معجم  أنصار الحسين عليه السلام  (النساء) (الجزء الثاني)

اسم الکتاب : معجم أنصار الحسين عليه السلام (النساء) (الجزء الثاني)

المؤلف : للعلامة المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي
المطبعة : المركز الحسيني للدراسات لندن ـ المملكة المتحدة

 

 

 

(4)

 

بسم الله الرحمن الرحيم(1)

 

الحمدلله وسلام على عباده الذين اصطفى(2) آدم ونوحاً وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم(3)، إنه لقول رسول كريم(4)، إنى لكم رسول أمين(5)، أبلغكم رسالات ربي و(6) لا أسالكم عليه أجراً إلا المودة في القربى(7) وآت ذا القربى حقه(8) ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون(9).

                                                                                    صدق الله(10) العلي العظيم(11)

 

________________

(1) سورة النمل، آية 30.

(2) سورة النمل، آية 59.

(3) سورة ال عمران، آية 33-34.

(4) سورة الحاقة، آية 40.

(5) سورة الشعراء، آية 107.

(6) سورة الأعراف، آية 62.

(7) سورة الشورى، آية 23.

(8) سورة الإسراء، آية 26.

(9) سورة الروم، آية 38.

(10) سورة ال عمران، آية 59.

(11) سورة البقرة، آية 255.

 

 

(5)

 

      قال رسول الأعظم صلى عليه وآل وسلم:

      «إن الحسين مصباح هدى

            وسفينة نجاة

                  وإمام خير ويمن

                        وعز وفخر

                              وبحر علم وذخر»(1).

                                                                              صدق رسوله الكريم

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) عيون أخبار الرضا:1/62، وقريب منه في فرائد السمطين:2/155ح: 447.

(6)

 

مقدمة الناشر

      يحاول أعداء الإسلام، كلما أرادوا تشويه صورته إثارة موضوع المرأة في الإسلام مدعين أنه لم يعط المرأة حقوقها من خلال وضعها بمكانة أقل من مكانة الرجل، وحبسها في منزلها فارضاً عليها الحجاب، وجعلها تابعة للرجل، إلى ما هنالك من ادعاءات واهية، معتبرين أن العصر الحالي هو العصر الذي نالت فيه المرأة حقوقها، وتساوت بالرجل في الحقوق، بعد تحريرها من سلطة الرجل.

      ولسنا هنا في وارد الخوض في ماهية هذا التحرر، والى أين أوصل المرأة، وهل حررها بالفعل من سلطة الرجل، لأن واقع المرأة اليوم لا يسر ولا يدل على هذه النتيجة، وكما قلنا هذا الموضوع ليس مكانه في هذه الوريقات، لان هذا الموضوع له بحث طويل، وله أربابه.

      إنما أشرنا إلى ذلك في ما تقدم فقط لكي نؤكد على أن الإسلام هو الذي كرم المرأة وأعطاها حقوقها، بما يكفل صونها، وبالتالي يحفظ لها كرامتها ومنزلتها، فأرادها إنسانة طاهرة عفيفة، وريحانة لا قهرمانة، فكانت في الإسلام أماً مربية لأولاد يخوضون عباب الحياة بصلابة ومثابرة، وزوجة شريكة للرجل في هموم التربية والمعيشة، تقف إلى جانبه تدعمه وتسانده من أجل تجاوز هموم الحياة ومتطلباتها. ولم يسجل لنا التاريخ في صفحاته سطراً واحداً يشير إلى أن الإسلام كان عائقاً للمرأة من أن تخوض في كل جوانب الحياة، فرأينا المرأة شاعرة تقف خلف الرجل في المعارك تلقي الشعر الحماسي الذي يحرض على المقاومة والدفاع عن الدين والعرض، وعرفناها ممرضة شاركت إلى جانب الرجل في الحرب تداوي جروحه إن أصيب وخطيبة تدافع عن حقوقها وحقوق الأمة، إلى الكثير من النماذج النسائية التي ربما لا يسع المقام لذكرها.

      وتلك آيات القرآن الكريم حافلة بذكر نساء كانت لهن أدوار مميزة، من مريم بنت عمران، إلى آسية بنت مزاحم، إلى بلقيس. وتلك صفحات التاريخ مليئة بأمثلة كثيرة لا تحصى، من خديجة الكبرى سلام الله عليها التي نصرت

(7)

الإسلام بمالها، وفاطمة الزهراء عليها السلام التي كانت أم أبيها الرسول العظيم والتي نصرت الإسلام بلسانها، وليس انتهاء بالسيدة زينب بنت أمير المؤمنين وحفيدة الرسول الأمين التي تؤكد وقائع واقعة الطف في كربلاء أنها كانت مجاهدة مع المجاهدين، وشاهدة على مأساة ذلك اليوم الرهيب، ولم يسجل لها أي موقف انكسار أو ضعف، بل بعكس ذلك، كانت مع الحسين إلى جانبه في كل خطواته، وبعد استشهاده «عليه السلام»  عملت رغم هول المأساة على رعاية العيال وحماية النساء، واحتضان الأطفال، وأكثر من ذلك كانت اللسان الذي فضح كذب وادعاءات ابن زياد في الكوفة ومن ثم في الشام في بلاط يزيد بن معاوية، وتلك كلماتها ومواقفها لا زالت شاهدة حتى يومنا، سواء كلماتها في الكوفة أو في الشام، رغم أنها كانت أسيرة من بين الأسرى، مع ما يعني الأسير من ظلم وضيم وقهر إلا أنها أسست منهجية للإعلام المضاد للسلطة الطاغية.

      والتاريخ المعاصر حافل بنساء تميزن في المجتمع الإسلامي، لا بل لعبن دوراً قيادياً في كثر من الأحيان.

      وهذا الجزء من أجزاء دائرة المعارف الحسينية الكبرى يواصل فيه المؤلف سماحة آية الله الشيخ الدكتور محمد صادق محمد الكرباسي حفظه المولى عرضه لأنصار الإمام الحسين عليه السلام من النساء اللاتي شاركن في واقعة الطف الأليمة، أو اللاتي كان لهن دور فيها، مستعرضاً لسيريهن وأدوارهن، مصوباً للكثير من الوقائع التاريخية في ما يتعلق بهن، التي سردتها الكتب والمصادر من دون بحث أو تحقيق أو دراسة معمقة، وهو استكمال للجزء الثاني من الباب ويستكمل إن شاء الله بالجزء الثالث.

      وهذا الجزء من أجزاء دائرة المعارف الحسينية هو الجزء الحادي والستون الذي يبصر النور من أجزاء هذه الموسوعة العملاقة التي غذت المكتبة الإسلامية بشكل خاص والمكتبة العربية بشكل عام وكانت بحق أهم موسوعة في هذا القرن بلا منافس لقرون من الزمان بكل تأكيد.    

      ولنا أمل كبير بالله عز وجل أن يوفقنا ويأخذ بأيدينا لمواصلة طباعة أجزائها الباقية، وإصدارها تباعاً بالإمكانيات المتواضعة مادياً، والله المستعان على ذلك.

12/ رجب/ 1431هـ

24/ حزيران/ 2010م

 

(8)

 

تقدمة

 

      إن التحقيق عن خصوصيات الشخصيات التي فصل الزمن بينهم وبيننا ليس بالسهل اليسير كما يتصوره البعض أو يستسهله البعض الآخر، بل العكس هو الصحيح صعب مستصعب، ولا بد للمحقق أن يضع نصب عينيه مسألة ما يترتب على كلامه حينما يتفوه به أو على ما يحرره يراعه، فإن كان عن المعصوم «عليه السلام» ولم يتطابق مع الواقع فهو من التقول عليه وهو من أعظم المحرمات، وقد يؤدي التحقيق إلى إسقاط شخصية أو تبرئة أخرى مما ينسب إليها، وفيه يتم البناء على ما توصل إليه المحقق من نتائج  فلا بد من أخذ الحيطة في ذلك، ومن جانب أخر فإن المحقق لابد وأن لا يضيع القارىء والباحث أكثر مما ضاع في مطاوي الأقوال التي صدرت من بعض المؤرخين أو المتطفلين على التاريخ سواء بغرض شريف أو لأغراض أخرى، ويجب على المحقق أن لا يوجب عمله سلباً أو إيجاباً للإغراء بالجهل.

      ومن جهة أخرى يجب أن نعلم بأننا اليوم أمام مرآة كبرى تنعكس فيها الذرات التي لا تبصر بالعين المجردة، ويجب أن نعرف بأن العيون المجهرية مراقبة لأقوالنا وأفعالنا رغم أن المؤمن لابد وأن يكون على إيمان تام بأن الله تبارك وتعالى يراقبه في كل صغيرة وكبيرة ويعاقبه غداً على كل واحدة منها، وعلى سبيل المثال لا يمكننا ونحن نعيش عالماً خرج من الكتمان إلى الظهور ودفع الشك باليقين أن نقف على خط الجهل أحياناً أو التردد أحياناً أخرى، ولا بد أن نخطو إلى الأمام لنقف على الحقيقة وندرس الواقع بكل إمعان مع وجود وسائل التحقيق التي كانت إلى زمن قريب بعيدة عنا، وقد آن الأوان لنتخذ منها مركباً للتوصل إلى الحقيقة والواقع، وهذا هو المأمول من  العلماء والباحثين والمسؤولين وأهل الفضل والمثقفين،

(9)

 

وعلى الأتباع أن يخلعوا وشاح الجهل والقيل والقال ليدخلوا إلى روضة التحقيق ولا يخافوا من قول الحق متى ما توصلوا إليه ولو من خلال أصحاب الاختصاص ولا يتمسكوا بقول الآباء والسلف لمجرد أنهم أصبحوا جزءاً من التاريخ إذا ما لمسوا النور من بابه، وكن حثنا القرآن الكريم على السير والسبر والتحقيق والتحقق والتفكير والتدبر، وعدم الاعتماد على التراكمات التي لم يدل الدليل على صحتها.

      وفي هذا المجال ألتمس من أرباب التحقيق والنابهين من علية القوم أن يتجلببوا بجلباب الشجاعة ويتسلحوا بسلاح المعرفة ويسبروا أعماق المصادر ويضربوا الأخماس العلمية بالأسداس المعرفية لكي يرفعوا  التردد والشك، وبخاصة بالنسبة إلى التواريخ، وهنا لا بد من التأكيد عليهم أن يتفقوا على ما يخص المجتمع وما يرتبط بالأمة كي لا تفترق إلى فرق رغم وجود أدوات التحقيق وامكاناته، ورغم أني أضع نفسي في مصاف المحققين ولا الدارسين حيث إنني أقل شأناً وقدرة، ولكني أصطف مع المطالبين لأن أصبح يوماً وأجد المحققين قد اتفقوا على ما يهم الأمة في تراثنا القديم وفي مسارها الحديث، وللمثال أود هنا أن أشير وأتساءل!َ إلى متى نعيش في ذكريات المعصومين «عليه السلام» على الأقوال المتضاربة أحياناً والمخلة بالواقع تارة، والموجبة للتساؤلات تارة أخرى، والتي لها تأثير على مسار حياة الإنسان كفرد ومجتمع؟ في حين لو درسناها بعين واقعة ومجردة نجد أن هذا التردد والشك ليس له أساس علمي وأنه يترك أثراً سلبياً في النفوس بحيث نصبح اليوم ونعيش حالة من التردد والشك في أكثر من موقع وكأنه صار جزءاً من كياننا بالإضافة إلى أنه عائق لعملنا ولمسيرنا العقائدي والاجتماعي ولعل في بعضها أخذ منحى طائفياً وآخر قطريا، بل فيها من الشخصنة أيضاً، وهناك من يريد المتاجرة في ذلك وهذا هو الأخطر، بل إن في بعض الأحيان نجد أن البعض قد غفل عن بعض الخصوصيات فيريد أن يساوي بين شخصية دينية وأخرى، وبين رمز وآخر، وقد تناسوا ما لتلك القيادات الإسلامية من الخصوصيات هم لم يتلاعبوا بها بل تركوها ليتميز كل بتلك الخصوصية وقد مارسوها في حياتهم كما

(10)

 

هي في حقهم، وهذا لا يعني عدم الجواز مطلقاً، ولكن لا ينبغي أن يصل الإمر إلى رفع تلك الخصوصيات، فهنا تكمن الخطورة، وأرجو من النابهين مراعاة ذلك تقديراً لمقام تلك الشخصيات التي أمرنا بتقديرها.

      وما أريد أن أتحدث عنه هنا هو مسألة تحديد الشخصيات التي أوردناها في المعاجم أو في طيات الموسوعة بشكل عام، وربما كانت هذه المعاجم التي تبحث عن أنصار الإمام الحسين «عليه السلام» في الموقع الأبرز منها لأن الحديث عن خصوصياتهم من تحديد الولادة والوفاة أو الآباء والأمهات أو الأبناء والبنات أو الأزواج والزوجات، أو بعض المشاركات، فإننا بكل صدق بذلنا الكثير للوصول إلى ما أمكن الوصول إليه رغم أن المصادر كانت ضنينة بالمعلومات ورغم ضنك التحقيق فيها، وتعاملنا معها بالدليل وفن التعديل والتجريح والجمع والطرح، وما إلى ذلك من الوسائل التي يتعامل بها الفقهاء والأصوليون وأهل المنطق والفلسفة لتكون الدراسة واقعية وحسب أسس التحقيق، ومع هذا قد نتراجع عن نتيجة قد توصلنا إليها سابقاً لظهور بعض الأدلة أو الحصول على بعض النصوص التي كانت غائبة عنا أو حلول إشراقة أدت إلى التعامل بشكل آخر مع المعطيات لتغير من النتائج، ولذلك فعلى القارىء أن ينظر إلى آخر ما توصلنا إليه ونحاول أن نشير إلى ذلك لدى إعادة البحث أو ما يرتبط به من قريب أو بعيد وإنني بدوري أعتذر من القارىء حيث تركته فترة يتعامل مع النتيجة ألأول رغم أني قد نسفتها في مكان أخر، وأطلب ممن يريد أن ينتقدني  أن يصبر علينا إلى آخر المطاف ليجد ما استجد لنا من آراء ونتائج من التحقيق المتواصل ولا يصدر قراره فينا بالتناقض، ونحن بدورنا سنشير إلى ذلك في محله وإلا ففي الطبعة الثانية إن طبعت بإشراف منا، ومع عدم تحققه سواء بسبب التطاول على الكتاب وطباعته دون إذن منا أو بسبب رحيلي عن دار الدنيا، وهذا لا يعني أن القارىء الكريم أو الباحث الجليل لا يمكنه إفادتنا بما توصل اليه أن وجده مخالفاً لما توصلنا إليه، بل أتمنى منه إيصال المعلومة إلينا بالوسائل المتاحة لديه، وهذا ما يسعدنا وقد أشرنا إلى ذلك في نهاية كل جزء صدر لحد الأن، ومن الله جل وعلا نسأل التوفيق لما فيه خيرنا والأمة والله سبحانه الولي لذلك والمجيب للدعاء.

(11)

 

(12)

 

حرف الألف

 

      41- أم أحمد بن عقيل الهاشمي         ق30- ب61هـ

      42- أم الحسن بنت علي الهاشمية      ن21- ب61هـ

      43- أم قاسم بن محمد الطيار           ق23- ب61هـ

      44- أم محمد بن أبي سعيد الهاشمي    ق20- ب61هـ

 

(13)

 

(14)

 

(41)

أم أحمد بن عقيل الهاشمي

ق30- ب61هـ = 650- 680م

 

      هي: أم أحمد بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي.

      ضبط المفردة: فهي مؤلفة من المضاف والمضاف إليه، أما الأولى «ام» فقد فاتنا التحدث عنها في ترجمة «أم أسحاق» باعتبارها أول شخصية ترجمناها في هذا المعجم(1)، وفي هذا المجال نقول بأن الأم: بفتح الهمزة وتشديد الميم مصدر أم يأم بمعنى قصد، والأم والأمة: بالضم الوالدة، والظاهر أن أصل الكلمة تعني الأصل والجذر، كما ورد في قوله تعالى: (وإنه في أم الكتاب)(2) والمراد به اللوح المحفوظ وتطلق على فاتحة الكتاب أيضاً لأنه أصله واوله وتستخدم في الجامعة لأصل الشيء. حيث إن العرب يسمون ما يجمع اشياء متعددة أماً لأنها أصل، كما تسمى الجلدة الجامعة للدماغ وحواسه أم الرأس(3) وإنما سميت الوالدة أماً لأنها أصل النسل والإنجاب، وكلا اللفظين الأم والأمة يصح فيها حيث أنشأ الشاعر من الطويل:

تقبلها من أمةٍ ولطالما        تنوزع في الأسواق منها خمارها

      لا يخفى أنها تجمع على امات، ولكنهم أجازوا أمهات باضافة الهاء لأجل الفرق بين ذوي العقول وبين غيرهم ففي الأولى يقال أمهات وفي

_____________
(1) راجع معجم أنصار الحسين (النساء): 1/135.

(2) سورة الزخرف: الآية: 4.

(3) راجع مجمع البحرين: 6/9.

(15)

الحيوانات وغيرها يقال أمات دون هاءٍ، وقد تستخدم إحداهما بدل الأخرى كاستخدام جرير(1) أمات في ذوي العقول من الوافر:

لقد ولد الاخيطل أم سوء     مقلدة من الأمات عارا

      وقول ذي الرمة(2) في استخدام الأمهات في غير ذوي العقول من الطويل:

سوى ما أصاب الذئب منه وسربة       أطافت به من أمهات الجوازل

      وقال زهير(3) على المتعارف في غير ذوي العقول من الطويل:

وإلا فإنا بالشرية فاللوى      يعفر أمات الرباع ونيسر(4)

      بينما يقول الله تبارك وتعالى: (وأمهات نسائكم)(5)، ويقال إن أصلها أمهة، وهي بذات المعنى(6).

      وأما المضاف إليه «أحمد» فقد سبق بيانه(7).

      ولا يخفى فإن «أم أحمد» ليست اسماً كما أنها ليست كنية بالشكل المعروف وإنما هي تعبير منا لتحديد شخصيتها وإنما اطلقناه عليها لأنها

____________
(1) راجع لسان العرب: 1/216.

جرير: هو ابن عطية بن حذيفة الخطفي (28- 110هـ) ولد وتوفي في اليمامة. قيل كان اشعر أهل زمانه، وكان كثير المساجلات مع شعراء عصره، وقد طبع نقائصه مع الفرزدق في ثلاثة أجزاء، وجمع شعره في جزأين وطبع بعنوان ديوان جرير.

(2) ذو الرمة: هو غيلان بن عقبة بن مسعود العدوي (77- 117هـ) وكان يقيم في البادية ويحضر إلى البصرة واليمامة كثيراً، ويعد من فحول الشعراء، توفي في اصبهان وكان قد ولد في البادية، طبع ديوان شعر باسمه.

(3) زهير: هو ابن (ابن سلمى) ربيعة بن رياح المزني (ن80- 13ق.هـ) كان في عصره مقدماً على غيره وكان يقيم في حاجز نجد إلا أنه ولد على مقربة من المدينة، وكان من بيئة جلهم شعراء، أبوه، خاله، اختاه، ابناه، وآخرون، ويعرف عنه أنه كان ينظم الشعر  في شهر ويشذبها في سنة ولذلك سميت قصائده بالحوليات، وهو من أصحاب المعلقات.

(4) ديوان زهير: 112.

(5) سورة النساء، الآية: 23.

(6) راجع لسان العرب: 1/228.

(7) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 1/388.

(16)

 

أنجبت أحمد بن عقيل، وكانت من اماء عقيل بن أبي طالب التي أوردنا ذكرهن وزوجاته في شجرة أولاده(1).

      والظاهر أناه لم تنجب إلا أحمد بن عقيل وذلك قبيل عام 44هـ، وقد سبق الحديث عنه في ترجمته(2). وإنما أوردنا اسمها هنا لأن بعض المصادر ذكرت بأنها حضرت كربلاء مع ابنها أحمد(3) وقد فاتنا ذكرها في الجزء الأول وقد ذكرنا بعض التفاصيل التي ترتبط بشخصيتها لدى الحديث عن نجلها أحمد واحتمال هناك أنه أحمد بن محمد بن عقيل(4) وللتفصيل راجع ترجمتها فيما سبق(5) وعليه فإن أم أحمد هي زوجة محمد بن عقيل وليست زوجة عقيل نفسه، وعلى أي حال فإن كانت ولادة نجلها حدود سنة 44هـ فإن ولادتها لا بد أن تكون قبل عام 30هـ، وإذا ثبت حضورها كربلاء فلا بد وأن تكون وفاتها بعد سنة 61هـ، وفي المدينة.

      وأكثر ما يمكن القول به أنها كانت قبل الخمسين من عمرها لدى ولادة نجلها لتصح الولادة فمعنى ذلك أن ولادتها لم تكن قبل الهجرة بخمس سنوات فلذلك يمكن حصرها ما بين 5ق.هـ و30هـ، وأكثر الظن أن تكون بعد الهجرة، ولا يمكن تحديد هويتها بالسبي في تلك الآونة لكثرتها ولكن أكثر الظن أنها كانت من سبي أيام عمر بن الخطاب (13- 23هـ) إن كانت ولادتها قبل عام 30هـ وربما ولدت على الرقة حيث كان أبوها عبداً، والله العالم بحقائق الأمور.

______________

(1) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 1/66.

(2) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 1/392.

(3) معالي السبطين: 2/235، أعيان الشيعة: 3/219.

(4) راجع ناسخ التواريخ: (حياة الإمام الحسين): 2/321.

(5) راجع معجم أنصار الحسين: (الهاشميون): 1/392.

(17)

 

(42)

أم الحسن بنت علي الهاشمية

ن21- ب61هـ = 642- 680م

      هي: أم الحسن بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية.

      أمها: أم سعيد بن عروة بن مسعود بن معتب بن مالك الثقفية.

      أم علي: فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية.

      أم عروة: سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف القرشية.

      ضبط المفردة مضت في الأم وفي الحسن، ويبدو أن اسمها كنيتها أو كنيتها أسمها.

      مضى الحديث عن نسبها في ترجمة أمها بشكل من التفصيل(1) فلا حاجة للتكرار ولد أبوها علي «عليه السلام» في مكة سنة 23ق.هـ وقتل في الكوفة سنة 40هـ.

      ولدت أمها أم سعيد في الطائف قبل سنة 5هـ، وتوفيت في المدينة حدود عام 34هـ، وفي المدينة تزوج والداها عام عشرين من الهجرة وكانت حصيلة هذا الزواج انجاب أربعة أولاد:

      1- أم الحسن (ن21- ب61هـ) تزوجت جعدة بن هبيرة المخزومي سنة 35هـ أولاً ثم جعفر بن عقيل الهاشمي حدود سنة 53هـ ثانياً.

      2- رملة الكبرى (ن22- ب61هـ) تزوجت عبد الله بن أبي سفيان المطلبي.

____________
(1) معجم أنصار الحسين (الهاشيمون): 1/176.

(18)

 

      3- عمر الأوسط (عمران) (23- 38هـ) قتل في معركة النهروان دون زواج.

      4- أم كلثوم الصغرى (24- ق40هـ) تزوجت كثير بن العباس حدود سنة 36هـ إذاً فإن لأم الحسن شقيق وشقيقتان وقد حضرت هي وشقيقتها رملة كربلاء وزوجاهما.

      كان زواجها من جعدة بن هبيرة المخزومي ابن عمتها أم هاني فاختة بنت أبي طالب سنة 35هـ وعلي «عليه السلام»، كان في المدينة وأنجبت له عبد الله وهو وآل على خراسان من قبل خاله وأبيها علي عليه السلام، والظاهر أنها أنجبت له يحيى في الكوفة(1) بعدما اتخذاه مسكناً لهما.

      أرملت من جعدة في شهر ذي الحجة عام 41هـ وبعد الانتهاء من عدتها أي في عام 42هـ، تزوجت ابن عم أبيها جعفر الأكبر ابن عقيل الهاشمي في عام 53هـ، إلا أنها لم تنجب له.

      حضرت مع زوجها جعفر كربلاء واستشهد في معركة الطف فارملت ثانية.

      ورجعت مع ركب الأسر إلى المدينة وهي في رعاية الإمام السجاد «عليه السلام» وابنها كان له آنذاك نحو أربعة وعشرين عاماً، وبعد فترة وربما كانت طويلة تزوجت عبد الله بن الزبير على ما قيل(2) وتوفي عبد الله بن الزبير سنة 73هـ والظاهر أنها أرملت منه حيث كانت على قيد الحياة.

      توفيت بعد ذلك في المدينة ودفنت على الظاهر في البقيع، ولمزيد من التفاصيل عنها راجع ترجمة أمها وزوجها جعفر واختها رملة الكبرى بنت علي «عليه السلام»(3).

__________
(1) راجع مجمل ما ورد في مستدركات معجم رجال الحديث: 2/130، و4/499، و8/193.

(2) راجع المحبر لابن حبيب البصري: 437.

(3) معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 1/174، و2/25، ومعجم أنصار الحسين (النساء): 1/293.

(19)

 

(43)

أم قاسم بن محمد الطيار

ق23- ب61هـ = 644- 680م

 

      هي: أم قاسم بن محمد الأكبر ابن جعفر بن أبي طالب الهاشمي.

      كانت أم ولد لم يحدد اسمها.

      المفردة مركبة من (أم + قاسم) مضى ضبط الأولى في (أم أحمد) والثانية في القاسم بن الحسن(1).

      أم قاسم ليست كنية أشتهرت بها ولا هي اسم بل اطلقنا ذلك عليها باعتبار أن اسم نجلها هو قاسم.

      بما أننا قد توصلنا إلى أن القاسم ولد قبل عام 37هـ، فلا بد أن أمه ولدت قبل عام 23هـ على أقل تقدير، ولا يخفى أن محمداً الأكبر ابن جعفر ولد سنة 2هـ وقتل في صفين سنة 37هـ، وهذا يعني أنها أرملت في سنة 37هـ.

      وبما أنها حضرت كربلاء مع  أبنها القاسم كما ورد في المعالي(2) فهذا يعني أنها رجعت إلى المدينة وتوفيت هناك بعد هذا التاريخ، وأكثر الظن أنها دفنت في البقيع ولا مزيد عن ذلك.

      وقد سبق وتحدثنا في ترجمة ابنها القاسم أنه لازم ابن عمه الإمام الحسين «عليه السلام» ولم يفارقه، وقد زوجه بنت عمه أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب «عليه السلام» وذلك في حدود عام 54هـ، وتؤكد المصادر على

___________
(1) معجم أنصار الحسين (الهاشيمون): 3/48.

(2) معالي السبطين: 2/234.

(20)

 

إن القاسم مع زوجته أم كلثوم توجها بصحبة الإمام الحسين «عليه السلام» إلى كربلاء وأنه أثخن بالجراح(1) وأسر فيمن اسر، وتؤكد مصادر أخرى أن أمه كانت بصحبته أيضاً(2) حيث كانت أرملة.

      وبما أن والدته هي أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر الطيار (ن40- ب61هـ) فإن العلاقة كانت مع البيت الحسيني في أعلى مستواها وكان الإمام الحسين «عليه السلام» يتولى شؤونهم، وبالتأكيد انتقلت هذه الرعاية إلى نجله الإمام زين العابدين «عليه السلام».

      وقد شاهدت أم القاسم حفيدتها من ابنها القاسم وأم كلثوم والتي تزوجها طلحة بن عمر بن عبد الله بن معمر التيمي والتي أنجبت لطلحة(3) إبراهيم والذي يقال له ابن الخمس، كناية عن امهاته الخمس بدءاً بخديجة بنت خويلد وفاطمة الزهراء «عليه السلام» وزينب الكبرى بنتها، وأم كلثوم الصغرى بنتها وابنتها من قاسم(4)، ومقتضى ذلك أنها عاشت إلى العقد الثامن الهجري أو بعده بقليل حسب معيطات الزواج والولادة.

________
(1) راجع تنقيح المقال: 3/ باب الفاء: 24.

(2) معالي السبطين: 2/234.

(3) كما أنجبت له فاطمة.

(4) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 3/ 48- 54.

(21)

 

(44)

أم محمد بن أبي سعيد الهاشمي

ق20- ب61هـ = 640- 680م

      هي: أم محمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي وهي أم ولد(1).

      مضى ضبط المفردة بجزأين في قسم النساء وقسم الهاشميين فلا نكرر. حضرت كربلاء مع إبنها محمد المستشهد في كربلاء(2) فإذا كان محمد قد ولد سنة 35هـ فلا بد وأن تكون أمه عند الولادة يفوق عمرها أربعة عشر عاماً وهذا يعني أنها ولدت قبل عام 20 للهجرة، والظاهر أنها من بنات السبي، ومن المستبعد أن تكون هي مسبية إلا إذا كانت كبيرة في العمر أو أن سبيها حصل في عهد عثمان بن عفان (24- 35هـ).

      ولم تذكر المصادر أن نجلها تزوج ولكن الذي في عمره يستبعد أن يبقى أعزباً حيث ذكر بأن يوم كربلاء كان ابن خمس وعشرين سنة(3)، وربما تزوج ولكنه لم يعقب، أما انقراض نسبه فلا شك فيه كما يؤكد على ذلك أرباب النسب(4).

      وأما أمه التي حديثنا هنا عنها فإنها لم تنجب غيره على ما يظهر من المصادر التي بحوزتنا.

_________
(1) مقاتل الطالبيين: 98، أنساب الأشراف: 2/71.

(2) معالي السبطين: 2/235.

(3) لباب الأنساب: 1/402.

(4) راجع المجدي: 307.

(22)

 

      وأما إبنها محمد فإن له أختاً من أبيه حيث تزوج فاطمة بنت علي «عليه السلام» فأولدها حميدة بنت أبي سعيد لتكون حميدة اختاً لمحمد(1).

      وعلى أي حال فلا تفاصيل عن والده محمد بن أبي سعيد إلا حضورها كربلاء ورجوعها في موكب الأسر إلى المدينة وعليه فإن المرجح أنها توفيت فيها ودفنت في البقيع وربما عاشت عقدين أو كثر في ظل رعاية الإمام السجاد «عليه السلام» الذي تولى رعاية الأيتام والأرامل من أهل بيت محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وبالأخص الذين ايتموا أو أرملوا من جراء معركة الكرامة في كربلاء.

________
(1) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 3/77.

(23)

 

(24)

 

حرف الخاء

      45- خليلة والدة عبد الله الهاشمي      ق6- ب61هـ

      46- الخوصاء بنت عمرو الهصائية           ن1- ب61هـ

 

(25)

 

(26)

 

(45)

خليلة والدة عبد الله الهاشمي

ق6- ب61هـ = 627- 680م

 

      هي: خليلة (أم ولد) والدة عبد الله الأكبر ابن عقيل بن أبي طالب الهاشمي.

      ضبط المفردة: خليلة مؤنث الخليل، وللخليل الذي على زنة الفعيل معانٍ مختلفة قد تكون اسم مفعول وقد لا تكون وعلى أي حال فهو اسم فإن أخذ من النقص فيعني النحيف ويوصف به الجسم، وإن أخذ من الخلل كان بمعنى المثقوب فإذا وصفت شيئاً بأنه خليل أردت أنه مثقوب ينفذ إليه، وإن أخذ من الاحتياج كان بمعنى الفقير والمحتاج، وجميع المعاني الثلاثة تكون على فعل يفعل مفتوح في الماضي ومضمومه في المضارع كما في نصر ينصر، وجميعها غير مقصود المقام.

      وأما إذا صيغت المفردة من باب المفاعلة ليكون ماضيها على زنة فاعل لأجل الشدة أو الكثرة أو الغلبة فيما هو موصوف به فيقال خال يخال مخالة وخلالاً بفتح الخاء في المصدر أو كسره فيكون عندئذ بمعنى الصداقة وبما أنه مصوغ على هذا الباب فيفهم منه شدتها أو كثرتها أو غلبتها ليكون بمعنى الصديق المختص.

      والجمع منه أخلاء وخلان والمؤنث منه خليلة وتجمع على خليلات وخلائل، والخلالة مثلث الخاء بمعنى الصداقة الصادقة، والخليل المحب وقد قال تعالى (واتخذ الله إبراهيم خليلا)(1)، وفي هذا المجال قالوا:

__________
(1) سورة النساء، الآية: 125.

(27)

 

الخليل الحبيب، والخليل الصادق، والخليل الناصح، والخليل الرفيق، والخليل الأنف، والخليل السيف، والخليل الرمح، والخليل الفقير، والخليل الضعيف الجسم، وهو المخلول والخل أيضاً(1) وهناك معانٍ أخرى نحن بغنى عنها.

      ومن معنى الصداقة والمحبة اتخذوا المفردة علماً على الذكور والإناث فيقال: خليل وخليلة وإن أقدم اسم حصلنا عليه في الذكور هو خليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة الخزاعي سادن الكعبة في الجاهلية وهو الذي تزوج قصي بن كلاب جد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) ابنته حبى فولدت له بنيه الأربعة عبد الدار وعبد مناف، وعبد العزى وعبدا(2) والذي عاش ما بين القرن الخامس والرابع قبل الهجرة، ولم نعهد علماً بارزاً بعده وشاع منذ القرن الثاني من الهجرة فأخذ العرب يسمون ابناءهم بخليل، وانتشر بين المسلمين والمسيحيين وربما غيرهم، حتى اصبح جزءاً من نسيج الأسماء المستخدمة بشكل واسع في القرون الأخيرة وأخذ المسلمون غير العرب يستخدمونه في الأعلام.

      وأما استخدامه في النساء فلم يظهر على البارزات منهن، ومع استخدام هذا الاسم في الأعلام فإن المعنى الوصفي غلب على الاستعمال وبالأخص في النساء ومن هنا نحتمل «خليلة» لم يستخدم في والدة عبد الله كاسم علم بل صفة غلبت عليها والله والعالم.

      وليس لدينا تفاصيل عن حياتها إلا من خلال نجلها عبد الله الأكبر حيث إنها كانت إحدى إماء عقيل بن أبي طالب وبما أنها أنجبت عبد الله الأكبر سنة 20هـ(3) فمن المفترض أنها دخلت بيت عقيل قبل هذا التاريخ ولا بد أن عمرها حيث حملها بابنها البكر أربعة عشر عاماً أو ما يزيد عن ذلك، وعليه فلا بد أن تكون ولادتها قبل عام 6هـ، وبما أنها حضرت

_____________
(1) راجع لسان العرب: 4/203.

(2) البداية والنهاية: 2/147.

(3) معجم أنصار الحسين  (الهاشيمون): 2/151.

(28)

 

معركة كربلاء على ما ورد في معالي السبطين(1) فإنها رجعت مع بقية أسراء أهل البيت إلى المدينة وعاشت فترة وتوفيت فيها.

      ولا يخفى أنها أنجبت لعقيل من الأبناء ثلاثة:

      1- عبد الله الأكبر (20-61هـ) تزوج ميمونة بنت علي «عليه السلام».

      2- عبد الله الأصغر (27- 61هـ) تزوج فاختة بنت علي «عليه السلام».

      3- عبد الرحمان الأكبر (ن37- 61هـ) تزوج خديجة بنت علي «عليه السلام».

      ولها من عبد الله الأكبر وعبد الرحمان الأكبر احفاد اوردنا أسماءهم في ترجمتها وأما عبد الله الأصغر فلم يعقب(2) ولم تذكر المصادر وبالأخص أرباب النسب أنها أنجبت له بنات.

      وبما أنها أرملت عام 60هـ فإنها كانت مع أبنائها وحضرت معهم وفقدتهم جميعاً في كربلاء، وظلت في رعاية الإمام السجاد «عليه السلام» إلى أن توفاها الله سبحانه وتعالى والظاهر أنها دفنت في البقيع.

     

____________
(1) معالي السبطين: 2/235.

(2) راجع ترجمتهم في معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 2/151، 181، 191.

(29)

 

(46)

الخوصاء بنت عمرو الهصائية

ن1- 61هـ = 622- 680م

 

      هي: الخوصاء الثغرية (أم البنين) ابنة عمرو الثغر (أبي بكر) بن عامر الهصائية.

      أمها: اردة (أودة) بنت حنظلة بن خالد بن كعب بن عبد الكلابية.

      وأم اردة: أم البنين بنت معاوية بن خالد بن ربيعة بن عامر العامرية.

      وقيل إن أردة هي سالمة بنت مالك بن خطاب الأسدية.

      وما قيل بأن أم أردة هي ريطة بنت عبد ابي بكر، لا يصح لأن ذلك يعني أن حنظلة أبو اردة تزوج من عمة أبيه وهذا كان محرماً في الجاهلية كما في الإسلام، ولعل في ذلك سقطا ليكون الصحيح أنه تزوج ابنة ريطة أي ابنة عمه أبيه وهذا يجوز ويناسب أن يكون من طبقته.

      وأما والدة أم البنين بنت معاوية: فهي حميدة بنت عقبة بن عامر بن صعصعة العامرية.

      وما قيل بأن أم البنين هي أم ريطة غير صحيح، لما تبين مما قدمناه.

      وأم عمرو الثغر: هي اسماء بنت سفيان بن عون بن كعب بن أبي بكر الكلابية.

      تكنى الخوصاء بأم البنين، وربما كان اسمها أم البنين ولقبها الخوصاء ولكن الأرجح أن الخوصاء علم وأم البنين كنية وقد أكد هذا المعنى بعض الرجاليين(1) تزوجت الخوصاء عقيل بن أبي طالب في

__________
(1) راجع تنقيح المقال: 3/245.

(30)

 

المدينة عام 15هـ على الأرجح وأنجبت له أربعة من الأبناء على أكثر التقادير.

      1- يزيد بن عقيل (ن14- ...هـ) لم يعقب.

      2- أبو سعيد (الأحول) بن عقيل (16- 61هـ) تزوج فاطمة بنت علي «عليه السلام».

      3- جعفر الأكبر ابن عقيل (37- 61هـ) تزوج أم الحسن بنت علي «عليه السلام».

4- موسى ابن عقيل (ن37- 61هـ) ليس له عقب.

وهناك من لم يذكر موسى حيث قيل أمه أم ولد(1) ولكن الأرجح أنه ابنها. أرملت من عقيل سنة 60هـ، وكان عقيل يكنى بأبي يزيد لأنه كان بكر ابنائه ومن المفترض أن الخوصاء كانت زوجته الأولى ولعلها كانت أولى منكوحاته. فإذا كانت ولادة عقيل سنة 43ق.هـ، وآخر انجابها كان حدودها عام 38هـ فمعنى ذلك أن ولادتها لا بد وأن تكون في حدود عام 12ق.هـ، ليكون عمرها حين حضرت 72 سنة في أكثر التقادير، وفي أقلها أن عمرها كان في الستين.

وبعد أن توفي عنها زوجها عقيل صحبت أبناءها الثلاثة الذين بقوا على قيد الحياة حيث إن يزيداً درج ولم يعقب، ورافقتهم إلى كربلاء(2) فكانت هي من جملة النساء الاثنتين والأربعين اللاتي ذكرهن صاحب المعالي(3) ممن حضرن كربلاء. وحضرت كربلاء زوجة أبي سعيد فاطمة بنت علي «عليه السلام» وسنأتي على ذكرها كما وحضرت أم الحسن بنت علي «عليه السلام» وقد سبق الحديث عنها.

      ولا يخفى أن فاطمة  بنت علي «عليه السلام» حضرت كربلاء مع زوجها وابنها

_____________
(1) راجع تراجمهم في معجم أنصار الحسين (الهاشيمون): 1/380، 2/25، 3/244.

(2) معالي السبطين: 2/235.

(3) معالي السبطين: 2/236.

(31)

 

محمد ابن أبي سعيد وقد استشهد في كربلاء وحضرت معها ابنتها حميدة أيضاً(1).

      وقد أسرت حميدة وأمها فاطمة كما وأسرت أم الحسن زوجة جعفر الأكبر ابن عقيل ومعهن الخوصاء وعادوا إلى المدينة. وتوفيت الخوصاء في المدينة بعد سنوات ودفنت في البقيع عادة.

___________
(1) راجع معجم أنصار الحسين (الهاشميون): 1/382.

(32)

 

حرف السين

      47- سكينة بنت الحسين الهاشمية            42- 117هـ

      48- سكينة بنت علي الهاشمية                ...- ...هـ

      49- سلافة مربية الإمام السجاد               ن14- ب61هـ

      50- سلمى بنت حجر الكندية                  43- ب64هـ

      51- سلمى أم رافع القبطية                    ن10ق.هـ- ب61هـ

 

(33)

 

(34)

 

سكينة بنت الحسين الهاشمية

42- 117هـ = 662- 735م

      هي: سكينة (آمنة) بنت الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب هاشم القرشية.

      ضبط المفردة: «سكينة» بضم أولها، وفتح ثانيها وسكون ثالثها وفتح رابعها على زنة فعلية مؤنث فعيل مصغر فعل، مأخوذ من سكن يسكن من السكون الذي هو ضد الحركة، ومنه سكون النفس إذا هدأ اضطرابها واطمأنت، قال أهل اللغة: سكينة الخفيفة السريعة، وبه سميت الجارية الخفيفة الروح(1)، والمطمئنة البال، واما السكينة بفتح أولها وكسر ثانيها وبعدها ياء مدٍ فهي مصدر بمعنى الطمأنينة والوداعة والوقار ومنه قوله تعالى: (فيه سكينة من ربكم وبقية)(2).

      وما ورد أن الصحيح فيها سكينة بالفتح ثم الكسر غير صحيح، ولم يرد عند العرب أن وضعوها اسم علم لانثى بهذه الصيغة ويبدو أن بعض المحققين الفرس أرادوا أن يصححوا ما تداول عنهم في التسمية بالفتح والكسر فذهبوا إلى القول بأنها بالفتح والكسر، وربما دعم بعضهم كلامه حين ناقشته بأن المضموم يطلق على الأتان إذا كانت خفيفة وسريعة حيث إن الحمار الخفيف السريع يقال له السكين (بالضم) فالأثنى منه يقال لها

_______________

(1) راجع لسان العرب: 6/313.

(2) سورة البقرة، الآية: 248.

(35)

 

سكينة (بالضم)، كما يطلق على حمار الوحش أيضاً ومن ذلك قول أبي داود(1) من المتقارب:

دعرت السكين به آيلا        وعين نعاج تراعي السخالا(2)

      فقلت: إن مثل هذه الأمور لا تأخذ بالحسبان بل المقصود هو الخفة والسرعة المعهودة عند الأطفال وبالأخص عند الصبايا والتي تعد من حسناتهن، والأهم من ذلك هو وضع المفردة المفتوحة علماً لشخص خلافاً للمضومة، بل إن لخفة المفردة وثقلها أثراً في الوضع ومن هنا فالضم هو المختار الصحيح.

      وإن أردنا أن نلاحظ هذه الأمور ونغير وجهة الوضع دون دليل فإن المفردة المفتوحة أيضاً هي أسم علم الحيوان وجهه مدور كالانسان والهرة وقد قيل إنها المراد من السكينة التي ذكرها الله تبارك وتعالى في قوله السابق الذكر والذي كان في عهد النبي موسى بن عمران «عليه السلام»، ومن جهة أخرى فإن الإمام محمد بن علي الباقر «عليه السلام» إنما لقب بالباقر وهو مأخوذ من المادة بقر، والبقرة الحيوان الحلوب ومن هنا أراد ذلك النصراني حينما حاججه ولم يفلح قال له: أنت بقر؟ قال: لا أنا الباقر، فلما سمع رد الإمام على كل المسائل وبين فلسفتها اسلم على يديه، ذلك يجب التوجه إلى من لقبه بذلك ومن هنا فقد سئل جابر الجعفي(3) لم سمي الباقر باقراً، قال: لأنه بقر العلم

______________
(1) أبو داود: الظاهر هو محمد بن المبارك بن محمد بن ميمون البغدادي كان حياً في عام 589هـ في بغداد وعمره آنذاك قد تجاوز الستين فعليه تكون ولادته في 528هـ. له كتاب منتهى الطلب من أشعار العرب، جمع في ألف قصيدة اختارها من أشعار العرب.

(2) لسان العرب: 6/313.

(3) راجع بحار الأنوار: 46/ 289.

جابر الجعفي: هو ابن يزيد بن الحارث ولد في الكوفة وتوفي فيها عام 128هـ وكان من أصحاب الامامين الباقر والصادق «عليه السلام» سكن المدينة لتلقي العلم من الإمام الصادق «عليه السلام»، ويقال إنه سكن كربلاء مع سليمان بن مهران الأعمش وأخذا يقيمان حلقات الدرس حول قبر الإمام الحسين «عليه السلام».

(36)

 

بقراً أي شقه شقاً وأظهره إظهاراً(1) وعلى أي حال فلا ضير لأن تكون سكينة بالضم بل هو الصحيح دون غيره وأما ما يتداول في اللغة الفارسية بالفتح فهذا شأن كل لغة عندما تأخذ المفردة  من لغة أخرى تعجمها أو تعربها حسب عرفها وموازينها فلذلك لا يمكن إلزامهم بالضم، ولا إلزام العرب بالفتح.

      وما نسبة ابن الصبان قراءة السين مفتوحة: «أي مكبرة» إلى المشهور إلا محض ادعاء حيث قال: «المشهور على الألسنة في اسمها أنه مكبر بفتح السين وكسر الكاف(2) وما تبرير المقرم(3) في ترجيحه المكبر على المصغر أنه الأنسب لما ذكره المؤرخون أنه لقب لقبتها به أمها الرباب(4)، وكأنه لسكونها وهدوئها، إلا ترجيح لأحد المعاني اللغوية دون دليل حيث إن كلا الصيغتين مناسبة، ومما لم ينتبه إليه القائل: إن التسمية مكبرة لم تعهد في الأعلام لا للذكور ولا للإناث، والمعهود مصغرة فهناك من سمي بـ«سكين» و«سكينة» ومن أولئك سكين بن إسحاق النخعي(5) وبالطبع إذا اختير للنساء أنث فقيل «سكينة» مصغراً، وذكرها الشبلنجي(6) مصغرة نقلاً عن القاموس(7) هذا وقد ورد فيه أيضاً: «كسفينة» أبو سكينة زياد بن مالك فرد»(8) واما سكينة بكسرتين وتشديد الثاني فقد سمي للاعلام ولكنه لا يجدينا نفعاً.

________
(1) بحار الأنوار: 46/221 عن علل الشرائع: 1/233.

(2) اسعاف الراغبين، ص202.

(3) السيدة سكينة للمقرم: 140.

(4) راجع نور الإبصار: 309.

(5) سكين بن إسحاق النخعي كان من أهل الكوفة ومن الرواة عن الإمامين الكاظمين الصادقين ما بين سنة 99- 114هـ وعاش القرنين الأول والثاني الهجريين وعد من الثقات.

(6) الشبلنجي: هو السيد ابن حسن المؤمن المصري (1252- ب1308هـ) ولد في شبلنجى في مصر ودرس في الأزهر، وتوفي في القاهرة، من مؤلفاته: فتح المنان بتفسير غريب جمل القرآن، وكتاب في التاريخ، ونور الأبصار.

(7) وجاء في السيدة سكينة للمقرم: 140 المحكي عن شرح أسماء رجال المشكاة لعلي ابن سلطان محمد القاري ت1014هـ: أنه مصغر بضم السين وفتح الكاف، ومثله في القاموس.

(8) قاموس الرجال: 4/335.

(37)