معجم  أنصار الحسين عليه السلام  (النساء) (الجزء الثاني)

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين عليه السلام (النساء) (الجزء الثاني)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

      3- إنها دفنت في دمشق بسوريا(1).

      4- إنها دفنت في المدينة بالحجاز(2).

      رابعاً: إن الاسناد إلى وجود معلم باسمها لا يدل بالضرورة على صحة ذلك كما لا حظنا ذلك في العديد من الشخصيات.

      خامساً: إن جميع الأقوال لم تدعم بدليل ولا نص تاريخي ولا ذكر سبب معقول لذلك.

      ومن هنا فنحن نرجح أنها لم تخرج من المدينة، واحتمال أنها ذهبت إلى مصر لكي تزور قبر زوجها وارد حيث إن عبد الله بن عمر المطرف توفي في مصر عام 96هـ(3)، ولكن هذا يبقى مجرد احتمال.

      والأغرب من ذلك أن هناك من قال: «كانت ابنة الحسين فاطمة أكبر من اختها سكينة وعاشت إلى سنة 110هـ فتوفيت فيها باجماع من المؤرخين في مصر غير أن التاريخ لم يذكر لنا العوامل التي دفعت بها أن نسافر إلى مصر وتموت فيها وتدفن في زقاق يعرف بزقاق فاطمة النبوية في مسجد جليل ومقامها عظيم وعليه المهابة والجلال»(4).

      وكلامه هذا مردود عليه بالنقاط التالية:

      1- إنه لم ينقل لنا هذا الاجماع بل لم يورد نصاً واحداً وإنما ذكر قولاً في دفنها في مصر دون أن يذكر من قاله أو مصدره.

      2- إنه ناقض نفسه بنفسه حين ذكر بعدذلك ما ورده الرحالة ابن بطوطة في وجود قبر باسمها في مدينة الخليل(5).

      3- إنه لم يأخذ بعين الاعتبار أن أم اسحاق كانت زوجة الإمام الحسن «عليه السلام» أولاً، وقد تزوجها الإمام الحسين «عليه السلام» بعد عدة وفاة أخيه

___________
(1) مشاهد العترة الطاهرة: 90.

(2) مشاهد العترة الطاهرة: 247.

(3) راجع تهذيب التهذيب: 3/219.

(4) فاطمة بنت الحسين: 135.

(5) راجع رحلة ابن بطوطة: 77.

(257)

 

بوصية منه، ومن المعلوم أن الإمام الحسن «عليه السلام» توفي عام 50هـ، فكيف تكون هي أكبر من اختها سكينة.

      4- إنه لم يطلع على وجود مرقد آخر في دمشق باسمها.

      وعلى كل فإن الحديث عن مرقدها سيتم في باب المراقد إن شاء الله تعالى.

      5- جاء في مشاهد العترة الطاهرة: «أن فاطمة بنت الحسين كانت زوجة الحسن المثنى ابن الحسن «عليه السلام» ولم تخرج من المدينة وتوفيت بها(1).

      وفي ختام الحديث عن فاطمة الصغرى بنت الحسين «عليه السلام»، إنها تيمية من الأم وهاشمية من جهة الأب، ويذكر أن خالها حنظلة بن قسامة الطائي قدم على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ومعه ابنته زينب ابنة حنظلة واخته الجرباء بنت قسامة وهم نصارى، فدعاهم الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) إلى الاسلام، فأسلموا فتزوج اسامة بن زيد الكلبي من زينب بنت حنظلة الطائية، وتزوج طلحة بن بيد الله التيمي من الجرباء بنت قسامة الطائي فأنجبت الأخيرة لهما أم اسحاق بنت طلحة التيمية ولم يكن من الجرباء غيرها، فتزوجها الإمام الحسن بن علي «عليه السلام» وخلف عليها الحسين «عليه السلام» بعده فولدت له فاطمة بنت الحسين الهاشمية، فكانت فاطمة عند الحسن المثنى ابن الحسن السبط «عليه السلام»(2).

      وهنا لا بد من إيراد جدول بشجرة فاطمة الصغرى بنت الحسين «عليه السلام».

_____________
(1) مشاهد العترة الطاهرة: 247.

(2) تاريخ مدينة دمشق: 70/15 بتصرف.

(258)

 

(259)

 

      وفي نهاية المطاف لا بد من الاشارة إلى عبارة وردت في الطبقات الكبرى في ترجمة عبد الله(1) بن محمد(2) بن عبد الرحمان(3) بن أبي بكر التيمي لدى عده أولاده قال فيما قاله: «وآمنة بنت عبد الله وأمها أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي، وأختها لأمها  فاطمة بنت حسين ابن علي بن أبي طالب»(4).

      ظاهر عبارته أن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر التيمي تزوج من أم اسحاق بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي، وانجبت له آمنة بنت عبد الله بن محمد».

      وعندما نقل تاريخ مدينة دمشق ذلك وضعها في ترجمة ابنتها فاطمة بنت الحسين فقال في عده لأزواج فاطمة بنت الحسين «عليه السلام» وأولادها ما نصه: «ثم خلف عليها ابن ابي عتيق فولدت له امينة أم اسحاق بن طلحة»(5).

      حيث إن ظاهرها أن فاطمة تزوجها عبد الله بن محمد البكري بعد أن توفي عنها زوجها عبد الله بن عمور العثماني سنة 96هـ.

      وفي كلا النصين اشكال أما الثاني فقد قلنا: إن الضمير في «عليها» يعود إلى أم احساق وإن هناك سقطاً الا وهو كلمة «من» لتكون العبارة بعد تفكيك الضمير وإثبات السقط كالتالي: «ثم خلف على أم اسحاق ابن أبي عتيق فولدت له أمينة من أم اسحاق بن طلحة» كلا النصين يريدان معنى واحداً.

____________
(1) عبد الله يعرف بابن أبي العتيق: هو ابن محمد بن عبدالرحمان بن ابي بكر التيمي ولد في السنة العاشرة من الهجرة في حجة الوداع، وامه رميثة بنت الحارث الكنانية.

(2) محمد: يعرف بأبي العتيق: هو ابن عبد الرحمان بن أبي بكر التيمي.

(3) عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي: يكني بأبي محمد، وابي عبد الله وابي عثمان توفي على مقربة من مكة فحمل إليها وذلك عام 58هـ، قيل إنه اسلم يوم الفتح وكان يسمى عبد الكعبة فابدله الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بعبدالرحمان.
(4) الطبقات الكبرى: 5/195.

(5) تاريخ مدينة دمشق: 70/15.

(260)

 

      ورغم أنه لا ينافي زواج ام اسحاق من عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر بعد عام 61هـ إلا أن اكثر المصادر لم تذكر مثل هذا الزواج، وربما كان تصحيفاً لشيء اخر وهو زواج عبد الله البكري من فاطمة بنت الحسين «عليه السلام» الكبرى والتي هي اخت الصغرى التي أمها أم اسحاق، ولكن لا دليل على ذلك.

      وهناك بعض التزاوج حصل بين آل أبي بكر وآل الحسن «عليه السلام» فقد ورد في لباب الأنساب أن الإمام الحسن «عليه السلام»تزوج امة الله بنت محمد بن عبد الرحمان بن أبي بكر فأنجبت له فاطمة الكبرى بنت الحسن «عليه السلام»، بينما تزوج الإمام الحسن «عليه السلام» الرباب المازنية فأنجبت له فاطمة الصغرى بنت الحسن «عليه السلام»(1).

___________
(1) لباب الأنساب: 1/343.

(261)