مستلات

شعر الإمام الحسين عليه السلام

Post on 14 آب/أغسطس 2021

 

فأما شعره عليه السلام فقد ذكر الرواة له شعرا ووقع إلى شعره عليه السلام بخط الشيخ عبد الله أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب النحوي رحمة الله عليه وفيه قال أبو مخنف لوط بن يحيى أكثر ما يرويه الناس من شعر سيدنا أبى عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام إنما هو ما تمثل به وقد أخذت شعره من مواضعه واستخرجته من مظانه وأماكنه ورويته عن ثقات الرجال منهم عبد الرحمان ابن نخبة الخزاعي وكان عارفا بأمر أهل البيت عليهم السلام ومنهم المسيب ابن رافع المخزومي وغيره رجال كثير ولقد أنشدني يوما رجل من ساكني سلع هذه الأبيات فقلت له أكتبنيها فقال لي ما أحسن رداءك هذا وكنت قد اشتريته يومى ذاك بعشرة دنانير فطرحته عليه فأكتبنيها وهي قال أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي عليه السلام

ذهب الذين أحبهم * * وبقيت فيمن لا أحبه

فيمن أراه يسبني * * ظهر المغيب ولا أسبه

يبغي فسادي ما استطاع * * وأمره مما أدبه

حنقا يدب إلى الضراء * * وذاك مما لا أدبه

ويرى ذباب الشر من * * حولي يطن ولا يذبه

وإذا جنا وغر الصدور * * فلا يزال به يشبه

أفلا يعيج بعقله * * أفلا يتوب إليه لبه

أفلا يرى أن فعله * * مما يسور إليه غبه

حسبي بربي كافيا * * ما أختشي والبغي حسبه

ولقل من يبغي عليه * * فما كفاه الله ربه

وقال عليه السلام

إذا ما عضك الدهر فلا تجنح إلى خلق * * ولا تسأل سوى الله تعالى قاسم الرزق

فلو عشت وطوفت من الغرب إلى الشرق * * لما صادفت من يقدر أن يسعد أو يشقى

وقال عليه السلام

الله يعلم أن ما يبدي يزيد لغيره * * وبأنه لم يكتسبه بغيره وبميره

لو أنصف النفس الخؤون لقصرت من سيره * * ولكان ذلك منه أدنى شره من خيره

كذا بخط ابن الخشاب شره بالإضافة وأظنه وهما منه لأنه لا معنى له على الإضافة والمعنى أنه لو أنصف نفسه أدنى الإنصاف شره على المفعولية من خيره أي صار ذا خير

وقال عليه السلام

إذا استنصر المرء امرءا لا يدا له * فناصره والخاذلون سواء

أنا ابن الذي قد تعلمون مكانه * * وليس على الحق المبين طخاء

أليس رسول الله جدي ووالدي * * أنا البدر إن خلا النجوم خفاء

ألم ينزل القرآن خلف بيوتنا * * صباحا ومن بعد الصباح مساء

ينازعني والله بيني وبينه * * يزيد وليس الأمر حيث يشاء

فيا نصحاء الله أنتم ولاته * * وأنتم على أديانه أمناء

بأي كتاب أم بأية سنة * * تناولها عن أهلها البعداء

وهي طويلة

قال أبو مخنف كان مولانا الحسين بن علي صلوات الله عليهما يظهر الكراهية لما كان من أمر أخيه الحسن عليه السلام مع معاوية ويقول لو حز أنفى بموسى لكان أحب إلى مما فعله أخي وقال عليه السلام

فما ساءني شئ كما ساءني أخي * * ولم أرض لله الذي كان صانعا

ولكن إذا ما الله أمضى قضاءه * * فلا بد يوما أن ترى الأمر واقعا

ولو أنني شوورت فيه لما رأوا * * قريبهم إلا عن الأمر شاسعا

ولم أك أرضى بالذي قد رضوا به * * ولو جمعت كل إلى المجامعا

ولو حز أنفى قبل ذلك حزة * * بموسى لما ألقيت للصلح تابعا

قلت إن صح أن هذه الأبيات من شعره عليه السلام فكل منهما يرى المصلحة بحسب حاله ومقتضى زمانه وكلاهما عليهما السلام مصيبان فيما اعتمدا وهما إمامان سيدان قاما أو قعدا فلا يتطرق عليهما السلام مقال وهما أعرف بالأحوال في كل حال .

وقال وإن تكن الدنيا تعد نفيسة وقد تقدم ذكرها .

وقال الموت خير من ركوب العار وقد سبقت .

وقال عليه السلام

أنا الحسين بن علي بن أبي * * طالب البدر بأرض العرب

ألم تروا وتعلموا أن أبى * * قاتل عمرو ومبير مرحب

ولم يزل قبل كشوف الكرب * * مجليا ذلك عن وجه النبي

أليس من أعجب عجب العجب * * أن يطلب إلا بعد ميراث النبي

والله قد أوصى بحفظ الأقرب

وقال عليه السلام

ما يحفظ الله يصن * * ما يصنع الله يهن

من يسعد الله يلن * * له الزمان ان خشن

أخي اعتبر لا تغترر * * كيف ترى صرف الزمن

يجزى بما أوتى من * * فعل قبيح أو حسن

أفلح عبد كشف * * الغطاء عنه ففطن

وقر عينا من رأى * * أن البلاء في اللسن

فماز من ألفاظه * * في كل وقت ووزن

وخاف من لسانه * * عزبا حديدا فحزن

ومن يك معتصما * * بالله ذي العرش فلن

يضره شئ ومن * * يعدى على الله ومن

من يأمن الله يخف * * وخائف الله أمن

وما لما يثمره ال‍ * * خوف من الله ثمن

يا عالم السر كما * * يعلم حقا ما علن

صل على جدي أبى * * القاسم ذي النور المبن

أكرم من حي ومن * * لفف ميتا في الكفن

وامنن علينا بالرضا * * فأنت أهل للمنن

وأعفنا في ديننا * * من كل خسر وغبن

ما خاب من خاب كمن * * يوما إلى الدنيا ركن

طوبى لعبد كشفت * * عنه غيابات الوسن

والموعد الله وما * * يقض به الله مكن

وهي طويلة وقال عليه السلام

أبى على وجدي خاتم الرسل * * والمرتضون لدين الله من قبلي

والله يعلم والقرآن ينطقه * * ان الذي بيدي من ليس يملك لي

ما يرتجى بامرئ لا قائل عذلا * * ولا يزيغ إلى قول ولا عمل

ولا يرى خائفا في سره وجلا * * ولا يحاذر من هفو ولا زلل

يا ويح نفسي ممن ليس يرحمها * * أما له في كتاب الله من مثل

أما له في حديث الناس معتبر * * من العمالقة العادية الأول

يا أيها الرجل المغبون شيمته * * إني ورثت رسول الله عن رسل

أأنت أولى به من آله فبما * * ترى اعتللت وما في الدين من علل

وفيها أبيات أخر

يا نكبات الدهر دولي دولي * * واقصري إن شئت أو أطيلي

منها

رميتني رمية لا مقيل * * بكل خطب فادح جليل

وكل عب ء أيد ثقيل * * أول ما رزئت بالرسول

وبعد بالطاهرة البتول * * والوالد البر بنا الوصول

وبالشقيق الحسن الجليل * * والبيت ذي التأويل والتنزيل

وزورنا المعروف من جبريل * * فما له في الرزء من عديل

ما لك عنى اليوم من عدول * * وحسبي الرحمان من منيل

قال تم شعر مولانا الشهيد أبى عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام وهو عزيز الوجود .

قلت والأبيات النونية التي أولها

غدر القوم وقدما رغبوا * * عن ثواب الله رب الثقلين

لم يذكرها أبو مخنف في هذا الديوان الذي جمعه وهي مشهورة والله أعلم

المصدر/ كشف الغمة في معرفة الأئمة / الشيخ علي الأربلي