الحسين نسبه ونسله

اسم الکتاب : الحسين نسبه ونسله

المؤلف : محمد صادق محمد الكرباسي
المطبعة : دائرة المعارف الحسينية

 

 

 

 

 

 

 

لون العمة

      في الأساس لم يكن اللون له خصوصية مميزة في العمامة، حيث كان المهم أن تلبس العمامة للأغراض السابقة التي ذكرناها، ولك بمرور الزمن تطور الوضع فأصبح للون رمزية، ويذكر بأن عمر بن الخطاب ألزم المسيحيين بلبس العمامة الزرقاء واليهود بعمامة صفراء للتمييز بينهم وبين المسلمين(1)، ولكن ما فرضه عمر بن الخطاب لم يلتزم به المسلمون ولا غيرهم بل كان كل يختار اللون الذي يناسبه، وربما كان الشخص الواحد يلبس في اليوم الواحد أكثر من لون، ومن المعروف أن اللون الأبيض كان مفضلاً وبالاخص في الصلاة، واللون الأصفر للغضب والحرب وهكذا. ولاشك أن المناطق الجغرافية المختلفة والفصول المتتالية كان لها الأثر الكبير في اختيار لون العمامة، فلربما كان الشخص الواحد يرتدي العمامة القاتمة في الشتاء وربما لبسها في الشتاء وتركها في الصيف أو العكس، وربما ارتداها بلون فاقع في الصيف حسب المنطقة التي يعيش فيها، ومن ذلك قول ابن الحجاج النيلي(2) من الرجز:

أظن هذا من اجل أني      في البرد أمشي بلا عمامة(3)

          وأما أصل الالوان في توجهها السياسي فانها بدأت من جراء ظلم

(1) راجع الموسوعة الفقهية:30/303 عن المالبس العربية الاسلامية للعصر العباسي الثاني للعبيدي: 117عن الملابس المملوكية: 115.

(2) ابن الحجاج النيلي: هو الحسين بن أحمد بن محمد البغدادي(315ـ 391هـ) كان وحيد عصره في نظم الهزل، عذب الشعر سليمه، أصله من قرية النيل التابعة لمدينة الحلة، توفي فيها أيضا ودفن في بغداد، جمع الشريف الرضي شعره الجيد وسماه الحسن من شعر الحسين، له ديوان شعر آخر جمع فيه معظم شعره.

(3) أعيان الشيعة:5/ 440.

(48)

الحكام على النخبة من الأمة، وبما أن آل الرسول ص اضطهدوا لفترات متتالية من قبل السلطات الغاشمة والطغاة الحاكمة، فقد أصبح الحزن يدب في أجسامهم وعروقهم كما يعشش في بيوتهم وعائلاتهم، فأخذوا شيئا فشيئا يعشقون السواد ويتخذونه رمزاً لحزنهم، وبما أن الاضطهاد كان قاسياً في المراحل الأولى فقد تجنبوا أبراز ذلك خوفاً من التعرف عليهم، بل كانوا مشردين في أرجاء العالم الاسلامية الفسيح، ولما شاءت الظروف أن يتكتلوا ويرفعوا عن أنفسهم الضيم والظلم فلعلهم اتخذوا لانفسهم شعاراً، وشاءت الاقدار أن يمكنهم من تشكيل النقابة باسمهم فعندها احتاجوا الى إبراز علامة لهم تتناسب وشانهم، ولا يخفى أن الحقوق الشرعية التي فرضها الله لآل الرسول ص كان لها دور في تحديد علامة لأنفسهم ليتمكن الآخرون من تمييزهم عن غيرهم.

      كل هذه العوامل مجموعة جعلتهم يتخذون لانفسهم رمزاً، واختبار الرمز عادة لا ياتي عن فراغ فلابد أن تكون له خلفية، وما تظن أن تكون خلفية اللون الاسود هو للتعبير عن الاضطهاد الذي مورس في حقهم فحسب، حيث إن في التاريخ ما يشابه ذلك، ومن الواضح أن الزي السائد عند العرب والمعروف بالعقال(1) لم يكن منحصراً باللون الأسود بل كانوا يستعماون الألوان كلها، ولم يتقيدوا باللون الاسود فقط، ولكن لما وقعت كارثة للمسلمين والعرب في احتلال الغرب لجزء عزيز من بلاد الاسلام الا وهي الأندلس الحبيبة(2) أعادها الله الى حظيرة الاسلام، اتخذ بعض المسلمين العرب من السواد شعاراً للحزن على استقطاع هذه الأرض المبارك حيث ظهرت انطلاقتها من أرض الشام ثم عمت سائر الاقطارالاسلامية العربية التي تضع العقال على رؤوسها.

(1) العقال: مأخوذ من عقل الابل، حيث كانوا يربطون ركبتها بالحبل عندما كانوا يتركونها لئلا تتحرك من مكانها.

(2) الأندلس: هي اسبانيا اليوم، فتحها المسلمون سنة 92هـ وكان ذلك بتخطيط من موسى بن نصير البربري والذي كان من أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وقد احتلها الغرب الصليبي سنة 898هـ إثر انغماس حكام المسلمين باللهو والحروب الداخلية.

(49)

ويبدوا أن اللون الاسود أصبج شعاراً لآل الرسول ص منذ أن قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين عليه السلام على يد الأمويين سنة 125هـ وصلبت جثته على باب مدينة الجوزجان(1) وبقي مصلوباً حتى جاءت المسودة فأنزلوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه(2)، وتقول المصادر: إن ابا مسلم الخراساني(3) لما أنزل الجثة وجهزها وقتل كل من ساهم في قتله فان أهل خراسان سودوا ثيابهم عليه فصار لهم زياً(4)، ويذكر أيضا أن مروان بن محمد الأموي(5) أشخص إبراهيم فأدخل بن محمد العباسي(6) الى حران(7) حين بلغه أن المسودة تدعو اليه فادخل راسه في جراب فيه نورة وشده عليه حتى مات ثم صلبه(8).

(1) الجوزجان: بلدة فتحها المسلمون سنة 33هـ تقع بين مرو الروذ وبلخ، والظاهر أنها اليوم تقع على أطراف مدينة مشهد المقدسة وتسمى ميامي التابعة لسرخس حيث فيها مرقد يحيى بن زيد ابن السجاد عليهم السلام والذي قتل فيها سنة 125هـ.

(2) مقاتل الطالبين: 150

(3) أبو مسلم الخراساني: هو عبد الرحمن بن مسلم(100ـ137هـ) مؤسس الدولة العباسية وأحد كبار قادتها، كان شاعراً ضليعاً بالعربية والفارسية، ولد في ماه البصرة في اصفهان وتوفي في برومة المدئن غيلة على يد المنصور العباسي.

(4) راجع المحبر: 484.

(5) مروان بن محمد الاموي : هو حفيد مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (72ـ 132هـ)، كان والياً على اقليم أرمينيا وآذربايجان أيام هشام بن عبد الملك ، ثم تولى الحكم من أبن عمه ابراهيم، آخر من حكم من الآمويين في دمشق، وقد سقطت الدولة بعد أن هزم في معركة الزاب.

(6) إبراهيم بن محمد العباسي: هو حفيد علي بن العباس، ولد في الحمية بالاردن وتوفي في السجن حيث اعتقله مروان بن محمد الاموي سنة122هـ ، كان من قادة الحركة العباسية وقد تولى القيادة بعد موت أبيه سنة 132هـ ، وكان يوصف بالامام.

(7) حران: اسم لعدد من المدن منها ماتقع اليوم في تركيا، وأخرى من قرى حلب وربما هي المقصودة هنا، وأخريان في البحرين وأيضا حران قرية في غوطة دمشق أو أريد هذه.

(8) نسمة السحر: 2/ 202، وجاء في : 1/ 530 إن أهل البصرة أول من سود ليزيد بن المهلب في دولة بني هاشم.

(50)

      ويذكر أن المامون العباسي(1) كان عد اتخذ اللون الأسود شعاراً كما كان عليه آباوه، إلا أنه غيره الى اللون الأخضر(2) فاجتمع العباسيون وعملوا على اعادة اللون الأسود بدل اللون الاخضرالذي اختص بالعلويين، وبعثوا اليه زينب بنت سليمان بن علي(3) حيث كانت أقعد(4) ولد العباس نسباً وأكبرهم سناً فتحدثت معه، فعاد الى اللون الاسود واتخذه شعاراً(5)، ومما يذكرفي هذا المجال أن السيد ابن طاوس(6) عندما تولى نقابة الطالبيين سنة 661هـ في بغداد جلس في مرتبة خضراء، وكان الناس عقب واقعة بغداد ـ على يد هولاكوـ قد رفعوا السواد ولبسوا الخضرة، وفي ذلك يقول ـ من الطويل ـ ابن حمزة الشاعر(7):

فهذا علي نجل موسى بن جعفر        شبيه علي نجل موسى بن جعفر

فذاك بدست للا مامة أخضر           وهذا بدست للنقابة أخضر

      وذلك لان المأمون لما عهد الى الامام الرضا عليه السلام ألبسه الخضرة وأجلسه على وسادتين عظيمتين في الخضرة وأمر الناس بلبس الخضرة(8)،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المأمون العباسي: هو عبد الرحمن بن هارون الرشيد (170ـ218هـ) ولي الحكم سنة 198هـ دون منازع وذلك حين أعلن الخلافة لنفسه سنة 195هـ إلا أنه لما قتل اخيه الأمين سنة 198هـ توحدت الدولة العباسية.

(2) راجع كتاب شهر حسين: 203.

(3) زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، ولدت قبل منتصف القرن الثاني وتوفيت بعد سنة 218هـ ، كانت لها مكانتها في بغداد عند العباسيين، من ربات الحجى والرأي والفصاحة، والظاهر أنها توفيت في بغداد.

(4) أقعد: أقرب نسباً الى الجد الأعلى، وأقصرهم.

(5) مروج الذهب: 4/242.

(6) ابن طاوس: هو علي بن موسى بن جعفر، حسني الأب حسيني الأم (589ـ 664هـ) ولد في الحلة ونشا فيها، من أعلام الامامية وعلمائها، توفي في بغداد ودفن في النجف، كان له دور كبير في الوضع الاجتماعي آنذاك، له مؤلفات جمة منها: الملهوف، الأمان، وفرج المهموم.

(7) ابن حمزة: هو علي بن حمزة العلوي، من الشعراء العلويين، والظاهر أنه كان من سكنة الحلة أو بغداد، وقد عاصر الحقبة الزمنية التي استولى فيها المغول على بغداد.

(8) راجع الكنى والالقاب: 1/340.

(51)

وانما أختار بنو العباس السواد شعاراً لهم حداداً على آل محمد(ص) وشهداء كربلاء وزيد ويحيى، ثم إنه اصبح شعاراً لهم بغض النظر عن الاسباب(1).

      وهذان اللونان بالذات أصبحا علامة فارقة بين الهاشمين وغيرهم، واتخذوا كشعار توسم في العمامة وفي قبالها اصبح اللون الابيض أو غير الاسود والاخضر علامة لغير الهاشميين، وما العمة السوداء أو الخضراء الا من فعل السلطات التي حكمتت من السلالتين العباسية والعلوية وقد وصلتا الى عصورنا هذه. وجاء في بعض المصادر أن اللون الاخضر جاء من السلطان شعبان بن حسن بن الناصر محمد بن قلاوون(2) حيث أحدث هذه العلامة سنة 773هـ لتمييز عمائم الأشراف عن غيرها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع كتاب تاريخ اليعقوبي:2/ 448و453، والتنبيه والاشراف: 302وغيرها في مسالة كون الشعار الذي اتخذه العباسيون في قبال الأمويين كان اللون الأسود الا أن المأمون غيره الى الأخضر لفترة ثم عاد عم ذلك الى السواد، وقد فرضوه على كل الأقاليم التي حكومها.

(2) شعبان بن حسن: هو حفيد الناصربن محمد قلاوون(754ـ 778هـ)، السادس والعشرون من المماليك البحرية الذين حكموا مصر، فقد حكمها سنة 764هـ ، ولد في القاهرة واغتيل ودفن فيها.

(52)

الأدعياء

      لقد ورد أن الرسول ص خطب في أصحابه خطبة بليغة عندما طرق سمعه أن رجلا قال لعمة الرسول ص صفية بنت عبد المطلب التي بكت على ابن لها فقدته: إن قربة محمد لن تغني عنك من الله شيئا، فقال النبي ص فيما قاله في خطبته:« ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، ان كل سبب ونسب ينقطع يوم القمامة الا سببي ونسبي، وإن رحمتي موصولة في الدنيا والآخرة»(1)، ولسنا هنا لبيان فضل قرابة الرسول ص وأهل بيته الأطهارعليهم السلام، حيث إن هذا الأمر مفروغ منه ولا مجال للنقاش فيه ولا يختلف على ذلك اثنان على وجه البسيطة ممن يؤمن بالله والرسول ص، ولكن الحديث عن الذين استغلوا ما لهذه القربى من الفضل ليدعوا انهم من هذه الزمرة نسبا أو سبباً، ومن حيث السبب فقد ادعوا أن عمربن الخطاب العدوي تزوج أم كلثوم بنت علي وفاطمة سلام الله عليهما، فهذا افتراء أولا، واهانة الى ابن الخطاب ثانياً وبالاخص بالشكل الذي يتحدثون عنه عبر الكتب والاعلام، وينسب اليه أنه قال: فتزوجت أم كلثوم لما سمعت من رسول الله ص يومئذ ـ الحديث السابق- وأحببت أن يكون بيني وبينه نسب وسبب(2)، وقد دحضنا ذلك في ترجمتها في معجم الأنصار فليراجع، وتلاه في ذلك عثمان بن عفان الأموي الذي تزوج باثنتين من اللاتي تنسبان الى الرسول ص وخديجة وهما رقية وأم كلثوم(3)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ذخائر العقبى: 29.

(2) ذخائر العقبى: 29.

(3) هما ابنتا هالة أخت خديجة، وإنما عرفتا باسم خديجة والرسول ص لان امهما كانت في فاقة فتكفلتهما خديجة، وكانتا تعيشان في بيتها، على تفصيل أوردناه في الجزء الأول من السيرة الحسينية من هذا الموسوعة.

(53)

واللتان هما ابنتا هالة أخت خديجة، وقد فندنا ذلك في ترجمة خديجة وفاطمة سلام الله عليهما ولا نريد الخوض في ذلك هنا لأنه ليس من صلب الموضوع.

      ولكن في الاتجاه النسبي فقد ادعى من السابقين والمتاخرين محموعة من الملوك والرؤساء وحاولوا الانتساب الى الامام الحسين عليه السلام بالذات وبالنتيجة الى الرسول الأعظم ص لأمور سياسية واجتماعية معروفة، منهم:

1ـ الملك المصري فاروق(1).

2ـ الرئيس اللبناني إلياس سركيس(2).

3ـ الرئيس العراقي أحمد حسن البكر(3).

4- الملكة البريطانية اليزابيث(4).

ــــــــــــــــــــــــ

(1) فاروق: هو ابن أحمد فؤاد بن اسماعيل الخديوي(1338ـ1384هـ) عاشر حكام مصر، حكم بعد أبيه سنة 1355هـ وحكم بعده ابنه فؤاد سنة 1371هـ، وبه انقرضت الملوكية في مصر على يد الضباط الاحرار وعلنت الجمهورية، توفي في روما، وقد اساء في الحكم فعزل من قبل الضباط الاحرار ونصب ابنه مكانه ثم انقلبوا عليه.

 (2)  إلياس سركيس: هر ابن يوسف النجار(1343ـ 1406هـ)، ولد في لبنان وتوفي في سويسرا، نشأ ودرس في بيروت، مارس المحاماة والقضاء، انتخب رئيساً لجمهورية لبنان سنة 1396هـ أثناء الحرب الاهلية.

(3) أحمد حسن البكر: هو احمد بن حسن التكريتي(1332ـ1404هـ)، ولد في تكريت وتوفي في بغداد، كان ضابطاً عسكرياً شارك في الاطاحة بالحكم الملكي، تولى رئاسة العراق بانقلاب عسكري على عبد الرحمن عارف سنة 1388هـ كان رابع من حكم في العهد الجمهوري وعزل سنة 1399 لصالح خلفة صدام حسين، وضع في إقامة جبرية الى أن توفي في بغداد.

(4) اليزابيث: هي أليكسندرا ماري وبيندسور بنت ألبرت جورج السادس، ولدت سنة 1345هـ ، تولت الملك سنة 1372هـ لتكون الملكة الرابعة من سلالة ويندسور، والتي هي السلالة الرابعة من ملوك المملكة المتحدة، ومن الجدير ذكره أنها تولت الحكم من أبيها جورج، ولما كانت صغيرة كانت أمها اليزابيث الأولى انجيلا مارگيت وصية على العرش، وما أن بلغت سن الرشد تولت الحكم.

(54)

5ـ الرئيس العراقي صدام حسين(1) التكريتي(2).

وغيرهم.

      وهناك من تقدم عليهم وربما هناك آخرون يسيرون على نهجهم لاغراض اجتماعية وسياسية، فلم تكن هذه أول قاوروة كسرت في الاسلام والباب مفتوح على مصراعيه، ونرى من ينتسب الى هذا البيت الشريف ليكسب شرفاً أو يكسب مالاً أو جاهاً أو غيرذلك.

ولا أنسى ذلك المشهد الذي كان فيه بعض الارمن الايرانيين في عهد الملوكية في ايران وبالتحديد في عهد محمد رضا البهلوي(3) يفدون أيام رمضان المبارك الى الكويت بعدما يلبسون زي الأشراف، أي عمامة سوداء مع قباء وعباء، ويدورون على التجار وبالأخص الشيعة منهم ليحصل على الخمس بل على كل ما تمكنوا، من الحصول عليه من مساعدات.

      هذا وقد نهى الرسول(ص) نهياً شديداً عن مثل هذا الادعاء، فقال ص « ليس رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه الا كفر بالله، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فايتبوأ مقعده من النار»(4).

ـــــــــــــــــــــــ

(1) صدام حسين: هو صدام بن حسين بن عبد المجيد التكريتي(1356ـ 1427هـ)، انخراط في حزب البعث العربي الاشتراكي ومنح نفسه أعلى الرتب العسكرية من غير وجه حق مع انه لم يكن عسكرياً، انقلب على رفيق دربه أحمد حسن البكر فتولى الرئاسة في عقدة الخامس سنة 1399هـ الى أن اسقط النظام سنة 1424هـ ثم اختفى، وقد القي القبض عليه ثم أعدام.

(2) جاء في كتاب كنت ابنا للرئيس: 121 أن المذيع كان يفتتح برنامجه بقصيدة مديح يعدد فيها القاب القائد صدام حسين خليفة رسول الله  المقاتل الشريف المنجدر من سلالة الامام الحسين ابن الامام علي بن أبي طالب.

(3) محمد رضا: هو ابن رضا خان بن عباس قلي البهلوي الرشتي، ولد سنة 1338هـ واعتلى عرش ايران سنة 1360هـ ، ترك ايران أوائل سنة 1399هـ بفضل الثورة العارمة التي عمت البلاد، توفي في القاهرة سنة 1400هـ ودفن فيها، وبه انتهت الملوكية في ايران وأصبحت جمهورية اسلامية.

(4) صحيح البخاري: 2/ 248.

(55)

وفي الختام لابأس بذكر من ادعى أنه هو الامام الحسين عليه السلام فقد ذكر بان البهاء ميرزا حسين(1) ابن ميرزا عباس النوري- رئيس البهائية ادعى انه الحسين بن علي عليه السلام رجع الى الدنيا(2).

ــــــــــــــــــــــــــ

(1) حسين علي: هو ابن عباس بن بزرك، المعروف بـ « بهاء الله» (1233-1309هـ)، اصله من مدينة نور المازندرانية، ولد في طهران، وتوفي في عكا، أسس الحركة البهائية والتي اعتمد في دعوته على ما ذهب اليه علي بن محمد الشيرازي الملقب بالباب والذي اعدم في تبريز في سنة 1266هـ بسبب مبادئه، وعلى أي حال فان البهاء اعتقل بسبب محاولته لا غتيال ناصر الدين القاجاري ثم أبعد فنزل بغداد واقام فيها، واخرج من العراق فسكن الا ستانة، ونفي الى ادرنة حيث بقي فيها خمسين سنة ثم أرسل الى سجن عكا في بفلسطين سنة 1282هـ ثم اخرج عنه فانتقل الى البهجة من قرى عكا وتوفي فيها ودفن في حفيا وفي كل محطة نزل بها نشر دعوته، ومن مؤلفاته: « الكتاب القدس» بالعربية، والايقان بالفارسية والهيكل بالعربية.

(2) مجلة اجوبة المسائل الدينية الكربلائية: 11/ 17.

(56)

السبطان

      كلمة السبط فيما نحن فيه تطلق على أبناء البنت في قبال الحفيد، والمراد بالسبطين هنا هما سبطا الرسول ص الامام الحسن الزكي والامام الحسين الشهيد عليهم السلام، حيث هما ابنا فاطمة الزهراء عليها السلام بنت الرسول محمد ص.

      هناك ظاهرة غريبة يلاحظها المهتم بسيرة من انتسلوا من السبطين عليهما افضل الصلاة وأزكى السلام وهي تظاهر ابناء الامام الحسن عليه السلام في الغالب بالتسنن أولا، والى انهم ملكوا ثانيا، بينما بقي أبناء الامام الحسين عليه السلام بشكل عام على المجاهرة بالتشيع أولا، والزهد عن الملك ثانياً، ومن جهة أخرى نرى في تاريخهم القديم قد ملك الحسنيون مكة المكرمة بينما الحسينيون ملكوا المدينة المنورة، وهذه الظواهر بحاجة الى دراسة تاريخية واجتماعية وعقائدية، وهذا يتطلب مساحة كبيرة من البحث مما لا يمكن هنا معالجته، ولكن لا يترك الميسور بالمعسور، وفي جملة مختصرة أشار إليها السيد الأمين لدى ترجمته أحد العلويين(1) الذي قتل سنة 946هـ: «كان العلويون قد أكثروا الخروج على الحكام فاعطوا مكة للحسنيين والمدينة للحسينين وكانوا كلهم على سنة التشيع لا جدادهم، ثم إن الحسنييين أظهروا التسنن للضغط والتهديد الذي لحقهم في عهد الدوله العثمانية لذلك دام ملكهم الى عصرنا هذا حتى انتزعه منهم ابن سعود(2)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أحد العلويين: هو شيحة بن قاسم مهنا الاصغر العلوي الحسيني أمير المدينة المنورة والذي أبعده عمير بن قاسم العلوي عن المدينة كما وأبعد عمه شيحة عنها.

(2) ابن سعود: هو عبد العزيز بن عبد الرحمان بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن سعود آل مقرن (1293ـ1373هـ) ولد في نجد ونشأ في الكويت وتوفي في الرياض، مؤسس المملكة العربية السعودية، حارب ابن رشد فاستولى على الرياض، وانتزع مكة من الشريف حسين.

(57)

      بتحريض الانجليز وتعضيدهم، أما الحسينيون فبقوا على التجاهر بالتشيع لآبائهم الى هذا العصر لذلك لم يدم ملكهم»(1) ويواصل السيد الأمين حديثه عن ازاحة الحسينيين ووقوف القوى الحاكمة آنذاك لمن لم يتظاهر بالتشيع، ويسرد من الاحداث لسنا بصددها، وفيما اختصرناه الكفاية.

(1) أعيان الشيعة: 354.

(58)

عملنا في هذا الفصل

      أن دائرة المعارف الحسينية بعنوانها العام يقتضي أن يتم العمل في كل أجزائها وأبوابها وفصولها على نسق واحد، وهذا هو الذي يجمع هذه الموسوعة المترامية الأطراف، ولكن لكل باب أو جزء أو فصل له خصوصيته، وهذا هو الذي يجعلنا نكرر هذا العنوان في الكثير من الابواب أو الفصول لاختلاف الموضوع، ومن تلك الموضوعات هذا الباب والذي يختص بالانساب بما هو في اطار الامام الحسين عليه السلام خاصة مما يستوجب منا بيان ما قمنا به في هذا الباب ولو باجمال في النقاط التالية:

1ـ بيان أمور تخص علم الأنساب من جهة وبيان ما يرتبط بالنسب الحسيني من جهة أخرى، وكل من هذين المطلبين بحاجة الى بعض التوضيحات والتي جعلناها في المقدمة التمهيدية التي يمكن ملاحظتها.

2ـ قسمنا هذا الباب الى قسمين، القسم الأول صعودي بمعنى أنه يكفل ببيان أجدادهم الامام الحسين عليه السلام وجداته لعشر طبقات، وذكر ما فوق ذلك بالاجمال، والقسم الثاني نزولي بمعنى انه يتكفل ببيان أبناء وأحفاد وأسباط الامام الحسين عليه السلام لعشر طبقات، فالاول سميناه نسب الحسين عليه السلام والثاني نسل الحسين عليه السلام.

3ـ قمنا بترجمة كل فرد بايجاز من الأجداد والجدات حسب المستطاع، كما هو الحال بالنسبة الى الأحفاد والأسباط ذكوراً واناثاً.

4ـ وضعنا جدولا أو شجرة للنسب وأخرى للنسل لتكونا سهلتي النتاول، وربما استخدمنا بعض الاشكال الهندسية خلافاً لمن سبقنا لمزيد الوضوح والزهد في الصفحات مع مراعاة الجمالية المطلوبة.

5ـ وضعنا جدولا موجزا أعني مشجرة للمعنيين في الآباء والأجداد والأمهات والجدات فيمن علا الطبقات العشر الى أبينا آدم عليه السلام عبر

(59)

بني عدنان صاحب العلاقة بالامام الحسين عليه السلام، وأما سيرتهم الموجزة فلم تذكر شيئا لأننا بهذا العمل في مقدمة معجم أنصار الحسين غير الهاشميين.

6ـ استخدمنا في الجداول حرف القاف للدلالة على انقطاع نسله، والعين لمن له عقب ووضعناهما في آخر الأبناء أو البنات.

(60)

نسل الحسين

      كان أحبار اليهود على علم ببعثة الرسول ص وما أن ولد وتوجسوا فيه صفات النبوى فاذا بهم يترصدونه ليغتالوه، فلذلك كان ذووه عليه السلام يحافظون عليه أشد المحافظة خوفاً من اليهود بالدرجة الاولى ومن غيرهم كالمشركين بالدرجة الثانية، والكل كان يتوسم فيه العظمة والخلق الرفيع مما جعلهم يلقبونه بـ (محمد الامين)، وما إن أظهر النبي رسالته السماوية في السابع والعشرين من شهر رجب من عام 13ق. هـ الا وأخذت السهام تتوجه اليه من كل حدب وصوب، وقد تعرض أكثر من مرة للاغتيال الا انه سبحانه وتعالى كان أولاه عنايته وكان كفيلا في الحفاظ عليه الى أن تمت رسالته وبلغ المسلمين بذلك في السابع عشر من ذي الحجة عام 10هـ ، فلبى نداء ربه إثر تزريقه السم عبر أمراة يهودية(1).

      وما كانت ارادة الأعداء في القضاء عليه الا القضاءعلى عقيدته عبر تصفيته جسديا، وبما أنهم لم يتمكنوا من ذلك حاولوا حصر دعوته ومحاصرة أنصار بل ونسلة، وكانوا يراقبون عن كثب ولادة زوجاته. وراحوا يفرحون بعدم بقاء ذكر له في نسله(2) ولقبوه بالابتر(3) ولكن الله رد عليهم بسورة المباركة حيث يقول: (إنا أعطيناك الكوثر# فصل لربك وانحر# إن شانك هو الابتر)(4)، فقد ذكروا أن من مصاديق الكوثر هو كثرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مجلة الغدير البيروتية العدد: 14ـ15ـ16 من المجلد الثاني الصفحة: 248، التاريخ: ذي الحجة 1411هـ ، وفيه جاء بالايجاز: « سم الرسول ص في خبير بعد فتحتها من قبل زينب بنت الحارث زوجة سلام بن مشكم أخت مرحب اليهودية».

(2) حين توفي ابنه عبد الله الطيب قال عنه العاص بن وائل السهمي في جمع من صناديد قريش بأنه أبتر، مجمع اليبان: 10/836.

(3) الأبتر: هو الذي لا ابن له حيث ينقطع نسله.

(4) سورة الكوثر، الآيات: 1ـ3.

(61)

 النسل والذرية، وقد ظهرت هذه الكثرة عبر فاطمة بنت محمد ص، حيث كان نسلها مباركاً مما لا يمكن أحصاء عددهم، وقد اتصل مددهم الى يوم القيامة(1)، إذ أول بعضهم الكوثر بالسيدة فاطمة(2)، فكان امتداد الرسول ص عبرها ولم بيق أبتر كما أرادوا وابتهجوا.

      وقد حاول كل من التكتل اليهودي أبان ظهور الاسلام ثم الحرب الأموي بعد رحيل النبي ص وما بعد القضاء على هذا النسل المبارك فمكروا ولكن الله مكر بهم وهو سبحانة خير الماكرين بهم(3)

      فلقد حاولوا جهد امكانهم تصفية آل الرسول ص وقد قتلوا العشرات بل المئات والألوف منهم منذ معركة كربلاء الدامية واغتالوا فيها حتى الرضيع في احضان أبيه يوم عاشوراء، ومع هذا فقد حقق الله ارادته على الأرض وانتشر من نسلها عدد كبير في العالم بأسره، ولولاهم لما انتشر الاسلام حيث أنهم فروا الى الغرب والشرق والشمال والجنوب من ظلم حكام الجور، ساحوا في الديار حاملين معهم حقيقة الاسلام وفكر الرسول ص ليغرسوه في كل بقعة من بقاع العالم.

      وما كان اغتيال المعصومين الثلاثة عشر وغياب المعصوم الرابع عشر الذين ما منهم الا مسمون أو مقتول(4) إلا لأجل القضاء على هذه العترة الطاهرة، وبالنتيجة هو محو للرسالة المحمدية السمحاء التي لازال الحكام واحداً تلو الاخر يسيرون على سيرة أسلافهم الطغاة ليسحقوا الاسلام وحماة الدين.

      ومع هذا كله فقد فاق عدد آل الرسول ص من نسل الرجال فقط على

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مجمع البيان: 10/836 ومجمع البحرين: 3/469.

(2) هي الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ـ راجع فاطمة الزهراء من المهد الى اللحد: 85، حيث يقول والانسب بالمقام وبمقتضى الحال كما تفسير الرازي أن يكون المقصود من الكوثر هي فاطمة الزهراء عليها السلام.

(3) مضمون الآية: 54 من سورة آل عمران (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين).

(4) جاء في الحديث الشريف عن الامام الحسين عليه السلام « ما منا الا مسموم أو مقتول» كفاية الأثر: 226.

(62)

سائر الامم، وقد ذكر المؤرخون ـ رغم ظلم التاريخ عبر التعتيم على أخبارهم ـ احصاء أبناء الحسين عليه السلام عبر القرون.

      ذكر الجاحظ(1): « أن بني الحسين السبط عليه السلام فقط في زمان الواثق بالله العباسي(2) بلغوا أضعاف جميع بني أمية من عهد عبد شمس»(3).

      ويقول ابن أبي الحديد(4): « إن بني الحسن والحسين ـ في زمانه ـ يناهزون مائتي الف نسمة ويفوقون عدد جميع العرب الذين كانوا في جزيرة العرب من كفرة ومسلمين في عهد النبي الامين ص(5) هذا ما عدا من تفرق منهم في بلاد الهند والتتار وممالك إفريقية».

      ويصف صاحب المقال: ولقد سمعت من بعض الزعماء العظماء أن السلطان عبد الحميد العثماني(6) الذي خلع عام 1327هـ عمل في أيامه احصائية دقيقة عن عدد الموجودين من الذرية النبوية في مختلف الممالك الاسلامية فاحصوهم بتسعة عشر مليوناً تقريباً(7).

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الجاحظ: هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء(163ـ 255هـ) يكنى بابي عثمان، ولد وتوفي في البصرة، وكان من المعتزلة ومن أئمة الأدب، له مؤلفات جمة منها : الببيان والتبيين، المحاسن والاضداد، والبخلاء وغيرها.

(2) الواثق بالله: هو هارون بن محمد المعتصم العباسي تاسع الخلفاء العباسيين، حكم ما بين 227ـ 232هـ ، خلف أباه المعتصم  وخلفه أخوه المتوكل على الله جعفر، وهو تاسع الحكام العباسيين.

(3) مجلة المرشد البغدادية العدد:2/ السنة: 1/ الصفحة: 53.

(4) ابن أبي الحديد: هو عبد الحميد بن هبة الله بن محمد المدائني (586ـ 656هـ)، ولد في المدائن وتوفي في بغداد، توظف في دواوين السلاطين، برع في الانشاء، له مجموعة من المؤلفات منها: الفلك الدائرة، القصائد السبع، وشرح نهج البلاغة.

(5) مجلة المرشد البغدادية العدد: 2/ السنة:1/ الصفحة: 53 عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.

(6) عبد الحميد العثماني: هو عبد الحميد الثاني ابن عبد المجيد الأول الذي تولى الحكم بعد أخيه مراد الخامس سنة 1293هـ وتولى بعده أخوه محمد رشاد الخامس بعد خلعه، وكان هو السلطان الرابع والثلاثين.

(7) مجلة المرشد البغدادية العدد: 2/ السنة: 1/ الصفحة: 53.

(63)

ونقل بعض المعاصرين عن القرن الماضي : « أن ذرية الرسول ص منتشرة في بقاع العالم.

ـ ففي العراق نحو مليون.

ـ وفي ايران نحو ثلاثة ملايين.

ـ وفي مصر نحو خمسة ملايين.

ـ وفي المغرب نحو خمسة ملايين.

ـ وفي الجزائر وتونس وليبيا عدد كثير.

ـ وفي الاردن وسوريا ولبنان عدد كثير.

ـ وفي السودان وبلاد  الخليج ملايين.

      وفي اليمن والهند وباكستان وأفغانستان واندونيسيا(1) نحو  عشرين مليوناً، وقلما نجد في البلاد الاسلامية بلدة ليس فيها أحد من نسل السيدة فاطمة الزهراء، ويقدر مجموعهم بخمسة وثلاثين مليوناً، ولو أجريت احصائيات دقيقة وصحيحة فلعل العدد يتجاوز هذا المقدار»(2).

      وفي مقال ذكر أن شمال الصومال هم من سلالة اسحاق ابن الامام الصادق بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام ولذلك فان هذه القبائل تحمل لقب اسحاقي.

      والحق ان الحصول على رقم حقيقي لا عداد السادة الأشراف من نسل الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام أمر ان لم يكن مستحيلاً فهو في غاية الصعوبة، وذلك لاسباب عديدة منها عدم وجود احصائيات دقيقة في كل بلد سواء كان مسلماً او لم يكن، عربياً او لم يكن، بالاضافة الى تقصير الافراد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وأنشا احد الشعراء النجفيين الذي جاء توثيقه م. ع. غ.د. قصيدة في السادة الاشراف في جاوة ـ من الوافرـ مطلعها:

بجاوة من بني الكرار رهط            رقوا من غارب العلياء ساما

 راجع مجلة المرشد البغدادية العدد: 4/ السنة: 1/ الصفحة: 109/ التاريخ: شعبان 1344هـ.

(2) فاطمة الزهراء من المهد الى اللحد: 86.

(64)

بتسجيل انفسهم ضمن نقابات ورابطات تعنى بهم وتهتم بشجرة نسبهم، الا ان البعض ممن اهتم بهذا الجانب صرح بأرقام تقديرية قال انهم يبلغون عشرات الملايين فقد صرحت بعض الدراسات بان عددهم يزيد على المليون في بلاد المغرب ومئات الآلاف في اندونيسيا وقرابة السبعة ملايين في شبه القارة الهندية(1).

      بل ان نقيب السادة الاشراف في مصر قال في لقاء مع (جريدة الاهرام المسائي) ان عددهم تجاوز الستة ملايين في مصر وحدها(2).

      ونحن من خلال هذا نؤكد ان عدد السادة من ذرية الطاهرة فاطمة عليه السلام تجاوز عشرات الملايين الا اننا نملك ان نضع رقماً محدوداً، وذلك لصعوبة الحصول على احصائيات دقيقة بالاضافة الى وفاة وولادة العديد منهم في كل ساعة وليلة الى جانب ان كل الارقام الواردة على عدة قراءات متنوعة وقد غاب عنها الجانب الاشبثياني والاحصائي الذي تقوم عليه الدراسات الاحصائية في عالم الاحصاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أعلام النهضة ـ يوسف أسعد داغر المكتبة الشرقية ـ بيروت ـ 1983م.

(2) جريدة الاهرام المسائية ـ حوار بقلم محمد عبد العلي مع نقيب السادة الاشراف في مصر محمود الشريف العدد الصادر في 13/ اغسطس/ 2010م.

(65)

 

(66)

(67)

 

القسم الأول

في نسب

الامام الحسين عليه السلام

(68)

 

النسب الحسيني

      لقد أشار القرآن الكريم الى موضوع نسب النبي الأكرم ص وانه جاء طاهراً من أصلاب وأرحام طاهرة موحدة لله مؤمنة به فقال: ( وتقلبك في الساجدين)(1) كما جاء في زيارة وارث: « أشهد أنك كنت نوراً في الاصلاب الشامخة والأرحام المطهرة»، وبناء على ذلك فان البحث في نسب الامام الحسين عيله السلام يعني البحث عن هذه الاصلاب الشامخة المتمثلة في الاجداد بدءاً بالنبي آدم عليه السلام وانتهاءً بالنبي الخاتم ص مروراً بعدد من الانبياء والرسل الذين كانوا بحق أشرف خلقه كلهم من الأولين والآخرين، وقد ضرب الاجداد في العلو والشموخ في الحياة  الاجتماعية والدينية بما لا بخفى على أحد.

      والبحث أيضا يعني تلك الجدات التي طهرت أرحامهن فلم تر الزنى والسفاح ولم تعقد نطفة في أرحامهن الا عن طهر وطهارة، هذه العواتك والفواطم وامثالهن هن اللاتي استوعبن النور المحمدي ناقلات اياه من صلب الاجداد الى أرحام الطاهرات  ليصل الى عبد المطلب وينفلق منه الى قسمين، يحمل بصلب عبد الله قسما منه والآخر أبو طالب، وبتسلسل في رحم خديجة عبر محمد ص ورحم فاطمة بنت أسد عبر الأسد ويكونا فاطمة وعلياً سلام الله عليهما، وينتقل من صلب علي عليه السلام ون صلب فاطمة عليها السلام في رحمها ليتلاحما من جديد ويتكون منهما هذا النسل الشريف، ومن هنا نجزم بأن الجدول التالي الذي يحدد فيه الآباء والاجداد والامهات والجدات هم من أطهر الارحام وأشرف الاصلاب، وقد رسمناه بطريقة يسهل على القارئ والباحث معرفة هذا النسب الطاهر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) سورة الشعراء، الاية: 219.

(69)

نسب الامام الحسين

 إن الامام الحسين في سلسلة نسبة الأبوي وأمهات الآباء جاء كالتالي:

      الحسين بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد ص، وهو ابن أبي طالب بن عبد المطلب وفاطمة بنت اسد الهاشمية، وهو ابن عبد المطلب بن هاشم وفاطمة بنت عمرو العدنانية، وهو ابن هاشم بن عبد مناف وسلمى بنت عمرو النجارية، وهو ابن عبد مناف بن قصي وعاتكة بنت مرة السليمية، وهو ابن قصي بن كلاب وحبا بنت حليل الخزاعية وهو ابن كلاب ابن مرة وفاطمة بنت عمرو الزئدية وهو بن مرة بن كعب وهند بنت سرير العدنانية وهو بن كعب بن لؤي ومخشية بنت شيبان العدنانية، وهو ابن لؤي بن غالب، ووحشية(1) بنت ربيعة العذرية، وهو ابن غالب بن فهد وعاتكة بنت يخلد الكنانية، وهو ابن فهد بن مالك، وليلى بنت الحارث المدركية، وهو ابن مالك بن نضر، وجندلة بنت عامر الجرهمية، وهو ابن نضر بن كنانة وعاتكة بنت عدوان العيلانية، وهو ابن كنانة بن خزيمة، وبرة بنت مر العدنانية، وهو ابن خزية بن عمرو(مدركة)، وعوانة بنت سعد العيلانية، وهو ابن عمرو(مدركة) بن الياس، وسلمى بنت اسعد العدنانية، وهو ابن الياس بن مضر، وليلى بنت حلوان القضاعية، وهو ابن مضر ابن  نزار، ورباب بنت حيدة العدنانية، وهو ابن نزار بن معد، وسودة بنت عك العدناينة، وهو ابن معد بن عدنان، وناعمة بنت جوشم الجرهيمة، وهو ابن عدنان بن أدد، وتيمة بنت يشجب القحطانية، وهو ابن ادد بن أد، والبلهاء بنت يعرب القحطانية، وهو ابن أدبن يشجب والبعجاء(2) بنت عمرو التبعية، وهو ابن يشجب بن الهميسع وحية بنت قحطان القحطانية، وهو

(1) وقيل مارية بنت كعب القضاعية.

(2) وفي بعض النسخ«النعجاء».

(70)

 ابن الهميسع بن قيدار، وقطامة بنت علي الجرهمية، وهو ابن قيدار ابن النبي اسماعيل، وهامة بنت زيد القحطانية(1) وهو ابن النبي اسماعيل ابن أبراهيم وآسية بنت مضاض الجهرمية، وهو ابن النبي أبراهيم  بن تارخ وهاجر بنت صارون القبطية، وهو ابن تارخ بن ناحور، وآزمة بنت آزر البابلية، وهو ابن ناصور بن ساروغ، وسلمى(2) بنت حوميان القحطانية، وهو ابن ساروغ بن آرغو، وملكة(3) بنت أخيل السامية، وهو ابن ارغو بن فالغ، وعروة بنت كونك السامية، وهو ابن فالغ ابن النبي عابر(هود)، آنة بنت شقر السامية، وهو ابن النبي عابر(هود) ابن شالخ، وعروتاً بنت صفوفي السامية،وهو ابن شالخ بن ارفخشد، وملعب بنت عويلم السامية(4) وهو ابن ارفخشد بن سام، وشبر بنت يافث اليافثية، وهو ابن سام ابن النبي نوح، ورحمة(5) بنت ساميل القديمية، وهو ابن النبي نوح بن لمك، وعمروا(6) بنت براكيل الادريسة، وهو ابن لمك بن متوشلخ، وفيسوس بنت راكيل الادريسية(7)، وهو ابن متوشلخ بن أخنوخ، وشملة(8) بنت عرايل الشيتية، وهو ابن النبي أخنوخ(ادريس) بن اليارد، وأدانة(9) بنت باويل الخنوخية، وهو ابن اليارد(يرد) بن مهلائيل، وبركنة(10) بنت الدرسيل الخنوخية، وهو ابن مهلائيل بن قينان، وسمعة(11) بنت براكيل الشيثية، وهو ابن قينان بن

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وهناك من قال الهميسع بن سلامان بن نبت بن حمل بن قيدار.

(2) وقيل اسمها شكى.

(3) وذكر ان اسمها مكة.

(4) وقيل اسمها«بكية».

(5) رحمة وقيل صليب بنت تاويل بن قديم.

(6) عمروا: وقيل واغلة، وقيل عروة.

(7) الادريسية: نسبة الى النبي إدريس عليه السلام الذي كان جدها.

(8) شملة: وقيل عريا، وقيل انها ابنة عم متوشلخ.

(9) أدانة: وقيل هدانة بنت باويل بن محويل بن اخنوخ بن قين بن آدم، وقيل بركيا بنت كسر جيل بن خويلد بن آدم.

(10) بركنة: قيل دمت بنت بيان بن آدم، وأما من قال بركنة فهي بنت الدرسيل بن محربل ابن أخنوخ، وقيل اسمها أجرة.

(11) سمعة: وقيل شهيال بنت برمائيك بن شيث.

(71)

انوش، وعيطول(1) بنت براكيس الشيثية، وهو ابن انوش ابن النبي شيث( هبة الله)، نعم(2) بنت يافث اليافثية، وهو ابن شيث ابن النبي آدم عليه السلام ونزله(3) (الحورية)، وهو ابن النبي آدم، وأمه حواء أم البشرية، وهو النبي آدم الذي خلقه الله كما خلق زوجته حواء.

(1) عيطول: قيل نحلة بنت سولان بن هيطل بن شيث، وقيل دينة براكيس.

(2) نعم: وقيل واسطة بنت كيل بن شيث، وقيل نعمة بنت شيث.

(3) نزلة: قيل اسمها بحواميلة أو محوايلة البيضاء.

(72)

73