معجم أنصار الحسين  (الهاشميون)(الجزء الثالث)

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين (الهاشميون)(الجزء الثالث)

المؤلف : محمد صادق محمد (الكرباسي)
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن – المملكة المتحدة

 

 

 

ولكنه يقول: وتسمية السقط بالمحسن لا أصل له(1)، لأن السقط لا يسمى، وإن كان استهل وسمي، فكان ينبغي أن يذكره النسابون في كتبهم، ومع هذا لم يذكر، اللهم إلا إن كان الحسين «عليه السلام» عزم على تسمية ما في بطن امرأته المحسن، فلما أسقطت أطلق عليه هذا الاسم، لكن هذا وغيره لم يذكر في كتاب يعتمد عليه وإنما يتداول الحلبيون ما ذكرناه(2).

ذكر ابن أبي طي(۳) في تاريخه(4): «وفي هذه السنة يعني سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة ظهر مشهد الدكة وكان سبب ظهوره: أن سيف الدولة علي بن حمدان(5) كان في إحدى مناظره بداره التي بظاهر المدينة، فرأى نوراً ينزل على المكان الذي فيه المشهد عدة مرات فلما أصبح ركب بنفسه إلى ذلك المكان وحضره فوجد حجراً عليه كتابة: هذا قبر المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب»(6).

ويذكر ابن الفوطي(7): إن سيف الدولة جمع العلويين وسألهم هل

__________
(1) هذه عادة جرت عند الإمامية وابن العدين لا يعرف عنها أو لا يريد أن يعترف بها فإنهم يسمون كل سقط بمحسن تأسياً بابن فاطمة الزهراء «عليها السلام».

(2) بغية الطالب في تاريخ حلب: 1/411.

(3) ابن أبي طي: هو يحيى بن حميدة بن ظافر بن علي بن عبد الله الغساني الحلبي النجار (575- 630هـ) من أعلام الإمامية ومؤرخيهم، ولد في حلب وتوفي فيها، من آثاره: أخبار الشعراء الشيعة، تاريخ مصر، وطبقات العلماء.

(4) الظاهر أن تاريخه: هو سلاسل الذهب في تاريخ حلب، ويقال له معادن الذهب أيضاً.

(5) سيف الدولة: هو علي بن عبد الله بن حمدان التغلبي الربعي (303- 356هـ) ولد في ميافارقين في ديار بكر (تركيا) وتوفي في حلب، إلا أنه فدن في ميافارقين، كان أميراً شاعراً، وسلطاناً عالماً، ثالث سلاطين الحمدانيين التي كانت عاصمة حكمهم في ماردين ثم نقلها سيف الدولة إلى حلب عام 333هـ.

(6) حلب والتشيع: 31 عن تاريخ حلب لابن أبي طي.

(7) ابن الفوطي: هو عبد الرزاق بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن محمد المروزي البغدادي (642- 723هـ) أصله من مرو، ولد في بغداد وتوفي فيها، مؤرخ وأديب، تتلمذ على نصير الدين الطوسي، من آثاره: الدرر الناصعة في شعر المائة السابعة، مجمع الآداب في معجم الأسماء والألقاب، ودرر الأصداف في غرر الأوصاف.

(58)

كان للحسين ولد اسمه المحسن، فقال بعضهم: ما بلغنا ذلك، وإنما بلغنا أن فاطمة كانت حاملاً فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «في بطنك محسن» فلما كان يوم البيعة هجموا على بيتها لإخراج علي للبيعة فأحدجت(1) وقال البعض الآخر: «إن بعض سبي نساء الحسين هي التي طرحته لما مروا بهن على هذا المكان المسمى بالجوشن- لأن شمر بن ذي الجوشن نزل عليه بالسبي والرؤوس، فقال سيف الدولة هذا الموضع قد أذن الله لي بإعماره ..»(2) ولكن طه الولي(3) ينقل عن الغزي(4) في تاريخه عن ابن أبي طي ويتفق لفظه مع ما ذكره حرز الدين في كتابه نقلاً عن كامل الغزي عن ابن الفوطي إلا في نقطة جوهرية ألا وهي: «وقال بعضهم الآخر إنه عندما حملت أسرة الحسين بن علي بعد مقتله من كربلاء إلى دمشق، وكان من بينها زينب بنت الحسين وهي حامل فطرحت في المكان الذي شيد فيه المشهد فيما بعد إذ إن سيف الدولة قال هذا موضع قد أذن الله لي بإعماره، فأنا أعمر على اسم أهل البيت»(5).

ويقول ابن الشحنة(6) معلقاً على الكتابة التي وجدها سيف الدولة

__________

(1) حدجه: ضربه.

(2) هامش مراقد المعارف: 2/300 عن تاريخ ابن الفوطي.

(3) طه الولي: هو محمد بن طه الطرابلسي (1340-     هـ) ولد في طرابلس- لبنان- وتوفي في بيروت، وتولى مناصب في المحكمة الشرعية في بيروت، ومنصب مستشار ثقافي في عدد من السفارات، من آثاره: الإسلام والمسلمون في ألمانيا، التراث الإسلامي في بيت المقدس، والأمريكان في الميزان.

(4) الغزي: هو كامل بن حسين بن محمد بن مصطفى البالي الحلبي (1271- 1352هـ) ولد في حلب وتوفي فيها، مؤرخ صحفي أصله من غزة، تولى رئاسة لجنة الآثار في حلب، ألف بعض المصنفات، منها: جلاء الكلمة، الروضة الغناء، ونهر الذهب في تاريخ حلب.

(5) المساجد في الإسلام لطه الولي: 16 عن نهر الذهب في تاريخ حلب: 2/378 عن ابن أبي طي.

(6) ابن شحنة: هو محمد بن محمد بن محمد بن محمود بن غازي الثقفي الحلبي (804- 890هـ) من علماء الأحناف، كان أديباً شاعراً، تولى منصب قاضي القضاة في مصر، من مؤلفاته: الدر المنتخب في تاريخ مملكة حلب، الذي يقال إنه من مؤلفات أبو اليمن بن عبد الرحمان البتروني المتوفى عام 1046هـ- راجع معجم المطبوعات العربية والمعربة: 1/256، وأعلام النبلاء: 1/31.

(59)

على القبر: «إن هذه الكتابة على الحجر قديمة، وأثر المكان قدیم وأن هذا الطرح الذي زعموا لم يفسد، وبقاؤه دليل على أنه ابن الحسين»(1).

ويقول حرز الدين(۲): «أسقطت زوجة الحسين الشهيد «عليه السلام» ولداً سماه علي بن الحسين «عليه السلام» بالمحسن لأنه يشبه المحسن سقط الزهراء سلام الله عليها..»(۳).

وقال شبر(4) بعد نقله ستة(5) من أولاد الحسين «عليه السلام»: وجاء في بعض الأخبار أن للحسين ولدين آخرين وهما: محمد بن الحسين، ومحسن ابن الحسين المدفون في جبل جوشن قرب حلب»(6).

وعد القاضي أبو حنيفة النعمان من أسرى يوم الطف: «ومحمد بن الحسین»(۷) هذا كل ما لدينا من تاريخ هذا السقط، ونضيف بأن سيف الدولة لا يمكن أن يقوم بعمل مثل هذا مع ما اتصف به من العلم والحنكة، ويقيم وسط ثلة من جهابذة العلم والمعرفة، ويمتلك مكتبة تضم أقدم المصادر وأنفسها، إلا إذا قيل إن عمله هذا كان نوعاً من السياسة التي أراد أن يثبت به نظامه، ولكن هذا ما لم ينقل عنه على الأقل، وإلا لما ركن إليه علماؤنا الأعلام طيلة أحد عشر قرناً.

كما أن ما نقله طه الولي عن ابن الفوطي بأن المدفون بهذا المشهد

 

_____________
(1) حلب والتشيع: 32 عن الدر المنتخب لابن الشحنة: 85.

(2) حرز الدين: هو محمد بن علي بن عبد الله المسلمي النجفي (1273- 1365هـ)، ولد في النجف وتوفي فيها، درس على أعلام عصره، كان من العلماء كما كان مؤرخاً ومحققاً، من آثاره: قواعد الأحكام، جامع الأصول، وشرح قواعد الطب.

(3) هامش مراقد المعارف: 2/301 عن تعليقة حرز الدين على مراصد الاطلاع عند كلمة «آرل».

(4) شبر: هو جواد بن علي بن محمد بن علي بن حسين بن عبد الله ولد في مدينة الننجف عام 1332هـ. واعتقل منذ عام 1410هـ ولم يعرف عنه شيئاً فرج الله عنه، من خطباء النجف ومؤلفيها وأدبائها، له كتاب: إلى ولدي- ولا يخفى أنه ظهر مقتله بعد سقوط النظام-.

(5) الستة هم: علي الأكبر، علي السجاد، عبد الله، جعفر، فاطمة، سكينة.

(6) أدب الطف: 1/47.

(7) شرح الأخبار: 3/197.

(60)

هو محسن ابن زینب بنت الحسين «عليه السلام» لا يمكن قبوله لما أن سيف الدولة لا يعقل أن يقول بمثل هذا التحريف أمام ملأ من قومه، ويكتب العبارة التالية على القبر منحوتة في الحجر بالنص التالي: «عمر هذا المكان المشهد المبارك ابتغاء لوجه الله وقربة إليه على اسم مولانا المحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الأمير الأجل سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله ابن حمدان سنة واحد وخمسين وثلاثمائة»(1).

في الحقيقة إن هناك إرباكاً كبيراً في تحديد الشخصيات ومعرفة خصوصياتهم في ظل عسر الموارد وتناقضها، وبتر أطرافها، وليس أمامنا إلا الاعتراف أمام القارىء الكريم بصعوبة الموقف، وهذا ناتج في مجمله عن أمرين بارزين، الأول: عدم الاهتمام بمثل هذه الأمور في العصور السالفة، الثاني: الاضطهاد الذي عم جميع البلاد الإسلامية وبالأخص ما مورس منه على فكر أهل البيت وتراثهم وأتباعهم.

وما محاولاتنا هنا في هذه الموسوعة إلا لنظهر الجانب المختص بالإمام الحسين «عليه السلام» فكراً أو شخصيات أو تراثاً أو آثاراً أم غيرها لنزيل عنها غبار التراكمات السياسية عبر التاريخ، ونستنقذ ما أمكن استنقاذه من براثين عدوان النسيان أو الكتمان وبالنتيجة الموت، ولكن لا بد وأن نعترف بأنه عمل شاق ومضن، فكم سهرنا الليالي وأوصلناها بنهاراتها لكي تصل إلى كلمة واحدة أو حرف منها علنا نتمكن من التشبث بحشيشة معلوماتية تنقذنا من متاهات الظلام، أو تبعدنا عن أمواج التناقضات، ومنه سبحانه كنا ولا زلنا نستمد العون إنه نعم من يستعان به ونعم المدد والعون.

وأما بالنسبة إلى محسن بن الحسین «عليه الحسين» فلا بأس بأن نستعرض هنا ثلاث قوائم من الأسماء، قائمة بأولاد الحسين، وقائمة بزوجاته، وأخرى بإمائه، بغض النظر عن صحتها وسقمها، لكي نتمكن من ربط بعضها بالبعض الآخر، وتنكشف الخطوط، وسنشير إلى النتائج التي تمليها علينا المعطيات والقرائن، وكذا الوقائع والحقائق، سائلاً المولى جل اسمه أن لا يخيب سبحانه آمال عبيده.

__________
(1) المساجد في الإسلام: 116

(61)

 

       أولاً: قائمة الأولاد، ونستعرض جميع من وردت أسماؤهم ونشير إلى من لا صحة له، أو لا زال في دائرة الشك، ونستعرضهم حسب الحروف الهجائية:

      1- إبراهيم                               المدينة (نحو 48- 61هـ) كربلاء(1).

      2- أبو بكر                               = أبو بكر بن الحسن 61هـ.

      3- أم كلثوم                              قيل أمها شاه زنان وقد ماتت صغيرة(2).

      4- جعفر                                 ولد في المدينة ومات صغيراً، أمه ملومة القضاعية.

      5- حمزة                                 = حمزة بن الحسن(3).

      6- خولة                                  لها قبر في بعلبك- لبنان- ولا يلم صحة النسبة.

      7- رقية                                  المدينة (57- 61هـ) دمشق، أمها الرباب الكلبية.

      8- زبيدة                                 لم يصلنا عنها خبر يثلج الصدر(4).

      9- زيد                                   = زيد بن الحسن- من أسرى الطف.

      10- زينب                               قيل أمها شاه زنان، وقد ماتت صغيرة(5).            

___________
(1) وقد احتملنا أن أمه عاتكة بنت زيد العدوية.

(2) راجع لباب الأنساب: 1/350، وقد احتملنا أنها ولدت عام 31هـ.

(3) جاء في المجدي: 19 في عداد أبناء الحسن منهم زيد، وحمزة، وأبو بكر، وعمر، أما زيد فأمه فاطمة بنت أبي مسعود، وأم حمزة بن الحسن هي أم أروى من سبي همدان، راجع لباب الأنساب: 1/343.

(4) وسيأتي أن الدربندي يذكر بأنها ابنة شهربانو ويرى أن أم السجاد شاه زنان ويذكر أيضاً بأم الإمام الحسين «عليه السلام» أولاً تزوج أم السجاد «عليه السلام» ثم بعد وفاتها تزوج أم زبيدة، ويذكر بأن القاسم بن الحسن «عليه السلام» تزوج زبيدة، ومع هذا يذكر بأنها تسمى فاطمة.

(5) راجع لباب الأنساب: 1/350، وقد احتملنا أنها ولدت عام 32هـ، وقيل باتحاد زينب مع فاطمة الصغرى.

(62)

       11- سكينة            ذ                 (42- 117هـ) من الأسرى، أمها الرباب الكلبية.

       12- عبد الله                             كربلاء (61- 61هـ) كربلاء، أمه الرباب الكلبية.

       13- علي الأصغر                      المدينة (60- 61هـ) كربلاء، أمه أم إسحاق التيمية.

       14- علي الأكبر                        الكوفة (38- 61هـ) كربلاء، أمه ليلى الثقفية.

       15 علي الأوسط (زين العابدين)       المدينة (33- 92هـ) المدينة، أمه شاه جهان الساسانية.

       16- عمرو                        = عمرو بن الحسن- من أسرى الطف.

       17- فاطمة الصغرى                    المدينة (...-...هـ)(1).

       18- فاطمة الكبرى                      المدينة (20- 110هـ)- من الأسرى، أمها أم إسحاق التيمية(2).

       19- القاسم                              = القاسم بن الحسن 61هـ من الشهدء بالطف.

       20 محسن                               حلب (61- 61هـ) حلب (سقط)، أمه عاتكة العدوية.

       21- محمد                               = محمد بن الحسن(3)- من الأسرى(4)-.

       هذا كل ما عثرنا عليه في طيات المؤلفات.

       وأما قائمة الزوجات فهي كالتالي:

___________
(1) وعلى المختار أمها أم إسحاق التيمية، وقد ولدت عام 51هـ، وتوفيت عام 117هـ.

(2) على المختار أمها الرباب، وقد ولدت عام 20هـ وتوفيت عام 110هـ.

(3) جاء في لباب الأنساب: 1/343 ومن أبناء الحسن: محمد بن الحسن وأمه سلمى من بني غيم.

(4) وذكر الإدريسي في كتابه مصابيح البشرية: 48 أن أولاد الإمام الحسين «عليه السلام» هم كالتالي: 1- علي الأكبر، 2- علي الأوسط (زين العابدين)، 3- علي الأصغر، 4- محمد، 5- عبد الله، 6- جعفر، 7- زينب، 8- سكينة، 9- فاطمة.

(63)

 

       1- أم إسحاق بنت طلحة التيمية                     تزوجت عام 50هـ، وتوفيت عام 93هـ.

       2- الرباب بنت امرىء القيس الكلبية               تزوجت عام 19هـ، وتوفيت عام 62هـ.

       3- سلافة القضاعية                                 = ملومة (من بلى بن عمرو بن الحاف (إبن قضاعة)(1).

       4- شاه زنان بنت يزدجرد الثالث الساسانية         تزوجت عام 32هـ، وتوفيت عام 33هـ.

       5- عاتكة بنت زيد العدوية(2)                       تزوجت عام 38هـ، وتوفيت بعد عام 61هـ.

       6- ليلى بنت أبي مرة الثقفية                        تزوجت عام 35هـ، وتوفيت عام 63هـ.

       7- ملومة بنت الحسين(3) القضاعية                 تزوجت في المدينة(4).

       هذا جميع من وردت أسماؤهن في المصنفات المتاحة لنا.

       وأما قائمة الإمام اللائي كن في ملك أبي عبد الله الحسين «عليه السلام» فهن كما يلي:

___________
(1) ترجمة الإمام الحسين ومقتله من الطبقات الكبرى: 17.

(2) جاء في كتاب مصابيح البشرية: 48 «إن زيداً هو ابن نبيل».

(3) جاء في كتاب مصابيح البشرية في أبناء خير البرية لأحمد الشباني الإدريسي: 48، أن أم جعفر القضاعية هي بنت الحسين.

(4) وهناك من ذكر بأنه تزوج عائشة بنت خليفة بن عبد الله بن الحرث، والتي كانت زوجة أخيه الإمام الحسن «عليه السلام»، كما أضافوا حفصة بنت عبد الرحمان بن أبي بطر التيمي ولكن لم يثبت ذلك، راجع مصابيح البشرية: 48، وفيه أنه أعتق جارية له وتزوجها، وقد أورد الإدريسي ترتيب زوجاته كالتالي: 1- الرباب، 2- أم إسحاق، 3- أم جعفر بن حسين القضاعية، 4- شهربانو، 5- عائشة، 6- حفصة، 7- الجارية التي أعتقها.

(64)

       1- برة                 قيل إنها متحدة مع غزالة، وعلى أي حال فإنها كانت في خدمة السجاد «عليه السلام».

       2- حسنية              جعلها في خدمة السجاد، زوجها بسهم فولدت له منحجاً.

       3- سلمة               كانت تخدم الرسول وآله، أصبحت عند الحسين تخدمع زوينباً، تزوجت من أبي رافع هرمز القبطي فولدت له رافع.

       4- غزالة              حاضنة السجاد منذ أن توفيت أمه، تزوجت من زيد(1) فأولدت له عبد الله.

       5- فاكهة               كانت تخدم في بيت الرباب، زوجها لعبد الله ابن أريقط الدئلي فأولدت له قاربا.

       6- فضة               كانت في خدمة الزهراء «عليها السلام» فانتقلت إلى بيت الحسن والحسين وزينب تخدمهم. تزوجت من أبي ثعلبة الحبشي أيام علي «عليه السلام» ولها ابنة باسم مليكة.

       7- كبشة               كانت تخدم في بيت أم أسحاث زوجها لأبي رزين فأولدت له سليمان.

       8- مليكة               كانت لأخيه الحسن ثم انتقلت إلى فكانت تخدم في بيت الرباب وبيت زينب، زوجها لسمعان فأولدت له عقبة(2).

       9- ميمونة             كانت حاضنه وتخدمه، زوجها يقطر فأولدت له عبد الله.

      كل هذه الجواري كن في ركبه إلى كربلاء، ومن الملاحظ أن جميعهم كن من المتزوجات، وهي ظاهرة غريبة مفادها أنه لم يستمتع بهن،

____________

(1) وفي ترجمة الإمام الحسين ومقتله من الطبقات الكبرى: 17 «زبيد» مصغراً.

(2) إن مليكة هي ابنة علقمة بن عبد الله بن أبي قيس.

(65)

 

وأنه كان يراعي حاجتهن إلى الزواج، وربما قلنا إنه «عليه السلام» لم يتمتع بجارية، وما كانت شاه زنان بأم ولد كما هو معروف، حيث هناك روايات مختلفة تذكر بأن علياً «عليه السلام» زوجها بالعقد لابنه الحسين «عليه السلام»، ولم نجد في كتب التاريخ أن نسبت أولاده إلى أمة.   

       ومن حديثنا المتقدم يبرز جدولاً آخر وهو تاريخ زواج الحسين «عليه السلام» من زوجاته وأنه كان قد تزوج أكثر من أربع وكيفية التوفيق بينهن، وسنذكرهن حسب تاريخ زواجهن:

       1- الرباب الكلبية (19هـ- 62هـ)، والمحقق أن لها: سكينة وعبد الله.

       2- شاه زنان الساسانية (32هـ- 33هـ)، والمحقق أن لها: علي السجاد.

       3- ليلى الثقفية (35هـ- ب61هـ)، والمحقق أن لها: علي الأكبر.

       4- عاتكة العدوية (38هـ- ب61هـ)، والمظنون أن لها: محسن السقط (الطرح).

       5- أم إسحاق التيمية (50هـ- ب61هـ)، والمحقق أن لها: فاطمة وعلي الأصغر(1).

       6- ملومة (سلافة) أو (قلوبة) القضاعية (...- ...هـ)، والمحقق أن لها جعفراً(2).

       7- إذا فكان الإمام الحسين «عليه السلام» خلال الفترات التالية متزوجاً بالتالية أسماؤهن:

 

___________
(1) هذا ونحتمل والله العالم أن اسم أم إسحاق هي «سلافة»، وأن «ملومة» هو اسم القضاعية، وهذا مجرد احتمال لا دليل عليه.

(2) ذكرها ابن فندق في لباب الأنساب: 1/350 «ملومة»، وذكر ابن سعد في الطبقات (ترجمة الحسين المستل من الطبقات): 17 «سلافة»، وذكرها البراقي في الحدائق الوردية: 1/239 «قلوبة» والظاهر أن ملومة وقلوبة واحدة وإحدهما تصحيف الأخرى.

(66)

      1- ما بين عام 19- 32هـ               واحدة: الرباب.

       2- ما بين عام 32- 33هـ               اثنتان: الرباب، وشاه زنان.

       3- ما بين عام 33- 35هـ               واحدة: الرباب.

       4- ما بين عام 35- 38هـ               اثنتان: الرباب، ليلى.

      5- ما بين عام 38- 50هـ               ثلاثة: الرباب، ليلى، عاتكة(1).

       6- ما بين عام 50- 61هـ               أربعة: الرباب، ليلى، عاتكة، أم إسحاق.

ومما قدمناه يظهر السؤال التالي: أين موقع القضاعية؟

والجواب يكون كالآتي: ليس لدينا من المؤشرات إلا النزر القليل. وتتلخص فيما يلي:

1- إنها لم تكن أمة لعدم الإشارة إلى ذلك أبداً، وللاحتمال الراجح بأن الحسين «عليه السلام» لم يتسر حيث لم يذكر عنه ذلك.

۲- إن ابنها جعفر توفي في حياة أبيه حسب ما ذهب إليه المشهور، وقيل إنه قتل في كربلاء(2)، وعلى فرض أنه استشهد في كربلاء فلا ذکر لأمه، ولكن الذي توصلنا إليه أن الذي كان في كربلاء هو ابن الحسن «عليه السلام»(3) فهو إذاً تصحيف، ويستقيم المذهبان أنه مات جعفر بن الحسين في حياة أبيه وأن الذي حضر کربلاء جعفر بن الحسن، والحاصل: أنهم لم يذكروا بأن القضاعية حضرت کربلاء.

۳- لا خلاف في أن جعفر ابنها هو من الإمام الحسين «عليه السلام»، وكل من ذكر الحسين ذكر جعفراً، ونص الكثير بأن أمه قضاعية، وهناك من

__________

(1) وسيأتي في ترجمة خولة بنت الحسين في باب معجم الأنصار- قسم النساء- زواج الإمام الحسين «عليه السلام» من أرينب بنت إسحاق العبشمية في نهاية عام 44هـ وطلاقها في أوائل عام 45هـ، وأنه لم يدخل بها وإنما فعل ذلك للوقوف أمام غدر يزيد وظلمه.

(2) كما ذهب ابن سعد في ترجمة الإمام الحسين ومقتله من الطبقات الكبرى: 17.

(67)

سماها ملومة، واخر سلافة، وكل ذلك يؤكد ان جعفراً ليس ابناً لغيرها من زوجات الحسین «عليه السلام».

من كل ذلك يتضح لنا أنه لا مجال إلا القول: بأنها تزوجت بالإمام الحسين «عليه السلام» بعد الرباب وربما كانت ثاني زوجاته لأنه من المستبعد أن يكون قد تزوج قبل عام 19هـ، لأن عمره الشريف لا يقتضي ذلك، فإذا كانت ولادته عام 4هـ فإن ذلك يعني أنه تزوج وله من العمر خمسة عشر عاماً، وعليه فلا بد أن تكون القضاعية قد توفيت قبل عام 50هـ لأنه بعدما تزوج التيمية عام 50هـ أصبح وفي حبالته أربع حرائر، هن: الرباب وليلى وعاتكة وأم إسحاق.

وبما أنه لم يعد للقضاعية ذكر في السير والتاريخ ربما لقصر الفترة التي عاشت مع الإمام الحسين «عليه السلام» ولموت ابنها جعفر صغيراً وفي حياة أبيه، ومن معطيات أخرى ربما نرجح أنها كانت الزوجة الثانية للإمام الحسين «عليه السلام» إلا أنها لم تبق على قيد الحياة كثيراً فلربما ماتت قبل زوجته شاه زنان، والله العالم.

يبقى الآن الحديث عن عدد من أولاد الحسين «عليه السلام» والذين لم نتمكن من معرفة أمهاتهم وهم:

۱- إبراهيم:                  أحتملنا أن تكون أمه عاتكة.

۲۔ فاطمة الصغرى:         توصلنا إلى أن أمها أم إسحاق وأن أم فاطمة الكبرى الرباب.

٣- زينب:                   قيل إن أمها شاه زنان الساسانية.

4- أم كلثوم:                 قيل إن أمها شاه زنان الساسانية.

5- زبيدة:                    ربما كان تصحیف زینب.

6- خولة:                    ربما كانت بنت خولة، وهي من أسماء شاه زنان.

أما بالنسبة إلى هؤلاء فإننا بحثنا ذلك في تراجمهم فقد قيل بأن زينب وأم كلثوم أمهما شاه زنان بنت يزدجر الثالث الساسانية، فقد صرح ابن

(68)

فندق بذلك، وذكر بأنهما ماتتا صغيرتين(1)، فإذا ثبت ذلك، وثبت بأن شاه زنان توفيت في نفاسها من الإمام السجاد «عليه السلام» فلا بد من القول بأنهما ولدتا قبل الإمام السجاد «عليه السلام»، وهذا صعب جداً، إلا إذا قلنا بأن زواجها من الحسين «عليه السلام» كان عام ثلاثين وهو السنة التي قتل فيها أبوها يزدجرد ونلغي الرواية التي ذكرت أنها سبيت بعد سنتين من مقتل أبيها، وهذا الاختيار ليس بالبعيد، أو يقال: بأن شاه زنان لم تتوف في نفاس علي السجاد، بل في نفاس إحداهن والتي حملت بهما بعد ولادة الإمام السجاد «عليه السلام» وعليه فلا بد من اختيار أن موتها كان على الأقل في عام ۳۰هـ، وهو لا يتناسب مع ما ذهبوا إليه بأن السجاد «عليه السلام» كان قد رضع من جارية أبيه «غزالة» على ما قيل، والعلم عند الله سبحانه، وربما لم ترضع بل كانت حاضنته.

وأما فاطمة الصغرى: فأمرها يتضح لو تمكنا من إثبات أن أختها فاطمة الكبرى ولدتها أم إسحاق التيمية، وذلك لأن أم إسحاق إذا كانت زوجة للإمام الحسن «عليه السلام» فتزوجها الإمام الحسين «عليه السلام» بعد انقضاء عدتها فهذا يعني أنه تزوجها في شهر رجب عام 50هـ، وتكون ولادة فاطمة على أكثر تقدير في أوائل شهر ربيع الأول من عام 51هـ، ومعنى ذلك أن عمرها يوم الطف كان تسع سنين وعشرة أشهر، وهذا لا يتناسب مع ما ذهبوا إليه من أنها توفيت على أكثر التقادير عام ۱۱۷هـ، أو على أقل التقادير عام ۱۱۰هـ، وعاشت تسعين سنة، وقولهم كانت أكبر من أختها سكينة، أو أنها أسنَّتْ أي أصبحت مسنة، هذا بغض الطرف عن كون زواجها من الحسن المثنى كان في عهد الإمام الحسين «عليه السلام» حيث يمكن أن يقال بأنها عندما أكملت التاسعة وبلغت سن التكليف زوجها الإمام الحسين «عليه السلام» للحسن المثنى وذلك في ربيع الأول من عام 60هـ.

وأما خطبتها البليغة في الكوفة ربما قيل إنها كانت من بيت الفصاحة والبلاغة وأنهم زقوا العلم زقاً إذا لم تقل بأن التي خطبت هي فاطمة بنت علي «عليه السلام».

________
(1) لباب الأنساب: 1/350.

(69)

ومن كل ما ذكرناه يمكن أن يعتمد على أحد الأمور التالية:

      1- أن تكون التي بقيت في المدينة هي فاطمة الصغرى وهي ابنة أم إسحاق وقد كانت ولادتها كما قلنا سابقاً بعد عام 50هـ، وتكون فاطمة الكبرى من أم غير أم إسحاق، ولكن الأمر التبس على الرواة.

      ۲- أن تكون التي ظلت في المدينة هي فاطمة الكبرى وهي من أم غير أم إسحاق لتكون فاطمة الصغرى بنت أم إسحاق، وهذا يتناسب مع مجموعة من النصوص التي وصفتها باسم فاطمة الصغرى أو بأنها صغيرة، وقد أنشأ الشعراء فيها بكونها الصغرى أو الصغيرة، كما وقد وصفت وهي في مجلس یزید بن معاوية في الشام بـ«صبية» التي عمرها في العاشرة يصدق عليها ذلك دون التي هي في الأربعين .

۳- أو يصار إلى القول بأن الرواية(1) التي تقول بأن أم إسحاق كانت زوجة الإمام الحسن ثم تزوجها الإمام الحسين«عليه السلام»، غير صحيحة، وذلك يتحقق بشكلين، أحدهما: أن يقال: بأن زواج الإمام الحسن منها غير صحيح، وثانيهما: أن يصار إلى القول بأن زواج الإمام الحسين منها غير صحيح.

      4- أن يقال: بأن هناك شخصيتين تسمى بأم إسحاق وتتصف بهذه المواصفات، وربما الاثنتان اشتهرتا بالكنية، فلدى النقل اختلط الأمر على الرواة، كما هو الحال في أسماء الأنصارية وأسماء الخثعمية(2)، فالأولى خدمت الزهراء «عليها السلام» في ولادتها للحسن والحسين «عليهما السلام»، والثانية خدمت الزهراء «عليها السلام» في مرضها وتجهيزها، فاختلط الأمر على الرواة، وساقوا کلا الحالتين بعصاً واحدة وقالوا: إن أسماء بنت عمیس الخثعمية هي التي وقفت مع الزهراء «عليها السلام»، بينما كانت الخثعمية زوجة لجعفر في الحبشة(۳)، وما وصلت المدينة إلا عند فتح خیبر، وإنما كانت الأنصارية تتولى بعض شؤونها عند الولادة.

_____________

(1) نفس المهموم: 482 عن القمقام: 659.

(2) راجع السيرة الحسينية الجزء الأول والجزء الثاني.

(3) راجع ترجمة جعفر في مقدمة هذا المعجم.

(70)

5- وربما قيل بأن الخلط وقع بين فاطمة ابنة الحسن والتي أمها أم إسحاق كما ذكر بعضهم بأنها أنجبت للحسن «عليه السلام» فاطمة، وبين فاطمة ابنة الحسين «عليه السلام» والتي أمها أم إسحاق بمعنى أن أم إسحاق أنجبت للحسن بنتاً سمیت بفاطمة فهي إذاً شقيقة طلحة بن الحسن، ولما تزوجت من الحسين «عليه السلام» أنجبت له بنتاً سميت بفاطمة فهي شقيقة علثي الأصغر ابن الحسين «عليه السلام» والفاطمتان أختان من أم إسحاق، فأما الذي خطبت في الكوفة فهي فاطمة بنت الحسن «عليه السلام» لأنها أكبر من ابنة الحسين «عليه السلام» والتي تزوجت من الحسن المثنى، وكلاهما أخوات من قبل الأم، والتصحيف بین الحسن والحسين وارد.

  • وعلى ضوء هذه الاحتمالات فلا بد من التمسك ببعض الثوابت التالية:

      أ- إن فاطمة ابنة الحسين زوجها أبوها من الحسن المثنی لصریح الروايات ووثاقتها وإصرار أهل النسب على ذلك.
      ب- إن زواج أم إسحاق من الحسن «عليه السلام» بالفعل قد تم من دون شك أو ترديد، كما أن زواج أم إسحاق من الحسین «عليه السلام» قد تم بالفعل بلا ریب وشبهة، بغض النظر عن الطعن في وصية الحسن لأخيه الحسین «عليه السلام» بمثل هذا الزواج(1)، ونستبعد أن تكون هناك شخصيتان مختلفتان تمتلكان جميع المواصفات من حيث اسمها واسم أبيها وجدها وجد أبيها والقبيلة رغم أن جل من ذكر أم إسحاق لدى ترجمة كل من الحسن والحسين لم يشيروا إلى الزواجين معا مما يتصور القارىء أنها غير تلك حيث تحدثوا عن زواج هذه من الحسن مجرداً عن زواج الحسين لها، وكذا العكس إلا من شذ.

      ج- إن فاطمة ابنة الحسين وأم إسحاق حضرت کربلاء فكانت فاطمة مع زوجها الحسن المثنى حيث كاد أن يكون مجمع عليه.

  • وأما ما يمكن أن يخضع للخلط ويقع فيه الخطأ فهو تاريخ وفاة وولادة كل واحدة من الفاطمتين الكبرى والصغرى ابنتي الحسين «عليه السلام»،

___________
(1) راجع نفس المهموم: 482 عن الأغاني: 18/203، مقاتل الطالبيين: 179.

(71)

فلربما التي بقيت في المدينة هي الكبرى، وأنها ولدت بالفعل في حدود عام ۲۰هـ، ويحتمل أن تكون من زوجته الأولى الرباب لأنها آنذاك لا شك كانت زوجة الحسين «عليه السلام»، وبذلك ينحل اللغز المحير وهو: «أن الرباب إذا تزوجت عام ۱۹هـ، فلماذا لم تنجب للحسين «عليه السلام» حتى عام ٤٢هـ، حيث ولدت السيدة سكينة» ويؤيد هذا ما ذهب إليه المؤرخون بل أصروا على أن فاطمة الكبرى - بنت الحسين «عليه السلام» والرباب - كانت قد أسنت(1) أو كانت أكبر من أختها السيدة سكينة، مما يستشم من ذلك أنهما كانتا شقيقتين- ولا بد من البحث عن سيرتها الذاتية خلال هذه الفترة الطويلة. وعليه يصح أن تكون وفاتها عام ۱۱۰هـ، على مذهب بعضهم(2)، وعندها تكون قد عاشت تسعين سنة كما صرح بذلك بعض المؤرخين(3)، وبناء على هذا تكون وفاة فاطمة الصغرى - بنت الحسين «عليه السلام» وأم إسحاق، وزوجة الحسن المثنی ابن الحسن السبط ۔ عام ۱۱۷هـ وهو العام الذي توفيت فيه السيدة سكينة بنت الحسين بن علي «عليه السلام» كما ورد ذلك في بعض روایات المؤرخين(4)، وعندها يتبخر الاستغراب المطروح من أن زواج الحسن المثنى المولود عام ۳۷هـ من فاطمة بنت الحسين التي كانت ولادتها في عام ۲۰هـ والتي تكبر عنه بـ17 عاماً، بل يكون العكس حيث يكون الحسن المثنى حينئذ أكبر منها بـ۱۳ سنة إذ إن الحسن المثنى كان حين الزواج ابن ۲۳ سنة وهي ابنة العاشرة، والله العالم بحقائق الأمور.

      وعليه لا بد من تصحيح ما سبق بالتالي:

1۔ فاطمة الكبرى                  أمها الرباب بنت امرىء القيس الكلبية المتزوجة  عام ۱۹ هـ.

۲- فاطمة الصغرى               أمها أم إسحاق بنت طلحة التيمية المتزوجة عام 50هـ.

___________

(1) نفس المهموم: 482 عن قمقام: 663 عن التقريب لابن الحجر.

(2) راجع فاطمة بنت الحسين: 135.

(3) راجع ترجمتها في فصل النساء من هذا المعجم.

(4) نفس المهموم: 481.

(72)

 

وتكون الأولى (الرباب الكلية) قد أنجبت للحسين «عليه السلام»:

۱۔ فاطمة الكبرى                  عام ۲۰هـ- ۱۱۰هـ.

۲- سكينة                    عام 42هـ- 117هـ.

      وتكون الثانية (أم إسحاق التيمية) قد أنجبت للحسين «عليه السلام»:

۱۔ فاطمة الصغرى          عام 51هـ- ۱۱۷هـ.

۲- علي الأصغر            عام 60هـ- 61هـ.

      وأما بالنسبة إلى إبراهيم فليس لأمه ذكر في كتب الأنساب والتاريخ والمقاتل، كما لم نجد في سيرة الإمام الحسين «عليه السلام» من يذكر بأن له «عليه السلام» ولداً من أمة، إلا ما ذكر في علي زين العابدین «عليه السلام»، وذلك لأنهم قالوا: بأنها كانت من سبي العجم، وقد أشرنا إلى أن الإمام أمير المؤمنین «عليه السلام» قال لدى وصولها إلى المدينة: لا يجوز بيع بنات الملوك وإن كن كافرات، ولكن أعرض عليها أن تختار رجلاً من المسلمين حتى تتزوج منه ويحسب صداقها عليه من عطائه من بیت المال(1) وبناءً عليه فلم یکن نکاحها بملك اليمين بل بالزواج، ومن هنا نؤكد أن إبراهيم لم تكن أمه أم ولد، بل ولدته إحدى زوجاته التي كن في حبالته حدود عام 48هـ حسب ما قدرنا عمره في ترجمته، وهن إحدى ثلاث: الرباب وليلى وعاتكة، ولعلها كانت الأخيرة، لأن الأولتين اشتهرتا، فلو كانت إحداهما أمه لبان ذلك، وأما الأخيرة فقد بقيت حياتها وكذلك حياة إبراهيم مضمورتين، والله العالم.

      وأما بالنسبة إلى خولة فلم نجد من ذكرها وإن اسم خولة في عائلة الحسين «عليه السلام» ورد في مكان واحد، وهو قول المبرد في كامله أن اسم أم علي بن الحسين (زين العابدين) هو خولة(2) والتي كان اسمها في بيت أبيها شاه زنان، والتي توفيت في نفاسها من ابنها زین العابدین «عليه السلام» عام ۳۳هـ، وربما والله العالم لو صح المرقد الموجود في بعلبك، والمنتسب إلى خولة بنت الحسين «عليه السلام» يكون كالتالي:

___________
(1) بحار الأنوار: 46/10.

(2) راجع نفس المهموم: 478 عن الكامل للمبرد.

(73)

 

ابنة خولة بنت الحسين، بمعنى أنها بنت الحسين من خولة أي شاه زنان، وبما أن البعض قد ذكر بأن شاه زنان قد أنجبت للحسين ثلاثة أولاد: أم كلثوم، وزينب، وزین العابدین «عليه السلام» ففلو صحت الرواية لعلها كانت زينب أو أم كلثوم هي هذه البنت التي أطلق عليها ابنة خولة، وبما أن زینب ورد ذكرها في أكثر من موقع فلربما كانت هي التي ماتت كأختها رقية في دمشق، ولكن من جهة أخرى فإن هناك من يقول: باتحاد رقية وزينب، والمواصفات التي وردت في حقهما وأحدة حيث قيل بأنهما ماتتا صغيرتين، وأن عمرهما ثلاث سنوات فاتحادهما وارد من حيث تطبيق المواصفات وقرب المدفن لأن كليهما دفنتا في الشام حيث كانت بعلبك جزءاً من الشام، ولكن من حيث كونها ابنة شاه زنان لا يناسب أن تكون صغيرة لأن شاه زنان توفيت عام ۳۳هـ، ومن المحتمل أن تكون ابنة خولة هي أم كلثوم لتعدد المقامین (زینب = رقية) في دمشق، و (أبنة خولة = أم كلثوم) في بعلبك، والركب الحسيني أي ركب الأسراء مروا ببعلبك في طريقهم إلى دمشق عبر شمال العراق ، ولكنها لم تكن صغيرة، بل كان عمرها على احتمال أنها أم کلثوم ۲۹ سنة، ويحتمل أن قولهم في خولة (ابن خولة) كانت صغيرة، جاء من الخلط بينها وبين رقية (زينب)، وما ورد في الباب الأنساب من أن أم کلثوم ماتت صغيرة أيضاً لا يناسب، ومن جهة أخرى فاحتمال أن أم كلثوم التي هي في ظاهرة صيغة كنية يمكن أن تكون أنسب لأن تكون متحدة مع خولة، إذ يمكن اعتبارها كنية خولة، فاشتهرت بالكنية (أم كلثوم)، هذا وقد جاء في بحار الأنوار أن عبيد الله بن زیاد، أرسل قاصداً إلى أم كلثوم بنت الحسين «عليه السلام» فقال لها: الحمد لله الذي قتل رجالكم فكيف ترون ما فعل بكم؟.

      فقالت: «یابن زیاد لئن قرت عينك بقتل الحسین فطالما قرت عين جده (صلى الله عليه وآله وسلم) به، وكان يقبله ويلثم شفتيه، ويضعه على عاتقه، یابن زياد أعد الجده جواباً فإنه خصمك غداً»(1) مما يدل على أنها كانت في ركب أبيها الحسين «عليه السلام» فلما وصلت الكوفة أراد ابن زیاد أن يتشفى منها، وهذا يدل

____________
(1) بحار الأنوار: 44/322.

(74)

على أنها لم تكن صغيرة، وربما لما وصلت إلى بعلبك ماتت كمداً على أبيها(1).

      ولكن المجلسي ينقل هذا النص من أمالي الصدوق، ولدى مراجعتنا فإن المحققين استظهروا أنها أخت الحسين «عليه السلام» وربما كان استظارهم الأجل عدم سماعهم بأم كلثوم بنت الحسين. وربما كانت شاه زنان تكنى بأم خولة بدلاً من القول بأن اسمها خولة والله العالم، وبالتالي فالأمر غريب و غیر مستند لا يمكن الاعتماد على نسبة هذا المرقد إلى خولة ولا ابنة خولة الساسانية، وكل ما استعرضناه فهو من باب الظن الذي لا يغني عن الحق شيئاً.

      وأما زبيدة: ربما كان تصحيف لزينب، وبما أن الدربندي تفرد بذكرها في أسرار الشهادة(2) وجعلها مخطوبة للقاسم بن الحسن «عليه السلام» فلا يمكن الركون إليه ما دام لم يؤيد بمستند، ولكن ذكره بأنها كانت ابنة شاه زنان يؤيد مسألة اتحادها مع زينب الذي ذهب ابن فندق بأن أمها كانت شاه زنان، وإلا فاللازم القول بتعدد بنات شاه زنان على فرض صحة وجود زبيدة.

      ولنرجع بالحديث عن محسن وعاتكة والذي جرنا إلى الحديث عن عموم زوجات الإمام الحسين، بل ومواليه وأولاده، لنقول إن الاحتمالات في أن تكون عاتكة أماً لمحسن فليس لدينا مستنداً يمكن الاعتماد عليه إلا وجود بعض المؤشرات التالية:

      أ- إن عاتكة كانت زوجة للحسين «عليه السلام» في هذه الفترة الزمنية كما سنقرأ تفاصيل ذلك في ترجمتها في فصل النساء من هذا المعجم.

      ۲- إن عاتكة بقيت مضمورة، ونسبة هذا السقط (محسن) إلى إحدى زوجاته إنما جاء ليدل على أنها لم تكن معروفة، مما ينطبق عليها الوصف.

_____________

(1) أمالي الصدوق طبعة بيروت: 139، طبعة إيران: 164.
(2) أسرار الشهادة: 2/317.

(75)

      ۳- إن ابن الأميني لدى ترجمته فاطمة بنت الحسين لوح إلى ذلك، حيث ذكر تحت عنوان عاتكة زوجة الحسين «عليه السلام»علي ترجمة محسن السقط(1)، وقد قرأت في أحد المصادر أنها أمه ولكني لم أتذكره الآن.

      4- أن اسم عاتكة ورد على لسان الإمام الحسين «عليه السلام» حين ناداها في جملة من ناداها من النساء عند وداعه لهن فقال: «يا أم كلثوم ویا زینب ويا سكينة ويا رقية ويا عاتكة ويا صفية علیکن مني السلام، فهذا آخر الاجتماع، وقد قرب منكم الافتجاع...»(2). واحتمال إرادته بعاتكة ابنة مسلم وارد إلا أنه ضعيف لأنها جاءت ضمن أخواته وبناته وابنة مسلم کانت صغيرة ولها من العمر سبع سنوات(۳) وأما صفية فذكرها غريب ولعلها تصحيف لاسم آخر أو لفضة والله العالم.

      ولا شك أن كل هذا لا يعني شيئا إلا أن في مجموعها لعله يزيد في نسبة الاحتمال فقط، والله المسدد للصواب.

      وسوف نأتي على تفاصيل مرقد المحسن بن الحسين عليه في باب تاريخ المراقد من هذه الموسوعة إن شاء الله تعالی.

___________
(1) كتاب فاطمة بنت الحسين: 20.

(2) مقتل الحسين لأبي مخنف: 131 وعنه الإيقاد: 126.

(3) راجع وسيلة الدارين: 344 عن مقتل الحسين للشويكي.

(76)

 

82

محمد بن أبي سعيد الهاشمي

35- 61هـ = 656- 680م

 

هو: محمد بن أبي سعيد الأحول ابن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي.

      أمه: أم ولد(1)، لم يذكر اسمها، ولا يخفى أن أباه تزوج من فاطمة بنت علي «عليه السلام» فأولدها حميدة بنت أبي سعيد، وعليه فحميدة أخته من أبيه. و ذكر محمد بن أبي سعيد عدد من أرباب المقاتل والأنساب منهم أبو الفرج الأصفهاني، حيث قال: «أمه أم ولد، قتله لقيط بن ياسر الجهني رماه بسهم»(2) وقريب منه ابن الأثير(۳) في الكامل(4).

      وقال العمري(5): «وأعقب أبو سعيد الأحول قتيل الطف محمداً قتل

 

___________
(1) مقاتل الطالبيين: 98، أنساب الأشراف: 2/71.

(2) مقاتل الطالبيين: 98.

(3) ابن الأثير: هو علي بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري (555ــ 630هـ) ولد ونشأ في الجزيرة بشمال سوريا سكن الموصل وتوفي فيها، يكنى بأبي الحسن ويلقب بعز الدين، واشتهر بابن الأثير. كان مؤرخاً كبيراً وعالماً بالأنساب والآداب، من آثاره: أسد الغابة، الجامع الكبير، وتاريخ الموصل.

(4) الكامل في التاريخ: 3/302.

(5) العُمري: هو علي بن محمد بن علي العلوي (348- 490هـ) ولد في البصرة وتوفي في الموصل، من الأشراف المتخصصين بالأنساب وكان من علماء الاثني عشرية، من آثاره: كتاب المشجر، العيون، والشافي.

(77)