(1) كذا في المناقب ، وفي الأصل : فجزّ شيبان بن الثور رأسه . وهو تصحيف .
(2) أورد الأرجاز في وقعة صفّين : 359 هكذا :
يا هاشمَ الخَيرِ جُزيتَ الجنّه
قاتلـتَ في الله عدوّ السّنّه
والتاركي الحقّ وأهلَ الظنّه
أعظِم بِما فُزتَ به من مِنّه
صيّـرني الدَهر كأنّي شَنّه
يا ليتَ أهلي قد عَلَوني رَنّه
(3) الأبرج العين : أي كان بياضها محدقاً بالسواد كلّه . والحاوية : الأمعاء .
(4) كذا في المناقب ، وفي الأصل : خاوية .
(5) نسب هذه الأرجاز في وقعة صفّين : 399 إلى مالك الأشتر ، وبهذا اللفظ :
أضربـُهَم ولا أرى مُعاويه
الأخزَرَ العَين العظيم الحاويه
هوت به في النار اُمّ هاويه
جاوره فيـها كـلابٌ عاويه
أغوى طَغاماً لاهَدَته هاديه
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
425
الكلاع وساروا(1) إليهم وكاد معاوية يؤخذ .
وخرج عبد الله بن عمر ودعا امحمد بن الحنفية إلى البراز ، فنهض محمد فنهاه أبوه ، وكان لعنة الله عليه وعلى أبيه يقول :
أنا عُبيد الله ينميني عمر
خيرُ قريشٍ مَن مضى ومن غَير
فقتله عبد الله بن سوار ؛ ويقال : حريث بن خالد(2)؛ ويقال : هانئ بن الخطّاب : ويقال : محمد بن الصبيح ، فأمر معاوية بتقديم سبعين راية ، وبرز عمّار في رايات ، فقُتل من أصحاب معاوية سبعمائة رجل ، ومن أصحاب عليّ مائتا رجل .
وخرج العراد بن الأدهم ودعا العبّاس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطّلب ، فقتله العبّاس ، فنهاه علي عليه السلام عن المبارزة ، فقال معاوية : من قتل العبّاس فله عندي كذا ما يشاء ، فخرج رجلان لخميان(3)، فدعاه أحدهما إلى البراز .
فقال : إن أذن لي سيّدي اُبارزك ، وأتى عليّاً عليه السلام ، فلبس عليّ سلاح العبّاس ، وركب فرسه متنكّراً .
فقال الرجل : أذن لك سيّدك ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : «اذن للّذين يقاتَلون بأنّهم ظلموا»(4) فقتله ، ثمّ برز الآخر ، فقتله .
(1) كذا في المناقب ، وفي الأصل : وساير ، وفي وقعة صفّين : واستدار القوم .
(2) في وقعة صفّين : 299 : حُريث بن جابر الحنفيّ .
(3) كذا في المناقب ، وفي الأصل : نحيبان .
واللخم : حيّ باليمن .
(4) سورة الحجّ : 39 .
(1) في الأصل والمناقب : حجل بن اُثال ، والصحيح ما أثبتناه وفقاً لوقعة صفّين : 443 .
(2) كذا في المناقب ، وهو الصحيح ، وفي الأصل : أبوه .
(3) من المناقب .
(4) كذا في المناقب ، وفي الأصل : معه .
(5) في المناقب : ضربناكم .
(6) أورد الرجز في وقعة صفّين : 341 هكذا .
نحن ضربناكم على تنزيله
فاليوم نضربكم على تأويله
ضرباً يُزيل الهام عن مَقيله
ويذهـل الـخليلَ عن خليله
أو يرجع الحقّ إلى سبيله
وما في المناقب يختلف عمّا هو في الأصل ووقعة صفّين .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
427
ثم قال : والله لو قتلونا حتى بلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنّا على الحق وهم على الباطل .(1)
وبرز أمير المؤمنين عليه السلام ودعا معاوية وقال : أسألك أن تحقن دماء المسلمين وتبرز إليّ وأبرز إليك ، فيكون الأمر لمن غلب ، فبهت معاوية ولم ينطق بحرف ، فحمل أمير المؤمنين عليه السلام على الميمنة فأزالها ، ثم حمل على الميسرة فطحنها ، ثم حمل على القلب وقتل منهم جماعة ، ثم أنشد :
(1) قوله : «ثم قال : والله ... على الباطل» ليس في المناقب . وسيأتي هذا الكلام مكرّراً في ص 450 ، فراجع .
(2) كذا في المناقب ، وفي الأصل : من .
(3) كذا في المناقب ، وفي الأصل : ثبّت . وانظر الأبيات في وقعة صفّين : 432 .
(4) في المناقب : مع .
(5) رويت هذه الأرجاز والأرجاز التي تليها في وقعة صفّين : 371 منسوبة إلى عمرو بن العاص ، وبهذا اللفظ :
أنا الـغلام الـقرشـيّ المؤتمن
الماجدُ الأبلجُ ليث كالشـطن
يرضى به الشام إلى أرض عدن
يا قادة الكوفة من أهـل الفتن
يأيّها الأشراف مـن أهـل اليمن
أضربكم ولا أرى أبا حـسن
أعني عليّاً وابنَ عـمّ الـمؤتمن
كفى بهذا حَزَناً مـن الحَـزَن
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
428
فتناكل(1) عنه عليّ عليه السلام رجاء أن بتبعه عمرو ، فتبعه ، فرجع أمير المؤمنين إليه مرتجزاً :
أنا الـغلام الـقرشـيّ المؤتمن
الماجد الأبلج ليـث كـالشطن(2)
يرضى به السادة من أهل اليمن
[من ساكني نجد ومن أهل عَدَن](3)
أبو الحسين فاعلمن وأبو الحسن
جاك يقـتاد العـنان والرسـن
فولّى عمرو هارباً ، فطعنه أمير المؤمنين فوقعت في ذيل درعه ، فاستلقى على قفاه وأبدى عورته ، فصفح عنه أمير المؤمنين استحياء وتكرّماً .
فقال له معاوية : أحمد الله الذي عافاك ، وأحمد استك الذي وقاك .
ففي ذلك يقول أبو نؤاس :
فلا خير في دفع الأذى(4) بمذلّة
كما ردّها يوماً بسوءته عمرو
ثمّ دعا أمير المؤمنين معاوية إلى البراز ، فنكل عنه ، فخرج بسر بن أرطاة طامعاً في عليّ ، فصرعه أمير المؤمنين عليه السلام ، فاستلقى على قفاه وكشف عورته ، فانصرف عليّ عليه السلام .
فقال أهل العراق(5): ويلكم يا أهل الشام ، أما تستحيون من معاملة المخانيث ؟ لقد علّمكم رأس المخانيث عمرو في الحرب كشف الاساءة .
ولمّا رأى معاوية كثرة براز عليّ أخذ في الخديعة ، فأنفذ عمرو إلى ربيعة
(1) أي نكص وأظهر الجبن .
(2) الأبلج : المشرق الوجه أو منفصل الحاجبين . والشطن : الحبل المضطرب أو الطويل .
(3) منالمانقب ، وليس فيه العجز الأخير : «جاك يقتاد ...» .
(4) في المناقب : الردى .
(5) نسب هذا القول في المناقب إلى أمير المؤمنين عليه السلام .
(1) كذا في المناقب ، وفي الأصل : الأذى .
(2) البوادر : جمع البادرة ، طرف السهم من جهة النصل . وفي وقعة صفّين : 413 : تواتر .
(3) كذا في المناقب ، وفي الأصل : بدعة .
(4) في المناقب : بخادع . والأبيات طويلة وردت في وقعة صفّين : 416 منسوبة إلى الفضل ابن عبّاس .
(1) في المناقب : نصلح . وكلاهما بمعنى واحد .
(2) من المناقب .
(3) في المناقب : والرضا .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
431
وأمر معاوية ابن خَديج الكندي أن يكاتب الأشعث ، والنعمان بن بشير أن يكاتب قيس بن سعد في الصلح ، ثمّ أنفذ عمراً وحبيب بن مسلمة والضحّاك بن قيس إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فلمّا كلّموه قال : أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة رسوله ، فإن تجيبوا إلى ذلك فللرشد أصبتم ، وللخير وفّقتم ، وإن تابوا لم تزدادوا من الله الا بعداً .
فقالوا : قد رأينا أن تنصرف عنّا فنخلّي بينكم وبين عراقكم ، وتخلّون بيننا وبين شامنا ، فتحقن(1) دماء المسلمين .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لم أجد الا القتال أو الكفر بما اُنزل على محمد صلى الله عليه وآله .
ثمّ برز الأشتر وقال : سوّوا صفوفكم .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : أيّها الناس ، من بيع يربح في هذا اليوم ـ في كلام له ـ ألا إنّ خضاب النساء حنّاء ، وخضاب الرجال الدماء ، والصبر خير في عواقب الاُمور ، ألا إنّها إحن بدريّة ، وضغائن اُحديّة ، وأحقاد جاهليّة ، ثم قرأ عليه السلام : «فقاتلوا أئمّة الكفر إنّهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون»(2) .
ثم تقدّم عليه السلام وهو يرتجز :
دُبّوا دَبيب النَمل لا تفوتوا
وأصبحوا في حربكم وبيتوا
كيما تَنالوا الدين أو تموتوا
أو لا فإنّي طالما عُـصيت
(1) في المناقب : فنحن نحقن .
(2) سورة التوبة : 12 .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
432
قد قلتم لوجئتنا فجيتُ(1)
ثمّ حمل عليه السلام في سبعة آلاف(2) رجل فكسروا الصفوف .
فقال معاوية لعمرو : اليوم صبر وغداً فخر .
فقال عمرو : صدقت ، ولكنّ الموت حقّ ، والحياة باطل ، ولو حمل عليّ في أصحابه حملة اُخرى فهو البوار .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : فما انتظاركم إن كنتم تريدون الجنّة ؟
فبرز أبو الهيثم بن التيهان قائلاً :
(1) قوله : «وبرز عمّار .... حتى قُتِل» لم يرد في المناقب .
(2) انظر هذه الأرجاز في وقعة صفّين : 398 .
(3) انظر هذه الأرجاز في وقعة صفّين : 403 .
(4) انظر هذه الأرجاز في وقعة صفّين : 404 .
تسلية المُجالس وزينة المَجالس ـ ج 1
434
وكان عليه السلام يحمل عليهم مرّة بعد مرّة ويدخل في غمارهم ويقول : الله الله في البقيّة ، الله الله في الحرم والذرّيّة ، فكانوا يقاتلون أصحابهم بالجهل ، فلمّا أصبح صلوات الله عليه كان القتلى من عسكره أربعة آلاف رجل ، وقتل من عسكر معاوية اثنتين وثلاثين ألفاً ، فصاحوا : يا معاوية ، هلكت العرب ، فاستغاث بعمروٍ ، فأمره برفع المصاحف .
قال قتادة : كانت القتلى يوم صفّين ستّون ألفاً . وقال ابن سيرين : سبعون ألفاً ، وهو المذكور في أنساب الأشراف ، ووضعوا على كلّ قتيل قصبة ، ثمّ عدّوا القصب .(1)
قلت : أعظم بها فتنة يملّ من رصفها البنان ، ويكلّ عن وصفها اللسان ، ويخفق لذكرها الجنان ، ويرجف لهولها الانسان ، طار شررها فعمّ الآفاق ، وسطع لهبها فعمّ بالاحراق ، وارتفع رهج سنابكها فبلغ أسباب السماء ، وضاقت سبيل مسالكها فانسدّ باب الرجاء .
يالها فتنة اطّيّرت رؤوس رؤوسها عن أبدانها ، وابترت نفوس قرومها بخرصانها ، وبرقت بوارق صفاحها في غمائم عبرتها ، وضعفت رواعد هزبر أبطالها في سحائب مزنها ، قد كفر النقع شمسها ، وأخرس الهول نفسها ، وأبطلت مواقع صفاحها حركات أبطالها ، وصبّغت أسنّة رماحها أثباج رجالها بحرباتها ، لا يسمع فيها الا زئير اُسد غابها سمر القنا ، ولا ترى منها الا وميض بريق مواضي الأسنّة والضبا ، كم افترست ثعالب عواملها ليثاً عبوساً ؟ وكم اخترمت بحدود مضاربها أرواحاً ونفوساً ؟ وكم أرخصت في سوق قيامها على ساقها نفيساً ؟ وكم أذلّت بتواصل صولات حملات
(1) مناقب ابن شهراشوب : 3 / 174 ـ 181 ، عنه البحار : 32 / 580 ـ 589 .