مدينة كربلاء المقدسة

الحرم الحسيني في القرن الخامس الهجري

Post on 10 أيار 2017

 

(1011 ـ 1108 ميلادي )
في سنة 402 هـ واصل فخر الملك البويهي الصدقات والحمول الى المشاهد بمقابر قريش والحائر والكوفة ، وفرق الثياب والتمور .
تجددت عمارة مرقد الإمام الحسين (ع) في أوائل القرن الخامس للهجرة للمرة السادسة لأن البناء الذي شيده عضد الدولة أنهار سنة 407هـ (1017م) نتيجة سقوط شمعتين كبيرتين فأحترقت قبة المرقد والأروقة
ففي سنة 407 هـ : احترق الحرم الشريف اثر اندلاع حريق عظيم ، كان سببه اشعال شمعتين كبيرتين سقطتا في الليل على التأزير والمفروشات ، حيث ان الروضة كانت تنار بواسطة الشموع ، فالتهمت النار اولا التأزير والستائر وتعدت النار بعد الحرق القبة السامية الى الأروقة ولم يسلم من النار سوى السور وقسم من الحرم ومسجد عمران بن شاهين ، ويشكك الدكتور عبد الجواد الكليدار بأن الحريق كان قضاءً وقدراً ويشير في كتاب (تاريخ كربلاء وحائر الحسين ص220) ان القادر بالله العباسي كانت له يد بالامر .
و ذكر بعض المؤرخين ان ابا محمد الحسن بن الفضل بن سهلان وزير سلطان الدولة البويهي ، هو الذي جدد بناء الحائر بعد وقوع هذا الحريق سنة 414هـ (1023م) . لكن المصادر التي عولوا عليها لم تنسب الى ابن سهلان هذا سوى بناء سور الحائر وليس تجديد بنائه . هذا فضلا عن ان ابن سهلان بدأ ببناء سور الحائر في سنة 400 هـ أي قبل وقوع الحريق بسبعة أعوام . وهي نفس السنة التي أمر ببناء سور على مشهد أمير المؤمنين (ع) .

فقد ورد في المنتظم (جـ 7 ص 246 ) : وفي جمادة الأولى ( سنة 400 هجـ ) بدأ ببناء السور على المشهد بالحائر وكان أبو محمد الحسن بن الفضل بن سهلان قد زار هذا المشهد واحب أن يؤثر فيه مؤثرا ثم ما نذر لأجله أن يعمل عليه سور حصينا مانعا لكثرة من يطرق الموضع من العرب وشرع في قضاء هذا النذر ، ففعل وعمل السور واحكم وعرض ونصبت عليه أبواب وثيقة وبعضها حديد : وتمم وفرغ منه ، وتحسن المشهد به وحسن الأثر فيه
وذكرت المصادر اعلاه ان المرقد بعد الحريق ظل على هذا الحال حتى أمر الحسن بن الفضل الرامهرمزي وزير الدولة البويهية بتجديد عمارة المرقد فشيد البناء من الطابوق (الآجر) والجص ، وشيد أيضاً سوراً للحائر الحسيني وهذا البناء هو الذي شاهده الرحالة أبن بطوطة وذكره في رحلته إلى كربلاء التي كانت سنة 727هـ (1327م).
وفي سنة 431 هـ زار الحائر السلطان أبو طاهر جلال الدولة بن بهاء الدولة بن عضد الدولة البويهي ترافقه حاشية كبيرة من أهله وأتباعه ومواليه من الأتراك وبضمنهم الوزير كمال الملك أبو المعالي عبد الرحيم ، وكان في أكثر الطريق يمشي على قدميه طلباً لمزيد الأجر والثواب وذُكر انه: (ترجل قبل أن يرد المشهد بنحو الفرسخ تعظيما واجلالا لقبر سيد الشهداء) ، ومكث في كربلاء مدة من الزمن أجزل خلالها العطايا والنعم على سكان الحائر ، ثم قصد زيارة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في النجف .
وفي سنة 436 هـ سار الملك أبا كاليجار البويهي الى بغداد في مائة فارس ، فلما وصل النعمانية لقيه دبيس بن مزيد ، ومضى الى زيارة المشهدين بالكوفة وكربلاء .
وفي سنة 479 هـ زار الحائر من السلاجقة السلطان أبو الفتح جلال الدولة ملك شاه بن أبي شجاع محمد ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق حيث توجه قاصداً زيارة الحسين عليه السلام ومعه حاشية كبيرة كان من ضمنهم الوزير خواجة نظام الملك ، وقد أجزل السلطان لدى زيارته أكثر من ثلاثمائة دينار على سكان الحائر وأمر بعمارة سوره ثم توجه إلى النجف ، حيث زار مشهد الإمام علي عليه السلام .