زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 664

غَـسّلَتها دماءهـا ، قَلّبَـتهـا أرجُـلُ الخَيل كفّنَتها الرِمالُ
ونساءٌ عوّدتمـوها المقاصيـ ـرَ ركِبنَ النياق وهي هِزالُ
هـذه زينبٌ ومـِن قَبلُ كانت بِفِـنا دارِهـا تُحَـطّ الرحالُ
والتي لـم تَزَل على بابِها الشا هِـقِ تُـلقي عِصِيّها السُؤّالُ
أمسـَت اليـوم واليتامى عليها يا لقـومي تَصَدّق الأنذال(1)

(1) رياض المدح والرثاء ، ص 324 .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 665

ولخطيب المنبر الحسيني العلامة المجاهد المرحوم الشيخ هادي الخفاجي الكربلائي(1) قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) ومنها هذه الأبيات :
خَرّ قُطبُ الوَغى على التُرب ظامٍ جسمه بالضُبا جَريحاً كَليما(2)
فَبـَكتـه السَما هنـاك نـَجيعـاً وبهـا مأتـم العـزاء أُقيما(3)

(1) هو الشيخ هادي بن الشيخ صالح بن مهدي الخفاجي . وُلدَ سنة 1908 م . أكمَلَ دراسته في الحوزة العلميّة بمدينة كربلاء المقدسة ، وتتلمَذَ ـ في الخطابة ـ على يد خطيب كربلاء الشيخ محسن أبو الحَب .
كانت له قدرة عجيبة على تهييج العواطف وإبكاء العيون ، حتى فاقَ زُملاءَه ومُعاصريه في هذه المزيّة . وكان ناجحاً ـ بنسبة عالية ـ في تجسيد ووَصف المشهد الذي يذكره مِن لَقطات فاجعة كربلاء الدامية .
لَحِقَ بالرفيق الأعلى ليلة 30/6/1412 هـ الموافق لـ 4/1/1992 م ، وجرى لجنازته تشييع مَهيب في مدينة كربلاء .ودُفنَ في (وادي كربلاء) . تغمّده الله برحمته الواسعة .
(2) كليما : مَجروحاً .
(3) هذه الجملة إشارة إلى حادثة كونيّة وواقعة غَيبيّة ! ورَدَ ذكرها في كلمات زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وهي : «وفُجِعَت بك أمّك فاطمة الزهراء ، واختَلَفت جنود الملائكة المقرّبين تُعزّي أباكَ أمير المؤمنين ، وأُقيمت لك المآتم في أعلى عِلّيّين ، تَلطِمُ عليك فيها الحور العين ، وتَبكيك السماوات وسُكّانها ....» .
المصدر : بحار الأنوار للشيخ المجلسي ، ج 98 ص 241 ، باب 35 .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 666

وبشنات الهـدى بَـرَزن حَيارى تَنـدِبُ النـَدبَ والهُمـام الكريما
وأمـام النسـاء حِلف الرزايـا زينـبٌ مَن غَدَت تُقاسي العَظيما
تَنـدبُ السِبطَ والدموعُ هوامـى ولظـى الـشوجدِ في الفؤاد أُقيما
حَـرَّ قلبـي لِقَلبهـا مـُذ رأته وبَنـو الشرك منه حَزّوا الكريما
يا أخي مَن ترى يَذودُ الأعادي بعـدكم مَن ترى يُحامي اليتيما(1)

وللشيخ هادي الخفاجي الكربلائي قصيدة أخرى ، نَقتطف منها هذه الأبيات :
لـو كان يبقى للمُحـِبّ حَبيبُه مـا عـادَ حَيـرانـاً سَليلُ محمـدِ
فَقَد الأحبـّة والحُماة بـكربلا وبَقي فَـريداً لا يَرى مِـن مُنجِـد
لم أنسَه لَمّا رأى أهــل الوَفا صَرعـى على حـرّ الثرى المُتوقّدِ
قَطَعَ الرجا منهم وعاد مُودّعاً حَـشرَمَ المُهيمـن مِن عَقائل أحمد
فبَرزن مِـن حرم الإله بنَدبها وَلهـى بنَـعي مـوجعٍ وتـشَوَجُّد

(1) كتاب «ذِكرى خطيب كربلاء» بقلم نُخبة مِن أدباء كربلاء ، طبع بيروت ، دار الكتاب والعِترة ، ص 19 .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 667

وعـليه دُرنَ صـوارخاً ونَـوادبا ولِنَعـيها قـد ذابَ صـُمّ الجَلمَدِ
وأشَـدّهـا حـُرقاً عقيـلة أحمـدٍ تَدعو أخاها السبط في قلبٍ صَدي
مَـن بعـد فَقـدِك يـا حِمانا مَلجأ للحـائـرات ولليتـامـى الفُقـّدِ
مَن ذا ترى يحمي حِماها إن غَدَت مِـن ضَـرب أعداها تُدافع باليَد
مِـن بعدكم قد عيلَ صبري وانفَنى عُمـري لـِرزئكم وبانَ تجلّـدي
أم كيف سُلـواني وخَيلُ بني الشِقا تَعـلو صدوركم تَروح وتَغتدي(1)

(1) كتاب «ذكرى خطيب كربلاء»، ص 20 .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 668

ولسماحة الخطيب البارع العلامة الشيخ حسين الطُرفي(1) هذه القصيدة المُميّزة بروح الولاء ونَكهة الإخلاص وسلامة العقيدة :
(1) هو الشيخ حسين بن المرحوم الشيخ عبد العالي .
عالم جليل ، وخطيب بارع ، وشاعر أديب .
وُلدَ في مدينة مِن مُدن جنوب ايران ، في اليوم الثالث مِن شهر شعبان عام 1356 هـ . في السنة العاشرة من عمره هاجر ـ برفقة والده ـ إلى مدينة النجف الأشرف ، لِيَنهَل العلم في مدينة «باب مدينة العلم» : الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) . بقي في النجف أربع سنوات ، ثم عاد إلى وطنه في جنوب إيران ، ثم بعد مدّة .. هاجر إلى مدينة قم المقدسة في ايران ، لإكمال دراسته العُليا هناك ، وبقي فيها أربع سنوات .
بدأ نظم الشعر في السابعة عشرة من عمره ، وافتتح قريحته الشعريّة بقصيدة في مدح رسول الله سيّدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .
هو اليوم .. خطيب بارز يرقى المنبر في الكويت ، ويتصدّى لتأسيس وإدارة مشاريع دينيّة وحسينيّة في جنوب إيران . من أبرز صفاته : التواضع وسِعة المعلومات ، وإتقان علوم اللغة العربية .
نسأل الله تعالى له مزيد التوفيق ، وطول العمر .. مقروناً بالصحة والسلامة .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 669

بضـعة البضعـة البتـولة فاطم وكفـى تـلك نسبــةً للمكارم
بـك يعتزّ هاشـم حيـن تُعزَين إليـه إن قيـل ياابنـة هاشـم
ياأبنة المصطفى الذي اختاره الله رســولاً وللنبيّيـن خـاتـشِم
وابنة المـرتضى علـيّ واسمى والـدٍ لابـنةٍ نَـمَتهـا الأعاظم
ثـمّ يـا صنوة الإمامين طوبى لكِ أخـتَ العبّاس بَدرِ الهواشم
إئـذني يـا عقيلـة الطالبيّيـن لِمُستـأذنٍ على البـاب جـاثِم
يبتغـي الإذنَ في اقتحام رِحابٍ مِـن مزاياكِ واضحاتِ المعالم
حَرَمٌ لا يحوم فيه سوى المأذون منـكم بـأن يُرى في المحارم
آيـة الإذنِ عنـده أن سيُهـدى لِصَـواب المَقـال فيكِ الناظم

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 670

ليقول الذي له أنتِ أهلٌ أسعِفيـه يَسعُد بكِ المُتَشائم
شَفِّعـي فيه حُبّه ووِلاهُ ورجاه في أن يكون الخادِم

** * *

خَصّـكِ الله بـشاصطِفائكِ رِدءاً لإمامٍ علـى الشريعـة قائـم
قـد أقـام السبـشط القوائم للدين ليَعلـو وكنتِ إحدى القـوائم
رامـَكِ السبـطُ للبنـاء وللهـَدم لكِ الله مِـن مُشِيـشدٍ وهادِم
شِدتِ ما أسّس الحسينُ ، وهُـدّت بـكِ ممّـا شاد الطغاة دعائم
يـا لـِذاك اللسـان يُفـرغ عمّا بَيـن لِحيَي أبيكِ سيفاً صارِم
مِقـوَلٌ طـاح بالعُتـاة فـأودى بـابن مرجانة الكفورِ الظالم

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 671

واغتدى في الشِآم مِعوَلَ هَدمٍ فُلّ فيه عرش البَغيض الحاكم
وأحَلتِ الغرور فيه ا نهزاماً حيـن في داره قَمـتِ المآتِم

** * *

لكِ قـلبٌ مـا ضاق وسعا برزء لـم تطـق حمله قلوب العوالم
فبكاه مَن في السماء ومَن في الـ أرض حتى لقـد بكتـه البهائم
ولَكَـم كُنـتِ إذ تُعانيـنَ ضَعفاً مِـن لُغوبٍ تُبدينَ أقوى العزائم
جُـدتِ بالجُهـد كلّما تستطيعيـ ـنَ وبَذل القُوى لِحِفظ الفواطم
لكِ عـينٌ تَرعى اليتامى وتَبكي للأيامى ومـا اغتَدَت عَينَ نائم
بَيـنَ حِرصٍ على العِيال وجودٍ بدمـوعٍ سخينـةٍ وسـواجِـم

(1) المِرقال : الإبل التي تُسرعُ في السَير . المعجم الوسيط .

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 672

ولقـد أذهـَلَ العـُقـول وقـوفٌ لكِ عند الحسيـن والفكـر هائم
مَعَـكِ الحائراتُ قد حُمنَ مِن حو لكِ ذُعـراً كما تحـوم الحمائـم
ففـزِعتُنّ للصريع على الرمضاء يشكـو الظَما عـن الماء صائم
وشَهِدتِ الذي جرى من عظيم الـ ـخَطبِ لم يَجرِ مثله في العظائم
وتَحمّـلتِ تَـركَ شِلـوِ حسيـنٍ عـاريا والمَسيـر فوق السَوائم
وتَـشهَـيّأتِ للتـَحَمـّلِ فـيمـا سـوف يأتي مـن البلاء القادم
ما نَسيتِ الحسين للمـوت حتّـى مِـتِّ والقلبُ فيه ما الله عالِم(1)

(1) المصدر : ديوان الشيخ حسن الطرفي ، مخطوط .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 673

وللشاعر الأديب ، الخطيب البارع ، المرحوم الشيخ مُحسن أبو الحَب(1) قصيدة في رثاء سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) نَقتَطِفُ منها هذه الأبيات :
واذكُـر ولَسـتُ أراكَ تنسى زَينَباً وعَساك تـذكُرُ قَلبَهـا الحَرّانـا
أحسيـن ! سُلـواني علـيَّ مُحرّمٌ أم بَعـدَ فَقـدِك أعرِفُ السُلوانا
أخشى البِعاد وأنت أقربُ مَن أرى حَـولي وأشكو الصَدّ والهِجرانا
هـذا عَليلُكَ لا يُطيـقُ تَحـرّكـاً مِمّا دهاهُ مِـن الضَنا ودَهـانـا
وتَهـونُ رِحلَتُنا عليك ورأسك الـ سـامي نَراه على القَنا ويَرانا ؟!

(1) الشيخ محسن أبو الحَب : خطيبٌ بارع ، وشاعر أديب ، وعالم مُتَنوّع في علومه ، ومتكلّم مُتمكّن في خِطابته . له ديوان شِعر مخطوط ، كلّه في مدح ورثاء الأئمة الطاهرين .
وُلدَ سنة 1235 هـ ، في أسرةٍ عربيّة تُعرفُ بـ «آل أبي الحَب» .
فارق الحياة ليلة الإثنين 20/ذي القعدة/1305 هـ ، ودُفِنَ في مدينة كربلاء المقدسة .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 674

لـي أخـوةٌ كانوا وكُنـتُ بِقُربهـم أحمي النزيل وأمنعُ الجيـرانا
واليـوم أسألُ عنهـم البـيض التي صارت نُحـورهم لَها أجفانا
واليـوم أسـألُ عنهـم السُمرَ التي صارت رؤوسُهُـم لها تيجانا
واليـوم أسأل عنهـم الخيـل التي صارت صدورهم لهـا مَيدانا
ذَهَبـشوا كأن لم يُخلَقـوا وكأنـّني مـا كنـتُ آمنةً بهـم أوطانا
أنا بِنتُ من أنا أختُ مَن أنا مَن أنا لـو أنصَفَ الدهر الذي عادانا

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 675

ولسماحة الخطيب الأديب الشيخ محمد باقر الإيرواني(1) القصيدة التالية :
يـا زائـراً قبر العقيلة قِف وقُل : منّي السـلام على عقيلة هاشمِ
هـذا ضريحكِ في دمشق الشام قد عَكَفَـت عليه قلوب أهل العالم
هـذا هـو الحقّ الذي يَعلو ، ولا يُعلى عليه ، بِرَغم كلّ مُخاصِم
سَل عن «يزيد» وأين أصبحَ قبرُه وعليه هل مِن نائحٍ أو لاطم ؟؟
أخـزاه سلطـان الهـوى وأذلّـهُ ومشى عليه الدهـر مِشيةَ راغمٍ
أيـن الطُغاة الظالمون وحُكمهم ؟ لـم يُذكَـروا إلا بلَعـنٍ دائـمِ
أيـن الجُناة الحاقـدون ليَعلمـوا هُـدِمَت معالمهم بِمِعـول هادِم

(1) الشيخ محمد باقر الإيرواني : خطيب معاصر ، وأديب شاعر ، يصرف كثيراً من أوقاته في إغاثة الفقراء والمساكين . نسأل الله تعالى له مزيداً من التوفيق لما يحبّه الله ويرضاه .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 676

ومصيـرهم أمسى مصيـراً أسـوداً بئس المصير إلى العقاب الصارِمِ
يـا وَيـحَهُـم خانـوا النبـيّ وآلـه كـم مـِن جناياتٍ لهـم وجرائمِ
عَمَـدوا لهـَدم الديـن بُغضاً منهـم للمصطفـى ولحيـدرٍ ولِفـاطـمِ
كـم مِـن دمٍ سفكوا وكم من حُرمةٍ هتكـوا كـذي حَنَقٍ ونِقمةِ ناقـِم
وبنـات وحـي الله تُسبى بيـنهـم مـن ظالـمٍ تُهـدى لألعَـن ظالم
وا لَهـفَتـاه لـزينـبٍ مَـسبـيـّةً بيـن العـدى تبكي بـدمعٍ ساجم
وتـرى اليتامـى والمتون تَسَـوّدَت بسياطهـشم ألَماً ولا مِـن راحـمِ
فإذا بكت ضُربت ، وتُشتَمُ إن شَكت مِـن ضاربٍ تشكو الهوانَ وشاتِم

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 677

وللخطيب الجليل الشاعر النبيل الشيخ محمد سعيد المنصوري(1) هذه الأبيات الشعرية ، وقد نظمها بمناسبة وفاة السيدة زينب الكبرى عليها السلام
اليـوم يـومٌ حُـزنُه لا يـَذهَـبُ ماتَـت به أمّ المصائـب «زينـبُ»
ماتت ونارُ الوجد بيـن ضُلـوعها ممّا جـرى فـي الغاضريّة تَلهـَبُ
قـد واصَلـت أيّـامَهـا بأنينهـا وحَنينِهـا ، ودمـوعها لا تَنضَـبُ
ما انفَـكّ رُزءُ الطـفّ يأكلُ قلبَها ذاك الصبور لدى الخَطوب ، الطيّبُ

(1) هو الشيخ محمد سعيد بن الشيخ موسى المنصوري :
خطيب كبير ، وشاعر شهير ، ومؤلّف قدير .
وُلدَ في مدينة النجف الأشرف سنة 1350 هـ ، ونشأ فيها ، وأكمَلَ دراسته الحَوزويّة والخِطابيّة ، ثم هاجر منها إلى مدينة عبّادان .. جنوب إيران . له قدرة عجيبة في سرعة وسهولة إنشاد الشعر ، بحيث يتذكّر الإنسان قول الله تعالى : «وألنّا له الحديد» !
له مؤلّفات متعدّدة تنفَع الخطباء بشكل خاص . نتمنّى له مزيداً من التوفيق لخدمة الدين والعقيدة .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 678

قلـبٌ تَحَمـّلَ مِن صروف زمانه مـا منـه يَذبـُلُ خيفـةً يتهيّـبُ
مِحَنـاً ثِقـالاً قـد تحمـّل قلبهـا مِـن حادثاتٍ أمـرها مستَصعَـبُ
رأتِ الأحـبّة والحسـين بجنبهـم ثـاوٍ وكـلّ بالـدمـاءِ مُخَضّـبُ
فـوق الصعيد جسومهم وعلى القنا رأتِ الـرؤوس ، وخَصمها يَتقلّبُ
فَـرَحاً بقتـل ابـن النبي وذلـكم مِـن كلّ ما لاقته «زينبُ» أصعبُ
ومَشَـت وسائق ظعنها شِمرُ الخَنا فإذا بكـت وَجداً تُسَبُّ وتُضـرَبُ
فقَضـت زمان الأسر من بلدٍ إلى أُخرى تُؤنّب في الخصوم وتَخطبُ
قـد أوضحت بخطابها عمّا خفى للناس مـن فضـلٍ لها فتعجّبـوا
لِـم لا تكـون أميـرة بخطابهـا وأميـرُ كـلّ المؤمنيـن لهـا أبُ
بَقيَت ببَحـر الحُزن تَسبحُ والأسى بعـد الحسيـن وللمنيـّة تطلُـبُ

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 679

حتّى انتهت منهـا الحياة وقلبُها سِفـرٌ كبيرٌ بالشجون ومَكتـبُ
ماتـت وما ماتت عقيلة هاشم فلها الوجود من المهيمن موهَبُ
فهي التي إن غُيّبت في لَحدِها فلهـا مواقف شمسها لا تَغرُبُ
دَعهـا تُنعـَّمُ في الجِنان لعلّه يَرتاح منها اليوم قلبٌ مُتعَب(1)

(1) ديوان ميراث المنبر ، للشيخ المنصوري ، الطبعة الأولى ، ص 260 .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 680

وللشاعر الأديب الحاج عبد المجيد العسكري الكربلائي(1) هذه الأبيات التي تَنبُع عن قلبه المُفعَم بولاء أهل البيت (عليهم السلام) :
لِزَينـبٍ مـرقدٌ يزهـو لشيعتهـا ونـوره صاعدٌ لِلـَّوحِ والقلمِ
يَزورها مـَن لـه عِلـمٌ بشَوكتِها إنّي لهـا ومـواليها من الخدمِ
هي ابنة المرتضى والطُهر فاطمةٍ حَـفيـدةٌ لنبيّ سيـّد الأمـمِ
في الشام بنـت رسول الله حاويةٌ أسمى سُموٍّ وعِزّاً غير منعدم

(1) هو الحاج عبد المجيد بن علي أكبر العسكري .
وُلدَ في مدينة كربلاء المقدّسة ، عام 1347 هـ ، شاعر معاصر ، وأديب مثابِر . من أشهر صفاته : التواضع ، ورقّة قلبه التي تجعله ـ حين استماعه إلى مصائب أهل البيت (عليهم السلام) ـ تتسابق دموع عينيه بالإنهمار ، فَهَنيئاً له على هذه الصفة .له ديوان شعر مخطوط ، يُقيم ـ حاليّاً ـ في مدينة
قم المشرّفة ـ بإيران . نَتَمنّى له مزيد التوفيق والسلامة مِن آفات الزمان .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 681

إنّا نُضحّي نفوساً والنَفيسَ لها وليس يُــدركُنا شيءٌ مـِن السام
هذي الولاية خَصّ الله شيعتها بها ، وليس لهم في الحبّ مِن نَدَم
إنّا نُعادي معادي زينـبٍ أبداً وإنّـه يستحـشقّ الدَوسَ بالقـَدَمِ(1)




(1) ديوان الحاج عبد المجيد العسكري ، مخطوط .
زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 682





من مصادر هذا الكتاب

1 ـ الإحتجاج ، للشيخ الطبرسي ، طبع بيروت ـ لبنان ، عام 1403 هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات .
2 ـ أخبار الزينبات ، للسيد يحيى بن الحسن العُبيدلي ، طبع قم ـ ايران ، عام 1401 هـ ، منشورات مكتبة السيد النجفي المرعشي .
3 ـ أدب الطف ، للسيد جواد شبّر ، طبع بيروت ـ لبنان ، عام 1409 هـ ، منشورات دار المرتضى .
4 ـ الإرشاد ، للشيخ محمد بن النعمان المفيد ، طبع ايران قم ، منشورات مكتبة بصيرتي .
5 ـ أسرار الشهادات ، للفاضل الدربندي ، طبع البحرين ، سنة 1415 هـ ، منشورات شركة المصطفى للخدمات الثقافيّة .

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 683

6 ـ الإيقاد ، للسيد محمد علي الشاه عبد العظيمي ، طبع قم ايران ، عام 1411 هـ ، منشورات مكتبة الفيروز آبادي .
7 ـ بحار الأنوار ، للشيخ المجلسي ، طبع بيروت ـ لبنان ، عام 1403 هـ ، منشورات مؤسسة الوفاء .
8 ـ تذكرة الخواص ، لسبط ابن الجَوزي ، طبع طهران ايران ، منشورات مكتبة نينوى الحديثة .
9 ـ تَظلّم الزهراء ، للسيد رضي بن نبي القزويني ، طبع بيروت ـ لبنان ، عام 1420 هـ .
10 ـ الخصائص الزينبيّة ، للسيد نور الدين الجزائري ، طبع قم ـ إيران ، سنة 1418 هـ ، منشورات مكتبة الشريف الرضي .
11 ـ الدرّ النَظيم ، للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي ، طبع قُم ـ إيران ، عام 1420 هـ ، منشورات مؤسّسة النشر الإسلامي .
12 ـ ديوان إبن كمّونة ، الحاج محمد علي آل كمّونة الأسَدي الحائري ، طبع قم ـ إيران ، عام 1411 هـ ، منشورات مكتبة الشريف الرضي .

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 684

13 ـ رياحين الشريعة ، للشيخ ذبيح الله المَحلاتي ، طبع طهران ـ إيران ، عام 1370 هـ ، منشورات دار الكتب الإسلاميّة .
14 ـ زينب الكبرى ، للشيخ جعفر النقدي ، طبع قم إيران ، عام 1420 هـ ، منشورات المكتبة الحيدريّة .
15 ـ الطرائف ، للسيد ابن طاووس ، طبع قم ـ إيران ، عام 1400 هـ ، منشورات مطبعة الخَيّام .
16 ـ عَبَرات المصطفين ، للشيخ محمد باقر المحمودي ، طبع قم ـ إيران ، عام 1417 هـ ، منشورات مجمع إحياء الثقافة الإسلامية .
17 ـ علل الشرائع ، للشيخ الصدوق ، طبع بيروت لبنان ، عام 1408 هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات .
18 ـ الغيبة ، للشيخ الطوسي ، طبع قم ـ إيران ، عام 1408 هـ ، منشورات مكتبة بصيرتي .
19 ـ كامل الزيارات ، لجعفر بن محمد بن قولويه ، طبع النجف الأشرف ، عام 1356 هـ ، منشورات المكتبة المُرتَضويّة .

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 685

20 ـ المَلهوف على قَتلى الطفوف ، للسيد ابن طاووس ، طبع قم ـ إيران ، عام 1414 هـ ، منشورات دار الأسوة للطباعة والنشر .
21 ـ مناقب آل أبي طالب ، لإبن شهرآشوب ، طبع قم ايران ، عام 1379 هـ ، منشورات مكتبة العلامة .
22 ـ المنتخب للطُريحي ، للشيخ فخر الدين الطُريحي النجفي ، طبع قم ـ إيران ، عام 1413 هـ ، منشورات مكتبة الشريف الرضي .
23 ـ معالي السبطين ، للشيخ محمد مهدي المازندراني الحائري ، طبع قم ـ إيران ، عام 1419 هـ ، منشورات مكتبة الشريف الرضي .
24 ـ نَفَسُ المهموم ، للشيخ عباس القُمي ، طبع قم ايران ، عام 1405 هـ ، منشورات مكتبة بصيرتي .
25 ـ وقائع الأيّام ، للشيخ المُلا علي الخياباني ، طبع قم إيران ، عام 1362 هـ ، منشورات مكتبة المصطفَوي .

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 686

كتب مطبوعة للمؤلف
1 ـ الإمام علي (عليه السلام) من المهد إلى اللحد
2 ـ فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد
3 ـ الإمام محمد الجواد (عليه السلام) من المهد إلى اللحد
4 ـ الإمام علي الهادي (عليه السلام) من المهد إلى اللحد
5 ـ الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) من المهد إلى اللحد
6 ـ الإمام المهدي (عليه السلام) من المهد إلى الظهور
7 ـ زينب الكبرى (عليها السلام) من المهد إلى اللحد
8 ـ الإسلام والتعاليم التربوية
9 ـ فاجعة الطف ، أو مقتل الحسين (عليه السلام)
10 ـ شرح نهج البلاغة ـ صدرت منه ثلاثة أجزاء ـ

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 687

11 ـ موسوعة عن حياة الإمام الصادق (عليه السلام) تبلغ ستين مجلداً :
المجلد الأول : الإمام الصادق (عليه السلام) في كتب العامة
المجلد الثاني : سيرة الإمام وسلوكه ، وحياته الفردية ، والعائلية ، والتربوية ، والإقتصادية ، والعلمية .
المجلد الثالث : الإمام الصادق والمذاهب والحكومات المعاصرة له ، وحياته السياسية .
المجلد الرابع : كتاب العقل والجهل . العلم . التوحيد . العدل
المجلد الخامس : كتاب النبوة والأنبياء (عليهم السلام)
المجلد السادس : تاريخ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)
المجلد السابع والثامن : الإمامة
المجلد التاسع : تاريخ الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السلام)
المجلد العاشر : تاريخ فاطمة الزهراء والأئمة الطاهرين (عليهم السلام)
المجلد الحادي عشر : كتاب المعاد
المجلد الثاني عشر : كتاب الإيمان والمؤمنين
المُجلّد الثالث عشر : كتاب مكارم الأخلاق

زينب الكبرى (ع) من المهد الى اللحد 688

المجلد الرابع عشر : كتاب الكفر ومساوئ الأخلاق ، كيفية التعامل مع الناس
المجلد الخامس عشر : كتاب العشرة (أي : كيفية التعامل مع الناس)
المجلد السادس عشر : كتاب الآداب والسنن الإسلامية
المجلد السابع عشر : أحاديث الإمام حول السماء وما في العالم
المجلد الثامن عشر : كتاب الطب
المجلد التاسع عشر : كتاب الزيارات
المجلد العشرون : كتاب الدعاء
المجلد الواحد والعشرون : أبواب الفقه / كتاب الطهارة
المجلد الثاني والعشرون : أبواب الفقه / كتاب الطهارة
المجلد الثالث والعشرون : أبواب الفقه / كتاب الطهارة

السابق السابق الفهرس