مكتبة الشهرستاني:
أسسها العلامة الكبير السيد محمد مهدي الشهرستاني المتوفى سنة 1216 هـ ، في داره بمحلة «آل عيسى» ، وكانت في حينها حافلة بكتب المصادر الهامة ، والمخطوطات القيمة ومجلدات من مؤلفات ومصنفات صاحبها الشهرستاني الكبير ، وبألأخص كتابه الشهير «الفذالك في شرح المدارك» وكذا كتاب «المصابح» ، ومجموعات من رسائله وتعليقاته على سائر الكتب ، وقد إنتقلت بعد وفاة مؤسسها إلى نجله العالم الفاضل السيد محمد حسين الشهرستاني المتوفى سنة 1247 هـ ، وقد طالها النهب والسلب وتبعثرت محتوياتها أثر غارة الوهابيين على كربلاء ليلة الثامن عشر ذي الحجة سنة 1216 هـ ، أي بعد أكثر من عشرة اشهر على وفاة صاحبها ، إذ أن السيد محمد مهدي الشهرستاني كان قد توفى يتاريخ 12 صفر من السنة نفسا ولم يبق من هذه المكتبة ألآن سوى بعض المخطوطات التي هي بحيازة أحد أبناء أحفاده وهو السيد صالح اشهرستاني.
مكتبة السيد كاظم الرشتي:
كانت هذه المكتبة في عهد مؤسسها ، وكذا في عهد نجله العالم الشاعر السيد أحمد الرشتي المقتول في سنة 1295 هـ ، تعتبر من أهم وأضخم
المكتبات العلمية لا في كربلاء فحسب بل وفي بلاد العراق كلها أيضا ، وقد تبعثرت فيما بعد، إذ حصل نهب وسرقة لكتبها المطبوعة والمخطوطة على نطاق واسع ، فلم يعد لها أثر يذكر ،وقيل أن بعض كتبها النفيسة وجد لدى أناس لا تربطهم بالعلم وألأدب والثقافة أية صلة .
مكتبة الفراهاني:
وهي من المكتبات القديمة جدا ، تأسست سنة 1276 هـ على يد ألأخوند المولى عبدالحميد بن المولى عبدالوهاب الفارهاني العراقي (ألأراكي) المتوفى بحدود 1311 هـ ، ولم يبق ن محتويات هذه المكتبة بعد وفاة مؤسسها سوى (300) كتاب مخطوط، كان بحوزة السيد علي أكبر اليزيدي في مدرسة «السردار حسن خان».
وقد تفرقت هذه الكتب بعده ، ولم يعد يوجد منها شيء في مكان معلوم، وكان المولى الفراهاني عالما جليلى في سبيل العلم من مدينة شيراز، فهبط أولا مدينة سامراء حيث درس على العالم الكبير والمرجع العظيم الفقيه المجدد السيد الميرزا محمد حسن الشيرازي ، ثم رحل إلى كربلاء فاشتغل بالتدريس لآخر أيام حياته ،وقد ترجمه الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه «نقباء البشر» ، فأطرى يشخصيته السلمية.
مكتبة المولى البرغاني:
كانت عائدة إلى الفقيه والمحدث الكبير المولى محمد صالح بن المولى محمد البرغاني القزويني المتوفى بالحائر الشريف سنة 1283 هـ، وقد ورثها عن جده ألأكبر المولى الشيخ محمد كاظم الطالقاني الحائري ، الذي كان من كبار العلماء والمدرسين في حوزة كربلاء العلمية بأواسط القرن الحادي عشر الهجري ، وقد حوت في عهد المولى البرغاني على آلاف الكتب في شتى المواضيع العلمية والدينية بضمنها تفاسير القرآن وكتب الحديث ، الفقه والتاريخ الإسلامي والفلسفة والمنطق ، ومن نوادر المخطوطات فيها : كتاب «من لا يحضره الفقيه»، و «شرح اللمعة الدمشقية» و «مخزن ألأبرار» و «معتصم الشيعة» و «النخبة» و «عيون ألأصول» وكانت مكتبة عامرة كذلك بالكتب المخطوطة النفيسة ، أشار إليها اصحاب الرجال والسير منهم: العلامة السيد محسن العاملي في كتابه «أعيان الشيعة» والشيخ آغا بزرك الطهراني في موسوعته «الذريعة إلى تصانيف الشيعة» ، إنتقلت بعد وفاة المولى محمد صالح البرغاني إلى أبناءه وأحفاده جيلا بعد جيل ، حتى إستقرت أخيرا في ملكية أحد أبناء أحفاده ، وهو الشيخ الفاضل عبود بنالشيخ حسن الشهيدي الصالحي (البرغاني) الذي إهتم بتوسيعها ، بأن اضاف إليها عدة آلف مجلد كتاب جلبها من أسفاره لخارج العراق ، ولا تزال هذه المكتبة قائمة في بيته الكائن بعقد (زقاق) المائية في محلة المخيم بكربلاء حتى يومنا هذا ، لكنه هو (الشيخ عبود) هاجر كربلاء وسكن مدينة قزوين منذ عدة سنوات ، حيث يتفرغ ألآن للتحقيق والتأليف وطبع الكتب المخطوطة منها: التقريرات الفقهية للمولى البرغاني ، ودائرة المعارف الشيعية التي تقع في عشرات المجلدات.
مكتبة الطهراني:
خزانة كتب قديمة أوجدها العالم والمرجع الديني الكبير الشيخ عبدالحسين الطهراني المعروف بـ (الشيخ العراقين) والمتوفى سنة 1285 هـ ، وقد أوقفها على أن يكون الواقف من بعده نجليه الشيخ علي والشيخ مهدي، وكات تحتوي على كل ما هو نفيس وثمين جدا، من الكتب والمخطوطات بضمنها النسخة اليتيمة ، لترجمة العلامة الخواجة نصير الدين الطوسي لأحد الكتب اليونانية القديمة ، وقد قام المتحف البريطاني بابتياعها والحصول عليها بطرق ملتوية ، وتعتبر هذه النسخة الوحيدة من المحفوظات ألأثرية لهذا المتحف العالمي الشهير ، كما كانت تضم أيضا كتاب «العين» للخليل بن أحمد الفراهيدي ، وكتاب «المحيط» للصاحب بن عباد ، وقد تبعثرت هذه الخزانة النفيسة فيما بعد وفاة مؤسسها ونجليه ، وتم نقل أكثر مخطوطاتها إلى المكتبة الجعفرية الكائنة بالمدرسة الهندية ،و قد تطرق لذكر نماذج من الكتب الثمينة بها، المؤرخ العربي المعروف جورجي زيدان في كتابه «تاريخ آداب اللغة العربية».
مكتبة المازندراني:
وهي عائدة إلى العالم والمجتهد والمرجع الكبير الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري المتوفى سنة 1309 هـ ، وقد جمع فيها أمهات الكتب ، والمصنفات العلمية والفقهية والتاريخية ومجاميع من المخطوطات الثمينة ، ومن أهم نفائس الكتب التي كانت فيها ، كتاب «العين» للخليل بن احمد الفراهيدي، وقد تطرق لذكرها جرجي زيدان ، في كتاب «تاريخ آداب اللغة العربية» وبعد وفاة مؤسسها إنتقلت إلى نجله ألأكبر العلامة الشيخ حسين المتوفى سنة 1339 هـ ، ومن ثم إلى حفيده الشيخ أحمد بن الشيخ حسين المتوفى سنة 1376 هـ ،وبعد وفاة هذا ألأخير تبعثرت وتفرقت الكتب بها ، ولم يعد يعرف عنها شيء اليوم.
مكتبة السيد عبدالحسين الكليدار:
وكانت تعتبر في طليعة المكتبات العلمية القيمة في العراق خلال النصف ألأول من القرن الرابع عشر الهجري ، لما إشتملت عليه من أنفس المخطوطات ، وأثمن المطبوعات ، وأغنى المواضيع والمواد العلمية والتاريخية وألإجتماعية ونظرا لأهميتها العلمية والتاريخية فقد نوّه بها عدد من المؤرخين، منهم العالم الرجالي المعروف الشيخ آغا بزرك الطهراني ، الذي اشار لبعض كتبها النادرة في أجزاء من موسوعته القيمة «الذريعة إلى تصانيف الشيعة»«آداب اللغة العربية» ، وكانت إلى جانب ذلك كمنتدى للأدباء والشعراء والعلماء ، وقد زارها عدد من كبار المستشرقين ، بينهم المستشرق الفرنسي «ماسينيون» ، والمستشرقة البريطانية «مس بيل» ، ولكن لم تدم طويلا ، إذ شب فيها الحريق وطالها التلف أثر حادثة حمزةبيك المعروفة سنة 1333 هـ ، ثم أعادها إلى الوجود مؤسسها بشراءه الكتب وإستنساخ بعض المخطوطات النادرة التي تبحث بمواضيع تاريخية وعلمية شتى، وقد إنتقلت بعد وفاته سنة 1380 هـ إلى نجله السيد صالح الكليدار، الذي كان قد اولى سدانة الروضة الحسينية الشريفة في حياة والده السيد عبدالحسين ، حينما عزف ألأخير عن هذه المهمة لنجله متفرغا للبحث والمطالعة والتأليف ،وقد قام مؤخرا حفيده السيد عادل بن السيد صالح الكليدار بتنسيق وتنظيم وتبويب الكتب الموجودة فيها ، مضيفا إليها مجاميع من الموسوعات العلمية والتاريخية وألإجتماعية.
مكتبة القزويني:
أنشأها العلامة السيد إبراهيم القزويني صاحب «الضوابط» والمتوفى سنة 1262 هـ ، غشتملت على كتب الحديث والفقه والتفسير والتاريخ واللغة وألآداب وكذا مجاميع من المخطوطات النفيسة والنادرة بما يزيد على (200) مخطوطة ، تولى إدارتها بعد وفاة مؤسسها نجله العالم الفاضل السيد باقر القزويني المعروف بـ «الشهيد آغا بزرك»، ومن ثم حفيده العلامة السيد حسين القزويني أحد رجالات الثورة العراقية الكبرى المتوفى سنة 1267 هـ ، غير أن هذه المكتبة تعرضت للحريق سنة 1330 هـ ، ولم يسلم من الحرق سوى عدد قليل من كتبها ، ومن أهم الكتب المتبقية منها كتاب «المحيط» للصاحب بن عباد ، و «مناسك الشاهوردية» ، و «نتائج ألأفكار» ، و الطريف أن صاحب ومؤسس هذه المكتبة ـ السيد إبراهيم القزويني ـ كان هاويا بالتعليق كتابة وبخط يده على هوامش أكثر الكتب التي إحتفظ بها في مكتبته ، وخاصة تلك التي تعالج القضايا الفلسفية والحكمية ، ولا تزال آثار تعليقاته هذه موجودة حتى اليوم.
مكتبة الشيخ الخوئي:
مكتبة بائدة ، كان قد أسسها العلامة الشيخ أبوالقاسم بن الشيخ عبدالله الخوئي المتوفى سنة 1364 هـ ، كان عالما ومحققا فذا ، إشتهر أمره بالتدريس والبحث العلمي في مدرسة «صدر أعظم النوري» بكربلاء وتخرج عليه عدد كبير من العلماء والفضلاء ، غير أنه كان خافت الذكر ، صلى على جثمانه المرجع الديني ألكبير المرحوم السيد ابو الحسن الموسوي ألأصفهاني.
جمع في مكتبته الكثير من الكتب النفيسة والثمينة جدا، لكنها تفرقت بعد وفاته ، إذ بيع أكثرها في مزاد علني ، قيل في حينه أن المرحوم آية الله العظمى السيد أبو الحسن ألأصفهاني ، قد إشترى قسما من كتبه، كما شوهد بعض المخطوطات النفيسة العائدة لمكتبة الشيخ الخوئي في المكتبة العامة لروضة ألإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد المقدسة ، ومن جملة مخطوطاتها التي تحتفظ بها المكتبة الرضوية العامة حتى اليوم: كتاب «تعقيبات الصلاة» للسد كاظم بن باقر الموسوي الكشميري الحديبيلي ، وكتاب «الحسينية في ألأصو الدينية والفروع العبادية » للمولى عز الدين جعفر بن شمس الدين ألآملي و كتاب «شاهان در كربلاي معلى» وهو كتاب فارسي يرجع تاريخ تأليفه إلى سنة 1138 هـ .
وللمرحوم الشيخ أبي القاسم الخوئي مؤلفات لا تزال مخطوطة منها: كتاب «إزالة ألأوهام عما إشتهر في ألسماء وألأعلام».
مكتبة البغدادي:
أسسها العلامة السيد علي بن السيد مهدي البغدادي ، وكان من العلماء الأفاضل في كربلاء ن وقد جمع بها الكثير من الكتب الخطية والمطبوعة ، لكن هذه الكتب توزعت بين ورثته فبيع أغلبها ونقل عن العلامة السيد مرتضى الطباطبائي الحائري المتوفى سنة 1389 هـ قوله: كان المرحوم السيد علي البغدادي من تلامذة العلامة الكبير السيد الميرزا محمد حسين المرعشي الشهرستاني المتوفى بكربلاء سنة 1315 هـ ، وله إجازة منه في ألإجتهاد ، ومن مؤلفاته المطبوعة «رسالة في الكر»
مكتبة السيد عاشور:
مؤسسها السيد طالب السيد عاشور ، كانت تضم كتبا مستنسخة ، كان صاحبها مولعا وهاويا بجمعها وألإحتفاظ بها في مكتبته ، ونقل عن العالم البحاثة المرحوم السيد عبدالحسين الكليدار صاحب «تاريخ كربلاء المعلى» قوله: أن كتاب «الدر النظيم» لمؤلفه جمال الدين الشامي وهو كتاب ثمين وقيم جدا ، توجد نسخة منه عند ورثة السيد طالب السيد عاشور ، وهي مستكتبة من على النسخةالتي كانت موجودة بمكتبة الشيخ عبدالحسين الطهراني.
مكتبة أبي الحب:
كانت تعود في ألأصل إلى الخطيب الكربلائي الشهير والذائع الصيت الشيخ محسن بن الحاج أبي الحب والمتوفى سنة 1305 هـ ، وإشتملت على أمهات الكتب في الفقه والتاريخ ألإسلامي وألأدب والشعر واللغة ومجاميع من المخطوطات النفيسة ، وإنتقلت بعد وفاته إلى نجليه وهما : الخطيب الشيخ محمد حسن أبو الحب والدكتور جليل أبو الحب.
مكتبة السيد الحائري:
أسسها العالم الفاضل السيد علي أكبر بن السيد مير حسين القزويني الحائري ، الذي ترجمه العالم النسابة الشيخ آغا بزرك الطهراني بقوله: كان من أهل الفضل والمعرفة في كربلاء ، وكانت لديه مكتبة نفيسة ، وقف كثيرا منها على المنتفعين وجعل التولية للسيد هاشم القزويني المتوفى بكربلاء سنة 1327 هـ ،رأيت جملة من تلك الكتب في مكتبة مدرسة الهندي ـ المكتبة الجعفرية ـ وكانت وفاة المترجم له بعد سنة 1300 هـ ، وبعد وفاة متوليها (السيد هاشم القزويني) تم نقل جل كتبها إلى مكتبة المدرسة الهندية.
مكتبة السيد محمد باقر الحجة:
كانت تعتبر في حينها من خزائن الكتب النفيسة جدا ، حوت مخطوطات ومطبوعات ناهز عددها في بداية تأسيسها ثلاثمائة مجلد كتاب، كان قد جرى تجميعها منذ عهد العالم الكبير السيد علي طباطبائي صاحب «الرياض» ، وإنتهى بها المطاف إلى أحد ابناء أحفاده وهو السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي المتوفى سنة 1331 هـ ، وإنتقلت بعد وفاته إلى نجله السيد محمد صادق بن محمد باقر الحجة المتوفى سنة 1337 هـ ، وبعد وفاة هذا ألأخير وزعت كتبها بين نجليه العالم الفاضل السيد باقر الحجة ـ نزيل مدينة مشهد المقدسة ـ وإبن عمه العالم المرجع السيد عبدالحسين الحجة بن السيد علي المتوفى سنة 1363 هـ ، ولا يزال قسم من كتب هذه المكتبة موجودا في مدرسة المجاهد العلمية.
مكتبة السيد عبدالحسين الحجة:
إشتملت في حينها على الف ومئتي مجلد كتاب بين مطبوع ومخطوط ، وقد عنى وإهتم بها صاحبها المرحوم السيد عبدالحسن الحجة ، وزاد عليها مجاميع كبيرة من الكتب المطبوعة ذات القيمة العلمية ، وقد بيعت بمجملها بعد وفاته سنة 1363 هـ ، إلى قريب له وهو السيد محمد مهدي الحجة الطباطبائي. وكانت توجد بينالكتب النفيسة والقيمة فيها ، نسخة خطية نادرة لكتاب (عمدة الطالب في أنساب أبي طالب) لمؤلفه السيد أحمد مهنا الداودي ، ونسخة يتيمة لكتاب (مغنى اللبيب) في قواعد اللغة العربية لمؤلفه إبن هشام جمال الدين عبدالله بن يوسف بن احمد بن عبدالله ألأنصاري ، المولود في القاهرة سنة 708 هـ والمتوفى سنة 761 هـ ، وقيل في حينه أن فريقا من المصريين المعنيين بالمخطوطات ألأثرية ذهب إلى كربلاء لشراء هذه النسخة الثمينة والنادرة ، بغرض طبعها ونشرها ، إلا أن صاحبها السيد محمد مهدي إمتنع عن بيعها فبيعت بعد وفاته ، ولا تزال البقية الباقية من كطتبها المطبوعة والمخطوطة موجودة في العمارة الملحقة بمدرسة حسن خان العلمية ، وقد تولى ألإشراف عليها ، نجل صاحبها ألأخير «السيد محمد مهدي» المذكور آنفا وهو السيد عباس الحجة.
مكتبة السيد محمد حسين المرعشي:
أنشأها العلامة الكبير السيد الميرزا محمد حسين المرعشي الشهرستاني المتوفى سنة 1315 هـ ، وقد جمع فيها مؤلفات والده الحاج الميرزا علي الكبير والتي يزيد عددها على عشرين كتابا وكذا مؤلفاته هو بالذات، والتي يبلغ عددها نحو مائة مجلد تقريبا، وقد ضمت فيما بعد مؤلفات نجله العلامة السيد الميرزا علي المرعشي الهشرستاني المتوفى سنة 1344 هـ ، والتي بلغ تعدادها ما يقرب من خمسين مجلدا، ومن أنفس الكتب الخطية بها كتاب (زوائد الموائد) ، الذي يبحث في علوم شتى ، وقد اشار إلى بعض الكتب فيها الشيخ آغا بزرك الطهراني في أجزاء من موسوعته «الذريعة» ، كما كانت توجد بها نسخة خطية منقوصة في أولها وىخرها لكتاب (القانون) لأبي علي بن سيناء الطبيب والفيلسوف ألإسلامي الشهير ، وقد شرح عليها صاحب المكتبة «السيد محمد حسين المرعشي»قائلا: إنها بخط مؤلفها أبي علي بن سيناء نفسه ،ونقل عن المحقق البحاثة السيد صالح الشهرستاني قوله : إطلعت على هذه النسخة الفريدة في تلك المكتبة قبل أربعين عامة ، ولا يعلم أين هي ألآن.
مكتبة السيد مرتضى الكليدار:
أقامها المرحوم السيد مرتضى نجل السيد مصطفى آل ضياء الدين حينما كان سادنا لروضة سيدنا أبي الفضل العباس عليه السلام في كربلاء ،وكانت في موقع قريب من مدخل هذه الروضة الشريفة ، وقد حوت على ذخائر من التراث الثقافي ألإسلامي والفكر الحضاري ومجاميع كبيرة من المخطوطات القيمة والنفيسة جدا، وكانت إلى جانب ذلك ملتقى لرواد الفكر وألأدب والشعر ، من يعنون بقضايا العلم والمعرفة ، تبعثرت وتفرقت هي ألأخرى ولم يبق منها شيء يذكر ، والجدير بالذكر أن تاريخ إفتتاحها كان يوم التاسع عشر من شهر ذي الحجة سنة 1359 هـ.
مكتبة حسن ألأخباري:
كانت تحوي مجموعات كبيرة من الكتب العلمية والدينية والرسائل العملية والمخطوطات النفيسة والمطبوعات النادرة وقد أشار إلى بعض كتبها المخطوطة الشيخ آغا بزرك الطهراني في أجزاء موسوعته «الذريعة» ، وبعد وفاة صاحبها «المولوي حسن بن يوسف ألأخباري» إنتقلت إلى إبن أخيه محمد جواد ألأخباري الي عنى بها وحرص عليها طول حياته ، وبعد وفاة هذا ألأخير ، قام شقيقه محمد صالح ألأخباري ببيع قسم منها ، وأهدى القسم ألآخر إلى الميرزا عباس آل جمال الدين ،وبذلك تفرقت أجزاء هذه المكتبة فلم تعد قائمة بعد.
مكتبة الشيخ علي اليزدي:
كانت تحوي النفيس والنادر من المخطوطات والكتب المطبوعة ، ذكر بعضها الشيخ آغا بزرك الطهراني في موسوعته «الذريعة» ،ولا يعرف مصيرها اليوم، وكان صاحبها الشيخ علي إبن الشيخ زين العابدين البارجيني اليزدي الحائري اشهير بـ (شهرنوي) ، والمتوفى بكربلاء سنة 1333 هـ ، عالما فاضلا ومدرسا قديرا ومصنفا بارعا له من المؤلفات : «إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب» في مجلدين طبعا سنة 1352 هـ ، و «روح السعادة في ذكر ألأخبار المنقولة عن السادة» طبع سنة 1330 هـ ،وطبع ثانية سنة 1383 هـ ،وكان الشيخ علي اليزدي يؤم الجماعة في جامع يقع بالقرب من بيته الكائن في محلة العباسية الشرقية ،وقد قام بفتح باب خارج بيته يؤدي إلى هذه المكتبة ، فكان أهل العلم والفضل يرتادونها ويستفيدون من كتبها.
مكتبة السيدهاشم القزويني:
كانت عائدة إلى العلامة السيد هاشم بن السيد محمد علي القزويني الحائري المتوفى سنة 1327 هـ ، وقد حوت مجموعات من الكتب في الفقه وألأصول والكلام والحديث وأكثرها مخطوطة ، بينها كتاب نادر وفريد في نوعه باسم (إحقاق الحق) ، أشار إلى بعض التصانيف بها ، صاحب «الذريعة» وقد تبعثرت وتفرقت بعد وفاة صاحبها ، إذ أهدي قسم من كتبها إلى المكتبة الجعفرية التابعة للمدرسة الهندية بكربلاء ، فيما بقي القسم الآخر بحيازة حفيده السيد محمد كاظم القزويني صاحب كتاب «ألإمام علي من المهد إلى اللحد».
مكتبة السيد الكاشاني الحائري:
إحتوت على مجاميع من المؤلفات والمصنفات القديمة ، والمخطوطات النفيسة ذات القيمة ألأثرية ، أوجدها العلامة السيد محمد بن السيد حسين الكاشاني الحسيني الحائري المتوفى سنة 1353 هـ ، وإنتقلت إلى نجله السيد زين العابدين الكاشاني المتوفى سنة 1375 هـ ، ونقل عن النسابة الشهير الشيخ آغا بزرك الطهراني قوله: إنه شاهد بين الكتب الخطية الكثيرة بهذهالمكتبة كتابا لعلم الهدى إبن المحقق الفيض الكاشاني ، جمع فيه رسائل ألأئمة (عليهم السلام) ومنها الرسالة التي روى فيها عن الشيخ الكليني وإسمه «معادن الحكمة في مكاتيب ألأئمة».
وعلى ذكر السيد زين العابدين الكاشاني ، نرى من اللزام أن نتطرق لترجمته، نظرا لأنه كان لفترة طويلة منعمد وأركان الحوزة العلمية في كربلاء : هو السيد زين العابدين بنالسيد محمد بن السيد حسين الحسيني الكاشاني الحائري ، كان والده السيد محمد من أعاظم العلماء وشقيقه السيد حسين من أجلاء ألأعلام في كربلاء ، وكان هو أيضا من الفقهاء القديرين والمتبحرين ، قرأ في النجف على المولى الشيخ محمد كاظم الخراساني ، ثم توجه إلى سامراء ، فأخذ من الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي وعاد إلى كربلاء ، وبعد وفاة والده قام مقامه حينما كانت الرئاسة العلمية والدينية في حوزة كربلاء معقودة للسيد ألآقا حسين القمي ، وكان يعين هذا ألأخير في الفحص عن مصادر أجوبته للمسائل ، وبعد وفاة السيد القمي سنة 1366 هـ ، هاجر إلى مدينة قم وإتصل بالمرجع الروحي الكبير السيد ألآغا حسين البروجردي المتوفى سنة 1380 هـ ،فأرسله بوكالة منه إلى الكويت فكان هناك مرجعا للأمور الشرعية ، وبعد سنتين من الإقامة في الكويت مرض فعاد إلى مدينة قم وتوفى بها سنة 1375 هـ ، هل من ألآثار العلمية : «أرجوزة الحج» طبعت أخيرا باسم مناسك الحج ، وذلك بسعي نجله السيد علي بن زين العابدين.
وقد إشتهر بيته ، وبيت والده السيد محمد الكاشاني الحائري في كربلاء بالعلم والفضل والفقاهة.
مكتبة الميرزا محمد تقي المرعشي الشهرستاني:
حفلت بمجموعات من الكتب القديمة وألأثرية من مخطوطة أو مطبوعة ، وكانت توجد بين كتبها المخطوطة مؤلفات ومصنفات صاحبها العلامة السيد الميرزا محمد تقي الحسيني المرعشي الشهرستاني المتوفى نة 1307 هـ ، ثم آلت إلى نجله ألأكبر السيد علي آغا ، ثم إلى حفيده العلامة السيد أحمد الشهرستاني ـ نزيل مدينة طهران ـ ،وقد أودع صاحبها فيها مجموعة كبيرة من ألأدعية والمأثورات ، التي أجهد نفسه في جمعها وإستنساخها بخطه.
مكتبة الشيخ القمي الحائري:
كانت عائدة إلى الشيخ محمد علي بن محمد جعفر القمي ، الذي كان بحق حبرا جليلا وفقيها كبيرا ، قرأ في النجف على عمد ومشايخ حوزتها العلمية ، منهم المولى الشيخ محمد كاظم الخراساتني وكتب من تقريراته (القطع والظن والبراءة وألإسصحاب) ، وفي سنة 1324 هـ هبط مدينة سامراء فحضر درس الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي ، وبعد فترة عاد إلى كربلاء مشتغلا بالتدريس وألإمامة وغيرها من الوظائف الشرعية ، وفي سنة 1349 هـ توجه إلى زيارة ألإمام الرضا عليه السلام في مدينة مشهد حيث إلتقى به آية ألله العظمى السيد ألآقا حسين القمي ، فشجعه على التوجه إلة مدينة قم بهدف تطوير حوزتها العلمية ،وعندما وصل لهذه المدينة أصر عليه رئيس حوزتها آنذاك الشيخ عبدالكريم الحائري اليزدي المتوفى سنة 1355 هـ ، بالبقاء فيها فنزل عند رغبته وقام بالتدريس وألإفادة ، وكان له شأن وإعتبار وكان لطلاب العلم شوق ورغبة في دروسه وأبحاثه ، توفى سنة 1358 هـ ، له من المؤلفات : «حاشية الكفاية» و ردّ الوهابية» , و «مختارات ألأصول» و رسالة في ألإجتهاد والتقليد ، وأخرى في التعادل والترجيح ، والرسالة الرضاعية ، ورسالة في بطلان الترتب ، ورسالة في العدالة ، وأخرى في الوقف ، إلى جانب كتب في الفقه (الطهارة والصلاة والزكاة والخمس) .
أما مكتبته فقد كانت تضم في حينه مجموعات من نفائس ونوادر الكتب التي تعالج شتى العلوم والفنون ، منها المخطوطة والمطبوعة بينها نسخة نادرة من كتاب (من لا يحضره الفقيه) ، وعليها إجازات متعددة ، وقد ورد ذكر بعض الكتب الهامة بهذه المكتبة في موسوعة «الذريعة» بأجزائها المختلفة ، وكانت عائدة للشيخ محمد علي القمي الحائري من علماء وفضلاء كربلاء، والذي إشتهر بكتابه المطبوع «كفر الوهابية» ، وقد إندرست هذه المكتبة ولم يعد لها من أثر يذكر.
مكتبة الخارساني:
كانت عائدة للعالم والمرجع الكبير السيد الميرزا هادي الخراساني الحائري المتوفى في 12 ربيع ألأول سنة 1368 هـ ، وقد إشتملت على نسخ خطية نادرة ، بينها عدد من المصاحف النفيسة وألأثرية ، وقد بلغ عدد الكتب المحتفظة بها على عهد صاحبها أكثر من ألفي مجلد كتاب ، كان قد جمعها وصنفها وبوبها منذ صباه ، وقد إنتقلت بعد وفاته إلى نجله العلامة السيد مهدي الخراساني ، الذي لم يبق بعد وفاة والده الجليل في كربلاء طويلا ، فهاجرها إلى اوروبا وأمريكا هاديا ومرشدا ومبلغا إسلاميا إلى يومنا هذا.
مكتبة الشيخ السنقري:
كانت عائدة إلى العالم الجليل والمؤلف القدير ، الشيخ محمد علي الحائري السنقري المتوفى سنة 1278 هـ ، والذي كان من مشاهير العلماء ألأجلاء في حوزة كربلاء ، حوت هذه المكتبة مجلدات ضخمة في الفقه وألأصول والفلسفة والحكمة الإلهية واليونانية ، وكذا مجلدات عديدة من مؤلفات ومصنفات صاحبها ، بضمنها كتابه الشهير (المشاهد المشرفة والوهبيون) ، وكتابه ألآخر (الرسالة العاصمية) ، وقد إنتقلت بعد وفاته إلى وصيه السيد محمد رضاالطبسي.
مكتبة «آغامير»القزويني:
كانت مكتبة غنية بكتبها العلمية والفقهية الهامة جدا، بينها كتب المذاهب ألإسلامية الخمسة ومخطوطات نفيسة في الفقه وألأصول والتاريخ والحديث ، سعى إلى جمعها وتنسيقها صاحبها العلامة الكبير السيد محمد حسن «آغامير» القزويني الموسوي المتوفى بتاريخ 26 رجب سنة 1380 هـ ، وقد بيع قسم من كتبها بعد وفاته ، فيما لا تزال البقية الباقية منها تعتبر في عداد خزائن الكتب الهامة في كربلاء.
مكتبة السيد القمي:
كانت تشتمل في حينها على مجاميع كبيرة من الكتب الفقهية وألأصولية ذات القيمة المتزايدة جدا، إلى جانب كتب وأبحاث ودراسات مطبوعة ومخطوطة لعلماء ألإمامية المشاهير والمراجع الدينيين العظام، أصبحت فيما بعد حياتهم كتب مصادر دراسية وتحقيقية بالنسبة لكل عالم مجتهد يسعى للتفقه بدرجات أعلى في علوم الدين وشرعة ألإسلام، وكذا لكل طالب علو نابه متفوق ، فضلا عن كتب كثيرة ومتنوعة تبحث في التاريخ ألإسلامي وعلم الكلام والتفسير والحديث والرواية وعلم الرجال والسير وبعد وفاة صاحبها المرجع الكبير والعلامة الفهامة السيد الحاج آقا حسين القمي في سنة 1366 هـ ، إحتفظ بها نجله العلامة السيد الحاج آغا مهدي القمي ،الذي خلف والده في أمور الفتيا ، وإقامة الجماعة في صحن الروضة الحسينية الشريفة لفترة من الزمن ، قبل أن يغادر كربلاء مهاجرا إلى لبنان ومن بعد إلى إيران ، حيث وافاه ألأجل المحتوم سنة 1406 هـ .
مكتبة السيد محمد رضا البهبهاني:
كانت مكتبة نفيسة للغاية ، حوت ألآلاف من الكتب العلمية الدينية بين مطبوعة ومخطوطة ، بضمنها مجموعات من الكتب والمصنفات المتعلقة بتراث الشيعة ، والمذهب الجعفري ألإمامي ، ذات المجلدات الكثيرة مثل كتاب «بحارألأنوار» للعلامة المجلسي ، والذي يتألف من عشرات المجلدات ، وقد كانت النسخة المحتفظة بها في هذه المكتبة من كتاب «البحار» نسخة نفيسة وقديمة جدا، ورث المكتبة العلامة الكبير الحاج السيد محمد رضا البهبهاني عن أسلافه من آل البهبهاني ، الذين إشتهروا جميعا في كربلاء بالعلم والفضل والمقدرة والضلوع بالقضايا الدينية وقد قام هو نفسه بإقتناء جملة من أنفس وأثمن المطبوعات والمخطوطات ، خلال تواجده في كربلاء ، فزاد بذلك من أهمية وقيمة مكتبته العلمية ، ولا يعرف مصيرها بالضبط ألآن ، نظرا لأن آل البهبهاني إنتقلوا في فترات متعاقبة إلى إيران ، وقد تكون الكتب بها قد وزعت وتفرقت بين أبناء وأحفاد العلامة السيد محمد رضا البهبهاني ، الذي سبق غيره في الرحيل عن كربلاء خلال العقد السابع من القرن الرابع عشر الهجري ، وتوطن آنذاك في طهران ، حيث برز ولمع إسمه في مشاهير علماءها واجلاء فضلاءها وأئمة الجماعة بها ، إلى أن وافاه ألأجل المحتوم في حجة للديار المقدسة سنة 1389 هـ .
مكتبة السيد الميرزا مهدي الشيرازي:
كانت مكتبة عامرة وحافلة في حينها بكل ما هو جديد وقديم من كتب الفقه وألأصول والحديث والسيرة والتفاسير والتواريخ كما كانت تضم مجاميع من الكتب المخطوطة النادرة التي كانت تشكل في حينها التركة العلمية الزاخرة لبيت الشيرازي ، الذي إشتهر جل أفراده بالعلم والفضل، والتأليف والتصنيف والبحث والتحقيق ،إلى جانب مصنفات هؤلاء بضمنها المصنفات المخطوطة لصاحبها السيد الميرزا مهدي الشيرازي المتوفى سنة 1380 هـ ، وقد إحتفظ بهذه المكتبة وعني بها أكثر فاكثر بعد وفاته نجله ألأكبر آية ألله العظمى السيد محمد الشيرازي ، الذي أضاف إليها مجموعات ضخمة من الكتب المطبوعة والمخطوطة والكتب العديدة التي قام بتأليفها هو وأئقاؤه ، وبألأخص المغفور له السيد حسن الشيرازي ،الذي ترك مؤلفات إسلامية وفكرية مطبوعة ومخطوطة ، هي على جانب كبير من ألأهمية علميا وثقافيا . وقد بلغ تعداد الكتب عدة آلاف مجلد ، وقد تفرقت برحيل بيت الشيرازي من كربلاء سنة 1391 هـ .
مكتبة الخطيب:
أسسها العالم والفقيه المحقق الشيخ محمد الخطيب المتوفى سنة 1380 هـ ، وقد جمع فيها أعدادا كبيرة من كتب المصادر الفقهية وألأصولية والتاريخية والكتب الدينية الدراسية والتوعوية والثقافية القديمة والحديثة ،إضافة إلى عشرات من المخطوطات القيمة ، إنتقلت عمادة هذه المكتبة بعد وفاته إلى نجله الشيخ عبدالحسين الخطيب الذي يتولى في الوقت نفسه إدارة مدرسة دينية باسم الخطيب كانت عمادتها لوالده من قبل.
مكتبة البحراني:
تعود إلى السيد محمد طاهر بن محمد بن محسن الموسوي البحراني المتوفى في 6 صفر سنة 1384 هـ ، من مشاهير العلماء وأئمة الجماعة في كربلاء ، إشتملت على مصنفات كثيرة في الفقه وسائر العلوم الدينية وألأنساب والتراجم والعديد من نفائس الكتب النادرة ، مثل كتاب «النفحات العنبرية في أنساب خير البرية» بقلم السيد أبي الفضل محمد كاظم بن أبي الفتوح ألأوسط الحسيني ، وقد جرى إستنساخاها سنة 891 هـ ، وكذا نسخة نفيسة من المصحف الشريف ، ينسب خطه إلى ألإمام الحسن العسكري عليه السلام.
مكتبة الشيخ محمد مهدي المازندراني:
أسسها الشيخ محمد مهدي بن الشيخ عبدالهادي المازندراني الحائري المتوفى بتاريخ 14 ذي القعدة سنة 1385 هـ ، وقد حوت الكثير من كتب الفقه وألأصول وتواريخ وتراجم ألأئمة المعصومين (عليهم السلام) إضافة إلى نفئس المخطوطات القديمة ذات القيمة ألثرية ، ويحتفظ بكتبها اليوم في زاوية من مدرسة دينية ، كان قد شيدها بسعيه شخصيا.
مكتبة العلامة السيد عباس الكاشاني الحائري:
مكتبة خاصة أسسها العلامة السيد عباس الكاشاني الحائري في داره بمدينة كربلاء ، وقد إحتوت على جملة من المخطوطات النفيسة التي جلبها من مكتبات أخرى بضمنها: مجموعة في علم ألأصول ، هي تقريرات العالم والفقيه النحرير والشيخ علي بن أحمد البفروئي اليزدي الحائري المتوفى بحدود سنة 1324 هـ ، قال النسابة الشيخ آغا بزرك الطهراني في كتابه «نقباء البشر» : أنه رآها عند السيد عباس الكاشاني ،وحينما هاجر صاحب هذه المكتبة من كربلاء قادما إلى إيران ، نقل كتبها معه وهي ألان محفوظة في داره بميدنة قم المقدسة.
مكتبة العلامة ألأعلمي:
جمعها ونسقها العلامة الشيخ محمد حسين ألأعلمي الحائري المتوفى سنة 1394 هـ ، وقد ضمت في حينه أعدادا كبيرة من كتب العلوم الدينية والتواريخ والتراجم ، بما يربو على الفي مجلد كتاب وبضمنها الكتب المطبوعة النادرة مثل: معجم البلدان ومعجم ألأدباء ولسان الميزان وتهذيب التهذيب وتاج العروس وكان صاحبها المرحوم ألأعلمي ، قد أمنضى سنوات طويلة من عمره في تأليف موسوعة كبيرة سماها «مقتبس ألثر ومجدد ألأثر»وقد طبع منها حتى ألآن ثلاثون مجلدا.
مكتبة السيد محمد الطباطبائي:
أنشأها في ألأصل العلامة السيد مرتضى بن السيد مهدي الطباطبائي المتوفى سنة 1389 هـ ، وبعد وفاته آلت إلى نجله العلامة السيد محمد الطباطبائي ، من علماء وائمة الجماعة في كربلاء ،يبلغ تعداد كتبها ما يزيد على ألف ومئتي مجلد كتاب يختص بالتاريخ والتفسير والفقه وعلم ألأصول واللغة وألآداب.
مكتبة السيد محسن الكشميري:
كانت عائدة للسيد محسن بن السيد علي الحسيني الجلالي الكشميري المتوفى بتاريخ 20 صفر سنة 1396 هـ ، من افاضل العلماء الورعين والزهاد في كربلاء . جمع فيها أعدادا كبيرة من الكتب المطبوعة والمخطوطات النفيسة التي تعالج شتى العلوم الدينية والفلسفية .
مكتبة الشيخ عبدالزهراء:
حفلت هذه المكتبة بمجاميع من الكتب والمصنفات العلمية والدينية وبأمهات كتب المصادر في التاريخ الإسلامي والفقه واللغة وألأدب وكان صاحبها الشيخ عبدالزهراء الكعبي المتوفى بتاريخ يوم الخميس 14 جمادى ألأولى سنة 1394 هـ ، خطيبا حسينيا إلى جانب إحاطته وإلمامه الجيد بالعلوم المختلفة كالفقه والنحو وألأدب والتاريخ.
مكتبة السيد أحمد الفالي:
كانت مكتبة عامرة بلغ ممجموع الكتب المطبوعة والمخطوطة فيها بحدود خمسة آلاف مجلد كتاب ، وذلك قبل أن يتم تعطيلها بعد سنوات قلائل من مغادرة صاحبها مدينة كربلاء متوجها إلى إيران. أقامها السيد أحمد الفالي في بيته بكربلاء منذ سنة 1381 هـ ، ضمن غرفتين كبيرتين مليئتين بأدراج الكتب المرصوص من ألأرض حتى السقف، وكانت تحتوي على مجموعات كبيرة من كتب الحديث والتفسير والتاريخ ألإسلامي والفقه وألأصول والمعاجم وكتب الرجال والسير مثل تاريخ الطبري وتفسير الطنطاوي والتهذيب وألإستبصار لشيخ الطائفة أبي جعفر الطوسي والتذكرة للعلامة الحلي والكافي والبحار وجواهر الكلام وغيره.
وبعد هجرة صاحبها من كربلاء تم نقل مئات من كتبها إلى إيران وهي ألان محفوظة في داره بمدينة قم .
مكتبة الشيخ جاسم ألأخباري:
تأسست بسعي الشيخ جاسم الشيخ حسن ألأخباري الحائري المتوفى سنة 1334 هـ ، وقد حوت كتبا ومصنفات قيمة في مواضيع الفقه وألأصول والتفسير واللغة وألآداب والتاريخ بما يفيد حقا كل الباحثين والمحققين في مثل هذه العلوم ، وقد آلت إلى حفيده ألأديب الفاضل ضياء محمد حسن ألأخباري.
مكتبة السيد مرتضى القزويني:
كانت تعود للخطيب السيد مرتضى بن السيد محمد صادق القزويني وقد أقامها في داره بكربلاء ، وجمع فيها كتبا ومخطوطات نفيسة ونادرة ، إقتناها خلال زياراته ورحلاته الكثيرة إلى مختلف دول العالم ، بخاصة البلدان ألإسلامية بوصفه خطيبا حسينيا ومبلغا إسلاميا شهيرا.
خزانة كتب اليسد كاظم النقيب:
جمعها وعنى بها الخطيب وألأديب الشهير السيد كاظم بن السيد محمد بن السيد فاضل النقيب من آل دراج الموسوي ، وهي تضم مجموعات كتب ترتبط بالفقه وأصوله والحديث والسير والتراجم والتاريخ والثقافة ألإسلامية.
مكتبة يوسف ألأشيقر:
كانت مكتبة حافلة بالكتب القديمة والحديثة بضمنها تفاسير القرآن الكريم كتفسير الطنطاوي والحوهري والطبرسي وسيد قطب والزمخشري إضافة لمعظم الصحاح ، وكذا كتب دينية وتاريخية تتعلق بنحل وملل إسلامية مختلفة ، وبعد وفاة صاحبها سنة 1944 للميلاد ، إنتقلت غالبية كتبها إلى نجله السيد عبدالصاحب ألشيقر الذي أصدر جريدة في كربلاء باسم «شعلة ألأهالي».
مكتبة السيد عبدالرزاق الوهاب:
فيها كتب خطية نادرة منها كتاب «الجواهر والفواكه المثمرة» ، وكتاب «نزهة أهل الحرمين في عمارة المشهدين» للسيد حسن الصدر ، ومن جملة المخطوطات النادرة بها جدا كتاب باللغة الفارسية إسنه «كاشف ألإعجاز» لمؤلفه العالم الفاضل ، محمد إبراهيم بن محمد كريم الهمذاني ألصل والكربلائي المسكن، كتبه سنة 1244 هـ ، ويبحث في حادثة المناخور ، وهي من أشهر الحوادث المؤسفة التي مرت بكربلاء بعد غارة الوهابيين عليها ، وذلك في عهد الوالي داود باشا العثماني ، الذي تحداه أهالي كربلاء ورفعوا راية العصيان ضده وقاوموا الحصار الذي ضربه بجيشه حول مدينتهم لمدة أربع سنوات ، أي من سنة 1241 إلى 1245 هـ .
مكتبة السيد سلمان هادي آل طعمة :
أنشأها صاحبها في داره بكربلاء سنة 1372 هـ ، وقد اضاف عليها مجاميع من التكتب القديمة والحديثة بمرور الزمن ، حتى أصبح عددها اليوم بما يزيد على ثلاثة آلف مجلد كتاب ، بينها العشرات من المخطوطات التي تتعلق موضوعاتها بالتاريخ وألأدب والشعر والتراجم وسير العلماء إضافة إلى ارشيف زاخر من الصحف والمجلات العربية القديمة ، وكذا دواوين الشعر القديم والحديث ، والجدير بالذكر أن السيد سلمان هادي هو مؤلف إسلامي وشاعر ملتزم ، ومن مؤلفاته القيمة جدا كتابه الثمين «تراث كربلاء» الذي يتناول فيه بالبحث والدراسة تاريخ كربلاء ماضيا وحاضرا وما لها من ذخائر وتراث ديني وعلمي وأثري وحضاري.
مكتبة الراجة محمود آباد:
أوجدها في ألأصل ألأمير محمد أحمد خان الشهير بالراجة محمود آباد ،وهي مكتبة قيمة ونفيسة ، معظم الكتب المطبوعة والمخطوطة بها يعالج الفقه واصول الدين والحديث وألأخبار وتحتوي أيضا على مجموعات أبحاث علمية وكتب المصادر الهامة ،وقد تولى ألإشراف عليها لفترة من الزمن السيد محمد حسين ألأديب الذي كان مديرا لمدرسة «الحسين»ألإبتدائية.
المكتبة المركزية:
هي من أشهر المكتبات العامة في كربلاء ، يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1944 للميلاد ويبلغ عدد الكتب المحتفظة بها اليوم أكثر من (15) الف مجلد كتاب ، بينها مجاميع عديدة من الكتب التي أودعت فيها من جانب أصحاب مكتبات خاصة وعامة أخرى ، وكانت تسمى في السابق «مكتبة المعارف العامة».
مكتبة سيد الشهداء الحسين عليه السلام:
كانت مكتبة عامة حافلة بالكتب القيمة ، بما يزيد على سبعة آلاف وخمسمائة مجلد كتاب ، يرتادها الشباب المثقف وهواة المطالعة والتحقيق ، وكانت توجد بين كتبها نسخ خطية نادرة الوجود ، وكانت إلى جانب ذلك ملتقى للشباب المتحمس للقضايا ألإسلامية ، وتلقى فيها المحاضرات الدينية التثقيفية ، وقد سعى لتأسيس هذه المكتبة وتطويرها وتوسيعها العالم الفاضل السيد نور الدين الميلاني ، وهو النجل ألأكبر لآية ألله العظمى السيد هادي الميلاني.
وكان موقعها في محلة العباسية الغربية ، ولا وجود لها اليوم ، بعدما رحل مؤسسها عن كربلاء ، وإختار ألإمامة في مدينة الري بالقرب من مدينة طهران بإيران ، منذ أكثر من عقدين من الزمن وحتى يومنا هذا.
مكتبة أبي الفضل العباس عليه السلام:
وهي أيضا من أشهر المكتبات العامة في كربلاء ، حيث يرتادها يوميا العشرات من المثقفين ، وهواة المطالعة والتحقيق ، ومن الزائرين والوافدين للتشفع بروضتي ألإمام الحسين واخيه العباس (عليهما السلام) ، وقد بلغ تعداد الكتب بها حتى وقت قريب اربعة آلف مجلد كتاب ، بينها كتب كثيرة ومخطوطات نفيسة مهادة لها من قبل بعض أهالي كربلاء ، وتقع هذه المكتبة عند مدخل باب القبلة ، بصحن روضة سيدنا أبي الفضل العباس عليه السلام.
مكتبة القرآن الحكيم:
تأسست بسعي آية ألله العظمى السيد محمد الشيرازي عام 1387 هـ ، وذلك أبان ترأسه لحركة التدريس والفتيا في حوزة كربلاء ، وقد ضمت ما يربو على تسعة آلف كتاب، وكانت مكتبة عامة يرتادها الناس المتعلمون للإستفادة من موضوعات الكتب فيها، والتي هي في معظمها كتب إسلامية تثقيفية ، وكذا مجلات ومنشورات وكراسات دينية ثقافية تلبي حاجة كل راغب في التفقه بالدين والمبادئ وألأسس القويمة للمذهب الشيعي ألإمامي ، وكان موقعها خلف المخيم الحسيني ، ولا وجود لها اليوم.
مكتبة السيدة زينب الكبرى:
كان موقعها في الزقاق المواجه لباب الزينبية لصحن الروضة الحسينية ، وقد سعى لتأسيسها في سنة 1386 هـ ، الخطيب الحسيني الشهير السيد أحمد السيد هادي الحسيني المرعشي الشهرستاني ، وقد حوت على أكثر من ألف وستمائة مجلد كتاب في شتى العلوم والفنون ، وقد جرى تعطيلها في ألآونة ألأخيرة.
مكتبة مدرسة البادكوبة:
كانت بها مصادر حسنة في الفقه وألأصول والتاريخ ألإسلامي واللغة والتراجم وكتب السير ، وكان يتوافد عليها رواد العلم والثقافة وهواة البحث والتحقيق للإستفادة من كتبها المتنوعة . وقد تأسست بداخل قاعة كبيرة في الدور الثاني لمدرسة البادكوبة المعروفة باسم مدرسة التركن أو مدرسة أهل البيت الكائنة في زقاق الداماد، وذلك بسعي المرحوم العلامة الشيخ محمد الكرباسي ، والعلامة السيد أحمد الفالي ، وقد تولى هذا ألأخير (السيد الفالي) عمادتها حتى لحين مغادرته بكربلاء ، حدود في سنة 1390 هـ.
والجدير بالذكر أن التاجر الكويتي الحاج جمعه كان قد تبرع ببناء الدور الثاني لمدرسة البادكوبة ، في العقد التاسع للقرن الرابع عشر الهجري ،وقد إحتوى هذا الدور على غرف عديدة لسكن طلاب العلوم الدينية وقاعة كبيرة خصصت لإنشاء مكتبة كبيرة ظلت قائمة حتى لوقت قريب.
المكتبة الجعفرية:
تأسست سنة 1372 هـ بجهود جمع من العلماء المبرزين في حوزة كربلاء بغرض صيانة التراث العلمي وألأدبي ،والحفاظ عليها من الضياع، وموقعها في المدرسة الهندية الكائنة في زقاق الزعفراني قريبا من الروضة الحسينية الشريفة ، وهي تحتوي على مايزيد على اربعة آلف كتاب ، وقد سميت بالجعفرية ، تيمنا وتشفعا باسم رئيس المذهب اشيعي الإمامي ، سيدنا ألإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.
مكتبة الروضة الحسينية:
تشتمل على خمسة عشر ألف كتاب مطبوع ومجاميع من الكتب المخطوطة ، تأسست سنة 1399 هـ ، ومقرها بجوار الروضة الحسينية الشريفة .
مكتبة النهضة ألإسلامية:
كانت حافلة بالكتب الدينية والثقافية المختلفة بما يربو على ثلاثة آلف مجلد كتاب ،إضافة إلى مخطوطات ثمينة ومجلات قديمة وحديثة ، تأسست عام 1380 هـ ، وكان موقعها بمسجد يقع مقابل باب الصافي لصحن الروضة الحسينية الشريفة ، غير أنه لا وجود لها اليوم بسبب تنفيذ مشروع الشارع الكبير الموصل بينالروضتين الشريفتين الحسينية والعباسية.
خزانة مخطوطات الروضة الحسينية:
تحتوي على مخطوطات ومصاحف نفيسة وأثرية مهداة من قبل سلاطين وأمراء وعلماء واثرايء محسنين، وكانت هذه الخزانة تحتوي قبل هجمة الوهابيين على كربلاء في سنة 1216 هـ ، على مصاحف قديمة في خطها ونفسية الغاية في أوراقها وزخارفها ، نهبت أثر هذه الهجمة ، ولا يزال يوجد بها حتى يومنا هذا (272) مصحفا مخطوطا نفيسا للغاية ، بينها مصحف شريف بخط ألإمام زين العابدين عليه السلام ، كتابته كوفية على رق غزال، ومصحف آخر مذهب بنقش ابيض على قرطاس من قماش «ترمه» بالقطع الكبير.
وحول نهب المصاحف النفيسة من خزانة الروضة الحسينية في غارة الوهابيين على كربلاء ، فقد ذكر الشيخ محمد بن الشيخ عبود الكوفي في كتابه «نوهة الغري» ما نصه ألآتي: أقول ولما كنت في جبل حايل وهو جبل إبن رشيد ، رأيت قرآنا عنج سلامة السبهان من القرآئين التي نهبت من كربلاء ،ويقول (أي سلامة السبهان) : لما غزونا كربلاء مع ألإمام إبن سعود ، اصبتُ هذا القرآن من الحضرة الحسينية ، وكان يعرضه علينا فإذا هو قرآن كبير مخطوط مجدول بالذهب وهو من أعلى الخطوط.
والجدير بالذكر أن خزانة الروضة الحسينية كانت منذ ما يربو على سنة 528 هـ ، مليئة بألأموال والمجوهرات الثمينة والطنافس الحريرية والسجاجيد الراقية جدا، وذلك إضافة إلى المخطوطات النفيسة والنادرة ، ويقول أرباب السير من رجال ألإمامية : أن الخليفة العباسي المسترشد بالله أمر بجمع ما في خزانة الروضة الحسينية المقدسة من أموال ومجوهرات وغيرها من النفائس ، وتوزع على جيشه الذي كان قد اعده لمحاربة السلطان مسعود السلجوقي في سنة 528 هـ ، محتجا أن قبر الحسين لا يحتاج إلى خزن أموال بل يجب توزيعها على أفراد جيشه فبعث أعوانه لنهب الخزانة فنهبوها وحملوها إلى الخليفة ، ولم يمسوا القبر الشريف بسوء ، ثم سار الخليفة العباسي وعه ألأموال المنهوبة لمقاتلة السلطان مسعود ، ولما تقابل الجيشان وقع المسترشد اسيرا بيد السلطان مسعود ، إذ خانه جيشه ، ثم أمر السلطان مسعود بقتل الخليفة العباسي ونهب معسكره.
وجاء في كتاب البحار للمرحوم المجلسي ، أنه عندما قتل المسترشد العباسي ونهبت خزانته وجد فيها خمسة آلاف جمل، واربعمئة بغلة ، محملة بالطنافس والمجوهرات والنقود ، وقدرت تلك الأموال بعشرة آلف دينار ، مع العلم أن خزانته كانت فارغة عندما تاهب لقتال السلطان مسعود قبل نهبه لأموال خزانة الروضة الحسينية.