أَضواءُ  على مدينة الحسين (ع)

اسم الکتاب : أَضواءُ على مدينة الحسين (ع)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن المملكة المتحدة

 

 

 

 

 

 

 

 

أيام على رأس كل ثلاثة أشهر لاختيار القدرة العلمية للطالب، وله الحرية في اختيار المواد ومقدارها وإذا ما فاز في الامتحان يوزد بالشهادة كما ويمنح جائزة نقدية رمزية.

        ومن الجدير بالذكر أن الذي يتخرج من حلقات درس الخارج له الحق أن يطالب أستاذه بتزويده بشهادة الاجتهاد الا أن الأستاذ يجري له مناقشة علمية بالاضافة الى مراقبته لدى المناقشات العامة في الدروس ليستجوبه بشكل صحيح ليتمكن من منحه شهادة الاجتهاد.

        هذا وكانت هناك دورات اختصاصية لتحريج الخطباء والمبلغين وكذا الأساتذة والمدرسين والأدباء والمؤلفين الى جانب ذلك دروس الخارج التي تؤهل العلماء للاجتهاد.

        ولايخفى أن في تلك الفترة التي عايشناها كان العديد من حلقات درس الخارج قائمة وربما كان أبرزها عشر حلقات في علمي الأصول والفقه.

        وهنا لابد من الاشارة الى العطل الرسمية واليت هي على ثلاثة أقسام:

        1ـ أسبوعية وهي يوما خميس والجمعة.

        2ـ فصلية وهي شهرا رمضان ومحرم.

        3ـ عطل المناسبات، وهي أيام ولادة ووفاة المعصومين ع، والأعياد الإسلامية كعيد الأضحى والفطر والغدير ويوم المبعث.

        وهنا لابد من الاشارة الى ميزة هذه المعاهد الدينية على غيرها بالاضافة الى ما ذكرناه(1):

ــــــــــــــــــــــــــ

= وكانوا كلهم مجتهدون باستثناء الرشتي والذي كان مجتهداً في الصرف والنحو والبلاغة أن صح هذا التعبير عنه، وهي بإدارة الشيخ الكرباسي.

(1) ورغم أن الأسلوب الدراسي كان حضارياً إلا أن المواد والنصوص لم تواكب تطور المجتمع وحاجاته، وكنت ممن يطالب بهذا التطور والتغيير لا في هذه الحوزة فحسب بل في كل الحوزات العلمية، وقد تعالت أمثال هذه النداءات وكنت قد تحدثت مع المسؤولين والقائمين على هذه الحوزة والذي منهم (قدس الله=

       

 (112)

        1ـ يتقد الطالب بمطالعة نص الدرس قبل تلقيه من الأستاذ، مما يتيح له فرصة التفتق الفكري والعلمي أولاً والاستيعاب لما يلقيه الأستاذ ثانياً.

        2ـ يتقيد الطالب بمباحثه الدرس بعده مع زملائه لتتركز عنده المعلومات التي تلقاها من أستاذه بالاضافة الى ممارسة أسلوب المناقشة العلمية.

ـــــــــــــــــــــ

= روحه الزكية) وأتذكرجيداً عندما أجابني ـ حين عرضت عليه الفكرة ـ بالتأييد ولكن بصيغة المزح « ليت جرجي زيدان يكتب لنا النصوص الدراسية»، عندها عرفت بأن التغيير بات أمراً مجمعاً عليه، فسعيت مع إخواني بهذا الاتجاه وفي تلك الفترات صدرت بعض المؤلفات في كربلاء والنجف لهذه الغاية، وألفت أخرى ولكنها لم تر النور لأسباب أمنية سنأتي على ذكرها، ولأجل ذلك قمت بإرشاد من والدي ورعايته بالتحدث مع عدد من أصدقائه من أصحاب الخير والثراء لبناء صرح يناسب المنهاج الحديث، وبالفعل فقد واعدونا خيراً، وما إن عمت مع عدد من الاخوة بتأسيس الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق بشكل عام وفي هذه المدينة بشكل خاص، وأخذت السلطات تلاحق رجال العلم والفكر ما أدى ال إفشال المشروع وأصبحت ملاحقاً أبحث عن طريق للخروج من مسقط رأسي فهاجرت منه الى أيران، ومع االأسف فلم أتمكن من الاستقرار في ايران بسبب النظام الجائر الآخر هناك، فبدأت الملاحقات الى أن تركتها لأستقر في لبنان، وجاءت أحداث لبنان لتتزامن مع ازديد العنف في العراق وتهجير من بقي من طلاب العلوم الاسلامية الى شتى أنحاء العالم ومنها الشام فأصبحت أتردد ما بين بيروت ودمشق، وتعاونت مع المرحوم السيد حسن الشيرازي، ثم لما اغتيل توليت أمر الحوزة العلمية هنا بشكل كامل، وعندها تصورت أن الأمورستكون أفضل من العراق فبدأت أسعى لتطبيق الفكرة من جديد ومهدات الأمر بذلك، وغيرت أسس الحوزة ومنهاجها الدراسي، واتصلت بالمسؤولين في كل من وزارة الداخلية والأوقاف والتربية بغرض رفع قانون التجنيد عن الطلبة السوريين او معادلة شهادة الحوزة بالشهادات الجامعية، وبالفعل توصلت مبدئياً الى ذلك، وأخذت أمهد الأمور في الحوزة ووضعت نظاماً حضارياً حالت دون ذلك الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان ومحاولة اغتيالي، وبدأت الضغوطات السياسية وغيرها تنهال علي مما اضطرتني الى المغادرة الى لندن وبذلك تلاشت الآمال، ولاتعلم أبعد الهجرة الخامسة هجرة أم هجرات، ولله الحمد علي كل حال.

(113)

        3ـ يسمح للطالب ان يدرس ما تلقاه من أستاذه بفترة قصيرة لمن دونه في المستوى ولو بشكل جزئي مما يعطيه فرصة لظهور شخصية العلمية.

        4ـ الحث على كتابة تقرير الأبحاث والدروس التي تلقاها من أستاذه مما ينمي فيه روح التأليف والاختزال والتوسع في الكتابة.

        ولايخفى أن طلاب المرحلة الثالثة يعقدون جلسة مناقشة جماعية تعرف عندهم بالبحث الكيماني(1) وفيها يطرح أحدهم المسألة ويناقش من قبل سائر زلائه ومثل هذه المناقشة يخلق للبحث جواً من البروز العلمي مما يؤهله للمناظرة والدقة في انتقاء الأدلة.

        ولكن هناك بعض النواقص في المنهج القديم لابد من أن تتغير أولاً، واستخدام الوسائل الحديثة للإفهام والتفهيم والأسلوب، والعمل على الاختصاص، وهذا بالفعل ما كنا نسعى إليه ومع الأسف حالت الأمور السياسية والأمنية دون ذلك.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) كلمة كمباني مأخوذة من الانكليزية وتعني الشركة، وقد تسربت الى هذه المجتمعات بعد الاحتلال البريطاني الى تلك البلدان وتسمية الشركات التجارية بهذا الإسم الاجنبي.

 (114)

 

المعاهد العلمية

        للعالم الاسلامي جوامع مختلفة وحواضر علمية متعددة في مختلف الاقطار الاسلامية بل وغير الاسلامية عبر التاريخ.. وللشيعة بشكل خاص جامعاتها الخاصة بدأت منذ ان خطت قدم الرسول الأعظم في المدينة وتوسعت رقعتها حتى عمت البلاد الاسلامية وبالأخص ما جاور مراقدهم المشرفة في كل قطر الاسلامية.

        ويقول الشرقي في هذا المجال: للشيعة مدن علمية تعاقبت في الظهور حسب الأحوال الاجتماعية والسياسية التي تنقلت بهذه الطائفة من مركز الى مركز فكانت قم، ثم الحلة السيفية، ثم شيراز، ثم أصفهان، ثم كربلاء، ثم النجف كما أنه ربما كانت جبع وغيرها من بلاد عامل من المراكز العلمية لهذه الطائفة، كل هذه المدن أخذت سلطتها الزمنية والدينية وصارت محطة علمية توزع تلاميذها على سائر أقطار الشيعة ويهاجر إليها رواد العلم وطلاب الأدب من اٌقصى البلاد، وفي كل مدينة من هذه المدن آثار علمية كثيرة، وأكثر الكتب الحية والتآليف الممتعة التي في أيدينا وفي دور كتبنا للنجفي(1).

        إن مدينة الحسين كانت مهداً حضارياً للحركة العلمية منذ حط العلماء والأدباء رحالهم فيها وكانت تدور رحاها في الروضة المقدسة والغرف المحيطية بها والمساجد والواحات المنشأة في أطرافها لاستقبال المصلين الزائرين، ولكن تطور الحركة العلمية في القرن الثاني عشر الهجري(18م) فرض إنشاء معاهد خاصة بالتدريس للعلوم العربية

ــــــــــــــــــــ

(1) مجلة لغة العرب البغدادية: الصفحة: 325، العدد: 6، السنة:4، التاريخ: كانون الأول1926م.

 

(115)

- يسمح للطالب أن يدرس ما تشاء من أستاذه بفترة قصيرة لمن دونه في المستوى ولو بشكل جز مما يعطيه فرصة لظهور شخصيته العلمية

- الحث على كتابة تقرير الأبحاث والدروس التي تلقاها من أستاذه مما يتي فيه روح التأليف والاختزال والتوسع في الكتابة

ولا يخفى أن طلاب المرحلة الثالثة يعقدون جلسة مناقشة جماعية تعرف عندهم بالبحث الكمياتي وبها يطرح أحلشم المسألة ويناقش من قبل ساكر زملائه ومثل هذه المناقشة يحق للباحث جوا من البروز العلمي | مما يؤهله للمناظرة والدقة في انشاء الأدلة

ولكن هناك بعض النواقص في المنهج القديم لابد من أن تتغير أولا.| واستخدام الرسائل الحديثة للإفهام والتفهيم والأسلوب، والعمل على الاعتصام، وهذا بالفعل ما كنا نسعى إليه ومع الأسف حالت الأمور السياسية والأمنية دون ذلك

(1) كتمة كميائي محرقة من الانكليزية وتعني الشركة، وقد صرت إلى هذه المجتمعات

بعد الاحتلال البريطاني تي تلت البنان وتبة الشركات التجارية بهذا الإسم

(114)

المعاهد العلمية

للعالم الإسلامي جوامع مختلفة وحواضر عنمية متعددة في مختلف الأقطار الإسلامية بل وغير الإسلامية عبر التاريخ.. والشيعة بشكل خاص جامعاتها الخاصة بدأت منذ أن حطت قدم الرسول الأعظم في المدينة وتوسعت رقعتها حتي عمت البلاد الإسلامية وبالأخص ما جاور مراقدهم المشرفة في كل الأقطار الإسلامية

ويقول الشرقي في هذا المجال : الشيعة من عنمية تعاقت في الظهور حسب الأحوال الأجتماعية والسياسية التي تنتقلت بهذه الطائفة من مركز إلي مر کر فكة أعته قم، ثم الحياة السيفية . ثم شیراز. ثم إصفهان. ثم كربلاء، ثم النجف كما أنه ربما كانت جبيع وغيرها من بلاد عامل من المراكز العلمية لهذه الطائفة ، كل هذه المدن أخذت سلملتها الزمنية والدينية و صارت محملة علمية تونع تلاميذها على مسانر أقطار الشيعة ويهاجر إليها رواد العلم وطلاب الأدب من أقصى البلاد، وفي كل مدينة من هذه المدن آثار علمية كثيرة، وأكثر الكتب الحية والتأليف المتعة التي في أيدينا وفي دور كتبنا | هي اللي أو الحلي أو الشيرازي أو العاملي أو للإصفهاني أو للحائري أو

إن مدينة الحسين كانت مهدة حضارية للحركة العلمية منذ أن حظ العلماء والأدباء رحالهم فيها وكانت تدور رحاها في الروضة المقدسة والغرف المحيطة بها والمساجد والواجهات المشاة في أطرافها لاستقبال المصلين والواشرين ، ولكن تطور الحركة العلمية في القرن الثاني عشر الهجري (۱۸م) فرض شاه سعاهد خاصة بالتدري لتعليم العربية (۹) مجلة نفة العرب البغدادية: سنة: ۳۲۵، العدد:9ء الة: التاريخ : کانون

الأول ۱۹۲۹م

(115)

والإسلامية فلذلك أخذ المخلصون ببناء المدارس والمعاهد في هذه المدينة المقدسة.

وهذا لا يعني أن التدريس والمحاضرات العلمية كانت تدار في هذه المعاهد فقط بل إن الروضة الحسينية والأروقة والغرف المحيطة بها والمكتبات والحسينيات والمساجد كانت أيضاً من واحات العلم والفضيئة يؤمها العلماء المراجع والأساتذة المحققون لتلقي المحاضرات على رواد العلم والثقافة.

ويضاف إلى ذلك أن بيوت العلماء غالباً ما كان فيها غرف كبيرة معدة لهذا الغراض، فكان طلاب العلوم الإسلامية يقصدون بيت العالم للاستفادة من آرانه ونظرياته.

ولا يخفى أن الدروس العلمية هذه كانت على قسمين: القسم الأول والتي اصطلحوا عليها بالسطوح(1) وهي مرحلة يسعى الطالب فيها للوصول إلى المرحلة الثانية المصطلح عليها بالخارج(2) لتؤهله لاستخدام نظريته العلمية والمناقشة عليها من قبل المحاضر والمحاضرين.

وفي الحقيقة إن أول عهد للمدارس يعود إلى العصر البويهي وبالتحديد فترة تولي عضد الدولة البويهي الحكم، حيث عمد إلى إنشاء أول مدرسة علمية في العراق على الإطلاق وذلك عندما أنشأ سنة367هـ (977م) مدرسة غرب مسجد رأس الحسين في كربلاء الواقعين على الشمال الغربي من الموقد الحسيني ثم أشفعها بمدرسة ثانية سنة۳۷۱هـ (981م) وكان موقعها عند الصحن الصغير (مقابر البويهين) وغرفتة بالمدرستين العقدين الأولى والثانية.

وبذلك يكون عضد الدولة قد أسس أول مدرسة علمية في العراق على وجه الأطلاق رغم أن الإعلام و المؤرخين اهتموا بمدرستين هما المدرسة

ـــــــــــــــــــ

(1) السطوح: أي الدروس السطحية بالنسبة الى المرحلة الثانية التي هي دروس استدلالية.

(2) الخارج: أي أنه لايعتمد على دراسة كتاب محدد بل طرح المسائل العلمية من الخارج الكتاب والاستدلال عليه ثم المناقشة حوله.

(116)

النظامية التي كان من ورائها السلاجقة والمدرسة المستنصرية التي كان من ورائها العباسيون، وقد عرف في الأوساط العلمية بأن المدرسية النظامية في بغداد هي أول مدرسة علمية أنشئت في العراق، ولكن التحقيق أوصلنا إلى أن أول مدرسة أنشئت في العراق على الإطلاق كانت المدرسية العضدية الأولى ثم الثانية في كربلاء، حيث أنشئت المدرسة النظامية على عهد نظام الملك وزير السلطان ألب أرسلان السلجوقي الذي حكم ما بين 455 – 464هـ (1053ــ 1072م)، إذ بدأ بها في ذي الحجة من سنة 457هـ (1065م) ونتهى عن عمارتها سنة 459هـ (1067م)، وافتتحها يوم السبت العاشر من ذي الحجة سنة459هـ، وموقعها على جانب الرصافة، وكان يدرس فيها الفقه الحنفي، وأما المدرسة المستنصرية فقد شيدها المستنصر بالله العباسي الذي حكم ما بين سنة 623ــ 640هـ (1226ــ 1233م) في سنة 630هـ، وكان يدرس فيها الفقه على المذهب الشافعي والمالكي والحنبلي والحنفي، وكانت هي الأخرى تطل على نهر دجلة(1).

ومما تجدر الإشارة إليه أن الوزير السلجوقي نظام الملك كان شديد التعصب للمذهب الحنفي وكان ينتصر له، وأراد أن ينشئ شبكة علمية لدحص الحركات الأمامية سياسياً وفكرياً حيث ذكر في إنجازاته مايلي: عرف القرن الخامس الهجري بأنه عصرسيادة المذاهب السينة بانتصار السلاجقة الذين نصبوا أنفسهم حماة للخلافة العباسية، وتتابع الهزائم للحركات الشيعية سياسياً وفكرياً باندحار البويهيين الذين كانوا قد أخضعوا الخلافة لحمايتهم، ولكي يضمن السلاجقة السيادة لمذاهبهم ودحر المذاهب الشيعية التي أصبحت لها قوة سياسية وفكرية كبيرة، عمدوا الى تأسيس المدارس على أساس اتخاذها مراكز لمذاهبهم ودحر المذاهب الشيعية لنشر الفكر الاسلامي السني والعمل على تقويته.

        إن هذه الحركة الواسعة لتأسيس المدارس التي ولدت بتأثير عامل المذهب قد تمت على يد وزير السلاجقة العالم نظام الملك الطوسي 408ــ 485هـ (1017ــ 1092م) حيث قام بأنشاء مدارس في أبرز مدن

ــــــــــــــــــــــــ

(1) الحسين والتشريع الاسلامي: 3/196، راجع أيضاً: الغداديون أخبارهم ومجالسهم: 309ـ 310.

 

(117)

 

العراق وفارس مثل بغداد والبصرة والموصل وبلخ ونيسابور وهراة وإصبهان ومرو وآمد، وقد عرفت بالمدارس النظامية(1).

        ويبدو أن تأسيس المدرسة النظامية في بغداد إنما جاء بعدما قام عضد الدولة البويهي بتأسيس المدرسة العضدية الأولى ثم الثانية في كربلاء، ومما يجب الإشارة إليه أن نظام الملك أراد تأسيس جامعة إسلامية لها فروع في كل الأقطار الإسلامية وربما على غرار الجامعات في هذه الايام.

        وكان من إنجازات عضد الدولة أنشاء السوق الحسينية الكبيرة الذي يبدأ من باب الكرامة من الصحن الحسيني وينتهي الى باب الامام الحسن ع من الصحن العباسي، ومنذ القرن الرابع الهجري وفي فترات متقاربة أنشئت على جانبي هذا السوق عشر مدارس لم يبق منها الا مدرسة المجاهد والبقعة، وأما الثمان الأخرى فقد تحولت الى مراكز تجارية عرفت بالقيصرية وذلك بسبب الغزو والهجوم التكررين على هذه المدينة المقدسة وكان آخرها أوائل القرن الرابع عشر الهجري(2).

        ومجموع المداس اليت وصلتنا بلغت اثنين وثلاثين مدرسة، واليك أسماء بعض المدارس التي أثبتنها المؤرخون نذكرها حسب الحروف الهجائية:

        1ـ مدرسة ابن فهد: أسست سنة 1358هـ (1339م)(3) وتقع في شارع القبلة وفيها مرقد العلامة الحجة الفقيه الشيخ أحمد بن فهد الحلي المتوفى سنة 841هـ، وتتألف من طابقين، وعدد غرفها 40 غرفة(4).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الحسين والتشريع الاسلامي: 3/196 عن إمارة الموصل في عهد بدر الدين لؤلؤ: 202.

(2) دائرة المعارف تشبع: 3/33.

(3) وجدد بناءها سنة 1384هـ (1964م) جمع من المؤمنين منهم السيد عبدالحسين الموسوي التتنچي بإجازة من المرجع السيد محسن الحكيم المتوفى سنة 1390هـ (1370م) والسيد محمد الشيرازي المتوفى سنة 1422هـ(2011م).

(4) محل الغرف في الطابق العلوي، وأما الطابق السفلي فأعد للصلاة والمجالس باستثناء غرفة واحدة استخدمها السيد محمد كاظم القزويني المتوفى سنة 1415هـ (1994م) مركزاً لرابطة النشر الإسلامي.

(118)

 

وصدرت منها مجلة نداء الاسلام وكانت توليتها بيد العلامة السيد حسن الشيرازي بعد أن جدد بنأؤها(1).

        2ـ مدرسة بادكوبة(2): أسسها الحاج علي البادكبي سنة 1270هـ (1854م)(3) تقع في زقاق الداماد(4) الواقع بين مقام الحسين ع وأخيه أبي الفضل العباس ع كانت توليتها مع الشيخ محمد الكرباسي(5)، بناؤها من ثلاثة طوابق ملجأ وطابقين تحتوي على 38غرفة(6) ومدرس للمحاضرات ومكتبة عامة، ومن مشاريعها مجلة مبادئ الاسلام بالانكليزية ومجلة منابع الثقافة الاسلامية بالعربية، وكان هناك بيت ملاصق للمدرسة أوقفه الواقف لتأمين مصاريف المدرسة(7).

        3ـ مدرسة البقعة: أسسها السيد علي نقي الطباطبائي(8) سنة 1289هـ(1872م)، وتقع في شارع الامام علي ع وتحتوي على طابقين وفيها 16 غرفة(9) وكانت توليتها بيد السيد مرتضى الطباطبائي المتوفى سنة 1389هـ(1969م)، ومن نشاطها الفكري مجلة صوت المبلغين(10).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) تراث كربلاء: 205 وتاريخچة كربلاء: 165، واستشهد الشيرازي سنة 1400هـ (1980م).

(2) وتسمى أيضاً بمدرسة الترك أيضاً.

(3) تراث كربلاء: 204 وفي تاريخچة كربلاء: 155أن الكتيبة التي على باب المدرسة جاءت سنة 1278هـ (1861م).

(4) عقد (زقاق) الداماد يبتدىء من مقابل باب الكرامة للصحن الحسيني وينتهي الى ساحة علي الأكبر.

(5) الشيخ الكرباسي توفي سنة 1399هـ (1979م).

(6) في سنة 1383 تولى الشيخ الكرباسي بناء الطابق الثاني حيث كانت من طابق واحد وعدد غرفها 16 غرفة فأضاف إليها 12 غرفة، اثنتان في الطابق الأول وعشر في الطابق الثاني، كما شيد مكتبة عامة ومدرساً كبيراً.

(7) تاريخچة كربلا: 155 وتراث كربلاء: 204، وقد هدمت في عهد حكم البعث الفاشي طلماً وعدواناً سن 1398هـ (1978م).

(8) الطباطبائي هو الفقيه المتوفى سنة 1321هـ (1903م).

(9) جدد بناءها المرجع السيد حسين البروجردي المتوفى سنة 1380هـ(1960م) بفضل متوليها الأسبق الحجة السيد محمد علي الطباطبائي المتوفى سنة 1381هـ (1961م).

(10) تاريخچة كربلاء: 158 وتراث كربلاء: 204 وفي كربلاء في الذاكرة: 109أنها =

 

 (119)

 

        4ـ مدرسة البروجردي: أنشاها المرجع السيد حسين البروجردي سنة 1381هـ(1961م)(1) وتقع في شارع المخيم وتتألف من طابقين ومجموعة غرفها 20(2) وكانت توليتها بيد الشيخ نصرالله بن حسن رستم الخلخالي المتوفى سنة 1398هـ(1978م)(3).

        5ـ مدرسة الإمام الباقر ع: أسسها السيد عماد الدين البحراني سنة 1381هـ وهي تقع في محلة باب الخان وتحتوي على عدد من الغرف وفيها مكتبة عامة(4).

        6ـ مدرسة حسن خان: أسسها قائد الجيش الايراني حسن خان القزويني سنة 1180هـ وكانت تقع على الزاوية الشمالية الشرقية من الصحن الحسيني الشريف وكانت عند انشائها تحتوي على 80 غرفة بطابقيها(5) ويذكر ان الشيخ محمد باقر السلماسي المتوفى سنة 1219هـ(1804م) اثثها بكل ما يحتاجه الطلبة ن كتب وأثاث(6) ثم قام بهدمها محافظ محافظة كربلاء عقدالرسول الخالصي في يوم الخميس 16محرم 1386هـ الموافق 18/11/1948م(7)، وقد أعيد بناؤها في آواخر السبعينات بأمر من المرجع السيد البروجردي لتحتوي على 11 غرفة فقط(8) وأنيطت توليتها الى السيد عباس بن محمد مهدي الحجة الطباطبائي المتوفى بعيد سنة 1391هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــ

= أسست سنة 1250هـ (1834م)، وأزيلت من الوجود عندما قامت السلطات الغاشمة بتنفيذ خطة توسيع مابين الحرمين سنة 1398هـ(1978م).

(1) وفي أثناء البناء توفي السيد البروجردي سنة 1380هـ (1960م) فأكملها المرجع السيد عبدالهادي الشيرازي المتوفى سنة 1382هـ(1962م).

(2) وفي تاريخچة كربلا: 164 وتراث كربلاء: 206.

(3) تاريخچة كربلا: 164، ذكر بأن فيها 17غرفة.

(4) تراث كربلاء: 207 وفي تاريخ الحركة العلمية في كربلاء: 285 انها كانت من قبل حسينية خاصة بالزائرين القادمين من مدينة الكاظمية في المواسم والمناسبات.

(5) وقد هدمت بحجة توسعة الصحن الحسيني، وجددها الشيخ نصرالله الخلخالي من قبل السيد البروجردي.

(6) أعيان الشيعة: 9/187.

(7) تاريخ كربلاء ومآثر الحسين: 274.

(8) تراث كربلاء: 207 وتاريخچة كربلا: 165 وفيها مدرس كبير للتدريس والمجالس.

 

 (120)

 

(1971م)، ثم هدمتها بلدية كربلاء سنة 1398هـ(1978م)(1)، هذا وقد تخرج من هذه المدرسة السيد جمال الدين الأفغاني المتوفى سنة 1315هـ (1897م)، وكان الشيخ شريف العلماء المتوفى سنة 1245هـ(1829م) فترة يدرس في هذه المدرسة، وكان لهذه المدرسة أوقاف خاصة بها، وقد دخلت ضمن التوسعة التي قامت بها العتبة الحسينية والشارع المحيط بها.

        7ـ المدرسة الحسنية: أسسها الشيخ حسن النائيني الحائري سنة 1388هـ(1968م) وتقع على الجهة الشمالية من الصحن العباسي على الفلكة، وتتألف من ثلاثة طوابق ملجأ وطابقين، وتحتوي على 28 غرفة توليتها كات بيد الشيخ النائيني نفسه، وقد هدمت عند توسعة الفلكة العباسية سنة 1398هـ(1978م)(2).

         المدرسة الرضوية: أسسها المرجع السيد محمد الشيرازي سنة 1386هـ(1966م) وتقع في محلة العباسية الغربية وتحتوي على 10 غرف، وكانت توليتها بيد السيد محمد علي الرضوي المتوفى بعد سنة 1395هـ (1975م)(3)، وقد اختصت بالنساء اللواتي يدرسن في الحوزة العلمية.

        المدرسة الزينبية: كانت تقع على باب الزينبية للصحن الحسيني، تأسست سنة 1276هـ(1859م)(4) وقد هدمها متصرف لواء كربلاء عبد الرسول الخالصي في يوم الاثنين 12/1/1368هـ الموافق لـ 13/11/1948م(5) تحت غطاء توسعة الصحن الحسيني، طلماً وعدواناً(6)، وكانت توليتها بيد قائد الانتفاضة الشيخ محمد تقي الشيرازي المتوفى سنة 1339هـ (1920م)، ثم انتقلت الى نجله الشيخ عبدالحسين الشيرازي المتوفى سنة

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) باسم توسيع ما بين الحرمين والفلكة المحيطة بكل من الروضتين.

(2) كل المدارس التي تقع في طريق توسعة ما بين الروضتين هدمت من قبل النظام السابق.

(3) تاريخچة كربلاء: 166.

(4) كربلاء في الذاكرة: 109.

(5) تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 274 وكانت لها موقوفات بجانب المدرسة ايضاً، تقع الى جانب الشمال ملاصقاً بالصحن الشريف.

(6) تراث كربلاء: 203 تاريخچة كربلاء: 163.

 

 (121)

 

1382هـ (1962م)(1)، وكان من مدرسيها الشيخ جعفر الهر المتوفى سنة 1347هـ(1928م)، وتلميذه الشيخ محمد الخطيب المتوفى سنة 1380هـ (1960م).

        10ـ مدرسة السليمية: أسسها الحاج محمد سليم خان الشيرازي سنة 1250هـ(1834م)، وكان قد خصص مؤسسها في حياته ثم من إرثه على طلابها، وذلك بإشراف السيد حسن القزويني المعروف بـ«آغا مير» المتوفى سنة 1380هـ(1960م)، وتقع في زقاق جامع الطباطبائي، واليت توليتها كات بيد السيد مرتضى الطباطبائي(2) بعد أخيه السيد محمد علي الطباطبائي، ثم آلت الى السيد محمد الطباطبائي نجل المرتضى والمتوفى سنة 1425هـ(2004م)، وهي مؤلفة من ثلاثة طوابق ملجأ وطابقين وتحتوي على 13 غرفة، ومن نشاطاتها الأدبية مجلة الأخلاق وآلاداب، وذكريات المعصومين(3).

        11ـ مدرسة شريف العلماء(4): أسسها المرجع السيد محسن الحكيم سنة 1384هـ(1964م) وهي مؤلفة من طابقين وتحتوي على 22 غرفة وتقع في زقاق كدا علي(5) المتفرع من شارع قبلة الحسين ع وكانت توليتها بيد الشيخ باقر الدامغاني المتوفى سنة 1412هـ(1991م)(6).

        21ـ مدرسة الصدر الأعظم النوري: نسبة الى النوري رئيس وزراء

ــــــــــــــــــــ

(1) تاريخ الحركة العلمية في كربلاء: 280.

(2) وقد جدد بناءها المرجع السيد مهدي الشيرازي المتوفى سنة 1380هـ(1960م) وذلك سنة 1370هـ(1950م)، وبجهود الشيخ محمد الكرباسي المتوفى سنة 1399هـ(1978م).

(3) تراث كربلاء: 205 وتاريخچة كربلاء: 160.

(4) حيث حول بيت الشيخ شريف العلماء الى مدرسة عليمة، وهو الشيخ محمد شريف بن حسن علي المازندراني الحائري المتوفى سنة 1245هـ(1829م).

(5) كذا علي: نسبة الى المرجع الشيخ صالح كدا علي بن مهدي الخطاط المتوفى سنة 1288هـ(1871م) الذي كان يقيم في هذا الزقاق.

(6) تراث كربلاء: 206 وتاريخچة كربلا: 166، وفيهما أنها تأسست سنة 1386هـ (1966م)، والمراد بالاول بدء العمل، والثاني تاريخ الانتهاء، وفيها قبر شريف العلماء.

 

 (122)

 

إيران آنذاك شيدها الشيخ عبدالحسين الطهراني المتوفى سنة 1286هـ(1869م) من ثلث الميرزا تقي خان الصدر الأعظم المستشهد سنة 1268هـ (1851م)، وكانت تقع غرب الصحن الحسيني على باب السلطانية وقد هدمت ظلماً وجوراً سنة 1368هـ (1851م)، وكانت تقع غرب الصحن الحسيني على باب السلطانية وقد هدمت ظلماً وجوراً سنة 1368هـ (1948م)(1) على بد متصرف كربلاء الشيرازي المتوفى سنة 1338هـ (1919م) ثم انتقلت الى نجله الشيخ عبدالحسين الشيرازي المتوفى سنة 1382هـ(1962م)(2)، وكان ممن تخرج منها الشيخ أبوالقاسم بن عبدالله الخوئي المتوفى 1364هـ (1945م).

        13ـ مدرسة الطبرغاسي(3): أسسها المرجع السيد محمد الشيرازي سنة 1386هـ(1996م) وبعد هجرة السيد الشيرازي من العراق سنة 1390هـ(1970م) استولى عليها النظام، وكانت تقع في محلة المخيم.

        14ـ المدرسة العضدية الأولى: شيدها السلطان عضد الدولة فنا خسرو البويهي المتوفى سنة 372هـ حين زار كربلاء سنة 367هـ(977م) حين أمر بتعمير المرقد الحسيني، وهدمت ظلماً وعدواناً سنة 1368هـ (1948م) وكانت تقع عند مسجد رأس الحسين ع قريباً من باب السدرة في شارع السدرة(4).

        15ـ المدرسة العضدية الثانية: شيدها أيضاً عضد الدولة فناخسرو البويهي وذلك حين بدأ بتشييد مقبرة لآل بويه سنة 1371هـ (1951م) وكان بابها يطل على الصحن الصغير والتي فيها مقبرتهم

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تراث كربلاء: 203 وتاريخچة كربلاء: 163.

(2) تاريخ الحركة العلمية في كربلاء: 280.

(3) مجلة الطريق الاسلامي اللبنانية: العدد: 53 السنة 1409هـ الصفحة: 109، الطبرغاسي نسبة الى حسون بن محمد علي البناء الأسدين حيث لقبه العثمانييون أيام حكمهم في العراق بهذا اللقب «طابور آغاسي»، وهو لقب عسكري يعادله المقدم وأقل منه رتبة طاغول وهو الرائد- راجع عشائر كربلاء واسرها: 296، وقد سرى على أبنائه وأحفاده، والمتبرع أحد أخبار كربلاء من أحفاده.

(4) مجلة الحوزة القمية العدد: 72/ الصفحة171.

(123)

وهدمت فيما بعد سنة 1368هـ(1948م)(1)، وأصبحت داخل الصحن الحسيني.

        16ـ مدرسة الحاج كريم: أسسها الحاج ميرزا كريم الشيرازي سنة 1287هـ(1870م) وتقع في محلة العباسية الشرقية(2) وهي من طابق واحد وتحتوي على 11 غرفة ومصلى كبيراً جداً، وكانت توليتها بيد اشيخ عبدالزهراء الكعبي المتوفى سنة 1394هـ(1974م)(3).

        17ـ مدرسة المجاهد: المؤسسة باسم الفقيه السيد محمد المجاهد المتوفى 1242هـ (1826م) أنشئت في حدود سنة 1270هـ(1853م)(4)، وكانت توليتها بيد الحجة السيد محمد تقي الطباطبائي(5)، وتقع في سوق التجار الكبير وهي من طابقين وتحتوي على 12 غرفة(6).

        18ـ مدرسة المهدية: أسسها الشيخ مهدي بن علي كاشف الغطاء المتوفى سنة 1289هـ(1872م) وذلك سنة 1284هـ(1867م) وتقع في زقاق السلام تقريباً، وهي ذات طابقين وتحتوي على 24غرفة توليتها بيد أبنائه، وأوقفف لها خاناً وعدة دكاكين لتصرف في حاجيتها(7).

        19- مدرسة المازندراني: أسسها الخطيب الشيخ محمد مهدي المازندراني المتوفى سنة 1364هـ (1944م) وهي تقع في محلة المخيم وتحتوي على عدد من الغرف، وبعد سنة 1380هـ (1960م) استولى النظام عليها.

        20- مدرسة الهندية الكبرى: أسستها العلوية تاج محل(8) وتقع في

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة الحوزة القمية العدد: 72/ الصفحة: 172.

(2) وقد جددها السيد ميرزا علي محمد الشيرازي سنة 1308هـ(1890م).

(3) تراث كربلاء: 205 وتاريخچة كربلاء: 161.

(4) تاريخ الحركة العلمية في كربلاء: 279.

(5) السيد محمد تقي توفي سنة 1432هـ(2002م)، وهو الذي جدد بناءها .

(6) تاريخچة كربلاء: وتراث كربلاء: 203.

(7) تراث كربلاء: 205 وتاريخچة كربلاء: 161، ماضي النجف وحاضرها: 3/207، وأبناؤه هم الشيخ صالح الشيخ أمين الشيخ كليم.

(8) تاج محل: نسبة الى الاميرة ممتاز محل زوجة الملك شاه جهان المغولي صاحية المرقد المعروف بإسمها في مدينة اغرة الهندية.

(124)

 

زقاق الزعفراني(1) سنة 1270هـ(2) وكانت توليتها بيد العلامة الشيخ جعفر الرشتي(3) وبناؤها من ثلاثة طوابق ــ ملجأ وطابقين، وتحتوي على 22غرفة باسم المكتبة الجعفرية، ومن نشاطاتها اصدار مجلة أجوبة السمائل الدينية(4).

        21ـ مدرسة الهندية الصغرى(5): أسسها العلوية تاج محل سنة 1283هـ (1866م)(6) وهي تقع في زقاق على غرب الصحن العباسي المبارك، وكانت توليتها بيد العلامة السيد مرتضى الطباطبائي(7) وهي من ثلاثة طوابق: الأول مسجد(8) والطابقان الأول الثاني مدرسة وتحتوي على تسع غرف(9)

        22- مدرسة الهندية الوسطى: أسستها جماعة من راجات الهند في القرن الثالث عشر الهجري، الا أن متصرفيه كربلاء هدمتها بحجة فتح بعض الشوارع وذلك سنة 1368هـ(1948م)،وكانت تقع في منطقة بين الروضتين.

        23ـ مدرسة الكتاب العترة: أسسها المرجع السيد محمد الشيرازي(10) سنة 1381هـ(1961م) لتربية الخطباء والمبلغين وكانت

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المدرسة الهندية: تقع على الجانب الشمال الغربي من الصحن الحسيني وتقع مقابل الباب السلطاني من الصحن الحسيني.

(2) كما جاء في اللوحة التي على باب المدرسة: وهي:« مصرع سال بنا بش كفتم أز روي أدب شد چه بكجا مسجد وهم مدرسة در كربلاء»، وفي كربلاء في الذاكرة: 109أنها تأسست سنة 1280هـ (1863م) وقد أوقف بجنبها جامع صغير.

(3) الشيخ الرشتي المتوفى سنة 1397هـ(1974م).

(4) تاريخچة كربلاء: 157 وتراث كربلاء: 203.

(5) وتسمى بمدرسة تاج أيضاً.

(6) وفي تراث كربلاء أنها أسست سنة 1300هـ (1882م)، ولكن في تاريخچة كربلا: أن هناك لوحة كانت على بابها تثبت انها أسست سنة 1283هـ (1866م).

(7) مجلة الطريق الاسلامي اللبنانية: العدد: 53، سنة 1409هـ، الصفحة: 107.  

(8) وكانت المدرسة حتى تاريخ 1387هـ (1967م) مؤلفة من طابق واحد فوق المسجد، وتحتوي على ست غرف، أعيد بناؤها من جديد.

(9) تاريخچة كربلاء: 158 وتراث كربلاء: 205.

(10) السيد محمد بن مهدي الشيرازي (1347ــ 1422هـ).

(125)

 

 بإشراف السيد مرتضى بن محمد صادق القزويني المولود سنة 1350هـ (1931م)، وكانت تقع في شارع قبلة الحسين ع على زاوية مدرسة ابن فهد الحلي(1).

        24ـ مدرسة الباكستانيين(4): أسسها المرجع السيد محمد الشيرازي سنة 1386هـ(1966م) وقد اسندت توليتها الى الشيخ إبراهيم الباكستاني المتوفى سنة 1417هـ (1996م) وبعد رحيل السيد الشيرازي الى الكويت سنة 1390هـ (1970م) وبعد رحيل السيد الشيرازي الى الكويت سنة 1390هـ (1970م) تم الاستيلاء عليها.

        25ـ مدرسة الخوئي(3): أسسها المرجع السيد أبو القاسم الخوئي سنة 1395هـ (1975م)،وبعد وفاته سنة 1413هـ (1992م)، تم الاستيلاء عليها.

        وهناك ثمان مدارس أخرى والتي تحولت الى خانات لم نتمكن من تحديد أسمائها واليت كانت تقع على جانبي السوق الكبير ما بين الروضتين.

        وما يجب الإشارة اليه أن الأنشطة العلمي لهذه المدارس كانت متفاوتة، وخلال عقدين من الزمن الذي عاصرته ما بين 1370ـ 1390 (1951ــ 1970م) كانت مرستا بادكوية والهندية الكبرى هما في الدرجة الأولى من النشاط بينما كانت مدرستا السليمية والبقعة في الدرجة الثانية. ثم يأتي دور المدارس الأخرى من حيث الحركة العلمية والنشاط المعرفي.

        هذه المعاهد في الحقيقة بالاضافة الى قيمتها الحضارية والعلمية كانت لها أهميتها التراثية حيث أن أكثرها أنشئت وفق هندسة معمارية عالية أستعمل في الأعم الأغلب فيها الفسيفساء والقاشاني ذات الألوان البهية مزينة بالأيات والأحاديث الشريفة بمخلتف الخطوط الفنية، فكانت آية من آيات الفن الاسلامي.

        ولايخفى أن بعض هذه المدارس كانت لها موقوفات خاصة بها

ــــــــــــــــــــــــ

(1) مجلة الطريق الاسلامي اللبنانية العدد 53، سنة 1409هـ، الصفحة: 108.

(2) مجلة الطريق الاسلامي اللبنانية العدد 53، سنة 1409هـ، الصفحة: 108.

(3) صحفية الانتفاضة العدد:11، الصفحة:4، التاريخ: 20/12/1411هـ.

(126)

 

تصرف استثماراتها في مصالح المدرسة الفنية منها والعلمية للطالب والأستاذ.

        كما أن بعضاً من هذه المدراس كانت ذات حالتين تستفاد لسكن الطلاب والتدريس معاً وبعضها كان خاصاً بالترديس والمباحثة ولايحق للطالب السكن فيها.

        ولعل ما ذكرناه من الاختصار كفاية للوصول الى الهدف المنشود مع عدم الخروج عن الموضوع.

        وللوصول الى عمق هذه الحواضر العلمية المعبر عنها بالحوزات العلمية لابد وأن نقارنها بالحواضر العلمية الحديثة:

المدينة

كربلاء ــ العراق

اكسفوردـ بريطانيا

المؤسسة العامة

الحوزة

الجامعة

المنشأة الخاصة

المدرسة

الكلية

المرحلة الدنيا

الانتهاء من السطوح

الانتهاء من الجامعة (ليسانس)

المرحلة العليا

الانتهاء من الخارج

الانتهاء من الدراسات العليا (الدكتوراه)

 

 

 

 وأما بالنسبة الى الشهادات والالقاب فقد فصلنا عنها في الحسين والتشريع الاسلامي(1) تحت عنوان الرتب والدرجات فليراجع.

        وهذه الحواضر العلمية سواء القديمة (الدينية) او الحديثة (الغربية) فإن طلابها قد يكونون من المدينة نفسها وقد يكونون من المدن المجاورة وقد يكونون من شتى بلاد العالم، ومنهم من ينتهي من دراسة السطوح أي مرحلة المعاهد والكليات لينال شهادة الليسانس، ومنهم من يواصل دراساته العليا لينهي مرحلة الخارج لينال شهادة الليسانس، ومنهم منيواصل دراساته العليا لينهي مرحلة الخارج لينال درجة الاجتهاد أي مرحلة الدراسة العليا في الجامعات لينال درجة الدكتوراه، هؤلاء قد يتخرجون وسكنون تلك الديار التي تخرجوا منها ويمارسون اختصاصاتهم وقد يتركونها و رجعون الى أوطائهم.

ــــــــــــــــــــ

(1) الحسين والتشريع الاسلامي: 4/9.

 (127)

ورغم أن طريقة التعليم في هاتين الحاضر تین مختلفة إذ أن الطالب في الأولى له مطلق الحرية في التعليم، وأما في الثانية لابد وأن يلتزم ببعض القيود الاضافية واثر اختلاف النظامين فأنه في الأولى للطالب الحق في تعلم المواد التي يستوعبها، وأما في الثانية فلا يحق له ذلك، الى غيرها من الحقوق التي يكتسبها في الأولى دون الثانية، ومن هنا يتبلور الى غيرها من الحقوق التي يكتسبها في الأولى دون الثانية، ومن هنا يتبلور دور الطالب في بناء أو أستمرار حضارة هذه المدينة أو تلك، وعليه يمكن أن يسجله التاريخ في أعلام هذه المدينة دون الثانية.

        ومن المناسب أن نورد هنا قصيدتين وصلتا إلينا، إحداهما في حوزة كربلاء بشكل عام عن الفترة التي تحدثنا عنها وهي للشاعر المرحوم السيد محمد رضا القزويني المتوفى سنة 1437هـ (2015م)، والثانية في إعادة بناء المدرسة الهندية الكبرى للشاعر الحاج علي بن عبدالحسين الصفار المولود سنة 1388هـ(1968م) وقد أنشاها سنة 1429هـ(2008م).

(1)