غَـسّلَتها دماءهـا ، قَلّبَـتهـا |
|
أرجُـلُ الخَيل كفّنَتها الرِمالُ |
ونساءٌ عوّدتمـوها المقاصيـ |
|
ـرَ ركِبنَ النياق وهي هِزالُ |
هـذه زينبٌ ومـِن قَبلُ كانت |
|
بِفِـنا دارِهـا تُحَـطّ الرحالُ |
والتي لـم تَزَل على بابِها الشا |
|
هِـقِ تُـلقي عِصِيّها السُؤّالُ |
أمسـَت اليـوم واليتامى عليها |
|
يا لقـومي تَصَدّق الأنذال(1) |
وبشنات الهـدى بَـرَزن حَيارى |
|
تَنـدِبُ النـَدبَ والهُمـام الكريما |
وأمـام النسـاء حِلف الرزايـا |
|
زينـبٌ مَن غَدَت تُقاسي العَظيما |
تَنـدبُ السِبطَ والدموعُ هوامـى |
|
ولظـى الـشوجدِ في الفؤاد أُقيما |
حَـرَّ قلبـي لِقَلبهـا مـُذ رأته |
|
وبَنـو الشرك منه حَزّوا الكريما |
يا أخي مَن ترى يَذودُ الأعادي |
|
بعـدكم مَن ترى يُحامي اليتيما(1) |
لـو كان يبقى للمُحـِبّ حَبيبُه |
|
مـا عـادَ حَيـرانـاً سَليلُ محمـدِ |
فَقَد الأحبـّة والحُماة بـكربلا |
|
وبَقي فَـريداً لا يَرى مِـن مُنجِـد |
لم أنسَه لَمّا رأى أهــل الوَفا |
|
صَرعـى على حـرّ الثرى المُتوقّدِ |
قَطَعَ الرجا منهم وعاد مُودّعاً |
|
حَـشرَمَ المُهيمـن مِن عَقائل أحمد |
فبَرزن مِـن حرم الإله بنَدبها |
|
وَلهـى بنَـعي مـوجعٍ وتـشَوَجُّد |
وعـليه دُرنَ صـوارخاً ونَـوادبا |
|
ولِنَعـيها قـد ذابَ صـُمّ الجَلمَدِ |
وأشَـدّهـا حـُرقاً عقيـلة أحمـدٍ |
|
تَدعو أخاها السبط في قلبٍ صَدي |
مَـن بعـد فَقـدِك يـا حِمانا مَلجأ |
|
للحـائـرات ولليتـامـى الفُقـّدِ |
مَن ذا ترى يحمي حِماها إن غَدَت |
|
مِـن ضَـرب أعداها تُدافع باليَد |
مِـن بعدكم قد عيلَ صبري وانفَنى |
|
عُمـري لـِرزئكم وبانَ تجلّـدي |
أم كيف سُلـواني وخَيلُ بني الشِقا |
|
تَعـلو صدوركم تَروح وتَغتدي(1) |
بضـعة البضعـة البتـولة فاطم |
|
وكفـى تـلك نسبــةً للمكارم |
بـك يعتزّ هاشـم حيـن تُعزَين |
|
إليـه إن قيـل ياابنـة هاشـم |
ياأبنة المصطفى الذي اختاره الله |
|
رســولاً وللنبيّيـن خـاتـشِم |
وابنة المـرتضى علـيّ واسمى |
|
والـدٍ لابـنةٍ نَـمَتهـا الأعاظم |
ثـمّ يـا صنوة الإمامين طوبى |
|
لكِ أخـتَ العبّاس بَدرِ الهواشم |
إئـذني يـا عقيلـة الطالبيّيـن |
|
لِمُستـأذنٍ على البـاب جـاثِم |
يبتغـي الإذنَ في اقتحام رِحابٍ |
|
مِـن مزاياكِ واضحاتِ المعالم |
حَرَمٌ لا يحوم فيه سوى المأذون |
|
منـكم بـأن يُرى في المحارم |
آيـة الإذنِ عنـده أن سيُهـدى |
|
لِصَـواب المَقـال فيكِ الناظم |
خَصّـكِ الله بـشاصطِفائكِ رِدءاً |
|
لإمامٍ علـى الشريعـة قائـم |
قـد أقـام السبـشط القوائم للدين |
|
ليَعلـو وكنتِ إحدى القـوائم |
رامـَكِ السبـطُ للبنـاء وللهـَدم |
|
لكِ الله مِـن مُشِيـشدٍ وهادِم |
شِدتِ ما أسّس الحسينُ ، وهُـدّت |
|
بـكِ ممّـا شاد الطغاة دعائم |
يـا لـِذاك اللسـان يُفـرغ عمّا |
|
بَيـن لِحيَي أبيكِ سيفاً صارِم |
مِقـوَلٌ طـاح بالعُتـاة فـأودى |
|
بـابن مرجانة الكفورِ الظالم |
لكِ قـلبٌ مـا ضاق وسعا برزء |
|
لـم تطـق حمله قلوب العوالم |
فبكاه مَن في السماء ومَن في الـ |
|
أرض حتى لقـد بكتـه البهائم |
ولَكَـم كُنـتِ إذ تُعانيـنَ ضَعفاً |
|
مِـن لُغوبٍ تُبدينَ أقوى العزائم |
جُـدتِ بالجُهـد كلّما تستطيعيـ |
|
ـنَ وبَذل القُوى لِحِفظ الفواطم |
لكِ عـينٌ تَرعى اليتامى وتَبكي |
|
للأيامى ومـا اغتَدَت عَينَ نائم |
بَيـنَ حِرصٍ على العِيال وجودٍ |
|
بدمـوعٍ سخينـةٍ وسـواجِـم |
ولقـد أذهـَلَ العـُقـول وقـوفٌ |
|
لكِ عند الحسيـن والفكـر هائم |
مَعَـكِ الحائراتُ قد حُمنَ مِن حو |
|
لكِ ذُعـراً كما تحـوم الحمائـم |
ففـزِعتُنّ للصريع على الرمضاء |
|
يشكـو الظَما عـن الماء صائم |
وشَهِدتِ الذي جرى من عظيم الـ |
|
ـخَطبِ لم يَجرِ مثله في العظائم |
وتَحمّـلتِ تَـركَ شِلـوِ حسيـنٍ |
|
عـاريا والمَسيـر فوق السَوائم |
وتَـشهَـيّأتِ للتـَحَمـّلِ فـيمـا |
|
سـوف يأتي مـن البلاء القادم |
ما نَسيتِ الحسين للمـوت حتّـى |
|
مِـتِّ والقلبُ فيه ما الله عالِم(1) |
واذكُـر ولَسـتُ أراكَ تنسى زَينَباً |
|
وعَساك تـذكُرُ قَلبَهـا الحَرّانـا |
أحسيـن ! سُلـواني علـيَّ مُحرّمٌ |
|
أم بَعـدَ فَقـدِك أعرِفُ السُلوانا |
أخشى البِعاد وأنت أقربُ مَن أرى |
|
حَـولي وأشكو الصَدّ والهِجرانا |
هـذا عَليلُكَ لا يُطيـقُ تَحـرّكـاً |
|
مِمّا دهاهُ مِـن الضَنا ودَهـانـا |
وتَهـونُ رِحلَتُنا عليك ورأسك الـ |
|
سـامي نَراه على القَنا ويَرانا ؟! |
لـي أخـوةٌ كانوا وكُنـتُ بِقُربهـم |
|
أحمي النزيل وأمنعُ الجيـرانا |
واليـوم أسألُ عنهـم البـيض التي |
|
صارت نُحـورهم لَها أجفانا |
واليـوم أسـألُ عنهـم السُمرَ التي |
|
صارت رؤوسُهُـم لها تيجانا |
واليـوم أسأل عنهـم الخيـل التي |
|
صارت صدورهم لهـا مَيدانا |
ذَهَبـشوا كأن لم يُخلَقـوا وكأنـّني |
|
مـا كنـتُ آمنةً بهـم أوطانا |
أنا بِنتُ من أنا أختُ مَن أنا مَن أنا |
|
لـو أنصَفَ الدهر الذي عادانا |
يـا زائـراً قبر العقيلة قِف وقُل : |
|
منّي السـلام على عقيلة هاشمِ |
هـذا ضريحكِ في دمشق الشام قد |
|
عَكَفَـت عليه قلوب أهل العالم |
هـذا هـو الحقّ الذي يَعلو ، ولا |
|
يُعلى عليه ، بِرَغم كلّ مُخاصِم |
سَل عن «يزيد» وأين أصبحَ قبرُه |
|
وعليه هل مِن نائحٍ أو لاطم ؟؟ |
أخـزاه سلطـان الهـوى وأذلّـهُ |
|
ومشى عليه الدهـر مِشيةَ راغمٍ |
أيـن الطُغاة الظالمون وحُكمهم ؟ |
|
لـم يُذكَـروا إلا بلَعـنٍ دائـمِ |
أيـن الجُناة الحاقـدون ليَعلمـوا |
|
هُـدِمَت معالمهم بِمِعـول هادِم |
ومصيـرهم أمسى مصيـراً أسـوداً |
|
بئس المصير إلى العقاب الصارِمِ |
يـا وَيـحَهُـم خانـوا النبـيّ وآلـه |
|
كـم مـِن جناياتٍ لهـم وجرائمِ |
عَمَـدوا لهـَدم الديـن بُغضاً منهـم |
|
للمصطفـى ولحيـدرٍ ولِفـاطـمِ |
كـم مِـن دمٍ سفكوا وكم من حُرمةٍ |
|
هتكـوا كـذي حَنَقٍ ونِقمةِ ناقـِم |
وبنـات وحـي الله تُسبى بيـنهـم |
|
مـن ظالـمٍ تُهـدى لألعَـن ظالم |
وا لَهـفَتـاه لـزينـبٍ مَـسبـيـّةً |
|
بيـن العـدى تبكي بـدمعٍ ساجم |
وتـرى اليتامـى والمتون تَسَـوّدَت |
|
بسياطهـشم ألَماً ولا مِـن راحـمِ |
فإذا بكت ضُربت ، وتُشتَمُ إن شَكت |
|
مِـن ضاربٍ تشكو الهوانَ وشاتِم |
قلـبٌ تَحَمـّلَ مِن صروف زمانه |
|
مـا منـه يَذبـُلُ خيفـةً يتهيّـبُ |
مِحَنـاً ثِقـالاً قـد تحمـّل قلبهـا |
|
مِـن حادثاتٍ أمـرها مستَصعَـبُ |
رأتِ الأحـبّة والحسـين بجنبهـم |
|
ثـاوٍ وكـلّ بالـدمـاءِ مُخَضّـبُ |
فـوق الصعيد جسومهم وعلى القنا |
|
رأتِ الـرؤوس ، وخَصمها يَتقلّبُ |
فَـرَحاً بقتـل ابـن النبي وذلـكم |
|
مِـن كلّ ما لاقته «زينبُ» أصعبُ |
ومَشَـت وسائق ظعنها شِمرُ الخَنا |
|
فإذا بكـت وَجداً تُسَبُّ وتُضـرَبُ |
فقَضـت زمان الأسر من بلدٍ إلى |
|
أُخرى تُؤنّب في الخصوم وتَخطبُ |
قـد أوضحت بخطابها عمّا خفى |
|
للناس مـن فضـلٍ لها فتعجّبـوا |
لِـم لا تكـون أميـرة بخطابهـا |
|
وأميـرُ كـلّ المؤمنيـن لهـا أبُ |
بَقيَت ببَحـر الحُزن تَسبحُ والأسى |
|
بعـد الحسيـن وللمنيـّة تطلُـبُ |