الحسين نسبه ونسله

اسم الکتاب : الحسين نسبه ونسله

المؤلف : محمد صادق محمد الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الثاني في الطبقة الثامنة

من اجداد وجدات الحسين

 

(89)

(90)

الفصل الثاني

      وهو في الجد الثامن والجدة الثامنة للامام الحسين عليه السلام الأبوين وعددهم 512 جداً وجدة معاً، وفيه اصلان.

الأصل الاول

      وهو في الجد والجدة الأبوين «الأصل الأول» «من جهة الأب فقط أعني علي ابن ابي طالب عليه السلام وعددهم 256جداً وجدة معاً، وفيه غصنان.

الغُصن الأول

      وهو في اب وأم الجد السابع من جهة أب الامام الحسين عليه السلام فقط، وعددهم 128 جداً وجدة معاً، وفيه ثمانية فروع.

الفرع الأول

      هو في الجد الأول الى الثامن والجدة الاولى الى الثامنة من الطبقة الثامنة من الاجداد وعددهم 16 جداً وجدة معاً، وفيه اتجاهات ثمانية.

      الاتجاه الاول: أبو الجد السابع وأمه من سلسلة الجد الاول، وهما كعب بن لؤي وزوجته مخشية بنت شيبان.

      أـ كعب بن لؤي: هو كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي ويكنى كعب بأبي هصيص، أمة مارية بنت كعب بن القين بن جسر بن شيع الله بن أسد القضاعية.

      الكعب: بالفتح ثم السكون مصدر، معناه فيما يناسب العلمية هو الشرف والمجد ومن ارتفع شانه وعلت مكانته.

      كان كعب من الحنيفية، وكان يدعو الناس الى ملة جده النبي ابراهيم الخليل عليه السلام وكان يخطب في الناس أيام الحج، ومن مقولته في تلك

(91)

الخطب قوله: « اسمعوا وتعلموا وافهموا واعلموا أن الليل ساج، والنهار صاح، والأرض مهاد، والسماء عماد، فهل رأيتم من هالك رجع، أو ميت نشر، الدار أمامكم، والظن غير ما تقوولون، فسياتي نبأ عظيم وسيخرج نبي كريم، ياليتني شاهد نجوى دعوته، لو كنت ذا سمع وذا بصر ويد ورجل لتنصب له تنصب الجمل، ولأرقلت له أرقال الفحل، فرحاً بدعوته وجزلاً بصرخته». وبما أن قريشاً كانت تجتمع عنده يوم الجمعة سمي ذلك اليوم بيوم الجمعة بدلا مما كانوا يسمونه بيوم العروبة.

      كان كعب(رضوان الله عليه) جليل القدر رفيع المنزلة ومستودع ودائع النبوة، وكان يتحدث عن مبعث الرسول ص ويحث من يراه على أتباعه وتصديقه، وفي ذلك أنشا من البسيط:

ياليتني شاهداً نجواء دعوته            حين العشيرة تبغى الحق خذلانا

      بل إنه في أبيات اخرى يبشر ببعثة النبي محمد ص حيث يقول من الطويل:

نهار وليل كل يوم بحادث        سواء علينا ليلها ونهارها

يؤوبان بالاحداث حتى تأوبا           وبالنعم الضافي علينا ستورها

على غفلة ياتي النبي محمد      فيخبر أخبار صدوق خبيرها

      توفي سنة 573 قبل الهجرة، حيث ذكر بانه توفي بقبل البعثة النبوية بخمسمائة وستين سنة(1)، وقد أرخ العرب تواريخهم بموته حيث كان لديهم حدثاً عظيماً الى أن وقعت حادثة الفيل فارخوا تواريخهم بعام الفيل.

      ولكعب من الأشقاء والاخوان خمسة، أما الأشقاء منهم: عامر وأسامة، ويقال لهم بنو ناجية، وأما الاخوان فهم: عوف وأمه الباردة بنت عوف بن غنم بن عبدالله بن غطفان، فالتحق بقبيلة أمه الخثعمية، ومن أخوانه أيضا: سعد وأمه بنانة، فأما سبب نسبة عوف الى غطفان فيذكر أن أمه باردة توفي عنها زوجها لؤي بن غالب خرجت بابنها عوف الى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع البداية والنهاية: 2/ 195.

(92)

قومها فتزوجها سعد بن ذبيان بن بغيض فتبنى عوفاً(1)، وتزوج قصي من وحشية بنت شيبان الكنانية(2)، ولا شك أن ولادة كعب كانت في أوائل القرن السادس ما قبل الهجرة أو قبيلها.

      ب ـ المخشية بنت شيبان  بنت محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.

      المخشية: بفتح أوله وسكون ثانية وكسر ثالثه وتشديد الياء، مصدر وتاتي أيضا اسم مفعول للمؤنث، وما يناسب العلمية أن تكن بمعنى المتقية أو الخائفة المأخوذة من الخشية وهي الخشوع والخضوع.

      وقد اختلف أرباب التأريخ والنسب في اسمها، فقال بعضهم: إن أم قصي اسمها وحشية بفتح أوله وسكون ثانية وكسر ثالثه وتشديد الياء، صفة اللانثى مأخوذة من الوحش فحينما ينسب يقال وحشي في الذكر، وفي المؤنث يقال وحشية أي غير أهلية بمعنى غير أليفة.

      والطاهر أن كعب بن لؤي كان له أكثر من زوجة احداها تسمى محشية والأخرى تسمى وحشية فلذلك اختلط الأبناء بينهما، فقيل إن وحشية هي ام مرة وعدي وهصيص، وقيل إن  ام هؤلاء الثلاثة مخشية، ولكن هناك قول آخر ان مرة وهصيصاً شقيقان وأمهما مخشية، وام عدي هي رقاش بنت ركبة بن نائلة بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان(3).

      وهناك من ذكر أن اسم ام مرة وحشية وان أمها هي مخشية بنت وائل بن قاسط بن هنب، واسم أمها ماوية بنت ضبيعة بن ربيعة بن نزار(4).

      وعلى أي حال فالمختار أن ام مرة هي مخشية، وربما ام هصيص كانت وحشية وام عدي كانت رقاش، والله العالم بحقائق الأمور.

      والسيدة أم مرة كانت على الظاهر ولفاً لزوجها كعب، فهي من نساء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع تاريخ الطبري: 1/ 509.

(2) راجع سلسلة آباء النبي:133.

(3) راجع تاريخ الطبري: 1/ 509.

(4) أمهات النبي: 89.

(93)

القرن السادس قبل الهجرة ولادة ووفاة، ويذكر انها كانت سيدة جليلة كفؤاً لزوجها الذي كان سيد قومه وذا عظمة ومكانة، فانتقلت السيادة والعظمة الى ابنها مرة.

      الاتجاه الثاني: أبو الجدة السابعة وأمها من سلسلة الجد الثاني وهما سرير من ثعلبة وزوجته لبابة بنت عبد مناة.

      أـ سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة العدناني.

      سرير: بفتح اوله على زنة فعيل، أن من معاني المفردة مجازا هو النعمة والعز وما يطمئن ويستقر عليه(1) وهذا هو المناسب لأن يكون علماً، وأضاف بعضهم أن السرير ماخوذ من السرور لأنه غالبا يواكب أولي النعمة والملك وأرباب السلطنة، وسرير الميت أطلق عليه لشبهه صورة ـ بذلك ـ والتفاؤل(2)، وجاء في بعض المصادر ضبط المفردة سريرة بن ثعلبة(3) وجاء في مصدر آخر سرير(4)

      كان سرير بن ثعلبة من ذوي الشرف والمكانة في قبيلة كنانة، وهو أول من نسأ الشهور، ثم ابن أخية عدي بن عامر بن ثعلبة، ثم حصل في ولدة(5).

      والنسيء في الجاهلية تاخير خصوصية ما للاشهر من حرمه الى شهر آخر ليحل لهم كان محرماً كالقتال الذي كان محرما في شهر محرم(6)، فانه كان يؤجل من قبل زعيم القوم لحاجتهم الى القتال وضرورتها وكان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاج العروس: 12/ 14.

(2) تاج العروس: 12/ 14 عن مفردات الراغب.

(3) المحبر: 51.

(4) أمهات النبي: 88.

(5) جمهرة أنساب العرب: 189.

(6) ولا يخفى أن الأشهر الحرم هي أربعة: رجب، ذو القعدة، ذو الحجة، ومحرم، حيث يحرم فيها القتال، وهي بمثابة استراحة المحارب والاعداد لا ستناف القتال، بالاضافة الى استئناف الاجتماعية، وكان النبي ابراهيم هليه السلام فد سن ذلك راجع تسير الميزان: 10/ 268.

(94)

هذا يحدد في ايام الحج، ولما جاء الاسلام الغى هذه القاعدة بقوله تعالى: ( إنما النسيء زيادة في الكفر)(1) ويذكر بأنهم كانوا إذا صدؤوا عن منى يقوم رجل من كنانة فيقول: «أنا الذي لا يرد لي قضاء، فيقولون: أنسئنا شهراً أي أخر عنا حرمة المحرم واجعله في صفر، فيحل لهم ـ القتال في ـ المحرم»(2)، وأضاف بعضهم: لانهم كانوا يكرهون أن تتوالى عليهم ثلاثة أشهر ولا يغيرون فيها لأن معاشهم كان من الغارة فيحل لهم المحرم(3)، وكان يهمهم الأمر بأن يؤخروا حرمة القتال في المحرم ستة أشهر ويحرمون غيره مكانة لحاجتهم الى القتال فيه، ثم يردونه الى التحريم في ستة أشهر أخرى(4).

يظهر من ذلك أن سريراً كان ذا مكانة بين العرب حيث كان يقنن ذلك، وهو الذي يقدر الامور وبيده مقاليد السلم والحرب، وبقيت هذه قبيلة كنانة دون غيرها.

      وكان سرير بن ثعلبة من أعلام القرنين السابع والسادس قبل الهجرة، وقد تزوج لبابة بنت عبد مناة.

ب ـ لبابة بنت عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر.

لبابة: بضم اللام وفتح الباء الثانية مؤنث اللباب على زنة غراب وشجاع فهي صيغة من أوزان الاسم الثلاثي المزيد بحرف واحد أصله من شيء، ويقال لباب قومه ولباب قومها، ومنه قول الشاعر جرير(5) من الوافر:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة التوبة، الآية: 37.

(2) راجع تاج العروس: 9/ 414.

(3) الصحاح:1/ 77.

(4) راجع مجمع البحرين: 1/414.

(5) جرير: هو ابن عطية بن حذيفة الخطفي الكلبي اليربوعي التميمي المتوفى في حدود سنة 50ٌق. هـ، ولد وتوفي في اليمامة، كان من أشهر أهل عصره، له نقائض مع الفرزدق، كما طبع شعره في ديوان كبير.

(95)

تدرى فوق متنيها قروناً          على بشر وآنسة لبابُ

      والحسب اللباب: الخالص، ومنه سميت المراة لبابة(1)، وقد درج منذ الجاهلية تسمية الاناث بذلك. وكان أبوها عبد مناف قد خلف من الابناء: بكر وعامر ومرة، وكل منهم شكل بطناً كبيراً عرف باسمه(2) والظاهر أنهم كانوا أشقاء للبابة.  

      وأم لبابة هند بنت دودان بن أسد بن خزيمة، وقيل إن اسم أم لبابة عاتكة بنت دودان، وأما أم هند او عاتكة فهي جديلة بنت صعب بن علي بن بكر بن وائل(3) وقد انجبت لبابة لسرير هند والتي تزوجها مرة بن كعب، ولم يذكر أن له ابنا، ومن هنا فقد أوكل أمر النسيء الى ابن أخيه عدي بن عامر بن ثعلبة.

      الاتجاه الثالث: أبو الجد السابع وأمه من سلسلة الجد الثالث، وهما سيل بن حمالة وزوجته أم سعد.

      أـ سيل بن حمالة بن عوف بن عامر الجادر بن عمرو بن جعثمة الأزدي.

      سيل: بفتح السين والياء المثناة من تحت على زنة عمل وعين الفعل فيه ليست بباء، وهو اسم جبل عال، وإنما لقب به لانه كان طويلا واسمه الخير، والخير معروف ونقيضه الشر.

      كان جده عامر قد تزوج بنت الحارث بن مضاض الجرهمي، وكانت قبيلة جرهم التي تتولى شؤون البيت والكعبة، وبما أن الحجاج كانوا يتبركون بطبن الكعبة وحجارتها ويحصل نقص فكان يقيم جدارها ويقومها فعرف بالجادر، واستمر هذا العمل في بيته ومنهم سيل، وقد عرفوا بالجدرة(4).

هذا وقد تزوج سيل بن حمالة من أم سعد.

ـــــــــــــــــــــــ

(1) تاج العروس: 4/ 195.

(2) جمهرة أنساب العرب: 18.

(3) راجع أمهات النبي: 89.

(4) راجع الايناس الأنساب: 112، الطبقات الكبرى: 1/ 66.

(96)

      ب ـ ام سعد.

      لم يذكر اسمها الا اننا كنيناها بذلك لأنها أنجبت سعداً.

      وقد أنجبت لسيل بن حمالة سعداً والذي تزوج من طريفة بنت أمة بن جشم.

      الاتجاه الرابع: ابو الجدة السابعة  وأمها من سسلسلة الجد الرابع، وهما: أمية بن جشم ، وزوجته صخرة  بنت عامر.

      أـ أمية بن جشم بن كنانة بن عمرو بن القين بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان.

      أمية: بضم أوله وفتح ثانية وتشديد الياء مفتوحة وتنتهي بتاء مربوطة، وهي صيغة تصغير للامة، والامة هي المملوكة، ولعل المقصود أساسا أمة الله وتصغيرها ياتي لمزيد العبودية، ولكن كيف انتقلت لتكون علما للرجال فلم نجد له مخرجا مقنعاً، الا اذا قيل إن المفرودة مأخوذة من (أمي) والتي أصلها أمو بمعنى عبد، المفهوم من مفردة الامة، ويؤيد هذا المعنى ما ورد فيما لو قيل با أمة الله بمعنى يا عبدة الله، وتقول المراة أنا أمية الله(1)، وعليه فان امة بمعنى العبد وامية تصغير لها، وعندها يصح استخدامها علماً للرجال، وقد ذكر صاحب الصحاح بأن أمية اسم رجل.

      وهناك من ذكر أن أم فاطمة بنت سعد هي طريفة بنت قيس بن أمية ليكون أمية جداً لا اباً(2).

      وقد تزوج أمية من صخرة بنت عامر.

      ب ـ صخرة بنت عامر بن(3) كعب بن أفرك بن بديل بن قيس بن عبقر بن أنمار، وهناك من اختصر الطريق وقال عامر بن أنمار.

      صخرة: بفتح أوله وسكون ثانية وفتح ثالثه وهي واحدة الصخر، وهو

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أساس البلاغة:10.

(2) راجع جمهرة أنساب أمهات النبي: 96.

(3) جاء في أمهات النبي: 88 أن صخرة ابنة عامر بن صعب بن يشكر بن رهم بن افريك بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن بجيلة.

(97)

الحجر العظيم، وانما سميت المراة بذلك لجلادتها وقوتها، وان كان هذا المعنى لا يناسب الأنوثة الا أن منهن من لها إرادة حديدية، كما يسمى الرجل بالصخر.

      وقد تزوجها أمية بن جشم فأنجبت له طريفة والتي تزوجها سعد بن سيل.

      الاتجاه الخامس: أبو الجد السابع وأمها من سلسلة الجد الخامس، وهما سلول بن كعب وزوجته تعمر بن مازن.

      أـ سلول بن كعب بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بن خزاعة.

      سلول: بفتح أوله على زنة فعول، وهذا الوزن من أوزان الفعل الثلاثي المزيد بحرف، وياتي اسماً ووصفاً وصيغة مبالغة وصفة مشبهة، والظاهر أنها هنا جاءت صفة، ثم استخدمت علماً، ويظهرمن مجموع ما ورد في مادة سلل أنها بمعنى الخروج أو الجري برفق كما لو جرى الماء في النهر وإذا ما كان بشدة كان سيلا، وهذا المعنى يناسب أن يكون اسماً للانثى لأن السلول في الأساس استخدم علماً للانثى، ومن انتسب الى سلول فهو نسبة الى الام، وسلول اسم قبيلة نسبة الى امهم وهي ابنة ذهل بن شيبان، ومن ثم شاع استخدامه في الذكور.

      وام سلول بن كعب هي تماضر بنت لؤي بن غالب بن فهر القرشية(1). ولسلول من الأشقاء: سعد ومازن، ولسلول من الأبناء: حبشية، والحرمز وعدي(2).

      ب ـ تعمر بنت مازن بن عدي بن عمرو خزاعة بن لحي ربيعة بن حارثة.

      تعمر: أصله فعل مضارع بصيغة المفرد المؤنث الغائب والمعنى إطالة العمر، وعندما يوضع علماً يستخدم بصيغته، والمعنى الأساس دعاء في حق من سميت بذلك أي بعمر ان شاء الله طويل، واذا سمي الذكر قالوا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جمهرة أنساب أمهات النبي: 93.

(2) الطبقات الكبرى لابن سعد: 1/ 235.

(98)

يعمر بالياء كما هو الحال في المضارعة، ومثل هذا الاستخدام كثير كما يعرب ويشكر ويحيى وغيرها، ولما أصبح علماً للمؤنث كما في المورد الذي نتحدث عنه فانه من حيث الاعراب يصبح ممنوعاً من الصرف لوجود شرطين فيه وهما العلمية ووزن الفعل، فمن هنا لا يلحق كسر ولاتنوين، واذا كانت في موضع جر نابت الفتحة مناب الكسر، وقد شاع تسمية الاناث بتعمر في الجاهلية وفي العهد الاسلامي الأول.

      وتزوجها سلول بن كعب فأنجبت حبشية والد حليل.

      الاتجاه السادس: أبو الجدة السابعة وأمها من سلسلة الجد السادس وهما عمرو بن سعد وزوجته أم المحض.

      أـ عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو خزاعة بن لحي ربيعة بن حارثة.

      عمرو: بفتح العين وسكون الميم، والراء تحرك حسب موقعها والواو تأتي في حالة الرفع فقط، وأما في حالة النصب، وانما أتي على الواوو على ماذكر للفرق بين هذه المفردة الساكنة الميم وبين عمر المفتوحة ميمها بعد ضم وكلاهما علمان، وقد تحذف الواو في حالة الجر.

      وعلى أي حال فان عمراً له معان متعددة ولكن أكثرها مناسبة مع العلمية هو الحياة، والمستطيل في عمره، وفي الترتيب المعجمي يؤخر عمرو عن عمر.

      وابنته المحض بنت عمرو بن سعد، تزوجها حبشية بن سلول بن كعب فأنجبت لحبشية حليلاً.

ولا يخفى أن سعد بن كعب هو شقيق سلول بن كعب المتقدم ذكره، بمعنى أن أمهما هي تماضر بنت لؤي بن غالب بن فهر، وتماضر هذه أخت كعب بن لؤي بن غالب القرشية.

      ب ـ أم المحض:

      بما انها أم للمحض ولم يرد لها اسم في كتب النسب فكنيناها بأم المحض.

(99)

      الاتجاه السابعة: أبو الجد السابع وأمه من سلسلة الجد السادس وهما عوف بن عمرو وزوجته أم نضر.

      أـ  عوف بن عمرو بن لحي ربيعة بن حارث الخراعي.

      عوف: بفتح العين وسكون الواو، اسم ثلاثي مجرد تأتي اسماً وصفة، والعوف من أسماء الأسد لأنه يتعوف في الليل أي يلتمس الفريسة فيه، وهذا المعنى أنسب المعاني للعلمية.

      وعوف هذا أبو نصر الذي هو أبو فاطمة والتي هي أم حبى، ولكن هناك من ذكر بأن عوفاً هذا أبو عامر والذي هو أبو نصر ليكون عوف جد نصر لا أباه(1)، وعلى هذا الراي فان ام فاطمة هذه هي: ليلى بنت مازن بن كعب بن عمرو بن عامر الخزاعي، وهناك من اختلف في اسم فاطمة هذه فقيل اسمها هند، ومن هنا ذكرها بعضهم بتردد فقال فاطمة أو هند بنت عامر(2)، والله العالم.

      وربما لا خلاف في كون أم فاطمة هذه سواء كانت ابنة نصر أو حفيدته هي ليلى بنت مازن، ومن هنا أثبتنا كذلك.

      ب ـ أم نصر.

      لم نحصل على اسمها فكنيناها باسم نجلها.

      الاتجاه الثامن: ابو الجدة السابعة وامها من سلسلة الجد التاسع وهما مازن بن كعب وزوجته أم ليلى

أـ مازن بن كعب: بن عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن الياس بن مضر بن معد بن عدنان.

      مازن: بكسر الزاي اسم فاعل من مزن يمزن وجهه إذا اضاء، وهذا المعنى هو أفضل المعاني المناسبة مع العلمية.

      مازن هذا اخو سلول وسعد ابنا كعب بن عمرو بن عامر، وأمهم

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع جمهرة أنساب أمهات النبي: 92، أمهات النبي: 87، وجاء في الطبقات: 1/ 63، النصر بن عوف بن عمرو بن لحي الخزاعي.

(2) جمهرة أنساب أمهات النبي: 92.

(100)

تماضر بنت لؤي بن غالب، وله أخ من أبيه وهو حبشية وأمه من بني جشم بن معاوية بن بكر(1).

      تزوج من أم ليلى فأنجبت له ليلى.

      ب ـ أم ليلى.

      في الواقع انها غير مكناة بذلك ولكنها انجبت ليلى فكنيناها بذلك .

      ولم نجد لها اخاً أو شقيقاً فاقتصرنا على ابنتها ليلى.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جاء في الطبقات الكبرى: 1/ 235.

(101)

الفرع الثاني

      هو في الجد التاسع الى الجد السادس عشر والجدة التاسعة الى السادسة عشرة من الطبقة الثامنة من الاجداد وعددهم 16جداً وجدة معاً، وفيه اتجاهات ثماينة:

      الاتجاه الاول: أبو الجد السابع وأمه من سلسلة الجد التاسع، وهما خداش بن عامر وزوجته ام حرام.

      أ ـ خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن تيم الله النجار(1) (تيم الله) بن ثعلبة الخزرجي.

      خداش: بكسر أوله على زنة فعال من أوزان الاسم الثلاثي المزيد بحرف وياتي اسماً ووصفاً مثل كتاب وقطار، ماخوذ من الخدش الذي هو الخمش بالاظافر، ويقال خدش الجلد أذا خدشت وجهه وخدش(2) هو وجهك، وفي الواقع في العلمية أريد به أنه رجل حرب ومشاكسة.

      وخداش هذا جد لبيد بن حرام، ولبيد جد عمرو بن زيد، وعمرو هو والد سلمى بنت عمرو زوجة هاشم بن عبد مناف وأم عبد المطلب بن هاشم، ولكن جاء في الطبري: لبيد بن حرام بن خداش بن جندب بن عدي بن النجار تيم الله(3).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاج العروس: 17/ 172.

(2) جاء في تاريخ الطبري: 2/503 مختصراً الآباء فقال: خداش بن جندب بن عدي بن النجار.

(3) تاريخ الطبري: 1/ 501.

(102)

ب ـ أم حرام.

كنية اخترعناها بمناسبة نجلها.

الاتجاه الثاني: أبو الجدة السابعة وأمها من سلسلة الجد العاشر وهما:....... بن..........وزوجته...........بنت,,,,,,,,

أـ لم نجد له اسماً.

ب ـ لم نعثر على اسمها.

الاتجاه الثالث: أبو الجد السابع وأمه سلسلة الجد الحادي عشر وهما:

أ ـ لم يرد ذكر لاسمه

ب ـ ليس في كتب النسب التي لدينا أي ذكر لها.

الاتجاه الخامس: ابو الجد السابع وامه من سلسلة الجد الثالث عشر وهما:

 أ ـ لم يتناول اسمه فيما اطلعنا عليه.

ب ـ ما داب أهل النسب بشكل عام على ذكر الامهات وهذا من تلك.

الاتجاه السادس: أبو الجدة السابعة وأمها من سلسلة الجد الرابع عشر وهما:

أ ـ رغم الجهد المتواصل لم ندرك اسمه.

ب ـ لم تكن أفضل حال من زوجها.

الاتجاه السابع: أبو الجد السابع وأمه من سلسلة الجد الخامس عشر وهما:

(103)

أ ـ يظهر أن النسابة هجروا اسمه.

ب ـ لم تكن أفضل حال من زوجها.

الاتجاه الثامن: أبو الجدة السابعة وأمها من سلسلة الجد السادس عشر وهما:

اـ لم تتضمن كتب السير والتاريخ وغيرها على ما يدلنا عليه.

ب ـ ربما أهمال ذكرها كان من جراه عدم الاهتمام.

 

(104)

الفرع الثالث

      هو في الجد السابع عشر الى الجد الرابع والعشرين والجدة السابعة عشرة الى الجدة الرابعة والعشرين من الطبقة الثامنة من الاجداد وعددهم 16 جداً وجدة معا وفيه اتجاهات ثمانية:

      الاتجاه الاول: أبو الجد السابع وأمه من سلسلة الجد السابع عشر، وهما مرة بن كعب وزوجته هند بنت سرير.

      أـ مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة.

      مرة: بضم أوله وتشديد ثانيه مفتوحاً، من صيغ المبالغة الدالة على شدة المرارة وهو خلاف الحلاوة، وهذه الصيغة أنسب للا علام من ان يكون من صيغ الاسم الثلاثي المجرد ليكون بمعنى المناقض، ويؤنث المرعلى مرة، والمراد به لدى التسمية الرجل بحنظل الذي فيه مرارة شديدة.

      يكنى مرة بن كعب بأبي يقظة وأمه مخشية بنت شيبان بن محارب بن فهر، وكان لمرة السيادة والرئاسة بعد أبيه كعب وانتقلت بعده الى ابنه كلاب، وكان كريماً وجريئاً وجريئاً ويستشار في المهمات(1).

      كان مرة أخاً وشقيقاً لهصيص، حيث أن امهما مخشية بنت شيبان، كما كان أخاً غير شقيق لعدي، حيث ان امه رقاش بنت ركبة بن بلبلة بن كعب التميمية وقيل غير ذلك(2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سلسلة آباء النبي: 237، محمد عند علماء الغرب: 15.

(2) راجع تاريخ الطبري: 1/ 509، وجمهرة أنساب أمهات النبي: 43، وأمهات النبي: 89.

(105)

وقد تزوج مرة من هند بنت سرير الآتي ذكرها فأنجبت له كلاباً ويقظة(1)، كما وتزوج أسماء بنت عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر البارقية وأنجبت له تيم الله(2)، وقيل ان هند بنت سرير انجبت له كلاباً وعدياً وهصيصاً، وأنجبت أسماء له قصيماً ويقظة(3).

      وقد ولد بن كعب في مكة في القرن السادس قبل الهجرة وتوفي في القرن الخامس قبل الهجرة.

ب ـ هند بنت سرير بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة.

      هند: بكسر الأول وسكون الثاني مع صيغ الاسم الثلاثي المجرد قياسياً، وياتي صفة على غير قياسي، والمعنى المناسب مع العملية أنه مأخوذ من هندته المراة اذا أورثته عشقاً بالملاطفة، ويقال: هندت بقلبه أي ذهبت به، ثم استخدم علما للاناث، ولكن قد سمي الذكور في الجاهلية بهند(4) ايضا.

      سبق وقلنا انها تزوجت مرة بن كعب فانجبت له على أقل الاقوال كلاباً ويقظة، ولا خلاف في كلاب بل الخلاف في يقظة وارد، حيث قيل أن امها هي اسماء بنت عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن بارق البارقية(5)، وهناك من قال هي هند بنت حارثة البارقية(6) وبيدو أن يقظة عند بعض النسابة هي شقيقة تميم، وذكروا بأن أمهما هي اسماء بنت سعد بن عدي بن حارثة بن بارق.

      هذا وقد انتقلت السيادة الى ابن هند وهو كلاب بن مرة دون غيره.

ــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وفي الطبري: وقيل إن يقظة لهند، وفي جمهرة أنساب أمهات النبي: 61 أن أم أسماء بنت عدي هي : هند بنت حارثة البارقية، ولكنه رجح أن يكون أم يقظة هند بنت سرير أم كلاب بن مرة بن لؤي.

(2) محمد عند علماء الغرب: 15، جمهرة أنساب أمهات النبي:61.

(3) تاريخ الطبري: 1/ 509.

(4) راجع تاج العروس: 9/ 349.

(5) جمهرة أنساب أمهات النبي: 61.

(6) جمهرة أنساب أمهات النبي: 62 عن الطبري.

(106)

الاتجاه الثاني: أبو الجدة السابعة وأمها من سلسلة الجد الثامن عشر، وهما عوف بن عبيد وزوجته أم كلبة قلابة بنت الحارث.

      أـ عوف بن عبيد بن عويج بن عبيد بن كعب بن لؤي بن غالب .

      عوف: سبق ضبط المفردة ومعناها في الفرع الاول في الاتجاه السابع من هذا الفصل.

      ويبدو أن عوفاً كانت له ابنتان كلبة وبرة، أما كلبة فقد تزوجها يقظة، وأما برة فقد تزوجها أسد بن عبد العزى بن قصي، وأما من الابناء فان لعوف: عبد مناف بن عوف وحرثان بن عوف ونضلة بن عوف.

      أن عوف بن عبيد لاشك أنه تزوج قلابة بنت الحارث فانجبت له برة، والظاهر أن كلبة بنت عوف هي شقيقة برة وعلية فان أم كلبة في قلابة.

      وقيل إن أبا كلبة التي هي زوجة يقظة هو عامر بن لؤي بن غالب بن فهر(1)

      ب ـ قلابة بنت الحارث بن ملك بن حباشة بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل بن مدركة بن الياس بن خضر(2).

      قلابة: بكسر القاف وفتح الباء وهو مصدر الفعل الثلاثي المجرد الدال على صناعة أو حرفة أو ما يشبهها كما  في حياكة، وقد ضبط تاج العروس المفردة بالكسر وقال: بنو قلابة بطن(3)، إذا فهي ليست بالضم على زنة قلامة وهو مصدر ما يسقط من قلم الظفر، وعلى ما تقدم فالمفردة تعني خالص النسب وصحيصة، تقول: هذا عربي قلب، أي خالص النسب(4)، وهذا المعنى أنسب بالعلمية من غيرة.

      وام قلابة بنت الحارث: هي أميمة بنت مالك بن غنم بن لحيان بن

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع جمهرة أنساب أمهات النبي: 61.

(2) المحبر: 9.

(3) تاج العروس: 4/ 79.

(4) راجع لسان العرب: 11/ 272.

(107)

غادية بن صعصعة، وام اميمة:هي دب بنت ثعلبة بن الحارث بن تيم بن سعدد بن هذيل بن مدركة(1).

      وعلى أي حال فقد تزوجها عوف بن عبيد فأنجبت له على الظاهر من الابناء عبد مناف وحرثان ونضلة ومن البنات برة وكلبة.

      الاتجاه الثالث: أبو الجد السابع وأمه من سلسلة الجد التاسع عشر، وهما تيم الأدرم ابن غالب وزوجته أم وهب.

      أـ  تيم الادرم ابن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة.

      تيم: بفتح التاء وسكون الياء من تشديد اسم فاعل من تام يتم بمعنى عبد، والتيم العابد، واذا قيل تيم الله يعني عبد الله.

      والادرم: بفتح الهمزة وسكون الدال وفتح الراء وهو صيغة أفعل التفضيل من الدرم وهو النقصان في الذقن أو اللحى(2).

      كان تيم من أشقاء لؤي، وقيس، وأمهم هي عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة.

      وقد كني أبوه غالب بابي تيم حيث كان أكبر أبنائه الا أن أفضلهم كان لؤي، ومن هنا كان وصي أبيه وخلفة في الرئاسة والزعامة، ومنه جاءت سلالة الرسول ص، ويذكر أن بني تيم الاردم سكنوا ظهر مكة مع بني الحارث بن فهر وبني محارب بن فهر وبني معيص بم عامر بن لؤي في قبال من سكن الابطح وهم بنو قصي، فسموا هؤلاء قريس الابطح  واولئك قريش الظاهر، ومن هنا يقول أبو خالد ذكوان(3) من الطويل:

فلو شهدتني من قريش عصابة        قريش البطاح لا قريش الظواهر(4)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الطبقات لابن سعد: 1/ 60، 63، ولكن في المحبر: 9 ام اميمة هي ابنة كهف الظلم بن يربوع بن غاضرة بن حطيط بن جشم بن قسى ثقيف بن ضبة.

(2) تاريخ الطبري: 1/510.

(3) الذكوان: هو ابو خالد مولى مالك الدار، جاء في الطبقات انه مولى عمربن الخطاب، وجاء في فهرس الاشعار انه موسى بن عمر.

(4) الطبقات الكبرى:1/ 71.

(108)

وأما ولد تيم الادرم سبعة أبناء: الحارث، ثعلبة، كبير، أبو دهر، دهر، وهب، وجواب(1).

      وتيم كان من رهط أبي خطل الذي أمر النبي ص بقتله(2) يوم الفتح، فقتله علي ابن ابي طالب عليه السلام(3).

      وتيم هوشقيق لؤي حيث إن أمهما سلمى بنت عمرو الخزاعي، وأما قيس بن غالب فهو أخوه، حيث إن أمه سلمى ينت كعب بن عمرو الخزاعي، وقيل ان سلمى الثانية هي أم لؤي أيضاً(4) وقد تزوج من أم وهب فأنججبت له وهباَ.

      ب ـ أم وهب.

كنيناها بذلك لعدم الحصول على اسمها حيث أنجبت وهباً.

      الاتجاه الرابع: أبو الجد السابعة وأمها من سلسلة الجد العشرين، وهما هلال بن وهيب وزوجته عاتكة بنت غالب.

      أـ هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر الفهدية.

      هلال: بكسر الاول، اسم ثلاثي زيد فيه حرف واحد وهو الألف وهو القمر قبل أن يكتمل بدراً.

      قيل في ضبط اسم أبيه«أهيب» بدل وهيب(5).

أم هلال: هية هند بنت هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جمهرة انساب العرب: 175.

(2) الضمير يعود الى ابن خطل والذي كان متعلقا بأستار الكعبة، كما في البداية والنهاية: 4/ 234.

(3) راجع الشجرة الزكية: 58 عن نسب قريش للزبيري: 13.

(4) البداية والنهاية: 2/161.

(5) راجع المحبرة: 48 جمهرة أنساب أمهات النبي: 176، وجاء في الطبقات الكبرى:1/71.

(109)

بن هوزان، وعم هلال بن وهيب ايضا بن ضبة، وله عم باسم: مالك وعبد الله وعمرو، ومن ولد هلال ربيعة(1) وأخته عاتكة.

      ويعد المنتسبون الى هلال بن وهيب من قريش  البطاح لأنهم دخلوا مع قصي الى البطاح في قبال الظواهر الذين سكنوا ظاهر مكة.

      ب ـ عاتكة بنت غالب بن فهر بن مالك الفهدية القرشية.

      عاتكة: اسم فاعل على صيغة التانيث مأخوذ من عتك بمعنى خلُص، والعاتك الكريم الخالص من كل شي واللون الصافي، وهذا انسب المعاني الى العلمية.

      وتعد هذه إحدى العوائل التي أشار اليها الرسول ص في سلسلة جداته، وهي من القريشيات في قبال السلميات.

      ابنتها من هلال بن وهيب والتي تزوجها وهيب بن تيم بن غالب، ولكن اختلفوا في انا تكون أمها، بل ذكر بعضهم أن أمها هي هند بنت هلال بن عامر بن صعصعة بن هوازن، لتكون هند هذه زوجة هلال بن وهيب بن ضبة، وذهب القائل إلى أن عاتكة بنت غالب بن فهر بن مالك هي أم وهيب بن ضبة(2)، وبالطبع لا يصح الجمع بين القولين.

      وعلى أي حال فان أم عاتكة بنت غالب هي عاتكة بنت يخلد بن النضر بن كنانة.

      وأما عاتكة بنت هلال بن وهيب فقد أنجبت لوهيب بن تيم بن غالب: سعدى بنت وهيب، ولكن هناك من قال ان اسمها ايضا عاتكة، وربما صح لان عاتكة قد تكون وصفا لا علماً.

      الاتجاه الخامس: أبو الجد السابع وأمه من سلسلة الجد الحادي والعشرين، وهما مرة بن كعب وزوجته هند بنت سرير.

      أ ـ مرة بن كعب لؤي بن غالب بن فهر، وقد مضى الحديث عنه في الاتجاه الاول من هذا الفرع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) جمهرة أنساب العرب: 176.

(2) راجع جمهرة أنساب أمهات النبي: 62ـ 63.

(110)

      ب ـ هند بنت سرير بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة، وقد سبق الكلام عنها في الاتجاه الأول من هذا الفرع الذي نحن فيه.

      ومن الجدير ذكره أن مرة وهنداً لهما من الابناء يقظة وكلاب، وقد تحدثنا عن ذلك وعن الخلاف الذي ذكر فيه ، ولا حاجة الى التكرار فليراجع.

      الاتجاه السادي: أبو الجدة السابعة وأمها من سلسلة الجد الثاني والعشرين، وهما سعد بن سيل وزوجته طريفة بنت قيس.

      أـ سعد بن سيل بن الخير حمالة بن عوف بن عامر الجادر الأزدي(1).

      سعد: بفتح أوله وسكون ثانية مصدريسعد، ويعني السعد اليمن والذي نقيضه النحس، ويعد سعد من خيرة الأسماء التي تستخدم كعلم في الذكور.

      كان سعد أول من زين السيوف بالفضة والذهب، وكان أهدى الى كلاب مع ابنته فاطمة سيفين محليين بالذهب والفضة فجعلا في خزانة الكعبة(2).

      وهناك من قال ان فاطمة هي ابنة سعد بن سيل مباشرة، وهناك من ذهب الى انها ابنة عمرو وهو ابن سعد بن سيل لتكون حفيدة سعد لا ابنته.

      وكان سعد ذا مكانة وشرافة عند العرب حتى قال فيه الشاعر أبو داود الايادي(3) في الرمل:

ما أرى في الناس طراً رجلاً          حضر الباس كسعد بن سيل

فارس أضبط فيه عسرةُ          واذا ما واقف القرن نزل

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) من أزد شنوءة.

(2) الايناس بعلم الأنساب: 113.

(3) أبو دواد الايادي: قيل اسمه جارية بن الحجاج وقيل حنظلة بن الشرقي، كان من شعراء القرن السادس قبل الهجرة، كان رائعا في وصفه للخيل، كان في عصر كعب بن أمامة الايادي، جمع شعره في ديوان.

(111)

وتراه يطرد الخيل كما           يطرد الحر القطاني الحجل(1)

      ومن المفترض أن يكون قد عاش في القرن قبل الهجرة.

      وهناك من ذكره سعيد(2) على زنة فعيل كاسم فاعل كما في نصير بمعنى الناصر أو كمفعول كما في قتيل أي مقتول.

      وهناك من ذكر أن فاطمة زوجة كلاب بن مرة وأم قصي والتي هي ابنة عمرو بن سعد بن سيل، ولكننا لم نجد ذلك الا في مصدر متأخر(3).

      وكان سعد من اشجع أهل زمانة، وقد مدحه الشعراء، ومنهم الايادي السابق الذكر.

      وقد تزوج سعد طريفة بنت قيس.

      ب ـ طريفة بنت قيس بن أمية بن جشم بن كنانة بن عمرو بن القين بن فهم بن عمرو بن قيس بن عيلان.

      طريفة: بالطاء المهملة مفتوحة والفاء المفتوحة أيضا على زنة سعيدة، اسم فاعل بصيغة التانيث، والطريف هو من ندر واستحسن من كل شيء، يقال طرائف الحديث أي مختارته، فالشخص الفريد المستحسن وكذلك الانثى.

      وجاءت المفردة في بعض المصادر ظريفة(4) بالظاء المعجمة: الزكية البارعة، وكلتاهما تستخدمان وصفاً وعلماً في الانثى، وهناك من ضم الطاء لتكون للتصغير، ولا يخفى أن في التصغير نوعاً من الدلال، وبالاحض في الأنثى، كما لا يخفى أن أباها قيس يعرف بذي الراسين.

      وأم طريفة أو ظريفة هي صخرة بنت عامر بن كعب(5) بن افرك بن بديل بن قيس بن عبقر بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الايناس بعلم الأنساب: 113.

(2) جمهرة أنساب أمهات النبي: 94.

(3) سلسلة آباء النبي:241

(4) جمهرة أنساب أمهات النبي: 96 عن الطبقات الكبرى:1/64.

(5) وهناك من ذكره عامر بن صعب بن يشكر بن رهم بن افرك.

(112)

وقيل ان زوجة سعد بن سيل أعني أم فاطمة هي سودة بنت عمرو بن تميم، ولكنها لم تكن في عصره، ومن هنا يستبعد ذلك.

      وعلى أي حال فان سعداً تزوج من طريفة فأنجبت له فاطمة أم قصي بن كلاب.

       الاتجاه السابع: أبو الجد السابع وأمه من سلسلة الجد الثالث والعشرين، وهما: حبشية بن سلول وزوجته المحض بنت عمرو.

      أـ حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن عامر بن لحي ربيعة بن قمعة بن الياس.

      حبشية: بضم أوله وسكون ثانية وكسر ثالثه ثم ياء مشددة مفتوحة، وهناك من ضبطه بفتح الحاء(1) ومعنى الحبشية بالضم الابل الشديدة السواد، وضرب من النمل الاسود العظيم، ويبدو أن العنصر الاهم في المعنى شدة السواد، وربما استل من الحبشة التي فيها قوم أشد سواداً من غيرهم، فاصطلح على الجمل و النمل(2)، وربما هو الانسب للعلمية ليكون وصفاً للون المتصف به، ولا فرق بين المذكر والمؤنث، وأما الحبشي فاسم جبل يقع في اسفل مكة كما ويسمى الرجال بذلك(3).

      لحبشية من الاخوة الحرمز وعدي.

      وأما حبشية فأولد قميراً، حليلاً(4)، ضاطراً(5)، كليباً، وكل واحد منهم أصبح بطناً من بطون قبيلته(6)، وأما حليل فهو أبو حبى التي تزوجها قصي، وذلك من زوجته المحض بنت عمرو.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) تاج العرس: 17/ 128، الايناس بعلم الانساب: 60.

(2) المنجد في اللغة: 114.

(3) تاج العرس: 17/ 123، 127.

(4) وجاء في الايناس بعلم الأنساب: 60 من بطون حبشية حليل بن حبشية، منهم ابو غبشان وهو المحترش بن حليل، واخته حبى بنت حليل وهي أم عبد مناف بن قصي.

(5) جاء في الايناس أن ضاطراً بطن، وينسب الى امة وهي الحدادية، وحداد اسم ربيعة بن معاوية بن بداوة بن ذهل بن طريف بن حلف بن محارب بن خفضة بن قيس بن عيلان، وقيل حداد بن مالك بن كنانة.

(6) راجع جمهرة أنساب العرب:235.

(113)

      ب ـ المحض بنت عمرو بنت سعد بن كعب بن عمرو خزاعة بن لحي ربيعة بن حارثة.

      المحض: بفتح أوله وسكون ثانية وهو الخالص من الشوائب من كل شيء واذا قيل عربي محض اي عربي خالص النسب.

      وتزوج حبشية بن سلول من المحض بنت عمرو فأنجبت له حليل بن حبشية ولحليل من الاولاد المحترش وشقيقته حبى.

      الاتجاه الثامن: أبو الجدة السابعة وأمها من سلسلة الجد الرابع والعشرين، وهما نصر بن عوف، وزوجته ليلى بنت مازن.

      أـ نصرة بن عوف بن عمرو بن لحي ربيعة بن حارثة الخزاعي.

      نصر: بفتح أوله وسكون ثانية مصدر الفعل الثلاثي نصر ينصر، والنصر هو الفوز والنجاح والوصول الى الامنية المنشودة، وهذا  أفضل المعاني التي تناسب العلمية في الذكور، وفي الاناث تاتي نصرة، وأما اذا ما ضم وقيل النصرة فتعني النصر أيضا وحسن المعونة، ولا يخفى أن هناك من ذكره بالضاد المعجمة(1) والنضر: مصدر يعني النضارة وهو حسن الوجه وجمالة.

      ونصر له أخ واحد اسمه جفنة، والعقب في نصر(2) وعرف بنوه ببني نصر، ومن بناته فاطمة التي أنجبتها له ليلى بنت مازن، والتي قيل ان اسمها هند، وهناك خلاف، حيث ذكر أن هنداً أو فاطمة هذه ابنة عامر بن النضر بن عمرو بن عامر الخزاعي ليكون نصر جدها وليس أباها(3)

      ب ـ ليلى بنت مازن بن كعب بن عمرو بن عامر الخزاعية(4).

      ليلى: بفتح اللام وسكون الياء وفتح اللام الثانية حيث تنتهي بألف مقصورة على زنة سلمى وصيغتها صيغة الاسم الثلاثي المزيد عليه بحرف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع هامش جمهرة أنساب العرب:239.

(2) راجع جمهرة أنساب العرب:240.

(3) الطبقات الكبرى: 1/64.

(4) جمهرة أنساب أمهات النبي: 92، الطبقات الكبرى: 1/ 64.

(114)

هو الألف المقصورة، والمراد بالليل هو السواد الناشئ من الظلمة وربما استخدمت في الانثى لسواد شعرها.

      ولما تزوجت بالنصر بن عوف، أنجبت له بنتاً أو بنتين، على اختلاف بين ماذهب اليه أرباب النسب، فقد قيل بأن فاطمة التي تزوجها حليل بن حبشية هي ابنة ليلى، وقيل أن الذي تزوجها حليل هي هند، ولم يحتلفوا في أبيهما، بل اختلفوا في اسميهما، مما يكن القول أنهما متحدتان، فيكون بذلك أحدهما وصفاً والآخر اسماً، أو تكونان شقيقتين.

(115)