (2) رئيس الديوان الخديوي ومحمد رؤوف باشا (3) ناظر الأوقاف برفع بقية الآثار وسار أمامهم والباقون حوله إلى أن وصلوا إلى باب السلاميك الموصل إلى ميدان عابدين وهناك تقدم السيد عبد الباقي البكري (4) واستلم من يده هذه الأمانة وانتظم مع الحاملين بقية الآثار الشريفة فأدى فوارس العساكر ورجالتهم وموسيقاهم واجب التعظيم وأطلقت المدافع من القلعة إعلاناً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
= وتولى سنة ۱۲۸۷ هـ مشيخة الأزهر، وأعفي من المنصبين بطلب منه سنة ۱۳۰4 هـ، له: الفتاوى المهدوية في الوقائع المصرية.
(1) البكري: هو محمد توفيق بن علي بن محمد البكري (۱۲۸۷ ـ ۱۳5۱ هـ) ولد في القاهرة وفيها مات، قرأ في المدارس الرسمية إلى جانب الأزهر، من أساتذته شمس الدين محمد الإنبابي، تولى رئاسة المشيخة البكرية ومشيخة الطرق الصوفية ونقابة الأشراف منذ عام ۱۳۰۹ هـ حتى عام ۱۳۱۲ هـ حيث عزله منها الخديوي توفيق وأبدله بالشيخ علي الببلاوي (۱۲5۱ ـ ۱۳۲۳ هـ)، سافر في البلدان، من مؤلفاته: صهاريج اللؤلؤ، فحول البلاغة، والمستقبل للإسلام.
(۲) محمد ثابت باشا: الشركسي الأصل (۱۲۳6 ـ ۱۳۱۹ هـ) ولد ومات في القاهرة، تولى محمد علي باشا برعايته وأدناه وزوّجه من العائلة وأسبغ عليه رتبة الأمير الاي العسكرية (عميد)، تقلّب في المناصب الرسمية حتى أصبح وزيراً للأوقاف ثم وزيراً للداخلية، ومن قبل كان محافظا للقاهرة ثم الإسكندرية، وفي سنواته الأخيرة اعتزل العمل الرسمي وانقطع للعمل الاجتماعي وأنشأ المبرات الخيرية.
(3) محمد رؤوف باشا: المتوفى سنة ۱۳۰6 هـ، تقلب في المناصب العسكرية والرسمية، ومنح سنة ۱۲۸٦ رتبة بكباشي (مقدم) وفي عام ۱۲۹۱ هـ منح رتبة لواء، وتولى محافظة زيلع في شمال الصومال ومحافظة هرر في إثيوبيا ثم حاكما عاماً في السودان سنة ۱۲۹6هـ، وتولى رئاسة المحكمة العسكرية أثناء الثورة العرابية، وفي عام ۱۳۰۱ هـ أصبح وزيرا للأوقاف كما انتخب عضوا دائما في مجلس شورى القوانين.
(4) عبد الباقي البكري: هو إبن علي البكري (۱۲66 ـ ۱۳۰۹ هـ)، نشأ في القاهرة وفيها مات، درس في الأزهر، وتولى عن والده المشيخة البكرية ونقابة الأشراف ومشيخة مشايخ الطرق الصوفية، منحه الخديوي محمد توفيق عضوية مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية.
(241)


بقيام الموكب المنيف ثم سار الموكب وفي مقدمته أربعة فوارس وضابط يتلوهم كافة أرباب الأشاير الموجودة في العاصمة وبعدهم فريق من فوارس الجيش، وقد انتظم في هذا الموكب أكثر من ثلاثين ألف نسمة وعدد المحتفلين والمتبركين في طريقه مائتا ألف أو يزيدون وسار الموكب من سراي عابدين إلى شارع عبد العزيز والعتبة الخضراء فشارع محمد علي فميدان باب الخلق ثم أخذ طريقاً تحت الربع فالسكرية فالعقادين فالغورية فالسكة الجديدة إلى أن وصل إلى المشهد الحسيني فأودعت الآثار الشريفة في حرزها المصون واستلم مفاتيحها ناظر الأوقاف وتُليت آيُ القرآن الكريم ودارت الشَّرَباتُ على الحاضرين» (1).
فوضعت هذه الآثار النبوية في خزانة أُنشئت لهذه الغاية إلى أن أُنشئت لها غرفة خاصة بذلك سنة ۱۳۱۱ هـ، ويبدو أنَّه بدأ العمل بهذه الخزانة سنة ۱۳۱۰ هـ (۲).
• في سنة ۱۳۱۰ وقعت مواجهة بين عباس حلمي والحكومة البريطانية على خلفية إقالة حكومة مصطفى فهمي (3) المتهم بولائه للحكومة البريطانية، فزادت من شعبيته وأراد أن يدعمها فقام بزيارة المشهد الشريف وصلى هناك فاحتشدت الجماهير حوله وهتفوا مؤيدين له ودعوا الله بالتوفيق له والنصر على بريطانيا، ولا يخفى أن عباس حلمي في هذه القضية كان مسنودا من قبل الآستانة (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: ۷۱ عن جريدة الوقائع المصرية في آخر جمادى الثانية من سنة ۱۳۰5 هـ.
(۲) مخلفات الرسول: ۱۳۷.
(۳) مصطفى فهمي: هو إبن حسين البكباشي (۱۲56 ـ ۱۳۳۲ هـ) ولد في جزيرة كريت بالبحر الأبيض وهو تركي الأصل، وتوفي في القاهرة، هاجر مع أبيه من الجزائر إلى القاهرة سنة ۱۲46 هـ، دخل المدرسة الحربية وتقلب في مناصب عسكرية حتى نال رتبة فريق، تقلد مناصب رسمية عدة منها محافظة القاهرة وبور سعيد وتولى وزارة الأشغال والخارجية والحربية والداخلية والمالية ثم تولى رئاسة الوزراء لثلاث دورات ثم أُقيل في 26 / 6 / ۱۳۱۰ هـ، مات في الإسكندرية ودفن في القاهرة.
(4) الموسوعة الحرة (ويكيپيديا) بتاريخ 19 / 7 / ۲۰۱۱ م.
(242)


• في سنة ۱۳۰5 هـ قام الرسام الفرنسي جون ليون (1) برسم الروضة الحسينية بالقاهرة (2).
• في سنة ۱۳۱۱ هـ قام عباس حلمي الثاني (۳) بتجديد طلاء داخل القبة الحسينية (4) كما قام بتشييد قاعة متسعة لتوضع فيها الآثار النبوية والتي كانت محتفظة في خزانة وضعت في الجنوب الشرقي من المسجد، وتعد هذه القاعة آية في الزخارف المعمارية وقد فتح باب من الجهة الشرقية لتؤدي إلى هذه القاعة وهو ينفذ إلى غرفة الخزانة الحسينية التي فيها آثار النبي صلى الله عليه وآله بعد الحائط الذي يلي الباب الغربي للمشهد الحسيني، وهو مصنوع من خشب الساج البُنِّي اللون عرضها نحو ۱٫۳۰ متر تتوسط إطارين عرضهما معاً بعرض الباب والباب منقوش عليه بنقوش فضية هندسية وقد كُتب على الباب بيتان من الشعر وُضع كل مصرع في إطار هندسي ليكون سطرين جاءا كالتالي من الوافر:
بنى عباس حلمي بيتَ مجدٍ بجانب قُبَّةِ السِّبط الزَّكيِّ
بخيرٍ تَمَّ والتَّاريخُ: بابٌ تُواجهُ منهُ آثارَ النَّبيّ (5)
ويذكر أنَّ الباب مصنوع من خشب الساج الهندي المُصفَّح بجامات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جون ليون: هو جون ليون جيروم (Jean-Leon Gerome) (۱۲40 ـ 1322 هـ) رسام ونحات فرنسي ولد في مدينة فيسول (Vesoul) شرق فرنسا ومات في باريس التي قدم إليها وفيها درس على يد الفنان پول ديلاروج (Paul Delaroche) وغيره، تنقل في أوروبا ورحل الى الدول الإسلامية تركيا ومصر وشمال أفريقيا ورسم المشاهد الشرقية، ترك العشرات من اللوحات الزيتية والتماثيل.
(۲) راجع تاريخ المراقد: ۲ / ۲۰5، وقد أوردنا صورة اللوحة التي رسمها والتي نحتمل أنها عائدة للمشهد الحسيني في القاهرة.
(3) عباس حلمي الثاني: هو ابن توفيق بن إسماعيل (۱۲۹۱ ـ ۱۳6۳ هـ) وهو حفيد محمد علي باشا، ويعرف بالخديوي، ولد في القاهرة وتوفي في سويسرا ودفن في القاهرة حيث خلع من قبل البريطانيين وهو بالآستانة فانتقل إلى لوزان السويسرية، وله مذكرات.
(4) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: ۱۳6.
(5) ومن المعلوم أنَّ معادلة ما بعد التاريخ جاءت كالتالي: 5 + 415 + ۹5 + ۷۰۲ + ۹۳ = ۱۳۱۱ هـ، وما ورد على الباب ۱۳۱۰ نظمه من التصحيف.
(243)


من النحاس المنقوش ويعلو الباب عقد ويكتنفه من جانبيه عمودان من الرخام المنقوش بزخارف نباتية وهندسية وكتابية بديعة (1)، وقد بدت على الباب خمسة قناديل خضراء على شاكلة القناديل الأخرى التي سنأتي على ذكرها.

ش1195
(98)244
باب الخزانة الحسينية (المقتنيات) من داخل المسجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: ۱۳۷.
(244)


هذا وقد أُحْسِنت إضاءة غرفة المقتنيات بالمصابيح والثُّريّات كما كُسِبَتْ جدرانها بالرخام (1) وسُقِّفت بالخشب المزخرف وقد صنع نوافذها من الجصِّ المُخرَّم والمُعشَّق (2) بزجاج متعدد الألوان، وفرشت أرضيتها بأفخم أنواع السجاد (3)، وقد تم تركيب خزانة الآثار النبوية في فجوة صنعت لأجل ذلك في الجدار القبلي ثم غلفت بالقماش الأخضر، وقد قام عباس حلمي الثاني بإعادة نقوش الغرفة وأقام فيها نوافذ جديدة مع المحافظَة على النقوش والكتابات القديمة.
ويوجد بتلك الفجوة لوح من الزجاج لوضع الأمانات، كما أنَّ لها باباً من خشب الجوز المطعم بالعاج والصدف والأبنوس تعلوه كتابة بأحرف من العاج نصها كالتالي: ﴿إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾ (4).
ولهذه القاعة بابان أحدهما يوصل إلى المسجد والآخر إلى الروضة، وعلى رخام جدار الغرفة من الداخل كتبت البسملة وسورة الشرح (5) ثُم من بعدها جاء النص التالي: «ذكر ما هو محفوظ بهذه الخزانة المباركة من آثار المصطفى صلى الله عليه وآله وآثار خلفائه».
وإنَّ محتويات هذه الخزانة من الآثار النبوية وغيرها ما يلي:
١ - ثلاث قطع من قميص الرسول صلى الله عليه وآله (6).
۲ - مكحلة ومرود تنسب إلى الهادي صلى الله عليه وآله (7).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في (مساجد مصر وأولياؤها الصالحون): ۱ / ۳۸۳ بالرخام المجزع وبها محراب صغير.
(۲) المعشق: والظاهر أنه تعبير عن المنسجم.
(3) جاء في (مساجد مصر وأولياؤها الصالحون): ۱ / ۳۸۳ أنَّه مفروش بالسجاد والبسط التركية وذلك حينما يتحدث عن أمام الباب الأخضر، ولكن عندما يتحدث عن القاعة الجديدة فيذكر أنها مفروشة بالسجاد الإيراني والتركي.
(4) سورة النساء، الآية: 5۸.
(5) سورة الشرح: هي ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ﴾ آياتها ثمان ورقمها التسلسلي: 94.
(6) يظهر من كلام الدكتورة سعاد ماهر محمد في مخلفات الرسول: ۸6 أنَّ نسبة القميص إلى الرسول صلى الله عليه وآله جاءت من قبل الجبرتي مؤلف كتاب عجايب الآثار في تراجم والأخبار: ۳ / 5۳۷، نسخة موقع المصطفى في حوادث 10 / 3 / ۱۳۰۲ هـ.
(۷) المكحلة: تشبه الملعقة الصغيرة.
(245)


3 - قطعة من القضيب يقال إنَّها للأمين صلى الله عليه وآله.
4 - شعرتان من لحية ورأس النبي صلى الله عليه وآله وهما محفوظتان في زجاجة، والواقع أنَّها 15 شعرة.
5 - مصحف بخط عثمان بن عفَّان كُتب بالخط الكوفي (1).
6 - مصحف بخط الإمام علي عليه السلام كُتب بالخط الكوفي (2).
فهذه القطع العشر الأثرية هي الموجودة لحد الآن وأما ما سواها فلا وجود لها وجميعها محفوظة في أربعة صناديق من الفضة، ملفوفة في قطع من الحرير الأطلس الأخضر المدشن بخيوط من الذهب والفضة (۳).
وقد اهتم بعض الباحثين (4) بهذه المقتنيات المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام ونترك له القول في ذلك حسب ترتيب ما أوردناه:
أولا: القميص: وسأتناول وصف قطع النسيج المذكورة وعددها فهي ثلاث قطع كبيرة، تمتاز كلُّها بأنَّها بيضاء اللون وخالية تماماً من الزخارف الملونة، وكذا الزخارف النسجية، إذ إنَّها جميعاً منسوجة على أنوال (5) يدوية بسيطة، ونلاحظ في قطعة منها آثار الخياطة، والقطعتان الأُخرتان خلو منها، أما من حيث المواد الخام (6)، فهناك قطعتان من القطن، قد تكونان أجزاءً من ثوب سحولي (7)، وأما القطعة الثالثة وهي كبيرة الحجم فمن الكتان غير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جاء في الخطط التوفيقية: إنَّ بساطة الخط والزخرفة يُوميان إلى أنَّه كتب في أواخر القرن الثاني أو أوائل القرن الثالث الهجريين، وأنَّ قاعدة الخط والزخرفة المستخدمة به لا تتفق والقرن الأول الهجري وأنَّ خطه من بعد قوله تعالى ﴿وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ﴾ قد كتب بخط كوفي أحدثُ ممَّا سبقه، ويذكر مراحل نقل هذا المصحف بالتفصيل فليراجع.
(۲) جاء في الخطط التوفيقية: لعله هو أحد المصحفين اللذين أحدهما بجامع عمرو بن العاص حتماً سنة 516 هـ واهتم به الآمر بأحكام الله، والآخر قد يكون برباط الآثار على النيل، ونسبته إلى الإمام مشكوكة لأسباب فنية وتاريخية.
(۳) راجع مخلفات الرسول: ۷۷.
(4) البعض هو الدكتورة سعاد ماهر محمد المتوفاة سنة 1416 هـ، وقد مضت ترجمتها.
(5) أنوال: جمع النول: آلة النسج اليدوي بالمجاز.
(6) تقول الدكتورة سعاد: لقد حُلَّلَت الخيوطُ في المعمل الكيمائي لمصلحة الآثار.
(۷) السحل: هو الثوب القطني الأبيض وهو من الثياب التي لا يبرم غزلها طاقتين طاقتين ونسبته إلى قرية السحول في اليمن والتي كانت معروفة بنسجها مثل هذا القماش.
(246)


المبيض، ليس من المستبعد أن تكون جزءاً من الكساء الأبيض أو من الرداء المربع، وإن كنتُ أرجح أن تكون من النسيج المصري المعروف بالقباطي، الذي تردد ذكره في كثير من المراجع التاريخية، وعرفه العرب قبل الإسلام، إذ كتبوا عليه معلقاتهم، وبعد الإسلام. فقد جاء في كتاب المقريزي (1)، أن المقوقس (۲) «أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فيما أهدى قباءً وعشرين ثوباً قبطياً» وذكر الفاكهي (۳) في أخبار مكة «رأيت كسوة ـ يعني كسوة الكعبة ـ من قباطي (4) مصر مكتوب عليها اسم الخليفة العباسي المهدي (5)، ومؤرخة سنة تسع وخمسين ومائة، ومكان صناعتها تنيس (6)».
وتنهي دراستها عن القطع الثلاث بالقول: «من هنا أستطيع أن أرجح أنَّ قطعتي القطن قد تكونان مِن ثوبٍ أو قميصٍ سحولي، أما القطعة الثالثة فليس ببعيد أن تكون جزءاً من قميص من قباطي» (7)، ولكن من أين أن نثبت بأنها كانت للرسول صلى الله عليه وآله وما جاء في بعض السير أنَّه صلى الله عليه وآله ترك عند وفاته قميصاً صحارياً (8) وآخر سحولياً لا يفيدنا في مرحلة الإثبات نعم يفيدنا في مرحلة الثبوت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المواعظ والاعتبار (الخطط المقريزية): 1 / 46.
(۲) المقوقس: هو البطرك كيرس (سيروس) (Cyros) زعيم الأقباط في عهد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، والحاكم البيزنطي من قبل هرقل على مصر، وراعي الكنيسة الملكانية، كان حياً سنة ۲۲ هـ، صالح قوات المسلمين فدخلوا الإسكندرية.
(3) الفاكهي: هو محمد بن اسحاق بن العباس المكي الفاكهي المولود نحو ۲۱۷ هـ والمتوفى قبل ۲۷۹ هـ، نشأ ودرس مبكراً في مكة، من رواة الحديث وحفاظ القرآن، تنقل في البلدان وزار بغداد والكوفة وصنعاء وأخذ عن علمائها، له: أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه.
(4) القباطي: ثوب رقيق أبيض اشتهرت به الصناعة المصرية القديمة.
(5) المهدي العباسي: هو محمد بن عبد الله الثاني ابن محمد العباسي (۱۲۷ ـ ۱6۹ هـ) ولد في مدينة إيذج بإيران ومات بالسم في ماسبذان بإيران، الثالث من بني العباس، ولي الحكم عن أبيه المنصور العباسي سنة ۱5۸ هـ، وخلفه من بعده ابنه موسى العباسي (144 ـ ۱۷۰ هـ).
(6) تنيس: جزيرة مصرية تقع في البحر الأبيض المتوسط بين الفرما ودمياط.
(7) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: ۸5.
(8) الصحاري: جاء في مخلفات الرسول: 86: «عن عيون الأطهار أنه من الجائز أن يكون هذا القميص الصحاري من صنع مدينة زهار».
(247)


ش1196
(99)
القميص المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وآله (۱)
ش1197
(100)248 2

القميص المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وآله (۲)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من الجدير ذكره أن صور المقتنيات داخل الصندوق أخذت من موقع مدونة السيد عبد الرازق المنشورة بتاريخ 21 / 6 / ۲۰۰۸ م والملتقطة بتاريخ 28 / 11 / ۲۰۰5 م، وهو نص تقرير مصور عن مؤسسة الأرشيف العراقي في الدانمارك بقلم وعدسة السيد صفاء الموسوي، وهو عراقي مقيم في الدانمارك، وأما عبد الرازق فهو محمد بن محمد بن عبد الرازق الحسيني المولود في مدينة الشرقية سنة ۱۳۷۸ هـ، وهو شاعر وكاتب من دواوينه المطبوعة «نبوءة على تقاسيم العشق»، وله نظم في الإمام الحسين عليه السلام، راجع ديوان القرن الخامس عشر.
(۲) مخلفات الرسول: لوحة رقم ۸.
(248)

لقد وضعوا القطع الثلاث من القميص في صرة فهي قطعة من الكتان غير المخيط ولونه ابيض تدل خيوطه الدقيقة على أنه من النوع الجيد، إذ يبلغ عدد الخيوط في السنتميتر الواحد عشر فتلات وهي منسوجة نسجاً يدوياً، ومن المرجح أنها من القماطي المصري وأما القطعتان الأُخرتان فهما من القطن وقد نسجتا نسجاً يدوياً أيضاً ومن المرجح أنهما من الأثواب السحولية (1).
ثانياً: المكحلة والمرود: فجاء عنهما: «بعد أن أُخضع للتحليل بالعمل الكيميائي التابع لمصلحة الآثار تبين لنا أنَّ معدن المكحلة في الجزء المقعر الذي يشبه الملعقة من النحاس الأصفر، وإنْ كان لونها الآن قد أصبح يميل إلى السواد وذلك مِن أثر القِدم، وأما المرود أي الميل فإنَّه من الحديد وقد غلف جزءٌ من نهايته الغليظة بغلاف من الفضة وليس من المستبعد أن يكون قد أُضيف مع غلاف المكحلة كذلك، وبما أن المراجع التي تعرضت لوصف المكحلة والمرود ذكرت أنهما من النحاس أو النحاس الأحمر كما ورد في بعضها، وقال البعض الآخر إنهما من الحديد، وقد تبيَّن من التحليل أنَّ المكحلة والمرود صنعا من هاتين المادتين فليس من المستبعد أن تكون المكحلة والمرود من مخلفات الرسول صلى الله عليه وآله (۲)، ولكن لا دليل على هذه النسبة كما سبق وأشرنا إلى ذلك رغم أنَّ هناك بعض الروايات تقول بأنَّه كان يكتحل (۳).

ش1198
(101)
المكحلة والمرود المنسوبان إلى الرسول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) راجع مخلفات الرسول: ۱۳۹.
(2) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: 94.
(3) عن الإمام علي عليه السلام: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يسافر بستة أشياء: بالقارورة وبالمقص والمكحلة والمرآة والمشط والسواك». مستدرك وسائل الشيعة: 8 / ۲۱۷.
(249)

ش1199
(102)
المكحلة والمرود المنسوبان إلى الرسول صلى الله عليه وآله (۱)
يبلغ طول قعر المكحلة التي كالملعقة 3٫5 سنتيمتر وأما المقبض فطوله ۱۱٫5 سنتمتر ليكون طول المكحلة مجموعاً ۱5 سنتمتراً وهو مصنوع من النحاس، وأما المرود أي الميل المصنوع من الحديد فيبلغ مقبضه ۱۱ سنتمتراً وأما مقبضه الفضي فيبلغ ۲٫5 سنتمتر ليكون مجموعهما ۱۳٫5 سنتمتراً.
ثالثاً: القضيب: المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وآله فالدراسة عنه تقول: «تبيَّن بعد فحص القضيب والكشف عن نوع الخشب في المعمل الكيميائي التابع لمصلحة الآثار بمصر أنَّه من خشب الشوحط (۲)، وهو نوع من خشب الأرز الذي كان ينمو على جبال بلاد الشام في أوائل العصر الإسلامي، والقطعة الباقية من القضيب يبدو عليها القدم الشديد، وكان من الممكن تحديد عمر الخشب عن طريق التحليل لولا أن القضيب كان قد غطي بطبقة من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: لوحة رقم 10.
(۲) الشوحط: شجر جبلي ينمو قضباناً معتدلة ليّنة، تُتخذ منه القسي.
(250)

الراتنج (۱) وذلك بطبيعة الحال لوقايته من التلف أو التآكل والتسويس وخاصية بعد أنْ ذهب الكثير منه، وأمَّا الغلاف المعدني الذي يُغلف معظم القضيب فقد تبيَّن بعد التحليل أنَّه من الفضة الجيدة، وعلى ذلك فليس من المستبعد أن يكون هذا الجزء الباقي من القضيب لأحد من تلك القسي التي تركها الرسول صلى الله عليه وآله وقد يكون من العصا التي وصفت بالبيضاء من الشوحط» (2).
ولكن أنَّى لنا إثبات ذلك رغم ما يذكر بأن الرسول صلى الله عليه وآله: «كان له من القسي خمسٌ: الروحاء والصفراء من نبع والبيضاء من شوحط أصابهما من بني قینُقاع، والزوراء والكتوم لانخفاض صوتها إذا رمى عنها» (۳).

ش1200
(103)
قطعة من العصا المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وآله (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الراتنج: مركبات عضوية لزجة أو صلبة، وهي على نوعين الطبيعية وتفرزها النباتات الى السطح الخارجي مثل نبات الصنوبر عندما يتعرض اللحاء الى أضرار فيتم فرز مادة الراتنج لتشكل غطاءً واقيا للنبات، ومنه الكيمياوي ويصطلح عليه (Resin)A وهي مادة مقاومة شديدة الالتصاق تشكل طبقة عازلة عند جفافها وتستخدم كطلاء او حافظ، ويعود تاريخ إنتاج مادة الراتنج الكيمياوية إلى عام ۱۳45 هـ في أميركا.
(۲) وفي المصدر: قد تكون هذه الطبقة من الجام لك أو القلفونية. والجام لك نوع من الألوان المرسبة الحافظة، والقلفونية نوع من أنواع الراتنج منه الطبيعي والصناعي، والطبيعي يستخرج تحديداً من نبات الصنوبر ومنه ايضا يستخرج الصمغ الطبيعي، والصناعي يتكون من أكسدة الطبيعي بكربونات الصوديوم وهي عبارة عن مادة غروية تتصلب عند الحرارة تساعد في منع امتصاص الرطوبة.
(۳) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: ۹۰.
(4) مخلفات الرسول: ۸۸ عن عيون الأثر لابن سيد الناس: 2 / ۳۱۸.
(251)

ش1201
(104)
قطعة من العصا المنسوبة إلى الرسول صلى الله عليه وآله (1)
وهذه العصا من خشب الشَّوحط وهو نوع من أنواع الأرز ولأجل صيانتها كسي معظمها بغلاف من الفضة الجيدة ويبلغ طول الغلاف 4,۱۸ سنتمتراً وأما الجزء الظاهر من العصا فيبلغ 4 سنتمترات وقد دهنت العصا بطبقة من المواد التي تحفظها من التآكل والتسوس (2).
رابعاً: شعرتان: إحداهما من الرأس والأخرى من اللحية، فتقول عنهما الدراسة: أما الشعرات المحفوظة مع باقي المخلفات النبوية بالمسجد الحسيني فسنعرض لما ذكره الأستاذ أحمد تيمور (3) عن تاريخ بعضها وعدده، مع إضافة الشعرات التي لم يذكرها وتصحيح ما ذكره منها، مع وصف مفصل نستطيع معه أن نبدي الرأي باطمئنان عن نسبتها.
يقول أحمد تيمور في الآثار النبوية (4): الشعرات الباقية إلى اليوم:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مخلفات الرسول، لوحة رقم 9.
(۲) مخلفات الرسول: ۱۳۹.
(۳) احمد تيمور: هو أحمد بن إسماعيل بن محمد تنكور الشهير بأحمد باشا تيمور (۱۲۸۸ ـ ۱۳4۸ هـ) أديب ومؤرخ مصري، ولد ومات في القاهرة، عضو المجمع العلمي العربي بدمشق وعضو المجلس الأعلى لدار الكتب المصرية، ترك مكتبة كبيرة ضمّت ۸6۷۳ مخطوطة، من مؤلفاته: أعلام المهندسين في الإسلام، الآثار النبوية، والحب عند العرب.
(4) الآثار النبوية: 94.
(252)

منها الشعرتان اللتان كانتا مع الآثار النبوية بقبة الغوري (1) ونقلتا معها إلى هذا المسجد وهما في زجاجة محفوظة في صندوق صغير من الفضة ملفوف بلفافة من الديباج الأخضر المطرز بخيوط من الفضة.
والواقع أنَّ عددها أربع شعرات لا شعرتان ولونُها كستنائي (۲) داكن قد يكون نتيجة خضابها أو دهنها أو تطييبها فقد خضب صلى الله عليه وآله شعره ودهنه، وهي من الشعر الرجل (3)، وقد كان شعره الشريف رجلاً، وطولها يتراوح بين (۷ ـ ۱۰) سنتمترات، وهو طول يبلغ شحمة الأُذن، وقد كان له صلى الله عليه وآله شعر يبلغ شحمة أُذنيه، لذلك كله أُرجح أنْ تكون هذه الشعرات من شعر رأسه عليه الصلاة والسلام، ثم أُضيفت إليها شعرة كانت عند أحمد طلعت (4) باشا رئيس ديوان الخديوي سعيد (5) وإسماعيل (6) وابنه توفيق (۷). ويقال إنَّ هذه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(۱) قبة الغوري: نسبة إلى آخر سلاطين الممالك البرجية أبي بشر قانصوه الغوري (۸5۰ ـ ۹۲۲ هـ)، أنشأها سنة ۹۱۰ هـ وهي مؤلفة من قبّة ضريحية وسبيل ماء وكتّاب لحفظ وقراءة القرآن وتقع نهاية شارع الغورية عند تقاطع شارع الأزهر.
(2) الكستنائي: نسبة إلى الكستنة أو القسطل جنس من فصيلة البلوطيات ولونه بنِّي يميل إلى الذهبي، والكستن مفردة انكليزية (Chestunt) تعني البلوط، وكان من الجدير أن يُقال بلوطي اللون.
(3) الشعر الرجل: هو المرسل منه، ويطلق أيضا على الشعر الذي بين المسربل والمجعد.
(4) أحمد طلعت باشا: يوناني الأصل من جزيرة كريت، كان من الأثرياء، تولى مسؤوليات إدارية عدة، ورأس الديوان في عهد الخديوي محمد سعيد (۱۲۷۰ ـ ۱۲۷۹)، وعهد الخديوي إسماعيل (۱۲۷۹ ـ ۱۲6۹ هـ)، وعهد الخديوي محمد توفيق (۱۲۹6 ـ ۱۳۰۹ هـ)، تولى إبنه أحمد طلعت بك (۱۲۷6 ـ ۱۳46 هـ) كتابة الديوان.
(5) الخديوي سعيد: هو محمد سعيد بن محمد علي باشا (۱۳2۳۷ ـ ۱۲۷۹ هـ)، الرابع من ولاة أسرة محمد علي، درس في باريس، ولي الحكم عن إبن أخيه عباس حلمي بن أحمد طوسون المتوفى سنة ۱۲۷۰ هـ، وخلفه إبن أخيه إسماعيل بن إبراهيم باشا (۱۲45 ـ ۱۳۱۲ هـ)، في عهده بدأ حفر قناة السويس سنة ۱۲۷5 هـ وانتهت في عهد خلفه سنة ۱۲۸5 هـ، دخل في حربين خارجيتين لصالح الدولة العثمانية والدولة الفرنسية.
(6) إسماعيل: هو ابن إبراهيم بن محمد علي باشا (۱۲45 ـ ۱۳۱۲ هـ)، وقد مضت ترجمته.
(7) توفيق: هو محمد توفيق إبن الخديوي إسماعيل (۱۲6۹ ـ ۱۳۰۹ هـ)، وقد مضت ترجمته.
(253)

الشعرة حباها بها السلطان (1) في إحدى سفرياته إلى القسطنطينية، وهناك رواية تقولها أُسرته، إنَّها أُهديت إليه من أحد الحجازيين على أنَّها من الشَّعْر الشريف، فعوَّضه عنها شيئاً كثيراً.
ولمَّا تُوفي اتفق بنوه على إِهدائها للمسجد الحسيني لتحفظ فيه مع الآثار النبوية، وهي شعرة بيضاء، وقد كان من شعره الشريف شعرات بيضاء (وفي الرأس نبذ) (2)، وتصل إلى شحمة الأُذن، إذ يبلغ طولها 8 سنتمترات وهي من الشعر الرجل، فمن المرجَّح أّنْ تكون من شعر رأس النبي صلى الله عليه وآله.
• وفي سنة ۱۳4۰ هـ أُضيفت إليها شعرات كانت بالرباط المعروف بتكية الكلشني بشارع تحت الربع، وقد رأى وزير الأوقاف (۳) نقلها إلى المسجد الحسيني وحفظها مع الآثار النبوية فنقلت. والواقع أنها ثلاث شعرات، اثنتان منها لونهما كستنائي كلون الشعرات الأربع السابقة، والشعرة الثالثة لونها كستنائي فاتح يبدو أنها كانت بيضاء ثم صبغت بالخضاب أو تغيرت بالتطيب، والشعرات الثلاث من الشعر الرجل وتبلغ شحمة الأُذن، إذ يتراوح طولها بين (۸ ـ ۱۰) سنتمترات ومن المرجَّح أنْ تكون من شعر رأسه صلى الله عليه وآله. وفي عام ۱۳4۲ هـ أَحضرت الحاجة ملكة (4) حاضنة الأمير كمال الدين ابن السلطان حسين (5)، قارورة إلى المسجد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) السلطان: هو حسين كامل إبن الخديوي إسماعيل (۱۲۷۰ ـ ۱۳۳5 هـ)، وقد مضت ترجمته.
(۲) الشيء النبذ: القليل أو اليسير.
(3) وزير الأوقاف: هو جعفر والي إبن حلمي بك الشركسي (۱۲۹۸ ـ ۱۳64 هـ)، ولد في القاهرة وفيها نشأ ودرس ومات، درس الحقوق وتقلب في المناصب الإدارية في وزارتي المالية والداخلية وتولى وزارة الأوقاف في وزارة عبد الخالق ثروت باشا عام ۱۹۲۲ م، ثم وزارة المعارف ووزارة الحربية، وكان عضوا في مجلس الشيوخ، وإلى جانب السياسة كانت له مسؤوليات رياضية وأول رئيس الاتحاد الكرة المصري.
(4) الحاجة ملكة: والظاهر أنها واحدة من العاملات الفاعلات في القصر الملكي التي لها حظوة لدى الأسرة الحاكمة.
(5) كمال الدين بن حسين: هو حفيد الخديوي إسماعيل (۱۲۹۲ ـ ۱۳5۱ هـ)، نشا في القاهرة ومات في طولوز بفرنسا ودفن في القاهرة، وكان من الأمراء أخذ سنه ۱۳4۰ هـ لقب صاحب السمو السلطاني، وهو الإبن الوحيد للسلطان حسين كامل المتوفى سنة ۱۳۳5 هـ، تنازل عن العرش لصالح عمه الملك فؤاد الأول (1284 ـ 1355 هـ)، كان كثير السفر اشتغل بالعلوم والتاريخ والأدب وكوَّن له مكتبة كبيرة، تولى وزارة الجمعية الزراعية الملكية.
(254)

الحسيني وأَخبرت أنَّ بها شعرات من اللَّحية النبوية الشريفة، وأنها تريد إهداءها لتحفظ مع الآثار فأُجيبت إلى ذلك. وعدد هذه الشعرات خمس، أربع منها لونها كستنائي داكن وواحدة بيضاء وقد كان في لحيته صلى الله عليه وآله شمطات (1)، ويبدو أنَّ الشعرات جميعها تميل إلى الجعودة أكثر منها إلى السبوطة (۲) كما أنَّ طولها جميعاً يتراوح بين (3 ـ 5) سنتيمترات، لذلك يُرجح أنْ تكون هذه الشعرات من اللِّحية النبوية الشريفة.
كما توجد زجاجة فيها شعرة بيضاء قصيرة طولها 5 سنتيمترات، لم يذكر عنها أحمد تيمور شيئاً، ويقولون كما ورد في الدرر الكامنة (3)، أنَّها لعلي بن محمد الخلاطي المتوفى سنة ۷۰۸ هـ والمعروف بالركابي لزعمه أنَّ عنده ركاب رسول الله صلى الله عليه وآله وانه كان يزعم أيضاً أن عنده شعرة له صلى الله عليه وآله وان حفدته قد أهدوا هذه الشعرة إلى مسجد الحسين لكي تحفظ مع الآثار النبوية، وهي شعرة كستنائية اللون طولها 10 سنتيمترات كما أنها من الشعر الرجِل ولذا يُرجح أنْ تكون من شعر الرسول صلى الله عليه وآله.
وهناك شعرة أخرى لم يرد ذكرها عند أحمد تيمور، ويقولون: إنَّ تكية النقشبندية قد أرسلتها لتحفظ مع المخلفات النبوية بالمسجد الحسيني وهي من الشعر الرَجِل، ولونها كستنائي ويبلغ طولها (۱۰٫5) سم ممَّا قد يصل بها إلى المنكب وقد كان شعره صلى الله عليه وآله فوق الوفرة، والوفرة ما نزل إلى شحمة الأُذنين، كما كانت له لُمَّه وهي التي ألمَّت بالمنكبين، فمن المرجَّح أنْ تكون من شعر رأس النبي صلى الله عليه وآله.
وبناء على ما تقدَّم يبلغ مجموعُ الشعرات المحفوظة مع المخلفات النبوية، بمسجد سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه، خمس عشرة شعرة،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) شمطات: جمع الشمطة ما كان بين الأبيض والأسود، وإذا قيل في الرأس شمطات أي شعرات بيض.
(۲) السبوطة: يقال شعر سَبَطْ أي غير مجعَّد.
(3) الدرر الكامنة: 3 / ۱۰۱ وفيه علي بن محمد بن الحسن الخلاطي الحنفي علم الدين الملقب بالقادوس لطول تكوير عمامته ويعرف أيضاً بمزلقان وكان يقال له الركابي لأنه كان يزعم أنَّ عنده ركاب رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يزعم أيضاً أنَّ عنده من شعره صلى الله عليه وآله.
(255)

ما بين بيضاء وكستنائي فاتح وداكن، ومن أطوال مختلفة ما بين قصيرة تبلغ سم إلى طويلة تبلغ (۱۰,5). وقد رَجُح لديَّ ـ بما أمدتنا به تلك المراجع التي أُشير إليها في البحث وبين صفحاته من بيانات ـ نسبتها إلى النَّبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم والله العالم (۱).
ورغم كلِّ ما ذكرته فلا يمكن التأكد من نسبتها إلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله مع العلم أنَّ نساء الرسول صلى الله عليه وآله والأصحاب اقتنوا من شعر الرسول صلى الله عليه وآله ووصف شعره صلى الله عليه وآله كما ورد في الروايات (۲).
ش1202
(105)256

القارورة الزجاجية التي فيها الشعر المنسوب إلى الرسول صلى الله عليه وآله (۳)

وعلى أيِّ فهذه القارورة بها أربع شعرات ويبلغ طول إحداها ۷ سنتمترات مما يحتمل أنْ يكون من شعر الرأس والذي لونه كستنائي وقد أثبتت الشعرات في شمع وضع في وسط القارورة (4).
خامساً وسادساً: المصحفان: المنسوب خطهما إلى عثمان بن عفَّان الأموي المتوفى سنة 36 هـ وعلي بن أبي طالب الهاشمي عليه السلام المتوفى سنة 40 هـ، فقد قامت الدراسة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: ۱۰6 ـ ۱۰۸.
(۲) راجع مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: ۹5 ـ ۱۰4.
(3) مخلفات الرسول في المسجد الحسيني: لوحة رقم ۷.
(4) مخلفات الرسول: ۱۳۸.
(256)

1 ـ بسرد تاريخي لوجود مصحف أو مصاحف أو عدم وجودها وعن تاريخها بما يمكن أو لا يمكن نسبةُ هذين المصحفين إليهما فقالت: «بعد هذا السرد الشامل (۱) للآراء والاتجاهات المختلفة التي وردت في كتب السيرة والمراجع التاريخية أصبح من العسير بل قد يكون في حكم المستحيل تحقيق نسبة مصحفي علي وعثمان إليهما أو حتى الإدلاء برأي في أصل المصحفين الموجودين بمسجد الحسين رضوان الله عليه (2).
۲ - قامت الدراسة بعرض الأمور الفنية حول الورق والخط فقالت: «بعد هذا العرض الوافي لموضوع (فن الكتاب) أصبح من الميسور أن نطبق أصوله على المصحفين، موضوع البحث، لعلنا نستطيع أنْ ندلي برأي يقوم على أُسس علمية فنية يمكنُ الاطمئنان إليه في تأريخهما ونسبتهما».
أما الدراسة عن مصحف علي بن أبي طالب عليه السلام (۳) والذي يعرف بمصحف علي فقد جاءت كالتالي: «لم يُذكر في المراجع التاريخية إلَّا على قلة، وفي إشارات عابرة، هذا إلى أننا لم نعثر على نص تاريخي يشير إلى وجوده بمصر في أوائل العصر الإسلامي.
والمصحف المنسوب إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه والمحفوظ بمسجد الحسين رضوان الله عليه يتكون من (504) صفحات من الرق ومكتوب بمداد يميل إلى السواد، أما خط المصحف فهو كوفي بسيط نقطت حروفه بنقط حمراء للشكل وأخرى سوداء للإعجام، وسأتناول ملاحظاتي عليه بالتفصيل فيما يلي:
أولاً: خط المصحف كوفي بسيط ذو زوايا قائمة وخال من الزخارف الكتابية، ويشبه إلى حد كبير كتابات العراق على الرق في نهاية القرن الأول وبداية القرن الثاني الهجري (4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مخلفات الرسول: ۱۰۹ ـ ۱۱۹.
(۲) مخلفات الرسول: ۱۱۹.
(3) راجع مخلفات الرسول: ۱۲۰ ـ ۱۲۷.
(4) جاءت النصوص القرآنية باللون الأسود وظهرت عليها نقاط حمراء للدلالة على تشكيل وأخرى سوداء للدلالة على الاعجام مما يؤكد أنَّ النسبة إلى الإمام علي عليه السلام غير صحيحة لأنَّ التشكيل والإعجام حصلا في سنة 67 هـ وما بعده ـ راجع مخلفات الرسول: 141 ـ إلَّا إذا قيل بان الشكل والإعجام حصل بعد ذلك.
(257)

ش1203
(106)

صفحة من الرَّق مُعلَّمة باللَّون الأحمر للمصحف المنسوب إلى علي عليه السلام (1)

ثانياً: استخدام الرق في هذا المصحف الذي يبلغ عدد صفحاته (504) يرجح عدم ظهور الكاغد أو غيره من أنواع القراطيس التي انتشرت في العصر العباسي، ولذا فمن المرجَّح أنْ يكون هذا المصحف من العصر الأموي.
ثالثاً: وجود النقط الحمراء للتشكيل والنقط السوداء للإعجام في المصحف ـ كما في الشكل السابق ـ يقطع بأنه لم يكتب قبل عصر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وهو العصر الذي تولى فيه الحجَّاج بن يوسف الثقفي (2) ولاية العراق، وطلب من نصر بن عاصم (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وتبدأ الصفحة الظاهرة للعيان من أوائل سورة البقرة بدءاً بقوله تعالى: ﴿يُنفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ﴾ إلى قوله: ﴿فَزَادَهُمُ اللَّـهُ مَرَضًا﴾ (البقرة: ۲ ـ ۹).
(۲) الحجاج بن يوسف الثقفي: هو حفيد الحكم (40 ـ ۹5 هـ) ولد ونشأ في الطائف وانتقل إلى الشام ومات في واسط بالعراق، تولى إمارة المدينة والطائف ومكة من قبل عبد الملك بن مروان الأموي ثم أضاف إليها العراق فبقي والياً على العراق عشرين سنة إلى أن توفي، وكان مسرفاً بسفك الدماء المحرَّمة.
(۳) نصر بن عاصم: هو حفيد أبي سعيد الليثي، ويُعرف بالبصري توفي سنة ۸۹ هـ، فقيه وإمام بالعربية أخذ علم النحو عن أبي الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي المتوفى في البصرة سنة 69 هـ.
(258)