معجم  أنصار الحسين عليه السلام  (النساء) (الجزء الثاني)

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين عليه السلام (النساء) (الجزء الثاني)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

      ولدت بعد عام تقريباً من زواج الإمام الحسين «عليه السلام» لامها وذلك في رجب عام 50هـ أي بعد أن اعتدت من الإمام الحسن «عليه السلام» المتوفى في صفر سنة 50هـ وعلى ابعد التقادير في شهر ربيع الأول.

      تزوجت من الحسن المثنى ابن الحسن السبط «عليه السلام» عام 60هـ(1) وكان له من العمر 21 سنة وهي قد اكملت التاسعة وتوفي عنها زوجها عام 92هـ.

      هناك خلط كبير بين فاطمة الكبرى وفاطمة الصغرى سواء في الولادة أو الوفاة أو الأمهات والأزواج والأولاد وما صدر منهما سواء قبل واقعة الطف أو خلالها أو بعدها مما يمكن القول إن المحدثة هي غير التي خطبت بشكل عام وسنتحدث هنا عن بعض الفوارق، ولا يخفى أن توصيف احداهما بالصغرى، والأخرى بالكبرى جاء من قبلنا، ومن وصف ابنة الحسين «عليه السلام» بالصغرى أراد بها الوسطى التي لم تحضر كربلاء والتي بقيت في المدينة، ولم أجد من ذكر بأن الفاطمتين حضرتا كربلاء، ولكن كل المعطيات تدل على التغاير وعدم الاتحاد.

      أما ما لا خلاف فيه:

      1- إن ابنة أم اسحاق هي زوجة الحسن المثنى.

      2- إن ابنة أم اسحاق هي اخت حسين الأثرم وطلحة وفاطمة أولاد الحسن «عليه السلام» من أمهم، هذا على القول بأن الحسين وطلحة وفاطمة بنت الحسن أشقاء.

      3- إن زوجة الحسن المثنى في فاطمة بنت الحسين «عليه السلام».

      4- إن الحسن المثنى ولد سنة 39هـ.

      5- إن الحسن المثنى توفي سنة 92هـ فبل زوجته.

__________
(1) وما ورد في كتاب فاطمة بنت الحسين درة فواطم أهل البيت: 58 «وكان هذا التزويج في السنة التي استشهد فيها الحسين أي سنة إحدى وستين من الهجرة» فهو غير دقيق لأنه لم يحظ بها إلا عشرة أيام حتى استشهد في عاشر محرم، والصحيح أن التزويج كان قبل السنة التي استشهد فيها الحسين.

(216)

 

      6- إن زوجة الحسن المثنى كانت أصغر منه.

      7- إن الحسن المثنى أمه خولة بنت منظور الفزارية.

      8- إن أم اسحاق تزوجت أولاً الحسن السبط «عليه السلام» ثم بشقيقه الحسين الشهيد «عليه السلام».

      9- إن الإمام الحسن «عليه السلام» توفي في صفر سنة 50هـ.

      10- إن أم اسحاق بقيت على قيد الحياة بعد مأساة كربلاء.

      11- إن فاطمة زوجة الحسن المثنى أنجبت له: عبد الله المحض سنة 70هـ، والحسن المثلث سنة 77هـ وإبراهيم الغمر سنة 78هـ وزينب، وأم كلثوم الكبرى(1).

      12- إن الحسن المثنى تزوج فاطمة قبل وقعة الطف.

      13- إن سكينة بنت الحسين «عليه السلام» وفاطمة بنت الحسين «عليه السلام» والتي تزوجها الحسن المثنى كانتا متقاربتين في العمر.

      وأما ما اختلف عليه فهي النقاط التالية:

      1- إن فاطمة بنت الحسن «عليه السلام» توفيت سنة (110) أو (117هـ)(2).

      2- إن فاطمة عاشت سبعين سنة أو إنها عاشت تسعين سنة(3).

      3- إن فاطمة تزوجت عبد الله.

__________
(1) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 2/73، والظاهر أن زينب وأم كلثوم ولدتا ما بين عبد الله المحض سنة 70هـ والحسن المثلث سنة 77هـ لتكونا على التسلسل زينب أولاً ثم أم كلثوم.

(2) جاء في اعلام النساء: 4/47 أنها توفيت سنة 110هـ، مرآة الجنان: 1/234 فإنه يصرح بأنها ابنة أم اسحاق التيمية.

(3) جاء في هامش اعلام النساء: 4/47 عن مرآة الجنان لليافعي وطبقات الاتقياء لابن حبان أنها عندما توفيت كانت ابنة سبعين سنة، وجاء في كتاب فاطمة بنت الحسين للأميني أنها قاربت التسعين.

(217)

 

      معيطات أخرى نبينها في نقاط:

      1- إن فاطمة أكبر سناً من سكينة(1).

      2- إن فاطمة خطبت تلك الخطبة البليغة(2).

      3- إن فاطمة روت عن عدد من الصحابة(3).

      إن حديثنا هنا عن الكبرى والصغرى، وأما الوسطى والتي عبر عنها صاحب معالي السبطين بالصغرى فلا تضارب بينهما ولم يكن لها دور في النهضة الحسينية لأنها أولاً لم تحضر كربلاء بسبب مرضها، ثانياً إن أخبارها مقطوعة مما يحتمل وفاتها في سن مبكرة بعد مأساة كربلاء، أو أنها هي التي توجهت نحو مصر، وتوفيت فيها والخلط إنما لحق من حضرن كربلاء وهما الكبرى والصغرى، والظاهر أن الجمع بين الأقوال يحتم علينا القول بمغايرتهما لنقول:

      فاطمة الكبرى

      أمها: الرباب بنت امرىء القيس الكلبية (6- 62هـ).

      ولادتها: في السنة العشرين من الهجرة- المدينة.

      وفاتها: في السنة (110هـ)- المدينة.

      أشقاؤها: سكينة (42- 117هـ) رقية (57- 61هـ)، عبد الله الرضيع (61- 61هـ).

      الحوادث: حضور مأساة كربلاء، والقاء الخطبة في الكوفة وهي في الأسر.

      زوجها: عبد الله الأكبر ابن الحسن «عليه السلام»- (25- 61هـ).

      الأولاد:

___________
(1) الفصول المهمة: 195، الكامل في التاريخ: 3/299، فاطمة بنت الحسين: 75 عن الدر المنثور: 361، وفي تاريخ الموصل لابن زكريا: 38 أن سكينة ولدت سنة 42هـ.

(2) راجع الاحتجاج: 2/104، اللهوف: 194 (الطبعة الحديثة)

(3) راجع تهذيب التهذيب: 6/609.

(218)

 

      عمرها: تسعون سنة (110 - 20 = 90).

      فاطمة الصغرى

      أمها: أم اسحاق بنت طلحة التيمية (ن30- ب93هـ).

      ولادتها: في سنة 51هـ في المدينة. (في فلك شهر ربيع الأول).

      وفاتها: في سنة 117هـ في المدينة.

      أشقاؤها: علي الأصغر الرضيع (60- 61هـ).

      الحوادث: حضور مأساة كربلاء، الأسر، نقل الرواية.

      زوجها: حسن المثنى أبن الحسن السبط الهاشمي (39ـ 92هـ).

      الأولاد:  عبد الله المحض (70- 145هـ)، الحسن المثلث (77- 145هـ)، إبراهيم الغمر (78- 145هـ) ماتوا شهداء في سجن الهاشمية، زينب(1) (ن79-        هـ)(2)، وأم كلثوم الكبرى (815-       هـ)(3).

      عمرها: 66سنة(4) لتكون على مقربة من السبعين(5).

____________
(1) ونظن هي التي ذكرها بعضهم كابن حجر في تذهيب التهذيب: 6/609 بكنية أم جعفر.

(2) جاء في الطبقات الكبرى: 5/319 أن الوليد بن عبد الملك الأموي تزوجها ثم فارقها.

(3) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 2/73.

(4) لقد سبق وقلنا إن بعض المصادر ذكرت بأن عمرها كان سبعين عاماً وهذا يصح لو قلنا بأنها توفيت سنة 120هـ (120-50=70) ولكن بعدما اخترنا أن عام 110 هو عام وفاة الكبرى ليطابق مع من قال بأن عمرها تسعون عاماً (110- 20= 90) والجمع الصناعي بين هذا وبين ما قيل بأنها توفيت في السنة التي توفيت فيها سكينة وهو عام 117هـ لا بد من الرضوخ إلى ذلك والقول بأن تحديد السبعين من باب التقريب لا التحقيق.

(5) ويمكن أن يكون القول بالسبعين أو التسعين هو من باب التصحيف حيث إن كلا المفردتين تكتب على شكل واحد وإنما التنقيط الذي حصل بعد ذلك أدى إلى الاختلاف في النقل.

(219)

 

      زوجها الآخر(1): عبد الله المطرف بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي (     - 96هـ)(2).

      أولادها: محمد الديباج (ن94- 145هـ)، القاسم (ن96هـ-     هـ) ورقية (ن93- ن118هـ) قيل تزوجها هشام بن عبد الملك الأموي(3).

      لا شك أن السيدة فاطمة الصغرى بنت الإمام الحسين «عليه السلام» تزوجت عبد الله المطرف بعد مضي عام على مقتل زوجها الأول الحسن المثنى وذلك على أقل التقادير سنة 93هـ ولها من العمر 42 سنة فانجبت له ثلاثة أولاد(4).

      هذا وقد ورد في تهذيب التهذيب عنها أنها قاربت التسعين(5)، وجاء في الكاشف أنها توفيت سنة 111هـ أو بعدها(6)، وفي الواقع فإن هناك خلطاً ليس بين الفواطم الثلاث بنات الإمام الحسين «عليه السلام»وبالاخص بين الصغرى والكبرى بل بين الفاطمتين الكبرى والصغرى بنتي الإمام علي «عليه السلام» وبين تلك (الحسينيات) وبين هاتين (العلويتين) ومن المستغرب جداً أن

_________
(1) لا يخفى أن زواجها من عبدالله بن عمرو كان بعد سنة من وفاة الحسن المثنى، وقد ذكر ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: 70/18 أن عمر بن عبد العزيز الأموي أيام كان والياً على المدينة (87/ 93هـ) كتب إلى الوليد بن عبد الملك يستأذنه في زواج فاطمة بنت الحسين «عليه السلام» لمن يريد أن يخطبها وجاء النص كالتالي: وقال محمد بن يحيى في حديثه: وعمر بن عبد العزيز على المدينة ففرق- أي خشي- عمر من الوليد بن عبد الملك أن يخطبها بغير إذنه، فكتب إليه يستأذنه فيها، وخطبها عبد الله بن عمرو فتزوجها، زوجه إياها ابنها عبد الله بن الحسن، وقد وفد على عمر الكتاب بالإذن فيها- أي من الوليد- وقد بنى بها عبد الله بن عمرو.

(2) جاء في الطبقات الكبرى: 8/ 473 إن نجلها الأكبر هو الذي تولى زواجها من عبد الله بن عمرو.

(3) تاريخ مدينة دمشق: 70/21، وفي الهامش نقلاً عن نسب قريش للمصعب: 115 «ولدت له جارية وتوفيت في نفاسها».

(4) مقاتل الطالبيين: 167.

(5) تهذيب التهذيب: 6/610.

(6) هامش تهذيب التهذيب: 6/610 ن الكاشف في أسماء الرجال لمحمد بن أحمد الذهبي.

(220)

 

تكون وفاة سكينة بنت الحسين «عليه السلام» وفاطمة بنت الحسين «عليه السلام» وفاطمة بنت علي «عليه السلام» في عام 117هـ.

      والسؤال الذي يطرح نفسه إذا قلنا بأنها عاشت سبعين سنة فتكون وفاتها عام 121هـ، وأما إذا قيل إنها توفيت عن عمر ناهزت تسعين عاماً فلا بد من القول بأنها توفيت سنة 141هـ ولم نجد لهما قائلاً، ومن هنا نرجح أن التي ورد بأنها توفيت سنة 111هـ هي في فاطمة الكبرى بنت علي «عليه السلام» ويكون عمرها حيث توفيت خمساً وثمانين سنة لأنها ولدت في حدود عام 24هـ، وأما فاطمة الصغرى بنت علي «عليه السلام» والمكناة بأم أبيها ولدت في حدود عام 35هـ ليكون عمرها حين توفيت اثنتين وثمانين سنة إذا قلنا بصحة وفاتها سنة 117هـ، وسنأتي على تفصيل عنهما في ترجمتهما إن شاء الله تعالى.

      ومما نحتمله بل ويطابق الوصف بالصغرى والحالة التي وصفت بها ما رواه المجلسي في البحار عن أحداث يوم عاشوراء:

      إن فاطمة الصغرى قالت: كنت واقفة بباب الخيمة وأنا أنظر إلى أبي وأصحابي مجزرين كالأضاحي على الرمال، والخيول على أجسادهم تجول وأنا أفكر فيما يقع علينا بعد أبي من بني أمية، أيقتلوننا أو يأسروننا؟ فإذا برجل على ظهر جواده يسوق النساء بكعب رمحه وهن يلذن بعضهن ببعض، وقد أخذ ما عليهن من أخمرة وأسورة، وهن يصحن: واجداه، واأبتاه واعلياه، واقلة ناصراه، واحسناه، أما من مجير يجيرنا؟ أما من ذائد يذود عنا؟ قالت: فاطر فؤادي وارتعدت فرائصي، فجعلت أجيل بطرفي يميناً وشمالاً على عمتي أم كلثوم خشية منه أن يأتيني.

      فبينا أنا على هذه الحالة وإذا به قصدني ففررت منهزمة، وأنا أظن أني اسلم منه، وإذا به قد تبعني، فذهلت خشيةً منه وإذا بكعب الرمح بين كتفي، فسقطت على وجهي فخرم أذني وأخذ قرطي ومقنعتي، وترك الدماء تسيل على خدي ورأسي تصهره الشمس، وولى راجعاً إلى الخيم، وأنا مغتشي علي، وإذا أنا بعمتي عندي تبكي وهي تقول: قومي نمضي ما أعلم ما جرى على البنات وأخيك العليل، فقمت وقلت: يا عمتاه عل من خرقة أستر بها رأس عن أعين النظار؟ فقالت يا بنتاه وعمتك مثلك فرأيت رأسها

(221)

 

مكشوفة، ومتنها قد اسود من الضرب، فما رجعنا إلى الخيمة إلا وهي قد نهبت وما فيها، وأخي علي بن الحسين مكبوب على وجهه، لا يطيق الجلوس من كثرة الجوع والعطش والأسقام، فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا(1).

      ومثل هذا الموقف من الخوف يناسب الصغار أكثر مما يناسب الكبار، وإن كان الموقف مهولاً بحيث يهرم به الكبير ويشيب به الصغير(2) إلا أن مواقف الكبار تختلف عن مواقف الصغار وهذا ما نشاهده في السيدة زينب «عليه السلام» في قبال السيدة رقية بنت الحسين «عليه السلام» على سبيل المثال فإذا كانت فاطمة الصغرى في العاشرة، وفاطمة الكبرى في الأربعين فإن الأمر يختلف اختلافاً كبيراً.

      ومن ذلك ما ورد في حقها لدى خطبة الحسن المثنى لإحدى ابنتي عمه الحسين «عليه السلام» سكينة أو فاطمة، فقال «عليه السلام»: يابن أخي اختر أيهما شئت، فاستحى الحسن المثنى وسكت فقال له الحسين «عليه السلام»: قد اخترت لك ابنتي فاطمة فإنها أشبه بأمي فاطمة بنت الرسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، أما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار، وأما في الجمال فتشبه الحور العين(3).

      ولوجود مثل هذا التشبيه جاء مؤلف كتاب إمام حسين در إيران بالقول بأن فاطمة بنت الحسين وأم اسحاق(4). تلقبان بحور العين، ولكن الكتاب غير معتمد.

      وما يناسب كونها هي المقصودة في الحديث الذي وقع في مجلس

____________
(1) بحار الأنوار: 45/60 والعوالم (حياة الإمام الحسين): 360 عن بعض كتب الأصحاب.

(2) قال علي «عليه السلام» في الخطبة الشقشقية: «أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه». الخطبة الثاني من نهج البلاغة.

(3) راجع عمدة الطالب: 98، أعيان الشيعة: 5/44، فاطمة بنت الحسين للأميني: 68، راجع أيضاً ترجمة الحسن المثنى من معجم أنصار الحسين (الهاشيمون): 2/64.

(4) في المصدر ذكر بأن أم إسحاق كنية عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ولكنه لا يمت إلى الصحة بصلة.

(222)

 

يزيد ما أورده ابن عساكر(1) عند احضار رأس الإمام الحسين «عليه السلام» والأسرى بين يديه إذ يقول فيما يقوله: «فجعلت فاطمة وسكينة يتطاولان لتريان رأس أبيهما، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر عليهما رأس أبيهما...»(2) ولا يخفى أنه لم يرد أن يستره عنها إلا لمزيد الايذاء لهما.

      ومما لا يناسب أن تكون فاطمة ابنة أم اسحاق وزوجة الحسن المثنى هي الكبرى أن تكون أكبر من السيدة سكينة كما ورد ذلك في الكامل والفصول المهمة(3)، ومن هنا لا بد من القول بأنها الصغرى وأما الكبرى فهي ابنة الرباب حيث تكبر عن السيدة سكينة 22 سنة وتكبر السيدة سكينة عن فاطمة الصغرى ثمان سنوات، ولكن مما لا يمكن احتمال أن يكون المراد بأن فاطمة هي أكبر من سكينة هي فاطمة بنت علي «عليه السلام» لأنها هي الأخرى توفيت سنة 117هـ على ما ورد في تهذيب التهذيب(4).

      ومثل ذلك ما ورد أن الإمام الحسين «عليه السلام» سلم اخته زينب وأم سلمة بعض الوصايا لتسلمها إلى الإمام زين العابدين(5) وسنذكر الروايات في ترجمة فاطمة الكبرى إن شاء الله تعالى(6).

      ومما يختص بها أنها أخذت الحداد على زوجها الحسن المثنى فضربت على قبره فسطاطاً ولما قصى حولاً قوضت الفسطاط وأنهت حدادها وكانت وفاته في عام 92هـ، وقد سبق بيان تفاصيله(7).

      ومن مشاهداتها التي ترويها عن مأساة كربلاء لنجلها عبد الله المحض ما رواه الصدوق عن محمد بن موسى ابن المتوكل، قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد

______________
(1) ابن عساكر: هو علي بن الحسين بن هبة الله بن عبد الله الشافعي (499- 571هـ).

(2) تاريخ مدينة دمشق: 70/15 والمعجم الكبير للطبراني: 3/104.

(3) الكامل: 3/299، الفصول المهمة: 195.

(4) تهذيب التهذيب: 6/610.
(5) راجع الكافي: 1/303، تنقيح المقال: 3/82.

(6) ولعله تقدم بتوزيعها إلى جهات مختلفة.
(7) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 2/76.

(223)

 

ابن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين «عليه السلام» قالت:

      دخلت الغانمة(1) علينا الفسطاط وأنا جارية صغيرة وفي رجلي خلخالان من الذهب، فجعل رجل يفض الخلخالين من رجلي وهويبكي، فقلت: ما يبكيك يا عدو الله.

      فقال: كيف لا أبكي، وأنا أسلب إبنة رسول  الله.

      فقلت: لا تسلبني.

      قال: أخاف أن يجيء غيري فيأخذه.

      قالت: وانتهبوا ما في الأبنية حتى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهرونا(2).

      ومما يناسبها من روت عنهم وسنذكرهم مروياتها عنهم إلا ما روته عن أبيها الحسين «عليه السلام» لاننا أودعناها في معجم الرواة عن الإمام الحسين «عليه السلام، ولكن ربما نناقش بعضها لدعم ترجمتها ونقول:

      كل ما رواه ابنها عبد الله المحض (70- 145هـ) عنها عن أبيها الحسين «عليه السلام» عن أمه فاطمة الزهراء «عليه السلام» فلا شك بأنه من رواياتها، وهي مجموعة من الروايات  أوردناها في ترجمتها في معجم الرواة وألحقنا بها المراسيل لاحتمال بأنها روتها عن أبيها وهو بدروه رواها عن أمه الزهراء «عليه السلام» وسنشير إليها:

      1- حديث الخصال الإيمانية الثلاث(3).

____________
(1) الغانمة: أي التي غنمت في الحرب، وفي نسخة «العامة» بدل «الغانمة».

(2) أمالي الصدوق (طبعة النجف: 139 والمترجمة: 164 وعنه بحار الأنوار: 45/82.

(3) الخصال:   /105 وما ورد في الكافي: 2/239 والمحاسن: 6، والبحار: 64/300 ففيه سقط في الرواة حيث سقط منهم رواية فاطمة بنت الحسين عن أبيها «عليه السلام»، واما في البحار: 68/359 ففيه تصحيف حيث ورد «عن أبيه» والصحيح «عن أبيها». وفي رواية الاختصاص: 233 وقع بعض الاسناد بين أبي حمزة ثابت بن أبي صفية وفاطمة بنت الحسين «عليه السلام» وقد أكملها الطوسي في أماليه: 614.

(224)

 

      2- حديث الرغبة في الدنيا والزهد عنها(1).

      3- حديث صلاح الأمة بالزهد واليقين(2).

      4- حديث خيار الرجال(3).

      5- حديث دخول الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) للمسجد ودعائه(4).

      6- حديث تعقيبات نوافل الظهر(5).

      7- حديث البيعة لعلي «عليه السلام» بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)(6).

      8- حديث استعلام الحجر(7).

      9- حديث معالي الأخلاق(8).

      10- حديث النعم الظالمة والجائرة(9).

      11- حديث يأس الشيطان عن المدينة(10).

      ويلحق بذلك ما نحتمل أن في سنده سقطاً ومن تلك الروايات التالية:

      1- حديث خطبة الزهراء «عليه السلام» في جمع من نساء المهاجرين والأنصار(11).

_______________
(1) الخصال: 1/73، وعنه بحار الأنوار: 70/91.

(2) الخصال: 1/79، أمالي الصدوق: وعنه بحار الأنوار: 67/173، والبحار: 70/300 عن الخصال.

(3) دلائل الإمامة: 7، وقريب منه في تاريخ بغداد: 12/50.

(4) دلائل الإمامة: 7، وعنه بحار الأنوار: 81/23، واورده باختصار أمالي الطوسي: 607 وعنه البحار: 81/26. وأما ما ورد في أمالي الطوسي: 413 ففيه سقط ولا بد أن يكون كالتالي: «عن عبد الله بن الحسين عن أمه فاطمة بنت الحسين عن أبيها عن جدته فاطمة بنت الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) قالت:» ورواه المجلسي في البحار: 812/ 22 وكذا الحال ما ورد في كشف الغمة: 3/179 وجاء في الذرية الطاهرة للدولابي: 146.
(5) فلاح السائل: 138.

(6) الطبقات الكبرى: 2/246.

(7) الذرية الطاهرة: 131.

(8) الذرية الطاهرة: 129.

(9) مسند أبي يلعى: 1/379 وعنه فاطمة بنت الحسين درة فواطم أهل البيت: 49.

(10) مسند البزاز: 2/143 وعنه فاطمة بنت الحسين دوة فواطم أهل البيت: 49.

(11) معالي الأخبار: 354 وعنه كشف الغمة: 2/118 عن كتاب السقيفة، وعن المعاني بحار الأنوار: 43/158، أنه مرسل حيث روى عبد الله عن أمه عن فاطمة الزهراء «عليه السلام» والظاهر أناه روتها عن أبيها عن أمه فاطمة الزهراء.

(225)

 

      2- حديث (الجندان الظالمان)(1).

      3- حديث خديجة والملك(2).

      4- حديث سبعة يدفنون من ولد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) بشط الفرات(3).

      5- حديث رفع الحكم عن المريض(4).

      6- حديث تعويذ  الحسنين(5).

      7- حديث الخيار(6).

      8- حديث مرض العبد(7).

      9- حديث الخصومة تمحق الدين(8).

      10- حديث شرار الأمة(9).

      11- حديث نزع روح الأنبياء(10) ونصه كالتالي:

      ورى أبو موسى الأصفهاني(11) بسنده عن سيف بن عمر

___________
(1) كشف الغمة: 2/207 وقد رواه عبد الله عن أمه عن الزهراء «عليه السلام» مرسلاً والظاهر أنها روته عن أبيها الحسين عن أمه الزهراء «عليه السلام» وجاءت الرواية في المصدر نفسه: 2/179 مروية عن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن فاطمة الزهراء «عليه السلام» فبذلك لا يكون مرسلاً ولكن جاء في الذرية الطاهرة للدولابي مروياً عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين «عليه السلام».

(2) بحار الأنوار: 16/11 وروي عن طريق آخر.

(3) بحار الأنوار: 47/302 عن مقاتل الطالبيين ولكنني لم أعثر عليه، دلائل الإمامة: 5.

(4) الذرية الطاهرة للدولابي: 146.

(5) الذرية الطاهرة للدولابي: 147.

(6) تاريخ بغداد: 12/50 سبق قريباً منه مروياً في دلائل الإمامة: 7.

(7) الذرية الطاهرة: 148.

(8) شرح أصول اعتقاد السنة والجماعة: 1/28 وعنه فاطمة بنت الحسين درة فواطم أهل البيت.

(9) شعب الإيمان للبيهقي: 5/34.

(10) ورد في كتاب فاطمة بنت الحسين درة فواطم أهل البيت: 53.

(11) أبو موسى الاصفهاني: هو محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد (501- 581هـ) ولد وتوفي في اصفهان، من المحدثين، ومن آثاره: الأخبار الطوال، خصائص المسند، اللطائف.

(226)

 

الأسدي التميمي، عن سليمان بن المغيرة عن فاطمة بنت الحسين «عليه السلام»، عن فاطمة بنت علي «عليه السلام»، عن فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله وسلم)، قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) «إن الأنبياء تخرج أنفسهم بالرشح» وبعد أن أغمي عليه قال (صلى الله عليه واله وسلم): بل الرفيق «الأعلى» كأن الخيرة تعاد، فإذا اطاق الكلام قال: «الصلاة الصلاة، إنكم لم تزالوا متماسكين ما صليتم جميعاً، الصلاة الصلاة» يوصي بها حتى مات فهي آخر ما سمع منه.

      ولكن الحديث لم نتمكن من الحصول على مصدر فلا يمكن الاعتماد عليه، ومن جهة أخرى فإن ما بين فاطمة بنت علي «عليه السلام» وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله وسلم) سقط حيث ابنة علي «عليه السلام» ولدت بعد وفاة ابنة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في عام 11هـ.

      واما ما رواه ابنها الغمر عنها عن الإمام الحسين «عليه السلام»:

      1- الخصال الأربعة التي توجب خير الدنيا والآخرة(1).

      ويلحق بذلك ما رواه نجلها ابراهيم الغمر عنها عن اسماء إذ نحتمل أن الرواية جاءت عبر أبيها الإمام الحسين «عليه السلام» وهي:

      1- حديث رد الشمس(2).

      وأما ما رواه ابنها الحسن المثلث:

      1- حديث النساء(3).

      ويلحق بذلك ما أرسل برواية الحسن المثلث.

      1- حديث اللوم على النفس(4).

      وأما ما رواه نجلها محمد الديباج ابن عبد الله المطرف ابن عمرو بن عثمان بن عفان.

      1- حديث النظر إلى المجذوم، وهذا نصه.

________________
(1) أمالي الطوسي: 587 وعنه بحار الأنوار: 66/404.

(2) من لا يحضر الفقيه: 1/30.

(3) أمالي الطوسي: 595، وعنه بحار الأنوار: 100/251، وقد رواه أيضاً إبراهيم الغمر وعبد الله المحض عنها أيضاً.

(4) كشف الغمة: 2/180، وجاء في المصدر نفسه: 2/208 الحسين بن الحسن وهو تصحيف.

(227)

 

      روى ابن عساكر علي بن الحسن، عن ابي القاسم ابن السمرقندي، وكذا عن أبي الحسن بن النقور، قالا: حدثنا عيسى بن علي، عن أبي القاسم البغوي، عن دواد بن عمر، عن ابن أبي الزناد، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، قال: أخبرتني أمي فاطمة بنت الحسين أناه سمعت ابن عباس يقول:

      نهانا رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): أن نديم النظر إلى المجذومين، وقال: لا تديموا النظر إليهم(1).

______________
(1) تاريخ مدينة دمشق: 70/10 وقد رواها عن ثمانية طرق بالنص التالي مباشرة: «لا تدمنوا النظر إلى المجذمين»  ننقل جميع الطرق لمزيد من التحقيق.

أخبرنا أبو منصور محمود بن أحمد بن عب المنعم، اخبرنا شجاع وأحمد ابنا علي ابن شجاع، وأبو عيسى عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمن بن زياد، وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن ماجة.

وأخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن سعوديه، أخبرنا أبو الفضل المطهر ابن عبد الواحد بن محمد البزاني، وأبو عيسى بن زياد، وأبو بكر بن ماجة.

وأخبرنا أبو القاسم رستم بن محمد بن أبي عيسى بن زياد، وأبو جعفر محمد بن غانم ابن أبي نصر الشرابي وأبو المظفر بندار بن أبي زرعة بن بندار البيع، قالوا: أخبرنا أبو عيسى.

وأخبرنا أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله ابن الرطبي القاضي، وأبو الوفاء عبد الواحد بن محمد بن عبد الله الدشتي، وفاذشاه بن أحمد بن نصر بن علي [بن الحسين ابن فاذشاه وأبو عبد الله محمد بن حمد بن أحمد] بن علي النجار، وأبو عبد الله الحسين ابن حمد بن محمد بن عمروويه، وأبو سعيد شيبان بن عبد الله بن شيبان، وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد الصالحاني، وأبو نصر الحسين بن رجاء بن محمد بن سليم، وأبو عبد الله مظفر بن إسماعيل بن الحسين النجاد، وأبو المناقب ناصر بن حمزة بن ناصر ب طباطبا العلوي، وأم الكرام ضوء بنت حمد بن محمد الطويل، قالوا: أخبرنا أبو بكر بن ماجة.

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر، أخبرنا عبيد الله بن محمد بن مندة.

وأخبرنا أبو غالب الماوردي، أخبرنا أبو الفضل البزاني.

وأخبرنا أبو الحسن معمر بن إسماعيل بن محمد بن محمد بن عبد الوهاب أخبرنا شجاع بن علي بن شجاع، قراءة عليه، وأنا حاضر.

قالوا: أخبرنا أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري، حدثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى بن الحكم الحزوري، حدثنا محمد بن سليمان لوين، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن محمد بن عبد الله، عن أمه فاطمة عن ابن عباس أن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال: «لا تدمنوا النظر إلى المجذمين».

(228)

 

      2- حديث النظر إلى المجذوم وتحديد المقدار(1).

      3- حديثها عن عائشة في أسيد بن حضير(2).

      روى عبد الل هبن أحمد بن حنبل عن أبيه، عن علي بن اسحاق، عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عمارة بن عزية، عن محمد ابن عبد الله بن عمرو عن أمه فاطمة ابنة الحسين عن عائشة أنها كانت تقول: كان اسيد بن حضير من أفاضل الناس، وكان يقول:

      لو أني أكون كما أكون على أخوال ثلاث من أحوالي لكنت أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ، وإذا سمعت خطبة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، وإذا شهد جنازة، وما شهدت جنازة منها فحدثت نفسي سوى ما هو مفعول بها وما في صائرة إليه(3).

      ومن ذلك ما رواه نجلها محمد الديباج ابن عبد الله عنها عن فاطمة الزهراء «عليه السلام» والذي نرجح أن روايتها عن ابنة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كانت بواسطة أبيها الحسين «عليه السلام» هي:

      1- حديث وفاة فاطمة الزهراء «عليه السلام»(4).

      كما نرجح روايتها عن عائشة بنت أبي بكر المتوفاة سنة 59هـ رغم صغر سنها لأن الراوي هو ابنها محمد الديباج، وان كنا نحتمل أن الرواية تمت عبر عائشة على ما يمكن فهمه من الرواية الثانية.

      2- روى الدولابي عن أبي خالد يزيد بن سنان، عن سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، عن ابن غزية، عن محمد بن عبد الله بن عمرو

__________
(1) تاريخ مدينة دمشق: 70/12، وقد روتها عن أبيها الحسين «عليه السلام» راجع معجم الرواة.

(2) أسيد بن حضير: هو حفيد سماك بن عتيك الأشهلي المكنى بأبي يحيى المتوفى سنة 20هـ، كان ممن شارك في تهديد علي «عليه السلام» بحرق البيت إذا لم يبايع علي أبا بكر.

راج قاموس الرجال: 2/140، وهو ابن اخت أبي بكر- راجع مستدركات علم رجال الحديث: 1/683.

(3) مسند أحمد بن حنبل: 429.

(4) فاطمة بنت الحسين للأميني: 114 عن فضائل ابن شاهين.

(229)

 

ابن عثمان، أن أمه فاطمة بنت حسين حدثته: إن عائشة كانت تقول: إن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه قال لفاطمة:

      يا بنية أحني علي، فأحنت عليه، فناجاها ساعة، ثم انكشفت عنه وهي تبكي، وعائشة حاضرة.

      ثم قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): بعد ذلك بساعة:

      أحني علي يا بنية، فأحنت عليه، فناجاها ساعة، ثم انكشف عنه وهي تضحك.

      فقال عائشة: أي بنية أخبريني، ماذا ناجاك أبوك؟

      قالت: أوشكت رايتيه ناجاني على حال سرٍ، ثم ظننت أني أخبر بسره وهي حي؟

      قالت: فشق ذلك على عائشة أن يكون سر دونها.

      فلما قبضه الله قالت عائشة: [اسألك بالذي عليك من الحق اخبريني بما سارك به رسول الله.

      قالت](1) فاطمة: أما الآن.. فنعم، ناجاني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة- وأنه عارضني القرآن العام مرتين- واخبرني أنه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، وإنه أخبرني: أن عيسى عاش عشرين ومائة سنة، فلا أراني إلا ذاهب على رأس ستين، فأبكاني ذلك، وقال: يا بنية إنه ليس من نساء المسلمين امرأة أعظم رزية منك، فلا تكوني ادنى من امرأة صبرا.

      ثم ناجاني في الآخرة فاخبرني أني أول أهله لحوقاً به، وقال: إنك سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم بنت عمران، فضحكت لذلك(2).

______________

(1) ما بين المعقوفين ورد في نسخة كشف الغمة.

(2) الذرية الطاهرة للدولابي: 144، كشف الغمة: 2/79.

وعوالم العلوم (حياة فاطمة الزهراء): 92 عن دلائل النبوة: 7/166، مشكل الآثار: 1/48، وعنه احقاق الحق: 10/88، ونظنه هو الحديث الذي أشار إليه المجلسي في بحار الأنوار: 37/69. راجع أيضاً حلية الأولياء: 2/40.

وورد في الذرية الطاهرة: 147.

(230)

 

      3- حديث رؤية هلال رمضان وإليك نصه:

      روى الدارقطني(1) عن أبي بكر النيسابوري، عن الربيع بن سليمان، عن الشافعي، عن عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عبد الله بن عمرو ابن عثمان، عن أمه فاطمة بنت الحسين- عن أبيها-:

      «إن رجلاً شهد عند علي بن أبي طالب على رؤية هلال رمضان فصام، أحسبه قال: وامر الناس أن يصوموا، وقال: أصوم يوماً من شعبان أحب إلي أن أفطر يوماً من رمضان»(2).

      والظاهر أنها روت ذلك عن أبيها الحسين «عليه السلام».

      ومما نرجحه أن تكون من مرويات فاطمة الصغرى (كما وصفت بذلك) وهي بدورها روتها عن أبيها الحسين «عليه السلام» وهي:

      1- حديث السعادة والشقاء بحب علي وبغضه(3).

      2- حديث محراب فاطمة الزهراء «عليه السلام»(4).

      3- حديث عصبة النبي من فاطمة «عليه السلام»(5).

      ومما نرجحه أن تكون من مرويات الصغرى بقرينة المقارنة مع اختها سكينة، ومن تلك:

      1- حديث الولاء في معراج الرسول (صلى الله عليه واله وسلم).

      حيث إن الراوي روى عن فاطمة وسكينة ابنتي الحسين «عليه السلام» وبما أنهما في عمر متقارب احتملنا أنها الصغرى والله العالم، وجاء نصه كالتالي:

____________
(1) الدارقطني: هو علي بن عمر بن أحمد بن مهدي البغدادي (306- 385هـ) من شيوخ الحديث ولد وتوفي في بغداد، ودار قطن هي محلة من محال بغداد التي ولد فيها.

(2) سنن الدارقطني: 2/149.

(3) أمالي الصدوق: 153 طبعة النجف.

(4) بحار الأنوار: 86/313 عن مصباح الأنوار: علل الشرائع: 1/215 وعنه البحار 43/81.

(5) دلائل الإمامة: 8، وعنه بحار الأنوار: 43/230.

(231)

 

      روى جعفر بن أحمد القمي، عن محمد بن علي الصدوق، عن أحمد ابن زياد بن جعفر، عن جعفر بن محمد العلوي العريفي، عن أحمد بن محمد بن خليل، عن علي بن محمد بن جعفر الأهوازي، عن بكر بن أحنف، قال حدثنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا «عليه السلام»، قالت، حدثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر «عليه السلام»، قلن: حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق «عليه السلام»، قالت: حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي الباقر «عليه السلام»، قالت: حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين السجاد «عليه السلام»، قالت: حثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحيسن بن علي «عليه السلام»، عن أم كلثوم بنت علي «عليه السلام»، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول:

      لما اسري بي إلى السماء دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من درة بيضاء مجوفة، وعليها باب مكلل بالدر والياقوت، وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على البا «لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي القوم، وإذا مكتوب على الستر بخ بخ، من مثل شيعة علي؟!».

      فدخلته فإذا أنا بقصر من عقيق أحمر مجوف، وعليه باب من فضة مكلل بالزبرجد الأخضرن وإذا على الباب ستر، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب «محمد رسول الله علي وصي المصطفى» وإذا على الستر مكتوب: «بشر شيعة علي بطيب المولد».

      فدخلته فإذا أنا بقصر من زمرد أخضر مجوف لم أر أحسن منه، وعليه باب من ياقوتة حمراء مكللة باللؤلؤ وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر شيعة علي هم الفائزون، فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذا؟ فقال: يا محمد لابن عمك ووصيك علي بن أبي طالب «عليه السلام» يحشر الناس كلهم يوم القيامة حفاة عراة إلا شيعة علي ويدعى الناس بأسماء أمهاتهم ما خلا شيعة علي «عليه السلام» فإنهم يدعون بأسماء آبائهم فقلت: حبيبي جبرئيل وكيف ذلك؟ قال: لأنهم أحبوا علياً فطاب مولدهم(1).

___________
(1) بحار الأنوار: 65/76 عن كتاب المسلسلات لجعفر بن أحمد القمي.

    (232)

 

      2- حديث الغدير وحديث المنزلة.

      روى شمس الدين أبو الخير الجزري(1)، عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن المحب المقدس، عن الشيخة أم محمد زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم المقدسية، عن أبي المظفر محمد بن فتيان  بن المثنى، أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ، أخبرنا ابن عمة والدي القاضي أبو القاسم بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد المدني بقراءتي عليه، أخبرنا ظفر بن داعي العلوي باستراباد، أخبرنا والدي وأبو أحمد ابن مطرف المطرفي قالا: حدثنا أبو سعيد الإدريسي: إجازة فيما أخرجه في تاريخ استرآباد، حدثني محمد بن محمد بن الحسن أبو العباس الرشيدي من ولد هارون الرشيد بسمرقند وما كتبناه إلا عنه، حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الحلواني، حدثنا علي بن محمد بن جعفر الأهوازي مولى الرشيد، حدثنا بكر بن أحمد القصري، حدثتنا فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى ابن جعفر  قلن حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي، حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين، حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبي، عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) قالت:

      أنسيتم قول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يوم غدير خم:

      من كنت مولاه فعلي مولاه؟

      وقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى(2).

      هذه الروايات التي وقعت في سندها، والتي يمكن البت في أنها من مرويات السيدة فاطمة الصغرى بنت الحسين «عليه السلام» والتي أمها أم طلحة وابوها الحسين «عليه السلام» وزوجها الحسن المثنى.

___________
(1) شمس الدين: هو محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف العمري الشيرازي الشافعي (751- 833هـ) يعرف بابن الجوزي، وهو شيخ القراء، ولد في دمشق وتوفي في شيراز حينما كان يتولى قضاءها، من مؤلفاته: التمهيد في علم التجويد، ملخص تاريخ الإسلام، والحصن الحصين.

(2) الغدير: 1/197 عن اسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب: 45، وكتاب المسلسل بالاسماء لابي موسى المديني.

(233)

 

      وهناك روايات اخرى وقعت فاطمة بنت الحسين «عليه السلام» في طريقها إلا أننا لا يمكننا البت في أن المراد بفاطمة بنت الحسين «عليه السلام» الصغرى أم الكبرى، ولكن يمكن الالجاء إلى من روت عنهم للتوصل إلى بعض الاستنتاجات، فإن هناك عدداً من الرواة كأسماء بنت عميس الخثعمية المتوفاة سنة 40هـ حيث وقعت في طريق الرواية فلا يمكن رواية فاطمة الصغرى المولودة عام 51هـ- على أكثر التقادير- عنها إلا بالوساطة وتحديد الواسطة يتطلب تكلفاً، يختلف حاله عن الروايات السابقة حيث كانت في تلك اشارات تدل على ذلك أو نسخ أخرى تبين لنا أن الواسطة بينها وبين جدتها فاطمة الزهراء «عليه السلام» هو أبوها الإمام الحسين «عليه السلام»، ومن هنا نحتمل والله العالم إن الرواية هذه هي فاطمة الكبرى بنت الحسين «عليه السلام» والتي أمها الرباب بنت امرىء القيس الكلبية (6- 62هـ) والتي يناسب ولادتها لأن تروي عن أسماء الخثعمية حيث ولدت عام 20هـ، وحينئذ لا يحتاج إلى تكلف كما لا يرتفع الغرابة حول عدم وجود دور للكبرى، ومما لا شك فيه أن ابنة أم اسحاق التي تزوجها الحسن المثنى كانت توصف في كثير من الروايات بالصغرى كدليل على وجود الكبرى، وما يحتمل أن الوصف إنما جاء في قبال فاطمة الزهراء التي وصفت بالكبرى وارد إلا أنه غير دقيق لأسباب بيناها في ترجمة فاطمة الكبرى، وربما يستثنى من ذلك ما روتها فاطمة الصغرى عن اسماء الخثعمية حيث إن الراوي عنها هو نجلها إبراهيم الغمر(1) فيحتمل أن الوسيط قد سقط ألا وهو أبوها الإمام الحسين «عليه السلام».

      ومما يحتمل أن تكون من مرويات الصغرى والكبرى دون ترجيح ما روته أم هشام القرشي عن فاطمة بنت الحسين «عليه السلام» حيث إنها كانت تعاصرها.

      1- حديث وفاة القاسم ابن محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وخديجة(2).

      2- ومن تلك ما رواه يعلى بن أبي يحيى الحجازي عن فاطمة بنت الحسين «عليه السلام».

____________
(1) راجع من لا يحضره الفقيه: 6/130 بالضميمة مع معجم رجال الحديث: 23/172. والمناقب للخوارزمي: 217.

(2) سنن ابن ماجة: 1/484 ح:1512.

(234)

 

      2- حديث حق السائل(1).

      ومن تلك ما روته أم عباد بن زياد الأسدي كما في الحديث التالي:

      3- حديث إصابة المسلم بالمصيبة(2).

      ومن تلك روايتها عن اسماء بنت أبي بكر التيمية (27ق.هـ- 73هـ).

      4- حديث ولادة الحسين «عليه السلام» وإليك نصها:

      ورى الصدوق محمد بن علي، عن أحمد بن الحسين (أبو علي) بن عبدويه، عن محمد بن زكريا الجوهري، عن العباس بن بكار، عن الحسين ابن يزيد، عن عمر بن علي بن الحسين، عن فاطمة بنت الحسين «عليه السلام»، عن اسماء بنت أبي بكر، عن صفية بنت عبد المطلب قالت:

      لما سقط الحسين «عليه السلام»من بطن أمه وكنت وليتها.

      فقلت: يا رسول الله إنا لم ننظفه بعد.

      فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : يا عمةو أنت تنظفينه، إن الله تبارك وتعالى قد نظفه وطهره(3).

      5- حديث حب آل محمد (صلى الله عليه واله وسلم).

      فقد روى محمد الغماري الشافعي عن فاطمة بنت الحسين الرضوي عن فاطمة بنت محمد الرضوي عن فاطمة بنت إبراهيم الرضوي، عن فاطمة بنت الحسن الرضوي، عن فاطمة بنت محمد الموسوي عن فاطمة بنت عبد العلوي، عن فاطمة بنت الحسن الحسيني عن فاطمة بنت أبي هاشم الحسيني عن فاطمة بنت محمد بن أحمد بن موسى المبرقع عن فاطمة بنت أحمد ابن المبرقع، عن فاطمة بنت موسى المبرقع، عن فاطمة

_____________
(1) مسند أحمد بن حنبل: 1/259.

(2) مسند أحمد بن حنبل: 1/259.

(3) أمالي الصدوق: 117 طبعة النجف، وعنه بحار الأنوار: 43/243، ورواه أيضاً بنص آخر راجع المجلسي: 28 الحديث 5.

(235)

 

بنت الإمام الرضا «عليه السلام» عن فاطمة بنت موسى بن جعفر «عليه السلام»عن فاطمة بنت الصادق «عليه السلام» عن فاطمة بنت الباقر «عليه السلام» عن فاطمة بنت السجاد «عليه السلام، عن فاطمة بنت الحسين «عليه السلام»، عن زينب بنت أمير المؤمنين «عليه السلام»عن فاطمة الزهراء «عليه السلام» أنها قالت: قال أبي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم):

      «ألا من مات على حب آل محمد مات شهيداً»(1).

      6- حديث الاسترجاع عند المصيبة(2).

      7- حديث إن الكبر هو تسفيه الحق(3).

      8- حديث الليل أمان للطير(4).

      9- حديث الشفاعة(5).

      وفي نهاية المطاف عن طبقتها في الرواة ومن روى عنها ومن روت عنه ننقل ما ورد في تهذيب التهذيب ما نصه: «روت عن أبيها، واخيها زين العابدين، وعمتها زينب بنت علي وجدتها فاطمة الزهراء مرسلاً، وبلال المؤذن مرسلاً، وابن عباس، واسماء بنت عميس»(6) إذاً فمن روت عنهم هم كالتالي:

      1- الحسين بن علي «عليه السلام» (أبوها) المستشهد سنة 61هـ.

      2- زين العابدين علي بن الحسين (أخوها) المتوفى سنة 92هـ.

      3- زينب بنت علي بن أبي طالب (عمتها) المتوفاة سنة 62هـ.

      4- فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه واله وسلم) (جدتها) المتوفاة سنة 11هـ (بواسطة ابيها أو غيره).

_______________
(1) عوالم العوالم: 21/454.

(2) المعجم الكبير: 3/131، كنز العمال: 3/300 ورواه ابن ماجة باسناده بنص آخر في سنن ابن ماجة: 1/510.

(3) المعجم الكبير: 3/132.

(4) المعجم الكبير: 3/131، مجمع الزوائد: 4/133.

(5) كتاب الزهد لابن المبارك: 10/455 ح: 1287، فاطمة بنت الحسين درة فواطم أهل البيت: 50.

(6) تهذيب التهذيب: 6/609.

(236)