مررت علـى قبر الحسين بكربلا |
|
ففاضت عليه من دموعي غزيرها |
وما زلت أبكيـه وأرثـي لشجوه |
|
ويسعد عينـي دمعـهـا وزفيرها |
وناديت من حول الحسين عصائبا |
|
أطافت بـه مـن جـانبيه قبورها |
سلام على أهـل القبـور بكربلا |
|
وقل لهـا مـنـي سـلام يزورها |
سلام باصال العشـي وبالضحى |
|
تؤديه نكبـاء الـريـاح ومـورها |
ولا بـرح الـزوار زوار قبـره |
|
يفوح عليهـم مسكـهـا وعبيـرها |
«الطـف» ما أطـل بـالاشـراف |
|
على العـراق وعـلـى الارياف |
أو مـا عـلا فـراتـه من شـط |
|
واختص في مثوى الحسين السبط |
وسمـى «الحائـر» وهـو الـدائر |
|
اذ دار فيـه المـاء وهـو حـائر |
لـدن رأى هـارون ثـم جعـفـر |
|
أن يحـرث القـبـر كمـا سنذكر |
وذاك عـشـرون ذراعـا تضرب |
|
بمثلهـا فعـم أقـصـى أقـرب |
و«نيـنـوى» لقـريـة قديـمـة |
|
جـدد فيـهـا يـونـس أديـمه |
اذ قذفتـه «النون» عـاري البشره |
|
فأبنـت الله علـيـه الشـجـره |
وذاك فـي روايـة مـعـروفـه |
|
قيل بهـا وقيـل بـل بـالكوفة |
لكنـمـا التسـمـية المـذكـورة |
|
دلت على الطـرفـة والبـاكوره |
و«كـربـلا» لان فيـهـا رخوا |
|
أو أنهـا تنـبـت وردا أحـوى |
أو «كـور بـابل» كمـا يـقال |
|
وخفف اللفظـة الاسـتعـمـال |
و«الغـاضريات» لان غاضـره |
|
من أسد قـد تخـذتـه حاضره |
وفـيـه نـهـر لهـم أو أنهـر |
|
تعرف فـي نسبتـهـم وتشهـر |
و«مشهد الحسين» حيث استشهدا |
|
أو حيث ما يشـهـده من شهدا |
مـررت علـى أبيـات آل محمد |
|
فلم أرهـا أمثـالهـا يـوم حلت |
ألم تر أن الشمس أضحت مريضة |
|
لفقد حسيـن والبلاد اقشـعـرت |
وكانوا رجالا ثم صـاروا رزيـة |
|
ألا عظمت تـلك الـرزايا وجلت |
أتسألنـا قيس فنعطي فـقـيـرها |
|
وتقتـلـنا قيـس اذا النعـل زلت |
وعند غنى قطرة مـن دمـائنـا |
|
سنطلبهـا يـومـا بها حيث حلت |
فلا يبـعـد الله الـديـار واهلها |
|
وان أصبحت منهم برغمى تخلت |
فان قتيل الطف مـن آل هـاشم |
|
أذل رقـاب المسلمـيـن فـذلت |
وجار فارس الاشقين بعد برأسه |
|
وقد نهلت منه الريـاح وعـلت(18) |