آخر الكتب المضافة

حديث اليوم

  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
  • 6

الاوقات الشرعیة

مستلات

ضمن اهتمام مديرية زراعة كربلاء بتطوير الثروة الحيوانية باعتبارها جزء مهما من الاقتصاد الزراعي ياتي هذا البحث كواحد من بحوث ودراسات كثيرة نهض بها قسم ( البحوث الدراسية ) في مديريتنا ليبين اهمية استغلال ( بحيرة الرزازة ) لتطوير وتنمية الثروة السمكية من خلال دراسة طبيعتها الجغرافية والعمل في ضوء التحليلات المختبرية والتجارب العلمية على جعلها مصدرا غنيا لانواع الاسماك الجيدة والوفيرة ذات القيمة الغذائية العالية فضلا عن اعادة الحياة الى غاباتها بزراعة اشجار النخيل والزيتون وغيرها وزيادة المساحات الخضر التي تضفي على منطقة الرزازة بهجة الحياة والوان الفرح والترفيه .
ان من اولويات تنمية الثروة السمكية في بحيرة الرزازة هو العمل على تنفيذ مشروع تحلية مياهها شبه المالحة وتحويلها من بحيرة ميتة الى بحيرة تنبض بالحياة الثرية وتفيض بالخير والعطاء . وفيما ياتي بحث ملخص عن بحيرة الرزازة اخذ بتصرف عن بحث مفصل لقسم البحوث والدراسات في المديرية .
1 / موقعها : ـ تقع البحيرة الى الشمال الغربي من محافظة كربلاء .
2 / تاريخ وجودها : ـ كانت موجودة منذ العهد العثماني او قبله وهي على شكل منخفضات مائية متفرقة وكان نهر الفرات كثير الفيضانات ويهدد مدن العراق وبالاخص العاصمة بغداد فتكونت فكرة العهد العثماني بتحويل قسم من مياه الفرات عند الفيضان الى الصحراء الغربية لدرىء خطر الفيضان عن بغداد وباقي المحافظات فاستخدمت المتفجرات لحفر ممرات مائية في الاراضي المرتفعة غرب الفرات . وعند دخول الانگليز الى العراق وانشغال الدولة بالحروب وخروج العثمانيين من العراق اجل موضوع تحويل مياه الفرات وصرف النظر عنه .
3 / شكل البحيرة والتضاريس الجغرافية الموجودة فيها : ـ البحيرة تشبه الكمثرى رأسها يقع قرب بحيرة الحبانية والقاعدة العريضة تقع ضمن محافظة كربلاء المقدسة كانت البحيرة في السابق تتكون من هور أبي دبس الذي يقع شمال غرب المدينة وبحر الملح الذي يقع الى الشمال من هور أبي دبس مقابل حصن الاخيضر وقضاء عين تمر التمن وكان عبارة عن مستنقع شديد الملوحة يقال ان بداخله عيونا مالحة حيث كان يستخرج منه الملح من قبل الدولة ويباع الى المواطنين وكانت هناك منخفضات ومستنقعات مائية ممتدة تصل الى بحيرة الحبانية .
بعد ذلك فكرت الدولة العراقية بالاستفادة من بحيرة الحبانية وتحويلها من مستنقع الى خزان احتياطي للماء والاستفادة منه عند شحة مياه نهر الفرات وانخفاض مستوى الماء فيه في ايام الصيف حيث تم انشاء السدود والبوابات على البحيرة للتمكن من خزن كميات كبيرة من المياه فيها وتم فتح نهر وناظم من نهر الفرات شمال بحيرة الحبانية لتحويل الماء الى البحيرة عند الحاجة ( ناظم الذبان ) كذلك انشاء ناظم يربط البحيرة الى نهر الفرات ( ناظم الورار ) لغرض التحكم بدخول وخروج المياه من والى البحيرة من نهر الفرات كذلك انشاء ناظم المجرة الى الجنوب من البحيرة وذلك لتصريف المياه الفائضة اثناء فيضان نهر الفرات الى منخفض بحيرة الرزازة ويبلغ طول النهر حوالي 8 كم يقع تحت اربعة بوابات وفي العهد الملكي وبالتحديد سنة 1954 حدث فيضان كبير في نهري دجلة والفرات فسبب غرق جزء كبير من بغداد وبالاخص شارع الرشيد والمناطق القريبة من نهر دجلة حيث دخلت المياه الى منازل المواطنين .. لذا اضطرت الحكومة والملك فيصل الثاني الى الذهاب الى منطقة مرتفعة من بغداد تسمى ( منطقة تل محمد ) مما دفع الدولة حينذاك الى فتح ناظم المجرة على بحيرة الرزازة فغمرت المياه المتدفقة من هذا الناظم الاراضي والمنخفضات ووصلت الى هور ابي دبس واصبحت جميعها بحيرة واحدة سميت ( بحيرة الرزازة ) نسبة الى منطقة الرزازة شمال غرب مدينة كربلاء ولوجود اراضي مرتفعة وتلال ظهرت بعض الجزر في البحيرة منها الجزيرة الكبيرة وسط البحيرة ومنطقة مقابل قضاء عين التمر وبعض الجزر الكلسية البلورية الصغيرة وقد تكررت الفيضانات مما سبب ارتفاع منسوب المياه وفي بداية السبعينات انشئت سدة كونكريتية ضخمة بدل السدة القديمة التي كانت مبنية من الحجر والاسمنت في الجهة الشرقية الجنوبية من البحيرة وذلك لمنع تدفق المياه الى مدينة كربلاء المقدسة نظرا لوقوع المدينة في واد منخفض اقل من مستوى مياه البحيرة بمقدار ( 17 ) مترا .
المسافة من نهاية البحيرة الى بحيرة الحبانية من الجهة الشرقية 90 كم وطول بحيرة الرزازة حوالي 70 كم . اعرض منطقة في البحيرة 40 كم ومعدل عرض البحيرة 25 كم وبذلك تبلغ المساحة السطحية للبحيرة 25 ضرب 70 = 1750 كم . اعمق نقطة في البحيرة تتراوح بين 30 و 50 مترا .
4 / نوعية مياه البحيرة وتقلباتها :ـ تعتبر بحيرة الرزازة من البحيرات شبه المالحة وهي من البحيرات الميتة وذلك لدخول المياه اليها وعدم خروجها تعتمد نسبة الملوحة فيها على كميات المياه التي تدخل اليها والتي تتبخر منها اضافة الى الامتصاص الارضي .
نسبة التبخر حوالي 2 ـ 1.5 متر عمق خلال العام وبالاخص اشهر الصيف حيث يقدر التبخر حوالي 2 سم في اليوم الواحد كما توجد عيون مالحة داخل البحيرة وبالاخص منطقة بحر الملح .
5 / الخواص الكيمياوية للماء :ـ مياه بحيرة الرزازة مياه شبه مالحة نسبية الملوحة فيها تتراوح بين ( 5 ) بالالف في حالت ارتفاع مناسيب المياه و ( 18 ) بالالف في حالة انخفاض المناسيب فيها والملوحة تتكون من كلوريد الصوديوم وكذلك كلوريد الكالسيوم والذي يسبب عسرة الماء وعدم رغوة الصابون فيه اما درجة حرارة الماء فتتراوح بين ( 19 م.5 ) في نيسان و( 31 م.5 ) في نهاية آب .
6 / الاحياء الموجودة فيها :ـ سابقا :ـ الگطان ، الخشني ، الحمري ، البني ، اللصات ، الشبوط ، الكارب تم ادخاله الى البحيرة في نهاية الستينات بالاضافة الى الشلك والبياح والكمبوزيا 1847 Palaemon egegans Rathke
الروبيان هناك نوع من الروبيان ذو الحجم الصغير 2.5 ـ 3.6 سم طول اما الآن فلا يوجد من هذه الانواع الا القليل والنوع السائد الان هو اسماك الشابك ( البحرية ) حيث نقلت الى البحيرة وتأقلمت لجو البحيرة وتكاثرت بصورة جيدة واغلب الصيد الآن هو الشانگ .
7 / احياء قاع البحيرة :ـ توجد حلزونات تعيش في قاع البحيرة وهي ثلاثة انواع :
أ - اشكالها مخروطية ـ قسم مخروط طويل وقسم مخروط قصير
الاحياء المجهرية الطائفة في الماء Potamoprgus genkinis Marstoniopin Scholtsi Meiani Rotatoria
هناك احياء نباتية واحياء حيوانية تسمى Zooplankton Copepoda Phytoplankton
ب - كما توجد نباتات مجهرية
اهم النباتات الكبيرة الموجودة هو نبات الشنبلاك
نباتات مائية Pottamogeton Pectinatas
8 / الصيادون :ـ عند ازدهار الصيد في البحيرة بلغ عدد الصيادين حوالي 300 صيادا او اكثر مع زوارقهم ومعداتهم واغلب الزوارق ذات محرك .. لكل مجموعة تحدد لها منطقة للصيد تنصب خيامها او تبني اكواخها بالقرب منها على الساحل لكي تستقر فيها وتجلب الزوارق وتوضع على سواحل المنطقة حيث يمكث الصيادون لمدة شهر لممارسة الصيد ثم يأخذون استراحة للذهاب الى المدينة لعدة ايام ويكون العمل مناوبة على شكل وجبات حيث يعمل الصيادون طعامهم بايديهم من المواد الغذائية المتوفرة لديهم .
يجمع الصيادون صيدهم ويحفظونه في صناديق او زبلان من الكاوجك ( البلاستك ) ويضعون الثلج عليها لحفظ الاسماك الطازجة ويمر عليهم صاحب العمل يوميا ليجلب لهم الطعام والثلج والماء وياخذ ما تم صيده الى علاوي الاسماك ليبيعه في سوق الجملة ويكون تقسيم الحاصل كالآتي ثلثا للصياد وثلثا لصاحب الزورق والشباك وثلثا للنفقات .
9 / طرق الصيد :ـ هناك طريقتان رئيسيتان متبعتان للصيد في البحيرة :
ا - نصب الشباك ( الشباك الطائر ) تتكون من شباك طويلة يتراوح طولها بين 300 ـ 800 م وبعرض حوالي 4.5 متر او بعرض نسيج الشباك تربط الشباك بعضها ببعض من العرض وتربط جميعها من الاعلى بحبل يزود بطوافات من الفلين باحجام صغيرة توضع طوافتان كبيرتان في نهايتي كل شبكة للدلالة على موقعها والتعرف على بدايتها ونهايتها وكذلك تربط الشباك من الاسفل بحبل طويل يزود باثقال من الرصاص على شكل حلقات وتربط نهايتا الحبل بثقلين كبيرين لسحب الشباك لكي تبقى الشباك بشكل عمودي داخل الماء ويتم نصب هذه الشباك من نهاية وقت العصر والمغرب وتترك الى صباح اليوم التالي حيث يذهب الصيادون في الصباح الباكر لغرض فحص الشباك وجني الصيد المعلق في الشباك وجلبه الى المخيم لغرض ارساله الى علاوي بيع الاسماك .
ب - الكرفة تتلخص هذه الطريقة بتحديد منطقة معينة من البحيرة من قبل الصيادين ويتم طبخ الاعلاف ( الشعير والحنطة ) ورميها في هذه المنطقة لمدة ثلاثة ايام وبعض الاحيان اكثر من ذلك لغرض جذب الاسماك الى المنطقة وبعد ذلك تنظم عملية الصيد .
تستعمل شباك طويلة وقوية لهذه الطريقة حيث تربط عدة شباك عرضيا كالطريقة السابقة وثم تربط من الاعلى بحبل طويل جدا يترك له نهايتان طويلتان لغرض السحب كذلك يزود بطوافات صغيرة كما تربط الشباك من الاسفل ايضا بحيل طويل كالحبل الاول العلوي تترك له نهايتان طويلتان بالحبل العلوي نفسه وينتقل بحلقات من الرصاص ويحتاج لهذه الطريقة حوالي 30 ـ 40 صياد حيث يمسك طرفا الحبلين العلوي والسفلي مجموعة من الصيادين ويصطفون على الساحل بطريقة تشبه جر الحبل وتوضع الشباك في الزورق ذو محرك وبعض الاحيان بدون محرك ( بمجاذيب ) وذلك لتفادي صوت المحرك وعدم هروب الاسماك يوجد في الزورق صيادان يبدأن بنشر الشباك على شكل نصف دائرة على الساحل ويتراوح طول الشباك ايضا بين 300 ـ 500 مترا او اكثر حسب امكانية مجموعة الصيد وعند وصول الزورق الى الساحل مرة ثانية تسلم اطراف الحبال الى مجموعة ثانية من الصيادين بنفس العدد الاول وبنفس النسق ويبدأون بسحب الحبال اما الصيادون الذين في الزورق فيعودون الى الماء لمراقبة الشباك وعملها بصورة صحيحة ولعدم التوائها او تعليقها في قاع البحيرة الى ان تصل جميع الشباك الى الساحل وبداخلها الاسماك المصطادة ويتم جمع الاسماك وتكون نشطة وحيوية ثم تنقل الاسماك الى سيارات النقل المعدة لهذا الغرض حيث تكون قد جهزت مسبقا لنقل الاسماك الى اماكن بيعها بصورة حية بواسطة سيارات حوضية كمحلات بيع الاسماك المسوق في بغداد وتنقل مثلجة الى علاوي بيع الاسماك وتتم هذه العملية في النهار صباحا .

الدراسات والبحوث التي اجريت على البحيرة


أ ـ تم انشاء مختبر على مقربة من البحيرة لغرض اخذ النماذج من الاحياء الموجودة في البحيرة وجمعها وحفظها وارسالها الى الدائرة الرئيسية في بغداد لغرض اجراء الدراسات عليها بالتعاون مع موظفي المختبر كذلك اجراء الفحوصات الدورية الكيمياوية والفيزياوية على البحيرة من قبل موظفي المختبر .
ب ـ تم اطلاق اسماك الكارب في البحيرة منذ الستينات حيث كنا نطلق في كل سنة اعداد كبيرة من الاصبعيات في البحيرة بعد اجراء الاقلمة عليها وقد نجحت في العيش والتاقلم داخل البحيرة كما تم اطلاق اسماك البياح التي جلبت من محافظة البصرة كذلك تمت اقلمتها ونجحت في البحيرة .
كذلك تم جلب انواع من الروبيان من بداية الخليج في منطقة الفاو وتم اطلاقها في البحيرة وقد شوهد بعد سنين عدة نوع من الروبيان ذو الحجم الصغير يصلح كغذاء للاسماك .
تم العمل مع الخبراء البولونيين الذين استقدموا الى العراق لغرض تطوير وتنمية الثروة السمكية في البلاد على بحيرات الثرثار والحبانية والرزازة حيث تم نصب احواض عائمة في البحيرة وربي فيها اسماك الكارب وكانت النتائج جيدة حيث حصلنا على نتائج جيدة في النمو
واخيرا تم ادخال اسماك الشانگ البحرية الى البحيرة وقد تاقلمت وتمكنت من العيش والتكاثر في البحيرة وبنتائج جيدة في النمو والتكاثر حيث انها تقاوم الملوحة العالية التي لا تتمكن اسماكنا النهرية من العيش فيها وقد نفقت اغلب الاسماك المحلية في البحيرة نظرا لإرتفاع نسبة الملوحة وانخفاض منسوب المياه فيها وعدم دخول المياه من بحيرة الحبانية الى الرزازة لسنين طويلة .

من كتاب زراعة كربلاء ـ مديرية زراعة كربلاء / ص : 176 ـ 186 . ( بتصرف )