امـن بـعد تـكفيـن الـنبي ودفـنه |
|
باثـوابـه اسـى عـلى هالـك ثـوى |
رزئنـا رسـول الله فيـنـا فلن ترى |
|
بـذاك عـديلا ما حـيينا مـن الـردى |
فيا خير من ضـم الجوانـح والحشى |
|
ويـا خـير مـيت ضمه التراب والثرى |
لقد نـزل بالمـسلمـيـن مـصيـبة |
|
كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفا |
وضاق فضـا الارض عنهـم برحبه |
|
لفـقد رسـول الله اذا قيل قـد مضـى |
فلـن يستقيل النـاس تلـك مصـيبة |
|
ولن يـجبـر العـظم الذي مـنهم وهى |
قل للمغـيب تحت اطباق الثرى |
|
ان كنـت تسمع صرختي و ندائيا |
صبـت علي مـصائب لو انها |
|
صبـت على الايام صـرن لياليا |
قد كنت ذات حمى بضل محمد |
|
لا اختشى ضيما و كـان جمـاليا |
فاليوم اخـشع للذلـيـل واتقي |
|
ضيمـي وادفـع ظالمـي بردائيا |
فاذا بـكت قمـرية في ليلهـا |
|
شجنا على غصـن بكيت صباحيا |
فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسـي |
|
ولاجعـلن الدمـع فيك و شاحـيا |
ماذا على مـن شـمّ تربة احمد |
|
ان لايشـم مـدى الـزمان غواليا |
الا يـا رسول الله كنت رجاءنا |
|
وكنت بنا بـرا ولـم تك جافيا |
وكنت رحيمـا هـاديا ومعـلما |
|
ليبك عليك اليوم مـن كان باكيا |
كان علـى قلبـي لذكر محـمد |
|
وما خفت من بعد النبي المكاويا |
افاطـم صـلى الله رب محـمد |
|
على جدث امسى بيـثرب ثاويا |
فـدى لرسـول الله امي وخالتي |
|
وعمي وابائي ونـفسي ومالـيا |
صـدقت وباغت الرسالة صادقا |
|
ومت صليب العود ابلج صافـيا |
فلو ان رب النـاس ابـقى نبينا |
|
سـعدنا ولـكن امـره ماضـيا |
عليك مـن الله الـسلام تـحية |
|
و ادخلت جنات من العدن راضيا |
ارى حـسنا ايتمـته وتركـته |
|
يبـكي ويـدعو جـده اليوم نائيا |
بطـيبة رسـم للرسـول ومعهـد |
|
منير وقد تعـفو الرسـوم وتهمد |
ولا تنمحي الايات مـن دار حرمة |
|
بها منبر الهادي الذي كان يصعد |
وواضـح ايـات وباقـي معالـم |
|
وربع لـه فيه مـصلى ومسـجد |
عرفت بهـا رسم الرسول و عهده |
|
وقبرا به واراه فـي الترب ملحد |
ضللت بها ابكي الرسول فاسعدت |
|
عيون ومـثلاها مـن الجن تسعد |
مفجعة قـد شفـها فـقـد احـمد |
|
فضلت لآلاء الرســول تـعـدد |
اطالت وقوفا تذرف الدمع جهدهـا |
|
علـى طلـل القبر الذي فيه احمد |
فبوركت يـا قبـر النبي وبوركت |
|
بلاد ثوى فيها الـرشيد المـسدد |
و بورك لحـد منك ضمن طـيب |
|
عليه بناء من صـفيـح منضـد |
لقد غيبـوا حلما وعلمـا و رحمة |
|
عشـية علـوه الثـرى لا يوسد |
وراحوا بحـزن ليس فـيهم نبيهم |
|
وقد وهنت مـنهم ظهور واعضد |
تبكون من تبكي السمـاوات يومه |
|
ومن قد بكته الارض فالناس اكمد |
وهل عدلـت يوم رزيـة هالـك |
|
رزيـة يـوم مـات فيه مـحمد |
تقطع فيه مـنـزل الوحي عنهم |
|
و قـد كان ذا نـور يغور وينجد |
يدل على الرحمن من يقـتدي به |
|
وينقذ من هول الخـزايا ويـرشد |
امـام لهم يـهديـهم الحق جاهدا |
|
معلم صـدق ان يـطيعوه يسعدوا |
وان نـاب امر لم يقومـوا بحمله |
|
فـمن عنـده تيـسير ما يـتشدد |
فبينا هم في ذلـك النور اذ غـدا |
|
الى نورهم سهم من الموت مقصد |
وامست ديار الوحي وحشا بقاعها |
|
لغيبة ما كانت مـن الوحـي تعهد |
وبالجمرة الكبرى لـه ثم اوحشت |
|
ديـار وعرصـات وربع ومـولد |
فبكى رسـول الله ياعين عـبرة |
|
ولا اعرفنك الـدهر دمـعك يجمد |
ومالك لاتبكيـن ذا النعمة التـي |
|
على النـاس منـها سائـغ يتـغمد |
فجودي عليه بالدمـوع و اعولي |
|
لفقد الـذي لا مثله الـدهر يوجـد |
ومـا فقد الماضون مثل مـحمد |
|
ولا مـثله حـتى الـقيامـة يفـقد |
اعـف و اوفـي ذمة بـعد ذمة |
|
و اقـرب مــنه نائـلا لا يـنكد |
ما بال عـينـك لا تـنام كانما |
|
كحلـت مآقـيها بـكحل الارمد |
جزعا على المختار اصبح ثاويا |
|
يا خير من وطئ الحصى لا تبعد |
و جهي يقيك الترب لهفي ليتني |
|
غيبـت قبـلك في بـقيع الغرقد |
نور اضاء على الـبرية كـلها |
|
من يـهد للـنور المـبارك يهتد |
والله اسـمع مـا بقيـت بهالك |
|
الا بكـيت علـى النـبي محمد |
صلى الاله ومـن يحف بعرشه |
|
والطيبـون عـلى المبارك احمد |