الحسين وأهل بيته وأنصاره  (الجزء الثالث)

اسم الکتاب : الحسين وأهل بيته وأنصاره (الجزء الثالث)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

 

الحسيني الشريف بكربلاء المقدسة، بسبب الأوضاع المتردية في بغداد، إثر حرق المصحف المنسوب الى عبدالله بن مسعود(1)، بفتوى من أبي حامد الاسفراني(2) وصادف أن تعرض بعض سكنة  باب البصرة للشيخ المفيد(3) وأبعد القادر بالله العباسي(4) المفيد، وحدثت هناك فتنة طائفية، وخطب الخطيب(5) في كربلاء بالجموع المحتشدة، يدين أعمال الحاكم العباسي ومن افتوا بحرق القرآن، فأصدر القادر بالله حكم الإعدام بحق الخطيب الإمامي ونفذ بحقه في كربلاء.

ــــــــــــــــــــــ

(1) عبدالله بن مسعود: هو حفيد غافل بن حبيب الهذلي(نحو 30ق.هـ-32هـ) صحابي جليل، ولد في مكة وتوفي بالمدينة، ولي بيت مال الكوفة بعد وفاة الرسول ص وكان ممن جمع القرآن، وقد احتوى المسند اليه على 848حديثاً.

(2) أبو حامد الأسفراني: مخفف الاسفراييني أو الاسفرائيني، هو أحمد بن محمد بن أحمد(344ـ406هـ) من فقهاء الشافعية وشيخها في العراق، قدم من إيران وسكن بغداد وتحدث بها وذلك سنة 370هـ، وكانت ولادته في اسفرايين بضواحي نيسابور ووفاته في بغداد، له كتاب: أصول الفقه، والرونق.

(3) الشيخ المفيد: هو محمد بن محمد بن النعمان بن عبدالسلام العكبري(336ـ 413هـ) ولد في عكبر بضواحي بغداد وتوفي في بغداد، كان من أعلام الإمامية وفقهائهم، انتهت اليه زعامة الاثني عشرية في عصره، له من المؤلفات: الإرشاد، المقنعة، وأوائل المقالات.

(4) القادر بالله العباسي: هو أحمد بن أسحاق بن جعفر بن طلحة بن المتوكل العباسي(336ـ 422هـ) حكم سنة 381هـ بعد الطائع لله عبدالكريم بن الفضل بن المقتدر بالله، له كتاب في أصول العقائد.

(5) الخطيب: لم نتعرف على شخصية بل ذكر أنه كان من فقهاء وعلماء الشيعة، ولم يرد له ذكر في كتاب شهداء الفضيلة.

(6) مدينة الحسين: 2/108، عن المجلد السابع من المتظم لابن الجوزي، وانظر فصل أحداث كربلاء من باب المدينة الحسين من هذه الموسوعة(مخطوط).

(28)

 

القرن الخامس

(15/8/1010ـ21/8/1107م)

 

  • في حدود سنة 420هـ، ربما أنيطت سدانة الحرم الحسيني الى أحد أعلام كربلاء(1) ونقيب الأشراف فيها الا وهو السيد أحمد بن ابراهيم ابن محمد بن حمزة الموسوي(2) الحائري(3).
  • في سنة 436هـ، زار الامير دبيس الأسدي(4) برفقة الأمير أبي كاليجار البويهي(5) المرقد الحسيني(6).
  • وفي حدود سنة 460هـ، كان السيد ابراهيم بن أحمد بن ابراهيم(7) علماً من أعلام الحائر ونقيب الأشراف بها، فأنيطت أليه السدانة

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) في فترة زمنية كانت السدانة بيد العلماء، كما هو اليوم بعد سقوط نظام صدام.

(2) أحمد بن أبراهيم بن محمد بن حمزة: هو المكنى بأبي جعفر، محدث روى عن أبي الحيسن محمد بن الحسن بن إسماعيل الاسكاف- راجع مستدركات علم رجال الحديث:27/22.

(3) راجع أعيان الشيعة:2/464، المجدي: 121، وكربلاء في حاضرها وماضيها لعبد الحسين الصالحي(مخطوط).

(4) الأمير دبيس الأسدي: هو ابن صدقة الحلي المتوفى سنة 529هـ، وقد مضت ترجمته في الجزء السابق:23.

(5) أبو كاليجار البويهي: هو مرزبان ابن سلطان الدولة أبو شجاع(399ـ440هـ)، مضت ترجمته في الجزء السابق:19.

(6) الكامل من التاريخ:8/20.

(7) ابراهيم بن أحمد بن ابراهيم الموسوي الحائري: جده ابراهيم وهو حفيد ابراهيم المجاب: فهو إذاً ابراهيم الثالث من نسل الأمام موسى بن جعفر ع، يلقب بشرف الدين، وجاء في تاريخ مرقد الحسين والعباس:196نقلاً عن تحفة الازهار=

(29)

 للمشهد الحسيني على ما يظهر(1).

  • في سنة 479هـ، قام الأمير السلجوقي(2) عماد الدولة ساوتكين بزيارة المرقد الحسيني المبارك مع صحبه وأنصاره، وقدم بعض الانجازات(3).
  • في سنة 480هـ، زار الوزير السلجوقي نظام الملك(4) مع صحبه العتبة الحسينية(5).
  • في حدود سنة 490هـ، تولى نقيب الأشراف بالحائر السيد حمزة ابن أبي الأغر الحسيني(6) سدانة الحرم الحسيني(7).

ـــــــــــــــــــــــ

= لابن شدقم أنه تولى نقابة الحائر، والظاهر أنه تولاها بعد أبيه أبي جعفر أحمد بن ابراهيم، كما في المجدي.

(1) راجع كربلاء في حاضرها وماضيها(مخطوط) عن تحفة الأزهار لابن شدقم، وجاء في شهر حسين:444«إن السدانة كانت في آل فائز الى أواخر القرن الخامس الهجري تقريباً الى أن ورد كربلاء من بغداد أبو محمد عبدالله، من احفاد ابراهيم الأصغر(أميرالحاج) ابن الامام الموسى بن جعفر ع جد آل زحيك، والذين اليوم يعرفون بآل ثابت، فتولى سدانة المرقد العباسي.

(2) عماد الدولة ساوتكين السلجوقي: كان من قواد جيش السلطان عضد الدولة ألب أرسلان بن محمد بن داود السلجوقي، ثاني ملوك السلاجقة في ايران، والذي حكم ما بين(455ـ464هـ) وقد اشتهربشجاعته.

(3) بغية النبلاء: 90 عن تاريخ سلجوق:21.

(4) نظام الملك: هو حسن بن محمد الدهستاني المكنى بأبي محمد الملقب بنظام الملك، كان من وزراء السلطان طغرل بك محمد بن ميكائيل بن سلجوق، أول سلاطين سلاجقة ايران، حكم مابين(429ـ452هـ) والظاهر أن زيارته كانت أيام حكومة(جلال الدولة) ملكشاه بن ألب السلجوقي، ثالث سلاطين السلاجقة في أيران.

(5) ماضي النجف وحاضرها:1/329.

(6) حمزة بن أبي الإغر: هو حمزة بن محمد الحسن بن محمد بن علي الزاهد بن محمد الاصغر الاقساسي بن يحيى بن الحسين ذي العبرة ابن زيد ابن الامام السجاد ع، كان من الأشراف والعلماء بالحائر الحسيني.

(7) كربلاء في حاضرها وماضيها(مخطوط)، كما ورد في أجازة الراوندي فضل الله المتوفى سنة 570هـ.

(30)

 

القرن السادس

(22/8/1107ـ28/8/1204م)

 

  • قبل سنة 509هـ، توجه الشاعر الإمامي الكبير ابن الهبارية محمد ابن محمد الهاشمي(1) الى الحائر الحسيني ووقف على قبر الامام أبي عبدالله الحسين بن علي ع وأخذ ينشده قصيدته اللامية المعروفة(2).
  • في حدود سنة 525هـ، ضمت سدانة الحرم الحسيني مع نقابة الأشراف التي كانت بعهدة السيد محمد بن علي الأقساسي(3) والذي كان من أعلام الحائر(4).
  • قبل عام 556هـ كان الوزير الفاطمي طلائع بن رزيك(5) يحمل كل سنة حملا كبيرا الى العلويين المجاورين في الحرمين ومشاهد أهل

ـــــــــــــــــــــ

(1) ابن الهبارية: هو محمد بن محمد بن صالح العباسي الهاشمي الملقب بنظام الدين والمكنى بأبي يعلى، والمعروف بابن الهبارية(414ـ509هـ) شاعر فحل، ولد في بغداد وأقام باصفهان والمتوفى في كرمان، له مع نظام الملك وزير ملكشاه السلجوقي أخبار، ومن مؤلفاته: الصادح والباغم، نتائج الفطنة، وفلك المعاني، بالاضافة الى دواوينه.

(2) راجع الكنى والألقاب:1/447، ديوان القرن السادس:176.

(3) محمد بن علي الأقساسي: هو حفيد حمزة بن محمد بن الحسن الحسيني المتوفى سنة 575هـ،

(4) مجلة الحوزة بالقمية:78/157عن موارد الاتحاف في نقباء الأشراف لبعد الرزاق كمونة:1/145.

(5) طلائع بن رزيك: الأرمني(495ـ557) وقد مضت ترجمته في الجزء السابق: 25.

(31)

 

 

البيت ع والتي منها مرقدا الحسين والعباس ع وقد أوقف أوقافاً كثيرة لأجل ذلك(1)

  • في حدود سنة 586هـ، قام الشيخ علي بن منصور الخازن(2) بتولي سدانة الحرم الحسيني وذلك بعد وفاة والده(3).

ــــــــــــــــــــــــ

(1) ماضي النجف وحاضرها:1/230.

(2) علي بن منصور: هو حفيد علي بن منصور الحائري الخازن النحوي، وهو والد الشيخ أبو الفتوح نصر بن علي الخازن الحائري المعروف أيضاً بابن الخازن المتوفى سنة600هـ.

(3) مجلة الحوزة القمية: 78/161.

(32)

 

القرن السابع

(29/8/1204ـ5/9/1301م)

 

  • قبل سنة 630هـ، تولى علي بن علي بن منصور الخازن(1) السدانة لمرقد أبي عبدالله الحسين ع(2)
  • في سنة 656هـ، أسند هولاكو(3) للسيد مجد الدين ابن طاوس(4) النقابة وأعمال المشهدين الغروي والحائري.

ــــــــــــــــ

(1) علي بن علي بن منصور الخازن: هو الشيخ ابو القاسم الملقب بالخازن لتوليه وأبيه أمر الروضة الحسينية، وربما يرجع نسبه الى قبيلة بني اسد، ولايخف أن علي بن علي كان معاصراً للسيد فخار بن معد الموسوي الحائري المتوفى سنة 630هـ، بل كان من مشايخ رواته.

(2) راجع الأنوار الساطعة: 107، ولا نعلم أهو تولى السدانة أولا ثم تولاها أخوه نصر من بعده أو بالعكس، ويمكن الركون الى أن نصر سبقه في تولي السدانة لأن هناك من ذكر بأنه توفي سنة 600هـ، وعليه فتكون تولية علي للسدانة ربما كانت في سنة 600هـ، أو قد تخللتهما شخصية أخرى، والله العالم.

(3) هولاكو: هو ابن طليوي(أورخان) المغولي(614ـ664هـ) وقد مضت ترجمته في الجزء السابقة:32.

(4) مجد الدين ابن طاوس: هو محمد بن عز الدين الحسن  بن سعد الدين موسى بن جعفر بن محمد بن طاوس الحلي المولود في متصف القرن السادس والمتوفى في أواخر سنة 656هـ أو بعدها بقليل، من أعلام الامامية، وهو ابن أخ السيد رضي الدين ابن طاوس، من مؤلفاته كتاب البشارة الذي أهداه لهولاكو، فسلمت به الحلة النيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب وقد ورد في عدد من المصادر أن هولاكو عين السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس(589ـ664هـ) لنقابة الطالبيين في بغداد سنة 656هـ، ثم جمع الطالبيين في العراق سنة661هـ، وربما كان ذلك بعد موت أخيه، وقيل كما في الانوار الساطعة:116إنه تقبلها سنة =

(33)

 

  • في سنة 656أو 657هـ، عندما توفي السيد مجد الدين بن طاوس، عين هولاكو نجم الدين(1) صدراً(وزيراً) بالحلة والمشهدين كربلاء والنجف، وقد أوكل نجم الدين عنه النقيب محمد بن أبي الفائز محمد(2) وهو من سلالة ابراهيم المجاب على أعمال قصبة كربلاء(3) ومنها السدانة على ما يظهر من المصدر.
  • في سنة 696هـ، زار كبير علماء الشافعية الشيخ ابراهيم بن محمد الشافعي(4) المرقد الحسيني، وكان في البداية برفقة السلطان محمود بن غازان المغولي، ومن ثم سكن كربلاء واننخرط في حوزتها العلمية العامرة(5).

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

= 661هـ، وتولاها حتى وفاته، وعليه فالنقابة كانت لمجد الدين في سنة 656هـ دون رضي الدين، وما وردة فهو من الخلط بين الألقاب.

(1) نجم الدين: الظاهر أنه السيد محمد موسوي المكنى بأبي نصر والذي كان نقيباً في مشهد الكاظمين ع وهو جد هبة الله الموسوي ومن تلامذة السيد رضي الدين بن طاوس، ولسبطه هبة الله الموسوي ومن تلامذة السيد رضي الدين بن طاوس، ولسبطه هبة الله الموسوي كتاب المجموع الرائق الذي ألفه سنة 703هـ- راجع الأنوار الساطعة:175.

(2) محمد بن أبي الفائز محمد: هو أبو جعفر محمد بن أبي هاشم أحمد بن أبي الفائز محمد الموسوي، كان والده ناظر رأس العين(عين التمر)، وهو جد أبي طراس بن ضياء الدين يحيى الذي تقدم ذكره.

(3) مدينة الحسين(الملحق الأول):4/30.

(4) ابراهيم بن محمد الشافعي: هو حفيد المؤيد ابي بكر بن حمويه الجويني الملقب بصدر الدين والمكنى بأبي المجامع(644ـ722هـ) وأصله من جوين- بإيران- رحل الى العراق وسكن كربلاء وغادرها بعد ذلك الى الشام فالحجاز ثم القدس، وجال في مدن إيران، توفي في خراسان، لقبه ابن حجر بالشافعي الصوفي، وذكر بأن على يديه أسلم الملك غازان التتري، له كتاب فرائد السمطين في فضائل السبطين.

(5) راجع مدينة الحسين من دائرة العارف الحسينية(مخطوط)، وبغية النبلاء:18.

(34)

 

القرن الثامن

(6/9/1301ــ 12/9/1398م)

 

  • في أواخر هذا القرن زار العتبة الحسينية المطهرة المتصوف الشهير نور الدين ولي الحسيني(1) واعتكف أربعين يوماً بجوار سرداب مصرع الإمام الحسين ع أمضاها في صيام نهاره وقيام ليله بالعبادة(2).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) نور الدين ولي الحسيني: يرتقي نسبهه الى الإمام محمد الباقر ع وهو من متصوفه الشاه نعمة اللهي، كان من العلماء والعرفاء، ولد في حلب بسوريا سنة 731هـ، سكن همدان ـ بأيران-، ومن انجازاته أيام تواجده في العراق أنه حفر بئراً على مقربة من مدينة الحلة امتازت بمائها العذب، وعرفت البئر باسم نعمة الله. رحل منها الى القاهرة والتقى بالسيد حسين الأخلاطي المتصوف، ثم لازم الشيخ عبدالله اليافعي بمكة المكرمة لستة أعوام، رجع بعدها الى أيران ومنها الى سمرقند وفيها التقى بالأمير تيمورلنك(گورگان) بن ترغاي المتوفى سنة 807هـ.

(2) هامش بغية النبلاء: 18، وفيه أنه زار المرقد أول القرن الثامن، ولا شك انه تصحيف إذ أن ولادته كانت في سنة 731هـ، والصحيح آخر الثامن أو أول التاسع- راجع رياض السياحة للشيراوني:1/233.

(35)

 

القرن التاسع

(13/9/1398ـ 20/9/1495م)

 

  • قبل سنة 805هـ، قيل أن تيمورلنك المغولي(1) بعد سنة 795هـ وحتى وفاته سنة 807هـ قام بزيارة المرقد الحسيني سنوياً(2).
  • في حدود سنة 826هـ، كان السيد طعمة كمال الدين أبن أبي جعفر الموسوي(3) نقيب الأشراف بكربلاء، ومن المحتمل أنه تولى السدانة للمرقد الحسيني، لأن السدانة والنقابة(4) كانتا في تلك الفترة متحدتين.

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تيمورلنك: هو ابن ترغاي، وعرف تيمور بـ«گوروگان» بعد زواجة من ابنة خان كاشغرا، وتعني الكلمة«صهر» وذلك للمكانة التي كان يتمتع بها كاشغرا (736ـ807هـ)، مضت ترجمته في الجزء السابق:46.

(2) راجع دليل تاريخ العتبات المقدسة:59.

(3) طعمة كمال الدين بن أبي جعفر: وأبوه جعفر هو احمد المعروف بأبي طراس ابن ضياء الدين يحيى الموسوي، وقد وصف بأنه« كان نقيباً للأشراف، سيداً جليلاً، يتمتع بنفوذ واسع في الحائر». ولا يخفى أنه هو الذي يميز بطعمة الاول، كان من أعيان القرنين الثامن والتاسع، وقد جاء في تاريخ مرقد الحسين والعباس: 203أنه توفي سنة 845هـ نقلا عن موارد الاتحاف في نقباء الأشراف لعبد الرزاق كمونة:1/151 وعليه فلابد أن تكون ولادته في النصف الثاني من القرن الثامن.

(4) لقد أوردنا أربعة أسماء ممن تولوا السدانة من خلفية ما ذكره الكثير من المؤرخين بأن السدانة والنقابة كانت في فترة زمنية تناطان بشخص واحد، وبما أننا لم نجد محلا لها إلا في هذه الفترة التي تحدث عنها المؤرخون فأثبتناها هنا، إذ أن بقية الفترات تم التصريح فيها عن اسم النقيب منفصلا عن السادن، ولا يخفى أن النقابة كانت أهم وأشمل من السدانة، لذلك فان المؤرخين ذكروهم كنقباء دون أن يتطرقوا الى سدانتهم- راجع البيوتات العلوية في كربلاء:13، وتاريخ مرقد الحسين والعباس:202ـ203.

(36)

 

  • في سنة 845هـ، تولى السيد شرف الدين بن طعمة كمال الدين(1) النقابة خلفا لأبيه(2) كما وتحمل معها أيضاً السدانة على الظاهر.
  • في يوم الغدير الإغر(3) قبل سنة 894هـ، وقف كبير العلماء الشيخ ابراهيم الكفعمي(4) على قبر سيد الشهداء وأنشد قصيدته الرائية الشهيرة(5).
  • في سنة 899هـ، ورث السيد يحيى بن شرف الدين طعمة(6)

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) شرف الدين بن طعمة: هو ابن طعمة الأول الذي سبق بيان نسبه، قيل إنه توفي سنة 905هـ، فإن صحت فنحتمل أن ولادته كانت في الربع الاول من القرن التاسع، وقد خلف ابنه يحيى أمر النقابة، ويبدو أنه تنازل عنها لصالح ابنه وذلك في سنة 899هـ، وبذلك تكون مدة نقابته وربما سدانته أيضا ما بين(845ـ899هـ).

(2) البيوتات العلوية في كربلاء: 33، تاريخ مرقد الحسين والعباس:203.

(3) عيدالغدير: نسبة الى غدير خم، وهو موضع ما بين مكة والمدينة، حيث تم فيه تنصيب الرسول ص لعلي بن أبي طالب ع بالإمامة والخلافة بعد وفاته، وكان ذلك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة بعد رجوع الرسول ص من حجة الوداع، وقد وردت بهذه المناسبة زيارة خاصة للأمام ع، ولربما يستغرب المرء ليجد أن رجلا كالشيخ الكفعمي يقوم بزيارة قبر الامام الحسين ع بدلا عن زيارته لمشهد أبيه ع بالنجف الأشرف، وربما يرشدنا ذلك الى أنه قصد مرقد نجله أبي عبدالله الحسين ع أيام سكناه في كربلاء قبل سنة 894هـ، وقد أثبت ذلك في كتابة المصباح  الذي فرغ من تأليفه سنة 894هـ، في القصيدة دلالة على أنه هرم، كما أنه أوصى بدفنه في كربلاءـ راجع معجم الشعراء الناظمين في الحسين:1/214.

(4) ابراهيم الكفعمي: هو ابن علي بن الحسن الحارثي العاملي(ن820ـ905هـ) ويلقب بتقي الدين واشتهر بالكفعمي نسبة الى«كفرعيما» بناحية الشقيف في جبل عامل، كان من أعلام الامامية وأدبائها، اشتهر بالورع والتقوى، سكن كربلاء، من مؤلفاته: الجنة الواقية: البلد الأمين، ونهاية الإرب.

(5) راجع ديوان القرن الحادي عشر:106.

(6) يحيى بن شرف الدين طعمة: هو حفيد طعمة الأول، وقد سبق بيان نسبه، ويبدو أن ولادته كانت بعد منتصف القرن الثامن ووفاته في سنة 943، كما ورد في موارد الإتحاف:1/151، وتوليته للنقابة كانت مابين (899ـ943هـ).

(37)

 

النقابة من أبيه(1) ونحتمل أنه تحمل أعباء السدانة للمرقد الحسيني ايضاً(2).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع تاريخ مرقد الحسين والعباس:213، والبيوتات العلوية في كربلاء:330.

(2) سبق وقلنا إن في فترة زمنية كانت السدانة لا تنفصل عن النقابة بل وأكثر من ذلك، فقد ورد في إدارة العراق:355« لقد شهد التاريخ الاداري لمدينة كربلاء منذ عهد داود باشا، آخر ولاة المماليك تغييراً مهماً في طبيعة التوازن بين السلطات الثلاث فلاول مرة يتولى السادن نقابة الأشراف وحكومة كربلاء معاً بوصفه نائباً للمتولي أو متولياً».

(38)

 

القرن العاشر

(21/9/1495ـ 7/10/1592م)

 

  • في سنة 905هـ تولى السيد تاج الدين ابن طعمة الموسوي(1) نقابة الأشراف بكربلاء(2) وكانت النقابة والسدانة، في فترة زمنية معينة- ومنها هذه الفترة – تناطان الى شخص واحد.
  • في سنة 917هـ قام الوزير الصفوي الأمير تاج الدين ابن مرتضى(3) بزيارة المرقد الحسيني بعد أن زار مرقد أبيه علي بن أبي طالب ع(4).
  • ربما في حدود سنة 940هـ، تولى السيد إدريس بن جماز آل زحيك(5)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاج الدين طعمة الاول: يبدو أنه تولى النقابة من ابن أخيه يحيى بن شرف الدين، أذ يظهر من تاريخ مرقد الحسين والعباس:203أن لطعمة الاول ابنان هما: شرف الدين، وتاج الدين، وكان شرف الدين أكبر من أخيه تاج الدين، فتولى شرف الدين النقابة بعد موت أبيه سنة 845هـ، ثم إنه تنازل عنها لابنه يحيى سنة 899هـ، ولما توفي يحيى سنة 943هـ تولاها عمه تاج الدين.

(2) راجع تاريخ مرقد الحسين والعباس:203.

(3) الامير تاج الدين: هو ابن مرتضى بن تاج الدين علي، كان أبوه وجده من أمراء العهد الصفوي في إيران، وقد أصبح صدراً(وزيراً) لدى السلطان إسماعيل الأول ابن حيدر الصفوي(908ـ930هـ).

(4) ماضي النجف وحاضرها:1/231.

(5) أدريس بن جماز آل زحيك: وهو الملقب ببهاء الدين، يصل نسبة الى الحسين القعطي ابن موسى الثاني ابن إبراهيم المرتضى الأصغر ابن الامام موسى الكاظم ع، سكن جدهم ابو عبدالله الحائري كربلاء المقدسة في مطلع القرن الخامس الهجري، ومنه تفرع آل الدراج وآل ثابت، وقد تولى نقابة الحائر الشريف في سنة 940هـ بعد مقتل النقيب السيد محمد كمونة.

(39)

 

السدانة للمرقد الحسيني(1) بالاضافة الى الى النقابة.

  • في سنة 946هـ توجه الشهيد الثاني(2) فقيه جبل عامل الى الحائر الحسيني، وأقام مابين شهري جمادى الأولى وشعبان(3) مجاوراً قبر سيد الشهداء أبي عبدالله ع ليتزود من منهلة العذب(4).
  • في سنة 952هـ، قام الشهيد الثاني أيضاً بزيارة المرقد الحسيني في منتصف شهر شوال المكرم(5).
  • في سنة 980هـ ذكرت المصادر أن الخطاط حسن البغدادي(6) كلف من قبل السلطات طهماسب(7) القيام ببعض الاصلاحات في المرقد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مدينة الحسين:4/34 (الملحق)، راجع بشأن النقابة إدارة العراق:359.

(2) الشهيد الثاني: هو زين الدين بن علي بن أحمد الجبعي العاملي(911ـ966هـ)، ولد في جبع(جباع) في الجنوب البناني، رحل الى ميس ومنها الى كرك نوح، ثم مصر، والحجاز فالعراق وتركيا، اشتغل بالتدريس في بعلبك، قتله عمال العثمانيين، كان من أعلام الإمامية وفقهائها، من مؤلفاته: الروضة البهية، منية المريد، ومسالك الإفهام.

(3) وهذا لايعني أنه لم يزر المرقد الحسيني غير هذه المرة أو التي بعدها عام 952هـ بل إنهما كاننا من السفرات الرسمية له، وقد أوردنا ذكر الشهيد الثاني في فصل النهضة العلمية في مدينة الحسين، وأشرنا الى أنه أٌقام في كربلاء لفترة، بل وكان خلال سفراته المتتالية يقيم فيها حلقات درسه، وإن مسجده وداره شاهدان على ذلك.

(4) أعيان الشيعة: 8/150.

(5) أعيان الشيعة: 8/152.

(6) حسن البغدادي: أصله من بغداد وولادته في تبريز، كان من خطاطي القرن العاشر الهجري، اعتمده الملك طهماسب الأول الصفوي(930ـ 984هـ)، كان رئيساً للخطاطين ف البلاط الصفوي بتبريز، يوجد عدد من المصاحف بخطه، وكان يعرف بـ«حسن المذهب» لأنه كان متمكناً في هذا الفن- دائرة المعارف تشيع: 6/288، مضت ترجمته في الجزء السابق:76.

(7) طهماسب: هو طهماسب الأول ابن إسماعيل الأول الصفوي(919-984هـ) المولود في مدينة أصفهان، كان ثاني ملوك الصفوية، حكم سنة 930هـ- مضت ترجمته في الجزء السابق:68.

(40)

 

الحسيني وكان منها ما نصه:«تذهيب المرقد والقبة الشريفة»(1)، ولكن العبارة توهم بأنه قام بتذهيب القبة، وبعد مقارنتها مع النصوص الأخرى نستنتج بأن ما قام به هو ترميمها وإدخال شيء من الذهب فيها، وربما حصل ذلك في قمة القبة، لتوازي قمة المئذنتين والله العالم.

  • في سنة 982هـ أوردت المصادر أن السلطان مراد العثماني(2) أمر والية على بغداد علي باشا الوند(3):«أن يقوم بتجصيص القبة المنورة وستحكامها وترميمها»(4). والنص في ظاهره يتنافى مع بعض النصوص الآخرى الواردة في المقام، ولكن يمكن تفادي ذلك بلقول بأن تجصيص القبة جاء كمرحلة أولية بعد الترميم لتكسى في ما بعد بالقاشاني وهو ما حصل بالفعل(5).
  • وفي سنة 984هـ ورد نص أوردناه سابقاً(6) ومضمونه أن السلطان إسماعيل الثاني الصفوي(7) أمر والي بغداد الوند باشا القيام بعدد من الاصلاحات في المرقد الحسيني، وكان منها:«تعمير قباب الشهداء» مما يوحي أن مراقد الشهداء كانت لها قباب، ولكن الأمر ليس كذلك بل إن كلمة القبة كانت تطلق على كل سقف مقعر، وهذا ما كان متعارفاً حدوثه كنتيجة طبيعية لبناء أي سقف من الآجر والجص، وعليه فإنه عمر أسقف هذه المراقد.

ـــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع تايخ المراقد من هذه الموسوعة:2/77.

(2) مراد العثماني: هو مراد الثالث بن سليم الثاني بن سليمان الأول(القانوني)(953ـ1004هـ)، الثاني عشر من سلاطين الدولة العثمانية- مضت ترجمته في الجزء السابق:78.

(3) علي باشا الوند: من ولاة العثمانيين في بغداد، توفي بها سنة 1007هـ- سبقت ترجمته في الجزء السابق:78.

(4) راجع تاريخ المراقد من هذه الموسوعة:2/78.

(5) راجع تاريخ المراقد من هذه الموسوعة:2/83.

(6) راجع تاريخ المراقد من هذه الموسوعة:2/79.

(7) إسماعيل الثاني الصفوي: هو ابن طهماسب الأول ابن إسماعيل الأول، ثالث سلاطين الصفويين المتوفى سنة 985هـ، مضت ترجمته في الجزء السابق: 79.

(41)

 

 

القرن الحادي عشر

(8/10/1592ـ 14/10/1689م)

 

  • في سنة 1032هـ ذكرنا بأن السلطان عباس الكبير(1):«أمر بصنع ضريح من الفضة لمرقده»(2) وبعد مراجعتنا لعدد من النصوص المتضاربة توصلنا الى أن المراد بالضريح المصنوع من الفضة هو صناعة نسيج من الفضة المشبكة والتي وضعت على الصندوق الخاتم، حماية له، وتكريماً للمرقد الحسيني الشريف، بحيث يمكن للناظر مشاهدة الصندوق من خلال شبكاته، وهو أشبه بالدرع المشبك المنسوج من الفولاذ والذي يلبسه المحارب للوقاية، وقد أبدل هذا المشبك الفضي في ما بعد بصندوق زجاجي محيطاً بصندوق، وأما المشبك الآخر الخارجي فصنع من النحاس ثم أبدل بآخر من الفولاذ، ثم تلاه آخر من الفضة، وهو موجود الى الأن ، وقد زين بالذهب. ويبدو أن السلطان إسماعيل الصفوي كان قد أمر بصنع مثل هذا المشبك سنة 920هـ، فوضع بعد وفاته في سنة 932هـ، ذلك اعتماداً على ما ورد في بعض المصادر (3)، كما جاء في سنة 1232هـ أن السلطان فتح علي القاجاري(4) بدلها بأخرى، حسب ما يفهم من شعر.

ــــــــــــــــــــــــ

(1) عباس الكبير: هو ابن محمد خدابنده الصفوي(978ــ1038هـ) مضت ترجمته في الجزء السابق:82.

(2) راجع تاريخ المراقد:2/83.

(3) راجع تاريخ المراقد:2/61عن تاريخ الروضة الحسينية المصورة:10.

(4) فتح علي القاجاري: هو ابن حسين قلي بن محمد حسن بن فتح علي(ن1175ـ1250هـ) ثاني سلاطين القاجارية، حكم سنة 1212هـ بعد أبن أخيه محمد خان ابن محمد حسين بن فتح علي، مؤسس السلطنة القاجارية، وحكم بعده حفيده محمد الثاني ابن نجله عباس ميرزا.

(42)

السماوي(1) في ذلك(2).

  • في سنة 1032هـ(3)، زار وزير الدولة الصفوية الميرزا تقي المازندراني(4) المرقد الحسيني الشريف(5).
  • في سنة 1048هـ قيل إن السلطان مراد الرابع العثماني(6) تصرف في أموال الوقف الحسيني وصرفها في جهات أخرى(7).
  • في سنة 1049هـ، زار الوالي العثماني گنج عثمان(8) ومعه

ــــــــــــــــــــــــ

(1) السماوي: هو محمد بن طاهر(1292ـ1371هـ) قاضي الشرع وأديب شاعر، مضت ترجمته في الجزء السابق:18.

(2) راجع تاريخ المراقد:2/131.

(3) جاء في المصدر الذي نقلنا عنه أعني ماضي النجف وحاضرها، أنه زار المرقد سنة 1032هـ ولكن الصحيح ما أثبتناه، حيث ورد في موسوعة النجف الأشرف:2/295نقلاً عن المنتظم الناصري:2/182في حوداث سنة 1042هـ أن السلطان صفي الدين لما زارالمرقد العلوي الطاهر وجد بعض النقص في بنائه فأمر وزيره ميرزا محمد تقي المازندراني باصلاحه، فمكث الوزير ثلاث سنين مشغولاً بالاشراف على البناء، ومن كلامه يظهر ان تواجد الوزير كان سنة 1042هـ وليس بالاشراف على البناء، ومن كلامه يظهر أن تواجد الوزير كان سنة 1042هـ وليس في 1032هـ، ولعله من التصحيف، ومما يؤكدهذا التصحيف أن السطان صفي الدين ولي الأمر سنة 1038هـ، والعبارة صريحة أنه كان وزيراً للسلطان صفي الدين وأنه ارسله لتعمير الروضة العلوية، وجاء أيضا في نزهة أهل الحرمين:57أن عمارة المشهد العلوي بدأت في 1047هـ نقلا عن صاحب البحر المحيط، وقال: «واشتغلوا بها الى أن توفي صفي الدين سنة 1052هـ، ولما قام ابنه عباس الثاني مقامه اتمها». وإنما سجلنا زيارته للمرقد لما ورد في كتاب ماضي النجف وحاضرها:1/231:«إن وزير السلطان صفي الدين الصفوي زار النجف الأشرف سنة 1032هـ، وأقام فيها ثلاث سنين لعمارة المرقد العلوي وتوسيع مساحته»، ومن هنا فلا شك أنه زار المرقد الحسيني كراراً ومراراً خلال فترة إقامته بالنجف.

(4) الميرزا تقي المازندراني: ليست لدينا تفاصيل عن حياته الا أنه كان وزيراً في عهد السلطان صفي الدين الأول الصفوي(1038ـ 1052هـ).

(5) ماضي النجف وحاضرها:1/231.

(6) مراد الرابع العثماني: هو ابن أحمد، السلطان السابع عشر(ن1018ـ 1049هـ) حكم سنة 1032هـ، وقد مضت ترجمته في الجزء السابق:86.

(7) راجع دليل تاريخ العتبات المقدسة:61.

(8) گنج عثمان: من الأتراك الشجعان وكان من أتباع أيازة باشا، وذلك على عهد=

(43)

 

عساكرة مدينة الحسين، وحط رحاله وركابه بها(1).

ـــــــــــــــــــــــــــ

= السلطان العثمان الثاني العثماني(1027ـ 1032هـ)، عين قائداً للجيش وأقره السلطان مراد الرابع على ذلك، وهناك من يقول بأنه قتل نفسه 1040هـ أثناء فتحه بغداد، وله قبر فيها، ويرى عباس العزاوي أنه توفي قبل سنتين من دخول مراد الرابع الى بغداد.

(1) تاريخ العراق بين احتلالين:5/17.

(44)

 

 

القرن الثاني عشر

(15/10/1689ـ 23/10/1786م)

 

  • في سنة 1127هـ مدح الشاعر نصرالله الحائري(1) الوزير حسن باشا على خدماته الجليلة بالنسبة للروضتين الحسينية والعباسية(2) بقوله من بحر الكامل:

 

وأفخر على كل الأنام بخدمة                 للمشهدين علاك فيها زينا

فوضعت صندوقاً كروض زاهر              في ضمنه سر النبوة أسكنا

وبنيت خاناً  قد هوت شهب السماء           لو تغتدي آجر ذياك البنا(3)

        ويبدو من البيت الثاني أنه صنع صندوقاً للمرقد الحسيني، كما يظهر من البيت الأول أن له خدمات للمشهدين الحسيني والعباسي، وأما البيت الثالث فيشير الى بناؤه خان باشا الذي جدد بناؤه سنة 1370هـ وعرف فيما بعد بالحسينية الطهرانية، وقد تقدم الحديث عن ذلك في محله، وفي سنة 1401هـ، أبدل النظام العراقي إسمها الى الحسينية الحيدرية، وقد طالتها يد الهدم تحت ذريعة توسعة ما بين الحرمين وذلك في سنة 1406هـ(4).

  • في حدود سنة 1150هـ، تولى السيد خليل بن ابراهيم الحائري(5)

ــــــــــــــــــــ

(1) نصر الله الحائري: هو ابن حسين بن علي آل طعمة الحائري(1109ـ1168هـ) من أعلام الإمامية وأدبائها، ولد في كربلاء وقتل في القسطنطينة (استامبول) على يد العثمانيين، من مؤلفاته: ديوان شعر، الروضات الزاهرات، وسلاسل الذهب.

(2) راجع تاريخ المراقد:2/91.

(3) ديوان نصر الله الحائري:209.

(4) راجع معجم المشاريع الحسينية من هذه الموسوعة.

(5) خليل بن ابراهيم الحائري: لعله كان من بيت الزعفراني الذين كانت بيدهم سدانة

(45)

 

       

 

سدانة المرقد الحسيني الشريف(1).

  • وفي عام 1155هـ، كتب السيد نصر الله الحائري أبياتاًـمن الرمل- لتثبت على أحد أبواب المشهد الحسيني(2):

هذه باب لجنات النعيم                 سقفها رضوان رب العالمين

حيث قد شرفها الله بمن               جده مخدوم جبريل الأمين(3)

الحسين المجتبى بحر الندى           در تـــــاج الشهداء الأكرمين

فحماها الله من باب غدت             تطرد الأعداء وتأوي الخائفين(4)

  • في سنة 1172هـ، حين زار حسين شاه زاده(5) وزير السلطان نادر الأفشاري(6) الروضة الحسينية، حمل معه صندوق المرقد الحسيني الجديد، حيث سبق وأوردنا أرجوزة السماوي في ذلك وفيها:

ــــــــــــــــــــــ

= المرقد الحسيني آنذاك، حيث تولى السيد محمد منصور الزعفراني السدانة ما بين(1106ـ1125هـ)، ثم ولها من بعده السيد حسين بن محمد قاسم ما بين(1125ـ 1139هـ)  وبعده السيد علي بن محمد منصور ما بين(1139ـ1165هـ)، ثم تولى بعده السيد مهدي بن محمد منصور، وذلك مابين(1165-1204هـ)، ثم انتقلت الى آل طعمة، ولربما تولى السدانة بعد السيد علي بن محمد منصور، أي سنة 1165هـ، ولم يلبث بها كثيراً حتى تولاها السيد مهدي بن محمد منصور.

(1) راجع ديوان السيد نصر الله الحائري: 143، ولا يخفى أن وفاة السيد نصرالله كانت سنة 1168هـ وقيل 1154هـ، راجع أيضاً معجم رجال الفكر والأدب في كربلاء:73، أعيان الشيعة:6/336، وقد هنأه بقصيدة عينيه في مولد له.

(2) يظهر من الابيات أنه قصد الباب الرئيسي للمرقد، وهو الباب الوسطي الواقع في الطارمة والتي يقع ايوان الذهب.

(3) لايخفى أن الامام الحيسن ع هو الآخر قام جبرئيل ع بخدمته.

(4) أعيان الشيعة:10/216.

(5) حسين شاه زاده: ربما يفهم من وصفه بالشاه زاده(أي ابن الملك) أنه كان من أبناء ملوك الصفوية(908ـ 1149هـ) الذين حكموا قبل الدولة الأفشارية(1137ـ1218هـ)، وقد سبق وأن ذكرناه في الجزء السابق:104أنه سكن كربلاء وقتل فيها في حملة الوهابيين على كربلاء سنة 1216هـ.

(6) نادر الأفشاري: هو ابن امام قلي (1110ـ1160هـ) مؤسس الدولة الأفشارية ـ مضت ترجمته في الجزء السابق:96.

(46)

 

ثم أتى من بعد سبع عشره             وزير الشهم فشاد الحضرة(1)

        الى آخر كلامه، مما يصرح بأن وزيره زار المرقد الحسيني الشريف، وحمل الضريح بعد 17سنة من زيارته التي وقعت في سنة 1155هـ.

  • في سنة 1176هـ، زار الأمير محمد حسن خان القاجاري(2) المرقد الحسيني، ثم توالت زيارته للروضة الحسينية وتكررت عندما سكن بغداد(3).
  • في سنة 1180هـ، زار قائد الجيش الأفشاري (السردار)(4) حسن خان القزويني(5) الحرم الحسيني، وبدأ بانشاء المدرسة العلمية التي عرفت فيما بعد باسمه(مدرسة حسن خان) وقيل أنه سكن كربلاء لفترة(6).
  • في سنة 1195هـ تم تعمير باب القبلة الحسيني، كما زينت جدران الصحن بالقاشاني، بينما زينت جدران وأسقف الحرم الحسيني وأورقته بالمرايا، واستخدم الذهب والفضة لتزيين الضريح(7).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع تاريخ المراقد:2/99ـ104.

(2) محمد حسن خان القاجاري: هو ابن فتح علي ووالد محمد، مؤسس الدولة القاجارية سنة 1200هـ، وهو غير السردار حسن خان القزويني الذي أنشأ مدرسة حسن خان، حيث ورد هذا الاحتمال في مدينة الحسين:3/121، فأحببنا الاشارة الى ذلك.

(3) راجع مدينة الحسين:3/120.

(4) السردار: كلمة فارسية تعني قائد الجيش أو قائد كتيبة من الجيش، وإنما أوردناها مقرونة باسمه لأنه قد عرف بها، فتداولتها المصادر على هذه الصورة، وأصبحت لصيقة به.

(5) السردار حسن خان القزويني: الملقب بـ«ساري أصلان»و«شيرزرد» وعرف بـ«خان بابا خان»، هو ابن محمد خان القاجار الايرواني، كان قائداً للجيش، له مواقف شجاعة ووطنية أيام الحرب الايرانية الروسية وكذلك في الحرب القاجارية العثمانية، تولى عدداً من المناصب العسكرية أيام الحكومة القاجارية، وقد أشادوا بمواقفه وثباته، وبمواقف أخيه حسين خان، له خدمات في كل من ايران وكربلاء وقزوين، توفي في كرمان سنة 1271هـ وحمل جثمانه الى النجف ودفن هناك، وقد بنى المدرسة والمسجد بكربلاء سنة 1231هـ - راجع دائرة المعارف تشيع:6/309

(6) راجع مدينة الحسين من دائرة المعارف الحسينية هذه، وغيرها.

(7) راجع دليل تاريخ العتبات المقدسة:65.

(47)

 

  • وربما في سنة 1195هـ أو في سنة 1307هـ، نصبت كتبية من الآيات القرآنية الكريمة على باب القبلة، والتي احتوت على بضع آيات(1) من سورة الغاشية وسورة الزمر.

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) جاء في كتاب الروضة الحسينية والعباسية كتاباتها وزخارفها:87(مخطوط) أن الآيتان:( هل أتاك حديث الغاشية)[ الغاشية: 1]و(فنعم أجر العاملين) [الزمر: 74] من كتابات باب القبلة، الأ أنه لم يحدد تاريخها ولا موقعها ولا مصدرها، وقد تحدثنا عن تطورات باب القبلة في السنوات التالية:412،1195،1257، 1307، 1378،1381،1385، 1406، فلم تذكر فيها هاتان الآيتان، ولذا جاء ثبتهما هنا.

(48)

 

القرن الثالث عشر

(24/10/1786ـ1/11/1883م)

 

  • في سنة 1208هـ، مول السلطان آصف الدولة الهندي(1) جماعة من المجاورين للمرقد الحسيني وزودهم بالسلاح والعتاد للمحافظة على المرقد الحسيني بعدما وقع الهجوم عليه من قبل الأعداء واللصوص، كما شيد مبنى لراحة زائري قبره الشريف(2).
  • في سنة 1209هـ، زار الوزير تميور باشا(3) المرقد الحسيني الشريف(4).

ــــــــــــــــــــــــ

(1) آصف الدولة الهندية: هو يحيى ابن شجاع الدولة حيدر أوده المتوفى سنة 1212هـ والمولود قبيل منتصف القرن الثاني عشر الهجري- مضت ترجمته في الجزء السابق:111، ومما تجدر الاشارة اليه ما ورد في مدينة الحسين:3/157 نقلا عن مقال لصاحب ماضي النجف وحاضرها نشر في مجلة المرشد البغدادية العدد: 4، السنة:5، الصفحة:303« إن آصف الدولة زار مراقد الأئمة الأطهار في العراق» لكنه أيضاً أورد الرد الذي كتبه السيد هبة الدين(محمد علي) الشهرستاني عليه في المجلة ذاتها أنه لم يتشرف بزيارة أئمة العراق، ونقول: وما يويد عدم زيارته أن صاحب ماضي النجف لم يورد إسمه في فصل الملوك الذين زاروا المشهد الحيدري في كتابه.

(2) راجع تاريخ كربلاء: 23، مدينة الحسين:3/152ـ172.

(3) تيمور باشا: ويختصر فيقال له«تمر» ويلقب بـ«الملي»، وهو رئيس عشائر الملية القاطنة في إسكان والتابعة لمدينة الرقة بسوريا، انتفض على العثمانيين مرات عديدة واستولى على عدد من الألوية، ثم استمالوه حيث كان قوياً وعينوه وزيراً، وأعادوا اليه ولاية الردها، وكان محترماً لدى قومه والدولة العثمانية، وصيف في الفلوجة سنة 1209هـ، ومنها أتجه نحو كربلاء وزار مرقد سيد الشهداء، ثم من هناك قفل الى بغداد راجعاً في 20/6/1209هـ.

(4) راجع دوحة الوزراء: 199، والعراق بين احتلالين:6/144.

(49)

 

  • في سنة 1214هـ، قامت الأميرة تاج الدولة(1) بإهداء ستارتين مطرزتين باللؤلؤ، من ملكها الخاص، الى الروضتين الحيدرية والحسينية(2).
  • في سنة 1216هـ، كان من جملة ما سرقه الوهابيون من الخزان الحسينية قرآن كبير مخطوط ومجدول بالذهب(3).
  • في سنة 1217هـ، وعلى عهد الدولة القاجارية، قام حاكم ابروان(4) الامير محمد حسين خان الشيرواني(5) برفقة قبيلة بلوش(6) بزيارة

ــــــــــــــــــــــــ

(1) تاج الدولة إسمها طاوس خانم، وهي قرينة السلطان فتح علي القاجاري، كانت إمراة فاضلة وأديبة وشاعرة، لها ديوان شعر باسم ديوان طاوس، وقد تتلمذت على معتمد الدولة نشاط، قام زوجها بتبديل اسم قصر تخت خورشيد الى تخت طاوس تكريماً لها ـ راجع الذريعة:9/639.

(2) هدايا الملوك والامراء للروضتين في كربلاء(مخطوط) لسعيد الصفار، عن سيرة آل أسد خان:25.

(3) هدايا الملوك والأمراء(مخطوط) عن نزهة الغري: 2، وفيه:« ولما كنت في جبل حابل وهو جبل ابن الرشيد، رأيت قرأناً عند سلامة السبهان، من المصاحف التي نهبت من كربلاء، وقال له سلامة: لما غزونا كربلاء مع الامام ابن مسعود أصبت هذا القرآن من الحضرة الحسينية، وكان يعرضه علينا، فإذا هو قرآن كبير مخطوط مجدول بالذهب»

(4) ايروان: كانت عاصمة جمهورية أرمنستان أيام الاتحاد السوفياتي السابق، وتابعه للحكم الأيرواني آنذاك، وهي اليوم احدى مدن جمهورية أرمينيا، وأما عاصمتها بعد استقلالها فيه بريفان«ايروان».

(5) محمد حسين خان الشيرواني: الظاهر أنه حسين خان أخ حسن الايرواني السابق الذكر الذي بنى مدرسة حسن خان، كانا من أمراء وحكام الدولة القاجارية، وهما ابنا محمد خان قاجار الايرواني، أوكلت اليهما مهمة أخماد الفتن في خراسان وسامان، فبقيا فيهما مدة سنتين، توفي في خراسان سنة 1271هـ، وأما حسن خان فقد مات قبله وكان له من العمر تسعون سنة، وكانت ولادته سنة 1155هـ، وعليه فتكون سنة وفاته في 1245هـ.

(6) بلوش: معرب بلوچ، وهم قوم يستوطنون جنوب شرقي ايران، وتسمى المنطقة باسمهم بلوچستان، وقد تقاسمها ايران وباكستان، تحدها من الجانب الايراني محافظة كرمان من الجانب الباكستاني إقليم السند وبنچاب الغربية، لهم كيانهم الخاص بهم، من اللهجة والزي والأعراف والتقاليد، عرفوا بالشجاعة والأصالة، وكانت الحكومات الايرانية تعتمد عليهم في أوقات الشدة، وكان من أمرهم أن

(50)

 

 للمرقد الحسيني الشريف وأقام بكربلاء ردحاً من الزمن، وقد كلف السيد علي الطباطبائي(1) ببناء سور لكربلاء تفادياً من هجوم الوهابيين على الأهالي وعلى الحرم الحسيني(2).

  • في سنة 1217هـ، قام اشيخ جعفر كاشف الغطاء(3) بزيارة أيران والتقى بالسلطان فتح علي القاجاري وغيره من رجالات الدولة، طالباً منهم إعادة إعمار ما هدمه الوهابيون(4) من صحن ومرقد وضريح الامام الحسين ع(5).
  • في سنة 1217هـ، قام رئيس حجاب ديوان القاجارية محمد علي خان(6) وبرفقته ألفين من قبيلة بلوش بزيارة العتبة المقدسة وحملوا معهم الكمية المتبقية من الذهب لإكساء القبة المنورة، ولازموا المرقد الحسيني

ـــــــــــــــــــــــ

= السيد ابراهيم القزويني وقبل الغارة الوهابية سنة 1216هـ، قد طلب من السلطان محمد خان القاجاري بأن يرسل رجاله الأشداء الأقوياء ليجاوروا الحائر الحسيني ليصونوه من عبث العابثين ومقاومة الغزاة، ولكن السلطان توفي سنة 1212هـ، ولم يتمكن من تلبية طلبه، فلما تولى فتح علي السلطنة وعلم بالأمر، لبى طلبه، وأرسل مجموعة منمن كانوا ضمن حرسه الخاص وزودهم بالسلاح والعتاد، فلما قدموا سكنوا جنوب شرقي كربلاء في محلة عرفت باسمهم فيما بعد، وكان من بين هؤلاء معماريون وأهل فن، فقاموا باصلاح المرقد بالاضافة الى حراسته.

(1) علي الطباطبائي: هو ابن محمد علي الحسني الحائري(1161ـ1231هـ)، من أعلام كربلاء، وقد سبقت ترجمته في الجزء السابق:111.

(2) مدينة الحسين: 3/162.

(3) جعفر كاشف الغطاء: هو ابن علي النجفي(ن1234ـ1290هـ) سبقت ترجمته في الجزء السابق:131.

(4) راجع تاريخ المراقد:2/122.

(5) راجع آل الكرباسي:48(مخطوط).

(6) محمد علي خان: لم نجد عنه غير أنه كان من المقربين للبلاط القاجاري حيث تقلد رئاسة الحرس المحافظ على البلاط، وأمين سرهم، ويبدو أنه كان من ذوي الحنكة والخبرة، ولابد أن يكون ذلك على أيام حكم فتح علي القاجاري(1212ــ1250هـ) في العقد الثالث من عمره على أقل تقدير، فتكون بذلك ولادته في القرن الثاني عشر.

(51)