كربلاء في الذاكرة 368

38 ـ الفالول :

اذا ظهر الفالول بيد أحد الاشخاص ، فيطلب منه أن يسرق من أمه أو من أخته حبّات من الرز اثناء تصفيته في البيت وذلك على عدد الفالول ، ويضعها في مكان بعيد عن انظارها حتى تجف ، وبجفافها يجف الفالول ويزول نهائيا .
وهناك رواية ثانية تقول : اذا ظهر الفالول في اليد ، فان الشخص يجب ان يشتري (مكناسة) جديدة في مطلع أي شهر عند رؤية الهلال فيكنس الفالول بها .
وتذكر رواية أخرى انه يجب ان يؤتى بعگروك (ضفدعة) حيّ يدفن في الطين أمام أشعة الشمس حتى يجف ، وبجفافه يجف الفالول .

39 ـ الوليد المكروه :

هناك بعض النسوة يكرهن اطفال نساء أخريات ، فتأتي احداهن بعود تقدره على طول الطفل الذي تكرهه وترمي بالعود تحت أشعة الشمس حتى يجف . وكلما يذبل العود يضعف الطفل وتتلاشى نضارته وتذبل زهرة طراوته ، وهي تردد : يا بنت العيد سودي وجه الوليد .

40 ـ الأب المتأخر :

الطفل المولود مع أذان الفجر تكون رجله خفيفة ، فاذا تأخر والده أو أحد أفراد عائلته ، فبمجرد ان يقف الطفل عند عتبة باب الدار يعود الشخص المتأخر وهو رب البيت .

كربلاء في الذاكرة 369


41 ـ جبسة الطفل :

عندما يولد الطفل ، ففي أول يوم يأخذ أهله الى الصباغ ، حيث يصبغ القماش الملفوف به وهو من الململ المغطى به وجهه ، بعدة الوان من كل لون نقطة صبغ لكي لا ينچبس ، والچبسة هي العقم .

42 ـ خسوف القمر :

عندما يخسف القمر يقوم بعض الصبيان بالدق على التنك (الصفائح) ويدورون في الأزقة وذلك بتخويف الحوت التي ابتلعت جزءاً من القمر . وهناك اهزوجة ترددها الاطفال وهي :
يا حوته يا منحوته هدي گمرنا العالي
ان چان متهـدينـه اندگلچ ابصيـنيّة

43 ـ النهوض عند الارادة :

يصمم الفرد النهوض في الساعة معينة لاجل مهمة يرغب انجازها في الصباح الباكر ، فمثلا يريد أن يستيقظ في الساعة 7 عربية ، وقبل أن ينام يخاطب الوسادة بقوله «لعنة الدزدبان(1) عليك ان لم تجعليني استيقظ في الساعة 7 » ، ثم يكرر العبارة ثلاث مرات وينام ، فينهض في الساعة التي يحددها ، وهذا ايحاء نفسي كما هو ظاهر .

44 ـ الشخير :

عندما ينام الشخص المسن ، يشخر في نومه . فالشخص

(1) الدزدبان : كلمة فارسية مركبة من (دز) بمعناها (سارق) و(بان) معناه (قابض) أو ماسك ، أي ماسك اللص . والعرف السائد قديما هو ان خطأ أو ذنب يرتكبه هو الدزدبان ، ويراد به الگمركجي أيضا .
كربلاء في الذاكرة 370

النائم الى جانبه يستيقظ من أثر الشخير فيخاطب النائم بقوله (جاك السبع) فيسكت النائم .
في التشاؤم

45 ـ الگرط وقت النوم :

عندما ينام الطفل تطقطق أسنانه وكأنه (يگرط) شيئاً ، فتحس أمه وتهرع اليه وتخاطبه (تأكل لحم لو فحم ؟) فيحس على صوتها وآثار النعاس تدب في عينيه ، فان أجابها آكل (لحم) فانها تضربه بالنعال ضربة خفيفة على فمه اعتقاداً منها انه سيرى مكروها ، واذا اجابها (فحم) فهو في استقرار لا يخشى من اصابته بمكروه أو تشاؤم .

46 ـ الكنس وقت المغرب :

عندما يكنس أحد أفراد العائلة ساحة الدار أو (المِجاز) تراه الأم فتمنعه من ذلك لاعتقادها بالتشاؤم وحلول الفقر في هذا البيت في المستقبل ويقال في هذا الصدد (تُكنَس البركة) .

47 ـ نعيب البوم :

عندما تنعب البوم وقت المغرب على شرفات المنازل يخاطبها أحد أفراد العائلة (سچّينة وملح) وهذا الصوت انذار بحلول التشاؤم . ولابد لنا ان نستشهد بقول الشاعر :
ان من صاد عقعقا لمشؤوم كيف من صاد عقعقان وبوم ؟

كربلاء في الذاكرة 371


48 ـ الغراب الابگع :

عندما ينعق الغراب يخاطبه أفراد العائلة «خير .. خير ..» دفعا للشر ، أو (يكشّوه) يطردوه . والغراب الذي نعنيه في بحثنا هو (الابگع) وهو ذو لونين أسود وأبيض ، يتشاءم منه الناس ويحرم أكله . أما الغراب الاسود فهو (الزاغ) وأكله حلال يصطاد ويباع . فالغراب اما ان يأتي بخبر مفرح أو محزن .
وكان الناس يتشاءمون من صيحة الغراب ، وهذا التشاؤم قديم .
يقول الشاعر :
نعب الغراب فقلت صه أو لا تصه فلقد قضيت من النبي ديوني

49 ـ تعرض الثعلب :

في حالة السفر يتعرض الثعلب في الطريق للمارين ، وذلك دليل على حدث مفزع . وان ثمار السفرة لن تجنى . وهناك تشاؤم من الحيوان اعضب القرن ، يقول الكميت بن زيد الاسدي :
وما أنا ممن يزجر الطير همّه أصاح غرابٌ أم تعرض ثعلب
ولا السانحات البارحات عشيّة أمر سليم القرن أم مر أعضب

50 ـ العطسة :

اذا توجه انسان على سفر أو الخروج لعمل يعطس مرة واحدة ، يجب ان يتوقف عدة دقائق عن مباشرة العمل أو يؤجله . واذا تكررت ، يجب ان يستعجل .

كربلاء في الذاكرة 372


51 ـ سقوط المكناسة :

اذا سقطت (المكناسة) على احدى رجلي الشخص يجب عليه ان يقلع (خوصة) منها دفعا للشر .

52 ـ وضع الخوصة في الفم :

عندما تخيط الأم ثوب أحد ابنائها أو بناتها ، فان كان مرتديا الثوب تطلب منه وضع (خوصة) في فمه دفعاً للمكروه ، واذا رفض ذلك فتطلب منه ان يخلع رداءه لتخيطه .
في التفاؤل بالخير

53 ـ اذا (ضرگ الطير) وهو براز الطير الذي يقع على الشخص فان ذلك يبشر بخير .
54 ـ اذا حلم الانسان بالواوي (ابن آوى) فان ذلك يبشر بالخير .
55 ـ لو حدثت بين العصافير معركة فان ذلك يبشر بقدوم ضيف .
56 ـ اذا تهامس الدجاج ، فان ذلك ينبئ بقدوم ضيف .
57 ـ اذا كنس طفل بحدود السنتين ساحة الدار يقال انه يبشر بقدوم الضيف .
58 ـ اذا اعترضت الحيّة (الافعى) انسانا وهو سائر في الطريق فان ذلك ينبيء بقدوم ضيف .
59 ـ اذا اعترضت الانسان وهو قاصد لمهمة ، مسيرة جنازة أي جثمان شخص ميت ، فان ذلك يبشر بخير .

كربلاء في الذاكرة 373

متفرقات

60 ـ المرأة الحامل اذا رأت الحية (الافعى) وهي واقفة فانها تلد ذكراً ، واذا كانت تمشي (تزحف) فانها تلد انثى .
61 ـ المرأة الحامل اذا ادير على رأسها ملح في الشهر التاسع ثم حكت سطح شفتيها العليا فانها تلد ذكرا ، واذا حكت زلفها (صدغها) تلد انثى .
62 ـ اذا مشى رجل بين امرأتين يصادفهما في الطريق يجب ان يبصق على الأرض .
63 ـ اذا سافر الرجل الى خارج البلد يرش الماء حال خروجه بباب الدار لكي يعود الى أهله بسلام .
64 ـ ان كانت باب الدار واقعة باتجاه مطلع الشمس يدل ذلك على مبعث الرزق .
65 ـ اذا قص الانسان اظافره ليلا يكون نتيجته الفقر .
66 ـ اذا خلع الانسان حذاءه فصار الواحد فوق الآخر دل ذلك على سفر صاحبه .

كربلاء في الذاكرة 374

الحمامات الشعبية

قبل ان ادخل في الحديث عن الحمامات أو أن اصف للقارئ واجهاتها من الخارج ، فهي تتميز بهندسة البناء والنقوش البديعة والزخارف الجميلة المختلفة التي تعلو كل واجهة الى جانب القبة العالية المعقودة والتي لم يكن باستطاعة البنائين اليوم القيام ببناء مثل هذه القبة أو على شاكلتها .
أما عن الفوائد التي نجنيها من الحمامات فقد اتخذت منذ القدم أماكن للعلاج والتخلص من بعض الامراض التي تصيب الانسان جراء البرد القارص . فالمعروف ان حرارتها العالية تزيل الكثير من الاوجاع التي تصيب الجسم ومنها وجع العظام والزكام . وطبيعي لا يتم هذا العلاج الا بعد ان يمكث المستحم داخل الماء الحار (الخزينة) فترة طويلة من الزمن لا تتجاوز الساعة أو أكثر . وهذا ما نشاهده الآن ساريا في كثير من الحمامات الشعبية في كربلاء وخارجها .
كانت الحمامات قديماً دهاليز مظلمة ماؤها شديد الحرارة بحيث لا يستطيع المستحم المكوث فيها أكثر من نصف ساعة . وكثير من الناس يغمى عليهم ، نظرا لارتفاع حرارة هذه الحمامات . وكان الناس مضطرين في التردد عليها لان بيوتاتهم خالية من الحمامات الخصوصية كما هو اليوم حيث تتوفر في البيوت كل الوسائل الصحية والنفسية .

أقسام الحمام الداخلية :

1 ـ المخلع (المنزع) :


وهو مكان فسيح يخلع فيه الناس ملابسهم وفي بعض الحمامات توجد المنازع على شكل دواليب تحفظ فيها الملابس .

كربلاء في الذاكرة 375

2 ـ ساحة الحمام :


وتحتوي على عدة أركان ، في كل ركن توجد حنفيات واحواض صغيرة للغسل ، كما يوجد (الدوش) .
3 ـ الخزينة :


حوض كبير يملأ بالماء الحار ، يدخله عامة الناس لأجل الغُسُل بأنواعه (غُسل الجنابة والزيارة والميّت) أو لتنظيف الجسم . وهناك خزائن أخرى فيها الماء الفاتر الذي يلائم بعض الاجسام . أما اليوم فقد أغلقت كافة الخزائن من قبل وزارة الصحة ، وذلك لانها تجلب الامراض الجلدية وتساعد على تفشيها ، وان وجدت في بعض الحمامات فهي تستخدم كمخزن للماء الحار ، وقد استعيض عنها في معظم الحمامات بالحنفيات (الدواشة) .

العاملون في الحمام :

1 ـ الاسطة : ـ


وهو الشخص الذي يجلس على الكرسي وأمامه (الدخل) وهو اما أن يكون صاحب الحمام أو الضامن .
2 ـ الجومدار : ـ


وهي كلمة فارسية يراد بها (موزع الازار) ويقوم بدور المنشّف ، حيث يأخذ الأزار المبلل وينشفه في الشمس على سطح الحمام ، واليوم تطورت عملية التنشيف وصارت بطريقة الكهرباء .
3 ـ الدلاك :


وهو الذي يقوم بتدليك الجسم داخل الحمام وفي لوج خاص .

كربلاء في الذاكرة 376


ما يستخدم داخل الحمام

1 ـ الازار :


وهو قطعة قماش تتميز بلون أحمر وهو الغالب على أكثر الأوزار ، يستخدمه المستحم عند الدخول الى الحمام ثم يستبدل باوزار جديد عند الخروج اذا لم يجلب المستحم اوزاره الخاصة .
2 ـ السدر :


واستعماله من قبل الرجال المقدسين والمعمرين ، حيث يخلطون السدر بالحناء وورد الختمي لتدليك الجسم ودفع حرارته ورفع البثور . ومن الناس من يدلك رأسه بالنارنج أو بماء النارنج .
3 ـ النورة :


ويعرف بـ (دواء الحمام) وهو مركب من مادة الزرنيخ والنورة لأزالة الشعر من الجسم .
4 ـ الصابون :


وهو بأنواعه المختلفة المعطرة منها وغير المعطر لا سيما صابون الرگي .
5 ـ الكيس :


ويستعمل من قماش خشن أسود اللون . ويتم تدليك الجسم باحتكاكه بالجلد ويستخرج منه فتيلا من الاوساخ ، ويستعمل المدلك (السبداج) بوضعه على الكيس لأجل رفع الاوساخ المتراكمة وتنظيف الجسم جيدا .
6 ـ الليفة :


وهي مشبك من خيوط البند تحيكه النساء ، ويستعمل

كربلاء في الذاكرة 377

لتنظيف الجسم بشكل يكون الصابون داخل الليفة .
واضافة الى ما تقدم ، فهناك مواد ثانوية اخرى تستعمل داخل الحمام كالحجر والموس .
يدخل المستحم في المنزع ويودع أماناته ـ ان وجدت ـ لدى الأسطة ، ثم يخلع ملابسه ويدعها في زاوية خاصة ، ثم يدخل الى الحمام لغسل جسمه . وهناك عدد كبير من الوجهاء يجلبون معهم الفواكه كالبرتقال والنومي والرمان والنارنج لتقوية اجسامهم حتى يحصلوا على القوة والانتعاش .
وبعد فراغ المستحم من الغسيل يدق بالطاسة على الحوض أو يصفق بكلتا يديه اشارة الى الخروج ، وعندما يسمع الجومدار يأتي بمناشفه ثم يلبسها ويخاطبه : نعيماً دائما . فيجيبه : انعم الله عليك . ثم يدخل حوضا صغيراً بباب المنزع لغسل رجليه . ثم يجلس في الموضع الذي خلع فيه ملابسه . وبعض الاشخاص المعروفين والذوات يأتيهم المنشف ويمرخ لهم بالمناشف لمدة وجيزة .
وفي الاعياد يعمل الصنّاع بوضع صينية داخل المنزع فيها ابريق ماء الورد ، فالمستحم عند خروجه من الحمام يرمي بمبلغ مناسب في الصينية ، وتقسم المبالغ المتجمعة على الصناع أنفسهم .
وكانت أجرة الغسل في الحمام أبان العهد العثماني لا تتعدى القرش الواحد ، وقد صارت هذه الايام بين 150 ـ 500 فلسا حسب درجة نوعية الحمام ، والحمامات اليوم تكون تحت اشراف وزارة الصحة ، ولا تمنح الاجازة لصاحب الحمام الا بعد توافر عدد من الشروط .
ومن العادات المتبعة في الافراح ان بعض الاشخاص الذين يتزوجون ، يستغلون الحمام لساعتين ، فالعريس يصحب معه

كربلاء في الذاكرة 378

جماعة من اصدقائه ولفيفا من أقربائه لا يقل عددهم من 10 ولا يزيد عن 20 مما يضطر صاحب الحمام ان يلتزم بغلق باب الحمام حكراً لهم ، فلا يدخل أحد قبل الموعد المحدد . وهناك توزع الفواكه داخل الحمام ويترنم المحتفون بالاغاني الشعبية والاناشيد الرائعة ابتهاجا بزواج الصديق المحتفى به . وقد يكون عكس ذلك في الاحزان أي في يوم اربعين الشخص (المرحوم) حيث يذهب رئيس العائلة مع زمرة من اقربائه بعد حلق رؤوسهم ووجوههم الى الحمام .

حمامات النساء :

وتكون مجاورة لحمامات الرجال في الاعم الاغلب ومنها ما تكون مفتوحة في الصباح المبكر .. وتكاد تختلف النساء عن الرجال في العادات المتبعة في الاستحمام والادوات التي يجلبونها . فالنساء يحملن المناشف من البيت مع الملابس الخاصة بهن وتوضع داخل (بقچة) .
أما المواد التي تجلبها المستحمة الى الحمام فهي :
1 ـ الحناء السوداء والحمراء وهي تشترى من العطار .
2 ـ الصابون الرگي لغسل الجسم .
3 ـ السبداج خاتون لغسل الوجه ـ وهو مسحوق أبيض على شكل أقراص .
4 ـ طين خاوه لغسل الرأس .
5 ـ طاسه لوضع الصابون والمشط أثناء الاستحمام .
6 ـ حجر لتحجير كعب الساق .
7 ـ المسواك لتنظيف الاسنان .
8 ـ السدر (ورق النبگ) يستعمل لغسل الرأس .
9 ـ القبقاب .

كربلاء في الذاكرة 379

10 ـ الحرمل والبخور .
هذا فضلا عن ان النساء لديهن دلاكة لتدليك اجسامهن . وهناك عاملة واحدة تجلب لهن المناشف واجرتها 20 فلسا . واجرة الحمام 60 فلسا ، واجرة الدلاكة 60 فلسا أيضا .
ومن العادات المتبعة لدى النساء عند الولادة ان تذهب أم الطفل بعد الولادة بسبعة أيام الى الحمام مصطحبة جدة الطفل ـ ان كانت حية ترزق ـ وبعض الاقارب والصديقات ، ويصحبن معهن كيسا مملوءاً بالفواكه من أجل اتمام البهجة في نفوس المستحمات . وهناك فرق بين أجور الحمام حيث تكلف مبلغاً أكثر من المعتاد لاسيما في الوقت الحاضر .

كيفية اشتعال الحمام :

هناك كورة تقع في جوف الحمام بثلاثة اذرع ، حيث يؤتى بالحطب ويرمى فيها لكي تصبح أرضية الحمام حارة . وكان يحمى ماء الحمام قديماً بواسطة (الزبل) وهي القاذورات التي تتجمع في اصطبلات الخيل والحمير والبغال ، حيث تتجمع في موضع يقال له (الطمة) ويكون موقعها بجوار الحمام . وهناك عامل خاص يقوم بهذه العملية لقاء أجور معينة . أما اليوم فقد استبدل النفط الاسود والماء والكنديسة بدلا من الحطب . وقد حلت محلها حمامات عصرية منظمة تشعل بالغاز .
وقد اشتهر في كربلاء عدد من الحمامات منذ القدم منها لا زالت باقية حتى الان وقسم آخر اندرس أثره نتيجة للتخطيط الحضاري الذي طرأ على المدينة بفتح الشوارع الحديثة . وهذه الحمامات هي :

كربلاء في الذاكرة 380

1 ـ حمام المالح :


ويعرف اليوم بحمام موسى بن جعفر (عليه السلام) . يقع اليوم في محلة باب الطاق . ومن طريف ماحدثني به الشيخ عباس محمد حسن أبو الحب المولود سنة 1305 هـ انه دخل حمام المالح سنة 1326 هـ وكان يدفع أجرة الحمام وقدرها 3 بيزات أي ما يعادل 6 فلوس حالياً ، وذكر لي : ان المرحوم السيد علي السيد أحمد آل نصر الله هو الذي كان يستأجر الحمام لقاء مبلغ معين متفق عليه في ذلك الوقت . ويرجع تاريخ بناء الحمام الى القرن العاشر الهجري(1) .
2 ـ حمام الكبيس :


اوقفه الخواجة عيسى بن المرحوم محمد اللافيهي ، والموقوف عليه يحيى جلبي وذلك بتاريخ 9 ربيع الاول سنة 989 هـ(2) وتوليته بيد السادة آل الوهاب وآل الجلوخان وبعض الأسر العلوية . ويعرف بالكبيس نسبة الى عشيرة الكبيسات التي قطنت محلة الكبيس وهي جزء من محلة باب الطاق .
3 ـ حمام ركن الدولة :


أسسه الشاهزاده على نقي مرزا ركن الدولة وذلك بتاريخ 1255 هـ وتوليته بيد العلامة السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي . وموقعه في منتصف سوق القبلة الذي فتحه جلال باشا متصرف لواء كربلاء سنة 1328 هـ وكان يؤجره للعسكر ، وقد اندرس أثره اليوم .

(1) مدينة الحسين : للسيد محمد حسن الكليدار آل طعمة ج 1 ص 26 .
(2) البيوتات العلوية في كربلاء : للسيد ابراهيم شمس الدين القزويني ج 1 ص 17 و31 .
كربلاء في الذاكرة 381

4 ـ حمام البغدادي :


وهو العائد للسيد مهدي الجواد البغدادي ، وقد تأسس قبل قرن واحد ، ويقع في ساحة البلوش (ساحة الامام علي حاليا) .
5 ـ حمام القبلة :


أسسه محمد علي خان جان الكرمانشاهي أحد اتباع الحكومة البريطانية وذلك في سنة 1890 م ، وموقعه بباب قبلة الحسين (عليه السلام) ، لكن آثاره قد اندرست منذ سنة 1949 ـ 1950 م اثر افتتاح شارع الحائر الحسيني .
6 ـ حمام المشروطة :


يقع في محلة العباسية الشرقية ، ويعزى سبب تسميته بهذا الاسم لاحد زعماء (الدستور) الايراني ، هو الحاج أغا نور الله الاصفهاني .
وكانت ادارته بيد أخيه الشيخ اسماعيل . أما في الوقت الحاضر فقد انتقلت ادارته لاولاده . وقد استملك قسماً منه آل الكمبوري . ويعود تاريخ تاسيسه الى 1910 م .
7 ـ حمام الشاخة :


كان موقعه في محلة العباسية الغربية على فرع من نهر الهندية ويعرف بالشاخة . وقد أسسه حسين عسكر سنة 1892 م على عهد السيد حسين السندي رئيس بلدية كربلاء آنذاك . ثم انتقل الى ولده محمد علي . وقد تهدم اثر التوسع الحاصل بشارع العباس ، واعيد بناء ما تبقى منه ، ويسمى اليوم بـ (حمام كربلاء الحديث) . وهناك حمام للنساء يقع بالقرب منه .

كربلاء في الذاكرة 382

8 ـ حمام شنطوط :


أوقفته السيدة خديجة بنت عبد الحسين عجام لذرية الحاج محمود شنطوط وقفاً خيريا سنة 1920 م . وموقعه في نهاية شارع علي الاكبر قرب سوق العباس .
9 ـ حمام المخيم :


وكان يعرف بحمام فيروزة ، وكانت ساحة المخيم اذ ذاك مدفنا للموتى ، وقد شيد على انقاضها هذا الحمام وأسسه المرزا أحمد المعمار الشيرازي المعروف بضياء التجار ، ويعود تاريخ تأسيسه الى السنة 1900 م ، وهناك عدة سهام ابتاعها المرحوم السيد محسن السيد محمد علي آل طعمة . وموقعه اليوم في الواجهة الامامية لساحة المخيم .
10 ـ حمام اليهودي :


ويعرف اليوم بحمام الصفاء ، شيده يعقوب شكر الله أحد الملاكين اليهود المشهورين ، وموقعه في نهاية سوق العلاوي في الزقاق الذي كان يقطنه اليهود في العهد العثماني في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي .
11 ـ حمام النواب :


أسسه أحد الشخصيات من نوابي الهند ، وقد ابتاعه السيد مهدي الطباطبائي السندي ، وكان موقعه في سوق الهرج ـ ساحة الشهداء حاليا ـ يجاور هذا الحمام ، حمام خاص للنساء وبابه في زقاق الداماد .
12 ـ حمام السعادة :


وكان يعرف بحمام الچاچين المحرفة من كلمة دكاكين ، الواقع في محلة باب السلالمة في زقاق النصاروة ، ويستحم فيه

السابق السابق الفهرس التالي التالي