( 106 )

القرى التي كانت تحف بكربلاء

يوم ورود الحسين (ع) لها

نينوى ، والغاضرية : كان محل موقفه الذي انتهى اليه سلام الله عيله غداة الخميس الثاني من محرم مستهل سنة احدى وستين قارن ورود كتاب ابن زياد الى القرأن يجعجع به زيجبره بالنزول غلى غير ماء . طلب سلام الله عيله أن يسمح له نزول نينوى أو الغاضرية أو شفيه ، وهو مستقبل بوجهه الاقدس على بعد يقارب الغلوة . وعن يمينه شفيه على ما يقارب الثلاثة أميال ، ويساره الغاضرية ازاء نينوى . وموقع نينوى والغاضرية من الحائر الاقدس يكاد أن يكون ضكلا مثلثا متساوي الاضلاع تقريبا . وموقع نينوى على أغلب الظن كان في حديقة الشديدية يعود اليوم ملاكتها لآل السيد طالب السيد عاشور من خدمة الروضة الطاهرة .
بلغني فيما مضى من منذ قرن كان يستخرج من نفس ساحة الحديقة طابوق مفخور على غرار طابوق أطلال بابل ـ وطلول الغاضرية (10) اليوم قاربت على الاندثار . لتحويله الى حدائق وموقعه في شمال الشرقي من مقام أو شريعة الامام جعفر بن محمد (ع) على ما روى عنه الثمالي أبو حمزة في آداب الزيارة أنها تتخذ مأوى ومحل لوضع رحل الوافدين ، وذكر العلامة الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي في رجاله (11) عند ذكر حميد بن زياد انه من أهل نينوى فرية الى جانب الحائر .
____________
(10) قال في المعجم جـ 6 ص 261 ( الغاضرية منسوبة الى غاضرية من بني أسد ، وهي قرية من نواحي الكوفة قريبة من كربلاء ) .
(11) رجال العلامة الحلي ص 59 ط النجف .

( 107 )

شفيه : وشفية بفتح أوله وكسر ثانيه منسوب الى الشفا (12) من الممكن أن سكون اليوم موقعه على ضوء ما ذكره الطبري (13) عن الضحاك عبد الله المشرفي بعد أن استأذن الحسين للانصراف . قال : استويت على متن فرسى ، وضربتها حتى اذا قامت على السنابك رميت بها عرض القدوم فخرجوا الي وأتبعني منهم خمسة عشر رجلا حتى انتهيت الى شفية قريد قريبة من شاطئ الفرات ، كان الفرات يحول دون افلاته منهم ان قصد الميمنة أو القلب لجريه في ظهورهم ، فلم يبق أمامه سبيل الا الميسرة . وليبعد نفسه عن خطر الجيش مطاردي أوغل الى أن انتهى الى شفية .
من منذ سنين مضت عندما كنت أنحرى عن موقع شفية . وقفت على تل جنوب سدة أراضي الفريحه ، ما يقارب الحصوة ، على محاذات السليمانية ، يقارب القطع أن يكون شفيه .
العقر : بفتح العين وسكون القاف ، القصر الذي يكون معتمدا لاهل القرية . قال لبيد يصف ناقته :
كعقر الهاجري اذا ابتناه بأشباه حذين على مثال

____________
(12) معجم البلدان ج 5 ص 280 .
(13) تاريخ الرسل والملوك لابن جرير الطبري .
(14) مرص الاطلاع لعبد الحق الحنبلي ولسان العرب لابن منظور .
(15) تاريخ الطبري ج 6 ص 232 ط مصر ومعجم البلدان لياقوت ج 6 ص 149 .

( 108 )

وعقر بابل قرية قريبة من البلدة المشرفة ولا يعرف موقعها بالضبط والدليل على قربها من كربلاء ما ذكره الطبري عند ورود الحسين (ع) أرض الطف ، وعندما جعجع الحر بن يزيد بالحسين (ع) في النزول على غير ما تقدم زهير بن القين قائلا سر بنا الى هذه القرية حتى ننزلها ، فانها حصينة وهي على شاطئ الفرات ، وأشار الى العقر ـ فان منعونا قاتلناهم ، فقاتلهم أهون علينا من قتال من يجيء بعدهم . سأله الحسين : وأية قرية هي ؟ قال : العقر . فقال الحسين : اللهم اني أعوذ بك من العقر . قتل بها في مبدأ القرن الثاني الهجري يزيد بن المهلب بن أبي صفرة ، قال الكلبي : نشأت والناس يقولون : ضحى بنوا أمية بالدين يوم الطف ، وبالكرم يوم العقر .
والعقر : آخر أثر للبابليين بقة مصونة من تطاول يد الزمن لتروي لنا عن أخبار جبروت أهلها . ولم تخلوا العقر من السكان ، الا بعد سقوط الدولة الفارسية وقيام الدولة الاسلامية . اذ أهمل المسلمون شأنها لما أمكنهم الله من الاسرة والتيجان وصاروا يتكئون على أرائك ويتراوحون على أبراج قصور عاصمة الفرس ( المدائن ) وكان آخر أيام عزها يوم أقبل عليها عظماء الدولة الفارسية لاخذ ( شيري بن ابرويز ) لكي يقيموه مقام والده المخلوع ابرويز الملك وذلك عندما طغى وتجبر . وكان شيري مع اخوته ، وقد وكل بهم مؤدبون يؤبونهم وأساورة يحولون بينهم وبين براحها (17) .
وبعد أن تركها شيري أهملت ، الا أنها لم تفقد ميزتها كقلعة حصينة ، تحمي من يلوذ برحابها ويكون فيها أمنع من عقاب الجو على من يروم دخولها . هذا ومع مرور الليالي والايام وما فعلته عوادي الزمان
____________
(17) تاريخ الطبري ج 4 ص 1043 طبعة ليدن .
( 109 )

في اخفاء موقعها عنا بحيث لا يمكننا اليوم الوقوف بالقطع على بقايا هذا الاثر التاريخي النفيس ـ الا أنه بعد شدة التحري والتنقيب ـ على ضوء ما ورد في تاريخ الطبري ـ أمكنني العثور على أثرين تاريخيين على مد أثر هذا النهر ـ أي العلقمي ـ فيهما أطلال وبقايا أنقاض . أحدهما في الحديقة المسماة بالشديدية . يخال لي أنها نفس موقع العقر . والاثر الثاني في أراضي كربله في ( حكيمة ) باصطلاح اللغة الدراجة حجيمه وأغلب الظن أنها موقع قرية شفيه .
النواويس :
مقابر ، ومفرده : ناووس على وزن فاعول . هذا ان كانت اللفظة عربية .
ناووس على وزن فاعول . هذا ان كانت اللفظة عربية .
موقع هذا القظعة على ما يذكر في القسم الشرقي من كربلاء ، ما يلي بطيحة أو هور السليمانية ، في براز ـ على وزن فعال ـ وتمتد حدوده حتى النهر الكبير فرساتبق الفراشية والجنكنة ، واليوسفية داخلة في حدوده . يوجد بهذه القطعة بعض تلال ويستخرج بعضا من أماكن منها ، أكواب خزف ضعيف الفم ، يوجد في أسفله تراب أصفر اللون عندما تمسه النار تفوح منه روائح نتنه .
من الممكن أن هذا التراب الاصفر اللون أن يكون من رمم اجداث السومريين . اذ كان هؤلاء يدفنون موتاهم في المدينة تحت دور منازلهم أو تحت أرض الغرف . وكثيرا ما كانوا يضعون الميتة على التراب مباشرة بلا تابوت ولا شريح ولا جهاز للاخرة الا أنهم كانوا أحيانا يضعون معه جرتين كبيرتين من فخار فم الواحة منها يقابل الاخر فيقومان مقام التابوت . وكانوا أحيانا يضعون الجثة في قعر رمس مستطيل الشكل قائم


( 110 )

الزوايا بطن بالطوب شبيه بعقد أو قبر بسيط (18) .
____________
(18) قد جاء في نفس الرحمن في فضائل سلمان للعلامة ميرزا حسين النوري الطبرسي ( والنواويس مقابر للنصارى كما في حواشي الكفعمي في عودة يوم الجمعة . وسمعنا انها في المكان الذي فيه مزار الحر بن يزيد الرياحي من شهداء الطف ، وهو ما بين الغرب وشمال البلد ) . ويقول المؤلف في تعقيب له على هذا النص : ان النواويس ليس موقعها بما يلي قبر الحر بن يزيد الرياحي . بل الذي على بعد ميلين أو ثلاثة أميال من قبر الحر هو موضع ( كربلاء ) . وموضع النواويس براز الواقع في هور السليمانية ( كما ذكر أعلاه ) .
(19) قد استوفى المؤلف الكلام عن جميع المواقع التي وردت على خارطة كربلاء خلا موقع المخيم لعدم توفر معلومات يمكن الوثوق اليها عن هذا المكان ، سنكتفي بما أورده أبو طالب الاصفهاني في رحلته الشهيرة ( مسير طالبي ) قال : وعلى بعد ربع ميل خارج المدينة قرية المخيم ومقام زين العابدين (ع) . شيدت عليه بسبب وفاة آصف الدولة . ( الا وقد ورد في مدينة الحسين ص 15 ـ حسب تحرياته الخاصة ـ ان السيد علي الطباطبائي صاحب الرياض هو الذي شيد بناء المخيم عند تشييده لسور كربلاء بعد غازة الوهابيين سنة 1216 هـ ) . ( عادل )

( 111 )




( 112 )

المصادر التي عول عليها المؤلف في الشجرة

سر السلسلة العلوية لابي نصر البخاري : مخلوط في مكتبة العلامة الحاج شيخ علي الشيخ محمد رضا بالنجف الاشرف .
وأما محمد بن موسى الكاظم فعقبه ابن واحد أسمه ابراهيم الضرير الكوفي ـ ولابراهيم الضرير أبناء أربعة محمد قسوة ، وأبو الحسن علي ، وموسى الارجاني ـ أرجان قرية من فارس وخوزستان وأحمد كلهم بالسيرجان . . . . وأحمد المجدور وابراهيم المجاب والحسن أبو علي يقال له الحاير المشهد الحسين بكربلاء ـ بما أن النسخة مستنسخة حديثنا كانت كثيرة الاغلاط قليلة الفائدة ـ .
المجلد الثالث من تحفة الازهار وزلال الانهار في نسب أبناء الائمة الاطهار لمؤلفه السيد ضامن بن شدقم المدني (1) .
قال السيد في الشجرة فأبو ابراهيم محمد خلف ابنتين تاج الدين أبا محمد ابراهيم الضرير يعرف بالمجاب وأبا جعفر محمد الزاهد .
____________
(1) عن نسخة خطية بيد المؤلف ( عبد الحسين ) يقول في آخرها ( ينتهي ضامن بن شدقم الحسين المدني في المجلد الثالث من مجموعته في النسب ( تحفة الازهار وزلال الانهار في نسب أبناء الائمة الاطهار في عقب وآل محمد العابد بن الامام موسى بن جعفر سلام الله عليه ) بآل أبو عبد الله الحسين شبثي ويقتصر على ذكرهم . نقلت هذه الاوراق كما وجدنها من النسخة التي كتبها بخطه المرحوم السيد حسن البراقي النجفي وكان على تولعه بالنسخ والتأليف اميا وفي هذه النسخة من الغلاط ما فيها لمن تدبر . وكنت وقفت قبل سني الحرب العامة الاولى في النجف على النسخة التي نقل عنها المرحوم السيد البراقي . الا اني لا أستحضر انها كان نسخة الاصل ام غيرها .
فالنتيجة لمن تدبر في نكانة المؤلف ضامن بن شدقم لايجد فيه استحقاق اهلية هذا العلم فقط بل يقدر له مرتبة الجمع والتدوين .

( 113 )

فأبو محمد ابراهيم المجاب خلف أربع بنين : أبا جعفر أحمد الزاهد وأبا الحسين محمد الحائري وأبا الحسن عليا وأبا الغنايم محمد الحائري وعقبهم أربعة فنون :
الفن الاول : عقب أبي جعفر أحمد الزاهد بن أبي أحمد ابراهيم المجاب أمه خديجة بنت عمه علي بن أحمد الورع بن الامام موسة كان سيدا جليلا متينا دينا خيرا جعله الله وجيها له ولد منتشر بالحاير وغيره يعرفون ببني أحمد . وقد صاهر بعضهم أبا القاسم ابن نعيم رئيس سقي الفرات ثم انتقل الى عكبرا لحاله دون أهله .
الفن الثاني : عقب علي بن أحمد المذكور فعلي خلف طعمه وفي نسخة أخرى أن طعمه هو ابن أبي جعفر أحمد طراس المذكور من غير واسطة والله أعلم ويقال لولده آل طعمه ، سادات أجلاء ذو اهل ورياسة ونقابة وعظمة وجلالة بالحائر ، فكعمه خلف ثلاث بنين شرف الدين وعليا وقاسم الاسود .
أما شرف الدين خلف أربعة بنين ضياء الدين يحيى وعلم الدين وطعمه ، ومساعد وعقبهم أربع عماير العمارة الاولى : عقب ضياء الدين يحيى بن شرف الدين المذكور فضياء الدين خلف خمسة بنين شرف الدين ومحمد وعليا ومشعلا ومنديلا .
أما شرف الدين خلف طعمة ثم طعمة خلف ابنين جعفرا وعلم الدين وعقبهما بيتان :
البيت الاول : عقب جعفر بن طعمة المذكور فجعفر خلف ستة بنين شرف الدين وموسى ومنافا وحارثا وتماما وجميلا .
البيت الثاني : عقب علم الدين بن طعمة المذكور . فعلم الدين خلف ثلاثة بنين جميلا وحسنا وطعمة وعقبهم ثلاثة أحزاب :


( 114 )

الحزب الاول : عقب جميل بن علم المذكور فجميل خلف موسى ثم موسى خلف ابنين ناصرا وحسينا أما ناصرا خلف منصورا .
الحزب الثاني : عقب حسن بن علم الدين المذكور فحسن خلف كاظما ، ثم كاظم خلف عليا .
الحزب الثالث : عقب طعمة بن علم الدين المذكور . فطعمة خلف أربع بنين شرف الدين ونعمة الله وحيدرا وطاهرا .
أما شرف الدين ا\خلف مساعدا ثم مساعد خلف محمدا ثم محمد خلف أربع بنين منصورا وبدر الدين وغياث الدين ومساعد . وعقبهم أربعة ثمرات :
الثمرة الاولى : عقب منصور .
أخذت هذا الصورة من خط جناب السيد محمد حسن بن السيد محم كاظم الروضة خوان : عبد الحسين بن السيد علي بن السيد جواد بن السيد حسن بن السيد سليمان بن السيد درويش بن السيد طعمة بن السيد علم الدين الموقوف عليه فدان السادة 1025 هت بن السيد طعمة بن السيد شرف الدين بن السيد طعمة بن السيد أبو جعفر أحمد بن السيد يحيى بن السيد ابن جعفر محمد بن السيد أحمد ـ يقال له انه ناظر رأس العين ـ الى هنا فصاعدا من كتاب عندة الطالب في أنساب آل أبي طالب ز
عمدة الطالب للداودي طبع بمبي سنة 1318 هـ ، وص 192 :
والعقب من محمد العابد بن الامام موسى الكاظم (ع) في ابراهيم المجاب وحده ومنه ثلاثة رجال محمد الحائري (2) وأحمد بقصر ابن هبيرة وعلي بالسيرجان من كرمان والبقية لمحمد الحائري بن ابراهيم المجاب .


( 115 )

كذا قال الشيخ تاج الدين ـ وأعقب محمد الحائري من ثلاثة رجال وهم الحسين شبثي وأحمد ـ وأبو علي الحسن بنوا محمد الحائري . فاعقب الحسين شبثي شبثة من رجلين أبي الغنائم محمد ـ وميمون السخي القصير . فمن عقب أبي الغنائم محمد ـ بن الحسين الشبثي آل شبثة ـ وآل فخار ومنهم الشيخ علم الدين المرتضى علي بن الشيخ جلال الدين عبد الحميد ابن الشيخ شمس الدين فخار بن معد بن فخار بن أحمد بن محمد بن أبي الغنائم المذكور له عقب . وآل نزار وهم بنو نزار بن علي بن فخار بن أحمد المذكور . ومن عقب ميمون القصير بن الحسين شبثة : آل وهب ـ وهم بنو وهب بن باقي بن مسلم بن باقي بن ميمون المذكور . وآل باقي ومنهم بنو باقي بن محمود بن وهب المذكور وآل الصوال وهو علي بن مسلم بن وهب . وأعقب أحمد بن محمد الحائري ـ ويقال لولده بنو أحمد ـ من علي المجدور وحده .
فأعقب علي المجدور من رجلين ـ هبة الله ـ وأبي جعفر محمد الخير العمال .
فمن ولد الخير العمال بن علي المجدور ـ آل أبي الفائز بالحائر . وهو محمد بن ـ محمد بن ـ علي بن ـ أبي جعفر محمد المذكور بن ـ عليالمجدور بن ـ أحمد بن ـ محمد الحائري بن ـ ابراهيم المجاب .
____________
(2) أورد السيد محمد حسن الكليدار في شجرة أنساب آل طعمة ( مدينة الحسين (ع) من محمد أبو الفائز الى ابراهيم المجاب ثلاثة عشر أبا . وللمؤلف ( عبد الحسين ) تعقيب على ذلك ، هذا نصه : ( فمن محمد أبو الفائز الى المجاب بنص صاحب عمدة الطالب ثمانية آباء كما ذكره . فعليه هذا السرد المطبوع يحتاج الى دقة لمعرفة صحته بمدارك ثابتة ) .