الشيخ عبد الكريم النايف


هو الخطيب الشاعر الشيخ عبد الكريم بن كاظم بن نايف بن قيسي الكربلائي .
ولد في كربلاء سنة 1313 هـ / 1895 م ونشأ بها وأخذ يمتهن الزراعة في مطلع شبابه ، ثم انصرف الى الأدب وخدمة العلوم العربية والفقه ومال الى قرض الشعر ، وكان كثير التصرف في فنونه . وكانت له اليد الطولى في الخطابة ، فكان رشيق الأسلوب ، فخم التعابير في معان رائعة وخيال خصب . ولم يزل ذاكرا لأهل البيت في المحافل والمجالس حتى سار ذكره سير المثل . وكانت أبرز مجالسه ديوان الحاج محمد الشهيب ومجلس صنف العلوجية في سيف الحاج عبد الرزاق الگلگاوي غيرها . وقد تعمق بدراسة سير الأئمة الأطهار ، كثير الإحاطة بالأخبار ، راوية للأشعار . يتجلى في شعره حسن البيان وبساطة التركي ، وفيه يصور حالات المجتمع وأخلاق الناس . ومن مليح شعره قوله مخمسا أبيات أبي نؤاس في مدح الإمام الرضا ( ع ) :
شاع شعري بين البرية ذكرا حيث في سبكـه انظـم درا
مذ سموت الأنام نظما ونثرا ( قيل أنت أشعر الناس طرا
في فنون من الكلام النبيه )
لك مستصعب القوافي مطيع وبحسن البيـان أنـت بديع
أفـلا أنـت منشـئ ومذيع ( لك من جوهر الكلام بديع
ينثر الدر في يدي مجتنبيه )
قد عهدنـا بك الولا مغروسا لبني المصطفـى تشع شموسا
يبذل النفـس دونهم والنفيسا ( فلماذا تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تجمعن فيه )
عذلونـي فـي ترك همام ليس للرسل ماله مـن مقام
وهو للكائنات خيـر دعام ( قلت لا أستطيع مدح إمام
كان جبريل خادما لأبيه )

وقال عندما رأى هلال محرم الحرام :
عذل العذول وليس يعلم بلظى الجوى قلبي تورم
منها :
أوما دريت على الورى بالحزن قل هل المحرم
وفاته : انتقل الخطيب الفاضل الشيخ عبد الكريم الى جوار ربه في كربلاء سنة 1365 هـ المصادف سنة 1946 م ، وأعقب ثلاثة أولاد منهم : مجيد الذي أفادنا ببعض المعلومات التي تخص سيرة والده الراحل .