تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 11

تسلية المُجالس وزينة المَجالس

الموسوم بـ
«مقتل الحسين عليه السلام»

من مصادر بحار الانوار

تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 12


تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 13

تسلية المُجالس وزينة المَجالس

الموسوم بـ
«مقتل الحسين عليه السلام»
تأليف
السيد الأديب محمد بن أبي طالب الحسيني الموسوي الحائري الكَرَكي
«من أعلام القرن العاشر»
الجزء الأول

تحقيق
فارس حسّون كريم

تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 14


تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 15

بسم الله الرحمن الرحيم

تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 16

كلمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد وعلى آله الأطياب الأخيار .
وبعد :
ففي عام 11 للهجرة أفل النور المقدّس من الأرض ، ذلك النور الذي بعثه الله بشيراً ونذيراً للعالمين ، وقبل أن يوارى جثمانه الثرى بدأ خطّ الانحراف عن الرسالة التي جاء بها الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلم ، فكانت وفاته صلى الله عليه وآله وسلم حدّاً فاصلاً بين عهدين يختلفان كلّ الاختلاف ، فذاك عهد اتّسم بالايمان والصدق والرحمة ، وهذا عهد الانقلاب على الأعقاب ، وكأنّ القوم أبوا الا أن يطبقوا الوعد الإلهي «أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ...»(1) .
وكان من نتائج هذا الانحراف هو انقسام الامة إلى قسمين :
أحدهما : محب لأهل البيت عليهم السلام موالٍ لهم ، وملتزم بنهجهم الذي وضعوه ، منكر لخطّ الانحراف ولمبدأ السقيفة في الحكم .
والثاني : خطّ أصحاب المصالح والهمج الرعاع ، والذي شمل إضافة إلى أتباع الشيخين ، الحزب الأمويّ والخوارج الذين أردوا أمير المؤمنين عليه السلام شهيداً في محرابه ، واستولى على الحكم معاوية بعد أن اُرغم الامام الحسن عليه السلام على الصلح معه لأسباب معروفة .
ومات معاوية وهو يوصي ابنه يزيد بأن يبادر إلى أخذ البيعة من جماعة ، وخصّ بالذكر الإمام الحسين عليه السلام .
واستلم يزيد الخلافة بعد أبيه ، وهو ليس أهلاً للحكومة فضلاً عن خلافة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنّ بعض التأمّل في شخصيّة هذا الرجل وفي بعض ذاتياته وممارساته من خلال ما أوردته كتب التاريخ والسير عن فترة حكمه القصيرة ، يظهر
(1) سورة
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 17

لكلّ ذي عقل بأنّه كان فاشلاً وخاسراً في جميع الامور وبالأخصّ في الخطّين الرئيسيين اللذين يجب أن يتّصف بهما الحاكم المسلم ؛ ألا وهي خطّي السياسة ، والالتزام الديني .
وكان أبناء الُمّة آنذاك قد تلبّد إحساسهم وأخلدوا إلى سبات عميق ، فهم همج رعاع ينعقون مع كلّ ناعق ، يميلون مع كلّ ريح ، كما وصفهم أمير المؤمنين عليه السلام ، ولولا دم الحسين عليه السلام لما تغيّر هذا الحال .
فالحسين الرمز ، هو ذلك الانسان الذي عرف طريقه ، فلم تلوه عنها نصائح المحبّين ـ كابن عبّاس ـ ، ولا تحذيرات المنافسين ـ كالحرّ بن يزيد الرياحي ـ ، ولكن الحسين مضى ، لأنّه مُضاءٌ ببرقٍ داخليّ ، يعرفه هو ، لينفّذ ما في الكتب ، كما يقول السيد المسيح ...
رفض عروض الوليد بن عقبة والي يزيد على المدينة ، وخرج إلى مكّة لليلتين بقيتا من شهر رجب سنة 60 للهجرة .
وخرج عليه السلام إلى العراق في الثامن من ذي الحجة ، وقُتل رسوله إلى العراق مسلم بن عقيل بعد ذلك بيوم واحد .
وبلغ عليه السلام مشارف الكوفة ، وكان والي يزيد عليها عبيد الله بن زياد ، فأرسل ألف فارس بقيادة الحرّ بن يزيد لاصطياد الحسين ومن معه ... والتقى الركبان ... ودار بين الامام الحسين وبين الحرّ بن يزيد حوار طويل غير انّه لم يثنِ الحسين بن عن غايته ، لذلك انجذب إليه قائد الجيش الأمويّ «الحرّ» وجاهد ما استطاع دونه ودون آل بيته من النساء والأطفال حتى ضُرّج بدمه .
وهكذا سائر أصحاب الامام وأنصاره ـ مسلم بن عوسجة ، وبرير ، وزهير ، وحبيب ، و ... ـ تابعوه في مسيرة الشهادة ، والمواقف الصامدة والبطولية التي وقفوها أمام الموت المحقّق ، فصمدوا واستشهدوا ، وضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفداء في سبيل نصرة إمام زمانهم الحسين عليه السلام .
وتشابكت الأحداث وتعقّدت ، ثم مرّت بسرعة ، وإذا بالحسين مخضّب بدمه ،
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 18

في كربلاء ، لم يحد عن صراطه السويّ ، فلم يُهادن الظالمين ، ولم يستسلم للباطل ، ولم يبايع ، وإنّما خرج ثائراً على كلّ ذلك ، فإصلاح اُمّة جدّه ، وليجدّد إسلام الاُمّة التي انقلبت على أعقابها ، فيجعلها خير اُمّة اُخرجت للناس .
فكان عاشوراء اختضاب الأرض بالدم الحسيني مرّة ، ولكنّه سيظلّ زينة السماء الداعية إلى الحرية الحمراء ، قبل كلّ شروق ، وبعد كلّ غروب ...
ومع استشهاد الامام الحسين عليه السلام تيقّظت ضمائر أبناء الاُمّة ، وانتشر حبّ آل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم في صفوفهم ، وتحرّك الأئمّة عليهم السلام واحداً تلو الآخر في سبيل نشر المبادئ التي ثار من أجلها الحسين عليه السلام ، وتوالت الثورات الشيعية التي تطالب بالثأر من قتلة الحسين ... فكانت ثورة المختار رحمه الله ، وثورة التوّابين ، وعشرات الثورات الاُخرى ، وأخذ العلماء والخطباء وأهل السير بالحديث عن الثورة والمآسي التي رافقتها .
وأضحى يوم عاشوراء رمزاً لكل المحرومين والثائرين ضدّ الظلم والطغيان في كلّ مكان وزمان ، واُلّفت مئات الكتب التي تحدّثت عن وقائع ثورة الحسين «ع» .
ومن هذه الكتب القيّمة هذا الكتاب الذي بين يديك ـ عزيزي القاريء ـ وهو «تسلية المُجالس وزينة المَجالس» المسمّى بـ «مقتل الحسين عليه السلام» للسيد العالم الأديب محمد بن أبي طالب الحسيني الكركي الحائري رحمه الله ، وقد حوى على مقدّمة ومجالس عشرة ، تطرّق المؤلّف في مقدّمته لبعض فضائل أهل البيت عليهم السلام ، وردّ بعض الأحاديث التي وضعها الأمويّون ، وبالأخص في حكم معاوية ، والتي حاولت الرفع من منزلة الصحابة ، والحطّ من شخصيّة الإمام علي عليه السلام وأئمّة أهل البيت عليهم السلام .
وقد تصدّى الفاضل فارس حسّون كريم لتحقيق هذا السفر القيّم ، ليخرجه لمحبّي أهل البيت من زوايا المكتبات ، بعد أن تحمّل جهوداً مُضنية في الحصول على نسخة الكتاب النفيسة ، واستنساخها ، ومراجعة عشرات المصادر من أجل تثبيت الخبر الصحيح ، فجزاه الله خير جزاء المحسنين .
مؤسسة المعارف الاسلامية ـ قم
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 19

الاهداء

سيديّ أبا الأحرار .
يا من كان اسمه نغمة حلوة في فم أبي الزهراء ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ، يستعذبها ولا يملّ من ترديدها ، ففيك وفي أخيك كان يجد اُنسه وسلوته عمّا فقد من الأبناء ، وما يؤذيك كان يؤذيه ، حتى انّه سمع بكاءك ذات مرّة فقال للزهراء ـ عليها السلام ـ :
أما علمت أنّ بكاءه يؤذيني ؟
فما عساه أن يقول لو قد رأى اُمّة الضلال قد تكالبت على انتهاك حرمتك ؟!
فقد بارزتك بسيوف الدهر ، ورمتك بسهامه ، غير أنّها جعلت منك قبلة للشفاعة نترنّم فيها طرباً .
فكان عملي هذا عنوان تذكار الولاء ، عساه أن يحظى بالقبول ، فأبلغ غاية المأمول .
فارس
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 110


تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 111

ترجمة المؤلّف
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الحكيم الوهّاب ، ربّ الأرباب ، والهادي إلى سبيل الهدى والصواب .
والصلاة والسلام على خير خلقه المؤيّد بفصل الخطاب ، خاتم أنبيائه محمد أشرف الأحباب .
وعلى آله ، النور المبين والصراط المستقيم ومنهاج الصواب ، اُولي العلم المحسودين على ما آتاهم الله من فضله واُولي الأمر كما جاء به الكتاب ، ترفع بهم درجات شيعتهم وتخفض درجات اعدائهم النصّاب .
وبعد :
فكثر هم الأعاظم الذين لم ينصفهم التاريخ ، وهذا السيد الذي نحن بصدد الحديث عن حياهت واحد من اولئك الأكابر .
فالسيد رحمه الله رقم ناصع في جبين الدهر ، وهو عالم كبير ، فاضل خبير ، كامل قدير ، أديب جدير ، شاعر ناثر ، ناظم ماهر ، يشهد له كتابه هذا بعلوّ كعبه ، وشدّة إيمانه ، ومع كلّ هذا لم نعثر له على ذكر شاف يفي بحقّ هذا السيد
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 112

الجليل .
والذي وجدناه عبارات موجزة مقتضبة جدّاً لا تسمن ولا تغني من جوع ، فلم تتطرّق لجانب بسيط من عمره الشريف ، كنسبه ، اُسرته ، مدينته ، محلّ وتاريخ ولادته ، وما أعقبها من مراحل حياته ، كدراسته وشيوخه وتلامذته ، .... وأخيراً تاريخ وفاته .
وكأنّه رحمه الله على يقين بما تخبّئ له غِيَر الزمان من تجاهل وإهمال ، ففي موضع من كتابه هذا أورد اسمه ونسبه ولقبه كاملاً(1) ، وفي موضع آخر بيّن محلّ ولادته وسبب تركه ذلك المحلّ واستيطانه الحائر(2) ، وفي موضع ذكر أنّه رأى كتاب «روضة الشهداء» للكاشفي(3) فصنّف «تسلية المجالس وزينة المجالس» على منواله(4) ، وفي موضع ذكر أنّه بعث ابنه طاهر ليأتيه بكتاب «تذكرة الفقهاء» للعلّامة الحلّي(5)(6) ، وفي موضع آخر من هذا الكتاب أشاد
(1) في ج 1 / 53 .
(2) في ج 1 / 54 .
(3) «روضة الشهداء» فارسي ، للحسين بن علي الكاشفي البيهقي ، المتوفّى في حدود سنة 910 هـ ، مرتّب على عشرة أبواب وخاتمة فيها ذكر أولاد السبطين وجملة من السادات ، واحتمل بعض أنّه أوّل مقتل فارسي شاعت قراءته بين الفرس حتى عرف قاريه بـ«روضة خوان» ، ثمّ توسّع في هذا العنوان إلى هذا الزمان حتى يقال لكلّ قارئ «روضة خوان»...«الذريعة : 11 / 294 رقم 1775» .
(4) في ج 1 / 69 .
(5) «تذكرة الفقهاء» في الفقه الاستدلالي من تصنيف العلّامة جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف الحلّي ، المتوفّى سنة 726 هـ ، وقد طبع في مجلّدين ضخمين في إيران «الذريعة : 4 / 43 رقم 169» .
وقد طبع مؤخّراً في قم بتحقيق ونشر مؤسّسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث .
(6) في أواخر الجزء الثاني .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 113

بالسلطان الشاه إسماعيل أبو المظفّر الصفوي(1)(2) ، وفي موضع ذكر غزو التتار وما فعلوا(3)،.... .


اسمه ونسبه الشريف :

السيد محمد بن أبي طالب بن أحمد بن محمد المشهور بن طاهر بن يحيى ابن ناصر بن أبي العزّ(4) الحسيني الموسوي الحائري الكركي .
(1) الشاه إسماعيل الأوّل بن السلطان حيدر الحسيني الموسوي الصفوي ، ينتهي نسبه إلى حمزة بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام ، ولد في 25 رجب سنة 892 هـ ، وتوفّي في تبريز 19 رجب سن 930 هـ أو 931 هـ ، ودفن بمقبرة جدّه صفي الدين في أردبيل ، ابتدأت سلطنته سنة 906 هـ ومدّة ملكه 24 سنة ، وهو أوّل الملوك الصفويّة وموطّد دولتهم : «أعيان الشيعة : 3 / 321» .
(2) في ج 1 / 63 .
(3) في أواخر الجزء الثاني .
(4) الظاهر أنّ «ابن أبي العزّ» هذا هو العالم الفاضل المعروف ، وهو الذي ذهب مع والد العلامة الحلي والسيد مجد الدين بن طاووس لطلب الأمان لأهل الحلّة ، والقصّة كما يلي :
قال العلامة الحلّي ـ المتوفّى سنة 726 هـ ـ في كشف اليقين : 101 ح 93 : لمّا وصل السلطان هولاكو إلى بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلّة إلى البطائح الا القليل ، وكان من جملة القليل والدي رحمه الله والسيد مجد الدين بن طاووس والفقيه ابن أبي العزّ ، فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان بأنّهم مطيعون داخلون تحت الإيليّة ، وأنفذوا به شخصاً أعجميّاً .
فأنفذ السلطان إليهم فرماناً [الفرمان : الأمير الملوكي] مع شخصين ؛ أحدهما يقال له تُكلم ، والآخر يقال له علاء الدين ، وقال لهما : إن كانت قلوبهم كما وردت به كتبهم فيحضرون إلينا ، فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه ، فقال والدي رحمه الله : إن جئت وحدي كفى ، فقالا : نعم ، فاصعد معهما .
فلمّا حضر بين يديه ، وكان ذلك قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة ، قال له : كيف أقدمتم على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا ما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم ؟ وكيف تأمنون إن صالحني ورحلت نقمته ؟
=
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 114

محلّ ولادته وهجرته إلى الحائر :

حدّد المؤلّف رحمه الله مكان مولده قائلاً :
إنّي لمّا هجرت مهاجر أبي واُمّي وعمومتي وبني عمّي ومسقط رأسي ومولدي ، ومصدري في الأمور وموردي ، وهي البلدة المشهورة بين أرباب الطريقة بالأرض المقدّسة ، وهي في الحقيقة على تقوى الله مؤسّسة ... أعني البلدة المشهورة بـ «دمشق» معدن الفجور والغرور والفسق ...(1) .
فحثثت ركابي عن ديارهم ، وأبعدت قراري من قرارهم ... وحططت رحلي ببلاد الوصيّين ، وألقيت كلّي على إمام المتّقين ، وجعلت مشهد قرّة
= فقال له والدي : إنّما أقدمنا على ذلك ، لأنّا روينا عن إمامنا عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال في بعض خطبه : الزوراء وما أدراك ما الزوراء ؟ أرض ذات أثلٍ يشيّد فيها البنيان ، ويكثر فيها السكّان ، ويكون فيها مهارم وخزّان ، يتّخذها ولد العبّاس موطناً ، ولزخرفهم مسكناً ، تكون لهم دار لهو ولعب ، يكون بها الجور الجائر ، والحيف المحيف ، والأئمّة الفجرة ، والقرّاء الفسقة ، والوزراء الخونة ، تخدمهم أبناء فارس والروم .
لا يأتمرون بينهم بمعروفٍ إذا عرفوه ، ولا ينتهون عن منكرٍ إذا أنكروه ، تكتفي الرجال منهم بالرجال ، والنساء بالنساء ، فعند ذلك الغمّ العميم ، والكباء الطويل ، والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترك ، وما هم الترك ، قوم صغار الحدق ، وجوههم كالمجان المطرقة ، لباسهم الحديد ، جردٌ مردٌ ، يقدمهم ملك يأتي من حيث بدا ، ملكهم جهوري الصوت ، قويّ الصولة ، عالي الهمّة ، لا يمرّ بمدينة الا فتحها ، ولا ترفع له راية الا نكسها ، الويل الويل لمن ناواه ، فلا يزال كذلك حتى يظفر .
فلمّا وصف لنا ذلك ، ووجدنا الصفات فيكم ، رجوناكم فقصدناك ، فطيّب قلوبهم ، وكتب لهم فرماناً باسم والدي رحمه الله يطيّب فيه قلوب أهل الحلّة وأعمالها . انتهى .
ورواه العلّامة أيضاً في نهج الحقّ وكشف الصدق : 243 ـ 244 ، وعبد الله أفندي الأصفهاني في رياض العلماء : 6 / 9 (إشارة) ، والشيخ عبّاس القمّي في الكنى والألقاب : 1 / 189 ، وسفينة البحار : 3 / 533 ، والسيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة : 2 / 258 ، والمدرّس في ريحان الأدب : 5 / 233 رقم 430 .
(1) انظر ج 1 / 54 .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 115

عينه أبي عبد الله موطني ، وحضرته الشريفة في حياتي ومماتي مسكني ومدفني(1) .


ما قيل في الاطراء عليه :

كتب على ظهر النسخة ما هذا نصّه : كتاب «تسلية المجالس وزينة المجالس» تأليف السيد الحسيب النسيب ، العالم الفاضل الكامل ، خلاصة البلغاء ، زبدة الخطباء النصحاء الألبّاء ، اُنموذج سلفه الطاهرين ، وصفوة الفضلاء البارعين ، فخر الملّة والشريعة والدين ، محمد بن أبي طالب ... أدام الله أوصاله(2) .
وقال المجلسي رحمه الله : السيد النجيب العالم محمد بن أبي طالب(3) .
وقال في موضع آخر : وكتاب «تسلية المجالس» مؤلّفه من سادة الأفاضل المتأخّرين(4) .
وقال السيد إعجاز النيسابوري الكنتوري : السيد النجيب العالم محمد بن أبي طالب(5) .
وقال الميرزا الخوانساري ـ ضمن كلامه عن الفقيه محمد بن أبي طالب الاسترابادي ـ : ثمّ ليعلم أنّ هذا الرجل غير محمد بن أي طالب الحسيني الحائري الذي كان هو أيضاً كما في رجال النيسابوري(6) من جملة
(1) انظر ج 1 / 62 .
(2) ستعرف أنّ النسخة كتبت في عصر المؤلّف رحمه الله .
(3 و4) بحار الأنوار : 1 / 21 و 40 .
(5) كشف الحجب والأستار : 121 رقم 579 .
(6) وهو الميرزا محمد الاخباري المقتول . «الذريعة : 10 / 157 رقم 283» .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 116

المشايخ(1) .
وقال السيد الأمين : في رسالة «نزهة أهل الحرمين»(2) وصفه بالعالم الجليل والسيد الجليل(3) .


ولده :

صرّح المؤلّف رحمه الله أنّه أرسل ولده «طاهر» ليأتيه بكتاب «تذكرة الفقهاء» للعلّامة الحلّي . ولا نعلم كم له من الأولاد ، وكم كان عمر ناصر حينذاك ؟(4)


فترة عمره الشريف :

بما أنّا لم نتعرّف على تاريخ ولادة المؤلّف ولا تاريخ وفاته رحمه الله ،
(1) روضات الجنّات : 7 / 35 .
واحتمل الشيخ آقا بزرگ الگهراني في گبقات آعلام الشيعة «إحياء الداثر من مآثر أهل القرن العاشر: 214 أن يكون المؤلّف هو نفسه محمد بن أبي طالب الموسوي الحسيني الاسترابادي ، تلميذ المحقّق الكركي ، وشارح الجعفريّة ، وسمّى الشرح «المطالب المظفّرية» ، حيث قال :
ولعلّه الاسترابادي المذكور ...فإنّه في آخر المجلس الخامس في أحوال مسلم بن عقيل أظهر الشكوى من أهل زمانه وغدرهم به كما غدر أهل الكوفة بمسلم . قال : ولمّا نجّاه الله منهم هاجر إلى كربلاء واتّخذها موطناً ومستقرّاً ...فيظهر أنّه لم يكن حائريّ الأصل . انتهى .
أقول : يبدو أنّ الحقّ مع الميرزا الخوانساري ، حيث إنّ المؤلّف رحمه الله صحيح لم يكن حائريّ الأصل لكنّه كركيّ ، كما هو صرّح في كتابه ، وكما بيّناه فيما سبق .
(2) «نزهة أهل الحرمين في تاريخ تعميرات المشهدين» في النجف وكربلاء ، لسيّدنا الحسن بن هادي صدر الدين العاملي الأصفهاني الكاظمي «1272 ـ 1354» صاحب «تأسيس الشيعة الكرام لفنون الاسلام» . الذريعة : 24 / 114 رقم 592» .
(3) أعيان الشيعة : 9 / 62 .
(4) انظر أواخر الجزء الثاني .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 117

فلذا من الصعب تحديد الفترة التي عاشها ، الا أنّ هناك دلالات نعرف من خلالها العصر الذي عاش فيه هذا السيد البارع ، وكما يلي :
1 ـ انّه رحمه الله عثر على كتاب «روضة الشهداء» للمولى الحسين الواعظ الكاشفي ، المتوفّى سنة «910» هـ ، وتاريخ تأليف الروضة هو سنة «847» هـ ، وألّف كتابه هذا على منوال الروضة .
2 ـ أشاد رحمه الله في كتابه هذا بالسلطان شاه إسماعيل الصفوي ، المولود سنة «892» هـ ، وتسلّم السلطة سنة «906» هـ ، وقاتل شيك خان الاوزبك سنة «916» هـ ، وتوفّي سنة «930» هـ .
3 ـ لقد زار المؤلّف مرقد أمير المؤمنين عليه السلام في سنة «921» هـ(1) .
4 ـ كتب بعض قصائده وصرّح بأن عمره كان «70» سنة(2) .
5 ـ ألّف السجع النفيس عام 955 هـ .
6 ـ صرّح بأنّه حصل على كتاب «تذكرة الفقهاء» للعلّامة الحلّي سنة «900» هـ .
ونستنتج من هذا انّه رحمه الله ولد في القرن التاسع وعاش إلى أواسط القرن العاشر .
(1) انظر ج 1 / 230 .
(2) انظر ج 2 / 74 و 130 .

الفهرس التالي التالي