من أسر الأدب والفضل التي تنتسب إلى السيد أحمد شاه جراغ بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، قطنت كربلاء في أواخر القرن الثالث عشر الهجري ، واندمجت ضمن خدمة الروضتين . ومن رجالها : السيد حسين بن السيد محمد علي بن جواد بن مهدي بن هاشم الموسوي الشهير بالعلوي نسبة إلى الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، المولود في كربلاء والمتوفى بها سنة 1364 هـ ، كان شاعراً مطبوعاً اشتهر بجميل الذكر وحسن المعاشرة ، جمع بين الموهبتين موهبة النظم في الفصحى والعامية وحلق في كليهما . وله قصائد كثيرة في المناسبات الإجتماعية والوطنية . حدثني بعض المعمرين أنه كان يعتمد في قرضه للشعر على السليقة والذوق الأدبي .
قال من قصيدة متحمساً لقضية فلسطين العربية :
ياعرب ليس الصبر يحمد | من أمـة إن جـاوز الحد | |
أولستـم أنتـم أباة الضيم | والـتـاريـخ يـشـهـد | |
أولستـم مـن شـاد قدماً | للأبـا صـرحـاً مـمرد | |
أولستم غـوث الصـريخ | وكهـف أمـن للمـشـرد | |
ولـكم تصـاغـر ذلـة | يوم الكـريهـة كل أصيد | |
يـا أمـة العـرب التـي | سمت الورى شرفاً وسؤدد | |
ردوا الحقـوق لأهـلـها | اليوم بالسـيـف المجـرد | |
فالمـوت أحـلى مورداً | ً للعرب من عـيش منكـد | |
الـداء زاد تـوجـعـاً | وداؤه السـيـف المهـنـد | |
هـذي فلسطـيـن وذا | جيش العدو بهـا تحـشـد | |
لم يـرع ذمة مسـلـم | فيهـا ولا شـرفـاً لمعهـد | |
وبهـا اليهـود تـألبت | والإنجلـيـز لهـا تعـهـد | |
في القدس ينصب عرشها | ظلماً وعنها العرب تطرد |
وقال راثياً الحاج السيد مرتضى آل ضياء الدين سادن الروضة العباسية ومعزياً نجله السيد محمد حسن وأولها :
لحق إذا ناديت والدمـع سـائل | أجبني أبا الزاكي فها أنا سائل | |
رحلت وخلفت القلوب بحسـرة | تحن وفيهـا حزن فقدك نازل | |
فوالله ماعـودتنـا الهجر ساعة | فإن الجفـا والهجر لاشك قاتل | |
حنانيك عطفـاً رحمـة بـأحبة | تود وصالاً منـك هلا تواصل ؟ | |
فيا راحلاً لوكنت تهوى منازلاً | وحقك ذاكل القلـوب منـازل | |
لقد كنت نبراسأ لمشكـاة رشدنا | إذا أظلم ليـل أو أثيرت قساطل | |
تسير بنانهج الصـواب وتغتدي | إماماً لنا لم يثـن عزمك باطل | |
أباحسن خلدت ذكـراً وسؤدداً | مدى الدهر بـاق ماله قط زائل |
ومنها نجله السيد ابراهيم بن السيد حسين العلوي المولود في كربلاء سنة 1343 هـ / 1923 م المتوفى ببغداد ليلة الإثنين 10 ذي القعدة سنة 1381 هـ الموافق نيسان 1962 م كان شاعراً خفيف الروح وكاتباً مطبوعاً . قال مادحاً الإمام موسى الكاظم عليه السلام وأولها :
لله رزؤك فيه الدمـع ينسـكب | فقد أصيبت بحامـي عـزها العرب | |
كنت الكفيل لها في كل معضلة | تطيش من هـولهـا الأقـلام والكتب | |
ياابن الهداة الميامين الذين جلوا | ظلم العصور بصبح الرشد مذ وجبوا | |
فما البليـغ وإن غـالى بمدحته | ببالغ نعتهم يــومـاً إذا نـدبــوا |
وقال راثياً وهو من أوائل نظمه :
أياعين سحي الدمع قد خانني دهري | وياقلب ذب وجداً على من همو فخري | |
فخار الفتـى فـي جـده وإبـائـه | وإلا فإن الـمـوت أولـى من العمـر | |
فمن مات في شرع الابا قط لم يمت | و من عاش في ذل فقد عاش في خسر | |
فلا غـرو لـو أجريت دمعي تلهفاً | عليهم وأبدى الحزن مهما يطل عمري | |
أحباي عطفاً بالمسيـر ترفـقـوا | فقلبـي وراء الـركب يقفو على الأثر | |
تحيرت لما سـرتمـوا بظعـونكم | أودع قلبـي أم لـروحي أم صبـري | |
فوالله إن المـوت أهـون للفتـى | إذا فارق الأحباب من حيث لايـدري |
ومن هذه الاسرة الكريمة المرحوم السيد جواد الوكيل بن السيد كاظم بن السيد مهدي . ومنها السيد حسن السعدي والسيد محمود نظوة وآخرون غيرهم .